عصمة الأنبياء بين الإسلام والنصرانية
إضغط هنا لمشاهدة الموضوع بهيئته الأصلية

منتديات محمد (صلى الله عليه و سلم) و أخيه عيسى (عليه السلام) > الرد على الإفتراءات > عصمة الأنبياء بين الإسلام و النصرانية

 

مكتوب بواسطة: أبـــ(تراب)ـــو Mar 20 2004, 11:53 PM

الأنبياء عند أهل الكتب:
نسب اليهود و من بعدهم النصارى لأنبياء الله أعمالاً تقشعر منها جلود و تشمئز منها النفوس بل لا نبالغ إن قلنا أن فى سير الأنبياء ما يفوق فعلة قوم لوط و فرعون و ثمود فالأنبياء عندهم لا حرمة لهم و لا تنزيه عن فاحشة أو رذيلة و من ذلك:
(1)
أن نبى الله هارون وضع عجلاً و عبده مع بنى إسرائيل ((1وَلَمَّا رَأَى الشَّعْبُ أَنَّ مُوسَى أَبْطَأَ فِي النُّزُولِ مِنَ الْجَبَلِ اجْتَمَعَ الشَّعْبُ عَلَى هَارُونَ وَقَالُوا لَهُ: «قُمِ اصْنَعْ لَنَا آلِهَةً تَسِيرُ أَمَامَنَا لأَنَّ هَذَا مُوسَى الرَّجُلَ الَّذِي أَصْعَدَنَا مِنْ أَرْضِ مِصْرَ لاَ نَعْلَمُ مَاذَا أَصَابَهُ». 2فَقَالَ لَهُمْ هَارُونُ: «انْزِعُوا أَقْرَاطَ الذَّهَبِ الَّتِي فِي آذَانِ نِسَائِكُمْ وَبَنِيكُمْ وَبَنَاتِكُمْ وَأْتُونِي بِهَا». 3فَنَزَعَ كُلُّ الشَّعْبِ أَقْرَاطَ الذَّهَبِ الَّتِي فِي آذَانِهِمْ وَأَتُوا بِهَا إِلَى هَارُونَ. 4فَأَخَذَ ذَلِكَ مِنْ أَيْدِيهِمْ وَصَوَّرَهُ بِالْإِزْمِيلِ وَصَنَعَهُ عِجْلاً مَسْبُوكاً.))(خروج 1:32)
و قد فضح الله ضلالهم فى القرأن و أخبرنا أن الذى صنع العجل هو السامرى (قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِن بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ ) وأكد القرأن أيضاً أن نبى الله هارون برىء و أنه أنكر عليهم إنكاراً شديداً و كادوا يقتلونه (وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفاً قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِن بَعْدِيَ أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الألْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُواْ يَقْتُلُونَنِي فَلاَ تُشْمِتْ بِيَ الأعْدَاء وَلاَ تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ )
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
(2)
و من ذلك أن إبراهيم خليل الرحمن عليه و على نبينا الصلاة و السلام قدم إمرأته سارة إلى فرعون حتى ينال متاعاً بسببها ((11وَحَدَثَ لَمَّا قَرُبَ أَنْ يَدْخُلَ مِصْرَ أَنَّهُ قَالَ لِسَارَايَ امْرَأَتِهِ: «إِنِّي قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكِ امْرَأَةٌ حَسَنَةُ الْمَنْظَرِ. 12فَيَكُونُ إِذَا رَآكِ الْمِصْرِيُّونَ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ: هَذِهِ امْرَأَتُهُ. فَيَقْتُلُونَنِي وَيَسْتَبْقُونَكِ. 13قُولِي إِنَّكِ أُخْتِي لِيَكُونَ لِي خَيْرٌ بِسَبَبِكِ وَتَحْيَا نَفْسِي مِنْ أَجْلِكِ)) (تك 14:12)
و قد كذبوا على خليل الرحمن و قص علينا رسول الله (ص) قصة إبراهيم هذه عند دخوله مصر فقال عليه الصلاة و السلام: "لم يكذب إبراهيم إلا ثلاث كذبات( و فى رواية لأبى هريرة قال: اثنتان منهم فى ذات الله أى فى سبيله) قوله(إنى سقيم) حين دُعى لألهتهم و و قوله (بل فعله كبيرهم هذا) وقوله عن سارة(إنها أختى) قال: و دخل إبراهيم قرية فيها ملك من الملوك أو جبار من الجبابرة فقيل :دخل إبراهيم الليلة بإمرأة من أحسن الناس قال: فأرسل إليه الملك أوالجبار من هذه معك؟ فقال أختى(يعنى أخته فى الإسلام) قال فأرسل بها إليه و قال لا تكذبى قولى فإنى قد أخبرته أنك أختى وإنه ليس على وجه الأرض مؤمن غيرى و غيرك (أى ليس من زوجين مؤمنين غيرى و غيرك) فلما دخلت عليه قام إليها فأقبلت تتوضأ و تصلى و تصلى و تقول(اللهم إن كنت تعلم أنى أمنت بك و برسولك و أحصنت فرجى إلا على زوجى فلا تسلط على ذلك الكافر) قال فسقط حتى ركض برجله. و فى بعض الروايات أن ذلك تكرر عدة مرات حتى أرسلها و أهداها هاجر لما رأى من عفتها و شرفها
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
3)
و من ذلك أن لوطاً عليه السلام سقته إبنتاه خمراً ثم قام فزنى بإحداهما و تكرر الحال فى اليوم الثانى مع الأخرى ((30وَصَعِدَ لُوطٌ مِنْ صُوغَرَ وَسَكَنَ فِي الْجَبَلِ وَابْنَتَاهُ مَعَهُ لأَنَّهُ خَافَ أَنْ يَسْكُنَ فِي صُوغَرَ. فَسَكَنَ فِي الْمَغَارَةِ هُوَ وَابْنَتَاهُ. 31وَقَالَتِ الْبِكْرُ لِلصَّغِيرَةِ: «أَبُونَا قَدْ شَاخَ وَلَيْسَ فِي الأَرْضِ رَجُلٌ لِيَدْخُلَ عَلَيْنَا كَعَادَةِ كُلِّ الأَرْضِ. 32هَلُمَّ نَسْقِي أَبَانَا خَمْراً وَنَضْطَجِعُ مَعَهُ فَنُحْيِي مِنْ أَبِينَا نَسْلاً». 33فَسَقَتَا أَبَاهُمَا خَمْراً فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ وَدَخَلَتِ الْبِكْرُ وَاضْطَجَعَتْ مَعَ أَبِيهَا وَلَمْ يَعْلَمْ بِاضْطِجَاعِهَا وَلاَ بِقِيَامِهَا. 34وَحَدَثَ فِي الْغَدِ أَنَّ الْبِكْرَ قَالَتْ لِلصَّغِيرَةِ: «إِنِّي قَدِ اضْطَجَعْتُ \لْبَارِحَةَ مَعَ أَبِي. نَسْقِيهِ خَمْراً اللَّيْلَةَ أَيْضاً فَادْخُلِي اضْطَجِعِي مَعَهُ فَنُحْيِيَ مِنْ أَبِينَا نَسْلاً». 35فَسَقَتَا أَبَاهُمَا خَمْراً فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ أَيْضاً وَقَامَتِ الصَّغِيرَةُ وَاضْطَجَعَتْ مَعَهُ وَلَمْ يَعْلَمْ بِاضْطِجَاعِهَا وَلاَ بِقِيَامِهَا 36فَحَبِلَتِ ابْنَتَا لُوطٍ مِنْ أَبِيهِمَا)) (تك 30:19) و معاذ الله أن يفعل لوط ذلك و هو الذى دعى إلى الفضيلة طيلة عمره و حارب الرذيلة حتى ضاق به قومه ذرعاً(و قالو اخرجوا أل لوط من قريتكم إنهم اناس يتطهرون) و لكنه الحقد اليهودى الذى يمتد إلى الكملة من البشر فلعنة الله على الظالمين
_
و قد قال شنودة فى محاولة سخيفة لتبرير هذا الوسخ أن إبنتى لوط قد فعلتا ذلك لتنجبا منه نسلاً مؤمناً ، فانظر إلى مستوى فكر الإنسان الذى يسوق الملايين كالنعاج ‍‍‍‍‍‍، و طبعاً هذه القصة الكاذبة فى حق لوط عليه السلام لا تثبت أمام نقد علمى فنكتفى ببضع أسئلة و نرجو أن نجد لها إجابة , كيف يمكن لإبنتى لوط أن تسقياه الخمر أتم ذلك باستعمال القوة ام باختياره؟ و إن كان بإختياره فكيف يمكن لذلك النبى التقى أن ينغمس فى الشرب إلى الدرجة التى يغيب عقله فيها تماماً من السكر؟! أم أنه تم ربطه و سقايته بالإكراه؟ و كيف يمكن لمن وصل إلى هذه الدرجة من السكر أن يمارس الجماع و هذا محال؟ ثم كيف يتكرر نفس التصرف فى اليوم الثانى الم يتعظ من اليلة السابقة؟ إن كان هدف الابنتين صالحاً فلماذا لم يقره الأب و هو نبى ملهم بدلاً من أن تضطرا إلى خداعه و ارتكاب هذه الفاحشة المقيتة؟
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
(4)
و من ذلك ان سليمان عليه السلام إرتد فى أخر عمره و عبد الأصنام و بنى لهم المعابد ((وَلَكِنَّ سُلَيْمَانَ الْتَصَقَ بِهِنَّ لِفَرْطِ مَحَبَّتِهِ لَهُنَّ. فَكَانَتْ لَهُ سَبْعُ مِئَةِ زَوْجَةٍ، وَثَلاَثُ مِئَةِ من السراري، فَانْحَرَفْنَ بِقَلْبِهِ عَن الرَّبِّ. فَاسْتَطَعْنَ أَنْ يُغْوِينَ قَلْبَهُ وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى، فَلَمْ يَكُنْ قَلْبُهُ مُسْتَقِيماً مَعَ الرَّبِّ وَمَا لَبِثَ أَنْ عَبَدَ عَشْتَارُوثَ آلِهَةَ الصِّيدُونِيِّينَ . . )) 1ملوك 1:11، و هكذا كفًر المجرمون نبى الله الحكيم سليمان العالم التقى، أعلم و أحب أهل عصره إلى الله تعالى ، أعطاه الله الملك مع النبوة و سخر له الجن و الريح وعلمه منطق الطير و كان متواضعاً لربه كل همه نشر دين الحق ( قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ (29) إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ )
و قد برأه الله تعالى من هذه الفرية بقوله: (و ما كفر سليمان و لكن الشياطين كفروا) فنفى الله الكفر عن نبيه الكريم، و لكن الخبثاء أبوا إلا جدالاً فادعوا أن هذه الأية تنفى الكفر عن سليمان فى هذا الموضع دون غيره
قلت: إن هذه جهالة متوقعة ممن لا يفقهون القرأن ، فالقاعدة الأصولية هى ( العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب) و قد جاء لفظ الأية عاماً نافياً كل سوء عن نبى الله سليمان عليه السلام،ولا يعقل أن ينزه الله نبيه فى موضع ثم يعود و يقر كفره لأن الكافر حابطة أعماله ، و ماذا عساهم يقولون فى ما أخبرنا الله عن سليمان بأن له الدرجات الحسنى و طيب المنقلب؟، فامتدحه فى غير موضع قائلاً: (وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ ) و قال تعالى(وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ ) و قال عز و جل(وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلاًّ هَدَيْنَا وَنُوحاً هَدَيْنَا مِن قَبْلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ) فالحمد لله رب العالمين
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
(5)
و من ذلك أن داوود عليه السلام زنى بزوجة جاره ثم دبر حيلة لقتل الرجل و بعدئذ أخذ الزوجة و ضمها إلى نسائه فولدت له سليمان ((قام داود عن سريره وتمشى على سطح بيت الملك فرأى من على السّطح امرأة تستحمّ، وكانت المرأة جميلة المنظر جدًا. فأرسل داود وسأل عن المرأة. فقال واحد: أليست هذه بشثبع بنت اليعام امرأة أوريا الحتي؟ فأرسل داود رسلاً وأخذها، فدخلت إليه فاضطجع معها وهي مطهرة من طمثها، ثم رجعت إلى بيتها. وحبلت المرأة فأخبرت داود بذلك فدعا داود زوجها (أوريا الحثي) فأكل أمامه وشرب وأسكره. وفي الصباح كتب داود مكتوبًا إلى يؤاب وأرسله بيد أوريا. وكتب في المكتوب يقول: اجعلوا أوريا في وجه الحرب الشديدة، وارجعوا من ورائه : فيُضرب ويموت. ومات أوريا … فأرسل داود وضم امرأة أوريا إلى بيته وصارت له امرأة وولدت له ابنًا)) (صموئيل2 1:11)
و حاشا لله أن يكون نبى الله داوود قد فعل هذه الفعلة النكراء
و قد حاول أعداء الله تلبيس الحق بالباطل و ادعو أن القرأن أقر هذه الافتراءات و استدلوا زورا بقوله تعالى ((اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ (17) إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ (18) وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَّهُ أَوَّابٌ (19) وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ (20) وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ (21) إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لَا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُم بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاء الصِّرَاطِ (22) إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ (23) قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيراً مِّنْ الْخُلَطَاء لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعاً وَأَنَابَ . (24) فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ (25) يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ ))
و لكى يستقيم هذا الباطل زعموا أن قصة النعجة المذكورة فى القرأن هى نفس القصة المذكورة فى التوراة و المراد بها المرأة التى زنى بها داود و استشهدوا بأن بعض المفسرين أورد القصة التوراتية الخبيثة عند تفسير الأيات الكريمة .
قلت و بالله التوفيق: إن هذه القصة الباطلة مأخوذة من الإسرائيليات و لم يصح رفع أى شىء منها إلى رسول الله (صلى الله عليه و سلم) و المحققون ذهبوا إلى أن قصة داوود ليس فيها خبر صحيح منهم الحافظ إبن كثير و الداودى و الإمام القاضى عياض و غيرهم فلا عبرة بورودها فى بعض كتب التفسير خاصة تلك التى كانت تكثر من نقل الإسرائيليات كتفسير الإمام الطبرى.
و الحق فى تفسير الأيات ان داوود عليه السلام أوخذ لأنه حكم بمجرد سماعه لكلام أحد الخصمين و كان يجب عليه سماع الأخر و قد قيل: "إذا جاءك أحد الخصمين و قد فقئت عينيه فلا تحكم له لجواز أن يكون خصمه قد فقئت عينيه أيضا"ً, و يتضح هذا من خلال اللتحليل الدقيق للأيات الكريمات،إذ قال تعالى: (اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ ) فأمر الله تعالى نبيه بالصبر و جعل التأسى بداود الشكور عليه السلام عوناً له على ذلك، ثم ذكر الله فضله و منته على داوود حتى قال تعالى(وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ ) و هذه شهادة الله لداود و هو القائل سبحانه (يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ )فكيف يمكن أن تكون هذه المقدمة العظيمة مقدمة لفاحشة مقيتة ؟!
ثم بمطالعة الأيات اللاحقة لا نجد فيها ذكر لأى مما يقوله الكافرون‍ ,فالأيات واضحة تدور حول مخاصمة حقيقية ابتلى الله بها نبيه ، خاصة و أنه قد أورد خبرها بعد أن ذكر امتنانه عز و جل على داوود بالحكمة والعدالة، فكانت هذه الواقعة مثالاً ربانياً على كيف تربية الله نبيه و تزكيته اياه على أكمل وجه
لذا عندما شعر داوود أنه قد تسرع فى حكمه خر راكعاً منيباً لربه (وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعاً وَأَنَابَ ) فغفر الله له هذه الهفوة و أوصاه بالتزام العدل و اجتناب التسرع و الهوى ليستقيم دائماً على منهاج الحق و هذه هى العبرة المنشودة (يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ ) و هكذا نفهم الأيات بكل سهولة و يسر بفضل الله و منته.
_ و إن سأل سائل ما سر التشابه إذاً بين القصة القرأنية القصة التوراتية ؟
قلت: إن كتب أهل الكتاب تحوى حق و باطل و قد جاء القرأن مصدقاً لما فيها من الحق مكذبأ لما فيها من الباطل يقول تعالى(إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ) و قال تعالى (وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ ) فكتاب الله هو الحكم و ليس هو المحكوم عليه و أمثلة ذلك كثيرة
1-
منها ما جاء فى التوراة أن الله خلق السماوات و الأرض فلا ستة أيام ثم استراح فى اليوم السابع(. 2وَفَرَغَ اللهُ فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ مِنْ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ. فَاسْتَرَاحَ فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ مِنْ جَمِيعِ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ) (تكوين 2:2-3) فرد القرأن على هذه الفرية (وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ )
2-
و من ذلك ما جاء فى التوراة أن الله تعالى تجلى لموسى فى طور سيناء و قال له بعد كلام كثير أدخل يدك فى جيبك تخرج مبروصة كالثلج (». 6ثُمَّ قَالَ لَهُ الرَّبُّ أَيْضاً: «أَدْخِلْ يَدَكَ فِي عُبِّكَ» فَأَدْخَلَ يَدَهُ فِي عُبِّهِ ثُمَّ أَخْرَجَهَا وَإِذَا يَدُهُ بَرْصَاءُ مِثْلَ الثَّلْجِ) خروج6:4، و هذا من البهتان الذى كشفه الله ، فالله تعالى لم يتجلى لموسى كما أنه امره أن يدخل يده فى جيبه فتخرج بيضاء من غير سوء (أى من غير برص) (وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آيَةً أُخْرَى )
3-
و من ذلك أن ملائكة الرحمن عندما زاروا إبراهيم عليه السلام قدم لهم عجل فأكلوا منه (». 7ثُمَّ رَكَضَ إِبْرَاهِيمُ إِلَى الْبَقَرِ وَأَخَذَ عِجْلاً رَخْصاً وَجَيِّداً وَأَعْطَاهُ لِلْغُلاَمِ فَأَسْرَعَ لِيَعْمَلَهُ. 8ثُمَّ أَخَذَ زُبْداً وَلَبَناً وَالْعِجْلَ الَّذِي عَمِلَهُ وَوَضَعَهَا قُدَّامَهُمْ. وَإِذْ كَانَ هُوَ وَاقِفاً لَدَيْهِمْ تَحْتَ الشَّجَرَةِ أَكَلُوا)(تكوين 8:18) فنفى القرأن كونهم أكلوا لأنهم ليسوا ببشريأكلون الطعام و إنما جاءوا( متشكلين) فى صورة بشر((وَلَقَدْ جَاءتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُـشْرَى قَالُواْ سَلاَماً قَالَ سَلاَمٌ فَمَا لَبِثَ أَن جَاء بِعِجْلٍ حَنِيذٍ ، فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لاَ تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُواْ لاَ تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ ))
د- و من ذلك تحريفهم قصة الذبيح و ادعاءهم أنه اسحق ، فأقر الإسلام هذه القصة و لكن أخبرنا أن الذبيح إسماعل لا إسحق....
-
و أمثلة أخرى كثيرة، و كما هو بيّن فى هذه القصص فإن القرأن لم ينكرها من أصلها و لكن أنكر ما فيها من الباطل فأكد القرأن أن الله تعالى خلق السماوات و الأرض فى ستة أيام و نفى صفة التعب و الراحة عن الله تعالى كما أقر القرأن قصة موسى وأن الله تعالى أمره أن يدخلها فى جيبه فتخرج بيضاء و لكن نفى أن تكون قد أصابها سوء ، و كذلك أقر قصة الزوار الثلاثة و لكن نفى أن يكون الله تعالى من بينهم أو أن يكونو قد أكلوا...إلخ
وهذا هو الحال فى قصة داوود عليه السلام التى قص علينا ربنا فيها القصص الحق و نزه نبيه عن الأكاذيب التى ألحقتها اليهود بسيرته الشريفة ليوهموا الناس أنها من عند الله ((وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ )) .
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
6)
و من ذلك أن يعقوب سرق مواشى حميه و خرج بأهله خلسة دون أن يعلمه(17فَقَامَ يَعْقُوبُ وَحَمَلَ أَوْلاَدَهُ وَنِسَاءَهُ عَلَى الْجِمَالِ 18وَسَاقَ كُلَّ مَوَاشِيهِ وَجَمِيعَ مُقْتَنَاهُ الَّذِي كَانَ قَدِ اقْتَنَى: مَوَاشِيَ اقْتِنَائِهِ الَّتِي اقْتَنَى فِي فَدَّانَِ أَرَامَ لِيَجِيءَ إِلَى إِسْحَاقَ أَبِيهِ إِلَى أَرْضِ كَنْعَانَ. 19وَأَمَّا لاَبَانُ فَكَانَ قَدْ مَضَى لِيَجُزَّ غَنَمَهُ فَسَرِقَتْ رَاحِيلُ أَصْنَامَ أَبِيهَا. 20وَخَدَعَ يَعْقُوبُ قَلْبَ لاَبَانَ الأَرَامِيِّ إِذْ لَمْ يُخْبِرْهُ بِأَنَّهُ هَارِبٌ) (تكوين 17:31)
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
7)
و من ذلك و من ذلك أن راوبين زنى بزوجة أبيه يعقوب و علم يعقوب بذلك الفعل القبيح و سكت عنه((وَحَدَثَ إِذْ كَانَ إِسْرَائِيلُ سَاكِناً فِي تِلْكَ الأَرْضِ أَنَّ رَأُوبَيْنَ ذَهَبَ وَاضْطَجَعَ مَعَ بِلْهَةَ سُرِّيَّةِ أَبِيهِ. وَسَمِعَ إِسْرَائِيلُ)) (تكوين 23:35)
_
و هذه بعض المخازى التى نسبتها الأمة الغضبية لأنبياء الله تعالى و حاشاهم عما وصفوهم به ونقول للمتشدقين بأن اليهود لم يحرفوا قصص الأنبياء و يسألون عن الدافع لذلك؟ فهل يوجد دافع أكبر من كفرالنفوس المريضة التى تنسب إلى خيرة الله من خلقه القبائح ليسهل عليهم تبرير ذنوبهم و معايبهم عندما ينكر عليهم منكر أويعترض معترض و قد كانوا يقتلون أنبياء الله من قبل و هم يعلمون أنهم صادقون و كفروا بالمسيح و أرادوا صلبه رغم يقينهم أنه حق و كذلك كما كفروا برسول الله مع أن البشارات به و بصفته و مخرجه و صفة أمته واضحة عندهم كشمس النهار فهل يوجد دليل على عداوتهم لأنبياء الله أكثر من ذلك؟.

 

مكتوب بواسطة: أبـــ(تراب)ـــو Mar 21 2004, 12:20 AM

المسيح فى المسيحية
و قد حذى النصارى حذو اليهود فى هذا الخزى و جاءت أناجيلهم لتكمل سلسلة التطاول على الأنبياء فنسبوا للمسيح فظائع منها:
(1)
ما ورد فى إنجيل متى (1-10) أن عيسى بن سليمان بن داوود و جدهم الأكبر فارض الذى هو من الزنى من يهوذا بن يعقوب .
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
(2)
و منها أن المسيح إرتكب أكبر كبيرة بعد الشرك بالله و هى عقوقه لأمه ، فما وقرها أو ناداها بلفظة (أمى) فى أى موضع فى الأناجيل وكان يهينها و يعاملها باستحقار أمام الناس و يخاطبها قائلاً ( يا إمرأة) تماماً كما خاطب المرأة الزانية أو (الكلبة) الكنعانية فكان يناديها في وسط الحضور قائلاً : (( مالي ولك يا إمرأة ! )) يوحنا [ 2 : 4 ]
فأين هذا من قول الله تعالى((وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً ))
و قد كان إبراهيم يتودد لأبيه و هوكافر قائلاًً( يا أبت...يا أبت...) فكيف يكون الحال مع مريم خير نساء العالمين ؟! و قد برأ الله تعالى عيسى عليه السلام من ذلك بقوله(وَبَرّاً بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً )
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
(3)
و منها أن المسيح شهد بأن كل الأنبياء الذين قاموا فى بنى إسرائيل هم لصوص (( أنا باب الخراف وجميع الذين جاؤوا قبلي سارقون ولصوص ! )) (يوحنا7:10) و هذا من كذب عباد الصليب ليحقروا من شأن الأنبياء .
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
(4)
و منها أن المسيح كان شديد العنصرية يسب المؤمنين و يهينهم لمجرد أنهم ليسوا من بنى إسرائيل(((( لا يجوز أن يأخذ خبز البنين ويرمى للكلاب !! )) (متى 21:15- 26) فها هومسيح الحبة يسب كل الأميين من غير بنى اسرائيل و يصفهم بالكلاب ‍‍
_
و جعلوا المسيح يتكلم بالأحاجى ليخدع الناس غير المنتمين لبنى إسرائيل((فقال لهم قد أعطي لكم ان تعرفوا سرّ ملكوت الله .واما الذين هم من خارج فبالامثال يكون لهم كل شيء .لكي يبصروا مبصرين ولا ينظروا ويسمعوا سامعين ولا يفهموا لئلا يرجعوا فتغفر لهم خطاياهم )) (مرقص 11:4-12)
و ما هو الضرر فى أن يرجعوا فتغفر لهم خطاياهم؟ بالطبع لأنهم ليسوا من الشعب المختار!
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
(5)
و منها أن المسيح ان يخالف تعاليمه(أحبوا أعداءكم, باركوا لاعنيكم) متى 44:5، ( من قال لأخيه: يا أحمق، يكن مستوجباً نار جهنم)متى22:5،
ومع هذا ما كان يتوانى عن سب من يخاطبه و كان يتعامل بغلظة مع كبار السن و يصل الأمر إلى الشتيمة بالأب و الأم لكل من يناقشه و من ذلك:
_
قام بشتم معلموا الشريعة قائلاً لهم : (( يا أولاد الافاعي )) متى [ 3 : 7 ]

_
وشتمهم في موضع آخر قائلاً لهم : (( أيها الجهال العميان )) متى [ 23 : 17 ]

_
وقد شتم تلاميذه ، إذ قال لبطرس كبير الحواريين : (( يا شيطان )) متى [ 16 : 23 ]

_
وشتم آخرين منهم بقوله : (( أيها الغبيان والبطيئا القلوب في الإيمان ! )) لوقا [ 24 : 25 ]

مع انه هو نفسه الذي قال لهم قد اعطى لكم أن تفهموا اسرار ملكوت الله !! لوقا [ 8 : 10 ]

_
بل ان المسيح شتم أحد الذين استضافوه ليتغدى عنده ، شتمه في بيته : (( سأله فريسي أن يتغذى عنده . فدخل يسوع واتكأ . وأما الفريسي فلما رأى ذلك تعجب أنه لم يغتسل أولاً قبل الغداء فقال له الرب : أنتم الآن أيها الفريسيون تنقون خارج الكأس وأما باطنكم فمملوء اختطافاً وخبثاً يا أغبياء ! ويل لكم أيها الفريسيون ! . . . فأجاب واحد من النامسيين وقال له : يا معلم ، حين تقول هذا تشتمنا نحن أيضاً . فقال : وويل لكم أنتم أيها الناموسيون ! )) انجيل لوقا [ 11 : 39 ]

و هذا قطعاً ليس خلق الأنبياء و ما كان الرفق فى شىء إلا زانه و ما رفع من شىء إلا شانه و القرأن يقول((وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ )) و أمر الله موسى و هارون باستعمال الرفق فى الدعوة مع أعتى جبابرة الأرض (فرعون) فقال سبحانه(اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى *فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى ) فاذا كان هذا هو أسلوب الدعوة مع فرعون فكيف يكون الحال مع من هم دونه؟‍
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
(6)
و منها أن المسيح كان يتعرى أمام تلاميذه و يتعامل معهم بشكل مثير للريبة فكان يتعرى ..(( قام عن العشاء وخلع ثيابه واخذ منشفة واتّزر بها. ثم صبّ ماء في مغسل وابتدأ يغسل ارجل التلاميذ ويمسحها بالمنشفة التي كان متزرا بها. ))يوحنا4:13
و نجد أن تلميذه (المحبب) كان يتكئ فى حضنه! ((وكان متكئا في حضن يسوع واحد من تلاميذه كان يسوع يحبه)) 23:13
_
هذه صورة عامة عن أخلاق الأنبياء عندهم حتى أن سيرة كيرلس و مينا و جرجس و غيرهم صارت أطهر عند هؤلاء من سير رسل الله تعالى فالحمد لله على نعمة الإسلام

 

مكتوب بواسطة: أبـــ(تراب)ـــو Mar 21 2004, 12:54 AM

عصمة الأنبياء فى الإسلام
يعتقد المسلمون بعصمة أنبياء الله للأسباب الأتي:
(1)
أنهم أعلم البشر بالله تعالى و أتقاهم إليه .
(2)
أنهم عباد الله الذين اصطفاهم بالرسالة و الرسول عنوان المرسل فلا يمكن أن يرتكبوا الفواحش،فالرسول بشر يُوحَى إليه.. له خصوصية الاتصال بالسماء ، ولذلك فإن هذه المهمة تقتضى صفات يصنعها الله على عينه فيمن يصطفيه ، كى تكون هناك مناسبة بين هذه الصفات وبين هذه المكانة والمهام الخاصة الموكولة إلى صاحبها،وبداهة العقل - فضلاً عن النقل - تحكم بأن مُرْسِل الرسالة إذا لم يتخير الرسول الذى يضفى الصدق على رسالته ، كان عابثًا.. وهو ما يستحيل على الله ، الذى يصطفى من الناس رسلاً تؤهلهم العصمة لإضفاء الثقة والصدق على البلاغ الإلهى.. والحُجة على الناس بصدق هذا الذى يبلغون
و قد اختار رسله من البشر لأن البشر هم الذين يصلحون قدوة و اسوة , يقول سيد قطب رحمه الله: ((و إنها لحكمة تبدو فى رسالة واحد من البشر إلى البشر يحسب إحسلسهم و يتذوق مواجدهم و يعانى تجاربهم و يدرك ألامهم و أمالهم و يعرف نوازعهم و أشواقهم و يعلم ضروراتهم و أثقالهم, و من ثم يعطف على ضعفهم و نقصهم و يرجو قوتهم و استعلائهم و يسير بهم خطوة خطوة, و هو يفهم و يقدر بواعثهم و تأثراتهم و استجاباتهم, لأنه فى النهاية واحد منهم, يرتاد بهم الطريق إلى الله بوحى من الله و عون منه على وعثاء الطريق.
و هم من جانبهم يجدون فيه القدرة الممكنة, لأنه بشر مثلهم, يتسامى بهم رويداً رويداً يعيش فيهم بالأخلاق و الأعمال و التكاليف التى يبلغهم أن الله قد فرضها عليهم و أرادها منهم فيكون بشخصه ترجمة حية للعقيدة التى يحملها إليهم و تكون حياته و حركاته و أعماله صفحة معروضة لهم, ينقلونها سطراً سطراً , و يحققونها معنى معنى و هم يرونها بينهم فتهفوا نفوسهم إلى تقليدها لأنها ممثلة فى الإنسان))
يقول الإمام محمد عبده عن عصمة الرسل ((.. ومن لوازم ذلك بالضرورة: وجوب الاعتقاد بعلو فطرتهم ، وصحة عقولهم ، وصدقهم فى أقوالهم ، وأمانتهم فى تبليغ ما عهد إليهم أن يبلغوه ، وعصمتهم من كل ما يشوه السيرة البشرية ، وسلامة أبدانهم مما تنبو عنه الأبصار وتنفر منه الأذواق السليمة ، وأنهم منزهون عما يضاد شيئًا من هذه الصفات ، وأن أرواحهم ممدودة من الجلال الإلهى بما لا يمكن معه لنفس إنسانية أن تسطو عليها سطوة روحانية.. إن من حكمة الصانع الحكيم - الذى أقام الإنسان على قاعدة الإرشاد والتعليم - أن يجعل من مراتب الأنفس البشرية مرتبة يُعدُّ لها ، بمحض فضله ، بعض مَنْ يصطفيه من خلقه ، وهو أعلم حيث يجعل رسالته ، يميزهم بالفطرة السليمة ، ويبلغ بأرواحهم من الكمال ما يليقون معه للاستشراق بأنوار علمه ، والأمانة على مكنون سره ، مما لو انكشف لغيرهم انكشافه لهم لفاضت له نفسه ، أو ذهبت بعقله جلالته وعظمته ، فيشرفون على الغيب بإذنه ، ويعلمون ما سيكون من شأن الناس فيه ، ويكونون فى مراتبهم العلوية على نسبة من العالمين ، نهاية الشاهد وبداية الغائب ، فهم فى الدنيا كأنهم ليسو من أهلها ، هم وفد الآخرة فى لباس من ليس من سكانها.. أما فيما عدا ذلك فهم بشر يعتريهم ما يعترى سائر أفراده ، يأكلون ويشربون وينامون ويسهون وينسون فيما لا علاقة له بتبليغ الأحكام ، ويمرضون وتمتد إليهم أيدى الظلمة ، وينالهم الاضطهاد ، وقد يقتلون "
فلو أن أنبياء الله تعالى يرتكبون الرذائل لما صلحوا لأن يكونوا قدوة و أسوة لأتباعهم يقول تعالى((أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ )) و يقول((لكم فى رسول الله أسوة حسنة)) و يقول عز و جل((وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ))
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
عصمة الأنبياء فى التحمل و التبليغ:
يقول الدكتور عمر الأشقر:اتفقت الأمة على أن الرسل معصومون فى تحمل الرسالة فلا ينسون شيئاً مما أوحاه الله إليهم إلا ما شاء الله نسخه , و قد تكفل الله لرسوله (صلى الله عليه و أله و سلم) بأن يقرئه فلا ينسى إلا شىء أراد الله أن ينسيه إياه (سنقرئك فلا تنسى إلا ما شاء الله..) و تكفل له بأن يجمعه فى صدره: ((إن علينا جمعه و قرأنه )) و هم معصومون فى التبليغ فالرسل لا يكتمون شيئاً مما أوحاه الله إليهم((يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ))، (( وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى *إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ )) ((وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ *لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ *ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ ))
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
عصمة الأنبياء من الذنوب
عقيدة الأمة الاسلامية (أهل السنة و الجماعة) على أن الأنبياء معصومون من ارتكاب الكبائر كما أنهم معصومون من الاصرار على الصغائر.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية: ((القول بأن الأنبياء معصومون من الكبائر دون الصغائر هو قول أكثر أهل العلم , و جميع الطوائف, حتى أنه قول أكثر أهل الكلام, كما ذكر أبو الحسن الأمدى أن هذا قول أكثر الأشعرية , و هو أيضاً قول أهل التفسير و الفقهاء , بل لم ينقل عن السلف و الأئمة و الصحابة و التابعين و تلبعيهم إلا ما يوافق هذا القول...)) أما الأراء الأخرى التى لا تقول بعصمة الأنبياء أو التى تثبت العصمة عن كل هفوة فهى أقوال شاذة غير صحيحة فلا حجة بها.
_
و ننوه هنا إلى أن بعض الباحثين استعظم أن ينسب للأنبياء صغائر الذنوب و يحاول بعضهم تأويل النصوص التى تدل على ذلك و هو تأويل فاسد مردود و كان سبب انكارهم أمرين:
(1)لأن ذلك يتنافى مع الكمال حتى لو تابوا من الذنب
و هذا غير صحيح فالكمال هو كمال بشرى كما أن التوبة تغفر الحوبة و لا تنافى الكمال و التائب من الذنب كمن لا ذنب له بل إن حال العبد بعد توبته قد يكون أفضل من حاله قبل التوبة و لذلك لما يكون فى قلبه من الندم و الخشوع و الخشية من الله تعالى و لما يجهد به نفسه من الاستغفار و الدعاء و لما يقوم به من صالح الأعمال يرجوا بذلك أن تمحو الحسنات السيئات
(2) لأن ذلك يتنافى مع الأمر بالتأسى بهم فكيف نتأسى بهم و هم يرتكبون الذنوب ؟
و قولهم هذا قد يكون صحيحاً لو كانت معصية الأنبياء من الكبائروالخبيثة أو صدرت عن عمد و استكبار أو لم يتوبوا منها و هذا كله لم يحدث.
بل كانت ذنوبهم من الصغائر التى لا تصدر عن عمد ولا تعدو أن تكون إما هفوةً و إما غفلةً و إما ترك للمستحب كما يقول البعض (حسنات الأبار سيئات المقربين) زد على هذا أن الله كان يوفقهم للتوبة منها سريعاً بلا تأخير, و بذلك نرى أن ما اوردوه لا يصلح أن يكون دليلاً بل يكون التأسى بهم فى هذا منصباً على الاسراع فى التوبة عند وقوع المعصية و عدم التسويف فى هذا, و بهذا يكون الأنبياء نعم القدوة و المثل فهم لا تصدر منهم الفاحشة فنتأسى بهم بذلك و نعظم حرمات الله و لا نسلك سبيل الهوى و الضلال أبداً اما الصغائر من الذنوب فذلك مما لا سبيل لنا إلى منع وقوعه و إن كنا لا نسعى إليه و هنا نجد الأسوة فى أنبياء الله أيضاً الذين كانوا إذا صدرت منهم زلة أسرعوا إلى التوبة و الاستغفار و لم ييئسوا من رحمة الله و لم يصروا عليها أبداً.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
و من أمثلة الأمور التى لا تنافى العصمة:
الأعراض البشرية الجبلّية لا تنافى العصمة, فإبراهيم عليه السلام أوجس فى نفسه خيفة عندما رأى أيدى ضيوفه لا توتد إلى الطعام الذر قدمه و لم يكن يعلم أنهم ملائكة تشكلوا فى صورة بشر ((هود 70))
_
و موسى وعد الخضر بأن يصبر فى صحبته فلا يسأله عن شىء يفعله العبد الصالح حتى يُحدث له منه ذكراً و لكنه لم يتمالك نفسه إذ رأى تصرفات غريبة فكان فى كل مرة يسأل أو يعترض أو يوجه و فى كل مرة يذكره العبد الصالح و يقول له((ألم أقل لك إنك لن تستطيع معى صبرا)) و عندما كشف عن سر أفعاله قال(( ذلك تأويل ما لم تستطيع عليه صبرا)
_
و غضب موسى و أخذ برأس أخيه يجره إليه و ألقى الألواح عندما عاد إلى قومه بعد أن تم ميعاد ربه فوجدهم يعبدون العجل ،ثم لما تأكد أن هارون عليه السلام لم يقصر فى ردعهم هدأ و دعى ربه قائلا ((قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ))
_
و من ذلك ما وقع من نبى من الأنبياء حين لدغته نملة قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ((نزل نبى من الأنبياء تحت شجرة فلدغته نملة فأمر بجهازه فأخرج من تحتها ثم أمر ببيتها فأحرق بالنار فأوحى إليه الله تعالى: فهلا نملة واحدة)).

