الاسراء والمعراج
يحاول الحاقدون على الإسلام من النصارى أن يثيروا الشبهات في معجزة الاسراء
والمعراج ويشككون في وقوعها فكيف ندحض هذه الشبهة ونلقم أصحابها الحجارة في حلوقهم؟
الجواب :
الحمد لله ،
نقول لهؤلاء النصارى الحاقدين ان الذي أسرى بمحمد صلى الله عليه وسلم هو الله . .
لأن الله سبحانه وتعالى قال : (( سبحان الذي أسرى بعبده )) . . ولم يقل لنا أن
محمداً عليه الصلاة والسلام هو الذي قام بهذه المعجزة بذاتيته . . بل الله هو الذي
أسرى به . . والله سبحانه وتعالى لا يخضع لقوانين الكون . . وليس كمثله شيىء . .
وإذا نسبت الفعل وهو الاسراء إلى الفاعل وهو الله الذي ليس كمثله شيىء . . أصبح كل
ما حدث يقيناً وصحيحاً لأنه تم بقدرة الله . . ولذلك حينما قال أهل مكة : أيستطيع
محمد أن يذهب إلى بيت المقدس . . ويصعد إلى السماء ؟ . . نقول إن محمداً عليه
الصلاة والسلام لم يدع ذلك . . ولم يقل إنه قام بهذا من نفسه . . وإنما هو أسرى به
. . ومن الذي أسرى به ؟ . .هو الله سبحانه وتعالى . . والله تعالى ليس كمثله شىء .
. ومن هنا فإن كل قول لمحمد عليه السلام عن الاسراء هو قول مصدق تماماً . . لأن
الله سبحانه وتعالى قال : (( سبحان الذي أسرى بعبده )) فالمعجزة تمت بقدرة الله .
ويبرهن العلامة رحمت الله الهندي على وقوع هذه المعجزة العظيمة لنبينا الكريم
بالعقل والنقل :
أما عقلاً : فلأن خالق العالم قادر على أن يسري بمحمد عليه الصلاة والسلام بهذه
السرعة . . وغاية ما في الامر ان المعجزة تمت خلاف العادة ، والمعجزات كلها تكون
كذلك .
أما نقلاً : فلأن صعود الاجسام إلى السماء بقدرة الله ليس ممتنع عند أهل الكتاب :
فهذا أخنوخ نقله الله حياً إلى السماء لئلا يرى الموت [ تكوين 5 : 24 ]
وهذا إيليا يقول عنه كاتب سفر الملوك الثاني : (( وَعِنْدَمَا أَزْمَعَ الرَّبُّ
أَنْ يَنْقُلَ إِيلِيَّا فِي الْعَاصِفَةِ إِلَى السَّمَاءِ، ذَهَبَ إِيلِيَّا
وَأَلِيشَعُ مِنَ الْجِلْجَالِ. . . . . . 11وَفِيمَا هُمَا يَسِيرَانِ
وَيَتَجَاذَبَانِ أَطْرَافَ الْحَدِيثِ، فَصَلَتْ بَيْنَهُمَا مَرْكَبَةٌ مِنْ
نَارٍ تَجُرُّهَا خُيُولٌ نَارِيَّةٌ، نَقَلَتْ إِيلِيَّا فِي الْعَاصِفَةِ إِلَى
السَّمَاءِ )) [ ملوك الثاني 2 : 1 - 11 ]
فهذه الأمور مسلمة عند المسيحيين فلا مجال لهم أن يعترضوا على معراج النبي صلى الله
عليه وسلم .
ونقل بعض الأحباء أن قسيساً في بلدة من بلاد الهند كان يقول في بعض المجامع تشويشاً
لجهال المسلمين : كيف تعتقدون في الاسراء المعراج وهو أمر مستبعد ؟ فأجابه مجوسي من
مجوس الهند : إن الاسراء والمعراج ليس بأشد استبعاداً من كون العذراء تحمل من غير
زوج ! فبهت القسيس .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ،،