بسم الأب و الأبن و الروح القدس الاله
الواحد أمين
....
الجزء السادس
أستشهدت سيدي
الفاضل بقول جون كلكرايس على الشيخ أحمد ديدات بنقلك
من كتابه هذا الجزء
أقتباس
واليك ما قاله
الكاتب جون جلكر ايست فى كتابه للرد على الشيخ
احمد ديدات واسم الكتاب "نعم الكتاب المقدس
كلمة الله"
يعترف بكل ذلك و يلقى باللوم على نساخ الانجيل واليك نص كلامه من موقع كتابه
على الانترنت . ( 3 المثل الثالث الذي أورده ديدات هو أحد العيوب التي صحَّحتها
ترجمة RSV, وهذا ما نقرّ به. ففي 1يوحنا 5:7 في ترجمة KJV نجد آية تحدِّد الوحدة بين الآب والكلمة
والروح القدس, بينما حُذفت هذه الآية في ترجمة RSV. ويظهر
أنَّ هذه الآية
قد وُضعت أولاً كتعليق هامشي في إحدى الترجمات الأولى, ثم وبطريق الخطأ
اعتبرها نُسَّاخ الإنجيل في وقت لاحق جزءاً من النص الأصلي. وقد حُذفت هذه الآية
من جميع الترجمات الحديثة, لأنَّ النصوص الأكثر قِدَماً لا تورد هذه
الآية."
انتهى الاقتباس
..
ويبدو صديقي
العزيز أن الامر قد التبس عليك فلم تميز
ما تقرأ من
كتابه !!!!!!! أو لعلك قفذت الي تلك النقطه دون أن تقرأ ما قبلها وما بعدها!!!!
أو انك قمت بنقلها من أحد المدلسين ...
و سأورد اليك
سيدي الفاضل كامل النص الذي اقتبست منه قول جون
!!!
يقول النص :
"3 المثل الثالث الذي أورده ديدات هو أحد العيوب
التي صحَّحتها ترجمة RSV, وهذا ما نقرّ به. ففي 1يوحنا 5:7 في ترجمة KJV نجد آية تحدِّد الوحدة بين
الآب والكلمة والروح القدس, بينما حُذفت هذه الآية في ترجمة RSV. ويظهر أنَّ هذه الآية قد وُضعت أولاً كتعليق هامشي في
إحدى الترجمات الأولى, ثم وبطريق الخطأ اعتبرها نُسَّاخ الإنجيل في وقت لاحق جزءاً
من النص الأصلي. وقد حُذفت هذه الآية من جميع الترجمات الحديثة, لأنَّ النصوص الأكثر
قِدَماً لا تورد هذه الآية. ويفترض ديدات أنَّ "هذه الآية هي أقرب إلى ما يُسمِّيه
النصارى بالثالوث الأقدس وهو أحد دعائم النصرانية" صفحة 16.
وللرد على ديدات
نقول: إذا كانت عقيدة الثالوث مؤسسة على هذه الآية وحدها - فإنَّ هذا يجعلنا نعيد
تفكيرنا في تلك العقيدة. لكن أي فاحص أمين للعقائد المسيحية يقرّ صراحة - كما يفعل
كل الكاثوليك والبروتستانت والأرثوذكس وغيرهم من المسيحيين - وبرأي واحد: أنَّ عقيدة
الثالوث هي العقيدة الوحيدة عن الله التي نحصل عليها من تعاليم الإنجيل ككل. ففي
أمر المسيح: "اذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ
بِاسْمِ الآبِ وَالِابْنِ وَالرُّوحِ
الْقُدُسِ" متى 28:19 يستعمل المسيح كلمة "اسم" في صيغة
المفرد في اليونانية عكس الجمع لثلاثة أشخاص. وفي الإنجيل كلمة "اسم"
التي تُستخدم في مثل هذا السياق تشير إلى
طبيعة وصفات الشخص أو المكان الموصوف. وهكذا
يتكلم عن اسم
"واحد" فقط للآب والابن والروح القدس, بما يعني وحدة مطلقة بينهم. وعن "اسم" واحد فقط بما يعني تشابهاً كاملاً كلياً في الصفات
والجوهر. وهذه الآية برهان على عقيدة الثالوث وتؤكدها.
وغيرها كثير. ولا نستطيع أن ندرك كيف يمكن أن يؤثر
إلغاء 1يوحنا
5:7 - في الترجمات الحديثة - على العقيدة المسيحية على أي نحو. وبناءً عليه
لا يستحق الموضوع أن يكون محل أي تفكير جدي!"