_
و من ذلك النسيان الطارىء العارض الذى يحدث لكل الناس بحكم بشريتهم فعن أبى هريرة قال: (( صلى رسول الله (صلى الله عليه و سلم) إحدى صلاتى العشى فصلى ركعتين ثم سلم, فقام إلى خشبة معروضة فى المسجد فاتكأ عليها كأنه غضبان و وضع يده اليمنى على اليسرى و شبك بين أصابعه و وضع خده الأيمن على ظهر كفه اليسرى و خرجت السرعان من باب المسجد فقالو: قصرت الصلاة , و فى القوم أبو بكر و عمر فهابا أن يكلماه و فى القوم رجل يقال له ذو اليدين فقال : يا رسول الله أنسيت أم قصرت الصلاة؟ فقال: لم أنس و لم تقصر ثم قال: أكما يقول ذو اليدين؟ فقالوا نعم. فتقدم و صلى ما ترك ثم سلم ثم كبر و سجد مثل سجوده أو أطول ثم رفع رأسه و كبر, فربما سألوه, ثم سلم ....)) متفق عليه
و عن ابن مسعود قال : قال رسول الله (ص) : (( و لكنى إنما أنا بشر, أنسى كما تنسون , فإذا نسيت فذكرونى)) قال هذا بعد نسيانه فى إحدى صلواته و هذا لا حرج فيه فالنسيان من سمات البشر و قد قال رسول الله (ص) " رُفع عن امتى الخطأ و النسيان و اُستكرهوا عليه",.
و أن الأنبياء بشر ينسون و ينامون و يغضبون و يضحكون و يتزوجون...((و قالوا كال هذا الرسول يأكل الطعام و يمشى فى الأسواق..)) و قال تعالى(( وَما أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيراً ))
@@@@@@@@@@@@@@@@@@
يتبع بسلسلة حلقات دفع شبهات القسس حول الأنبياء فى الإسلام ......

 

مكتوب بواسطة: Jesus is Muslim Mar 21 2004, 05:18 AM

بسم الله الرحمن الرحيم

بارك الله فيك اخي الحبيب ساري وجزاك الله خيرا
اكاد اثبت جميع مواضيعك لأهميتها

تحياتي لك اخي العزيز

 

مكتوب بواسطة: د. هشام عزمي Mar 21 2004, 05:57 AM

هذا موضوع هام جداً و لي إضافة بخصوص عيسى في الأناجيل و أنقلها من كتاب إظهار الحق ...

في الباب الأول من إنجيل مرقس هكذا: 4 (كان يوحنا يعمد في البرية ويكرز بمعمودية التوبة لمغفرة الخطايا) 5 (وخرج إليه جميع كورة اليهودية وأهل أورشليم واعتمدوا جميعهم منه في نهر الأردن معترفين بخطاياهم) 9 (وفي تلك الأيام جاء يسوع من ناصرة الجليل واعتمد من يوحنا في الأردن).

وكانت هذه المعمودية، معمودية التوبة، بمغفرة الخطايا. كما صرح مرقس في الآية الرابعة والخامسة والآية الثالثة من الباب الثالث من إنجيل لوقا هكذا: (فجاء إلى جميع الكورة المحيطة بالأردن يكرز بمعمودة التوبة لمغفرة الخطايا). وفي الآية الحادية عشر من الباب الثالث من إنجيل متى هكذا: (أنا أعمدكم بماء للتوبة) الخ. وفي الآية الرابعة والعشرين من الباب الثالث عشر من كتاب الأعمال هكذا: (إذ سبق يوحنا فكرز قبل مجيئه بمعمودية التوبة لجميع شعب إسرائيل). والآية الرابعة من الباب التاسع عشر من كتاب الأعمال هكذا: (فقال بولس أن يوحنا عمد بمعمودية التوبة) الخ.

فهذه الآيات كلها، تدل على أن هذه المعمودية، كانت معمودية التوبة لمغفرة الخطايا، فمتى سلم اعتماد عيسى من يحيى عليهما السلام، لزم تسليم اعترافه بالخطايا والتوبة منهما أيضاً، لأن حقيقة هذا الاعتماد ليست غير ذلك.

فيفهم من هذا أن تعميد عيسى إنما هو إعتراف منه بخطاياه .

 

مكتوب بواسطة: أبـــ(تراب)ـــو Mar 22 2004, 01:04 AM

شكراً لكم اخوتى الكرام أعزكم الله، و الحمد لله بعد أو وضحنا موقفنا من عصمة الانبياء و انهم معصومون من الكبائر و من الإصرار على الصغائر ساركز باقى البحث فى تفنيد كل مطعن فى هذه الحدود و الله ولى التوفيق

 

مكتوب بواسطة: أبـــ(تراب)ـــو Mar 22 2004, 01:48 AM

الذب عن نبى الله أدم
الشبهة الأولى:
أثيرت حول مخالفة أدم عليه السلام لأمر الله و أكله من الشجرة ،قال تعالى((وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى)).فقال المعترض: " العصيان من الكبائر بدليل قوله: ( ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم)"
___________________________
بعد الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله:
فإن قصر المعصية على الكبائر دون الصغائر باطل بشهادة جمهور العلماء،لان العصيان هو مخالفة الأوامر سواء كانت صغيرة او كبيرة، و الإستشهاد بقوله تعالى (( ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم)) هو استشهاد فاسد لأن اطلاق اللفظ على كبائر الذنوب لا ينفى اطلاقه على صغارها، و مثال ذلك قوله تعالى ((الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ))روى الإمام أحمد عن عَبْد اللَّه بن عباس قَال: { لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَة " الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانهمْ بِظُلْمٍ " شَقَّ ذَلِكَ عَلَى النَّاس فَقَالُوا يَا رَسُول اللَّه أَيّنَا لَمْ يَظْلِم نَفْسه ؟ قَالَ إِنَّهُ لَيْسَ الَّذِي تَعْنُونَ أَلَمْ تَسْمَعُوا مَا قَالَ الْعَبْد الصَّالِح " يَا بُنَيّ لَا تُشْرِك بِاَللَّهِ إِنَّ الشِّرْك لَظُلْم عَظِيم" إِنَّمَا هُوَ الشِّرْك}
فبين لهم رسول الله أن الظلم المقصود فى الأية هو الشرك و ليس صغائر الذنوب التى لا يخلوا منها أحد، مع أن المعنيين دل عليهما لفظ واحد (الظلم)
و معصية ابينا أدم كانت غفلة ليس أكثر بدليل قوله تعالى((وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً)) فبين لنا تعالى أن معصية أدم كانت بسبب النسيان و ضعف العزيمة و لم تصدر عن عمد و استكبار، كما أن أدم لم يكن له عهد بالمعاصى و لا خبرة له بحيل الشيطان لذا فعندما جاءه الشيطان و أقسم بالله أنه له من الناصحين انخدع أدم بكلامه ((وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ ))
،
قال ابن عباس: بعد أن عاتب الله تعالى أدم فقال "أما كان فيما منحتك من الجنة و أبحتك منها من دوحة عما حرمت عليك؟" فقال أدم: "بلى رب و لكن و عزتك ما حسبت أن أحداً يحلف بك كذباً"
.
و قد بادر نبى الله أدم بالتوبة (قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) .و غفر الله تعالى له (فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)
و بهذا يتبين أن ما صدر من أدم عليه السلام ما كان إلا زلة سرعان ما تاب منها و اناب إلى ربه فتقبله سبحانه و تاب عليه .
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
الشبهة الثانية:
ادعى المبطلون أن ميراث الخطيئة ثابت فى القرأن و السنة ، لقوله تعالى ((وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ)) و لقول رسول الله (ص) فى الحديث: (فجحد فجحدت ذريته ونسي آدم فنسيت ذريته وخطئ آدم فخطئت ذريته)
فزعموا أن الله أخذ الميثاق من أدم نيابة عن ذريته،و أن الحديث يفيد توريث الخطيئة!
___________________________
بعد الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله:
أ)اما الأية الكريمة فما قالت أن الله أخذ الميثاق من ادم بالنيابة عن ذريته، فهذا صرف للأية عن ظاهرها بغير صارف، اللهم إلا أهواء النصارى!
والأية صريحة العبارة بأن الرب أخرج ذرية ادم من ظهره بالفعل و أشهدهم على انفسهم، وهو ما اكدته الأحاديث المتواترة منها:
قال رسول الله (ص): ((لما خلق الله آدم مسح ظهره فسقط من ظهره كل نسمة هو خالقها إلى يوم القيامة ثم جعل بين عيني كل إنسان كل إنسان منهم وبيصا من نور ثم عرضهم على آدم فقال: أي رب من هؤلاء قال: هؤلاء ذريتك فرأى رجلا منهم أعجبه نور ما بين عينيه فقال: أي رب من هذا؟ قال: رجل من ذريتك في آخر الأمم يقال: له داود قال: أي رب كم عمره؟ قال: ستون سنة قال فزده من عمري أربعين سنة قال: إذن يكتب ويختم ولا يبدل فلما انقضى عمر آدم جاء ملك الموت فقال: أولم يبقى من عمري أربعون سنة؟ قال: أولم تعطها ابنك داود؟ فجحد فجحدت ذريته ونسي آدم فنسيت ذريته وخطئ آدم فخطئت ذريته))
و روى الْإِمَام أَحْمَد عَنْ أَنَس بْن مَالِك رَضِيَ اللَّه عَنْهُ عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ(( يُقَال لِلرَّجُلِ مِنْ أَهْل النَّار يَوْم الْقِيَامَة أَرَأَيْت لَوْ كَانَ لَك مَا عَلَى الْأَرْض مِنْ شَيْء أَكُنْت مُفْتَدِيًا بِهِ قَالَ : فَيَقُول نَعَمْ فَيَقُول قَدْ أَرَدْت مِنْك أَهْوَن مِنْ ذَلِكَ قَدْ أَخَذْت عَلَيْك فِي ظَهْر آدَم أَنْ لَا تُشْرِك بِي شَيْئًا فَأَبَيْت إِلَّا أَنْ تُشْرِك بِي )) أَخْرَجَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيث شُعْبَة بِهِ
و روى الإمام أحمد و النسائى عَنْ اِبْن عَبَّاس عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (( إِنَّ اللَّه أَخَذَ الْمِيثَاق مِنْ ظَهْر آدَم عَلَيْهِ السَّلَام بِنَعْمَان يَوْم عَرَفَة فَأَخْرَجَ مِنْ صُلْبه كُلّ ذُرِّيَّة ذَرَأَهَا فَنَثَرَهَا بَيْن يَدَيْهِ ثُمَّ كَلَّمَهُمْ قِبَلًا قَالَ " أَلَسْت بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْم الْقِيَامَة إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ أَوْ تَقُولُوا - إِلَى قَوْله " الْمُبْطِلُونَ ))و غير ذلك كثير مما أورده العلامة ابن كثير فى تقسيره و لله الحمد و المنة.
ب) و اما قول رسول الله فى أخر الحديث: ((فجحد فجحدت ذريته ونسي آدم فنسيت ذريته وخطئ آدم فخطئت ذريته)) فهو لا يفيد توريث الخطيئة و إنما توريث الطباع، و الفارق بينهما كبير، فهذه الصفات هى من طبيعة الانسان التى خلقه الله تعالى عليها، فكل الناس ينسون و يجحدون و يخطئون لانهم خلقوا ضعافاً كما قال تعالى ((وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفاً )) و كما قال رسول الله (ص): (( كل إبن أدم خطاء و خير الخطائين التوابون))،
و لكن لا يرث احدهم خطيئة اخر ولا يرث الإنسان جحود أخر!، فكل إنسان يتحمل خطأه هو و القاعدة القرأنية المحكمة ((أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى * وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى)) و قوله تعالى ((وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ)) و قوله سبحانه ((فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ))
و حسبنا فى الرد على من يعتقدون ان الطفل البرىء يولد ملطخاً بخطيئة أدم و يريدون إلصاق ذلك العبث كرهاً بالإسلام ان نذكر نيفاً من كلمات رسول الله (ص) فى وصف من تطهر من كل الذنوب و الأثام:
((
من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه))
((
أن الله يقول إني إذا ابتليت عبدا من عبادي مؤمنا فحمدني على ما ابتليته فإنه يقوم من مضجعه ذلك كيوم ولدته أمه من الخطايا، ))
((
لما فرغ سليمان بن داود من بناء بيت المقدس سأل الله ثلاثا حكما يصادف حكمه وملكا لا ينبغي لأحد من بعده وألا يأتي هذا المسجد أحد لا يريد إلا الصلاة فيه إلا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه فقال النبي صلى الله عليه وسلم أما اثنتان فقد أعطيهما وأرجو أن يكون قد أعطي الثالثة))
و من الجدير أن نشير ههنا إلى أمر هام و هو أن خروج أبينا أدم من الجنة ما كان فقط بسبب زلته هذه ،و لكن أيضاً لأن الله تعالى قدر منذ القدم أن يبتلى الإنسان باستخلافه فى الأرض ، كى يعمرها بالتوحيد و يعبده فيها بظاهر الغيب ((وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ))
و ليتم بذلك إختبار الإيمان على الإنس و الجن، قال سبحانه(( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ))،و قال عز و جل ((الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ )) و قال تعالى (( الذين يؤمنون بالغيب و يقيمون الصلاة و مما رزقناهم ينفقون))
و من أدلة ذلك حديث محاجاة أدم موسى عليه السلام، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (( ‏ ‏احتج ‏ ‏آدم ‏ ‏وموسى ‏ ‏فقال له ‏ ‏موسى ‏ ‏يا ‏ ‏آدم ‏ ‏أنت أبونا خيبتنا وأخرجتنا من الجنة قال له ‏ ‏آدم ‏ ‏يا ‏ ‏موسى ‏ ‏اصطفاك ‏ ‏الله بكلامه وخط لك بيده أتلومني على أمر قدره الله علي قبل أن يخلقني بأربعين سنة ‏ ‏فحج ‏ ‏آدم ‏ ‏موسى ‏ ‏فحج ‏ ‏آدم ‏ ‏موسى فحج أدم موسى فحج أدم موسى))
و من المعلوم أنه لا يجوز الإحتجاج بالقدر لتبرير المعصية و إنما يجوز ذلك فى تعليل الإبتلاء
العجيب أننا نقرأ فى القصة التوراتية أن أدم ما كان يعلم الفرق بين الطاعة و المعصية لأن الشجرة التى أكل منها هى نفسها (شجرة معرفة الخير و الشر) ، فكيف يعاتب على شىء ما كان يعلم أنه شر؟؟
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
الشبهة الثالثة:
أوردوا شبهة حول قول الله تعالى ((هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ*فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحاً جَعَلاَ لَهُ شُرَكَاء فِيمَا آتَاهُمَا فَتَعَالَى اللّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ))
فزعموا أن الأية القرأنية تتهم أدم عليه السلام بالشرك و اعتمدوا فى ذلك على بعض المروايات التى وردت عن بعض الصحابة و التابعين، و مفادها أن حواء ما كان يعيش لها ولد فطاف بها ابليس و قال سميه عبد الحارث فيحييى، ففعلت كما أمرها!
و لم يقف الأمر عند هذا الحد بل رفع البعض هذه الرواية (زوراً) إلى النبى عليه السلام !!
______________________________
بعد الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله:
يبدو أن النصارى لم يكتفوا بتكفير الأنبياء فى كتبهم أمثال هارون الذى صنع العجل و سليمان الذى عبد الأصنام و شاول الذى مات منتحراً، فأرادوا بث سمومهم فى الإسلام دين الطهارة و الشرف من خلال مثل هذه الشبهات المريضة،
فنحمد الله الذى رد كيدهم إلى هذا،إذ أن هذه الرواية باطلة مردودة من جهة العقل و النقل
من جهة العقل:
ثبت بالنصوص القاطعة فى كتاب الله أن أدم عليه السلام من صفوة عباد الله المقربين فى الدنيا و الأخرة كقوله تعالى : ((إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ))، و قال عز و جل فى ثناء نبيه أدم (( ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى)) و فى هذه الأية ثلاثة تزكيات لأدم عليه السلام الأولى اصطفاءه بقوله (ثم اجتباه ربه) و الثانية التوبة عليه بقوله( فتاب عليه) و الثالثة هدايته ( و هدى) و من يهده الله فلا مضل له، فكيف يقال بعد ذلك لأن الشيطان أضل أدم عليه السلام؟
2)
صح عن النبى عليه الصلاة و السلام الأحاديث الجازمة فى أن أدم عليه السلام من السادة المقربين السابقين من ذلك:
أ- فى قصة الاسراء و المعراج صلى حين أمّ رسول الله (ص) كل الأنبياء فى بيت المقدس جاء فى الحديث {.....و لما انصرفت قال جبريل: يا محمد أتدرى من صلى خلفك؟ قال قلت :لا، قال:صلى خلفك كل نبى بعثه الله عز و جل، قال: ثم أخذ بيدى جبريل فصعد بى إلى السماء فلما انتهينا إلى الباب استفتح فقالوا :من أنت؟ قال جبريل، قالوا و من معك؟ قال محمد، قالوا: و قد بعث إليهم؟ قال نعم، قال: ففتحوا له و قالوا مرحباً بك و بمن معك، قال: فلما استوى على ظهرها إذا فيها أدم فقال جبريل:يا محمد ألا تسلم على أبيك أدم؟قال: قلت بلى، فأتيته فسلمت عليه، فرد على و قال: مرحباً بابنى الصالح و النبى الصالح...} فدل هذا الحديث على مكانة أدم عليه السلام إذ كان ضمن الأنبياء الذين صلى بهم رسول الله ، و كان أول الأنبياء الذين التقاهم رسول الله (ص) فى سماء الرحمن و سلم عليه و جبريل .
ب- و ضمن حديث الشفاعة قال رسول الله (ص): ((... فيقول بعض الناس : أبوكم آدم، فيأتونه فيقولون : يا آدم أنت أبو البشر، خلقك الله بيده، ونفخ فيك من روحه، وأمر الملائكة فسجدوا لك، وأسكنك الجنة، ألا تشفع لنا إلى ربك، ألا ترى ما نحن فيه وما بلغنا؟ فيقول : ربي غضب غضبا لم يغضب قبله مثله، ولا يغضب بعده مثله، ونهاني عن الشجرة فعصيته، نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري، ))
فهذا الحديث أكبر دليل على أن أدم ما اخطأ إلا حين أكل من الشجرة، و لو كان قد أشرك بالله (و حاشاه) لكان من غير المعقول أن يخشى غضب الله على زلة بسيطة تاب الله عليه منها، و لا يذكر ذنب الشرك الذى هو أعظم الذنوب المخرج من الملة بالكلية!!

3)
قال رسول الله (ص): { لما خلق الله أدم مسح ظهره فسقط من ظهره كل نسمة هو خالقها من ذريته إلى يوم القيامة, و جعل بين عينى كل منهم وبيصا من النور ثم عرضهم على أدم فقال أى رب من هؤلاء؟ قال: هم ذريتك فرأى رجل منهم فأعجبه ما بين عينيه فقال: أى رب من هذا؟ قال: هذا رجل من أخر الأمم من ذريتك يقال له داوود ...الحديث }
و هذا الحديث يؤكد أن الله أطلع أدم على ذريته و عرفهم، فكيف يشرك أدم بالله كى يعيش له ولد و قد اطلع على كل ذريته و علم بخبرهم إلى يوم القيامة؟؟
من جهة النقل
1)
جاءت هذه الرواية موقوفة على الصحابة و من المعلوم أن ما يُروى موقوفاً على الصحابة أو التابعين من أخبار الأمم السابقة لا حجة به على الشريعة إن خالفها لأنه فى الأغلب الأعم يكون منقولاً من الإسرائيليات و من مسلمة أهل الكتاب أخذاً برخصة التحديث عنهم و هذا ما قرره أعلام الأئمة المحققين كالقرطبى و ابن تيمية و السعدى و ابن كثير و غيرهم...خاصة و أنها رويت عن أبى بن كعب رضى الله عنه و هو مشهور بالإسرائيليات، قال ابن كثير:((وَهَذِهِ الْآثَار يَظْهَر عَلَيْهَا وَاَللَّه أَعْلَم أَنَّهَا مِنْ آثَار أَهْل الْكِتَاب وَقَدْ صَحَّ الْحَدِيث عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ" إِذَا حَدَّثَكُمْ أَهْل الْكِتَاب فَلَا تُصَدِّقُوهُمْ وَلَا تُكَذِّبُوهُمْ" ثُمَّ أَخْبَارهمْ عَلَى ثَلَاثَة أَقْسَام فَمِنْهَا مَا عَلِمْنَا صِحَّته بِمَا دَلَّ عَلَيْهِ الدَّلِيل مِنْ كِتَاب اللَّه أَوْ سُنَّة رَسُوله وَمِنْهَا مَا عَلِمْنَا كَذِبه بِمَا دَلَّ عَلَى خِلَافه مِنْ الْكِتَاب وَالسُّنَّة أَيْضًا وَمِنْهَا مَا هُوَ مَسْكُوت عَنْهُ فَهُوَ الْمَأْذُون فِي رِوَايَته بِقَوْلِهِ عَلَيْهِ السَّلَام " حَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيل وَلَا حَرَج " وَهُوَ الَّذِي لَا يُصَدَّق وَلَا يُكَذَّب لِقَوْلِهِ " فَلَا تُصَدِّقُوهُمْ وَلَا تُكَذِّبُوهُمْ " وَهَذَا الْأَثَر هُوَ الْقِسْم الثَّانِي أَوْ الثَّالِث فِيهِ نَظَر فَأَمَّا مَنْ حَدَّثَ بِهِ مِنْ صَحَابِيّ أَوْ تَابِعِيّ فَإِنَّهُ يَرَاهُ مِنْ الْقِسْم الثَّالِث))
-
أما رفع هذه الرواية إلى رسول الله (ص) فهو لا يصح أبداً و قد رويت من طريق عَبْد الصَّمَد عن عُمَر بْن إِبْرَاهِيم عن قَتَادَة عَنْ الْحَسَن عَنْ سَمُرَة، و قد فنده الامام ابن كثير فقال: هَذَا الْحَدِيث مَعْلُول مِنْ ثَلَاثَة أَوْجُهك
"
أَحَدهَا " أَنَّ عُمَر بْن إِبْرَاهِيم هَذَا هُوَ الْبَصْرِيّ وَقَدْ وَثَّقَهُ اِبْن مَعِين وَلَكِنْ قَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ لَا يُحْتَجّ بِهِ .
"
الثَّانِي " أَنَّهُ قَدْ رُوِيَ مِنْ قَوْل سَمُرَة نَفْسه لَيْسَ مَرْفُوعًا كَمَا قَالَ اِبْن جَرِير : حَدَّثَنَا اِبْن عَبْد الْأَعْلَى حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِر عَنْ أَبِيهِ حَدَّثَنَا بَكْر بْن عَبْد اللَّه بْن سُلَيْمَان التَّيْمِيّ عَنْ أَبِي الْعَلَاء بْن الشِّخِّيرِ عَنْ سَمُرَة بْن جُنْدُب قَالَ : سَمَّى آدَم اِبْنه عَبْد الْحَارِث .
"
الثَّالِث " أَنَّ الْحَسَن نَفْسه فَسَّرَ الْآيَة بِغَيْرِ هَذَا فَلَوْ كَانَ هَذَا عِنْده عَنْ سَمُرَة مَرْفُوعًا لَمَا عَدَلَ عَنْهُ .
التفسير الصحيح للأية
الحق فى هذه الأية الكريمة هو ما ذهب إليه الحسن البصرى رضى الله عنه و تابعه فيه الأئمة الأكابر ، قال ابن كثير: ((لَيْسَ الْمُرَاد مِنْ هَذَا السِّيَاق آدَم وَحَوَّاء وَإِنَّمَا الْمُرَاد مِنْ ذَلِكَ الْمُشْرِكُونَ مِنْ ذُرِّيَّته وَلِهَذَا قَالَ اللَّه " فَتَعَالَى اللَّه عَمَّا يُشْرِكُونَ " ثُمَّ قَالَ فَذَكَرَ آدَم وَحَوَّاء أَوَّلًا كَالتَّوْطِئَةِ لِمَا بَعْدهمَا مِنْ الْوَالِدَيْنِ وَهُوَ كَالِاسْتِطْرَادِ مِنْ ذِكْر الشَّخْص إِلَى الْجِنْس كَقَوْلِهِ " وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيح " الْآيَة وَمَعْلُوم أَنَّ الْمَصَابِيح وَهِيَ النُّجُوم الَّتِي زُيِّنَتْ بِهَا السَّمَاء لَيْسَتْ هِيَ الَّتِي يُرْمَى بِهَا وَإِنَّمَا هَذَا اِسْتِطْرَاد مِنْ شَخْص الْمَصَابِيح إِلَى جِنْسهَا وَلِهَذَا نَظَائِر فِي الْقُرْآن وَاَللَّه أَعْلَم.))
و قال السعدى رحمه الله: ( هذا انتقال من العين إلى الجنس، فاول الكلام عن أدم ثم انتقل الكلام فى الجنس ولا شك أن هذا موجود فى الذرية كثيراً فلذلك قررهم الله على بطلان الشرك ، و أنهم فى ذلك ظالمون أشد الظلم،سواء كان الشرك فى الأقوال أم الأفعال،فإن الله هو الخالق لهم من نفس واحدة، الذى خلق منها زوجها و جعل لهم من أنفسهم أزواجاً، ثم جعل بينهم مودة و رحمة ،مايسكن بعضهم إلى بعض و يألفه و بتلذذ به، ...ثم أوجد الذرية فى بطون الأمهات، وقتاً موقوتاً تتشوق إليه نفوسهم و يدعون الله أن يخرجه سوياً صحيحاً، فأتم الله عليهم نعمته و مع ذلك ظهر منهم من أشرك به سبحانه!) و لذا حدثهم الله فى ختام الأية بصفة الجمع فقال (فتعالى الله عما يشركون) ، و هذا بين ظاهر فى تكملة الأيات أيضاً إذ قال الله تعالى فى الأيات اللاحقة: ((أَيُشْرِكُونَ مَا لَا يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ*وَلَا يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْرًا وَلَا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ*وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لَا يَتَّبِعُوكُمْ سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنْتُمْ صَامِتُونَ))
فهذا الحديث كما هو معلوم يشمل كافة المشركين بما فيهم قوم النبى عليه الصلاة و السلام الذين نصح لهم و دعاهم إلى الهدى هو و صحبه فأبوا إلا كفوراً

 

