الرد على من إستشهد بكتب التواريخ والسير

يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ (آل عمران : 71 )

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

قد كثرت كتب الطاعنين في الإسلام من النصارى والملحدين ..ومعظم إعتماد هؤلاء على ما يسمونه مصادر إسلامية وأمهات الكتب... فما هي أمهات الكتب التي يستشهد بها هؤلاء؟

قد يعتقد القارئ الكريم أنه القرآن الكريم بالطبع ...وللأسف فليس هذا مصدرهم الرئيسي ولا يقتربون منه إلا ما ندر من الشبهات التي أكل عليها الزمن وشرب.

قد يقول قائل الأكيد أن أمهات الكتب تلك هي البخاري ومسلم أصح كتابين بعد كتاب الله..أليس كذلك؟

أقول : لا...لا للأسف ليست هذه أمهات الكتب التي يستشهدون بها !

إذن الأكيد فهي ما صح من كتب الأحاديث كأحمد والترمذي  ؟!

أقول : لا هذه أيضا  ليست مصادر النصارى التي يسمونها "أمهات الكتب والمراجع الإسلامية"

إذن فما هي أمهات الكتب عند هؤلاء ؟!

 لن يصدق قارئي الكريم أن أمهات الكتب عند النصارى هي كتب التواريخ والسير والتفاسير وليس هذا فقط قإنها كتب كل من هب ودب فلو وجدوا كتابا لإبليس يخدمهم لإستخدموه...وكله أمهات كتب عند النصارى !

أقول : لابد أن يفهم عوام النصارى أن المستشرقين والمنصرين يخدعوهم ليس إلا ويلبسون عليهم الأمور .. فنحن المسلمون حين نتكلم في الدين المسيحي أول ما تقرأ ستقرأ تفنيد للكتاب المقدس عقيدة ومتنا فأخرجنا كومات من الأخطاء والأغلاط لا تعد من كثرتها ولا يزخر بمثلها كتاب بشري فضلا عن إلهي..فكان الواجب على من يريد حوارا بناء أن يفعل المثل ..!

فمصادر المسلمين المعصومة هي

1- قرآن كريم

2- حديث صحيح (وكتب الأحاديث الموثوقة هي البخاري ومسلم ..بجوار ما صح من الكتب الحديثية الأخرى كأحمد والترمذي وإبن ماجة وغيرها من كتب الأحاديث)

3- إجماع الأمة

فلو طلع علينا من يتكلم بدلائل حقيقية من مصادرنا فأهلا به وسهلا ووجب علينا الإجابة عليه !

أما من يستدل بكتب التفاسير والتواريخ والسير فنقول له ..

أولا: إنك ما إستدللت إلا من كتب بشرية تخطئ وتصيب فما فعلت شيئا !

ثانيا: عندما تحب الكلام في الإسلام وجب عليك الأخذ بقواعد أهل الإسلام وهي ليست كقواعد المخرفين من النصارى أنهم يحجرون على عقولنا فلا تفهم بعقلك وإنما تفهم بعقل أصحاب التفاسير النصرانية فذلك عته وقواعد للحجر على التفكير العلمي.. ولكن قواعدنا كلها علمية وتضبط التفكير العلمي فالقاعدة الأولى التي قامت عليها علوم الشريعة الإسلامية هي "الإسناد"

قال بن المبارك "لولا الإسناد لقال من شاء ما شاء"

فلا تقبل رواية عندنا بلا سند والسند يبين صحة الرواية أو ضعفها ولهذا قيل "من أسند فقد أحال "

دعنا من كل كتب التواريخ والسير سنأخذ كبيرهم وشيخهم الذي نقل منه الجميع وهو شيخ المؤرخين الإمام الطبري..هل تعرف متهجه في جمع كتابه ؟!

يحكي الإمام الطبري في مقدمة تاريخه عن منهجه في جمع الكتاب وهو كافي لفضح كل عدو حاقد ولله الحمد يقول:

((وليعلم الناظر في كتابنا هذا أن اعتمادي في كل ما أحضرت ذكره فيه مما شرطت أني راسمه فيه إنما هو على ما رويت من الأخبار التي أنا ذاكرها فيه والآثار التي أنا مسندها إلى رواتها .. فما يكن في كتابي هذا من خبر ذكرناه عن بعض الماضين مما يستنكره قارئه أو يستشنعه سامعه من أجل أنه لم يعرف له وجها في الصحة ولا معنى في الحقيقة فليعلم أنه لم يؤت في ذلك من قبلنا وإنما أتي من قبل بعض ناقليه إلينا وأنا إنما أدينا ذلك على نحو ما أدي إلينا))إنتهى

قكتب التواريخ والسير والتفاسير إعتمدوا فيها منهج "من أسند فقد أحال " فيذكرون كل ما يصلهم من العلم بالإسناد وعلى الناس أن يمحصوا..لا سيما كان التمحيص سهل لإنتشار علم الحديث...وكان المبدأ في تدوين الكتب "إذا كتبت فطنش وإذا حدثت ففتش" لا سيما أنه كانت العوام يعرفون علم الرواية والإسناد فضلا عن العلماء !

ولله در أبي عبد الله أبي محمد القحطاني رحمه الله حيث قال في نونيته  

لا تقبلن من التوارخ كلما ... جمع الرواة وخط كل بنان
ارو الحديث المنتقى عن أهله ... سيما ذوي الأحلام والأسنان
 

وأخيرا فليعلم النصارى زور وبهتان آبائهم على الإسلام العظيم وإستشهادهم بكل من هو باطل وزور والحمد لله الذي فضحهم وحده

يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (التوبة : 32 )

مجاهد في الله