الا ترى زميلي
العزيز أنك نقلت قول ديدات وليس قول جون
جلكرايست !!!!!!!! ثم نسبت ذلك القول الي جلكرايست !!!!!! عجبا لهذا الخطأ الذي لم
أتوقعه منك ....
وقبل أن تعلق
على قول جون الذي ذكرته لك سابقا أنقل جزءا أخر
من الكتاب يشرح فيه جون سبب اختلافات الترجمه بين
نصوص الانجيل :
"يجب أن نشير مرة أخرى إلى أنّ ترجمتي الملك جيمس والترجمة المنقحة
ما هما إلا ترجمتان لنصوص الكتاب المقدس إلى اللغة الإنجليزية من اللغة اليونانية,
وأنَّ هذه النصوص في مخطوطات قديمة محفوظة لم يحدث بها أي تغيير. لدينا حوالي
4000 من المخطوطات اليونانية, يرجع تاريخها إلى ما لا يقل عن مائتي سنة قبل محمد
وقبل الإسلام.
2 ليس هناك أي تغيير أساسي بأي شكل في التكوين أو التعليم أو العقيدة
الخاصة بالكتاب المقدس في الترجمة المنقحة RV, أو في ترجمة الملك جيمس KJV, أو الترجمة المنقحة RSV أو أي ترجمات إنجليزية أخرى,
فإنّ جوهر الكتاب المقدس لا تغيير فيه إطلاقاً.
3 هذه ليست نصوصاً وأصولاً مختلفة من الكتاب المقدس. لقد سمعنا
القول إنّ هناك فقط قرآناً واحداً, بينما المسيحيون لديهم نصوص مختلفة للكتاب المقدس.
وهذه مقارنة خاطئة بصفة مطلقة, لأنَّ هذه "الترجمات" للكتاب المقدس ما
هي إلا ترجمات للغة الإنجليزية من النصوص
الأصلية العبرية واليونانية. وبالمثل فهناك
ترجمات باللغة
الإنجليزية متعددة للقرآن, ولكن لا يدَّعي أحد أنها "نسخ"
و"أصول" مختلفة للقرآن. وبنفس الطريقة
لدينا ترجمات إنجليزية متعددة, ولكن بمقارنة سريعة
بينها سيتضح على
الفور أنَّ لدينا كتاباً مقدساً واحداً فقط.
نعم هناك قراءات مختلفة
للكتاب المقدس, ونحن كمسيحيين نؤمن بالنزاهة التامة في كل وقت, ولا يسمح لنا ضميرنا
أن نتحاشى الحقائق, كما أننا لا نؤمن أنه يمكن تحقيق أي شيء بالتظاهر أنّ مثل
هذه الاختلافات لا وجود لها.
ونحن لا نرى
أنَّ هذه القراءات المختلفة تثبت أنَّ الكتاب المقدس قد
تغيَّر. إنَّ أثرها على الكتاب قليل, ويمكن تجاهلها, ويمكننا بثقة
أن نؤكد أنَّ الكتاب المقدس بشكل عام سليم ولم يحدث به أي تغيير بأي طريقة.
مع ذلك, لم
نتوقف أبداً عن أن نتعجب من الادّعاء العام لدى المسلمين
أنّالقرآن لم
يتغيّر أبداً, بينما يُدَّعى أنَّ الكتاب المقدس قد حُرّف! مع أنَّ التاريخ
ونصوص القرآن والكتاب المقدس تشهد كلها أنَّ التوراة والإنجيل سليمان بالصورة
التي كُتبا بها أصلاً, رغم وجود قراءات مختلفة للنص هنا أو هناك. ونحن نقول الحق
حينما نقرر أنَّ الادّعاء بأنَّ القرآن لم يتغيّر, بينما الكتاب المقدس قد تغيَّر
هو أكبر أكذوبة قيلت على مرّ الزمن!"
"ولتوضيح ما نعنيه أكثر نشير إلى
ترجمات للقرآن
في الإنجليزية لسورة مريم 19:88: "وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَانُ وَلَداً".