مكتوب بواسطة: أبـــ(تراب)ـــو Mar 23 2004, 12:58 AM

الذب عن نبى الله نوح
الشبهة الأولى:
ما ورد فى كتاب الله عن قول نوح عليه السلام: (( وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالاً ))
فتسائلوا كيف يدعوا نوح على الناس بالضلال؟
_________________
بعد الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله:
إن نوحاً عليه السلام لم يدعوا على الناس بالضلال و إنما دعا على الظالمين منهم الذين استكبروا و صدوا عن سبيل ، و من المعلوم أنه لم يمض نبياً فى دعوة قومه زمناً مثل الذى قضاه نوح عليه السلام ، قال تعالى ((وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَاماً..)) فما أصبر نبى الله نوح و قد وصفه تعالى قائلاً: (( قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً وَنَهَاراً *فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَاراً *وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَاراً *ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَاراً *ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَاراً ))
و استمر نوح عليه السلام مجداً مخلصاً فى دعوة قومه و هدايتهم حتى أخبره الله تعالى أنه لن يؤمن معه إلا من أمن (( وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلاَّ مَن قَدْ آمَنَ فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ ))
فحينها تيقن نوح من خبث هؤلاء الكافرين و أن فسقهم ران على قلوبهم فاستنصر ربه و دعا عليهم ليجزيهم بما يستحقوا على مشاقاتهم لله و رسوله و محاربة المؤمنين فقال (( وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّاراً *إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِراً كَفَّاراً )) و قال عنهم (( وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيراً وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالاً ))
و بهذا كانت هذه دعوة حق فى موقف حق و عن سابق خبر من الله تعالى فما كان من العزيز الحكيم إلا أن إستجاب لدعوة نبيه ((وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ ))
و هذا هو الثابت أيضاً فى الكتاب المقدس إذ أخبر الرب نوحاً بمصير قومه فأمره بصنع الفلك و جعل عهده مع نسله(( تكوين13:6-18))
بل و وصل شر الناس إلى درجة جعلت الرب يندم و يتأسف على خلق الإنسان(بزعمهم) ((تكوين 5:6-8))
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
الشبهة الثانية:
وردت شبهة حول قوله تعالى: ((وَنَادَى نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابُنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ *قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ ))
و كانت الشبهة من شقين:
أ- الاول أن نوحاً طلب من الله ما لا يجوز طلبه و هو انقاذ ابنه مع أن الله تعالى قال ((ولا تخاطبنى فى الذين ظلموا..))
ب- الثانى فى قوله (( يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ )) فزعموا أن ذلك إشارة إلى ارتكاب زوجة نوح الفاحشة و أن ذلك الولد الغارق هو ابن غير شرعى لها و فى سبيل تمرير هذا البهتان استدلوا بغير دليل و هو قوله تعالى (( ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئاً وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ ))
___________________
بعد الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله:
أولا:إن نوحاً عليه السلام ما قصد برجاءه مخالفة أمر ربه عز وجل و إنما اجتهد فى تأويل قوله تعالى ((قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ )) فظن نبى الله نوح أن ابنه داخل فى أهله و نسى قوله تعالى ((إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ )) و هذا بدافع رقة قلبه و عاطفة الأبوة الفطرية
قال الامام ابن كثير : {هَذَا سُؤَال اِسْتِعْلَام وَكَشْف مِنْ نُوح عَلَيْهِ السَّلَام عَنْ حَال وَلَده الَّذِي غَرِقَ" قَالَ رَبّ إِنَّ اِبْنِي مِنْ أَهْلِيّ " أَيْ وَقَدْ وَعَدْتنِي بِنَجَاةِ أَهْلِي وَوَعْدك الْحَقّ الَّذِي لَا يُخْلَف فَكَيْفَ غَرِقَ وَأَنْتَ أَحْكُم الْحَاكِمِينَ ؟ } لكن حين نبهه الله تعالى إلى حقيقة الأمر أناب إلى ربه قائلاً: ((قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُن مِّنَ الْخَاسِرِينَ ))
فباركه الله تعالى الله و أيده و منحه السلام عز و جل((قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلاَمٍ مِّنَّا وَبَركَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِّمَّن مَّعَكَ ))
*********************************
-
ثانيا: و أما من زعم أن قوله تعالى (( إنه ليس من أهلك)) يعنى أنه ليس ابنه حقيقة و إنما ابن زنى و العياذ بالله ، فهذا قول باطل و إن خُكى عن بعض السلف لأنه من الأخبار فلا تقام بها حجة إلا إن ورد عن رسول الله (ص)، و لم يرد مثل هذا على لسان الصادق المصدوق و قوله الحق عليه الصلاة و السلام، و قد أنكر أئمة أهل السنة هذا الرأى و فندوه لأن الله تعالى عصم أعراض أنبياءه أيضاً - و يؤكد ذلك الأيات البينات التى أنزلها تعالى فى حادثة الإفك- فلا يمكن أن تركتب زوجة نبى الفاحشة أبداً حتى و إن كفرت.
قال الإمام ابن كثير ( و قد نص غير واحد من الأئمة على تخطئة من ذهب فى تفسير هذا إلى أنه ليس بإبنه ) و قال أيضاً: ( وَقَالَ اِبْن عَبَّاس وَغَيْر وَاحِد مِنْ السَّلَف مَا زَنَتْ اِمْرَأَة نَبِيّ قَطُّ قَالَ : وَقَوْله " إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلك " أَيْ الَّذِينَ وَعَدْتُك نَجَاتهمْ وَقَوْل اِبْن عَبَّاس فِي هَذَا هُوَ الْحَقّ الَّذِي لَا مَحِيد عَنْهُ فَإِنَّ اللَّه سُبْحَانه أَغْيَر مِنْ أَنْ يُمَكِّن اِمْرَأَة نَبِيّ مِنْ الْفَاحِشَة وَلِهَذَا غَضِبَ اللَّه عَلَى الَّذِينَ رَمَوْا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ عَائِشَة بِنْت الصِّدِّيق زَوْج النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنْكَرَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ تَكَلَّمُوا بِهَذَا وَأَشَاعُوهُ وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى " إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَة مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْر لَكُمْ لِكُلِّ اِمْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اِكْتَسَبَ مِنْ الْإِثْم وَاَلَّذِي تَوَلَّى كِبْره مِنْهُمْ لَهُ عَذَاب عَظِيم - إِلَى قَوْله - إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْم وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا , وَهُوَ عِنْد اللَّه عَظِيم )
و كان ابن عباس يقول : ( من قال أنه ليس ابن نوح فقد كذب بالقرأن ألم تقرأوا قوله تعالى "وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ " )
-
و أما نسبة الخيانة إلى امرأتى نوح و لوط بقوله تعالى فى سورة التحريم ((فخانتاهما)) ، فالمراد به هنا الخيانة فى الإيمان لا فى العرض لأنهما كفرتا بالله تعالى و هذا كقوله تعالى (( وَإِن يُرِيدُواْ خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُواْ اللّهَ مِن قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ )) و كقوله تعالى (( ولا تكن للخائنين خصيما))
قال الإمام ابن كثير: ((" فَخَانَتَاهُمَا" أَيْ فِي الْإِيمَان لَمْ يُوَافِقَاهُمَا عَلَى الْإِيمَان وَلَا صَدَقَاهُمَا فِي الرِّسَالَة فَلَمْ يَجِد ذَلِكَ كُلّه شَيْئًا وَلَا دَفَعَ عَنْهُمَا مَحْذُورًا وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى " فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنْ اللَّه شَيْئًا " أَيْ لِكُفْرِهِمَا " وَقِيلَ " لِلْمَرْأَتَيْنِ" اُدْخُلَا النَّار مَعَ الدَّاخِلِينَ " وَلَيْسَ الْمُرَاد بِقَوْلِهِ" فَخَانَتَاهُمَا " فِي فَاحِشَة بَلْ فِي الدِّين فَإِنَّ نِسَاء الْأَنْبِيَاء مَعْصُومَات عَنْ الْوُقُوع فِي الْفَاحِشَة لِحُرْمَةِ الْأَنْبِيَاء كَمَا قَدَّمْنَا فِي سُورَة النُّور قَالَ سُفْيَان الثَّوْرِيّ عَنْ مُوسَى بْن أَبِي عَائِشَة عَنْ سُلَيْمَان بْن قَرْم سَمِعْت اِبْن عَبَّاس يَقُول فِي هَذِهِ الْآيَة " فَخَانَتَاهُمَا " قَالَ مَا زَنَتَا أَمَّا خِيَانَة أَمْرَأَة نُوح فَكَانَتْ تُخْبِر أَنَّهُ مَجْنُون وَأَمَّا خِيَانَة اِمْرَأَة لُوط فَكَانَتْ تَدُلّ قَوْمهَا عَلَى أَضْيَافه وَقَالَ الْعَوْفِيّ عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ كَانَتْ خِيَانَتهمَا أَنَّهُمَا كَانَتَا عَلَى غَيْر دِينهمَا فَكَانَتْ اِمْرَأَة نُوح تَطَّلِع عَلَى سِرّ نُوح فَإِذَا آمَنَ مَعَ نُوح أَحَدٌ أَخْبَرَتْ الْجَبَابِرَة مِنْ قَوْم نُوح بِهِ وَأَمَّا اِمْرَأَة لُوط فَكَانَتْ إِذَا أَضَافَ لُوط أَحَدًا أَخْبَرَتْ بِهِ أَهْل الْمَدِينَة مِمَّنْ يَعْمَل السُّوء وَقَالَ الضَّحَّاك عَنْ اِبْن عَبَّاس مَا بَغَتْ اِمْرَأَة نَبِيّ قَطُّ إِنَّمَا كَانَتْ خِيَانَتهمَا فِي الدِّين وَهَكَذَا قَالَ عِكْرِمَة وَسَعِيد بْن جُبَيْر وَالضَّحَّاك وَغَيْرهمْ ))

 

مكتوب بواسطة: أبـــ(تراب)ـــو Mar 27 2004, 12:54 AM

الذب عن خليل الله إبراهيم
الشبهة الأولى:
زعموا أن القرأن الكريم نسب الشرك إلى إبراهيم عليه السلام فى موضعين :
الأول: قوله تعالى((فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَباً قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ * فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغاً قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ * فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَـذَا رَبِّي هَـذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ ))الأنعام76
و الثانى: قوله عز و جل عن إبراهيم ((فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ * فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ )) الصافات88، و التنجيم محرم
____________________________
بعد الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله:
-
فإنه و الله لمن أكبر الجهل ما ظنه هؤلاء فى تلك الأيات الكريمات أنها تحكى الشرك عن نبى الله إبراهيم و العياذ بالله، و هو خليل الرحمن الذى أثنى عليه فى كل موضع من مواضع كتابه فقال ((قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ ))، و قال تعالى ((وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِه عَالِمِينَ)) و قد ضرب الله المثل بحنيفية الخليل و أكد بالنصوص القاطعة براءته من الشرك و المشركين أبداً فقال تعالى ((إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ )) و قال عز و جل ((وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ واتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَاتَّخَذَ اللّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً))، و جاءت أحاديث رسول الله (ص) منزهة لأبينا إبراهيم عن كل شائبة حتى أنه أنكر إنكاراً شديداً حين دخل الكعبة المشرفة فوجد صورة لإبراهيم وإسماعيل عليهما السلام بأيديهما الأزلام، فقال عليه السلام: (قاتلهم الله، والله إن استقسما بالأزلام قط.)
و نبين الحق فى الأيات الكريمات على النحو الأتى:
1)
أما الأيات فى سورة الأنعام فلا ريب أن هذا المقام ليس مقام نظر و بحث و إنما مقام مناظرة ليقيم الخليل عليه السلام الحجة علي قومه ، فأظهر موافقته لهم ظاهرياً تمهيداً لتفنيد معتقدهم تفنيداً و بيان أن هذه الكواكب النيرة لا تصلح للألوهية ولا أن تعبد مع الله عز و جل لأنها مخلوقة مربوبة مصنوعة مدبرة مسخرة تطلع تارة و تأفل أخرى فتغيب عن هذا العالم و الرب تعالى لا يغيب عنه شىء ولا تخفى عليه خافية و هو الدائم الباقى بلا زوال لا إله إلا هو ولا رب سواه،
و انتقل بهم من الكواكب إلى الشمس إلى القمر فلما انتفت الألوهية عن هذه الأجرام الثلاثة التى هى أنور ما تقع عليه الأبصار و تحقق الدليل القاطع على بطلان عبادتها كشف لهم إبراهيم الحق الأكيد و أعلن إخلاصه لله الواحد القهار و تبرأه التام من شركهم الباطل، (( فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَـذَا رَبِّي هَـذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ * إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفاً وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ))الأنعام78
-
و قد إبتدأ الله تعالى هذه الأيات المباركات بالثناء على نبيه قائلاً: ((وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ )) الأنعام75، فشهد سبحانه لخليله بكمال الإيمان و امتن عليه بتبصرته و إطلاعه على ما اشتمل عليه ملكوته عز و جل من الأدلة القاطعة و البراهين الساطعة فحصل اليقين و العلم التام و تمت نعمة الله ،
-
و مما يؤكد أيضاً أنه كان فى هذا المقام مناظراً لقومه قوله تعالى فى الأيات اللاحقة ((وَحَآجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللّهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلاَ أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلاَّ أَن يَشَاءَ رَبِّي شَيْئاً وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً أَفَلاَ تَتَذَكَّرُونَ * وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلاَ تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُم بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ))الأنعام80
2)
أما قوله تعالى ((فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ)) فإن أبراهيم عليه السلام لم ينظر فى النجوم إعتقاداً بها و إنما عرض بهذه الوسيلة ليتنصل من الذهاب مع معهم فى عيدهم الشركى و يتمكن من تحطيم أصنامهم، قال ابن كثير (( إِنَّمَا قَالَ إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام لِقَوْمِهِ ذَلِكَ لِيُقِيمَ فِي الْبَلَد إِذَا ذَهَبُوا إِلَى عِيدهمْ فَإِنَّهُ كَانَ قَدْ أَزِفَ خُرُوجُهُمْ إِلَى عِيدٍ لَهُمْ فَأَحَبَّ أَنَّ يَخْتَلِي بِآلِهَتِهِمْ لَيُكَسِّرَهَا فَقَالَ لَهُمْ كَلَامًا هُوَ حَقّ فِي نَفْس الْأَمْر فَهِمُوا مِنْهُ أَنَّهُ سَقِيم عَلَى مُقْتَضَى مَا يَعْتَقِدُونَهُ " فَتَوَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرِينَ ))
و قال قتادة: "العرب تقول لمن تفكرنظر فى النجوم" أى نظر إل السماء متفكراً فيما يلهيهم به عنه،
الشاهد أنه ما إعتقد فى النجوم وما أراد إلا التحايل على المشركين كى لا يشهد أعيادهم الوثنية و ليكيد ألهتهم الباطلة
و أيضاً هذه الأيات وردت فى سياق مديح الخليل عليه السلام فابتدأها الله من ختام قصة نوح فقال تعالى((وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ *إِذْ جَاء رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ * إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَاذَا تَعْبُدُونَ * أَئِفْكاً آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ * فَمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ * فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ... ))
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
الشبهة الثانية :
زعموا أن إبراهيم عليه السلام شك فى الإيمان لقوله تعالى((وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَـكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي))
___________________________
بعد الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله: الجواب على ذلك من وجهين:
الأول: أن الإيمان ثلاثة مراتب: (1) علم اليقين (2) عين اليقين (3) حق اليقين
و نضرب مثالاً على ذلك: فلو أمن شخص إيمان يقينى لا شك فيه أن داخل الحقيبة طعاماً فهذا علم اليقين، و لو فتح الحقيبة و نظر الطعام بعينيه فهذا عين اليقين، و لو أمسك بهذا الطعام و أكل منه فهذا حق اليقين،
فإبراهيم عليه السلام ما شك فى ربه أبداً و إنما أراد الإنتقال من مستوى الإستدلال إلى مستوى العيان و الإرتقاء إلى درجة أعلى من درجات الإيمان ، و هذا حال المؤمنين دائماً فى سعيهم إلى الكمال ، فالفرق بين سؤال إبراهيم و سؤال غيره، كالفرق بين سؤال موسى رؤية ربه و سؤال قومه نفس الطلب، لأن سؤال موسى كان سؤال محبة و شوق إلى الله ، أما سؤال قومه فكان سؤال ريبة و مكابرة
و قد تكفل رسول الله (ص) ببيان هذا المعنى و ذلك حين قال قوم "شك إبراهيم و لم يشك نبينا" فقال رسول الله(ص)تواضعاً " نحن أحق بالشك من إبراهيم" و النبى عليه الصلاة و السلام لا يقع منه الشك أبداً و هو القائل " لَا أَشُكّ وَلَا أَسْأَل " فكان هذا من قبيل افتراض ما لا يمكن وقوعه ليكون أبلغ فى الدلالة على المعنى المنشود و هو إستحالة وقوع الشك من إبراهيم عليه السلام
و قيل أن المراد :نحن أشد إشتياقاً إلى رؤية ذلك من إبراهيم، و قيل : معناه هذا الذى ترون أنه شك نحن أحق به لأنه طلب لمزيد البيان لا ريبة فى الرحمن
الوجه الثانى: أن الشك مراد به الخواطر التى لا تثبت لا معنى التوقف بين أمرين ، لأن الأخير منفى بالنصوص القاطعة فى الكتاب و السنة و إجماع الأمة، أما الأول فهو من دلائل صريح الإيمان كما جاء فى الحديث أن بعض الصحابة قالوا للنبى عليه السلام: ((إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به. قال : "وقد وجدتموه؟" قالوا : نعم. قال" ذاك صريح الإيمان".))
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
الشبهة الثالثة:
طعنوا فى عصمة نبى الله إبراهيم لقول رسول الله(ص) : "لم يكذب إبراهيم النبي، عليه السلام، قط إلا ثلاث كذبات. ثنتين في ذات الله. قوله : إني سقيم. وقوله : بل فعله كبيرهم هذا. وواحدة في شأن سارة"
و قوله عليه السلام فى حديث الشفاعة: "فيأتون إبراهيم فيقولون : يا إبراهيم، أنت نبي الله وخليله من أهل الأرض، اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى إلى ما نحن فيه؟ فيقول لهم : إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله، وإني قد كنت كذبت ثلاث كذبات ، نفسي نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري، "
___________________________
بعد الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله:
-
كما هو واضح لكل ذى لب فإن هذه الشبهة لا تستحق عناء الرد عليها، و لكننى تعمدت أن أذكرها لأنها دليل عصمة إبراهيم عليه السلام، فهذه الكذبات الثلاثة سيعدها الخليل ذنوباً إرتكبها حين يُسئل الشفاعة يوم القيامة، و هذا الحصر ينفى عنه أى خطيئة أخرى ، زد على هذا أنها ليست ذنوباً فى حقيقة الأمر، فتالله أى إنسان هذا الذى لم يكذب فى حياته كلها إلا ثلاث كذبات، كلهن من قبيل التعريض و اثنتان منهم فى ذات الله ؟!
فالأولى قوله(إنى سقيم) و هو يحتمل معانى كثيرة منها: إني سقيم أي سأسقم واسم الفاعل يستعمل بمعنى المستقبل كثيرا , ويحتمل أنه أراد إني سقيم بما قدر علي من الموت أو سقيم الحجة على الخروج معكم...إلخ
والثانية قوله : ( بل فعله كبيرهم ) قال القرطبي هذا قاله تمهيدا للاستدلال على أن الأصنام ليست بآلهة وقطعا لقومه في قولهم إنها تضر وتنفع , وهذا الاستدلال يتجوز فيه الشرط المتصل , ولهذا أردف قوله : ( بل فعله كبيرهم ) بقوله : ( فاسألوهم إن كانوا ينطقون )، و قال ابن قتيبة معناه إن كانوا ينطقون فقد فعله كبيرهم هذا , فالحاصل أنه مشترط بقوله : ( إن كانوا ينطقون ) أو أنه أسند إليه ذلك لكونه السبب .
و الثالث قوله عن ساره أنها أخته و هو أيضاً تعريض صحيح لانه أخوها فى الدين كما قال فى الحديث: (فأتى ‏ ‏سارة ‏ ‏قال يا ‏ ‏سارة ‏ ‏ليس على وجه الأرض مؤمن غيري وغيرك وإن هذا سألني فأخبرته أنك أختي...الحديث)

 

مكتوب بواسطة: أبـــ(تراب)ـــو Mar 31 2004, 02:19 AM

الذب عن نبى الله لوط:
الشبهة:
وردت الشبهة فى قوله تعالى عن نبيه لوط : (( قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ )) قال رسول الله (ص) : " يرحم الله لوطاً لقد كان يأوى إلى ركن شديد" فتسائلوا كيف يقصر لوط عليه السلام فى التوكل على الله تعالى؟
-----------------------------------------------
بعد الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله:
-
فإن حديث رسول الله (ص) ليس عتاباً على نبى الله لوط و إنما تعجب من حاله عليه السلام إذ بحث المدد و هو لا يعلم بوجود ملائكة الرحمن معه فى بيته متشكلين فى صورة البشر
قال ابن حزم: (( ظن بعض الفرق أن ما جاء فى حديث رسول الله (ص) إنكار على لوط عليه السلام، و هذا غير صحيح إذ لا تخالف بين القولين بل كلاهما حق، لأن لوطاً عليه السلام إنما أراد منعة عادلة يمنع بها قومه مما هم عليه من فواحش من قرابة أو عشيرة أو أتباع مؤمنين دون أن يتعارض هذا مع إيمانه التام بأن الله ركنه الشديد و ناصره المجيد، ولا جناح على لوط عليه السلام فى طلب قوة من الناس لقوله تعالى {وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَـكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ }..))
و قد طلب رسول الله (ص) من المهاجرين و الأنصار منعه حتى يبلغ رسالة ربه ، و هو أشد الناس توكلاً على الله ، لأنه لا تعارض بين التوكل و بين تحرى الأسباب و الأخذ بها.
و يؤكد هذا المعنى أيضاً الحديث الذى رواه الإمام أحمد فى مسنده عن أبى هريرة عن النبى عليه الصلاة و السلام قال: ( قال لوط لو أن لى بكم قوة أو أوى إلى ركن شديد، قال: فإنه كان يأوى إلى ركن شديد و لكنه عنى عشيرته فما بعث الله نبياً إلا فى ثروة من قومه) و زاد ابن مردويه: ( ألم تر إلى قول شعيب: ولولا رهطك لرجمناك)
-
و هذا أيضاً تعريض من نبى الله لوط بالدعاء ، فهو يشهد الله على حاله راجياً خلاصه، و هذا شبيه بتعريض أيوب عليه السلام حين قال ((وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ )) و الشاهد على هذا ما جاء فى الأيات التالية من بشارة الملائكة إياه بنصر الله تعالى: ((قَالُواْ يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَن يَصِلُواْ إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ اللَّيْلِ وَلاَ يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ إِلاَّ امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ ))

 

مكتوب بواسطة: أبـــ(تراب)ـــو Apr 1 2004, 05:01 PM

الذب عن نبى الله يوسف
الشبهة :
وردت الشبهة فى قوله تعالى ((وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ )) فزعموا أن يوسف عليه السلام عزم القيام بالفاحشة ، و ساعدهم على الإسهاب فى بهتانهم بعض الروايات الباطلة المنقولة عن مسلمة أهل الكتاب و بعض الصحابة أوردها و تبناها ابن جرير و صاحب الدر المنثور و غيرهما ، مفادها باختصار أن يوسف عليه السلام حل سراويله فصيح به: يا يوسف لا تكن كالطير له ريش فإذا زنى قعد ليس له ريش، و قيل : رأى كفاً مكتوباً عليها أيات قرأنية بالعبرية، و قيل : رأى صورة يعقوب على الحائط، بل و زعموا أنه لما لم يرعوا من رؤية صورة أبيه عاضاً على أنامله ضربه أبوه يعقوب فخرجت شهوته من أنامله !!
____________________________
بعد الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله:
فإن هذه الروايات الباطلة لا تعدو أن تكون من أكاذيب و افتراءات الإسرائيليات و لم يصح أى من هذه الخرافات على الإطلاق على لسان رسول الله عليه الصلاة و السلام ، و إنما وردت موقوفة كما أن بعض طرقها تصل إلى وهب بن منبه و هو من مسلمة أهل الكتاب المشهورين بكثرة اسرائيلياتهم و كذا كعب الأحبار ، و كان ابن عباس و ابن عمر و غيرهم من الصحابة الكرام يحدثون عنهم أخذاً برخصة ذلك، حتى انه روى عن بعض الصحابة أنه كان يملك حمل بعيرين من كتب القوم! و هذه مسألة فصل فيها أئمة المحققين،
و قد نبه لهذا الامر ثلة من كبار المفسرين كالامام ابن كثير و القاسمى و السعدى و السنوسى و أبو السعود و الزمخشرى و غيرهم....، قال القاسمى{ هذا و قد ألصق بعض المفسرين المولعين برواية كل غث و ثمين ما تلقفوه من أهل الكتاب و بعض المتقولين من تلك الروايات الباطلة التى أنزه قلمى عن نقلها لردها، و كلها خرافات و أباطيل} و ليس أدل على بطلان هذه الرويات من تهافتها و اختلافها ، و الحق أبلج و الباطل لجلج ،
و كذلك ينكشف زيفها من خلال الرواية الموضوعة الأخرى التى نسبت إلى النبى عليه الصلاة و السلام زوراً أنه لما قرأ: ((ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ)) قال: لما قال يوسف ذلك قال له جبريل: ولا يوم هممت بما همت به؟
و حاشا لله أن يكون رسول الله (ص) قد تلفظ بشىء من هذا العبث ، و هو الذى نزه اخوانه الأنبياء و أكرمهم فى كل موضع، و قال فى مديح صبريوسف على البلاء ((لو لبثت في السجن طول ما لبث ‏ ‏يوسف ‏ ‏لأجبت الداعي)) و قال عليه الصلاة و السلام عن يوسف أيضاً ((فأكرم الناس ‏ ‏يوسف ‏ ‏نبي الله ابن نبي الله ابن نبي الله ابن خليل الله))
و قد نسى من دس هذه الرواية (الموضوعة) أن قوله تعالى ((ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ)) ليست مقالة سيدنا يوسف عليه السلام و إنما هى مقالة امرأة العزيز ، و هو ما يتفق مع سياق الأية، ذلك: أن الملك لما أرسل رسوله إلى يوسف لإحضاره من السجن قال له: ارجع إلى ربك، فاسأله ما بال النسوة اللاتى قطعن أيديهم فأحضر النسوة، و سألهن، و شهدن ببراءة يوسف، فلم تجد امرأة العزيز بداً من الإعتراف بفعلتها و أن يوسف هو الذى استعصم فلم تقع الفاحشة ((قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَاْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ * ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ )) فكل ذلك من قولها ، و لم يكن يوسف حاضراً بل كان فى السجن ، فكيف يعقل أن يصدر منه ذلك فى مجلس التحقيق الذى عقده العزيز؟
و قد انتصر لهذا الرأى السديد الإمام ابن تيمية و ألف فى ذلك تصنيفاً على حده، و قال الإمام ابن كثير فى تفسيره: {" ذَلِكَ لِيَعْلَم أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ " تَقُول إِنَّمَا اِعْتَرَفْت بِهَذَا عَلَى نَفْسِي لِيَعْلَم زَوْجِي أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ فِي نَفْس الْأَمْر وَلَا وَقَعَ الْمَحْذُور الْأَكْبَر وَإِنَّمَا رَاوَدْت هَذَا الشَّابّ مُرَاوَدَة فَامْتَنَعَ فَلِهَذَا اِعْتَرَفْت لِيَعْلَم أَنِّي بَرِيئَة " وَأَنَّ اللَّه لَا يَهْدِي كَيْد الْخَائِنِينَ وَمَا أُبَرِّئ نَفْسِي " تَقُول الْمَرْأَة وَلَسْت أُبَرِّئ نَفْسِي فَإِنَّ النَّفْس تَتَحَدَّث وَتَتَمَنَّى وَلِهَذَا رَاوَدْته لِأَنَّ " النَّفْس لَأَمَّارَة بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِم رَبِّي " أَيْ إِلَّا مَنْ عَصَمَهُ اللَّه تَعَالَى " إِنَّ رَبِّي غَفُور رَحِيم " وَهَذَا الْقَوْل هُوَ الْأَشْهَر وَالْأَلْيَق وَالْأَنْسَب بِسِيَاقِ الْقِصَّة وَمَعَانِي الْكَلَام وَقَدْ حَكَاهُ الْمَاوَرْدِيّ فِي تَفْسِيره وَانْتُدِبَ لِنَصْرِهِ الْإِمَام أَبُو الْعَبَّاس رَحِمَهُ اللَّه فَأَفْرَدَهُ بِتَصْنِيفٍ عَلَى حِدَة وَقَدْ قِيلَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ كَلَام يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام يَقُول " قَالَ لِيَعْلَم أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ فِي زَوْجَته " بِالْغَيْبِ " الْآيَتَيْنِ أَيْ إِنَّمَا رَدَدْت الرَّسُول لِيَعْلَم الْمَلِك بَرَاءَتِي وَلِيَعْلَم الْعَزِيز " أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ " فِي زَوْجَته " بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللَّه لَا يَهْدِي كَيْد الْخَائِنِينَ " الْآيَة وَهَذَا الْقَوْل هُوَ الَّذِي لَمْ يَحْكِ اِبْن جَرِير وَلَا ابْن أَبِي حَاتِم سِوَاهُ قَالَ اِبْن جَرِير : حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب حَدَّثَنَا وَكِيع عَنْ إِسْرَائِيل عَنْ سِمَاك عَنْ عِكْرِمَة عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ لَمَّا جَمَعَ الْمَلِك النِّسْوَة فَسَأَلَهُنَّ هَلْ رَاوَدْتُنَّ يُوسُف عَنْ نَفْسه ؟ " قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوء قَالَتْ اِمْرَأَة الْعَزِيز الْآن حَصْحَصَ الْحَقّ " الْآيَة قَالَ يُوسُف " ذَلِكَ لِيَعْلَم أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ " فَقَالَ لَهُ جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام : وَلَا يَوْم هَمَمْت بِمَا هَمَمْت بِهِ ؟ فَقَالَ " وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي " الْآيَة وَهَكَذَا قَالَ مُجَاهِد وَسَعِيد بْن جُبَيْر وَعِكْرِمَة وَابْن أَبِي الْهُذَيْلِ وَالضَّحَّاك وَالْحَسَن وَقَتَادَة وَالسُّدِّيّ وَالْقَوْل الْأَوَّل أَقْوَى وَأَظْهَر لِأَنَّ سِيَاق الْكَلَام كُلّه مِنْ كَلَام اِمْرَأَة الْعَزِيز بِحَضْرَةِ الْمَلِك وَلَمْ يَكُنْ يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام عِنْدهمْ بَلْ بَعْد ذَلِكَ أَحْضَرَهُ الْمَلِك }
التفسير الصحيح للأية:
-
بدأت الأيات الكريمات بقوله تعالى ((وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللّهِ)) قال أبو السعود: قوله (معاذ الله) يعكس تقوى قلبه و هو اجتناب منه على أتم الوجوه و إشارة إلى التعليل بأنه منكر هائل يجب أن يعاذ بالله تعالى للخلاص منه، و هذا من شفافية نفس يوسف الزكية فقد أراه الله القبيح فى صورته الحقيقية ، و ذلك ما يفتقر إليه الكثيرون لذا جاء فى دعاء أبى بكر الصديق رضى الله عنه ((اللهم أرنا الحق حقاً. و ارزقنا اتباعه و أرنا الباطل باطلاً و ارزقنا اجتنابه.))
وقوله ((إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ)) فيه تمام الإعتراف بفضل الله و استحضار مراقبته و خشية عقابه لذا قال بعدها ((إنه لا يفلح الظالمين))، و قيل : الضمير يعود على العزيز و و لو كان كذلك فهو إنتقال سديد لذكر بعض أسباب الإمتناع المقنعة لامرأة العزيز ، فكيف تطلبين منى خيانة سيدى الذى أكرمنى و كفلنى فى بيته و طالبك بإكرامى و أنت زوجته؟ فكانت هذه الكلمات الموجزة أدق أرشاد لها بألطف طريقة
-
و قوله تعالى (( وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ)) الهم هو أول العزيمة و أعلاه الهمة، قال البغوى: الهم همان (1) هم ثابت معه عزم و رضا و هو مذموم مأخذ به و هذا هو مقصود امرأة العزيز (2) و هم هو الخاطر و حديث النفس بغير تصميم و هو غير مأخذ به ، قال أبو السعود: { همه بها: ميله إليها بمقتضى الطبيعة البشرية ميلاً جبلياً لا يكاد يدخل تحت التكليف لا أنه قصدها قصداً إختيارياً، ...و الأنبياء ليسوا معوصومين من حديث النفس و الخواطر الجبلية و لكنهم معصومون من طاعتها و الإنقياد إليها و لو لم توجد لديهم دواعى جبلية لكانوا إما ملائكة و إما عالم أخر ، و لا يصلحون قدوة للبشر حينئذ، و لما كانوا مأجورين على ترك الملاهى لأن الترك مع وجود الداعى هو العمل المتعبد به المشتمل على جهاد النفس }
و قوله (هم) بعد (همت) من قبيل المشاكلة اللفظية مع اختلاف الدلالة المعنوية و هذا كقوله تعالى (( و مكروا و مكر الله )) و قوله ((و جزاء سيئة مثلها..))
و قيل: العبارة فيها تقديم و تأخيرو هو أسلوب مشهور فى لسان الكوفيين و أعلام البصريين فيكون المعنى (( لولا أن رءا برهان ربه لهم بها)) ، فقوله تعالى ((و هم بها)) جواب مقدم، قال ابن حيان و غيره: { أى قاربت الإثم لولا أن الله عصمك }
و معروف فى العربية أن (لولا) حرف امتناع لوجود، أى امتناع الجواب لوجود الشرط، فيكون الهم ممتنعاً لوجود البرهان الذى ركزه الله تعالى فى فطرته، و المقدم إما الجواب أو دليله على خلاف بين النحويين
-
و قوله تعالى ((كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء )) قال العلامة أبو السعود: { هذه أية بينة و حجة قاطعة على أن يوسف لم يقع منه هم بالمعصية ولا توجه إليها قط} و لنتامل بلاغة النص القرأنى إذ لم يقل ((كذلك لنصرفه عن السوء و الفحشاء)) لأن هذا المعنى يفيد أنه ذهب إلى الفحشاء فصرفه الله عنها ، لذا قال تعالى ((كذلك لنصرف عنه السوء و الفحشاء)) و هذا دليل عدم إقدامه على السوء قط بل إن الله صرف السوء عنه,و كذلك المغايرة بين السوء و الفحشاء يبرىء يوسف من كل شبهة ، لأن الفحشاء هى الإثم الكبير و السوء لفظ أعم يضم الفواحش و غيرها، و قد أخبر الله تعالى أنه صرف عنه كليهما، فيوسف عليه السلام لم يرتكب الزنا ولا مقدماته
-
و قوله تعالى (( إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ)) دليل قاطع على أن الأنبياء الذين هم صفوة عباد الله المخلصين الطاهرين يعصمهم تعالى من إرتكاب الفواحش، و هذه الأية لا تزكى

 

مكتوب بواسطة: د. هشام عزمي Apr 2 2004, 08:54 AM

أخي الحبيب ساري ، أريد نشر أعمالك على بعض المواقع الإسلامية و لكني أحتاج للمصادر التي تنقل منها و تستشهد بعلماء الإسلام فهل تسمح لي بهذا ؟

 

مكتوب بواسطة: أبـــ(تراب)ـــو Apr 2 2004, 11:19 PM

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
هذه هى مصادر البحث يا دكتور هشام:
1)
سلسلة العقيدة للدكتور عمر سليمان الأشقرٍ[ كتاب الرسل و الرسالات]
2)
الإسرائيليات و الموضوعات فى كتب التفسير- للدكتور محمد أبو شهبة
3)
تفسير ابن كثير - السعدى - القاسمى (بتعليق الدكتور محمد اسماعيل المقدم)
4)
البداية و النهاية لابن كثير
5)
فتح البارى شرح صحيح البخار [ كتابى بدء الخلق و أحاديث الأنبياء]
الحمد لله على نعمة الإسلام

 

مكتوب بواسطة: د. هشام عزمي Apr 8 2004, 07:16 PM


أنا أقصد شواهدك من كلام علماء الإسلام فأنت عندما تقول في بحث الأسماء و الصفات " قال شيخ الإسلام قدس الله روحه " فأنا رغم استنتاجي أنك تشير إلى ابن تيمية لا أدري من أين تنقل كلامه ! هل هو من التدمرية ؟ أم شرح السفارينية ؟ أم من الجواب الصحيح ؟ أم من درء تناقض العقل و النقل ؟ أم ماذا ؟

انا أحتاج إلى التوثق من المصادر لتصحيح النقل أحياناً و كذلك نحن في مجال حجاج فيجب ذكر المصدر بدقة حتى يكون لكلامنا ثقل و تأثير .

