شبهه حول نبي الله سليمان

 

 

 
بسم الله الرحمن الرحيم
[ووهبنا لداود سليمان نعم العبد إنه أواب*إذ عرض عليه بالعشى الصافنات الجياد*فقال إنى احببت حب الخير عن ذكر ربى حتى توارت بالحجاب ردوها على فطفق مسحاً بالسوق والأعناق]
......
هل يعقل ان يكون تفسير هذه الآية أن نبى الله سليمان الذى وصفته الآية بأنه نعم العبد وأنه أواب تلهيه الجياد عن صلاة العصر حتى توارت الشمس واقترب المغرب فدعا الله ان يرد الشمس حتى يصلى العصر فردت..وللتعبير عن غضبه على الجياد التى ألهته عن صلاة العصر قام وقطع سوقها وأعناقها مسحاًبالسيف!!!
وهل يعقل ان يقتل نبى الله سليمان حيوانات لا تعقل وتستخدم كأداة لدفع عدوان الأعداء وللزود عن عباد الله المؤمنين الذين يدافعون عن دين الله
وهل نبى الله سليمان الذى وصفه الله بهذه الأوصاف الحميدة يعترف ان الجياد ألهته عن ذكر الله
...
هذا التفسير الخاطئ قد اخفى معنى الآية الحقيقى والذى يحمل فى طياته إعجاز يضاف إلى جملة الإعجاز القرآنى
..
لنرى ما يقول الطب البيطرى:- للحيوانات الأهلية أمزجة متباينة ,وطباع تتقلب بين الدعة والشراسة لذلك يجب على من يقترب منها الحذر والحيطة خصوصاً الغريب الذى لم يسبق له الإقتراب منها وخدمتها,, لذلك يجب ان يظهر فاحص الخيل نحوه العطف فيربت على رأسه ورقبته وظهره حتى يطمئن الحصان ويعلم ان القادم عليه صديق فلا يتهيج او يرفس
..
ولأن اهم اجزاء الحصان قوائمه لأنه يجرى عليها,والجرى من اهم صفات الحصان الرئيسية
فإن اول ما يتجه إليه الإنسان عند فحص الخيل هو إختبار قوائمه ويقول كتاب [اصول الطب البيطرى] ولرفع القائمة الأمامية للحصان يمسك الفاحص بزمام الحصان ويقف الفاحص بجوار كتفه متجهاً للمؤخرة ثم يربت له على جانب رقبته وكتفه إلى ان يصل باليد إلى المرفق فالساعد فيصل

 
المسافة بين الركبة والرمانة,, وهنا يشعر الحصان باليد التى تمسك اوتار قائمته فيرفع قائمته طائعاً مختاراً.
...
أما قياس نبض الخيل فهو من اهم الأمور لأن قياس النبض يعطى فكرة عن حالة الحصان المرضية
وقياس نبض الخيل يكون من الشريان تحت الفكى والشريان الصدغى والشريان الكعبرى...وإذا كان قياس نبض الخيل عند هدوئه يكشف عن حالة الحصان المرضية,,فإن قياس نبضه لمعرفه حالة قلبه ودرجه إحتماله لابد ان تكون بعد قيام الحصان بشوط من الجرى
لذلك اصبحت هذه الطريقة دستوراً يعمل بها لفحص الخيول فأولا الفحص الظاهرى للتأكد من صلاحيته شكلاً ومنظراً ثانياً يقوم الحصان بالعدو لشوط كبير قدر الإستطاعة ومراقبته اثناء العدو ثم قياس نبضه. [وهذا ما فعله نبى الله سليمان انه امر ان تعدو الخيل إلى اقصى وابعد ما يستطاع حتى توارت بالحجاب ولم تعد رؤيتها مستطاعة,,,ثم طلب ان تعود بعد هذا الشوط من العدو وبعدها قام بقياس نبضها من الشريان تحت الفكى والصدغى والكعبرى ثم قام بفحص الساق لمعرفة اثر العدو عليه وطاقة الساق عليه بعد هذا المجهود من العدو.]
المصدر: كتاب من الآيات العلمية للعلامة عبد الرزاق نوفل رحمه الله

 

 
الرئيسيه