الأسلوب النبوي والأسلوب
القرآني
بقلم
د.محمد رجب البيومي – رئيس تحرير مجلة الأزهرالصادرة
عن مجمع البحوث الإسلامية في عدد مايو 2004
أعرف أن
النقاش الهادئ يفضي إلى خير كثير،أما النقاش الصاخب فتتغلب فيه الذاتية على
الموضوعية، وهذا ما يحوله إلى لجاج عنيد.
وقد زارني أحد الزملاء ممن يشغلون أنفسهم بشئون من الفكر الجاد، فذكر لي
أن إيمانه لا يتزعزع قيد لحظة بأن القرآن
الكريم منزل من عندالله ولكن قراءات له في كتب الإستشراق تقول أن محمداً صلى
الله عليه وسلم قد افتراه، وقد كان فصيحاً بليغاً،ولا يعجزه أن يأتي بمثله! فكيف نقول
لهؤلاء!.
قلت: إن
الفرية قديمة منذ عهد الرسالة...وقد رد القرآن بقوله
عز وجل:
﴿ أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ
مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ
كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾ (هود:13)
وقد دحضها
السابقون بما لامزيد عليه، ولكني الآن
سأقنعك بأدلة ملزمة، لا يجد العقل مثاراً للإرتياب فيها،فهل ستسمع؟.
قال: أجل
ويسعدني أن أستضئ بنور هذه الأدلة، لا لكي يطمئن قلبي فهو مطمئن ولكن لأقمع من يلوكون
الإفك عن غرض خبيث!.
قلت: إن
نصوصاً صريحة في القرآن تجزم عقلياً بأن رسول
الله قد أوحي إله،ولم يخترع، فإذا كانت هذه النصوص العقلية ذات دلالة صادقة على
نزول الوحي، وقد انتقلت بمضمونها من الدليل النقلي إلى الدليل العقلي، بمعنى أن
قارئهما يجد نفسه أمام منظق لايقبل التفنيد، فقد وضح اليقين!.
فابتسم
صاحبي ابتسامة المرحب وقال: هيا!
قلت: يقول
الله عز وجل في كتابه مخاطباً رسوله في سورة
القيامة:
﴿لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16) إِنَّ
عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآَنَهُ (17) فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ
قُرْآَنَهُ (18) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ (19) ﴾
يقول
المفسرون جميعاً في سبب نزول هذه الآية " إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا لقن الوحي نازع جبريل القراءة ولم يصبر حتى يتمها
مسارعة في الحفظ وخوفاً من أن يفلت منه حرف،
فأمره الله أن ينصت بقلبه وسمعه حتى يرسخ القول في نفسه، لأن الله قد ضمن حفظه فلن
يفلت منه حرف واحد"
فهل كان
نزول هذا النص الكريم إلا دليلاً على اهتمام
النبى بما يتلقى من وحي ربه! وإذا كان الرسول قد افترى القرآن- وحاشا أن
يكون-فهل يخطر بباله أن يأتي بهذا المعنى، ولماذا؟! وهو القائل في زعم هؤلاء
المتخرصين؟!.
ثانياً:
يقول الله تعالى في سورة الأنعام:
﴿ وَلَا
تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ
وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ
مِنَ الظَّالِمِينَ (52)﴾
ويقول
المفسرون إن جماعة من رؤساء المشركين قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم: لو
طردت عنا هؤلاء العبيد-يعنون المستضعفين من أمثال بلال وخباب وصهيب- لجلسنا إليك
وحادثناك.
فقال صلى
الله عليه وسلم: وما أنا بطارد المؤمنين.
قالوا:
فأقمهم عنا إذا جئنا فإذا قمنا فأقعدهم معك إن شئت.
فقال: نعم.طمعاً في إيمانهم، ولكن الله عز وجل لم يرض أن يطرد هؤلاء، فنزلت
الآية الكريمة تدعو الرسول إلى إبقائهم لديه،
أفلو كان هو الذي ألف القرآن ! أيذكر ما كان من تسرعه حين وافق ومن تصحيح الوحي
لموقفه! أم أنه تلقى نداء ربه عن يقين!