و الله يا أخي أنا احبك كثيراً و لفترة طويلة كنت يائساً من اهتمام طلبة العلم بالرد على النصارى حتى تعرفتك smile.gifو هذا " النقد " لك أو طلبي المزيد من الحرفية في عملك ليس للتقليل من شأنك أو من شأن أعمالك - يعلم الله مدى حبي و تقديري لك و لعلمك و لمشاركاتك - إنما هو لمصلحتك و لمصلحة المسلمين جميعاً .

هدانا الله لما هو خير إن شاء الله .

 

مكتوب بواسطة: أبـــ(تراب)ـــو Apr 12 2004, 04:03 AM

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بارك الله فيك يا دكتور هشام و أحبك ،
أحسنت و الله فالتوثيق الدقيق مطلوب و هو ما ساتحراه باذن الله فى المستقبل
بالنسبة لما نقلته فى موضوع الأسماء و الصفات ، فالمصادر هى: كتاب معارج القبول (شرح سلم الوصول لعلم أصول التوحيد) ، كتاب القضاء و القدر للدكتور عمر سليمان الأشقر، كتاب فضل الغنى الحميد للدكتور ياسر برهامى،كتاب إظهار الحق، شرح العقيدة الواسطية للشيخ ابن عثيمين، قضايا قرأنية
و ما نقلته من أقوال شيخ الإسلام فنقلته بنصه عن كتاب (الكواشف الجلية عن معانى الواسطية) للعلامة عبدالعزيز السلمان ص 455
و أورد الشيخ ابن عثيمين أيضاً فى تعليقه على حديث النزول نقلاً من أقوال شيخ الإسلام فى الرسالة العشرية (( إن الله لا يخلوا العرش منه لأن أدلة استواءه على عرشه محكمة، و الحديث هنا محكم، و الله عز و جل لا تقاس صفاته بصفات الخلق فيجب علينا أن نبقى النصوص على إحكامها، و نقول هو مستو على عرشه نازل إلى السماء الدنيا ، و الله أعلم بكيف ذلك و عقولنا أقصر و أحقر من أن تحيط بالله عز و جل..أه))
و السلام عليكم و رحمة

 

مكتوب بواسطة: أبـــ(تراب)ـــو Apr 12 2004, 04:07 AM

الذب عن نبى الله يونس:
الشبهة:
وردت الشبهة فى قوله تعالى (( وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ)) و قوله تعالى (( إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ * فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنْ الْمُدْحَضِينَ * فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ )) ، فقالوا : كيف يعصى يونس أمر ربه ؟ و كيف يظن أن الله القادر على كل شىء لن يقدر عليه ؟
___________________________
بعد الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله:
قال الإمام ابن حزم فى الملل (فأما يونس عليه السلام فلم يغاضب ربه ، و لم يقل تعالى أنه ذهب مغاضباً ربه ، فمن زاد هذه الزيادة كان قائلاً على الله الكذب و زائداً فى القرأن ما ليس منه ، و هذا ما لا يجوز فإنما هو غاضب قومه و لم يوافق ذلك مراد الله تعالى و إن كان يونس لم يقصد بذلك إلا رضاء الله عز و جل،و الأنبياء يقع منهم السهو بغير قصد و يقع منهم الشىء يراد به وجه الله فيوافق خلاف مراد الله تعالى))
و هذا هو المعنى الصحيح و الذى يتضح جلياً بفهم قوله تعالى ((فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ)) ، "جاء رجل فسأل ابن عباس: كيف يظن نبى الله يونس أن الله لن يقدر عليه؟ فقال ابن عباس: ليس هذا، ألم تقرأ قول الله تعالى ((وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ ))
قال الإمام القرطبى فة تفسير قوله تعالى ((فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ ))

[
قِيلَ : مَعْنَاهُ اسْتَنْزَلَهُ إِبْلِيس وَوَقَعَ فِي ظَنّه إِمْكَان أَلَّا يَقْدِر اللَّه عَلَيْهِ بِمُعَاقَبَتِهِ . وَهَذَا قَوْل مَرْدُود مَرْغُوب عَنْهُ ; لِأَنَّهُ كُفْر . رُوِيَ عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر حَكَاهُ عَنْهُ الْمَهْدَوِيّ , وَالثَّعْلَبِيّ عَنْ الْحَسَن . وَذَكَرَهُ الثَّعْلَبِيّ وَقَالَ عَطَاء وَسَعِيد بْن جُبَيْر وَكَثِير مِنْ الْعُلَمَاء مَعْنَاهُ : فَظَنَّ أَنْ لَنْ نُضَيِّق عَلَيْهِ . قَالَ الْحَسَن : هُوَ مِنْ قَوْله تَعَالَى : " اللَّه يَبْسُط الرِّزْق لِمَنْ يَشَاء وَيَقْدِر " [ الرَّعْد : 26 ] أَيْ يُضَيِّق . وَقَوْله " وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقه " [ الطَّلَاق : 7 ] . قُلْت : وَهَذَا الْأَشْبَه بِقَوْلِ سَعِيد وَالْحَسَن . وَقَدَرَ وَقُدِرَ وَقَتَرَ وَقُتِرَ بِمَعْنًى , أَيْ ضُيِّقَ وَهُوَ قَوْل اِبْن عَبَّاس فِيمَا ذَكَرَهُ الْمَاوَرْدِيّ وَالْمَهْدَوِيّ .
وَقِيلَ : هُوَ مِنْ الْقَدْر الَّذِي هُوَ الْقَضَاء وَالْحُكْم ; أَيْ فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْضِي عَلَيْهِ بِالْعُقُوبَةِ ; قَالَهُ قَتَادَة وَمُجَاهِد وَالْفَرَّاء . مَأْخُوذ مِنْ الْقَدْر وَهُوَ الْحُكْم دُون الْقُدْرَة وَالِاسْتِطَاعَة]
فكلمة نقدر عليه لا تشير ههنا إلى معنى الإستطاعة فهذا ما لا يظنه أحاد الناس فضلاً عن نبى ، و إنما تشير إلى معنى التضييق، فيونس عليه السلام لما دعى قومه للتوحيد و نفروا منه و أذوه تركهم غضباناً لله و لم يظن أن الله يحاسبه و يضيق عليه لذلك، و إنما حاسبه الله لأنه لم يصبر عليهم و خرج منهم قبل الإذن ، كما قال تعالى ((فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُن كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ )) و قد نبه رسول الله (ص) إلى هذا الأمر و حذر من أن يسىء إنسان الظن بنبى الله يونس فقال عليه الصلاة و السلام: ((‏لا يقولن أحدكم إني خير من ‏ ‏يونس )) رواه البخارى
عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ أنه "قال - يعني الله تبارك وتعالى - لا ينبغي لعبد لي (وقال ابن المثنى : لعبدي) أن يقول : أنا خير من يونس بن متى، عليه السلام"رواه مسلم.
و قال عليه الصلاة و السلام: ((ما ينبغي لنبي أن يقول : إني خير من يونس بن متى)) صحيح أبو داود للألبانى
و قال عليه الصلاة و السلام ((ومن قال أنا خير من يونس بن متى فقد كذب)) صحيح ابن ماجة
و هذا من تعظيم رسول الله (ص) لشأن اخوانه الأنبياء و دفاعه عنهم عليهم صلوات الله أجمعين
و هفوة نبى الله يونس هذه لو صدرت عن غيره لاعتبرها فى ميزان الفضيلة و لكن يونس عليه السلام أوخذ يها نظراً لرفيع مقامه كما نقول دائماً (حسنات الأبرار سيئات المقربين) ، و فعاقب الله تعالى نبيه يونس بموجب (التربية الخاصة) لتزكية نفسيه الطاهرة و السمو بها عن كل شائبة، و قد تضرع عليه السلام إلى ربه منيباً معترفاً بخطئه فقال عليه السلام " لا إله إلا أنت سبحانك إنى كنت من الظالمين .." فاستجاب له ربه تعالى و جعل دعاءه هذا مأثوراً لرفع الكرب إلى يوم القيامة، ..."

 

مكتوب بواسطة: أبـــ(تراب)ـــو Apr 12 2004, 04:10 AM

الذب عن نبى الله موسى
الشبهة:
وردت الشبهة فى قوله تعالى (( وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ ..)) فقالوا: كيف يقتل موسى نفساً ؟
___________________________
بعد الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله:
فإن موسى عليه السلام لا تثريب عليه في قتل القبطى لسببين:
الأول: أنه تدخل عليه السلام لنصرة مؤمن مستضعف إستغاثه من يد كافر متجبر
الثانى: أن موسى لم يقصد قتله و إنما قصد ردعه فمات فلا تعمد ههنا و بالتالى لا تناقض مع عصمته الشريفة، و لعل الإشكال نشأ فى عقول القوم بسبب الرواية التوراتية التى تظهر موسى فى صورة القاتل المتعمد المتربص الذى استطلع الأجواء ثم أقدم على جريمته.(( ». 11وَحَدَثَ فِي تِلْكَ \لأَيَّامِ لَمَّا كَبِرَ مُوسَى أَنَّهُ خَرَجَ إِلَى إِخْوَتِهِ لِيَنْظُرَ فِي أَثْقَالِهِمْ فَرَأَى رَجُلاً مِصْرِيّاً يَضْرِبُ رَجُلاً عِبْرَانِيّاً مِنْ إِخْوَتِهِ 12فَالْتَفَتَ إِلَى هُنَا وَهُنَاكَ وَرَأَى أَنْ لَيْسَ أَحَدٌ فَقَتَلَ \لْمِصْرِيَّ وَطَمَرَهُ فِي \لرَّمْلِ)) خروج 2: 11
أما الرواية القرأنية فلم تقل أن موسى قتله كى لا يشكل المعنى بل قال تعالى ((.فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ .)) قال القرطبى و ابن كثير عن قَتَادَة قال : " وكزه بِعَصَاهُ" وَقَالَ مُجَاهِد : "بِكَفِّهِ ; أَيْ دَفَعَهُ وَالْوَكْز وَاللَّكْز وَاللَّهْز وَاللَّهْد بِمَعْنًى وَاحِد , وَهُوَ الضَّرْب بِجُمْعِ الْكَفّ مَجْمُوعًا كَعَقْدِ ثَلَاثَة وَسَبْعِينَ" ))
فما فعله موسى هو أن وكز القبطى و كان شديد القوة عليه السلام فلم يحتمل القبطى فمات، و هذه أول مرة فى التاريخ يتم فيها الإشارة إلى هذا التفريق بين القتل العمد و القتل الخطأ و ما يعرف بالضرب المفضى إلى الموت، فالقرأن العظيم هو أول من فرق بين هذه الحالات الثلاث و لم يسبقه أى نظام قانونى فى العالم فى بيان هذا التشريع العادل الراقى و لله الحمد و المنة

 

مكتوب بواسطة: د. هشام عزمي Apr 21 2004, 02:48 AM


هل انتهى بحثك يا أخي ؟

 

مكتوب بواسطة: أبـــ(تراب)ـــو Apr 21 2004, 02:11 PM

نعم يا أخى تم بحمد الله،

 

مكتوب بواسطة: أبـــ(تراب)ـــو May 25 2004, 08:00 AM

إستدراك

السلام عليكم و رحمة الله ، أستدرك هنا شبهتين أثيرا حول أنبياء الله عليهم السلام غفلت عنهما أنفاً
**************************************************************
الذب عن نبى الله موسى
الشبهة اثانية:
وردت الشبهة فى الحديث البخارى عن ‏ ‏أبي هريرة ‏ ‏رضي الله عنه ‏ ‏قال ‏ ((أرسل ملك الموت إلى ‏ ‏موسى ‏ ‏عليهما السلام ‏ ‏فلما جاءه ‏ ‏صكه ‏ ‏فرجع إلى ربه فقال أرسلتني إلى عبد لا يريد الموت قال ‏ ‏ارجع إليه فقل له يضع يده على متن ثور فله بما غطت يده بكل شعرة سنة قال أي رب ثم ماذا قال ثم الموت قال فالآن قال فسأل الله أن يدنيه من ‏ ‏الأرض المقدسة ‏ ‏رمية بحجر قال ‏ ‏أبو هريرة ‏ ‏فقال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏لو كنت ثم لأريتكم قبره إلى جانب الطريق تحت ‏ ‏الكثيب الأحمر))

فقالوا كيف يعتدى موسى عليه السلام على ملك الله ؟ و كيف يرفض قدر الله؟!
___________________________
بعد الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله:

أولاً

قال ابن خزيمة: {الجواب أن الله لم يبعث ملك الموت لموسى وهو يريد قبض روحه حينئذ , وإنما بعثه إليه اختبارا وإنما لطم موسى ملك الموت لأنه رأى آدميا دخل داره بغير إذنه ولم يعلم أنه ملك الموت , وقد أباح الشارع فقء عين الناظر في دار المسلم بغير إذن , وقد جاءت الملائكة إلى إبراهيم وإلى لوط في صورة آدميين فلم يعرفاهم ابتداء , ولو عرفهم إبراهيم لما قدم لهم المأكول , ولو عرفهم لوط لما خاف عليهم من قومه . }

ولخص الخطابي كلام ابن خزيمة وزاد فيه أن موسى دفعه عن نفسه لما ركب فيه من الحدة , وأن الله رد عين ملك الموت ليعلم موسى أنه جاءه من عند الله فلهذا استسلم حينئذ،

قلت : و هذا هو الصواب قطعاً خاصة و أن الملاك لم يأت موسى بصورته و إنما جاءه متشكلاً فأنكره موسى ، كما أنه لم يبدأ بتخييره قبل قبضه و معلوم أنه ما قُبض نبى قبل تخييره ، فكان الحال أن فوجىء موسى برجل فى بيته يطلب موته!!

و الدليل أن موسى عليه السلام لم يفعل ذلك كرهاً لقضاء الله كما يزعمون أن الله تعالى ما عاقبه ولا عاتبه على ذلك ، بل أكرمه فأرسل إليه الملك مرة أخرى و قد عاد كاملاً سليماً فعلمه موسى حينئذ ، فلما خيره أن يموت فى الحال أو أن يضع يده على متن ثور و يكون له بكل شعره غطتها يده سنة رد موسى قائلاً: (( أى رب ثم ماذا ؟ قال:ثم الموت، قال:فالآن)) أى أن موسى فضل الموت فى حينه و الالتحاق بالرفيق الأعلى عن العيش فى الدنيا لألاف السنين الأخرى، فكيف يقال أنه كان يكره الموت بعد ذلك؟!

و مرة أخرى نذكر بما ورد فى حديث الشفاعة الكبرى و فيه أن الناس يأتون موسى عليه السلام يستشفعونه فيصرفهم و يذكرهم بخطيئة واحدة اقترفها و هى قتل القبطى ((فيقول : لست هناكم، ويذكر قتل النفس بغير نفس، فيستحي من ربه فيقول : ائتوا عيسى عبد الله ورسوله))

فلو كان فعله مع الملك تجاوزاً لكان أولى بالذكرمن قتل غير مقصود لنفس جائرة، و مع ذلك فموسى لا يذكر إلا هذه المسألة فقط و يعدها خطيئة بيد أنها ليست كذلك كما أوضحنا من قبل ، و أن الله اصطفاه و جعله رسوله و كليمه بعد ذلك كما قال تعالى ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِندَ اللَّهِ وَجِيهاً )) و كما قال تعالى فى ثناءه على موسى ((وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصاً وَكَانَ رَسُولاً نَّبِيّاً ))
إلا أن هذا هو شأن الأنبياء فى إستعظامهم لكل خطأ غير مقصود لشدة تعظيمهم لحق الله تعالى و حرماته

ثانياً


أعجب ممن يتحدثون عن كراهية الموت و الإعتراض على قضاء الله بينما نجد فى كتبهم أن المسيح قد رفض الموت و طلب من الله أن يدفع عنه هذه الكأس المرة
((35 ثم تقدم قليلا وخرّ على الارض وكان يصلّي لكي تعبر عنه الساعة ان امك 36 وقال يا ابا الآب كل شيء مستطاع لك .فاجز عني هذه الكاس .ولكن ليكن لا ما اريد انا بل ما تريد انت .)) مرقس 35:14، 36

و كذلك نجد يائساً ساخطاً على الصليب! فصرخ فى ربه قائلاً: ((34 وفي الساعة التاسعة صرخ يسوع بصوت عظيم قائلا ألوي ألوي لما شبقتني .الذي تفسيره الهي الهي لماذا تركتني .)) مرقس34:15


 

مكتوب بواسطة: أبـــ(تراب)ـــو May 25 2004, 08:12 AM

الذب عن نبى الله سليمان
الشبهة:
جاءت الشبهة فى ما نقلته بعض كتب التفسير عند قوله تعالى ((وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ))

و هى روايات تزعم أن سليمان عليه السلام كان له خاتم يكمن فيه سر ملكوته فتشكل الشيطان فى هيئته مرة و أخذ الخاتم من زوجته التى كانت تحفظه بينما كان سليمان يقضى حاجته، فتسلط الشيطان على ملك سليمان و جار و ظلم، بينما كذب الناس سليمان و افتقر حتى وجد الخاتم فى جوف سمكة اصطادها يوماً ، و عاد إليه ملكه ، و من هذه الروايات ما أورده السيوطى عن قتادة و مجاهد فى الدر المنثور ، قال:{ وَقَالَ اِبْن أَبِي نَجِيح عَنْ مُجَاهِد فِي قَوْله تَبَارَكَ وَتَعَالَى " وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيّه جَسَدًا " قَالَ شَيْطَانًا يُقَال لَهُ آصَف فَقَالَ لَهُ سُلَيْمَان عَلَيْهِ السَّلَام كَيْفَ تَفْتِنُونَ النَّاس ؟ قَالَ أَرِنِي خَاتَمك أُخْبِرك فَلَمَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ نَبَذَهُ آصَف فِي الْبَحْر فَسَاحَ سُلَيْمَان عَلَيْهِ السَّلَام وَذَهَبَ مُلْكه وَقَعَدَ آصَف عَلَى كُرْسِيّه وَمَنَعَهُ اللَّه تَبَارَكَ وَتَعَالَى مِنْ نِسَاء سُلَيْمَان فَلَمْ يَقْرَبهُنَّ وَلَمْ يَقْرَبْنَهُ وَأَنْكَرْنَهُ قَالَ فَكَانَ سُلَيْمَان عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام يَسْتَطْعِم فَيَقُول أَتَعْرِفُونَنِي ؟ أَطْعِمُونِي أَنَا سُلَيْمَان فَيُكَذِّبُونَهُ حَتَّى أَعْطَتْهُ اِمْرَأَته يَوْمًا حُوتًا فَفَتَحَ بَطْنه فَوَجَدَ خَاتَمه فِي بَطْنه فَرَجَعَ إِلَيْهِ مُلْكه }
و كذا رواه عن قتادة قال {...َكَانَ سُلَيْمَان عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام إِذَا أَرَادَ أَنْ يَدْخُل الْخَلَاء أَوْ الْحَمَّام لَمْ يَدْخُل بِالْخَاتَمِ فَانْطَلَقَ يَوْمًا إِلَى الْحَمَّام وَذَلِكَ الشَّيْطَان صَخْر مَعَهُ وَذَلِكَ عِنْد مُقَارَفَة قَارَفَ فِيهَا بَعْض نِسَائِهِ قَالَ فَدَخَلَ الْحَمَّام وَأَعْطَى الشَّيْطَان خَاتَمه فَأَلْقَاهُ فِي الْبَحْر فَالْتَقَمَتْهُ سَمَكَة وَنُزِعَ مُلْك سُلَيْمَان مِنْهُ وَأُلْقِيَ عَلَى الشَّيْطَان شَبَه سُلَيْمَان قَالَ فَجَاءَ فَقَعَدَ عَلَى كُرْسِيّه وَسَرِيره وَسُلِّطَ عَلَى مُلْك سُلَيْمَان كُلّه غَيْر نِسَائِهِ قَالَ فَجَعَلَ يَقْضِي بَيْنهمْ وَجَعَلُوا يُنْكِرُونَ مِنْهُ أَشْيَاء }.
___________________________
بعد الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله:

لاشك عقلاً و نقلاً فى كون هذه الخرافات من أكاذيب بنى إسرائيل و أباطيلهم،و أن ابن عباس و غيره تلقوها عن مسلمة أهل الكتاب و ليس أدل على ذلك مما ذكره السيوطى فى تفسيره قال: { و أخرج عبدالرازق، و ابن منذر، عن ابن عباس قال: أربع أيات من كتاب الله لم أدر ما هى؟ حتى سألت عنهم كعب الأحبار..... و ذكر منها : و سألته عن قوله تعالى ((وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ)) قال: الشيطان أخذ خاتم سليمان عليه السلام الذى فيه ملكه، فقذف به فى البحر، فوقع فى بطن سمكة، فانطلق سليمان يطوف إلى أن تصدق عليه بتلك السمكة فاشتواها ، فأكلها ، فإذا فيها خاتمه، فرجع له ملكه} ،
و كعب الأحبار من مسلمة أهل الكتاب المشهورين بحكاية ترهات الإسرائيليات شأنه فى ذلك شأن وهب ابن منبه و غيره.
-
و قد نوهنا مراراً أن مثل هذه الروايات - و إن وردت- عن نفر من الصحابة الكرام فهذا لا ينفى كونها نفسها من الإسرائيليات التى تناقلوها عن مسلمة أهل الكتاب، و لا حجة فى أخبار أمم السابقة إلا بما وصل إلينا صحيحاً فى كتاب الله و سنة رسول الله (ص)
و قد نبه إلى ذلك أيضاً الإمام القاضى عياض فى "الشفا" : { ولا يصح ما نقله الإخباريون من تشبه الشيطان به، و تسلطه على ملكه، و تصرفه فى أمته بالجور فى حكمه....}

و قد ظهرت النكارة بينة حين زعمت إحدى تلك الروايات الباطلة أن الشيطان سُلط على نساء سليمان أيضاً ، و هذا من أكبر البهتان ،و قد قال الإمام ابن كثير عند ذكر هذه الرواية عن ابن عباس : { هَذِهِ كُلّهَا مِنْ الْإِسْرَائِيلِيَّات وَمِنْ أَنْكَرهَا مَا قَالَهُ اِبْن أَبِي حَاتِم حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن الْحُسَيْن حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَلَاء وَعُثْمَان بْن أَبِي شَيْبَة وَعَلِيّ بْن مُحَمَّد قَالُوا حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَة أَخْبَرَنَا الْأَعْمَش عَنْ الْمِنْهَال بْن عَمْرو عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر عَنْ اِبْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا فِي قَوْله تَعَالَى " وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيّه جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ " قَالَ أَرَادَ سُلَيْمَان عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام أَنْ يَدْخُل الْخَلَاء فَأَعْطَى الْجَرَادَة خَاتَمه وَكَانَتْ الْجَرَادَة اِمْرَأَته وَكَانَتْ أَحَبّ نِسَائِهِ إِلَيْهِ فَجَاءَ الشَّيْطَان فِي صُورَة سُلَيْمَان فَقَالَ لَهَا هَاتِي خَاتَمِي فَأَعْطَتْهُ إِيَّاهُ....... فَلَمَّا أَرَادَ اللَّه تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنْ يَرُدَّ عَلَى سُلَيْمَان سُلْطَانه أَلْقَى فِي قُلُوب النَّاس إِنْكَار ذَلِكَ الشَّيْطَان قَالَ فَأَرْسَلُوا إِلَى نِسَاء سُلَيْمَان فَقَالُوا لَهُنَّ أَتُنْكِرْنَ مِنْ سُلَيْمَان شَيْئًا ؟ قُلْنَ نَعَمْ إِنَّهُ يَأْتِينَا وَنَحْنُ حُيَّض وَمَا كَانَ يَأْتِينَا قَبْل ذَلِكَ...}

ثم قال ابن كثير : { وَلَكِنَّ الظَّاهِر أَنَّهُ إِنَّمَا تَلَقَّاهُ اِبْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا إِنْ صَحَّ عَنْهُ مِنْ أَهْل الْكِتَاب وَفِيهِمْ طَائِفَة لَا يَعْتَقِدُونَ نُبُوَّة سُلَيْمَان عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام فَالظَّاهِر أَنَّهُمْ يَكْذِبُونَ عَلَيْهِ وَلِهَذَا كَانَ فِي السِّيَاق مُنْكَرَات مِنْ أَشَدِّهَا ذِكْر النِّسَاء فَإِنَّ الْمَشْهُور عَنْ مُجَاهِد وَغَيْر وَاحِد مِنْ أَئِمَّة السَّلَف أَنَّ ذَلِكَ الْجِنِّيّ لَمْ يُسَلَّط عَلَى نِسَاء سُلَيْمَان بَلْ عَصَمَهُنَّ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ مِنْهُ تَشْرِيفًا وَتَكْرِيمًا لِنَبِيِّهِ عَلَيْهِ السَّلَام وَقَدْ رُوِيَتْ هَذِهِ الْقِصَّة مُطَوَّلَة عَنْ جَمَاعَة مِنْ السَّلَف رَضِيَ اللَّه عَنْهُمْ كَسَعِيدِ بْن الْمُسَيِّب وَزَيْد بْن أَسْلَم وَجَمَاعَة آخَرِينَ وَكُلّهَا مُتَلَقَّاة مِنْ قَصَص أَهْل الْكِتَاب }
و قد نبه الإمام السيوطى كذلك أنها من الإسرائيليات ، و أن ابن عباس تلقاها من أهل الكتاب فى كتابه "تخريج أحاديث الشفاء"

-
و بعيداً عن هذه الرواية السابقة فقد تجرأ بعض الرواة ، أو غلط ، و رفع رواية إسرائيلية باطلة أخرى من هذه الخرافات إلى رسول الله (ص) قال السيوطى: { و أخرج الطبرانى فى الأروسط، و ابن مردويه بسند ضعيف، عن أبى هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله(ص) : ولد لسليمان ولد، فقال للشياطين: تواروه من الموت، قالوا: نذهب به إلى المشرق، قال : يصل إليه الموت، قالوا: فإلى المغرب قال: يصله إليه الموت، قالوا: نضعه بين السماء و الأرض، قال: نعم، و نزل عليه ملك الموت، فقال: إنى أمرت بقبض نسمة طلبتها فى البحار، و طلبتها فى تخوم الأرض فلم أصبها، فبنينا أنا قاعد أصبتها، فقبضتها، و جاء جسده، حتى وقع على كرسى سليمان، فهو قول الله : ((وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ)) }

و هذا الحديث مردود ضعيف كما نرى ، و بين الإمام السيوطى ذلك فى كتابه "اللألىء المصنوعة فى الأحاديث الموضوعة" ج2،
و كذا نبه على وضعه الإمام الحافظ أبو الفرج الجوزى، و قال ابن كثير: يروى عن الثقات ما ليس من حديثهم، ولا ينسب إلى نبى الله سليمان ذلك

التفسير الصحيح للأية الكريمة:

الصحيح فى تفسير الفتنة هو ما جاء فى الصحيحين ، و اللفظ للبخارى عن أبى هريرة عن النبى (ص) قال: ((‏‏ ‏قال ‏ ‏سليمان بن داود ‏ ‏لأطوفن الليلة على سبعين امرأة تحمل كل امرأة فارسا يجاهد في سبيل الله فقال له صاحبه إن شاء الله فلم يقل ولم تحمل شيئا إلا واحدا ساقطا أحد شقيه فقال النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏لو قالها لجاهدوا في سبيل الله))

فهذا هو المتعين فى تفسير الأية بالحديث الصحيح الشريف، و فتنة سليمان هكذا ما كانت إلا لعدم قوله "إن شاء الله" بيد أنه ما أراد الأبناء إلا ليبذلهم مجاهدين فى سبيل الله رب العالمين و لرفع كلمة التوحيد عالياً، و ما امتنع عن قولها إلا سهواً و نسياناً كما فى رواية ابن عيينة عن شيخه , وفي رواية معمر قال : " ونسي أن يقول إن شاء الله" ، قال ابن حجر{ومعنى قوله : " فلم يقل " أي بلسانه لا أنه أبى أن يفوض إلى الله بل كان ذلك ثابتا في قلبه , لكنه اكتفى بذلك أولا ونسي أن يجريه على لسانه لما قيل له لشيء عرض له}
و هكذا يتبين الحق و نبطل الباطل و الحمد لله رب العالمين

 

مكتوب بواسطة: د. هشام عزمي Jun 27 2004, 04:01 PM

 


http://www.aljame3.com/modules.php?name=News&file=article&sid=124

بقلم الأخ الحبيب ساري

و الله العظيم واحشنا
king.gif

 

مكتوب بواسطة: أبـــ(تراب)ـــو Jul 2 2004, 04:44 PM

الحمد لله يا دكتور انا خلصت بفضل الله، و الله انا كمان افتقدت حضرتك و سائر الأخوة جداً جداً جزاكم الله خير الجزاء فى الدنيا و الأخرة
المنتدى بكم سيكون دائماً باذن الله تعالى 100%

 

مكتوب بواسطة: kind son Feb 23 2005, 08:35 PM

الأخوة الأحبة .....

السلام عليكم ورحمة الله , وبعــــــــد

فأسأل الله العلي القدير أن يوفقكم في دفاعكم عن معتقدكم , ومعتقـدنا إن شـاء الله تبارك وتعالى ..كما أسأل العلي القديـــــر أن يجزي الأخ ساري ( أبو تراب) خيرا و يزيده من فضله ..


وبعد أن قرأت الكلام عن عصمة الأنبياء , عنّت لي بعض الأسئلة وددت أن تجيبوا عنها , وقد وضعتها هنا في نفس صفحة الموضوع علها أن تكــون نافعة لقارئه كذلك ..


أولا :

سألني صديق دراسة نصراني علمت أنه جادل كثيرا من المسلمين , وهو حسن الخلق , مملوء بالروح زكريا بطرس , وقد قلت له ذلك عندما تكلم عن التغطيس أنه يمتليء بالروح القدس أني لا أجد إلا روح زكريا بطرس . سألني لم عصمة الأنبياء فأجبته مجيدا منكرا لما يعتقدونه في الأنبياء . فقال : إذن هم ليسوا مخيرين بل مسيرين ؟

وكان السؤال غريبا عني قليلا فاجتهدت وهذا ما قلته : إن الله تعالى لا يسير المصطفى من خلقه إذ يعصمه , ولكنه يسبب له الأسباب المانعة له من أن يقع في الخطأ المعصوم عنه . من ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلـم : ( أدبني ربي فأحسن تأديبي ) , ومنه ما سببه ليوسف عليه السلام من برهان أبعد عنه خاطر الهم بامرأة العزيز . انتهى

أرجو أن توضحوا الصواب من القول في هذا أو العلة في كلامي ..



قرأت كتاب ابن حزم (الفصل في الملل والأهــواء والنحل) , وبخاصة ما يعني عصمة الأنبياء عليهم السلام , وقد لاحظت أنه يتكلم في الكتاب عن ابي محمد ( ابن حــزم ) بصيغة الغائب , فمن الناقل إلينا ؟ , ثم لم سمي ظاهريا ؟ وما الظاهريــــــة ؟



ثانيا : الكلام في ءادم – عليه السلام -

:
في الشبهة الثانية التي جاءت حول آدم عليه السلام فقالوا إن القرآن قد أقر بتوريث الخطيئة مستدلين بقوله تعالى ((وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ)) و لقول رسول الله (ص) فى الحديث: (فجحد فجحدت ذريته ونسي آدم فنسيت ذريته وخطئ آدم فخطئت ذريته) ... فزعموا أن الله أخذ الميثاق من أدم نيابة عن ذريته،و أن الحديث يفيد توريث الخطيئة !

