سؤال41: سألني بعض الناس هل يستطيع ربك أن يخلق صخرة ثم لا يستطيع حملها ؟
جواب41: هذا السؤال أنا سألته أيضاً فقلت للسائل كم زنتها وكم حجمها ؟ فقال : يعني ! فقلت له : أجب , فقال: يعني يعني , ولم يستطع أن يجيب ، فقلت له : ألا ترى أن سؤالك هذا سخيف ، وليس هو من عندك ولكن اسمع هذا الجواب، إنك تستطيع أن ترى هذا الكأس لكنك لا تستطيع أن تدركه بسمعك وليس معنى ذلك أنك أصم بل أنت تسمع ولكن هذا ليس من وظائف السمع ، وأنك تسمع صوت اصطكاك الكأس بهذه الملعقة ولكنك لا ترى الصوت وليس معنى هذا أنك أعمى ولكن إدراك الصوت ليس من وظيفة البصر، إنتقل بنا إلى موضوع مشابه ، أنت تستطيع أن تُسكن هذا الكأس وتستطيع أن تحركه ولكنك لا تستطيع أن تجعله لا ساكناً ولا متحركاً كما أنك لا تستطيع أن تجعله ساكناً ومتحركاً في آنٍ واحد باعتبارٍ واحد. ولا تسمى عاجزاً لأن ذلك مستحيل والمستحيل ليس من وظائف القدرة. والمستحيل ما لا يتصور العقل وجوده كشريك لله , والواجب العقلي ما لا يتصور العقل عدمه كوجود الله تعالى . والجائز ما يتصور العقل وجوده وعدمه فهذا هو متعلق القدرة ووظيفتها . أما الجواب فلا تعلق للقدرة به ولا هو من وظيفتها فلم يكن الله معدوماً ثم أوجد نفسه سبحانه ، بل هو موجود من الأزل . وكذلك شريكاً لله لم يكن موجوداً ثم أعدمه الله لأن العقل لا يتصور وجود شريك له سبحانه . والجائز هو هذا الخلق فالله سبحانه قادر على إفناء الخلق في لحظة كما أنه قادر على إيجاد ألف عالم مثل هذه العوالم في لحظة . فلا يتصور وجود صخرة كما سألت لأن ذلك مستحيل. وقولنا أن الله على كل شيء قدير يعني إنما هو جائز عقلاً يعني بما هو ممكن عقلاً ولا يقال لمن لا يفعل المستحيل أنه عاجز، فالعاجز هو الذي يعجز عن فعل الممكن أفهمت ؟
... الشيخ محمد علي سلمان القضاة رحمه الله

 

للاجابة عن مفارقة الصخرة هذه نقول :
أن هدف هذه المفارقة ايجاد خلل في تصور القدرة الآلهية فهي لا تنفي وجود الله و انما تنفي تصورا معينا للقدرة بزعم طارحيها لكن فلنجرب

هناك تصورين للقدرة الأول يجيز تعلقها بالمستحيلات و الثاني لا يجيز
و ايجاد الصخرة التي لا يستطيع الله حملها أمر مستحيل
لأن الله يستطيع حمل كل الصخور
فهذه الصخرة صخرة مستحيلة الوجود
فإذا قال الملحد للمؤمن هل يستطيع ربك أن يخلق مثل هذه الصخرة ؟
أجابه المؤمن المعتقد بالتصور الثاني للقدرة (عدم تعلقها بالمستحيلات ): لا و بطريقة أكثر أدبا القدرة لا تتعلق بخلق هذه الصخرة . و يكون الامر قد انتهى و لا تكون هذه المفارقة مست شيئا من تصور هذا المؤمن للقدرة الآلهية .

أما المؤمن الذي يجيز تعلق القدرة بالمستحيلات فيرد على جواب الملحد : أجل يستطيع ربي أن يخلق هذه الصخرة .
فيفرك الملحد يديه و يبتسم فرحا ليقول : هههه ...... فهل يستطيع ربك أن يحمل هذه الصخرة التي لا يستطيع حملها .
فيرد عليه المؤمن بالضربة القاضية: أجل يستطيع .... أليس حمل صخرة لا يمكن حملها مستحيلا و ألم أقل لك أن ربي قادر على المستحيلات .... فهو قادر على حملها

webnightmare

 

عوده