وقد نقل ديدات هذه الآية من ترجمة عبدالله يوسف علي للقرآن. وفيها: God Most Gracious has begotten a son بينما في ترجمات القرآن لمحمد
بكتل, ومحمد علي, ومولانا داريابادي, لا نجد
كلمة begotten وإنما كلمة taken. فإذا كان منهج ديدات الفكري
مما يمكن تصديقه, فبموجبه يتوافر الدليل على أنَّ القرآن أيضاً قد تغيَّر - وواضح
أنَّ هذا لم يحدث! نعلم أنَّ قراءنا المسلمين سوف يقولون فوراً إنَّ هذه ترجمات
إنجليزية, وإنَّ الأصل العربي لم يتغيَّر, مع أنَّ كلمة begotten ليست
موجودة في
الترجمات الأخرى للقرآن. وهذا ما يدعونا بالمثل لمطالبتكم أن تكونوا واقعيين
هنا أيضاً. ليس هناك ما يمكن قوله ضد سلامة الإنجيل لمجرد أنَّ كلمة begotten كما هو الحال في القرآن وُجدت في ترجمة واحدة دون باقي
الترجمات."
و أعتبر
ما سبق جزءا تمهيديا للرد على تلك (الصواعق) التي ذكرتها عن الكتاب المقدس و إختلاف
نسخه نقلا من كتابات أحمد ديدات.
وكنت سأضع
الرابط الخاص بذلك الكتاب لولا ثقتي بأن إدارة المنتدى
سوف تحذفه.
الزميل العزيز
....
دعني الان
أضع امام عينيك دراسة عن مفهوم الوحي الذي يؤمن به المسيحين .. وهي هامه جدا لانه
سيترتب عليها الكثير من الردود على شبهات الايات الكتابية التي ورد ذكرها في مقالتك
...
وقبل أن أبدأ في
السرد لي بعض التعليقات ...
أعتقد انك ملزم بقبول
المنهج المسيحي في التفسير و مفهوم الوحي ويكون محور الحديث حول تفسير الكتاب وفقا
لمنهج تفسير المسيحين لكتابهم ....
كما يجب علي أن
اتعامل مع الايات القرانية وفقا لمفهوم
المسلمين لها ...
وليس المقصود
هنا أني أطالبك بقبول تفسيرات علماء المسيحيين كما
اني لست مطالبا بقبول تفسيرات علماء المسلمين حول
القرأن ...
ولكني أطالب بقبول القواعد التي يتبعها المسلمين في التفسير عند محاجتهم وعليك
قبول القواعد التي نؤمن بها في التفسير ..
وتوضيحا أكثر
لمقصدي أقول (و أرجو ان تصحح لي إن جانبني
الصواب): يقوم المسلمين من عامه الشعب و العلماء بتفسير
القرأن وفقا لـ :
1- ربط الايات بعضها البعض دون اقتطاع ايه من سياق الكلام
2- مراعاه المعنى العام للنص ثم تحديد المعنى الخاص للأيه
3- الاهتمام بمراجعه الاحاديث النبوية
الصحيحه و التي تتحدث عن نفس معنى الايه أو ذكر مباشرة
أنها قيلت
توضيحا لها
4- مراجعه أسباب النزول وفقا للرواه المصدقين و رفض الروايات
التي لا سند
5- مراعاه قواعد النحو في معرفه الفعل و الفاعل و المفعول ..... الخ
وهذا يدفعنا الي
أنني مثلا لا استطيع أن ألزمك بحديث غير صحيح ..
ولا ينفعني هذا
في اقامه الحجه ... الا اذا اثبت انه حديث صحيح .. ولا يجوز لي الاستشهاد
بطائفه منكم رفضتونها و تبرأتم من أقوالهم ...
فأنا يجب أن
أراعي ذلك ... حتى ولو عن طريق الخطأ عرضت حديثا غير
صحيح أو عرضت أقوال عالم منشق تعدونه من
الكفار فكل ما
عليك أن تنوه لهذا وفي كلمات قليله فيبطل الاستعانه به ..
وهذا ما أطلبه
منك بالنسبه للالتزام بقواعد الايمان بالوحي المقدس للانجيل ..
فإن وافقتني
على هذا المنهج .. سيكون رائعا و أعتقد انه كما انني ارى أن في احاديثكم الصحيحه
ما يكفيني لاثبات حجتى أنت ترى هذا بالنسبه لتفسيراتنا و قواعدنا ..
و إن
لم توافقني أعتقد أن هذا سيدفعنا للحديث عن أي مفهوم للوحي و التفسير هو الاصح ...
ولا أخفي عليك
صديقي العزيز أنى الان وبعد أن قطعنا شوطا في المناظرة أرى
انه كان لابد
لنا البدأ بمناقشه أي انواع الوحي هو الاصح .. ولكن أعتقد ان الاخطاء في
الترتيب التي حدثت في هذه المناظره سنتلاشاها في لقائتنا الاخرى حول مواضيع أخرى ..