قالوا : قد ذهب المعتزلة إلى غير ذلك , ، ولكن ردّ عليهم الشيخ الشعراني فقال: إن المعتزلة زعموا أن معنى الآية المتقدمة هو أنه أخذ بعضهم من ظهر بعض بالتناسل في الدنيا إلى يوم القيامة، وأنه ليس هناك أخذ عهد ولا ميثاق حقيقة، وأن المراد بالعهد والميثاق هو إرسال الرسل, ولا يخفى ما في هذا المذهب من الخطأ, وكيف يصحّ للمعتزلة هذا القول؟ ومعظم الاعتقاد في إثبات الحشر والنشر مبنيّ على هذه المسألة, والذي يظهر لي أنهم أنكروا ذلك فراراً من غموض مسائل هذا البحث، فَرَضوا بالجهل عوضاً عن العلم, والحق أن الله أخذ عليهم العهد في ظهر آدم حقيقة، لأنه على كل شيء قدير . انتهى

قلت : لا أعرف أولا هذا الشيخ الشعراني , وإن كان من أهل السنة أم لا ... وودت لو أن من نقل عنه قد أخبرنا عن المصدر , أو وضح الشيخ قولته : ( ولا يخفى ما في هذا المذهب من الخطأ ) , بالدليل و الشرح .. وكما هو ظاهر في كلامه أنه يثبت أخذ العهد , و يقول أن معظم الاعتقاد في إثبات الحشر والنشر مبني على هذه المسألة , فما المسألة هذه ؟ ... الخ

ويضيف النصراني : وقد دافع علماء الاسلام عن آدم بقولهم إنه وقع في هذه المعصية قبل النبوّة قال محيي الدين ابن العربي: عصى من كان في ظهره من ذريته، الذين هم أهل الشقاء، لأن ظهره كان كالسفينة لسائر أولاده .....

وكالعادة لا يقدم الدليل , فقال قوله عن علماء الإسلام ولم ينسبه إلى أحدهم .. ومن هو محيي الدين ابن العربي وما شأن قوله هذا ؟



:
قالوا : أما خطية آدم كما ورد في التوراة، فهي أن الله نهاه عن الأكل من شجرة معرفة الخير والشر، فخالف واستوجب الموت في جهنم، لأن كل نفس تخطئ موتاً تموت، لاستلزام عدل الله ذلك ... انتهى

لا أدري عن أي عدل يتكلم أن يحاسب آدم بأكله من تلك الشجرة وهو لا يعرف الخير من الشر أصلا !!!

وقد ذكر في أول المقال أن الادعاء أن الكتاب المقدس نسب للأنبياء الكفر والفسق وغيرهما افتراء محض، فهم منزهون عن الكفر والكذب, إنهم معصومون عن كل عيب ونقص في إبلاغ ما أوحي إليهم ... فهنا خلط عصمتهم في إبلاغ الوحي بعصمتهم في أفعالهم ... وقد نفى عنهم الكفر والفسق , فكيف لا يكون هذا كفر من آدم وقد استوجب الموت في جهنـم ؟



ثالثا:الكلام في نوح – عليه السلام- .
قال : اعترض المعترض الغير مؤمن على وقوع نوح في السُّكر، واستشهد بما ورد في التكوين : " و كان بنو نوح الذين خرجوا من الفلك ساماً و حاماً و يافث. و حام هو أبو كنعان , هؤلاء الثلاثة هم بنو نوح , و من هؤلاء الثلاثة تشعبت الأرض ,و ابتدأ نوح يكون فلاحاً و غرس كرماً و شرب من الخمر فسكر وتعرى داخل خباءه, فأبصر حام أبو كنعان عورة أبيه , و أخبر أخويه خارجاً ,فأخذ سام و يافث الرداء و وضعاه على أكتافهما و مشيا إلى الوراء , و سترا عورة أبيهما ,و وجهاهما إلى الوراء فلم يبصرا عورة أبيهما, فلما استيقظ نوح من خمره علم ما فعل به ابنه الصغير فقال: ملعون كنعان عبد العبيد يكون لأخوته" تكوين 18:9-25

قلت : أستغرب من غرق شيخ الأنبياء في السكر وليست خطيّة تحسب , والكاتب قد أخبرنا أن الخمر حلال في المسيحية إلا ما يسكر .

وقد أورد رد الاعتراض شبيها بما جاء في ردود منيس عبد النور , وهي إن شاء الله والردود عليها في مشروع تفنيد الكتاب المقدس , سفر التكوين , الأصحاح التاسع .

لكنه زاد فيها ما يكون شبهة حول إسلامنا الحق . من ذلك شرب الرسول صلى الله عليه وسلم الخمر مع أصحابه , وفي ذلك مقالة رائعة للأستاذ أبي بكر أتمنى لو يوضع الرابط إليها . وزاد كلاما , قال : وذكر ابن عبد ربه في العقد الفريد أن الله حرم خمر العنب تعبّداً لا لعلة الإسكار، ولا لأنها رجس، ولو كان كذلك لما أحلَّها الله للأنبياء المتقدمين السالفين، ولا شربها نوح بعد خروجه من السفينة، ولا عيسى ليلة رُفع، ولا شربها أصحاب محمد في صدر الإسلام, ورووا أن سفيان الثوري كان يشرب النبيذ الصلب الذي تحمّر منه وجنتاه(العقد الفريد - ابن عبد ربه ج 8). انتهى

وأورد شبهة حول العقيدة الإسلامية أن فيها الابن يؤاخذ بذنب أبيه :

الأبناء يُؤخذون بذنوب آبائهم: من العقائد الإسلامية المهمة أن الابن يؤخذ بذنب أبيه, ورد في الحديث: يا داود، أنا الله الودود, أنا الله ذو بكة، آخذ الأبناء بما فعله الجدود , وورد في الأنفال 8:25 : واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة يعني تتعدى إليكم جميعاً، وتصل إلى الصالح والطالح, وأراد بالفتنة الابتلاء والاختبار, وقال ابن عباس: أمر الله عز وجل المؤمنين أن لا يقرّوا المنكر بين أظهرهم فيعمّهم الله بالعذاب، فيصيب الظالم وغير الظالم , ومن الأحاديث: إن الله لا يعذب العامة بعمل الخاصة حتى يروا المنكر بين ظهرانيهم وهم قادرون على أن ينكروه فلا ينكرونه فإذا فعل ذلك عذب الله العامة والخاصة , وقال ابن الأثير في الأصول إن محمداً قال: إذا خلت الخطيئة في الأرض، كان مَن شهدها فأنكرها كمَن غاب عنها، ومن غاب عنها فرضيها كمَن شهدها , قال علماؤهم: فإن قلت ظاهر قوله 'واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة ` يشمل الظالم وغير الظالم، فكيف يليق برحمة الله وكرمه أن يوصّل الفتنة إلى من لم يذنب؟ قلت: إنه تعالى مالك الملك وخالق الخلق، وهم عبيده وفي ملكه، يتصرف فيهم كيف يشاء، لا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون، فيحسن منه على سبيل المالكية، أو لأنه تعالى علم اشتمال ذلك على أنواع من أنواع المصلحة .. ابن حزم: إن قوله: ليس للإنسان إلا ما سعى (النجم 53:39) نُسخت بقوله: والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان (الطور 52:21) فيجعل الولد الطفل يوم القيامة في ميزان أبيه، ويشفع الله الآباء في الأبناء والأبناء في الآباء .. وجرت العادة أنه إذا اقترف الأب ذنباً نُسب إلى ابنه مع أنه لم يفعله حقيقة، لكنه كان يقتدي بأبيه، فإن من شابه أباه فما ظلم، كان كأنه فعل ذنبه, كان محمد يشنّع في يهود عصره ويتهمهم بأنهم عبدوا العجل، مع أن آباءهم هم الذين عبدوه، فقال: إن الذين اتخذوا العجل، سينالهم غضبٌ من ربهم وذلة في الحياة الدنيا (الأعراف 7:152), (القرطبي في تفسير البقرة 2:76), فقال علماء المسلمين: المراد بالذين اتخذوا العجل اليهود الذين كانوا في زمن محمد قال ابن عباس: هم الذين أدركوا النبي، وآباؤهم هم الذين عبدوا العجل , وقال عطية العوفي: سينال أولاد الذين عبدوا العجل وهم الذين كانوا على عهد محمد, وأراد بالغضب والذلة ما أصاب بني النضير وبني قريظة من القتل والجلاء .

وعلى هذا القول ففي تقرير الآية وجهان:

(1)
تُعيِّر العرب الأبناء بقبائح أفعال الأباء كما تفعل ذلك في المناقب، فتقول للأبناء: فعلتم كذا وفعلتم كذا وإنما فعل ذلك من مضى من آبائهم, فكذلك هنا وُصف اليهود الذين كانوا على زمن محمد بأنهم اتخذوا العجل، وإن كان آباؤهم فعلوا ذلك, ثم حكم على اليهود الذين كانوا في زمنه بأنهم سينالهم غضب من ربهم في الآخرة وذِلة في الحياة الدنيا

(2)
أن تكون الآية من باب حذف المضاف، والمعنى أن الذين اتخذوا العجل وباشروا عبادته سينال أولادهم الغضب، ثم حُذف المضاف لدلالة الكلام عليه (الرازي في تفسير الأعراف 7:152),

وعلى هذا القياس اقترف حام الخطيئة فلعن نوح كنعان ابن حام لأنه كان شريراً مثل والده, فالله العادل الحكيم العليم لا يظلم أحداً، بل وسيجازي كل إنسان حسب عمله خيراً كان أم شراً, لقد كان كنعان شريراً استوجب اللعنة . ........ انتهت الشبهة من كلامه .



رابعا : الكلام في إبراهيم - عليه السلام –
قال رادا على الاتهام لإبراهيم بتقديم زوجته سارة إلى فرعون :

قال المعترض الغير مؤمن : ورد في سفر التكوين12:10-20 أن إبراهيم لما دخل أرض مصر قال عن زوجته إنها أخته لأنه خاف أن يقتله المصريون بسببها، فطلب منها أن تقول إنها أخته ليكون له خير بسببها وتحيا نفسه من أجلها فأخبروا فرعون عنها فصنع إلى أبرام خيراً بسببها، وصار له غنم وبقر وحمير فضرب الرب فرعون وبيته ضربات عظيمة بسبب ساراي فاستدعى فرعون أبرام ووبخه على عمله، وأعطاه زوجته (إلى آخر ما هو مذكور في هذا الأصحاح), ولا يليق بخليل الله أبي الأنبياء وصفوة الأمناء أن يرضى بترك حريمه ويسلّمها للغير

وللرد نقول: قول إبراهيم عن سارة إنها أخته قول صدق، لأنها أخته من أبيه فقط, وكان يجوز في تلك العصور القديمة الاقتران بغير الشقيقات, ولم تكن غايته اقتناء المواشي والأتن، كما ادَّعى المعترض الغير مؤمن ، بل كانت غايته النجاة من جور ملوك ذلك الزمان، لأنه قال: أخاف أن المصريين يقتلونني بسببك، فقولي إنك أختي فيستبقونني ولا يقتلونني , ولا ننكر أنه قال ذلك لضعف الطبيعة البشرية، فالله هو الكامل وحده، والنقص ملازم لكل إنسان مهما كان, أما الخير الذي حصل له فلم يكن مقصوداً بالذات، ولم تنسب إليه التوراة غير هذه الكذبة، وكذبة أخرى, ولكن تكلم الكتاب المقدس عن عظمة تقواه وقوة إيمانه، وقال إنه أبو المؤمنين وغير ذلك ..



خامسا : الكلام في لوط عليه السلام
يقول : أنكر المعترض الغير مؤمن وقوع الخطأ من ابنتي لوط، لما أسكرتا أباهما واضطجعتا معه، ولم يعلم باضطجاعهما ولا بقيامهما، وقال: إنها دسيسة في الكتب السماوية, وطلب الاستفهام عن الغرض من ذكر هذه القصة

وللرد نقول: لنوضح ظروف لوط وابنتيه:

كان لوط في الجبل، فتوهمت ابنتاه أنه سينقطع نسلهما لأن الله أهلك سدوم وعمورة بأهلهما، ففعلتا ما فعلتاه فالسُّكر هو سبب هذا الشر الفظيع، والرب أراد أن ينفرنا منه بالأمثلة التي تقشعر منها الأبدان والمعروف أنه إذا سكر الإنسان تاه عن الصواب، وكان والمجنون واحداً, قال أبو حنيفة: حدّ السُّكر أن يصير الإنسان لا يعرف السماء من الأرض، ولا الطول من العرض، ولا المرأة من الرجل , فلا عجب إذا لم يدر لوط بما فعله في حالة سكره لأنه لم يشعر بعمله ولا بشرِّه .

فالسكران لا يدري ما فعل، ولكن إذا استفاق وجب عليه التوبة ولوط فعل ما فعله وهو لا يدري، ولما استفاق تاب وندم، وشهد له الكتاب المقدس بأنه كان باراً تقياً والمؤمن إذا وقع في خطيئة لا يهدأ باله إلا إذا تخلَّص منها، فخطيئته تكون مثل غبار أو قذى في عينه لا يرتاح إلا إذا خرج منها، بخلاف الشرير الذي يجد ارتياحاً ولذة في فجوره مثل قوم لوط، فلما أنذرهم المرة بعد الأخرى لم يكترثوا بنصيحته، ولم تؤثر فيهم مواعظه، فعاقبهم الله، وحافظ على هذا البار, وعلَّمنا بهذا المثال الامتناع عن السكر فانه يجرّس وينجس ويفلس ويوقع في الإشراك والهلاك .

قلت : أعيد أسئلة تقول : كيف يمكن لإبنتى لوط أن تسقياه الخمر أتم ذلك باستعمال القوة ام باختياره؟ و إن كان بإختياره فكيف يمكن لذلك النبى التقى أن ينغمس فى الشرب إلى الدرجة التى يغيب عقله فيها تماماً من السكر؟! أم أنه تم ربطه و سقايته بالإكراه؟ و كيف يمكن لمن وصل إلى هذه الدرجة من السكر أن يمارس الجماع و هذا محال؟ ثم كيف يتكرر نفس التصرف فى اليوم الثانى الم يتعظ من اليلة السابقة؟ إن كان هدف الابنتين صالحاً فلماذا لم يقره الأب و هو نبى ملهم بدلاً من أن تضطرا إلى خداعه و ارتكاب هذه الفاحشة المقيتة؟

فإذا كان لوط السكران ما يدري ما فعله أو فعل به في الليلة الأولى , ألم يعلم بروح النبوة التي لعن بها نوح كنعان بن حام , أن ذلك حصل له وأنه سيحصل ثانية تلك الليلة فيمتنع عن السكر ليصير معربدا زانيا ؟

ولم يعلمنا هذا المثال أيها المدعي إلا النجس , فإذا كان الأنبياء يقعون في الكبائر فنحن أولى بها , ولا مانع من أن نتوب بعد ذلك كما فعل لوط ونصبح أيضا من الأخيار !!

وهذا يطابق كلامك sad.gifفاذا كان هذا حال خليل الله، أو كما قال المعترض الغير مؤمن أبو الأنبياء وصفوة الأمناء ، فلا عجب إذا وقع إسحق في ذات هذه الخطية ، فلم يقو على التجربة لضعف الطبيعة البشرية كما قلنا ولم تُذكر هذه القصص إلا لتعلمنا وجوب التيقّظ، لأن إبليس عدونا كأسد يود افتراسنا, فإذا لم يحفظنا الله بنعمته ويرعانا بقوته نسقط في شر الخطايا ..)

قلت : نعم , ولا عجب إذا وقعنا جميعا إذا كان النبي إسحاق قد وقع فيها ومن قبلهه خليل الله .. وتقول أن هذه القصص تذكر لتعلمنا التيقظ , فإذا كانت ( فشنك) لم تعلم النبي إسحاق ولا يعقوب ولا لوط ولا غيرهم من الأنبياء , فأحرى بنا الغفلة وعدم التعلم والفهم ..

كف عن الكلام الفارغ الغير مقبول , وعن مناقضة ما تدعيه أنت لما يدعيه كتابك فقد مللت .



سادسا : المسيح عليه السلام
قال – ومنكم الرد إن شاء الله - :

استقبح المعترض الغير مؤمن أن بعض جدود المسيح لم يكونوا منزهين عن الخطأ فقال إن عوبيد بن لوط هو جد لداود واسم أمه راعوث، وإنها كانت موآبية، وإن رحبعام بن سليمان من أجداد المسيح واسم أمه نعمة، وهي عمونية من أولاد بني عمّي بن لوط, ورحبعام جد المسيح، مع أن بن عمّي من أولاد الزنا, وأنه كان لا يجوز للموآبي والعموني الدخول في جماعة الرب، وأنهم إذا قالوا إن اعتبار النسب بالآباء لا بالأمهات، فيكون ترجيحاً بلا مرجِّح

وللرد نقول: إذا نظرنا إلى الطبيعة البشرية رأينا أن آدم أبا البشرية خالف أمر الله وطُرد من الجنة، وإبراهيم أبا الأنبياء كذب ثلاث كذبات حسب قول محمد، وقِسْ على ذلك غيره فاتَّخذ المسيح من هذه الطبيعة الفاسدة جسداً ليصلحها ويرفع شأنها، فلا عجب إذا كان في سلسلة نسَبه مَنْ أخطأ خطايا فاحشة ولا يُقدَح في وجود بعض الموآبيين في سلسلة المسيح، فالأساس هو الإيمان بالله الحي فيا له من إيمان حقيقي ظهرت نفحاته بالأعمال الصالحة أما قوله إنه كان لا يجوز للموآبي الدخول في جماعة الرب، قلنا: هذا إذا كان باقياً على إلحاده وكفره، أما إذا آمن فإنه يصبح مقبولًا، لأنه ليس عند الله محاباة

حال أبوي محمد وعشيرته: ورغم تنقيب المعترض الغير مؤمن في صفات الأفاضل الذين اتخذ منهم المسيح الطبيعة البشرية، فإنه لم يجد أن أحدهم أشرك بالله, وهذا بخلاف أبوي محمد وعمه وعشيرته، فقد كانوا مشركين قال العلماء: والشِرك بالله أكبر الكبائر، لقوله: إن الشرك لظلم عظيم, ويليه القتل بغير حق , ورد في النساء 4:48 : إن الله لا يغفر أن يُشرَك به، ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيمًا وفي (عدد 116): ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالًا بعيداً روي عن أبي ذر أنه قال: أتيتُ محمداً وعليه ثوب أبيض وهو نائم، ثم أتيته وقد استيقظ فقال:'ما من عبد قال لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة ` قلت:'وإن زنى وإن سرق؟` قال: 'وإن زنى وإن سرق`, قلت:'وإن زنى وإن سرق؟` قال:'وإن زنى وإن سرق`, قلت:'وإن زنى وإن سرق؟` قال:'وإن زنى وإن سرق على رغم أنف أبي ذر` (مشكاة المصابيح تحقيق الألباني - حديث رقم 26),

إذاً الشرك من أعظم الكبائر التي لا تُغفر، ولكن الله يغفر ما دون ذلك وما نُسب إلى بعض الأفاضل من جدود المسيح من الخطايا هو من الهفوات والزلات التي لم يقووا على مقاومتها، بل كانت شديدة فغلبتهم، ولكنهم تابوا وندموا واستغفروا الله أما الشرك بالله فهو أعظم الآثام ويستوجب صاحبه جهنم النار، وقد كان والدا محمد مشركَيْن، ولما طلب محمد من الله ان يغفر لهما لم يُجَبْ إلى طلبه ورد في التوبة 9:113 : ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبيَّن لهم أنهم أصحاب الجحيم وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه، فلما تبيَّن له أنه عدو لله تبرّأ منه ذهب المفسرون إلى أن هذه العبارة نزلت في شأن أبي طالب عم محمد، وهو والد علي، وفي والد محمد وأمه، فإن محمداً أراد أن يستغفر لهم بعد موتهم، فنهاه الله عن ذلك (أسباب النزول للسيوطي - سبب نزول التوبة 9:113),

استغفار محمد لأمه: قال أبو هريرة وبريدة: لما قدم محمد مكة أتى قبر أمه آمنة فوقف حتى حميت الشمس رجاء أن يُؤذَن له فيستغفر لها، فنزلت: وما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين وروى الطبري وابن الجوزي عن بريدة، قال كل واحد منهما إن محمداً مرَّ بقبر أمه فتوضأ وصلى ركعتين ثم بكى، فبكى الناس لبكائه ثم إنصرف اليهم فقالوا: ما أبكاك؟ قال: مررت بقبر أمي فصليت ركعتين، فاستأذنت ربي أن استغفر لها فنُهيت، فبكيت ثم عدت فصليت ركعتين، فاستأذنت ربي أن أستغفر لها، فزُجرت زجراً، فأبكاني ثم دعا براحلته فركبها، فما سار إلا هنيهة حتى قامت الناقة لثقل الوحي، فنزلت : ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى (أسباب النزول للنيسابوري - سبب نزول التوبة 113),

استغفار محمد لأبيه: وجاء أيضاً في أسباب النزول لجلال الدين السيوطي عن سبب نزول التوبة 113 : قال قتادة، قال محمد: لأستغفرنَّ لأبي كما استغفر ابراهيم لأبيه فنزلت هذه العبارة, وروى الطبري بسنده عنه، قال: ذكر لنا أن رجالًا من أصحاب الرسول قالوا: يا نبي الله، إن من آبائنا من كان يُحسِن الجوار ويصل الأرحام ويفك العاني ويوفي بالذمم، أفلا نستغفر لهم؟ فقال محمد: بلى، والله لأستغفرن لأبي كما استغفر إبراهيم لأبيه فنزلت: ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ثم اعتذر الله عن إبراهيم حسب قولهم، فقال: وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه (التوبة 9:114),

فالآيات القرآنية والأحاديث الصحيحة ناطقة بأن أبا محمد وأمه وعمه كانوا مشركين، ونهاية كل مشرك جهنم النار ولما حاول أن يستغفر لهم نُهي عن ذلك وزُجر زجراً أبكاه أما استغفار إبراهيم لوالديه فكان عن موعدة وعدها الله له، حسب كلامهم والمؤكد أنه لا شفاعة بعد الموت، فيُجازى كل إنسان حسب عمله، فالكافر مقره جهنم والمؤمن في النعيم الدائم، وعلماء المسلمين مسلِّمون بوجود والدي محمد في النار, وقال بعضهم: إنه لا يبعد أن يكون الله أقامهما من الموت ليؤمنا ثم أماتهما، وهي خرافة ونقول: إذا كان الله زجر محمداً عن الاستغفار لهما، فكيف يقيمهما؟ إن أبوي محمد هما في النار حسب شهادة القرآن، وشتان بين أبويه وجدوده الوثنيين، وبين العذراء القديسة مريم، وجدود المسيح - حسب الجسد - من أنبياء وملوك، مثل إبراهيم، وإسحق، ويعقوب، وداود، وسليمان، الذين اشتهروا بالتقوى الحقيقية ومعرفة الله الحي، وعندهم الكتب المقدسة والوحي الإلهي ولا عجب اذا وقع بعضهم في معصية ثم تابوا واستغفروا الله لأنهم بشر، والطبيعة البشرية تميل إلى الانحراف, والمسيح أتى واتخذ جسداً من هذه الطبيعة البشرية ليرفع قَدْرها كما قلنا .



..........
انتهى ............



سابعا : إخــوة يوسف – عليه السلام –
قال رادا الاعتراض والكلام عليه لحضراتكم إن شاء الله :

قال المعترض الغير مؤمن : ورد في التكوين 35:22 : وحدث إذْ كان إسرائيل ساكناً في تلك الأرض أن رأوبين ذهب واضطجع مع بلهة سُريَّة أبيه, وسمع إسرائيل , ومع ذلك لم يَجْر الحدّ والتعزير على رأوبين ,

وللرد نقول: من جهة الحد والتعزير فقد لعنه أبوه، ولم ينس خطيئته وهو مشرف على الموت (تكوين 4) ورأوبين هذا لم يكن نبياً ولا رسولًا, نعم لا يُنكر أن أباه كان من المشهورين بالإيمان والتقوى، ولكن النار قد تخلّف الرماد فخلف آدم قايين، وخلف نوح حسب قولهم كنعان وهو شرير, والحقيقة هي أنه خلف حاماً ولم يكن تقياً, ونسب القرآن إلى رأوبين الغدر بأخيه كما ورد في يوسف 12: 8 ، 9 ..

قلت : أما ما فعله إخوة يوسف فقد قال أبو محمد في الفصل في الملل والأهواء والنحل :

قال أبو محمد : واحتجوا بفعل أخوة يوسف وبيعهم أخاهم وكذبهم لأبيهم , وهذا لا حجة لهم فيه لأن أخوة يوسف عليه السلام لم يكونوا أنبياء ولا جاء قط في أنهم أنبياء نص لا من قرآن ولا من سنة صحيحة ولا من إجماع ولا من قول أحد من الصحابة رضي الله عنهم . وأما يوسف صلى الله عليه وسلم فرسول الله بنص القرآن قال عز وجل ‏"‏ لقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات فما زلتم في شك مما جاءكم به ‏"‏ إلى قوله ‏"‏ من بعده رسولا ‏"‏ وأما أخوته فأفعالهم تشهد أنهم لم يكونوا متورعين عن العظائم فكيف أن يكونوا أنبياء. ولكن الرسولين أباهم وأخاهم قد استغفرا لهم وأسقطا التثريب عنهم . وبرهان ما ذكرنا من كذب من يزعم أنهم كانوا أنبياء قول الله تعالى حاكياً عن الرسول أخيهم عليه السلام أنه قال لهم ‏"‏ أنتم شر مكاناً ‏"‏ ولا يجوز البتة أن يقول نبي من الأنبياء نعم ولا لقوم صالحين إذ توقير الأنبياء فرض على جميع الناس لأن الصالحين ليسوا شراً مكانا . وقد عق ابن نوح أباه بأكثر مما عق به أخوة يوسف أباهم إلا أن أخوة يوسف لم يكفروا ولا يحل لمسلم أن يدخل في الأنبياء من لم يأت نص ولا إجماع أو نقل كافة بصحة نبوته ولا فرق بين التصديق بنبوة من ليس نبياً وبين التكذيب بنبوة من صحت نبوته منهم .. فإن ذكروا في ذلك ما روى عن بعض الصحابة رضي الله عنهم وهو زيد بن أرقم إنما مات إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه لا نبي بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأولاد الأنبياء أنبياء فهذه غفلة شديدة وزلة عالم من وجوه أولها أنه دعوى لا دليل على صحتها وثانيها أنه لو كان ما ذكر لأمكن أن ينبأ إبراهيم في المهد كما نبئ عيسى عليه السلام وكما أوتي يحيى الحكم صبيا فعلى هذا القول لعل إبراهيم كان نبيا وقد عاش عامين غير شهرين وحاشا لله من هذا وثالثها أن ولد نوح كان كافراً بنص القرآن عمل عملا غير صالح فلو كان أولاد الأنبياء أنبياء لكان هذا الكافر المسخوط عليه نبياً وحاشا لله من هذا ورابعها لو كان ذلك لوجب ولا بد أن تكون اليهود كلهم أنبياء إلى اليوم بل جميع أهل الأرض أنبياء لأنه يلزم أن يكون الكل من ولد آدم لصلبه أنبياء لأن أباهم نبي وأولاد أولاده أنبياء أيضاً لأن آباءهم أنبياء وهم أولاد أنبياء وهكذا أبداً حتى يبلغ الأمر إلينا وفي هذا من الكفر لمن قامت عليه الحجة وثبت عليه ما لا خفاء به وبالله تعالى التوفيق‏.‏

ويقول أبو محمد : لسنا نقر بنبوة من لم يخبر الله عز وجل بنبوته ولم ينص رسول الله صلى الله عليه وسلم على نبوته ولا نقلت الكواف عن أمثالها نقلاً متصلاً منه إلينا معجزات النبوة عنه ممن كان قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم بل ندفع نبوة من قام البرهان على بطلان نبوته لأن تصديق نبوة من هذه صفته افتراء على الله تعالى لا يقدم عليه مسلم ولا ندفع نبوة من جاء القرآن بأن الله تعالى نبأه ..



ثامنا : الكلام في هارون عليه السلام
قال – والرد منكم إن شاء الله - :

قال المعترض الغير مؤمن : ورد في الخروج 32:4 أن هرون صوَّر العجل وعَبَده وأمر بني إسرائيل بعبادته

وللرد نقول: افترى المعترض الغير مؤمن على هرون، فقد ورد في خروج 32 أنه لما رأى بنو إسرائيل أن موسى أبطأ في النزول من الجبل اجتمعوا على هرون وألزموه على عمل صنم \يسير أمامهم فقال لهم: انزعوا أقراط الذهب التي في آذانكم وكانت غايته صرفهم عن ذلك، إذ لا شيء أعزّ عند المرأة من حليّها، فكان يظن أن نساءهم يبخلن بحليهن فلا يتحقق هذا الطلب, وكان مقصوده أيضاً اكتساب مُهلة الى أن يرجع موسى، فقد عجز هارون عن مقاومتهم بالقوة ولكن لم يتحقق ظنه، فأخذ الحلي وصوَّرها بالإزميل، فقالوا: هذه آلهتك يا اسرائيل التي أصعدتك من أرض مصر

وقد ذكر القرآن هذه القصة في سورة البقرة والأعراف وطه وغيرها، فقال: لما رأى موسى من هرون خور العزيمة لعنه وجرَّه من شعر رأسه ومن لحيته واعتذر له هرون بأن قال له: إنهم استضعفوني وخفت أن يقتلوني, ومرة قال: أنا خفت على بني إسرائيل من التفريق والتمزيق وصيرورتهم أحزاباً ونكتفي بإيراد بعض الأقوال القرآنية:

1 -
ورد في الأعراف 7: 148 - 151 : واتخذ قوم موسى من بعده من حليهم عجلًا جسداً له خُوار ألم يروا أنه لا يكلمهم ولا يهديهم سبيلًا؟ اتخذوه وكانوا ظالمين ولما سقط في أيديهم ورأوا أنهم قد ضلوا قالوا: لئن لم يرحمنا ويغفر لنا لنكونن من الخاسرين ولما رجع موسى إلى قومه غضبان أسفاً، قال: بئسما خلفتموني من بعدي أعجلتم أمر ربكم؟ وألقى الألواح، وأخذ برأس أخيه يجرُّه اليه قال ابن أمّ، إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني، فلا تشمت بي الأعداء ولا تجعلني مع القوم الظالمين قال: رب اغفر لي ولأخي ,

2 -
وورد في طه 20:85 -94 : قال فإنّا قد فتنَّا قومك من بعدك وأضلَّهم السامري فرجع موسى إلى قومه غضبان أسِفاً قال: يا قوم ألم يعدكم ربكم وعداً حسناً؟ أفطال عليكم العهد أم أردتم أن يحل عليكم غضب من ربكم فأخلفتم موعدي؟ قالوا: ما أخلفنا موعدك بملكنا، ولكنا حُمِّلْنا أوزاراً من زينة القوم فقذفناها، فكذلك ألقى السامري فأخرج لهم عجلًا جسداً له خوار، فقالوا: هذا إلهكم وإله موسى فنسي أفلا يرون ألا يرجع إليهم قولًا ولا يملك لهم ضراً ولا نفعاً ولقد قال لهم هارون من قبل: يا قوم إنما فتنتم به، إن ربكم الرحمن فاتبعوني وأطيعوا أمري، قالوا: لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى قال: يا هرون ما منعك إذ رأيتهم ضلوا ألا تتبعن؟ أفعصيت امري؟ قال: يا ابن أمّ لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي، إني خشيت أن تقول: فرقت بين بني اسرائيل ولم ترقب قولي

هذه الأقوال تدل على انه لما عاد موسى من الجبل: (1) وبخ هرون بقوله: بئسما خلفتموني من بعدي , (2) كسر موسى الألواح من شدة غيظه, (3) جرَّ أخاه من شعره وشده من لحيته, (4) اعتذر هارون، فقال: إنهم استضعفوني وكادوا يقتلونني , (5) توبيخ موسى لهرون بقوله: إذا لم تتبعني قال ابن عباس: أوقد هرون ناراً وقال اقذفوا ما معكم فيها، وقيل إن هرون مرَّ على السامري وهو يصوغ العجل، فقال له: ما هذا ؟ قال: أصنع ما ينفع ولا يضر، فادْعُ لي فقال هرون: اللهم أعطه ما سألك على ما في نفسه فألقى السامري ما كان معه من تربة حافر فرس جبريل في فم العجل، وقال: كن عجلًا يخور، فكان كذلك بدعوة هرون فذلك قوله فأخرج لهم عجلًا (الرازي في تفسير طه 20:88), فلماذا الاعتراض على قصة التوراة، وقد أخذ القرآن هذه القصة منها، وأتى بالزيادة والنقصان؟ فإن ذكر السامري جَهْل بالتاريخ والجغرافيا، ولا نعلم من أين أتى هذا السامري! كان الأقرب إلى العقل أن يقول (عوضاً عن السامري) إنه أتى مع بني إسرائيل مصري عمل لهم العجل أبيس معبود قدماء المصريين، فإن الإسرائيليين كانوا في سيناء ولم يكونوا وصلوا إلى أرض كنعان، ولم يكن للسامرة اسم ولا رسم فذكر السامري خطأ ومما يشبه ذلك قوله: تربة حافر فرس جبريل ,

ثم قال إن للعجل خواراً وجسداً، فمثل هذه الأمور تقع على آذان العارف بحقائق التوراة كخرافات، فأقوال التوراة هي الصحيحة، وهي تنزيل الحكيم العليم,



..........
انتهى ..........



