هناك فرضية للملحدين يقولون أن العالم أزلي لا يحتاج إلى موجد فالعالم قديم لا أول له و لا سبق للعدم عليه و بذلك لا توجد إلا كفة واحدة ( و هي وجود العالم )فما هو دليل وجود الله ؟
إن هذا القائل يدعي أن العالم مستمر بحكم التوالد الذاتي الذي لا أول له و هذا الإدعاء يستلزم إمكان التسلسل .
إن هذا الفرض باطل , يحكم العقل باستحالته بالضرورة , إذ إن سلسلة المخلوقات الممكنة مهما طالت و طالت لا يخرجها عن كونها ممكنة و الممكنات لابد لرجحان أحد طرفي الإمكان فيها من مرجح .
فهذه السلسلة الطويلة التي تقول عنها:
إما أنها غير موجودة .
و إما أنها موجودة و لكنها تنبع أخيرا من ذات واجبة الوجود تؤثر فيها و لا تتأثر بشيء أخر
أما الأول فظاهر البطلان لأن الحس و المشاهدة يكذبانه و العالم موجود.
فبقي الأمر الثاني و هو التيقن أنه لابد من مصدر ذاتي وهبه الحياة و القدرة على الحركة و و و فبطل التسلسل
مثال : رب قائل إن الورود في البيوت و الحدائق ليست إلا فروعا مأخوذة من بعضها البعض دون أن ترجع إلى نواة كانت قد أمدتها بأصل الوجود ؟؟؟؟؟؟
هل يعقل هذا !!!
و قام المتكلمون على إبطال التسلسل برهانا أسموه برهان التطبيق
( لو فرضت سلسلتين و جعلت أحدهما من الآن إلى مالا نهاية و الأخرى ممتدة من الطوفان مالا و طبقت بينهما بأن قابلت بين أفرادهما من أولهما , فكلما طرحت من الآنية واحدا طرحت من الطوفانية واحدا و هكذا
فلا يخلو إما أن يفرغا معا فيكون كل منهما له نهاية و هذا خلاف الفرض
و إن لم يفرغا لزم مساواة الناقص للكامل و إن فرغت الطوفانية دون الآنية كانت الطوفانية متناهية و الآنية كذلك لأنها إنما زادت على الطوفانية بقدر متناه, و هو ما من الطوفانية إلى الآن و من المعلوم أن الزائد على شيء متناه بقر متناه يكون متناهيا بالضرورة .

نقلا عن احدى طالبات العلم

سبب بطلان التسلسل هو ان كل فعل له علة سابقة له والعلة انما هي ناتج عن فعل له علة سابقة له .
وبما ان التسلسل سيستمر بلا نهاية فاننا سنرى الفعل ولن نصل الى أخر علة له .
وبما انه موجود وهو المشاهد والواقع بطل عدم وجد علة اولى له التي لا يمكن معرفتها ولا وجدودها بسبب اللانهاية .
ويمكن تشبيهها بخط الاعداد من الجه السالبة فانه
0 1- 2- 3- 4-
لو فرضنا ان الصر علته 1- و1- علته 2- و2- علته3- فانه من المحال عقلا الوصول الى اول علة للصفر
لانها غير موجودة قطعا
فلا يجوز وجود الشيء وعدم وجود علة له وهو من المعلولات .
قد يسأل سائل هل هذا امر عام ؟
لا الامر خاص بالمعلولات لان المعلول متوقف على علته وجودا وعدما اما غير المعلولات فلا يتوقف وجوده على علة وبذلك يكون ازليا.
فالله عز وجا ليس من الذي يتغير بحدوث او يؤثر فيه مؤثر عز وجل عن كل نقص
فلا يكون بذلك الا ازليا لا علة له فلا يدخل سبب لوجوده ولا هو بحاجة لزمن يقاس به التغير لانه لا يتغير سبحانه .


اذا زعم احد اهل الالحاد ان اصل الوجود موجود بلا خالق بكيفية ازلية . فهل يوافق عقله المنطق .
بالطبع لا . لان وجود الكون بصورة ازلية هو وجوده في حالة لا يتغير فيها يسمى ما قبلها الانهاية (فترة عدم تغير الوجود )
ولكن المعضلة التي يحيلها العقل تغير هذه الحالة دون وجود مؤثر فيها ولو وجد مؤئر اثبتانا وجود غيره وكان الزمان موجودا لانه قياس نسبي للتغير .
ونفي هذا المؤثر الخارجي هو نفي للحياة التي نعيشها اذ انه يوجب ويلزم وجودها في حالتها الاولى الا اذا اثبتنا وجود مؤثر فيها.
ومن هنا يحيل العقل كل افكار الالحاد . وبلاحرى لكي تلحد يجب ان تترك عقلك الذي كرمت به وتتخذ هواك بدلا عن عقلك

 

مجدي

 

عوده