ثالثاً:
يقول الله عز وجل في سورة النساء:
﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ
لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ
خَصِيمًا (105) وَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا (106)
وَلَا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا
يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا (107) يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ
وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا
يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا (108) ﴾
يقزل
المفسرون ما ملخصه: " إن طعمة بن الأبرق سرق درعاً من جار له في جراب من
دقيق، فجعل الدقيق ينتشر من خرق، ثم خبأها عند يهودي.فبحث الجار عن درعه فلم
يجدها وتتبع أثر الدقيق فوجده انتهى إلى منزل اليهودي فأخذها ومن معه ورفعوا الأمر
إلى رسول الله فحكم بما ظهر له بشهادة الأثر الذي انتهى إلى منزل اليهودي، فنزل
الوحي مصححاً الحكم، وداعياً رسول الله إلى الإستغفار حيث لم يصب الرأي". أفلو
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذي ألف القرآن، أيجد داعياً إلى إبراز تخطئته،
وكونه خصيماً للخائنين! ولم يجبره أحد على أن يعلن استغفاره مما وقع فيه!.
رابعأً:
قال الله تعالى في سورة التوبة:
﴿ اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ
لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ
يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ
وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (80)﴾
قال
المفسرون : إن عبدالله بن عبدالله بن أُبي بن سلول سأل رسول الله أن يستغفر لأبيه لعظيم جرمه فلم يكسر خاطر الإبن واستغفر له، فنزل
الوحي مؤكداً أن الله لا يغفر لهذا المنافق مهما
استغفر له الرسول..والحديث التاريخي في هذا المنحى يطول، ولكننا نريد أن نعلم أن
الوحي يصحح ما وقع فيه الرسول لأنه بشر! ولو كان هو المؤلف لما وقع تصحيح لما أقره
واختاره، ولكنه حكم الله!.
ولا يقتصر
الأمر على هذه الأربعة فهناك مشابهة
أخرى منها: قول الله عز وجل:
﴿ مَا
كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ
أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ
يُرِيدُ الْآَخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (67) لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ
سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (68) ﴾ (سورة الأنفال).
ومنها قوله
تعالى:
﴿ عَفَا
اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ
حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ (43)
﴾ (سورة التوبة).
ومنها هذا
النص الذي أشير إليه بإيجاز وهو قول الله
تعالى:
﴿وَإِنْ
كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ
لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا (73)
وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا
(74) إِذًا لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ
لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا (75) ﴾ (سورة الإسراء).
ففي هذا
النص الكريم ما يفيد أن الرسول قد كاد يركن قليلاً إلى المشركين في بعض ما اقترحوه
ولهذا هدده الله بأن يذيقه ضعف الحياة وضعف الممات،ثم لا يجد نصيراً من دونه فليت
شعري ما كان أغنى الرسول عن إثبات هذا اللوم العنيف لو كان هو الذي ألف وأذاع! هذه
أدلة يقينية تقطع ألسنة من يفتري الكذب على الله وعلى رسوله الأمين!.
قلت هذا
وسكتُّ، وظن صاحبي أني أبحث عن أدلة أخرى من كتاب الله، فابتسم معلناً اقتناعه
التام بما ذكرت وأنه يقف الآن على صخرة ثابتة من الحقيقة الراسخة، وفتح لي بذلك
مجالاً للخوض في الموضوع من ناحية ثانية فقلت:
تعلم يا
أخي أن رسول الله كان يخطب كل جمعة، وفي مواقف تحدث كثيراً غير موقف الجمعة، حتى سمع له أعداؤه وأصحابه معاً أكثر من خمسمائة خطبة
نبوية، ولم يعن المسلمون بتدوينها إذ كان همهم
الأول تدوين كتاب الله محاذرين أن يختلط به حرف واحد لم ينزل به الوحي، هذه الخطب
الكثيرة تختلف في أسلوبها عن أسلوب القرآن، فلو كان القائل واحداً، أما يوجد بعض
التشابه في الأسلوب على كثرة ما أذاعه الرسول من آثار مع أن الأغراض التي تحدث عنها
القرآن ، والمعاني التي ترددت في الذكر الحكيم، هي في كثير من اتجاهاتها موضع الخطبة
الدينية لرسول الله، إذ قال الله عز وجل في سورة النحل:
﴿... وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (44) ﴾
فهل وجد
أدنى تشابه في الأسلوب بين ما قال الرسول
وما نزل من القرآن. لقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يستشهد بالآية الكريمة في
الخطبة القصيرة أو الطويلة فتنفرد بإشعاع خاص يعلن مصدرها الأعلى الرفيع وقد عقد
العلماء فصولاً شافية في إيضاح الفروق بين الأسلوبين.
