مرقس [ 1 : 14 ] خدمة يسوع قبل أم بعد سجن يوحنا ؟؟

 

قال القس الفاضل :
 قال المعترض : جاء في مرقس 1: 14 وبعد ما أُسلم يوحنا جاء يسوع إلى الجليل يكرز ببشارة ملكوت الله . وجاء في يوحنا 3: 22-24 وبعد هذا جاء يسوع وتلاميذه إلى أرض اليهودية، ومكث معهم هناك وكان يعمد، وكان يوحنا أيضاً يعمد في عين نون بقرب ساليم، لأنه كان هناك مياه كثيرة، وكانوا يأتون ويعتمدون. لأن يوحنا لم يكن قد أُلقي بعد في السجن . مرقس يضع بدء خدمة يسوع بعد سجن يوحنا المعمدان، بينما يوحنا يضعها قبل ذلك
وللرد نقول : لا يتعرض مرقس للكلام على أعمال المسيح قبل سجن يوحنا. ولكنه في الوقت نفسه لا ينفي بتاتاً أن يسوع كرز وعلّم كثيراً قبل تلك الحادثة. فمرقس بقوله في 1: 14 بعد ما أُسلم يوحنا جاء يسوع إلى الجليل لا ينفي أن يسوع كان في الجليل قبل ذلك وكان يعلِّم هناك. ولا شك أن خدمة المسيح الجهارية لم تبتدئ إلا بعد أن أُرغم يوحنا بوضعه في السجن على الانسحاب من ميدان العمل، ويترجح أنه بسبب هذا لا يشير البتة أحد البشيرين الثلاثة الأُول إلى شيء من أعمال وأقوال يسوع قبل سَجْن يوحنا. وبشارة يوحنا كُتبت بعد البشائر الأخرى بزمن، بغرض تكميل بقية البشائر، ولهذا ذكرت الحوادث والأقوال التي لم ترد في سواها. فما نراه وارداً في يوحنا لا يناقض البشائر الأخرى بل يكملها. إن الادّعاء بوجود تناقض في هذه القضية يستلزم الإتيان بعبارة من متى أو مرقس أو لوقا تفيد أن المسيح لم يكرز مطلقاً قبل سَجْن يوحنا. ولكن لا نجد مطلقاً عبارة كهذه. فمن العبث إذاً القول بوجود تناقض في هذه المسألة
__________________________________
بعد الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله: يظهر التناقض هنا بين انجيل يوحنا الذى أكد أن المسيح كان يخدم مع يوحنا المعمدان فى نفس الوقت قبل أن يُسجن الاخير و بين انجيل مرقس الذى ذكر أن المسيح جاء الجليل يكرز بعد القبض على يوحنا المعمدان ، و لم يجد حضرة القس جواباً فزعم أن عدم ذكر مرقس و متى و لوقا لدعوة المسيح  فى زمن يوحنا  المعمدان لا ينفى وجودها بحجة أن انجيل يوحنا جاء مكملاً لهذه الأناجيل فنجيب على ذلك بالأتى :
1) يقول انجيل مرقس14:1: (( و بعدما أُسلم يوحنا جاء يسوع إلى الجليل يُكرز ببشارة ملكوت الله، و يقول:قد كمل الزمان و اقترب ملكوت الله، فتوبوا و أمنوا بالإنجيل )) و هذا النص يفيد بوضوح أن المسيح جاء  يبشر و يعمد بعد سجن يوحنا تبشير من لم يكرز قبلاً، و لو كان قد بشر فى الجليل قبيل سجن يوحنا لكان ذلك النص بلا فائدة  كما أن إنجيل متى يؤكد أيضاً أن خدمة المسيح لم تبدأ إلا من وقت سجن المعمدان فجاء فى متى 12:4-17 تحت عنوان "بداية خدمته فى الجليل" (( و لما سمع يسوع أن يوحنا اُسلم انصرف إلى الجليل و ترك الناصرة و أتى فسكن فى كفر حانوم التى عند البحر فى تخوم زبولون و نفتاليم..... و من ذلك الزمان ابتدأ يسوع يكرز و يقول : توبوا إلى الله فقد اقترب ملكوت السماوات ))  ، و قد ذكر مرقس 1 : 4 أن يوحنا كان يكرز و كان الناس يأتوه من أورشليم و جميع القرى ليعمدهم و يباركهم فلو كان المسيح كرز فى ذلك الوقت فليس من المنطقى ألا يشير إليه و لو بإشارة بسيطة .
2) لم يقل يوحنا أنه يكمل البشارات الأخرى و هذه الاناجيل الأربعة لم يطلع كتبتها أنفسهم عليها  مجتمعة ،  و ما ذكره من تكريز المسيح فى عصر المعمدان لم يًذكر إلا فى إنجيله و يتنافى  مع شرط التواتر الذى تفتقر إليه كتب النصارى بالكلية  فهل كان وحى الله ناقصاً و انتظر كل هذا الزمن ليكتمل بأخبار أحاد؟! و لو كان يوحنا لا يردد ما ورد فى الاناجيل الأخرى فلماذا نجد أكثر من 80% من إنجيله فى الاناجيل السابقة
3) نذكر هنا ما قاله القس فى كتابه حين كان يحاول تحريف بشارة يوحنا المعمدان بقدوم النبى محمد عليه الصلاة و السلام فقال المعمدان : (( يأتي بعدي من هو أقوى منّي، الذي لستُ أهلاً أن أنحني وأحل سيور حذائه )) مرقس7:1 ، فزعم القس أن المقصود هو المسيح ثم قال : ( فإذا قيل إن يسوع كان معاصراً ليوحنا، فلا يصح أن يقول عنه إنه يأتي بعده، نقول : وإن كان معاصراً له، إلا أن المسيح لم يبدأ خدمته إلا بعد سَجْن يوحنا وانتهاء خدمته، لأن هيرودس ملك اليهود أمر بقطع رأسه )
و هكذا نفى القس الدكتور أن يكون المسيح قد بدأ دعوته إلى الله فى عصر المعمدان فناقض نفسه من حيث لا يدري وأثبت التناقض في كتابه .
وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا

 

عوده