ولك الخيار أما
ان تقبل (مؤقتا) قواعدنا في مفهوم الوحي و التفسير أو نتحول الي
قضيه اي مفاهيم الوحي هو الاصح - وأنا جاهز لها تماما - دون الاخلال بالموضوعات التي
نناقشها الان ...
مفهوم الوحي في
المسيحية ..
يقول كتابنا
"كل الكتاب هو موحى به من
الله" ... وتعبير موحى به تعلم جيدا أنه (ثيوبنوستوس" وتعني كترجمه
حرفيه "الذي يتنفس من الله ومنها جاءت كلمه "ثيوبنوستيا" وتعني
مباشرة : الالهام الالهي او الوحي أو
أنفاس الله...
لذلك يدعو
الأباء القديسون الكتاب المقدس بأنفاس الله .
وفي قاموس وبستر
يقول عن الوحي : هو تاثير روح الله الفائق
للطبيعه على
الفكر البشري. به تأهل الانبياء و الرسل و الكتبه المقدسون لأن يقدموا الحق
الالهي بدون مزيج من الخطأ"
ويقول قاموس
شامبرز عن الوحي أنه : التأثير الالهي الذي بواسطته أرشد
كتبه الكتاب المقدس القديسون...
وقبل عرض وحي الكتاب
أتحدث عن نظريات الوحي التي يرفضها المسيحيين ... ولست مطالبا بالرد على هذا الجزء
طالما أنك لن تجادل الان في أي أنواع الوحي أصدق ولكن لكي لا تلزمني بأي من أنواع
الوحي الاتي ذكرهم.
1- النظرية
الطبيعيه :
وهي تنظر للوحي
على أنه نوع من الالهام الطبيعي كما يلهم الشاعر في
نظم قصائده و أشعاره ، وكما يلهم الكاتب
في كتابه
رواياته و أدبه ، ونحن نرفض هذه النظريه لانها تتجاهل عمل الروح القدس ... "تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس " (2بط 1:21)
2- النظريه الميكانيكيه
(الاملائيه):
وهي تنظر للوحي
على أنه يملي الكاتب ما يكتبه كلمه
كلمه و حرفا
حرفا . وهي مرفوضه عندنا لانها تتجاهل الجانب البشري فيتحول الكاتب الي اله
صماء أو أنسانا اليا يكتب ما يملى عليه وبذلك تلغى كليه شخصيه الكاتب و ثقافته و
مشاعرة
وتعتبر هذه
النظريه عكس النظريه الطبيعيه
3- النظريه
الموضوعيه :
وهي تنص على ان
الوحي يوحي للكاتب بالموضوع و أفكارة فقط و يترك للكاتب حريه التعبير
عن هذه الافكار كما يشاء بدون أدنى تدخل من الوحي وهذه النظريه تعتبر قاصرة . لان روح الله يوحي للانسان بالموضوع و الافكار ولكنه أيضا يحفظه
ويعصمه من الخطأ فلا يسمح له ابدا بتدوين أيه
فكرة صحيحه بتعبيرات و كلمات خاطئه ولذلك يقول داود
النبي :"
روح الرب تكلم بي و كلمته على لساني" (2صم 23:2)
بل أن الروح
القدس قد يوضع على لسان الكاتب عبارات
قد لا يدرك الكاتب معانيها فعندما كتب أشعياء عن ولاده
العذراء و
المولود منها هو أنسان و إله في نفس الوقت من كان يدرك هذا ؟!!! وعندما تنبأ
أشعياء عن خراب بابل سيدة الممالك و خراب صور سيده البحار وكل منهما لن تعمر ثانية
من كان يتصور هذا؟؟؟
4- النظريه
الجزئيه:
وهي تقسم ما جاء
بالاسفار المقدسه الي نوعين : الأول
يشمل كلمات الله المباشرة مثل وصايا العشر وحديث الله
للانبياء وهذه
موحى بها . أما كلمات الكاتب نفسه في وصف مكان أو حدث أو القاء تعليم فهي
غير موحى بها و هي نظريه مرفوضه فمعلمنا بولس يقول عن كل ما ورد في أسفار العهد القديم
انها أقوال الله ولهذا فإنه يقول عن اليهود "أنهم استؤمنوا على أقوال الله
" (رو3:2)
وحتى لا تتسائل
: هل أقوال الاشرار و الشياطين و السلامات التي وردت في
الكتاب موحى بها
؟
أقول ان دور
الوحي هنا قاصر على الامر بتدوين مثل هذه الاقوال
أما الكلمات
الخاطئه فهي تنسب لأصحابها بعيدة كل البعد عن اقوال الله .. بمعنى أنه تسجيل
تلك الكلمات كان بوحي من الله للكاتب أما الكلمات ذانها فليست وحيا.