تاسعا : الكلام في موسىعليه السلام –
قال : قال المعترض الغير مؤمن : زعموا أن موسى استعفى واستقال من النبوَّة والرسالة، فاشتد غضب الله عليه حيث قال للرب: أرغب منك يا سيدي أن ترسل غيري (كما في خروج 4), فكيف يُتصوَّر غضب الله على موسى مع أنه من أنبيائه وأصفيائه، وغضبه يكون على أعدائه؟ وكذلك حرمانه مع أخيه هرون عن دخول الأرض المقدسة وإعراض الله عنهما في آخر حياتهما ,

وللرد نقول: ورد في الخروج 4:10 - 15 أن موسى قال للرب: أنا ثقيل الفم واللسان فقال الرب: من صنع للإنسان فماً، أو من يصنع أخرس أو أصم أو بصيراً أو أعمى؟ أما هو أنا الرب؟ فالآن اذهب, وأنا أكون مع فمك، وأعلّمك ما تتكلم به , فقال: اسمع أيها السيد، أرسِلْ بيد من ترسل! فحمي غضب الرب على موسى، وقال: أليس هرون اللاوي أخاك؟ إنه هو يتكلم، وأيضاً ها هو خارج لاستقبالك ,, وأنا الآن مع فمك ومع فمه , فموسى لم يرد التوجُّه الى فرعون لثقل لسانه، إقراراً بعجزه وتواضعاً منه، ولم يُحجم عن طاعة أمر ربه,

وقد جاء اعتذار موسى في القرآن، ففي الشعراء 26:12 -15 قال رب إني أخاف أن يكذبوني ويضيق صدري ولا ينطلق لساني، فأَرْسل إلى هرون, ولهم عليَّ ذنب، فأخاف أن يقتلوني, قال: كلا فاذهبا بآياتنا، إنّا معكم مستمعون , هذا يدل على أنه لما أمر الله موسى، اعتذر عن التوجُّه بسبب العُقدة التي في لسانه، وبأنه قتل أحد المصريين، وطلب من الله أن يرسل إلى أخيه هرون بأن يبلغ الرسالة، فأخبره الله أنه سيكون معه، وأمره أن يتوجَّه مع أخيه هرون، وهي قصة مأخوذة من التوراة التي ذكرت أن الله غضب عليه، لأنه كان يجب طاعة الأمر حالًا وسريعاً، بدون اعتذار ولا إظهار عجز، لأن من يكون الله معه هو في غنى عن كل شيء, فإذا كان ضعيفاً وكان الله معه صار قوياً، وإذا كان جاهلًا أصبح حكيماً، وإذا كان ألكن أصبح فصيحاً ................ انتهى



أردت معرفة هل تتشابه القصة التوراتية مع القرآنية ؟ حيث تذكر الأولى غضبا من الله لا يوجد في الثانية , وفي الثانية أنه ما استقال من النبوة ولكن طلب أن يعينه الله بأخيه .



قال شبهة عن موسى – عليه السلام- :
ورد في الشعراء 26:43 قال لهم موسى:'ألقوا ما أنتم ملقون` , فقال علماء الإسلام إنه أذن لهم في السحر، وإظهاره حرام، فيكون إذنه أيضاً حراماً, وأجابوا عنه بعدة أجوبة منها أن السحر كان جائزاً، وهو جواب في غير محله, ومنها أنه أراد إظهار معجزته في عصاه وتلقفها لما أفكوه .

قلت : إن المغالطة والافتراء واضحان جدا , فلم يكن السحرة منه ينتظرون الإجازة إذ كانوا غير مؤمنين به أصلا . وقوله ألقوا يعني ابدأوا لأنهم فاعلوه فاعلوه , ويدل على ذلك قوله : ( ما أنتم ملقون ) . وقد كان لقاؤه لهم بإذن الله له في يوم مشهود , وأبطل السحر الآثم الذي صنعوه .

ومن علماء الإسلام أيها المحنك الذين تتكلم عنهم ؟؟؟



قال : ورد في الأعراف 7:150 ، 151 : ولما رجع موسى إلى قومه غضبان أسِفاً قال: بئسما خلفتموني من بعدي, أعجلتم أمر ربكم؟ وألقى الألواح وأخذ برأس أخيه يجرُّه إليه, قال: رب اغفر لي ولأخي , فموسى الذي كان مشهوراً بالوداعة والحِلم وقع في ضدهما .

قلت : غضب موسى هنا محمود يؤجر عليه لأنه غضب لله تعالى كما جاء في الحديث عن أجر ذلك . ويكفي في هذا المقام أن نذكر ما نسبوه إلى موسى عليه السلام من تكسير الألواح ويحاولون إلصاقه بالقرآن .



عاشرا : الكلام في داوود عليه السلام
قال :

قال المعترض الغير مؤمن : زعموا في حق داود أنه اقترن بزوجة أوريا الحثي وحمل منها بولد، وأهلك زوجها بالمكر كما في 2 صموئيل 11 , وأنذَرَه ناثان بموت ابنه، كما في 12:14 ,

وللرد نقول: تشهد نصوص التوراة بتقوى داود وبطهارة قلبه ومسامحته أعداءه, فقد وقع شاول ألدُّ أعدائه مرتين في يده وسامحه حتى شهد له عدوه بأنه أبرُّ منه, مع كل ذلك وقع داود في الخطية، فاشتهى امرأة أوريا وزنى بها، وعرَّض زوجها في ميدان القتال لسلاح العدو فقتله، فأرسل الله إليه النبي ناثان ليوبخه على هذا العمل الوخيم، وحكى له قصة نعجة الرجل الفقير، فغضب داود وقال لناثان: حي هو الرب، إنه يُقتل الرجل الفاعل ذلك، ويردّ النعجة أربعة أضعاف، لأنه فعل هذا الأمر، ولأنه لم يشفق , فقال ناثان لداود: أنت هو الرجل! قتلت أوريا الحثي بالسيف وأخذت امرأته! والآن لا يفارق السيف بيتك إلى الأبد، وهأنذا أقيم عليك الشر وآخذ نساءك أمام عينيك وأعطيهن لقريبك، فيضطجع مع نسائك في عين الشمس، لأنك أنت فعلت بالسر، وأنا أفعل هذا الأمر قدام جميع إسرائيل وقدام الشمس , فاستغفر داود عن ذنبه، فأخبره ناثان: الرب قد نقل عنك خطيئتك, لا تموت , وضرب الرب الولد الذي ولده فمات (2 صموئيل 12),

وورد في سورة ص 38:21-25 : وهل أتاك نبأ الخصم إذ تسوروا المحراب، إذ دخلوا على داود ففزع منهم، قالوا لا تخف, خصمان بغى بعضنا على بعض، فاحكم بيننا بالحق ولا تشطط، وأهدنا إلى سواء الصراط, إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة، ولي نعجة واحدة، فقال أكفِلْنيها وعزَّني في الخطاب, قال: لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه، وإن كثيراً من الخلطاء ليبغي بعضهم على بعض، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم, وظن داود أنما فتنَّاه، فاستغفر ربه وخرَّ راكعاً وأناب، فغفرنا له ذلك ,

أقوال المسلمين في خطية داود:

قال المفسرون: كان داود قد قسم الدهر ثلاثة أيام: يوم يقضي فيه بين الناس، ويوم يخلو فيه لعبادة ربه، ويوم يخلو فيه لنسائه, وكان له تسع وتسعون امرأة, وكان فيما يقرأ من الكتب أنه كان يجد فيه فضل إبراهيم وإسحاق ويعقوب، فلما وجد ذلك فيما يقرأ من الكتب قال: يا رب إن الخير كله قد ذهب به آبائي الذين كانوا قبلي، فأعطني مثل ما أعطيتهم، وافعل بي مثل ما فعلت بهم, فأوحى الله إليه: إن آباءك ابتلوا ببلايا لم تُبتل بها, ابتُلي إبراهيم بذبح ابنه، وابتُلي إسحاق بذهاب بصره، وابتُلي يعقوب بحزنه على يوسف، وإنك لم تُبتل من ذلك بشيء, قال: يا رب ابتلني بمثل ما ابتليتهم به، وأعطني مثل ما أعطيتهم, فأُوحي إليه: إنك مبتلي فاحترس, فمكث بعد ذلك ما شاء الله أن يمكث، إذ جاءه الشيطان قد تمثل في صورة حمامة من ذهب، حتى وقع عند رجليه وهو قائم يصلي، فمدَّ يده ليأخذه، فتنحَّى فتبعه، فتباعد حتى وقع في كوّة، فذهب ليأخذه، فطار من الكوّة، فنظر أين يقع، فيبعث في أثره, فأبصر امرأة تغتسل على سطح لها، من أجمل الناس خلقاً، فحانت منها التفاتة فأبصرته، فألقت شعرها فاستترت به، فزاده ذلك فيها رغبة، فسأل عنها، فأُخبر أن لها زوجاً، وأن زوجها غائب بمسلحة كذا وكذا, فبعث إلى صاحب المسلحة أن يبعث أهريا إلى عدو كذا وكذا, فبعثه، ففُتح له, وكتب إليه بذلك، فكتب إليه أيضاً: أن أبعثه إلى عدو كذا وكذا، أشد منهم بأساً, فبعثه ففُتح له أيضاً, فكتب إلى داود بذلك, فكتب إليه أن أبعثه عدو كذا وكذا، فبعثه فقُتل المرة الثالثة، وتزوج امرأته,

فلما دخلت عليه لم تلبث عنده إلا يسيراً حتى بعث الله ملكين في صورة إنسيين، فطلبا أن يدخلا عليه، فوجداه في يوم عبادته، فمنعهما الحرس أن يدخلا، فتسوَّرا عليه المحراب، فما شعر وهو يصلي إذ هو بهما بين يديه جالسين، ففزع منهما، فقالا: لا تخف (إنما نحن) خصمان بغى بعضنا على بعض، فاحكم بيننا بالحق ولا تُشطط يقول: لا تخف واهدنا إلى سواء الصراط , إلى عدل القضاء, فقال: قُّصَا عليَّ قصتكما, فقال أحدهما: إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة، فهو يريد أن يأخذ نعجتي، فيكمل بها نعاجه مئة, فقال للآخر: ما تقول؟ فقال: إن لي تسعاً وتسعين نعجة ولأخي هذا نعجة واحدة، فأنا أريد أن آخذها منه، فأكمل بها نعاجي مئة, قال: وهو كاره؟ قال: وهو كاره؟ قال: إذاً لا ندعك وذاك, قال: ما أنت على ذلك بقادر, قال: فإن ذهبت تروم ذلك أو تريد، ضربنا منك هذا وهذا وهذا، وفسر أسباط طرف الأنف، وأصل الأنف والجبهة, قال: يا داود أنت أحق أن يُضرب منك هذا وهذا وهذا، حيث لك تسع وتسعون امرأة، ولم يكن لأهريا إلا واحدة، فلم تزل به تعرّضه للقتل حتى قتلته، وتزوجت امرأته, فنظر فلم ير شيئاً، فعرف ما قد وقع فيه، وما قد ابتُلي به، فخرَّ ساجداً يبكي أربعين يوماً لا يرفع رأسه (الطبري في تفسير سورة ص 21-25),

وروى البغوي بإسناد الثعلبي عن أنس بن مالك قال: سمعت رسول الله يقول إن داود النبي حين نظر الى المرأة أوصى صاحب البعث فقال:'إذا حضر العدو فقرِّب فلاناً بين يدي التابوت`, وكان التابوت في ذلك الزمان يُستنصر به، ومن قُدم بين يدي التابوت لم يرجع حتى يُقتل أو يُهزم عنه الجيش، فقُتل زوج المرأة (الكشاف في تفسير سورة ص 21-25),

وقال الزمخشري أيضاً في تفسيره (الكشاف عند تفسير سورة ص): اتفق أن داود وقعت عينه إلى امرأة أوريا فأحبها، فسأله النزول له عنها فاستحى أن يرّده ففعل، فتزوجها وهي أم سليمان، فقيل له إنه مع عِظم منزلتك وكثرة نسائك لم يكن ينبغي لك أن تسأل رجلًا ليس له إلا إمرأة واحدة النزول عنها لك، بل كان الواجب مغالبة هواك وقهر نفسك والصبر على ما امتُحنت به , قال ابن عباس وغيره: ان داود لما دخل عليه المَلَكان فقضى على نفسه، تحوَّلا في صورتهما وعرجا وهما يقولان: قضى الرجل على نفسه, فعلم داود أنهما قصداه، فسجد، فمكث أربعين ليلة ساجداً حتى نبت الزرع من دموعه على رأسه، وأكلت الأرض من جبهته وهو يقول في سجوده:'رب، زلَّ داود زلة أبعد ما بين المشرق والمغرب, رب، إن لم ترحم ضعف داود ولم تغفر ذنبه جعلت ذنبه حديثاً في الخلق من بعده`, فجاءه جبريل من بعد أربعين ليلة فقال: 'يا داود، إن الله تعالى قد غفر لك الهمَّ الذي همَمْت به`, فقال:'قد عرفت أن الله عدل لا يميل، فكيف بفلان إذا جاء يوم القيامة فقال:'ربي دمي الذي عند داود؟`, فقال:جبريل:'ما سألتُ ربك عن ذلك، وإن شئتَ لأفعلن`, قال:'نعم`, فعرج جبريل، وسجد داود ما شاء الله تعالى, ثم نزل جبريل فقال:'سألتُ الله يا داود عن الذي أرسلتني فيه، فقال: قل لداود إن الله تعالى يجمعكما يوم القيامة، فيقول له: هَبْ لي دمك الذي عند داود، فيقول: هو لك يا رب, فيقول الله تعالى: فان لك في الجنة ما شئت ما اشتهيت عوضاً عن دمك` ,

ومع ما في هذه الأقوال من غرابة، إلا أنها تدل على وقوع داود في الخطايا, وقد تواترت هذه القصة في أيام الصحابة، واتخذها الأراذل مسوّغاً لشهواتهم، فزجرهم عليٌّ عن التحدث بها, ولم يكن زجره إنكاراً لحقيقتها بل لصرف الناس عن الاشتغال بالمثالب, وقال علي: مَنْ حدَّثكم بحديث داود على ما يرويه القصاص جلدتُه مائة وستين، وهي حد الفرية على الأنبياء , ورُوي أنه حدث عمر بن عبد العزيز وعنده رجل من أهل الحق فكذب المحدث به وقال: إن كانت القصة على ما في كتاب الله فما ينبغي أن يُلتمس خلافها، وأعظم بأن يُقال غير ذلك, وإن كانت على ما ذكرت وكفَّ الله عنها سَتْرًا على نبيه، فما ينبغي إظهارها عليه , فقال عمر: لسَمَاعي هذا الكلام أحب إليَّ مما طلعت عليه الشمس ,

وقالوا إن القصة التي أتت في القرآن جاءت على طريق التمثيل والتعريض دون التصريح، لكونها أبلغ في التوبيخ, ولكن هذه القصة مذكورة في التوراة ببساطة الحق, وأعرب داود عن توبته في المزمور الحادي والخمسين فاعترف بخطيئته وتاب وندم

قال المعترض الغير مؤمن : قال الشيخ السنوسي بعد أن أنكر قصة داود إن في كتب بني إسرائيل تخليطاً عظيماً لا يليق أن يُلتفت إليه ,

وللرد نقول: لقد أعمى التعصب الشيخ السنوسي فلم يذكر ما ورد في القرآن عن داود في التسعة وتسعين نعجة، وهو مأخوذ بالحرف الواحد من التوراة, فإنه لما سقط داود في الخطيئة أتاه النبي ناثان ووبخه، وضرب له هذا المثل كما تقدم ....................... انتهى كلامه



وقد ذكرتم ما يلي : إن هذه القصة الباطلة مأخوذة من الإسرائيليات و لم يصح رفع أى شىء منها إلى رسول الله (صلى الله عليه و سلم) و المحققون ذهبوا إلى أن قصة داوود ليس فيها خبر صحيح منهم الحافظ إبن كثير و الداودى و الإمام القاضى عياض و غيرهم فلا عبرة بورودها فى بعض كتب التفسير خاصة تلك التى كانت تكثر من نقل الإسرائيليات كتفسير الإمام الطبرى ,,,, واستدللتم بسير الآيات ومقامها في ذلك بأنها في سبليل المدح .



ولكن ما قدمتم من تفسير لم أره في أي من كتب التفسير , بل منهم من حملها على الإسرائيلية ولم يذكر خلاف ذلك أو يشر أن ما ذكره غير صحيح , فكيف يمكن قبول ذلك ؟



الحادي عشر : الكلام في سليمان عليه السلام


كان هذا التفسير الصحيح الذي ذكرته للآية : الصحيح فى تفسير الفتنة هو ما جاء فى الصحيحين ، و اللفظ للبخارى عن أبى هريرة عن النبى (ص) قال: ((‏‏ ‏قال ‏ ‏سليمان بن داود ‏ ‏لأطوفن الليلة على سبعين امرأة تحمل كل امرأة فارسا يجاهد في سبيل الله فقال له صاحبه إن شاء الله فلم يقل ولم تحمل شيئا إلا واحدا ساقطا أحد شقيه فقال النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏لو قالها لجاهدوا في سبيل الله)).

فهذا هو المتعين فى تفسير الأية بالحديث الصحيح الشريف، و فتنة سليمان هكذا ما كانت إلا لعدم قوله "إن شاء الله" بيد أنه ما أراد الأبناء إلا ليبذلهم مجاهدين فى سبيل الله رب العالمين و لرفع كلمة التوحيد عالياً، و ما امتنع عن قولها إلا سهواً و نسياناً كما فى رواية ابن عيينة عن شيخه , وفي رواية معمر قال : " ونسي أن يقول إن شاء الله" ، قال ابن حجر{ومعنى قوله : " فلم يقل " أي بلسانه لا أنه أبى أن يفوض إلى الله بل كان ذلك ثابتا في قلبه , لكنه اكتفى بذلك أولا ونسي أن يجريه على لسانه لما قيل له لشيء عرض له } .



فهل الجسد الذي ألقي على كرسيه عليه السلام هو ذلك الواحد الساقط أحد شقيه ؟ يقول ابو محمد : وأما الجسد الملقى على كرسيه فقد أصاب الله تعالى به ما أراد نؤمن بهذا كما هو ونقول صدق الله عز وجل كل من عند الله ربنا ولو جاء نص صحيح في القرآن أو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بتفسير هذا الجسد ما هو لقلنا به فإذا لم يأت بتفسيره ما هو نص ولا خبر صحيح فلا يحل لأحد القول بالظن الذي هو أكذب الحديث في ذلك فيكون كاذباً على الله عز وجل إلا أننا لا نشك البتة في بطلان قول من قال أنه كان جنيا تصور بصورته بل نقطع على أنه كذب والله تعالى لا يهتك ستر رسوله صلى الله عليه وسلم هذا الهتك وكذلك نبعد قول من قال أنه كان ولداً له أرسله إلى السحاب ليربيه فسليمان عليه السلام كان أعلم من أن يربي ابنه بغير ما طبع الله عز وجل بنية البشر عليه من اللبن والطعام وهذه كلها خرافات موضوعة مكذوبة لم يصح اسنادها قط .. انتهى



قلتم : (و ما كفر سليمان و لكن الشياطين كفروا) فنفى الله الكفر عن نبيه الكريم، و لكن الخبثاء أبوا إلا جدالاً فادعوا أن هذه الأية تنفى الكفر عن سليمان فى هذا الموضع دون غيره. إن هذه جهالة متوقعة ممن لا يفقهون القرأن ، فالقاعدة الأصولية هى ( العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب).

ولكن يبدو أن المفسرين يجهلون هذه القاعدة , فجميعهم نفى بها عنه كفر السحر فقط .

الجلالين : {‏ وما كفر سليمان ‏}‏ أي لم يعمل السحر لأنه كفر

القرطبي : قوله تعالى‏{‏وما كفر سليمان} ‏ تبرئة من الله لسليمان ولم يتقدم في الآية أن أحدا نسبه إلى الكفر، ولكن اليهود نسبته إلى السحر، ولكن لما كان السحر كفرا صار بمنزلة من نسبه إلى الكفر‏ ..



انتهى الكلام كله ...... وأعتذر بشدة عن الإطالة والنقل , ولا يمكنني أن أضع الموضوع أجزاءا لعدم توفر إمكانية الدخول إلى الانترنت إلا قليلا ......



أسأل الله العلي القدير أن يوفقكم في رد الشبهات ولإظهار الحق ... وهو الموفق

ابنكم / كاينـد

 

مكتوب بواسطة: kind son Feb 23 2005, 08:54 PM

...............

 

مكتوب بواسطة: أبـــ(تراب)ـــو Mar 16 2005, 12:13 AM

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته:

أخى الكريم بعد قراءة مشاركتك لم أجد بها جديد ، فالطرف النصرانى يتمطع و يتكلف بكل الوسائل لاثبات عقائد بالية ما أنزل الله بها من سلطان فقط لأنها مقررة فى دينه و من ثوابت عقيدته الدنية، حتى أنك تفضلت بتوفيق الله و رددت على كثير من مغالطاته و سأكتفى ببعض التعقيبات


إقتباس

سألني لم عصمة الأنبياء فأجبته مجيدا منكرا لما يعتقدونه في الأنبياء . فقال : إذن هم ليسوا مخيرين بل مسيرين ؟
وكان السؤال غريبا عني قليلا فاجتهدت وهذا ما قلته : إن الله تعالى لا يسير المصطفى من خلقه إذ يعصمه , ولكنه يسبب له الأسباب المانعة له من أن يقع في الخطأ المعصوم عنه . من ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلـم : ( أدبني ربي فأحسن تأديبي ) , ومنه ما سببه ليوسف عليه السلام من برهان أبعد عنه خاطر الهم بامرأة العزيز . انتهى


حين سألك النصرانى عن الأنبياء مخيرون هم أم مسيرون، لم تننتبه إلى أن عقيدة القوم فى القدر عقيدة خربة ضالة ابتداءً، فهم يؤمنون أن الإنسان مخير و أنه خالق أفعاله و أن الله لم يخلق الشر ولا البلاء ولا الأمراض …الخ
أما نحن معشر المسلمون فنؤمن أن الإنسان مخير و مسير فى نفس الوقت
فالله تعالى هو خالق كل شىء خالقنا و خالق أفعالنا، كما أنه مقدر لكل شىء و مشيئته نافذة فوق كل شىء و كتب كل ما هو كائن قبل أن يخلق الخليقة بخمسين ألف سنة ،
و من جانب أخر فالإنسان له مشيئته الخاصة و يختار ما يفعله بارادته و يدرك الخطأ من الصواب ، و تتوافق هذه المشيئة مع المشيئة الكونية الالهية السابقة كما قال عز و جل (وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ )، (اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ)
فلا يقول عاقل أن الإنسان مكره على أفعاله فى حين نعلم جميعاً الحق من الباطل و سبيل الغى من سبيل الهدى و قد هدانا الله النهدين ، فالله أعلم بما كنا فاعلين ، لا يظلم أحد و لا يحاسب أحد على ما لم يكتسب بارادته و إنما جعله هو سبب شقاء نفسه أو سعادتها، و هذا يشبهه بعض العلماء بالولد الذى ينجبه الأبوان فهما كانا السبب فى وجوده و بدونهما لما وجد و فى ذات الوقت الله هو خالقه و خالقهما جميعاً

فحين عصم الله أنبياءه جعل هذه العصمة لمستحقيها إذ كانوا أطهر النفوس و أسلم القلوب فقال عز و جل (اللّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ) و قال تعالى (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ )،
و كما أوردت أنت فى عصمة نبى الله يوسف فقد صرف الله عنه السوء و الفحشاء لأنه كان من عبادة المخلصين تمكن نور التوحيد من قلبه الأمين فقدر الله حق قدره و خافه و رجاه و أحبه حتى كان الأذى فى سبيل هذا الحب أحب إليه من كل متاع الدنيا (قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ)

و قد فصلنا فى بيا فساد معتقد القوم فى هذه الجزئية فى هذه المشاركة

http://www.aljame3.com/forums/index.php?showtopic=545






إقتباس

قرأت كتاب ابن حزم (الفصل في الملل والأهــواء والنحل) , وبخاصة ما يعني عصمة الأنبياء عليهم السلام , وقد لاحظت أنه يتكلم في الكتاب عن ابي محمد ( ابن حــزم ) بصيغة الغائب , فمن الناقل إلينا ؟ , ثم لم سمي ظاهريا ؟ وما الظاهريــــــة ؟



إن أردت معرفة نبذة عن المذهب الظاهرى فاذهب إلى هذا الرابط

http://arabic.islamicweb.com/sunni/Thahiri.htm

و إليك رابطأ أخر شاملاً من درر ملتقى أهل الحديث

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=27036


إقتباس

ثانيا : الكلام في ءادم – عليه السلام -

في الشبهة الثانية التي جاءت حول آدم عليه السلام فقالوا إن القرآن قد أقر بتوريث الخطيئة مستدلين بقوله تعالى ((وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ)) و لقول رسول الله (ص) فى الحديث: (فجحد فجحدت ذريته ونسي آدم فنسيت ذريته وخطئ آدم فخطئت ذريته) ... فزعموا أن الله أخذ الميثاق من أدم نيابة عن ذريته،و أن الحديث يفيد توريث الخطيئة !

قالوا : قد ذهب المعتزلة إلى غير ذلك , ، ولكن ردّ عليهم الشيخ الشعراني فقال: إن المعتزلة زعموا أن معنى الآية المتقدمة هو أنه أخذ بعضهم من ظهر بعض بالتناسل في الدنيا إلى يوم القيامة، وأنه ليس هناك أخذ عهد ولا ميثاق حقيقة، وأن المراد بالعهد والميثاق هو إرسال الرسل, ولا يخفى ما في هذا المذهب من الخطأ, وكيف يصحّ للمعتزلة هذا القول؟ ومعظم الاعتقاد في إثبات الحشر والنشر مبنيّ على هذه المسألة, والذي يظهر لي أنهم أنكروا ذلك فراراً من غموض مسائل هذا البحث، فَرَضوا بالجهل عوضاً عن العلم, والحق أن الله أخذ عليهم العهد في ظهر آدم حقيقة، لأنه على كل شيء قدير . انتهى

قلت : لا أعرف أولا هذا الشيخ الشعراني , وإن كان من أهل السنة أم لا ... وودت لو أن من نقل عنه قد أخبرنا عن المصدر , أو وضح الشيخ قولته : ( ولا يخفى ما في هذا المذهب من الخطأ ) , بالدليل و الشرح .. وكما هو ظاهر في كلامه أنه يثبت أخذ العهد , و يقول أن معظم الاعتقاد في إثبات الحشر والنشر مبني على هذه المسألة , فما المسألة هذه ؟ ... الخ

ويضيف النصراني : وقد دافع علماء الاسلام عن آدم بقولهم إنه وقع في هذه المعصية قبل النبوّة قال محيي الدين ابن العربي: عصى من كان في ظهره من ذريته، الذين هم أهل الشقاء، لأن ظهره كان كالسفينة لسائر أولاده .....

وكالعادة لا يقدم الدليل , فقال قوله عن علماء الإسلام ولم ينسبه إلى أحدهم .. ومن هو محيي الدين ابن العربي وما شأن قوله هذا ؟



أخى الكريم سبق و نبهنا على منهج النصارى فى الحوار، فهم لا يريدون الحق و إنما هم أهل الجدال و المراوغة ، و نوهنا لأنهم من أنصار البحث فى القمامة و تتبع زلات العلماء ، فهذا الرأى الذى يذكره على لسان ابن عبدربه أو الامام الجليل بن العربى هى أراء شاذة مرجوحة ، و من الطبيعى أن تجد لكل جواد كبوة و لكل عالم زلة فى مسألة من المسائل و لكن العار على من يتتبعون زلات العلماء ضاربين بعرض الحائط ما تقرر قراراً مبيناً فى عقيدة أهل السنة باتفاق السواد الأعظم من العلماء و أصحاب المذاهب على إمتداد العصور!!
فمن العلماء مثلاً من قال بجواز زواج المتعة، و منهم من قال بجواز زواج المرأة بدون ولى و منهم من قال بأن التيمم يكون بمسح الذراع كاملاً من الساعد الى الكتف…..الخ
و كل ما سبق من أراء هى إجتهادات جانبها الصواب و أصحابها مأجورون على كل حال بإذنالله ، و كثيراً ما نطالع مثل هذه الاجتهادات المرجوحة ، و لو اتبعنا هؤلاء المرضى بأخذ كل شاذ صدر عن عالم لانتفت الشريعة و لوجدنا العجب العجاب ، فهؤلاء النصارى لا يعلمون من الفقه و فقه الخلاف إلا ما يعلمه البعير فلا تشغل بالك بأضاليلهم التى يخدعون بها ضعفاءهم و يوهموهم باطلاً انهم على شىء

و حسبنا أن نقرأ ما ذكره النصرانى عن ابن عبدربه ، و هو كلام لا يمكن اعتباره بحال إذ به العديد من المغالطات :

-
فهو يزعم أن تحريم الخمر تعبدياً فقط لا لأنها رجس ، و هذه مخالفة صريحة لقطعى القرأن الكريم الذى قال (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ )

-
و زعم أن الله أحلها لأنبياءه السابقين ، و لا ندرى أين الدليل على هذه الدعوى اللهم إلا كتب اليهود التى تزعم أن نوحاً و لوطاً كان من مدمنى الخمور و هذه الكتب ذاتها تصور لنا بشاعة المسكرات التى أدت بنبى إلى الزنى بابنتيه و تعرى الأخر و رقص مترنحاً حتى أبصره ابنه!!
أو أناجيل النصارى التى تزعم أن المسيح كان يصنع الخمر بنفسه ليذهب عقول الناس كما فعل فى حفل قانا ، أو بولس الذى ينهى عن شرب الماء الطاهر و ينصح بشرب الخمر حتى تذهب العقول و تنسى الدنيا و ما فيها !!

و رغم هذا فالحق له شعاع خافت يبقى على مر العصور لأن تحريم الخمر مقرر فى كتب اليهود و النصارى رغم كل تحريفاتهم فها هو الدليل أن الله تعالى حرم الخمر على نبيه موسى (خمرا و مسكرا لا تشرب انت و بنوك معك عند دخولكم الى خيمة الاجتماع لكي لا تموتوا فرضا دهريا في اجيالكم ) لاويين9:10

-
و هو يستدل بان الخمر ليست رجز لأن الصحابة شربوها فى صدر الإسلام ، و نسى أن الشريعة كانت تتنزل بالأحكام تدريجياً فتأخر نزول تحريم الخمر لا يعنى أنها ليست برجز كما أن تأخر تحريم الميسر و زواج المتعة لا يعنى أنها أفعالاً يرتضيها الله تعالى لأمته ….فسبحان الله!




إقتباس

الأبناء يُؤخذون بذنوب آبائهم: من العقائد الإسلامية المهمة أن الابن يؤخذ بذنب أبيه, ورد في الحديث: يا داود، أنا الله الودود, أنا الله ذو بكة، آخذ الأبناء بما فعله الجدود , وورد في الأنفال 8:25 : واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة يعني تتعدى إليكم جميعاً، وتصل إلى الصالح والطالح, وأراد بالفتنة الابتلاء والاختبار, وقال ابن عباس: أمر الله عز وجل المؤمنين أن لا يقرّوا المنكر بين أظهرهم فيعمّهم الله بالعذاب، فيصيب الظالم وغير الظالم , ومن الأحاديث: إن الله لا يعذب العامة بعمل الخاصة حتى يروا المنكر بين ظهرانيهم وهم قادرون على أن ينكروه فلا ينكرونه فإذا فعل ذلك عذب الله العامة والخاصة , وقال ابن الأثير في الأصول إن محمداً قال: إذا خلت الخطيئة في الأرض، كان مَن شهدها فأنكرها كمَن غاب عنها، ومن غاب عنها فرضيها كمَن شهدها , قال علماؤهم: فإن قلت ظاهر قوله 'واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة ` يشمل الظالم وغير الظالم، فكيف يليق برحمة الله وكرمه أن يوصّل الفتنة إلى من لم يذنب؟ قلت: إنه تعالى مالك الملك وخالق الخلق، وهم عبيده وفي ملكه، يتصرف فيهم كيف يشاء، لا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون، فيحسن منه على سبيل المالكية، أو لأنه تعالى علم اشتمال ذلك على أنواع من أنواع المصلحة .. ابن حزم: إن قوله: ليس للإنسان إلا ما سعى (النجم 53:39) نُسخت بقوله: والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان (الطور 52:21) فيجعل الولد الطفل يوم القيامة في ميزان أبيه، ويشفع الله الآباء في الأبناء والأبناء في الآباء .. وجرت العادة أنه إذا اقترف الأب ذنباً نُسب إلى ابنه مع أنه لم يفعله حقيقة، لكنه كان يقتدي بأبيه، فإن من شابه أباه فما ظلم، كان كأنه فعل ذنبه, كان محمد يشنّع في يهود عصره ويتهمهم بأنهم عبدوا العجل، مع أن آباءهم هم الذين عبدوه، فقال: إن الذين اتخذوا العجل، سينالهم غضبٌ من ربهم وذلة في الحياة الدنيا (الأعراف 7:152), (القرطبي في تفسير البقرة 2:76), فقال علماء المسلمين: المراد بالذين اتخذوا العجل اليهود الذين كانوا في زمن محمد قال ابن عباس: هم الذين أدركوا النبي، وآباؤهم هم الذين عبدوا العجل , وقال عطية العوفي: سينال أولاد الذين عبدوا العجل وهم الذين كانوا على عهد محمد, وأراد بالغضب والذلة ما أصاب بني النضير وبني قريظة من القتل والجلاء .
وعلى هذا القول ففي تقرير الآية وجهان
(1)
تُعيِّر العرب الأبناء بقبائح أفعال الأباء كما تفعل ذلك في المناقب، فتقول للأبناء: فعلتم كذا وفعلتم كذا وإنما فعل ذلك من مضى من آبائهم, فكذلك هنا وُصف اليهود الذين كانوا على زمن محمد بأنهم اتخذوا العجل، وإن كان آباؤهم فعلوا ذلك, ثم حكم على اليهود الذين كانوا في زمنه بأنهم سينالهم غضب من ربهم في الآخرة وذِلة في الحياة الدنيا
(2)
أن تكون الآية من باب حذف المضاف، والمعنى أن الذين اتخذوا العجل وباشروا عبادته سينال أولادهم الغضب، ثم حُذف المضاف لدلالة الكلام عليه (الرازي في تفسير الأعراف 7:152),
وعلى هذا القياس اقترف حام الخطيئة فلعن نوح كنعان ابن حام لأنه كان شريراً مثل والده, فالله العادل الحكيم العليم لا يظلم أحداً، بل وسيجازي كل إنسان حسب عمله خيراً كان أم شراً, لقد كان كنعان شريراً استوجب اللعنة . ........ انتهت الشبهة من كلامه .



