قصة الغرانيق المكذوبة
تحت عنوان : ( وحي من الشيطان ) كتب أعداء
الاسلام ما يلي :
جاء في سورة الحج : (( وَمَا أَرْسَلْنَا
مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلاَ نَبِيٍّ إِلاَّ إِذَا تَمَنَّى
أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللهُ مَا
يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللهُ آيَاتِهِ وَاللهُ
عَلِيمٌ حَكِيمٌ .))
قال المفسرون : إن محمدا لما كان في مجلس
قريش أنزل الله عليه سورة النجم فقرأها حتى بلغ أفرأيتم اللاّت
والعزّى ومناة الثالثة الأخرى فألقى الشيطان على لسانه ما كان
يحدّث به نفسه ويتمناه - وهو تلك الغرانيق العُلى وإن شفاعتهن
لتُرتَجى . فلما سمعت قريش فرحوا به ومضى محمد في قراءته فقرأ
السورة كلها، وسجد في آخرها وسجد المسلمون بسجوده، كما سجد جميع
المشركين. وقالوا: لقد ذكر محمد آلهتنا بأحسن الذكر. وقد عرفنا أن
الله يحيي ويميت ولكن آلهتنا تشفع لنا عنده .
ونحن نسأل : كيف يتنكر محمد لوحدانية الله
ويمدح آلهة قريش ليتقرب إليهم ويفوز بالرياسة عليهم بالأقوال
الشيطانية؟ وما الفرق بين النبي الكاذب والنبي الصادق إذا كان
الشيطان ينطق على لسان كليهما ؟
الجواب :
هذا الكلام مبني على رواية باطلة مكذوبة ،
قال عنها ابن كثير وغيره : " لم تصح عن النبي صلى الله عليه وسلم
بسند صحيح " .
وقد سئل ابن خزيمة عن هذه القصة فقال : من
وضع الزنادقة .
وقال البيهقي : هذه القصة غير ثابتة من جهة
النقل ، ورواية البخاري عارية عن ذكر الغرانيق .
وقال الإمام ابن حزم : (( والحديث الذي فيه
: وانهن الغرانيق العلا ، وان شفاعتهن لترجى . فكذب بحت لم يصلح من
طريق النقل ولامعنى للأشتغال به ، إذ وضع الكذب لا يعجز عنه أحد ))
[ الاسلام بين الانصاف والجحود ] ص 69
واستناداً إلى القرآن والسنة واللغة
والمعقول والتاريخ نفسه فإن هذه الرواية باطلة مكذوبة :
1- لأن أسانيدها واهية وضعيفة فلا تصح .
2- لأن النبى صلى الله عليه وسلم معصوم في
تبليغه للرسالة محتجين بقوله سبحانه وتعالى :
(( وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ
الْأَقَاوِيلِ لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ثُمَّ لَقَطَعْنَا
مِنْهُ الْوَتِينَ )) [ الحاقة : 44 ]
3- لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحترم
الأصنام في الجاهلية إذ لم يعرف عنه أنه تقرب لصنم بل قال : (( بغض
إلي الأوثان والشعر )) .
ومن اراد التفصيل فليرجع الى كتاب ( نصب
المجانيق لنسف قصة الغرانيق ) للعلامة الالباني رحمه الله في باب
كتب وابحاث ... والله الموفق