5- النظرية
الروحية :
وتنص على أن
الوحي قاصر على الأمور الروحية في الكتاب المقدس أما الأمور
التاريخية و الجغرافية و العلمية فهي تحتمل الخطأ و
أصحاب هذه
النظرية قالوا إن قصه أيوب و قصة يونان في بطن الحوت و دانيال في جب الاسود
خياليه القصد منها أخذ التعليم الروحي .
ونحن نرفض هذه
النظري الخاطئه التي تجعل الانسان يقبل ما
يشاء و يرفض ما يشاء ... بل انها تضع الانسان فوق مستوى
الوحي فيحكم و
يفصل في أقوال الله.
أما مفهوم الوحي
وفقا للايمان المسيحي فهو :
1- يختار الله بعض القديسين ويحرك قلوبهم للكتابه او يامرهم مباشرة
كما قال الرب لموسى "أكتب هذا
التذكار...." (خر17:14) وكما قال لارميا : "خذ لنفسك درج سفر
و اكتب فيه كل الكلام الذي كلمتك به ...." (ار 36:2)
2- يترك الله للكاتب حريه اختيار الالفاظ و
الاسلوب و الكلمات فلذلك نجد داود النبي يكتب بلغه الراعي و سليمان
بلغه الحكيم و بولس بلغه الفيلسوف
3- يكون الكاتب
أثناء الكتابه تحت هيمنه و سيطرة روح الله الذي
يحفظه و يعصمه من الخطأ أثناء الكتابه
4- يكشف روح الله للكاتب ما خفي عنه مثلما
كشف لموسى عن أيام الخليقه
5- الوحي لا
يتقيد بلغه معينه انما يستخدم اللغه التي كان
يستخدمها الشعب .
أما عن اللغات
التي كتب بها الكتاب المقدس (ولهذا
اهميته القصوى) فقد كتب العهد القديم بالعبريه و أجزاء
قليله بالأراميه
. و العهد الجديد كتب باليونانيه عدا انجيل متى الذي كتب باليوانيه و
الارامية.
يقول احد الدارسين
:
فإذا قلنا إنّ
الأسفار المقدسة في العهدين القديم والجديد هي
كلام الله، أو أسفار إلهية موحى بها من الله، أو منزلة
من عند الله، لا
نريد بذلك أنّ الله أنزلها آية آية، وكلمة كلمة، وحرفاً حرفاً، فكتبها
الكاتب كما سمعها من فم الله أو ملائكته بحروفها الأصلية. لكننا نريد أنّ الله
قصد أن يُبلغ البشر شيئاً من أسراره حرّك باطنياً كاتباً يختاره فيبعثه على كتابة
السفر المقصود، ثم يمده بتأييده الخاص ونعمته الممتازة، ويلهمه اختيار الحوادث
والظروف والأعمال والأقوال التي شاء سبحانه كتابتها لفائدة عباده، وكان له رقيباً
ومرشداً، وعصمه من الخطأ في نقلها وتسطيرها، فلا ينقل إلا ما ألهمه الله إيّاه،
فيكون الرسول إذ ذاك ككاتب مطيع، في حوزة الكاتب الأسمى، وطوع إرادته.
