الحروف المقطعة في القرآن الكريم

 

 

Anti-christian

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنقل لكم من كتاب حوار مع صديقي الملحد للدكتور مصطفى محمود أحد الفصول التي كان يناقش فيها إعتراض صديقه الملحد على الحروف المقطعة

يقول الدكتور مصطفى محمود

قلت لصديقي الملحد :
-
لا شك أن هذه الحروف المقطعة في أوائل السور قد صدمتك حينما طالعتها لأول مرة .. هذه : حم .. طسم .. الم .. كهيعص .. ق .. ص .. ترى ماذا قلت لنفسك وأنت تقرؤها ؟
اكتفى بأن يمط شفتيه في لا مبالاة ويقول في غمغمة مبتورة :
-
يعني
-
يعني ماذا ؟
-
يعني .. أي كلام يضحك به النبي عليكم .
-
حسناً ، دعنا نختبر هذا الكلام الذي تدعي أنه كلام فارغ والذي تصورت أن النبي يضحك به علينا .
ودعنا نأخذ سورة صغيرة بسيطة من هذه السورة .. سورة " ق " مثلاً .. ونجري تجربة .. فنعد ما فيها من قافات وسنجد أن فيها 57 قافاً . ثم نأخذ السورة
التالية وهي سورة الشورى وهي ضعفها في الطول وفي فواتحها حرف " ق " أيضاً .. سنجد أن فيها هي الأخرى 57 قافاً .
هل هي مصادفة ؟ .. لنجمع 57+57=144 عدد سور القرآن .. هل تذكر كيف تبدأ سورة ق .. وكيف تختتم .. في بدايتها : { ق والقرآن المجيد .. } وفي ختامها : { فذكر بالقرآن من يخاف وعيد } .. وكأنما هي إشارات بأن " ق " ترمز للقرآن .. " ومجموع القافات 114 وهي سور القرآن " .
قال صاحبي في لا مبالاة:
-
هذه أمور من قبيل المصادفات.
قلت في هدوء
-
سنمضي في التجربة ونضع سور القرآن في العقل الألكتروني ونسأله أن يقدم لنا إحصائية بمعدلات توارد حرف القاف في جميع السور.
-
قال وقد توترت أعصابه وتيقظ تماماً:
-
وهل فعلوها؟
-
قلت في هدوء
-
نعم فعلوها.
-
وماذا كانت النتيجة؟
-
قال لنا العقل الألكتروني إن أعلى المتوسطات والمعدلات موجودة في سورة ق، وإن هذه السورة قد تفوقت حسابياً على كل المصحف في هذا الحرف .. هل هي مصادفة أخرى .
-
غريب !
-
سورة الرعد تبدأ بالحروف " المر " قد قدم لنا العقل الألكتروني إحصائية بتوارد هذه الحروف في داخل السور كالآتي:
ا ترد 625 مرة .
ل ترد 479 مرة.
م ترد 260 مرة.
ر ترد 137مرة.
هذا وفي ترتيب تنازلي: ا ثم ل ثم م ثم ر بنفس الترتيب الذي كتبت به "المر" تنازلياً، ثم قام العقل الألكتروني بإحصاء معدلات توارد هذه الحروف في المصحف كله .. وألقى إلينا بالقنبلة الثانية:
أن أعلى المعدلات والمتوسطات لهذه الحروف هي في سورة الرعد .. وأن هذه السورة تفوقت حسابياً في هذه الحروف على حميع المصحف .
نفس الحكاية في " الم " سورة البقرة.
ا وردت 4592 مرة
ل وردت 3204 مرات.
م وردت 2195مرة.
بنفس الترتيب التنازلي " الم "
ثم يقول لنا العقل الألكتروني إن هذه الحروف الثلاثة لها تفوق حسابي على باقي الحروف في داخل سورة البقرة.
نفس الحكاية في " الم " سورة آل عمران.
ا وردت 2578 مرة.
ل وردت 1885 مرة.
م وردت 1251 مرة.
بنفس الترتيب التنازلي " الم " وهي تتوارد في السورة بمعدلات أعلى من باقي الحروف.
نفس الحكاية " الم " سورة العنكبوت.
ا وردت 784 مرة.
ل وردت 554 مرة.
م وردت 344 مرة.
بنفس الترتيب التنازلي " الم " ثم هي تتوارد في السورة بمعدلات أعلى من باقي الحروف.
وفي جميع السور التي ابتدأت بالحروف " الم " نجد أن السور المكية تتفوق حسابياً في معدلاتها على باقي السور المكية: والمدنية تتفوق حسابياً في معدلاتها من هذه الحروف على باقي السور المدنية. وبالمثل في " المص " سورة الأعراف.
يقول لنا العقل الألكتروني إن معدلات هذه الحروف هي أعلى ما تكون في سورة الأعراف. وأنها تتفوق حسابياً على كل السور المكية في المصحف.
وفي سورة " طه " نجد أن الحرف ط والحرف هـ يتواردان فيها بمعدلات تتفوق على كل السورة المكية .. وكذلك في " كهيعص " مريم ترتفع معدلات هذه الحروف على كل السور المكية في المصحف.
كما نجد السور التي افتتحت بالحروف " حم " إذا ضم بعضها إلى بعض فإن معدلات توارد الحرف ح والحرف م تتوق على كل السور المكية في المصحف.
وبالمثل السورتان اللتان اقتتحتا بحرف " ص " وهما سورة " ص " والأعراف " المص " ويلاحظ أنهما نزلتا متتابعتين في الوحي .. إذا ضمتا معاً تفوقتا حسابياً في هذه الحروف على باقي المصحف .. وكذلك السور التي افتتحت بالحروف " الر " وهي : ابراهيم، ويونس، وهود، ويوسف، والحجر وأربع منها جاءت متتابعة في التواريخ الوحي .. إذا ضم بعضها إلى بعض .. أعطانا العقل الألكتروني أعلى معدلات في نسبة توارد حروفها " المر" من كل السور المكية في المصحف.
أما في سورة " يس " فإننا نلاحظ أن الدلالة موجودة ولكنها انعكست .. لأن ترتيب الحروف انعكس، فالياء في الأول يس " بعكس الترتيب الأبجدي ".
ولهذا نرى أن توارد الحرف " ي " والحرف " س " في السورة هو أقل من توارده في جميع المصحف مدنياً ومكياً. فالدلالة الإحصائية هنا موجودة ولكنها انعكست.
كان صاحبي قد سكت تماماً.
قلت وأنا أطمئنه :
-
أنا لا أقول هذا الكلام من عند نفسي، وإنما هي دراسة قام بها عالم مصري في أمريكا هو الدكتور رشاد خليفة .. وهذا الكتاب الذي يديك يقدم لك هذه الدراسة مفصلة.