اما أثر داود الذى أورده فهو ليس أساساً بحديث عن رسول الله salla.gif
و قد ذكره الامام الإمام العجلوني فى "كشف الخفاء" و قال : {هذا من الأحاديث القدسية الإسرائيلية، ولعلها من مزامير زبور داود عليه الصلاة والسلام هكذا في بعض الهوامش ولا أعلم صحته أو بطلانه فليراجع}

فهو من الأسرائليات المحرفة و ليس من دين الله فى شىء كما ترى

و أما ما ورد فى سورة الأنفال من قوله تعالى ( واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة) فليس معنى هذا مؤاخذة الأبناء بذنوب الأباء ولا ميراث الخطيئة ولا أى من خزعبلات النصارى و ذلك لأسباب:

1)
أن العقوبة الإلهية إذا ما حلت تعم و تأخذ الجميع و لكن كل له شأن مع ربه، فالمخطىء أُخذ جزاءً له على خطئه ، و المحسن يكون ما أصابه مغفرة و رحمة و علو فى الدرجات عند ربه
و قد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( يغزو جيش الكعبة فيُخسف بأولهم و أخرهم، قيل: يا رسول الله يخسف بأولهم و اخرهم و فيهم أسواقهم و من ليس منهم ، قال عليه السلام: يُخسف بأولهم و اخرهم ثم يبعثون على نياتهم)
و إلا فما بال الزالازل و البراكين و الفيضانات من لدن نوح عليه السلام إلى يومنا هذا نراها تهلك كل من كان على الأرض المصابة من بشر أو شجر أو حيوانات ، فهل يقول عاقل أن الحيوانات و الأشجار ورثت الخطيئة أيضاً؟
بالطبع لا فهذه سنة الله و قضاءه و نحن نؤمن بربنا و عدله و أن علمه الأزلى و حكمته البالغة تفوق عقولنا فسبحانه هو العزيز الحكيم ، ولا يخفى على المتأمل ما فى هذه الأحداث من عظات و ترهيب و ترغيب ، و الله تعالى لا يظلم مثقال ذرة حتى إنه ليقتص للشاة الجمّاء من القرناء يوم القيامة!

2)
أن الأية نفسها التى استدل بها ترد عليه إذ لم تقل بأن الفتنة ستصيب غير الذين ظلموا دون ذنب و إنما السبب واضح و هو عدم منعهم للظلم و عدم إكتراثهم بإنكار المنكر و الأمر بالمعروف و هى من أجل العبادات ، لذا قال ابن عباس: أمر الله عز وجل المؤمنين أن لا يقرّوا المنكر بين أظهرهم فيعمّهم الله بالعذاب، فيصيب الظالم وغير الظالم , ومن الأحاديث: إن الله لا يعذب العامة بعمل الخاصة حتى يروا المنكر بين ظهرانيهم وهم قادرون على أن ينكروه فلا ينكرونه فإذا فعل ذلك عذب الله العامة والخاصة

فالنصوص بينة فى أن العقوبة عمت بسبب عدم النهى عن المنكر و التصدى له و قد بين تعالى أن بنى إسرائيل لعنوا لأنهم ما كانوا يتناهون عن منكر فعلوه (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ (78) كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ)

3)
اما زعمه أن قوله تعالى (ليس للإنسان إلا ما سعى) (النجم 53:39) نُسخت بقوله: (والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان (الطور 52:21) فيجعل الولد الطفل يوم القيامة في ميزان أبيه)
فهذا و الله ليس نسخاً بمعنى إلغاء الحكم و إنما المعنى تام مكمل للأية الأولى و نبين ذلك على النحو التالى:

أ- أن ذرية الإنسان من سعيه فحين ينجب الرجل إبناً من صلبه و يحسن تربيته فإن كل عمل صالح يفعله ذلك الإبن يكون لأبيه نصيب منه و هذا من سعيه لأنه هو الذى علمه و رباه و هو سبب وجوده ، و الدال على الخير كفاعله فكيف إن كان الدال هو الأب !
ب- أن قوله تعالى (والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان الحقنا بهم ذريتهم) هذه الأية ترد على دعوى النصارنى إذ جعلت إلحاق الأبناء بأبيهم فى رحمة الله معلقة على شرط الإيمان فيجب حتى يلحق الابن بأبيه أن يتبعه بإيمان و صلاح
ج- ( أن الأية تقرر بأن الإنسان ليس له كأصل عام إلا ما سعى إليه فهذا هو ما يطالب به و ما يقرر له و لكن ذلك لا ينفى أن تناله رحمة الله سواء بشفاعة رسوله الكريم أو ذويه المؤمنين أو شفاعة ملك الملك ذاته سبحانه و هى الأعظم ، و لا ننسى أن الإنسان لا يدخل الجنة أساساً بعمله مهما عمل فهو فى كل حال بحاجة لفيض و كرم و منه و رحمة الرب الرحيم

4)
أما دعواه أن قوله تعالى (إن الذين اتخذوا العجل، سينالهم غضبٌ من ربهم وذلة في الحياة الدنيا ) يراد به الذين كانوا على عهد محمد, وأراد بالغضب والذلة ما أصاب بني النضير وبني قريظة من القتل والجلاء فنجيبه من جهات:
أ- أن هذه دعوى بلا دليل و تخالف النصوص الصريحة فقد قال الإمام القرطبى فى تفسير هذه الأية:

{
إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ

الغضب من الله العقوبة .

وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا

لأنهم أمروا بقتل بعضهم بعضا . وقيل : الذلة الجزية . وفيه بعد ; لأن الجزية لم تؤخذ منهم وإنما أخذت من ذرياتهم . ثم قيل : هذا من تمام كلام موسى عليه السلام ; أخبر الله عز وجل به عنه , وتم الكلام .

وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ

وكان هذا القول من موسى عليه السلام قبل أن يتوب القوم بقتلهم أنفسهم , فإنهم لما تابوا وعفا الله عنهم بعد أن جرى القتل العظيم كما تقدم بيانه في " البقرة " أخبرهم أن من مات منهم قتيلا فهو شهيد , ومن بقي حيا فهو مغفور له . وقيل : كان ثم طائفة أشربوا في قلوبهم العجل , أي حبه , فلم يتوبوا ; فهم المعنيون . وقيل : أراد من مات منهم قبل رجوع موسى من الميقات . وقيل : أراد أولادهم . وهو ما جرى على قريظة والنضير ; أي سينال أولادهم . والله أعلم . " وكذلك نجزي المفترين " أي مثل ما فعلنا بهؤلاء نفعل بالمفترين . وقال مالك بن أنس رحمة الله عليه : ما من مبتدع إلا وتجد فوق رأسه ذلة , ثم قرأ " إن الذين اتخذوا العجل سينالهم غضب من ربهم - حتى قال - وكذلك نجزي المفترين " أي المبتدعين . وقيل : إن موسى أمر بذبح العجل , فجرى منه دم وبرده بالمبرد وألقاه مع الدم في اليم وأمرهم بالشرب من ذلك الماء ; فمن عبد ذلك العجل وأشربه ظهر ذلك على أطراف فمه ; فبذلك عرف عبدة العجل . وقد مضى هذا في " البقرة " ثم أخبر الله تعالى أن الله يقبل توبة التائب من الشرك وغيره}

فالتفسير واضح ولا يحتاج إلى تعقيب منى فأترك لك قراءته

ب- أن يهود بنو قريظة و بنو النضير لم يعاقبهم النبى لأن جدودهم عبدوا العجل و إنما لأنهم ببساطة خانوا رسول الله و غدروا به و قد كانت بينه و بنيهم عهود و مواثيق،
و نذكر أنه يجوز ان تخاطب القوم بما فعله أباءهم إن استمروا على اتباع ذات المنهج الباطل و مشاقه الله و الكفر به ، فحين يذكر الله اليهود و يقول ( و بكفرهم و قولهم على مريم بهتاناً عظيماً) فهذا يشمل من رموا مريم من اليهود فى عصرها و من ظلوا يرقذفونها فى عصر النبى عليه الصلاة و السلام
و حين يذكرهم القرأن بقتلة الأنبياء فذلك يشمل الأباء و الأبناء لأنهم ظلوا على فعل أسلافهم مقرين لهم حتى فى عهد رسول الله و حاولوا قتله مراراً كما حاول جدودهم قتل المسيح و هو راضين فالقلب واحد و المنهج واحد
لذا قال لرسول الله صلى الله عليه و سلم لبنى قريظة حين غدروا بالعهد ((أَنَقَضْتُمْ الْعَهْد يَا إِخْوَة الْقِرَدَة وَالْخَنَازِير أَخْزَاكُمْ اللَّه وَأَنْزَلَ بِكُمْ نِقْمَته ))
فانظر لدقة تعبيره عليه السلام حين قرر أخوتهم لأسلافهم من اليهود الذين قال لهم الله تعالى كونوا قردة خاسئين و ذلك لتشابهم فى الكفر و الخيانة معاً
و خلاصة الحال أن النصرانى يحاول أن يبرر لنفسه أن يُلعن كنعان بسبب ذنب أبيه لمجرد أن هذا الخطأ ورد فى كتابه البالى الذى يصر على الإيمان به فيهنأ به و يبحث عن سفيه يقبل أفكاره

و على كل حال فهذا منهج اليهود إلى يومنا هذا فهم يهدمون بيوت أبناء و ذوى الشهداء الذين يموتون فى سبيل احداث النكاية بهم
بل و نقرأ فى الأناجيل أن المسيح يتوعد بذبح أطفال امرأة لأنها ادعت النبوة !
((
فإني سألقيها على فراش وأبتلي الزانين معها بمحنة شديدة . . وأولادها اقتلهم بالموت فستعرف جميع الكنائس اني انا هو الفاحص الكلى والقلوب وأجازي كل واحد منكم بحسب أعماله )) رؤيا21:2-23





إقتباس

رابعا : الكلام في إبراهيم - عليه السلام –
قال رادا على الاتهام لإبراهيم بتقديم زوجته سارة إلى فرعون :
قال المعترض الغير مؤمن : ورد في سفر التكوين12:10-20 أن إبراهيم لما دخل أرض مصر قال عن زوجته إنها أخته لأنه خاف أن يقتله المصريون بسببها، فطلب منها أن تقول إنها أخته ليكون له خير بسببها وتحيا نفسه من أجلها فأخبروا فرعون عنها فصنع إلى أبرام خيراً بسببها، وصار له غنم وبقر وحمير فضرب الرب فرعون وبيته ضربات عظيمة بسبب ساراي فاستدعى فرعون أبرام ووبخه على عمله، وأعطاه زوجته (إلى آخر ما هو مذكور في هذا الأصحاح), ولا يليق بخليل الله أبي الأنبياء وصفوة الأمناء أن يرضى بترك حريمه ويسلّمها للغير
وللرد نقول: قول إبراهيم عن سارة إنها أخته قول صدق، لأنها أخته من أبيه فقط, وكان يجوز في تلك العصور القديمة الاقتران بغير الشقيقات, ولم تكن غايته اقتناء المواشي والأتن، كما ادَّعى المعترض الغير مؤمن ، بل كانت غايته النجاة من جور ملوك ذلك الزمان، لأنه قال: أخاف أن المصريين يقتلونني بسببك، فقولي إنك أختي فيستبقونني ولا يقتلونني , ولا ننكر أنه قال ذلك لضعف الطبيعة البشرية، فالله هو الكامل وحده، والنقص ملازم لكل إنسان مهما كان, أما الخير الذي حصل له فلم يكن مقصوداً بالذات، ولم تنسب إليه التوراة غير هذه الكذبة، وكذبة أخرى, ولكن تكلم الكتاب المقدس عن عظمة تقواه وقوة إيمانه، وقال إنه أبو المؤمنين وغير ذلك



لا أعلم ما الذى يريد القس عبدالنور قوله ؟ أيحاول اثبات عصمة إبراهيم مثلاً؟ إن كان الأمر كذلك فلن نختلف !
أما إن كان يريد نفى الدياثة عن ابراهيم لمجرد الجدال فى الوقت الذى نجد فيه بيوت الأنبياء أشبه ببيوت الدعارة عند القوم فهذا و الله من عجائب الأمور!
و حسبنا فى تأكيد خطئه أن نطرح النص الذى يؤكد فيه إبراهيم أنه زعم أن ساره أخته ليحصل الأموال من وراءها إذا ما ذهبت للملك (وحدث لما قرب أن يدخل مصر انه قال لسارة امرأته : اني قد علمت انك امرأة حسنة المنظر فيكون إذا رأك المصريون انهم يقولون هذه امرأته فيقتلونني ويستبقونكي . قولي انك أختي ليكون لي خير بسببك وتحيا نفسي من أجلك).تكوين11:12
فالنص يخبر صراحة أن ابراهيم وجد أن امراته جميلة و جذابة فعلم أن المصريين سيطمعوا فيها فقال هى أختى أولاً ليكون له من وراءه ثروة و ثانياً ليبقى حياً ولا يقتلوه….. و إن كان للقس إعتراض على هذا فلينضم إلينا فى مشروع تفنيد الكتاب المقدس!


إقتباس

سادسا : المسيح عليه السلام
قال – ومنكم الرد إن شاء الله - :

استقبح المعترض الغير مؤمن أن بعض جدود المسيح لم يكونوا منزهين عن الخطأ فقال إن عوبيد بن لوط هو جد لداود واسم أمه راعوث، وإنها كانت موآبية، وإن رحبعام بن سليمان من أجداد المسيح واسم أمه نعمة، وهي عمونية من أولاد بني عمّي بن لوط, ورحبعام جد المسيح، مع أن بن عمّي من أولاد الزنا, وأنه كان لا يجوز للموآبي والعموني الدخول في جماعة الرب، وأنهم إذا قالوا إن اعتبار النسب بالآباء لا بالأمهات، فيكون ترجيحاً بلا مرجِّح

وللرد نقول: إذا نظرنا إلى الطبيعة البشرية رأينا أن آدم أبا البشرية خالف أمر الله وطُرد من الجنة، وإبراهيم أبا الأنبياء كذب ثلاث كذبات حسب قول محمد، وقِسْ على ذلك غيره فاتَّخذ المسيح من هذه الطبيعة الفاسدة جسداً ليصلحها ويرفع شأنها، فلا عجب إذا كان في سلسلة نسَبه مَنْ أخطأ خطايا فاحشة ولا يُقدَح في وجود بعض الموآبيين في سلسلة المسيح، فالأساس هو الإيمان بالله الحي فيا له من إيمان حقيقي ظهرت نفحاته بالأعمال الصالحة أما قوله إنه كان لا يجوز للموآبي الدخول في جماعة الرب، قلنا: هذا إذا كان باقياً على إلحاده وكفره، أما إذا آمن فإنه يصبح مقبولًا، لأنه ليس عند الله محاباة

حال أبوي محمد وعشيرته: ورغم تنقيب المعترض الغير مؤمن في صفات الأفاضل الذين اتخذ منهم المسيح الطبيعة البشرية، فإنه لم يجد أن أحدهم أشرك بالله, وهذا بخلاف أبوي محمد وعمه وعشيرته، فقد كانوا مشركين قال العلماء: والشِرك بالله أكبر الكبائر، لقوله: إن الشرك لظلم عظيم, ويليه القتل بغير حق , ورد في النساء 4:48 : إن الله لا يغفر أن يُشرَك به، ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيمًا وفي (عدد 116): ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالًا بعيداً روي عن أبي ذر أنه قال: أتيتُ محمداً وعليه ثوب أبيض وهو نائم، ثم أتيته وقد استيقظ فقال:'ما من عبد قال لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة ` قلت:'وإن زنى وإن سرق؟` قال: 'وإن زنى وإن سرق`, قلت:'وإن زنى وإن سرق؟` قال:'وإن زنى وإن سرق`, قلت:'وإن زنى وإن سرق؟` قال:'وإن زنى وإن سرق على رغم أنف أبي ذر` (مشكاة المصابيح تحقيق الألباني - حديث رقم 26),

إذاً الشرك من أعظم الكبائر التي لا تُغفر، ولكن الله يغفر ما دون ذلك وما نُسب إلى بعض الأفاضل من جدود المسيح من الخطايا هو من الهفوات والزلات التي لم يقووا على مقاومتها، بل كانت شديدة فغلبتهم، ولكنهم تابوا وندموا واستغفروا الله أما الشرك بالله فهو أعظم الآثام ويستوجب صاحبه جهنم النار، وقد كان والدا محمد مشركَيْن، ولما طلب محمد من الله ان يغفر لهما لم يُجَبْ إلى طلبه ورد في التوبة 9:113 : ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبيَّن لهم أنهم أصحاب الجحيم وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه، فلما تبيَّن له أنه عدو لله تبرّأ منه ذهب المفسرون إلى أن هذه العبارة نزلت في شأن أبي طالب عم محمد، وهو والد علي، وفي والد محمد وأمه، فإن محمداً أراد أن يستغفر لهم بعد موتهم، فنهاه الله عن ذلك (أسباب النزول للسيوطي - سبب نزول التوبة 9:113),

استغفار محمد لأمه: قال أبو هريرة وبريدة: لما قدم محمد مكة أتى قبر أمه آمنة فوقف حتى حميت الشمس رجاء أن يُؤذَن له فيستغفر لها، فنزلت: وما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين وروى الطبري وابن الجوزي عن بريدة، قال كل واحد منهما إن محمداً مرَّ بقبر أمه فتوضأ وصلى ركعتين ثم بكى، فبكى الناس لبكائه ثم إنصرف اليهم فقالوا: ما أبكاك؟ قال: مررت بقبر أمي فصليت ركعتين، فاستأذنت ربي أن استغفر لها فنُهيت، فبكيت ثم عدت فصليت ركعتين، فاستأذنت ربي أن أستغفر لها، فزُجرت زجراً، فأبكاني ثم دعا براحلته فركبها، فما سار إلا هنيهة حتى قامت الناقة لثقل الوحي، فنزلت : ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى (أسباب النزول للنيسابوري - سبب نزول التوبة 113),

استغفار محمد لأبيه: وجاء أيضاً في أسباب النزول لجلال الدين السيوطي عن سبب نزول التوبة 113 : قال قتادة، قال محمد: لأستغفرنَّ لأبي كما استغفر ابراهيم لأبيه فنزلت هذه العبارة, وروى الطبري بسنده عنه، قال: ذكر لنا أن رجالًا من أصحاب الرسول قالوا: يا نبي الله، إن من آبائنا من كان يُحسِن الجوار ويصل الأرحام ويفك العاني ويوفي بالذمم، أفلا نستغفر لهم؟ فقال محمد: بلى، والله لأستغفرن لأبي كما استغفر إبراهيم لأبيه فنزلت: ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ثم اعتذر الله عن إبراهيم حسب قولهم، فقال: وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه (التوبة 9:114),

فالآيات القرآنية والأحاديث الصحيحة ناطقة بأن أبا محمد وأمه وعمه كانوا مشركين، ونهاية كل مشرك جهنم النار ولما حاول أن يستغفر لهم نُهي عن ذلك وزُجر زجراً أبكاه أما استغفار إبراهيم لوالديه فكان عن موعدة وعدها الله له، حسب كلامهم والمؤكد أنه لا شفاعة بعد الموت، فيُجازى كل إنسان حسب عمله، فالكافر مقره جهنم والمؤمن في النعيم الدائم، وعلماء المسلمين مسلِّمون بوجود والدي محمد في النار, وقال بعضهم: إنه لا يبعد أن يكون الله أقامهما من الموت ليؤمنا ثم أماتهما، وهي خرافة ونقول: إذا كان الله زجر محمداً عن الاستغفار لهما، فكيف يقيمهما؟ إن أبوي محمد هما في النار حسب شهادة القرآن، وشتان بين أبويه وجدوده الوثنيين، وبين العذراء القديسة مريم، وجدود المسيح - حسب الجسد - من أنبياء وملوك، مثل إبراهيم، وإسحق، ويعقوب، وداود، وسليمان، الذين اشتهروا بالتقوى الحقيقية ومعرفة الله الحي، وعندهم الكتب المقدسة والوحي الإلهي ولا عجب اذا وقع بعضهم في معصية ثم تابوا واستغفروا الله لأنهم بشر، والطبيعة البشرية تميل إلى الانحراف, والمسيح أتى واتخذ جسداً من هذه الطبيعة البشرية ليرفع قَدْرها كما قلنا .




كل ما قاله ذلك الحاقد لا قيمة له و لم يخدمه فى دفع الإعتراض بل أكده لأسباب:

1)
أن الإعتراض ليس على عدم نزاهة أسلاف المسيح عن الخطأ كما يزعم بخبث و إنما على كونهم زناة و كونه ابن زنا ، و قد عصم الله تعالى أعراض أنبياءه أن يكونوا أبناء زنا أو أن يقعوا فى الزنا أو حتى أن تقع زوجة نبى فى هذه الفاحشة و لو كانت كافرة ، فالمسيح وفق رؤية القوم ابن فارص ابن يهوذا الذى أنجبه من الزنا و ليته زنا فقط بل زنا محارم مع زوجة ابنه فهل يُعقل هذا ؟؟
و لننظر لنسب رسول الله كيف كان نسباً شريفاً و كانت أمه عفيفة و أبيه ابن عبدالمطلب صاحب العهد و الصدق و الرياسة و يبدو أن النصرانى قد نسى أن هذا النسب الذى أخذ يتهكم منه ينتهى إلى إبراهيم خليل الله تعالى الذى وعده الله تعالى بمــباركـــة ذريته!

2)
أن مسألة عدم إيمان أبوى النبى عليه الصلاة و السلام ليست طعناً فيه لسبب بسيط أن أكثر الأنبياء ما بعثهم الله تعالى إلا لهداية قومهم بعد ضلالهم و إخراجهم من الظلمات إلى النور فنجد أن ابى ابراهيم كان كافراً و ابن نوح و زوجته كذلك بل من الأنبياء من يأتى يوم القيامة وحيداً لم يجبه أحد و منهم من يأتى معه فرد و منهم من يأتى معه فردين!
و نجد الله تعالى يقول عن قوم أنبياءه (وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً)
(
وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً )
(
وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً )

و يبدو أن ذلك المسكين نسى أن نسب المسيح ليس مريم فقط بل فيه الموأبيين و العمونيين الذين منهم راعوث و نعمة كما ذكر هو نفسه ، و هؤلاء ليسوا غير منزهين عن الخطأ فحسب بل قوم كافرين مشركين مطرودين من رحمة الله أبداً بموجب نص كتابه المحرف

أما قوله أن الطرد من جماعة الرب يشمل غير المؤمن منهم فقط فهو كذب و تحريف جديد مفضوح و إليك النص لترى بنفسك الحقيقة:
(
لا يدخل مخصي بالرض او مجبوب في جماعة الرب *لا يدخل ابن زنى في جماعة الرب حتى الجيل العاشر لا يدخل منه احد في جماعة الرب *لا يدخل عموني و لا موابي في جماعة الرب حتى الجيل العاشر لا يدخل منهم احد في جماعة الرب الى الابد * من اجل انهم لم يلاقوكم بالخبز و الماء في الطريق عند خروجكم من مصر و لانهم استاجروا عليك بلعام بن بعور من فتور ارام النهرين لكي يلعنك) تثنية1:23-4

فتأمل ذلك النص جيداً و ستجد الأتى:
أ - الرب حكم بعدم دخول المخصى فى جماعته و لاحظ أن الخصى ليس له علاقة بالإيمان ، فالرجل قد يكون مؤمناً إلا أنه لو كان مخصياً فلن يدخل رحمة الله أبداً و ملعون هو
ب - الرب يخرج أبناء الزنا من جماعته إلى الجيل العاشر ، و هذا يعنى أن كل من له جد من زنا إلى عشرة أجيال لا يدخل الجنة ولا تناله الرحمة ، و هذا أيضاً لا علاقة له بالإيمان لسببين أولهما أن العقوبة تقررت على معصية مادية لا على عدم الإيمان ثانيهما أن مدة الطرد من الرحمة تقررت و هى عشرة أجيال فييُعلم بمفهوم المخالفة أن الأجيال اللاحقة ممكن أن تدخل ، فلو كان الإيمان له علاقة لما كان هناك داعياً لتحديد اللعن بعشرة أجيال دون غيرهم و لكانت الرحمة مفتوحة لمن أمن حتى لو كان من الجيل الأول و لكانت اللعنة مقررة لمن كفر حتى لو كان فى الجيل المئة
و العجيب أن داود هو الابن العاشر ليهوذا من فارص ابنه غير الشرعى فيكون داود مطروداً ملعوناً بموجب نص الكتاب المحرف!!!
ج- و أخيراً و بعدما تبين كيف أن الطرد لا علاقة له بالإيمان فقد تقرر أن الموأبيين و العمونيين أمتين ملعونتين لأنهما رفضا مساعدة بنى إسرائيل و ظاهرا عليهم ، فهو قوم كفار أساساً و أمة تقرر لعنها بصفة مؤبدة فقال الرب ( لا يدخل منهم أحد فى جماعة لارب إلى الأبد)
فهذا حكم شرعى لم يعلق على شرط الإيمان فى أو وقت شأنه شأن الأحكام السابقة ، فيكون أن كل نسل الموأبيين و العمونيين و منهم المسيح لا يدخلون جماعة الرب إلى الأبد … فيكون مصير المسيح وفق خرافاتهم هو الجحيــــــــــــم
اللهم إلا إن كان الرب قد نـــسخ حكمه ، أو كان الكتاب قد تم تحــــريفه!



إقتباس

ثامنا : الكلام في هارون عليه السلام
قال – والرد منكم إن شاء الله - :

قال المعترض الغير مؤمن : ورد في الخروج 32:4 أن هرون صوَّر العجل وعَبَده وأمر بني إسرائيل بعبادته

وللرد نقول: افترى المعترض الغير مؤمن على هرون، فقد ورد في خروج 32 أنه لما رأى بنو إسرائيل أن موسى أبطأ في النزول من الجبل اجتمعوا على هرون وألزموه على عمل صنم \يسير أمامهم فقال لهم: انزعوا أقراط الذهب التي في آذانكم وكانت غايته صرفهم عن ذلك، إذ لا شيء أعزّ عند المرأة من حليّها، فكان يظن أن نساءهم يبخلن بحليهن فلا يتحقق هذا الطلب, وكان مقصوده أيضاً اكتساب مُهلة الى أن يرجع موسى، فقد عجز هارون عن مقاومتهم بالقوة ولكن لم يتحقق ظنه، فأخذ الحلي وصوَّرها بالإزميل، فقالوا: هذه آلهتك يا اسرائيل التي أصعدتك من أرض مصر

وقد ذكر القرآن هذه القصة في سورة البقرة والأعراف وطه وغيرها، فقال: لما رأى موسى من هرون خور العزيمة لعنه وجرَّه من شعر رأسه ومن لحيته واعتذر له هرون بأن قال له: إنهم استضعفوني وخفت أن يقتلوني, ومرة قال: أنا خفت على بني إسرائيل من التفريق والتمزيق وصيرورتهم أحزاباً ونكتفي بإيراد بعض الأقوال القرآنية:

1 -
ورد في الأعراف 7: 148 - 151 : واتخذ قوم موسى من بعده من حليهم عجلًا جسداً له خُوار ألم يروا أنه لا يكلمهم ولا يهديهم سبيلًا؟ اتخذوه وكانوا ظالمين ولما سقط في أيديهم ورأوا أنهم قد ضلوا قالوا: لئن لم يرحمنا ويغفر لنا لنكونن من الخاسرين ولما رجع موسى إلى قومه غضبان أسفاً، قال: بئسما خلفتموني من بعدي أعجلتم أمر ربكم؟ وألقى الألواح، وأخذ برأس أخيه يجرُّه اليه قال ابن أمّ، إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني، فلا تشمت بي الأعداء ولا تجعلني مع القوم الظالمين قال: رب اغفر لي ولأخي ,

2 -
وورد في طه 20:85 -94 : قال فإنّا قد فتنَّا قومك من بعدك وأضلَّهم السامري فرجع موسى إلى قومه غضبان أسِفاً قال: يا قوم ألم يعدكم ربكم وعداً حسناً؟ أفطال عليكم العهد أم أردتم أن يحل عليكم غضب من ربكم فأخلفتم موعدي؟ قالوا: ما أخلفنا موعدك بملكنا، ولكنا حُمِّلْنا أوزاراً من زينة القوم فقذفناها، فكذلك ألقى السامري فأخرج لهم عجلًا جسداً له خوار، فقالوا: هذا إلهكم وإله موسى فنسي أفلا يرون ألا يرجع إليهم قولًا ولا يملك لهم ضراً ولا نفعاً ولقد قال لهم هارون من قبل: يا قوم إنما فتنتم به، إن ربكم الرحمن فاتبعوني وأطيعوا أمري، قالوا: لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى قال: يا هرون ما منعك إذ رأيتهم ضلوا ألا تتبعن؟ أفعصيت امري؟ قال: يا ابن أمّ لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي، إني خشيت أن تقول: فرقت بين بني اسرائيل ولم ترقب قولي

هذه الأقوال تدل على انه لما عاد موسى من الجبل: (1) وبخ هرون بقوله: بئسما خلفتموني من بعدي , (2) كسر موسى الألواح من شدة غيظه, (3) جرَّ أخاه من شعره وشده من لحيته, (4) اعتذر هارون، فقال: إنهم استضعفوني وكادوا يقتلونني , (5) توبيخ موسى لهرون بقوله: إذا لم تتبعني قال ابن عباس: أوقد هرون ناراً وقال اقذفوا ما معكم فيها، وقيل إن هرون مرَّ على السامري وهو يصوغ العجل، فقال له: ما هذا ؟ قال: أصنع ما ينفع ولا يضر، فادْعُ لي فقال هرون: اللهم أعطه ما سألك على ما في نفسه فألقى السامري ما كان معه من تربة حافر فرس جبريل في فم العجل، وقال: كن عجلًا يخور، فكان كذلك بدعوة هرون فذلك قوله فأخرج لهم عجلًا (الرازي في تفسير طه 20:88), فلماذا الاعتراض على قصة التوراة، وقد أخذ القرآن هذه القصة منها، وأتى بالزيادة والنقصان؟ فإن ذكر السامري جَهْل بالتاريخ والجغرافيا، ولا نعلم من أين أتى هذا السامري! كان الأقرب إلى العقل أن يقول (عوضاً عن السامري) إنه أتى مع بني إسرائيل مصري عمل لهم العجل أبيس معبود قدماء المصريين، فإن الإسرائيليين كانوا في سيناء ولم يكونوا وصلوا إلى أرض كنعان، ولم يكن للسامرة اسم ولا رسم فذكر السامري خطأ ومما يشبه ذلك قوله: تربة حافر فرس جبريل ,

ثم قال إن للعجل خواراً وجسداً، فمثل هذه الأمور تقع على آذان العارف بحقائق التوراة كخرافات، فأقوال التوراة هي الصحيحة، وهي تنزيل الحكيم العليم,




يتهمنا هذا الأفاق بالإفتراء على هارون فى حين هو و كتابه الذان يفتريان على نبى الله هرون و يسعى فى كل كلامه لاثبات صناعة العجل له و لو بالباطل !
و لنقرأ نص التوراة لنرى من الذى نسب الشرك لهارون تحديداً:

:1:32و لما راى الشعب ان موسى ابطا في النزول من الجبل اجتمع الشعب على هرون و قالوا له قم اصنع لنا الهة تسير امامنا لان هذا موسى الرجل الذي اصعدنا من ارض مصر لا نعلم ماذا اصابه
32: 2
فقال لهم هرون انزعوا اقراط الذهب التي في اذان نسائكم و بنيكم و بناتكم و اتوني بها
32: 3
فنزع كل الشعب اقراط الذهب التي في اذانهم و اتوا بها الى هرون
32: 4
فاخذ ذلك من ايديهم و صوره بالازميل و صنعه عجلا مسبوكا فقالوا هذه الهتك يا اسرائيل التي اصعدتك من ارض مصر
32:5
فلما نظر هرون بنى مذبحا امامه و نادى هرون و قال غدا عيد للرب
32: 6
فبكروا في الغد و اصعدوا محرقات و قدموا ذبائح سلامة و جلس الشعب للاكل و الشرب ثم قاموا للعب

فهذا النص يخبر أن اليهود طلبوا - فقط طلبوا - من هرون أن يصنع لهم صنم شركى و- كأنه قائد الشرك الذى يلجأ إليه أهل الضلال- فلم يتوانى و طلب منهم أقراطهم كلها فأطاعوه و جمعوها ولم يكتف بصناعة العجب بل بنى مذبحاً أمامه ليذبح باسمه دون اسم الله و تقرباً اليه دون ابتغاء الله ، فلعنة الله على الكافرين !