ويشرح سبب وجود
أربعه أناجيل تلك المشكله التي تضجع منامكم فيقول :
الإنجيل
(افنجليون) كلمة يونانية، معناها بشارة مفرحة، أو خبر سار، سمَّى بها المخلص
بشارته الخلاصية، لأنها الحقيقة المفرحة التي طالما تاق الآباء إلى معرفتها، وأصبحت
مرادفة تارة لتعليمه، وتارة لسيرته. وعن المخلص أخذها الرسل والإنجيليون، فقد
كررها بولس وحده 58 مرة في رسائله، وردّدها مراراً الإنجيليون الأربعة، وغيرهم من
كَتَبة العهد الجديد. وقد تأتي مضافة إلى الله، كما دعا بولس ذاته الرسول الْمُفْرَزُ
لِإِنْجِيلِ اللّهِ، الّذي سَبَقَ فَوَعَدَ بِهِ بِأَنْبِيَائِهِ فِي الْكُتُبِ
الْمُقَدَّسَةِ، عَنِ ابْنِهِ (رومية 1: 1 - 3) ،ويعني بكلمة إنجيل هنا البشارة
بالخلاص الموعود به في الأنبياء. وتأتي مضافة إلى المسيح (رومية 15: 19 و2كورنثوس
2: 12 الخ) ويراد بها البشرى التي أفرحنا بها المخلص بخلاصنا، أو ملخص تعليمه
وأعماله. قال الرب: اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: حَيْثُمَا يُكْرَزْ بِهذَا الْإِنْجِيلِ
فِي كُلّ الْعَالَمِ، يُخْبَرْ أَيْضاً بِمَا فَعَلَتْهُ هذِهِ تَذْكَاراً
لَهَا (متى 26: 13) وقال القديس بولس عن قوم: لَيْسَ الْجَمِيعُ قَدْ أَطَاعُوا
الْإِنْجِيلَ (رومية 10: 16) .ودُعي أيضاً ,,, بِشَارَةِ الْمَلَكُوتِ (متى
24: 14) و,,, إِنْجِيلَ خَلَاصِكُمُ (أفسس 1: 13) و,,, إِنْجِيلِ السَّلَامِ (أفسس
6: 15) و,,, إِنْجِيلِ مَجْدِ اللّهِ الْمُبَارَكِ (1 تيموثاوس 1: 11) و,,, إِنْجِيلِ
مَجْدِ الْمَسِيحِ، الّذي هُوَ صُورَةُ اللّهِ (2 كورنثوس 4: 4)
وقال بولس
الرسول: يَدِينُ اللّهُ سَرَائِرَ النَّاسِ حَسَبَ إِنْجِيلِي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ
(رومية 2: 16) أي بشارتي بتعليم المسيح، ونقلي لهذا التعليم. وقال أيضاً:
إنه أؤتمن على إنجيل الغرلة كما بطرس على إنجيل الختان (غلاطية 2: 7) أي البشارة
للأمم كما بشّر بطرس لأهل الختان (اليهود) ومن هذا كله نرى أن مرجع المعنى واحد
وهو البشرى، وإنْ تميّز بالإضافة.
ولم يلبث أن
انتقل اللفظ من المعنى المضمون إلى معنى المتضمَّن،
أي من معنى البشرى والتعليم الخلاصي إلى الكتاب الحاوي
لتلك البشرى
وذلك التعليم، فنرى في كتبة أواخر القرن الأول وأوائل الثاني كلمة إنجيل
تعني سفراً أو كتاباً يتضمن تعليم المسيح وأعماله، وقد وردت عن ذلك تصريحات كثيرة
في الكتب التي وُضعت في القرون الأولى للمسيحية، وهكذا فهِمَ القديسون يوستينوس
وإيريناوس وأكليمندس وغيرهم من الآباء الأولين.
والآن عندما
يقول المسيحيون كلمة إنجيل هم يقصدون بها:
ترجمة حياة السيد المسيح كما كتبها كلّمن متّى
ومرقس ولوقا
ويوحنا، كلّ بمفرده,,, أو عن ما كتبه هؤلاء الأربعة جملة واحدة,,, أو عن
كل أسفار العهد الجديد، أي ما كُتب بعد ميلاد المسيح.
وربما استُعملت
كلمة إنجيل إشارة إلى بشارة الملائكة عند مولد
المسيح، حيث قيل بلسان ملاك منهم: هَا
أَنَا
أُبَشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ: أَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ
الْيَوْمَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ مُخَلّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ الرَّبُّ (لوقا 2: 10 ، 11)
فليس الإنجيل
كما يعتقد المسلمون كتاباً أُوحي إلى المسيح من
السماء، وإنما
هو رسالة أعدَّها المسيح للعالم ووعظ بها وأنذر بها بفمه الطاهر وَبَعْدَ
مَا أُسْلِمَ يُوحَنَّا جَاءَ يَسُوعُ إِلَى الْجَلِيلِ يَكْرِزُ بِبِشَارَةِ
مَلَكُوتِ اللّهِ (مرقس 1: 14). فالمسيح لم يأخذ هذه الرسالة مكتوبة، كما
أنّه لم يكتبها، وإنما علّمها شفوياً لتلاميذ مختارين، ثم أرسلهم إلى جهات مختلفة
ليبشروا بها هم أيضاً، وليعلّموا آخرين غيرهم. ولذلك عُدُّوا رسلاً. وقد وعدهم
المسيح، قبل صعوده أنه لن يتركهم كاليتامى، وإنما سيرسل لهم الروح القدس ليعلّمهم
كل شيء, ويذكّرهم بما قاله لهم, وقد تمّ هذا الوعد بحلول الروح القدس عليهم
يوم الخمسين، فأخذوا منذ ذلك اليوم يبشرون الجميع بالإنجيل.
