أستير - سفر أستير :
تقول دائرة المعارف حرفيا:
يكمل هذا السفر سلسلة الأسفار التاريخية في العهد القديم ، فحرف العطف " الواو " في
بداية السفر له مغزى كبير ، فهو يدل على أن هذا السفر يشكل حلقة في سلسلة مترابطة ،
فحرف العطف يربطه بالسفر السابق له مباشرة مع أن الترتيب لأسفار العهد القديم
باللغة العبرية يختلف عن الترتيب الأصلي لتلك الأسفار ، ففي هذا الترتيب الحالي
يأتي سفر أستير عقب سفر الجامعة على الرغم من عدم وجود رابطة مباشرة بينهما . إن
حرف العطف هذا - تماماً مثل وشم على جسد طفل ضال - ليؤكد أن هذا السفر قد نقل من
مكانه في الترتيب الأصلي . وما من شك في أن هذا الترتيب في الترجمة السبعينية مطابق
لنفس ترتيب أسفار العهد القديم باللغة العبرية في القرن الثالث أو الرابع قبل
الميلاد ، وهو نفس الترتيب في الترجمة اللاتينية ( الفولجاتا ) وفي الترجمة
الانجليزية والترجمة العربية أيضاً وفي ترجمات كثيرة . ومما تجدر ملاحظته ، هو أننا
لا نجد حرف العطف " الواو " في بداية الأسفار التاليـــــة : التكوين والتثنية
وأخبار الأيام الأول ونحميا ، فقد رتبت الأسفار التاريخية ترتيباً متتابعاً بإضافة
حرف العطف " و " أو حذفه في هذه الأقسام الأربعة : التكوين إلى العدد - التثنية إلى
الملوك الثاني - أخبار الأيام الأول إلى عزرا - نحميا وأستير .
1- قانونية السفر : ليس هناك أدنى شك في قانونية هذا السفر ، فقد أولى كهنة اليهود
رعاية خاصة وصيانة دقيقة لكل الأسفار القانونية في العهد القديم على الرغم من أن
هذه الحقيقة لم تنل الاهتمام اللائق بها في كثير من المناقشات الحديثة . ويذكر
يوسيفوس أنه كانت هناك نسخة خاصة من الأسفار القانونية بالهيكل من بين ما سلب من
كنوز الهيكل عند انتصار فسبازيان . هذا وان الخواص المميزة للنص العبري لتؤكد أن
جميع المخطوطات التي بين أيدينا تمثل نسخة أصلية قانونية واحدة . وبين الأسفار
القانونية عند اليهود ، لا يحتل سفر أستير مكاناً معروفاً فحسب ، ولكنه يتمتع
بمكانة متميزة ، وما ذكره يونيلوس في القرن السادس الميلادي من أن البعض في عصره
كانوا يشكون في قانونية السفر لا يؤثر على الاطلاق في حقيقة صحته وقانونيته . كما
أن عنوان هذا السفر يقدم الدليل الساطع على المكانة السامية والتقدير الكبير لهذا
السفر بين اليهود الأقدمين ، فعنوان السفر هو " مجلات " أو " مجلد أستير " في أغلب
النسخ ، وأحيانا أخرى يسمى " مجلات " أو " المجلد " . ويقول ميامونيدس إن حكماء
اليهود يؤكدون أن الروح القدس قد أملى السفر ، ويضيف : ان كل كتب الأنبياء وكل
الكتابات المقدسة سوف تتوقف في أيام المسيا ، ماعدا مجلد أستير فسيظل ثابتاً تماماً
مثل أسفار موسى الخمسة وكذلك مثل تعاليم الناموس الشفوي التي لن تتوقف أبداً .
2- كاتب السفر : من هو كاتب هذا السفر ؟ في الحقيقة نحن لا
نجد إجابة قاطعة على هذا السؤال ، لا من محتويات السفر ولا من أي تقليد
موثوق به . ورغم أن الكثيرين يؤيدون الرأي القائل بأن مردخاى هو كاتب هذا السفر ،
إلا أن الكلمات الختامية في نهاية السفر ( أستير 10 : 3 ) والتي تلخص أعمال حياته
والبركات التي نالها ، تضعف من هذا الرأي ، فهذه الكلمات توحي بأن حياة ذلك البطل
المرموق قد انتهت قبل اتمام كتابة هذا السفر .
===
إنتهى
صدق ربهم إذ سماهم ضالين