Miracle of the Quran
Islamic productions international In St. Louis mo

وقدمت إليه كتاباً إنجليزياً مطبوعاً في أمريكا للمؤلف.
أخذ صاحبي يقلب الكتاب في صمت.
قلت:
-
لم تعد المسألة مصادفة وإنما نحن أمام قوانين محكمة، وحروف محسوبة كل حرف وضع بميزان ورحت أتلو عليه سورة الشورى :
{
الله الذي أنزل الكتاب بالحق والميزان } [ الشورى : 17]
وأي ميزان ؟ نحن هنا أمام ميزان يدق حتى يزن الشعرة والحرف .. أظن أن فكرة النبي الذي يؤلف القرآن ويقول لنفسه سلفاً سوف أؤلف سورة الرعد من حروف " المر " وأورد بها أعلى معدلات من هذه الحروف على باقي الكتاب وهو لم يؤلف بعد الكتاب، مثل هذا الظن لم يعد جائزاً .. وأين هذا الذي يحصي له هذه المعدلات وهي مهمة لا يستطيع أن يقوم بها إلا عقل ألكتروني؟ ولو تكفل هو بها فإنه سيقضي بضع سنين ليحصي الحروف في سورة واحدة يجمع ويطرح بعلوم عصره وهو لا يعرف حتى علوم عصره ، وهل سيؤلف أو يشتغل عداداً للحروف؟
نحن هاهنا أمام استحالة.
فإذا عرفنا أن القرآن نزل مفرقاً ومقطعاً على 23 سنة فإنا سوف نعرف أن وضع معدلات إحصائية مسبقة بحروفه هي استحالة أخرى .. وأمر لا يمكن أن يعرفه إلا العليم الذي يعلم كل شئ قبل حدوثه، والذي يحصي بأسرع وأدق من العقول الألكترونية .. الله الذي أحاط بكل شئ علماً .. وما هذه الحروف المقطعة في فواتح السور إلا رموز علمه بثها في تضاعيف كتابه لنكتشفها نحن على مدى الزمان.
{
سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق} [ فصلت:53]
ولا أقول إن هذاه كل أسرار الحروف .. بل هي مجرد بداية لا أحد يدري إلى أي آفاق سوف توصلنا.
وهذه الحروف بهذه الدلالة الجديدة تنفي نفياً باتاً شبهة التأليف ثم هي تضعنا أمام موازين دقيقة ودلالات عميقة لكل حرف، فلا يجرؤ أحدنا أن يقول إنه أمام أي كلام .. ألا ترى يا صاحبي أنك أمام كلام لا يمكن أن يكون أي كلام.
ولم يجب صاحبي .. وإنما ظل يقلب الكتاب الإنجليزي ويتصفحه ثم يعود فيقلبه بدون أن ينطق بحرف.
بقي أن أضيف شيئاً .. للأسف غريباً ومحزناً .. فالرجل الذي بحث في هذه الأسرار ( رشاد خليفة ) فقد عقله في النهاية واختل وتصور أنه نبي ملهم .. ومات في أمريكا مقتولاً .. وأغلق باب ملف هذه الأسرار إلى الأبد.