ومن أبرز
المعاصرين في هذا المجال الأستاذ الدكتور محمد عبدالله دراز-رحمه الله- حيث قال:
" ونحن نرى الأسلوب القرآني فنراه ضرباً وحده، ونرى الأسلوب المحمدي فنراه ضرباً وحده ولا يجرى مع القرآن في ميدان إلا
كما تجري محلقات الطير في جو السماء لا يستطيع
إليها صعوداً ثم نرى أساليب الناس على اختلافها ضرباً واحداً لا تعلو عن سطح الأرض،
فمنها ما يحبو حبواً ومنها ما يشتد عدواً ، ونسبة أقواها إلى القرآن كنسبة هذه
السيارات الأرضية إلى السيارات السماوية، نعم لقد تقرأ القطعة من الكلام النبوي فتحاول
اقتناصها، ولقد تقرأ الكلمة من الحكمة النبوية فتشتبه عليك أمن كلمات النبوة
أم كلمات الصحابة أم كلمات التابعين؟ أما الأسلوب القرآني فإنه يحمل طابعاً لا
يلتبس معه غيره. ولا يجعل طامعاً يطمع في أن تحوم حول حماه".
ثم إن
الناس يتحدثون عن الإعجاز بالصرفة فيفهمون القول على غير وجه الصحيح، إذ وقر في أذهانهم أن المراد أن الله صرفهم عن المعارضة
صرفاً، مع قدرتهم عليها، وهذا خطأ لا يمكن أن يقع
فيه أمثال الجاحظ والمرتضى وابن سنان من القائلين بالصرفة، ولكن المراد بالصرفة
أن العرب حين تأكدوا من قصورهم التام عن محاكاته انصرفوا مبدئياً دون محاولة
لهذه المحاكاة!! وهنا نفهم الصرفة بمعناها الحقيقي لا بما تردده بعض المؤلفات! وإذا
كان العرب من صرح بأن القرآن مفترى، وليس من عند الله، فهو تصريح المجابه الذي
يظهر غير مايبطن، وهؤلاء هم الذين قال الله فيهم في سورة النمل
﴿وَجَحَدُوا
بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ
كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ (14) ﴾
هذا بعض ما دار في الحديث بيني وبين صاحبي ، حاولت أن أشرك فيه قارئي الكريم،
على أني حين خلوت إلى نفسي، تذكرت شيئاً كنت
قرأته من قبل، ولا أدري في أي كتاب، هذا الشئ هو الطابع الإلهي الذي يغمر قول رب
العزة فيوحي بلجلال والقوة في كل نص إلهي، بحيث يشعر القارئ أنه يتلقى أمر الله
في كل حرف قرآني، أما الحديث النبوي
فيظهر فيه الروح البشري الذي يقوى في
مناسبة، ويرق في مناسبة أخري، يتجلى الروح الإلهي في مثل قول الله عز وجل:
﴿ فَسُبْحَانَ
اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ (17) وَلَهُ
الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ (18)
يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ
تُخْرَجُونَ (19) وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ
خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ (20) وَمِنْ
آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا
إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21) وَمِنْ آَيَاتِهِ
خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ
لِلْعَالِمِينَ (22) وَمِنْ آَيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ
لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (23) وَمِنْ
آَيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ
مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ
لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (24) وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ
بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الْأَرْضِ إِذَا أَنْتُمْ
تَخْرُجُونَ (25) وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ
قَانِتُونَ (26) وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ
الْحَكِيمُ (27) ﴾ (سورة الروم).
مايظهر الروح البشري الذي يحن ويرق في مثل قوله صلى الله عليه وسلم: "
اللهم إليك أشكو ضعف قوتي، وقلة حيلتي ، وهواني على
الناس. يا أرحم الراحمين،أنت رب المستضعفين وأنت ربي إلى من تكلني إلى بعيد يتجهمني،
أم إلى قريب ملكته أمري. إن لم يكن بك علىّ غضب فلا أبالي، ولكن عافيتك أوسع لي. أعوذ
بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة أن تنزل علىّ
غضبك، أو يحل علىّ سخطك، لك العُتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك".
هذه أرفع
مناجاة بشرية يتقدم بها أكرم مخلوق إلى ساحة الله الخالق العظيم، فليقرأ الجاحدون
ثم يوازنوا بينها وبين أسلوب القرآن العظيم.
أرسل بواسطة : قذيفة الحق