وكان من الضروري
على التلاميذ الحواريين في تبشيرهم أن يعلّموا عن المسيح حسبما يلائم عادات ولغات
العالم، فكانت الرسالة في مادتها من حيث أنّها بشارة المسيح، بشارة الخلاص - واحدة،
وإن تنوعت مظاهرها. فكتب البشيرون الأربعة البشائر الأربع في أزمان قريبة، وقد
نحا كلّمنهم في كتابته منحى خاصاً. فليس إذاً وجود أربع بشائر يعني وجود أربعة أناجيل،
كما ظن المسلمون، بل هو إنجيل واحد ذو مناظر أربعة، كتبه البشيرون متّى ومرقس
ولوقا ويوحنا بوحي الروح القدس لتكون الشهادة قوية متينة.
(1) فمتّى وهو اليهودي كتب بشارته لليهود
أهل الدين المُنزل، فتكلم عن المسيح كملك إسرائيل
الموعود الذي
تمّت فيه نبوّات وإشارات ورموز العهد القديم, ولذلك أكثر من الاستشهاد بما
جاء في العهد القديم من النبوّات عن المسيح، فيذكر أنّ المسيح ابن داود، ويرجع بأصله
إلى صُلب إبراهيم أبي الآباء عند اليهود, ويتخطى في نسب المسيح ذكر مريم، ويذكر
هالي الذي هو جد المسيح حسب الجسد، لأن العادات اليهودية القديمة كانت تقف حائلاً
دون ذكر انتساب الإنسان إلى أمه.
(2) ومرقس كتب بعد متّى فخصّ الشعب
الروماني الوثني
صاحب السيادة، فأهمل أصل يسوع تماماً، وابتدأ بخدمته، وتكلم عنه كعظيم
حاز كمال الحياة، وأوقف نفسه على فعل الخير دائماً وكرّسها لإنقاذ الإنسان.
(3) ولوقا كتب بعدهما، للمتديّنين والمتعلّمين والمفكرين، وخصّ بشارته بأهل
العلم من اليونان كما يُرى من مقدمة بشارته، فتتبع نسب يسوع إلى آدم أب البشرية
جمعاء، وتكلم عن المسيح وكهنوته الكامل، وعن شفاعته، وقدّمه للعالم باعتباره
الإنسان القدوس دون سواه. يقول رينان - ألدّ أعداء المسيحيّة - عن بشارة لوقا:
إنها أجمل كتاب في سجل اللغات ولا عجب، فقد كان لوقا طبيباً رومانياً، رجل علم
وعمل. مدققاً محققاً. ومهنته وحدها تلقي نوراً ساطعاً على حياته، لأن الرومان كانوا
لا يسمحون لأحد منهم بمزاولة الطب إلا إذا جاز امتحانات عدة على جانب عظيم من الصعوبة
والخطورة.
(4) أما يوحنا فقد كتب بشارته بعد زملائه الثلاثة بعشرين أو ثلاثين
سنة، وكان اليقين بتجسّد المسيح قد رسخ في أفكار المؤمنين، وزال الخوف من أن يتزعزع.
فخصّ في كتابته المتأخرة أهل الإيمان إجمالاً على اختلاف جنسياتهم وصفاتهم السابقة.