فأين هذا من القرأن الكريم؟ و لننظر ماذا يقول القرأن:

قال تعالى : (وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفاً قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِن بَعْدِيَ أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الألْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُواْ يَقْتُلُونَنِي فَلاَ تُشْمِتْ بِيَ الأعْدَاء وَلاَ تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)

فهذه الأية الكريمة تخبرنا أن موسى عاد غضباناً لما علم ما فعله قومه و هم بمعاقبة هرون لا لأنه شاركهم و لكن ظناً من موسى عليه السلام أن هرون اتخذ موقفاً سلبياً ضعيفاً إذ لم يسارع إليه فور وقوع هذه المصيبةو هذا واضح فى الأية الأخرى (قَالَ يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا (92) أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي)
فتدبر و ستجد أن موسى لم يقل لأخيه ( لماذا صنعت العجل أو لماذا أشركت ) و إنما قال له ( لماذا لم تلحق بى عندما ضلوا هم فتخبرنى بالأمر) فكان إثمهم الشرك و الضلال و كان إثمه وفق اعتقاد موسى أنه لم يلحق به فأجابه هرون (قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَن تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي) قال ابن كثير "قَالَ إِنِّي خَشِيت أَنْ أَتْبَعك فَأُخْبِرك بِهَذَا فَتَقُول لِي لِمَ تَرَكْتهمْ وَحْدهمْ وَفَرَّقْت بَيْنهمْ وَلَمْ تَرْقُب قَوْلِي أَيْ وَمَا رَاعَيْت مَا أَمَرْتُك بِهِ حَيْثُ اِسْتَخْلَفْتُك فِيهِمْ قَالَ اِبْن عَبَّاس وَكَانَ هَارُون هَائِبًا مُطِيعًا لَهُ "

و كذلك الأيات فى سورة الأعراف نجد هرون عليه السلام يقص كيف أنه أنكر على بنى إسرائيل صناعة الفجل فقاوموه و كادوه يقتلوه (قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُواْ يَقْتُلُونَنِي) ففهم أخيه موسى حقيقة الحال و طلب منه ألا يشمت به أعداء الله الحقيقيين و ألا يجعله فى زمرة الظالمين و هو برىء (فَلاَ تُشْمِتْ بِيَ الأعْدَاء وَلاَ تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)
لذا كان جواب موسى بعد أن تبين الأمر جلياً أن قال (قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ )

و حسبنا فى فصل هذه المسألة أن نقرأ شهادة رب العالمين إذ يقول تعالى (قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ)
فيخبر تعالى ههنا أن الذى أضل القوم هو السامرى و ليس هرون و قال تعالى على لسان قوم موسى ()قَالُوا مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا وَلَكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَاراً مِّن زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ)
ثم أخبر تعالى أن السامرى هو الذى أخرج لهم العجل (فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلاً جَسَداً لَهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ)

و قال تعالى مبرئاً نبيه هرون (وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِن قَبْلُ يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنتُم بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي (90) قَالُوا لَن نَّبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى )
فالنص صريح فى أن هرون نهاهم عن العجل و أخبرهم أن الله هو ربهم و أنهم فتنوا بذلك الصنم فاستكبروا و قالوا أنهم سيظلوا عاكفين عليه حتى يعود موسى …. فأين هذا من كل ما ادعاه النصرانى؟

وأخيراً و بالنسبة لما نقله من أقوال منسوبة لابن عباس فأكرر و أعيد أنها لا حجة فيها إذ أن الأخبار تؤخذ من كتاب الله و سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و ما نقله الصحابة من اسرائيليات بنى اسرائيل لا عبرة به ، و قد اشتهر من الصحابة الكرام ثلاثة نفر بنقل الإسرائيليات هم ابن عباس و ابن عمر و عبدالله بن سلام بيد أن المحققين على أن ابن عباس لا تصح نسبة جل الروايات المروية عنه حتى قال بعضهم أنه لم يصح عن ابن عباس إلا مئة رواية فقط …. ( راجع مقدمة تفسير القرأن العظيم طبعة بيروت)

أما قوله أن تسمية السامرى خطأ لأن السامرة لم تكن قامت حينها فجوابه بعون الله الملك الوهاب من جهات:
أ - أن ذلك الاسم لا يشترط به النسبة الى مدينة السامرة اليهودية و القرأن نفسه لم يقل ذلك كما زعم هذا المؤلف فقد يكون لقباً أو اسماً علماً كاسم (الشافعى أو الإدريسى..الخ) كما أنه قد يكون تعريباً لاسم أعجمى فاختلف النطق
ب - قد يكون ذلك لقباً يطلق نسبة إلى جماعة أو عشيرة ما وجدت بالمكان
ت - قد يكون ذلك نسبة إلى بلدة أو قرية سواء وجدت فى مصر أو سيناء أو حتى فى فلسطين فلا مانع أن يكون الشخص المذكور فلسطينياً أتى مصر و التقى بنى إسرائيل مثلاً…. بيد أنه لا دليل على أن اسم السامرة الفلسطينية لم يكن معروفاً مطلقاً قبل انقسام الدولة اليهودية فقد يكون للإسم جذر و أصل قديم و الله تعالى أعلم

الشاهد أنه يحاول إلزام القرأن بما لم يقله و كتاب الله أكبر من ترهات هؤلاء و قوله هو الحق و المسألة تقبل الكثير من االردود الشافية، و لو أردنا أن نعلم ما هو التنزيل الحق و ما هو التخريف و التحريف فلننظر مثلاً قصة هجرة اسماعيل فى الاسلام و ذات القصة فى التوراة و هى تصور شاباً فى ال17 من عمره و كأنه طفل صغير تحمله أمه و هو يبكى!!
و لننظر أى كتاب يزعم أن داود قدم مهر لزوجته أعضاء أعداءه الذكرية!
و أى كتاب يزعم أن الله قتل أكثر من 50 ألف لأنهم نظروا فقط لتابوت العهد بيد أن هذا يناقض العدل و يناقض العقل و يناقض التاريخ و يناقض حتى الترجمة السبعينية !
و أى كتاب يزعم أن الله صارع عبد من عباده و لحقت به الهزيمة و نال علقة ساخنة تعالى علواً كبيراً
و أى كتاب يزعم أن الله خروف له سبعة قرون!

أما عن ذكر أسماء مدن و أحداث فى غير زمن وجودها فحدث ولا حرج و لك أمثلة :

*
ورد في التكوين 14: 14 لفظة (دان) مع أنها اسم بلدة عُمِّرت في عهد القضاة، فإنه بعد موت يشوع فتح بنو إسرائيل في عهد القضاة مدينة لايش وسموها باسم دان، كما في القضاة 18: 29

*
ورد في التكوين 13: 18 و35: 27 و37: 14 لفظة حبرون، وهو اسم قرية كان اسمها في سالف الزمان قرية أربع. وادّعى المعترض أن بني إسرائيل بعدما فتحوا فلسطين في عهد يشوع غيّروا هذا الاسم إلى حبرون (يشوع 14: 15)

*
و إليك ما يقوله سبينورزا (لبفيلسوف اليهودى) فى نقد أخبار وردت فى التوراة التى تُنسب لموسى مع كونها وقعت بعد وفاة موسى بأحقاب:
1
ـ "لم يكتب موسى (ع) مقدمة التثنية لانه لم يعبر الاردن".
2
ـ "كان سفر موسى (ع)، في حجمه، اقل بكثير من الاسفار الخمسة" (كتب السفر كله على حافة مذبح واحد، وفقا لما جاء في التثنية 27 ويشوع 32:8).
3
ـ ورد في سفر التثنية (9:31) ان موسى كتب هذه التوراة (او هذه الشريعة)، "ويستحيل ان يكون موسى (ع) قد قال ذلك، بل لا بد من ان يكون قائلها كاتبا آخر يروي اقوال موسى واعماله".
4
ـ عندما يتحدث الراوي، في سفر التكوين (الاصحاح 12) عن رحلة ابراهيم (ع) في ارض كنعان، يقول:
"
والكنعانيون حينئذ في الارض" مما يدل على انهم، أي الكنعانيين، لم يكونوا في هذه الارض عندما كتب هذا الكلام، مما يعني ان هذا الكلام قد تبت "بعد موسى، وبعد ان طرد الكنعانيون ولم يعودوا يشغلون هذه المناطق"، وبالتالي، فان الراوي " لم يكن موسى، لان الكنعانيين في زمان موسى، كانوا لا يزالون يملكون هذه الارض".
5
ـ ورد في سفر التكوين (14:22) ان "جبل موريا سمي جب الله" الا ان ذلك الجبل لم يحمل هذا الاسم "الا بعد الشروع في بناء المعبد" (28) ويستطرد سبينوزا: "والواقع ان موسى لا يشير إلى أي مكان اختاره الله، بل انه تنبأ بان الله سيختار، بعد ذلك، مكانا سيطلق عليه اسم الله".
6
ـ ورد في سفر التثنية (11:3) عبارة خاصة بعوج ملك باشان: "وعوج هذا هو، وحده، بقي من الرفائيين، وسريره سرير من حديد، او ليس هو في ربة بني عمون؟ طوله تسع اذرع وعرضه اربع اذرع بذراع الرجل؟ "وتدل هذه الاضافة" بوضوح تام، على ان من كتب هذه الاسفار عاش بعد موسى بمدة طويلة وفضلا عن ذلك، فلا شك في انه لم يعثر على هذا السرير الحديدي الا في عصر داوود الذي استولى على الرباط (ربة عمون) كما يروي صموئيل الثاني (30:12). (29)
7
ـ تتحدث التوراة في اسفارها (ما عدا التكوين) عن موسى (ع) "بضمير الغائب" فتقول مثلا : قال موسى لله، وذهب موسى، وكلم الرب موسى، ودعا الرب موسى، وغضب موسى على ضباط الجيش الخ… (ونجد ذلك بكثرة في الاسفار الاربعة. من التوراة: الخروج والاحبار والعدد والتثنية، بينما نرى، احيانا، وفي سفر التثنية، ان موسى يتحدث بنفسه، وبضمير المتكلم، وذلك بعد ان يقدمه الراوي قائلا : "هذا هو الكلام الذي كلمه الله به موسى كل "اسرائيل" في عبر الاردن" (تث 1:18) ثم يستطرد : "شرع موسى في شرح هذه الشريعة فقال : الرب الهنا…قلت لكم … ثم رحلنا … فأجبتموني … كما امرني الرب … ثم كلمني الرب … فأرسلت رسلا … ثم تحولنا… وامرتكم .. الخ…" وظل موسى يتكلم بنفسه، كما قدمه الراوي، طيلة الخطاب الاول من السفر المذكور (تث 39:4) حيث عاد الراوي إلى الكلام عن موسى بضمير الغائب : "حينئذ افرد موسى ثلاث مدن" (تث 41:4) وبدأ الراوي خطاب موسى الثاني بقوله: "هذه هي الشريعة التي وضعها موسى امام بني "اسرائيل"" (تث 44:4) فكانت: الوصايا العشر (تث 5ـ تث 12) ثم مجموعة الفرائض والاحكام (تث 12ـ تث 26)، وقد صيغت كلها بضمير المتكلم، حتى اذا وصل الراوي إلى خطاب الخاتمة الذي هو نهاية الخطاب الثاني (تث 27ـ تث 28) عاد ليتحدث عن موسى بضمير الغائب، إلى ان يصل إلى اعمال موسى الاخيرة ووفاته، حتى آخر السفر. ويرى سبينوزا، ان بعض اسفر التثنية، وليس كله، هو الذي يمكن نسبته إلى موسى، وان الراوي هو الذي نقل كلام موسى وليس موسى نفسه الذي تحدث مباشرة، وان طريقة الكلام والشواهد، ومجموع نصوص القصة كلها، يدعو إلى الاعتقاد بان موسى لم يكتب هذه الاسفار، بل كتبها شخص آخر
8
ـ بالاضافة إلى ان سفر التثنية وقد روى قصة وفاة موسى ودفنه، وهي قصة لا بد من ان تكون خارجة عن نطاق اعمال موسى في هذا السفر، فان الراوي يرى ان موسى فاق من جاء بعده من الانبياء في بني "اسرائيل"، إذ يقول: "ولم يقم من بعد في "اسرائيل" نبي كموسى الذي عرفه الرب وجها لوجه" (تث 10:34) مما يؤكد، بلا ادنى شك، ان صاحب الكلام هو غير موسى بالطبع.
9
ـ وردت في اسفار التوراة اسماء اطلقت على امكنة لم تعرف بها في عهد موسى، بل عرفت بعده بزمن طويل، مثل ما ورد في سفر التكوين بان ابراهيم "جد في اثرهم" (أي في اثر الاعداء) حتى دان (تك 14:14). ولم تحمل "دان" هذا الاسم الا بعد موت يشوع بمدة طويلة، كما ورد في سفر القضاة (31) .
10
ـ كثيرا ما يتجاوز الراوي، في رواياته في اسفار التوراة، حياة موسى، كأن يروي، في سفر الخروج (35:16) ان بني "اسرائيل" اكلوا "المن اربعين سنة، إلى ان وصلوا إلى ارض عامرة، اكلوا المن إلى حين وصلوا إلى ارض كنعان" حيث "انقطع المن من الغد، منذ اكلوا من غلة الارض" (يش 12:5) ومعلوم ان موسى قد أتى قبل دخول العبرانيين إلى ارض كنعان واكلهم من غلتها، او ان يروي، في سفر التكوين (31:36) عن "هؤلاء الملوك الذي ملكوا في ارض ادوم، قبل ان يملك ملك في بني "اسرائيل""، اذ يتحدث الراوي "عن الملوك الذين كانوا يحكمون الادوميين قبل ان يخضعهم داود لحكمه" حيث جعل داود "في ادوم محافظين، وصار جميع الادوميين رعايا لداوود" (2 صم 14:8) مما يؤكد ان الراوي في هذا السفر قد عاش بعد داود (32) .

و لو أردنا الاستزادة حول الأخطاء العلمية و الجغرافية و التاريخية فى كتاب النصارى فلن تكفى هذه الصفحة أبداً حتى أن بيت صيدا ذُكر لها ثلاثة مواضع مختلفة فى كتاب النصارى !


فى قصة موسى بعد ذكرها و ذكر جوابك قلت:

إقتباس

أردت معرفة هل تتشابه القصة التوراتية مع القرآنية ؟ حيث تذكر الأولى غضبا من الله لا يوجد في أن يعينه الله, وفي الثانية أنه ما استقال من النبوة ولكن طلب أن يعينه به



و الجواب أن لا تشابه بين القصة القرأنية و التوراتية فيما يتعلق بتهرب موسى عليه السلام من الرسالة و إنما الصحيح هو ما وفقك الله إلى كتابته فموسى ما استقال من النبوة و إنما قال لربه (.قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي (25) وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي (26) وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي (27) يَفْقَهُوا قَوْلِي (28) وَاجْعَل لِّي وَزِيراً مِّنْ أَهْلِي (29) هَارُونَ أَخِي (30) اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي (31) وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي (32) كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً (33) وَنَذْكُرَكَ كَثِيراً (34) إِنَّكَ كُنتَ بِنَا بَصِيراً (35))

فهو يطلب وزيراً أى معيناً له فى رسالته لا أن يستقيل كما يزعم المحرفون

فهل هذه كلمات استقالة أم كلمات طلب العون و المساعدة لرفع ذكر الله و تبليغ رسالته و تسبيحه بكرة و أصيلاً ؟
،
و هذا و الله كدعاء النبى صلى الله عليه و سلم ربه أن يعز الإسلام باحد العمرين و هكذا..
لذا نجد فى كتاب الله أن الله تعالى لم يعاتب موسى بل أكرمه و أجاب دعوته:فقال تعالى:
()قالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى (36) وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَيْكَ مَرَّةً أُخْرَى إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى (38) أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِّي وَعَدُوٌّ لَّهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي (39) إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَن يَكْفُلُهُ فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَقَتَلْتَ نَفْساً فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُوناً فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى (40) وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي (41) اذْهَبْ أَنتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي (42))

فتالله ما كان من رجل أنفع لأخيه من نفع موسى لهارون سأل الله له النبوة فأجابه الله و جعله صديقاً نبياً!


فى قصة داود
أوردتم ما جاء فى بعض كتب التفسير و تلقفه النصارى المتربصون ثم قلت تعقيباً على جوابى :

إقتباس

ولكن ما قدمتم من تفسير لم أره في أي من كتب التفسير , بل منهم من حملها على الإسرائيلية ولم يذكر خلاف ذلك أو يشر أن ما ذكره غير صحيح , فكيف يمكن قبول ذلك ؟



يا أخى قد سبق و نبهنا أن القصة نقلتها بعض كتب التفسير و بيننا أنها روايات لم تصح عن رسول الله صلى الله عليه و سلم و غايتها أنها من الإسرائيليات نقلها نفر قليل من الصحابة أو التابعين أخذاً بالرخصة فى ذلك دون تمحيص ، و ليس لأحد العصمة إلا ما جاء فى كتاب الله و سنة رسول الله من أخبار ،
و قد نقلت لك ما نقله العلماء كالدكتور أبوشهبة و الدكتور عمر الأشقر و غيرهم عن اتفاق أهل التحقيق و التمييز على عدم صحة هذه الأخبار و يمكنك التأكد مما قلت بمراجعة كتب العلماء فأنت تقرأ فى كتاب ابن حزم الملل و النحل فانظر ماذا قال عن هذه القصة !
و انظر اذا قال ابن تيمية و ابن القيم و الداودى و القاضى عياض و غيرهم من أئمة السلف حتى نقل عنهم ابن تيمية شبه الإجماع على عصمة الأنبياء !
و لعمرى هل سمعت عن عالم من علماءنا اليوم و على مدار القرون يعتقد أن داود زنى؟؟

و أنظر لتفسير ابن كثير فى سورة ص و كيف أنه تعفف عن نقل القصة و ذكر أنها من الإسرائيليات و لم يصح شيئاً منها عن رسول الله، علماً أن تفسير ابن كثير هو مختصر محقق لتفسير ابن جرير
http://quran.al-islam.com/Tafseer/DispTafsser.asp?nType=1&bm=&nSeg=0&l=arb&nSora=38&nAya=24&taf=KATHEER&tashkeel=0

فورود القصة الباطلة بخبر لم يصح فى تفسيرات نفر قليل من العلماء الذين عنوا بجمع كل غث و ثمين دونما اعتناء بتحقيق الأخبار ليس بعبرة


و اما قوله أن هذه القصة تواترت فى عهد الصحابة و كان الاراذل يحتجون بها لأجل تبرير الزنى فهو دعوى كاذبة بلا دليل ، فأين هذا التواتر بل إننا نتلمس خبراً وحيداً صحيحاً و لو كان أحادياً!!
أم أنه يقصد أنه تواترت بين أهل المعاصى تواتر الإشاعات التى لا أصل لها؟!! سبحان الله أهكذا يُنقل العلم؟
و كيف يعقل هذا و الله تعالى يقول (وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً )
و يقول (وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً)
و يقول (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ )

فرتب عقوبات دنيوية و أخروية على من يرتكب هذه الفاحشة
و الحق أن من يتمسك بهذه القصة ليبرر لنفسه الفجر هم اليهود و النصارى الذين كتموا حدود الله و أشاعوا الفواحش فى بلادهم و بلاد غيرهم حتى أن القس اسحق هلال مسيحة يحكى فى قصة اسلامه عن رجل قبطى زنى فحين كان فى الحكمة جاءه و سأله : لما فعلت هذه الخطية؟ قال: انت جاى تلومنى ماتشوف سيدنا داود زنى ليه الأول!!

و كما قلت فإن تشابه القصة بين القرأن و التوراة لا يعنى أن التفصيل الخبيث الموجود فى التوراة صحيح و ضربت لك أمثلة كثير على ذلك بل و وضحنا هذا بوضوح فى الاختلاف حول هل اعتذر موسى عن الرسالة أم لا كما سبق و قررنا فى الجواب عن سؤالك حول موسى عليه السلام

فالقصة القرأنية تختلف عن التوراتية فى أمرين واضحين:
!)
لم تذكر زنى داود ولا زوجة اوريا هذه و لم تشر إلى هذه الواقعة بتاتاً فى كل سياق الأيات ، فهذا خبر دخيل من مصادر خبيثة
2)
و من الإختلافات ان القصة التوراتية تقول أن الله بعث لداود بنبى اسمه ناثان يقص عليه خبر الخصمين حتى إذا ما انتهى قال له أنت من أقصد
أما فى القرأن فلم يذكر هذا أبداً بل قال أن الخصمين زارا داود بشخصيهما مما يدل على أنها قصة حقيقة لا مجازية و أما من قال بأنها مجاز أو أو الشخصين هما ملكين فنقول له ( هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين) فنحن لن نحيد عن الحق من أجل إسرائيليات بالية لا تساوى قيمة الورق الذى كتبت عليه!

و ليسأل أى نصرانى يحترم نفسه لو أنه كان فى عصر داود و وجده زانياً قاتلاً كما تصفه التوراه ، بأى منطق كان سيدعى النبوة و الهدى و أنه رسول الله و على الناس اتباعه

يا أخى إن الأنبياء هم القدوة و المثل الأعلى ، فانظر مثلاً إلى الصحابى الذى جاء رسول الله salla.gifليطهره من الزنا أو إلى الأخر الذى جاء نادماً لأنه أصاب قبلة محرمة ، فلو كان النبى أو الرسول تقع منه مثا هذه المعاصى الدنيئة فبأى وجه يعظ و يرشد و يحد؟

اقرأ كيف عصم الله تعالى نبيه محمد من كل نقيصة فى الجاهلية قبل الإسلام ، فعصمه من التعرى عند الطواف و من سماع الغناء و من عبادة الأصنام و من شرب الخمر و من كافة ممارسات الجاهلية

يقول رسول الله salla.gif"فمن يطع الله إن عصيته ! أيأمنني على أهل الأرض ولا تأمنوني ؟" رواه البخارى



إقتباس

فهل الجسد الذي ألقي على كرسيه عليه السلام هو ذلك الواحد الساقط أحد شقيه ؟ يقول ابو محمد : وأما الجسد الملقى على كرسيه فقد أصاب الله تعالى به ما أراد نؤمن بهذا كما هو ونقول صدق الله عز وجل كل من عند الله ربنا ولو جاء نص صحيح في القرآن أو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بتفسير هذا الجسد ما هو لقلنا به فإذا لم يأت بتفسيره ما هو نص ولا خبر صحيح فلا يحل لأحد القول بالظن الذي هو أكذب الحديث في ذلك فيكون كاذباً على الله عز وجل إلا أننا لا نشك البتة في بطلان قول من قال أنه كان جنيا تصور بصورته بل نقطع على أنه كذب والله تعالى لا يهتك ستر رسوله صلى الله عليه وسلم هذا الهتك وكذلك نبعد قول من قال أنه كان ولداً له أرسله إلى السحاب ليربيه فسليمان عليه السلام كان أعلم من أن يربي ابنه بغير ما طبع الله عز وجل بنية البشر عليه من اللبن والطعام وهذه كلها خرافات موضوعة مكذوبة لم يصح اسنادها قط .. انتهى



اعلم أن تفسير القرأن الكريم يكون إما بالقرأن نفسه أو بالسنة الصحيحة لقوله تعالى (وَالزُّبُرِ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ ) فحين قلنا أن المقصود بالجسد هو شق الطفل الذى اوتيه نبى الله سليمان لم نكن نبتدع أو نؤلف بل جئنا بهذا من سنة رسول الله الصحيحة الثابتة فى الصحيح و هذا ما ذهب إليه بعض علماء التفسير و ذكره الدكتور محمد أبوشهبة فى كتاب (الإسرائليات و الموضوعات فى كتب التفسير ) …
و على كل حال فالإعتراض لا محل له لأننا أثبتنا أن قصة الجنى هذه ليست بصيحية و هو ما أكده ابن حزم رحمه الله و هذه القصة كانت مطعناص فى العصمة فإن أثبتنا بطلانها لم يعد هناك محل للنقاش !



إقتباس

قلتم : (و ما كفر سليمان و لكن الشياطين كفروا) فنفى الله الكفر عن نبيه الكريم، و لكن الخبثاء أبوا إلا جدالاً فادعوا أن هذه الأية تنفى الكفر عن سليمان فى هذا الموضع دون غيره. إن هذه جهالة متوقعة ممن لا يفقهون القرأن ، فالقاعدة الأصولية هى ( العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب).

ولكن يبدو أن المفسرين يجهلون هذه القاعدة , فجميعهم نفى بها عنه كفر السحر فقط .

الجلالين : {‏ وما كفر سليمان ‏}‏ أي لم يعمل السحر لأنه كفر

القرطبي : قوله تعالى‏{‏وما كفر سليمان} ‏ تبرئة من الله لسليمان ولم يتقدم في الآية أن أحدا نسبه إلى الكفر، ولكن اليهود نسبته إلى السحر، ولكن لما كان السحر كفرا صار بمنزلة من نسبه إلى الكفر‏



لا أعلم أين خالف الأئمة كلامى ، يا أخى إن الأئمة تكلموا فى سبب نزول الأية و هى تبرأة سليمان من عمل السحر و صرحت فى سياق ذلك أنه ما كفر ، فاللفظ عام قاطع فى تبرأة سليمان و مفادة أن سليمان نبى صالح و ليس بعبد كافر ، فهذا هو المعنى العام المساق من اللفظ و لا نعنى بمعموم اللفظ نفى السبب الخاص الذى وردت الأية من أجله

نعطى مثالاً: حين أصاب رجل من امرأة قبلة فذهب إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم نادماً معترفاً بذنبه انزل الله تعالى قوله ((وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ ))
فَقَالَ الرَّجُلُ : يَا رَسُول اللَّه أَلِي هَذَا ؟ قَالَ " لِجَمِيعِ أُمَّتِي كُلِّهِمْ )

و لا تنسى أن القرأن شهد لسليمان بتمام الإيمان و الموت على ذلك فلم يذكره فى أى موضع إلا بالحسنى ثم قال تعالى ((وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ )) فالله يوعده بالخير و يبشرنا أنه من المقربين المنعمين أهل الجنة المكرمين بينما كتاب النصارى يزعم أنه كافر فهل نحتاج إلى مزيد من البيان ؟؟

 

مكتوب بواسطة: أبو عبيدة Mar 16 2005, 02:37 AM

سارى الحبيب و ابو حبيبة العجيب نجمان بارزان لامعان فى سماء منتدى الجامع .

 

مكتوب بواسطة: د. هشام عزمي Mar 16 2005, 03:07 AM


ما شاء الله .. مجهود عظيم أخي ساري ، أكيد أنت استغرقت وقتًا طويلاً في كتابة هذه الردود .

لكن .. ما هو مصدر هذه الاعتراضات التي نقلتها أخي كايند صن ؟

 

مكتوب بواسطة: OMAR AL-FAROUQ Mar 16 2005, 10:58 AM

السلام عليكم
بارك الله فيكم جميعا. وجزاك الله خيرا أستاذنا ساري أبو تراب على هذا العمل الرائع المتكامل والذي أود أن يكون في ملف وورد حتى يمكن قراءته على مهل مع امكانية الرجوع اليه. بارك الله فيك.
أحب أن أدلي بما لدي في نقطة محددة وأرجو رأي الأخوة والأخوات بالتصحيح ان شاء الله.
يقول النصراني "فإن ذكر السامري جَهْل بالتاريخ والجغرافيا، ولا نعلم من أين أتى هذا السامري! كان الأقرب إلى العقل أن يقول (عوضاً عن السامري) إنه أتى مع بني إسرائيل مصري عمل لهم العجل أبيس معبود قدماء المصريين، فإن الإسرائيليين كانوا في سيناء ولم يكونوا وصلوا إلى أرض كنعان، ولم يكن للسامرة اسم ولا رسم فذكر السامري خطأ "
وأرد عليه بعدة نقاط:
1-
أي توراة يقصد وأين دليله على انها التوراة المنزَّلة على سيدنا موسى؟
2-
افتراض النصراني ان صانع العجل هو سيدنا هارون كفر صريح. وافتراضه الأخر ان صانعه مصري أتى مع بني اسرائيل سذاجة مفرضة!
لأنه ادعاء لا دليل عليه أولا. وما سبب خروج هذا المشرك مع بني اسرائيل؟!!
يخبرنا الله تعالى ان السحرة آمنوا. ولو كان الافتراض ان المصرى المزعوم مؤمنا فهذا ينقض الافتراض الذي ليس عليه دليل.
3-
معلومات النصراني يمكن أن نسميها معلومات قهاوي تنضح بالجهل فضلا عن الكفر.
فمعلوماته لا تخرج عن تسمية الشخص قناوي نسبة الى مدينة قنا أو شرقاوي نسبة الى محافظة الشرقية جعل هذا الجاهل بكتابه يتعامى عن حقيقة مفاجأة له ولأمثاله من الجهلة بكتبهم. وهذا ما سوف أُدلل عليه .
هناك احتمالان يدعمهما العهد القديم!
الاحتمال الأول
وهو ان السامري لم يتسمى بعد اسم مدينة السامرة !! وللتوضيح دعنا نقرأ سفر الملوك الأول 16 عدد 23-24
"
في السنة الواحدة والثلاثين لآسا ملك يهوذا ملك عمري على اسرائيل اثنتي عشرة سنة . ملك في ترصة ست سنين . 24 واشترى جبل السامرة من شامر بوزنتين من الفضة وبنى على الجبل ودعا اسم المدينة التي بناها باسم شامر صاحب الجبل السامرة " اذا واضح ان المدينة تسمت باسم صاحبها وليس العكس biggrin.gif
وهذا يجيب على حيرة النصراني الذي ظنَّ أن لم يكن للسامرة اسم أو رسم!!!! جهل تام.
وهنا يكون الاحتمال ان أحد سكان هذا المكان الذي تسمى فيما بعد السامرة نسبة الى صاحب الجبل (شامر) هو الذي صنع العجل. وهنا تسقط حجة النصراني بفضل الله وحده.
مع ملاحظة استخدام كلمة السامرة فيما بعد في العهد القديم وكذلك الجديد. بل استخدام اسم السامريين. أي الذين عاشوا في هذه المنطقة.
والسؤال للنصراني هنا. ماذا تسمي رجل عاش في هذه المنطقة قبل أن يُطلق عليها السامرة؟
============================
الاحتمال الثاني
سأل النصراني من أين أتى السامري!!؟ وأقول له هو ان اسم السامري نسبة الى أحد قبائل بني اسرائيل الذي خرجوا مع موسى وهارون عليهما السلام!!!!!!
كيف هذا؟ علينا ألا ننسى تسمية السامرة نسبة الى صاحبها شامر. تذكروا هذا الاسم جيدا.
ومن المعلوم اننا ننسب الرجل لأحد أجداده أيضا وهذا ما لا خلاف عليه.
وعليه يكون صانع العجل من نسل شامر أحد قبائل بني اسرائيل. والدليل على ذلك هو
في سفر أخبار الأيام الأول 6 عدد 44-48
"44 وبنو مراري اخوتهم عن اليسار ايثان بن قيشي بن عبدي بن ملّوخ
45
بن حشبيا بن امصيا بن حلقيا
46
بن امصي بن باني بن شامر
47
ابن محلي بن موشي بن مراري بن لاوي.
48
واخوتهم اللاويون مقامون لكل خدمة مسكن بيت الله"
والأن لا خلاف ان ممكن نسبة الانسان الى جده الرابع أو السابع ولا تناقض! صح؟
ومما يرجح هذا الرأي عندي ان صانع العجل من بني شامر أي سامري (كما في سفر الملوك الأول أعلاه) ما جاء في سفر الخروج 32 عدد 26-28
"
26 وقف موسى في باب المحلّة . وقال من للرب فإليّ . فاجتمع اليه جميع بني لاوي . 27 فقال لهم هكذا قال الرب اله اسرائيل ضعوا كل واحد سيفه على فخذه ومرّوا وارجعوا من باب الى باب في المحلّة واقتلوا كل واحد اخاه وكل واحد صاحبه وكل واحد قريبه . 28 ففعل بنو لاوي بحسب قول موسى . ووقع من الشعب في ذلك اليوم نحو ثلاثة آلاف رجل ." أرجو التدقيق في القراءة.
طلب موسى عليه السلام من كل واحد ماذا؟؟؟؟ أن يقتل أخاه وصاحبه وقريبه. فمن اجتمع الى موسى؟؟؟؟؟؟ جميع بني لاوي!!! لماذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟
هذا يرجّح ان فاعلها واحد منهم لاوي مثلهم ومن ابناء شامر أحد أحفاد لاوي لذا يمكن عقلا ومنطقا أن يُطلق عليه سامري!. ولن نجد احتجاج على هذا حيث ان هذا ماتم بالفعل عند تسمية مدينة السامرة على اسم صاحبها شامر وهو نفس اسم أحد أحفاد لاوي الذي ممكن أيضا أن يسمى سامري.
أرجو التعليق والتصحيح.
واذا كان ما قلته صحيح فهو من الله تعالى واذا كان خطئا فمن نفسي.
والحمد لله رب العالمين.
والسلام عليكم

 

مكتوب بواسطة: د. هشام عزمي Mar 16 2005, 04:16 PM


بارك الله فيك أخي عمر الفاروق .. و ما ذكرته قريب مما توصل إليه عدد من الباحثين ، و يمكنك قراءة كلامهم على هذا الرابط :
http://www.islamic-awareness.org/Quran/Contrad/External/samaritan.html

 

مكتوب بواسطة: OMAR AL-FAROUQ Mar 17 2005, 08:44 AM

السلام عليكم
بارك الله فيك أخي الحبيب د. هشام على هذا الرابط.
ما شاء الله. بحث علمي رائع والحمد لله.
والسلام عليكم

 

مكتوب بواسطة: kind son Mar 18 2005, 09:02 PM


بسم الله الرحمن الرحيم

أستاذي العزيز ساري .. يعجز لساني عن الشكر على جهدك .. ففيه لك الثواب إن شاء الله . وطريف أني كنت أنوي أن أكتب اليوم في منتدى الشكاوى ولكن كنت سأعمل الشنعاء إذ كنت تحضر هذا الرد الماتع .
وكتابتي لهذا الموضوع الطويل جاءت بعد أن قرأت موضوعكم عن عصمة الأنبياء , ثم دخلت على قوقل وبحثت عن عصمة الأنبياء لتظهر لي مقالات عدة منها ما كان من النصارى من مواقعهم التبشيرية , فاخترت أحدهم وكان أحسنهم , فتجاهلت منه ما قد تكلمتم عنه , وعرضت ما جهلته أو استشكلته .

 

Powered by Invision Power Board (http://www.invisionboard.com)
©
Invision Power Services (http://www.invisionpower.com)