ولأنه كتب لهؤلاء جميعاً لم يكتب بما سبق وكتبه زملاؤه، بل قصد أن يحقق لهم
في بشارته أصل المسيح ليس فقط قبل إبراهيم، أو قبل آدم، بل منذ أعماق البدء، فتراه
يذكر في بشارته كلمة من أفخم أقوال الإنجيل وأشهرها، ولها وقْع عظيم في نفس كل
مؤمن، ففيه يذكرنا ببدء الخليقة وبفاتحة الوحي في العهد القديم: في البدء خلق الله
السماوات والأرض فيصّور لنا بدء البدء بقوله: فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ،
وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللّهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللّهَ. هذَا كَانَ
فِي الْبَدْءِ عِنْدَ اللّهِ. كُلّ شَيْءٍ بِهِ كَانَ، وَبِغَيْرِهِ لَمْ يَكُنْ
شَيْءٌ مِمَّا كَانَ (يوحنا 1: 1 - 3)
فجميع ما كتبه
البشيرون الأربعة: متّى ومرقس ولوقا ويوحنا،
رسالة واحدة هي الإنجيل الذي قدمه المسيح وبشَّر به،
وأعاده الروح
القدس إلى أذهان هؤلاء البشيرين. وكل كاتب منهم يمثل بوحي الله تعليم الإنجيل
المعطى شفوياً من المسيح تمثيلاً صادقاً، وكل بشارة منها تؤدي رسالة خاصة مكملة
للأخرى.
فالمسيح واحد لا
أربعة. والإنجيل واحد لا أربعة. ولتوضيح هذا نأتي
بمثل تقريبي:
هب أن أربعة
أجانب زاروا القطر المصري. أولهم ضابط، وثانيهم إمام
مسلم وثالثهم
فنان، ورابعهم كاهن مسيحي، ثم عادوا بعد زيارتهم إلى بلادهم، وابتدأ كل
واحد منهم يكتب عن القطر المصري كما رآه.
فكما أن هؤلاء
الزائرين الأربعة لم يصفوا (فيما كتبوا) أربع بلاد
بل تكلموا عن بلد واحد، ولم يكونوا كاذبين، بل كان كل
واحد منهم
صادقاً فيما عبّر وكتب، فكذلك البشيرون
الأربعة لم
يكتبوا إلا عن مسيح واحد، وإنما اختلف لون منظار
كل منهم، ووجهة نظره، فكانت البشائر الأربع. والإنجيل
هو كل هذه
البشائر المستقلة، وما تبعها من رسائل لزيادة الإيضاح
والبيان.
وتعليقا على قول
الدارس الفت نظرك الي أن القرأن (الذي تؤمن أنه
دقيق في إختيار
معانية و ألفاظه) أطلق على كتابنا المقدس كلمه (الانجيل) و التي كما رأينا
تعني البشارة .....
مما يؤدي الي أن
القرأن تكلم عن البشاره التي مع المسيحيين ... ونحن معنا تلك
البشارة الان مكتوبه ....
و تأكيدا للمعنى
أورد بحثا اخر عن نفس الموضوع
الانجيل الواحد
والانجيل الرباعي
تهمة شائعه على
صحة الانجيل الذي بين ايدي المسيحين اليوم ان القرآن يذكر الانجيل بالمفرد الذي نزل
به عيسى بصيغة المفرد المعلم، ولا يعرف له تعددا، فالانجيل واحد بنظر القرآن. ويرى
المسلمون عند المسيحين، كما يقرون هم بانفسهم ان عندهم اربعة اناجيل. لذلك، على
حد قول المسلمين: من المحال ان تكون هي الانجيل الذي نزل به السيد المسيح، فهي منحوله
ومحرفه؛ واقعان يتناقضان ما بين الانجيل والقرآن.
وفات الاخوة
المسلمين، ان الاناجيل الاربعه تذكر
ايضا ان الانجيل واحد: "وبعدما ألقي يوحنا في السجن، اتى يسوع
الى الجليل يدعو بانجيل الله. قال: "لقد تم الزمان، واقترب ملكوت الله،
فتوبوا وآمنوا بالانجيل" (مرقس 1: 14 -
15)؛ " وكان يطوف في الجليل كله، يعلم في جوامعهم
ويبشر بانجيل
الملكوت" (متى 4: 23)؛ "الحق الحق اقول لكم: انه متى دعي بالانجيل في العالم
كله يخبر ايضا بما فعلت تذكارا لها" ( متى 25: 13)؛ وقبل رفعه الى السماء اوصى
المسيح تلاميذه: "أذهبوا في العالم اجمع، وادعوا بالانجيل الخليقه
كلها" (مرقس 16: 15)
وبولس البشير في
الدعوة بالمسيحيه يدعو للانجيل الواحد: فاني لا استحي
بالانجيل، لانه
قدرة الله لخلاص كل من يومن..."( رو 1: 16) وفي وصيته الاخيره لتلميذه
تيموتاوس يقول: " لا تستحي بالشهادة لربنا، ولا بي انا اسيره بل اشترك في مشقات
الانجيل، على حسب قوة الله" (تيم 1: 8).
هذه هو الواقع
الانجيلي: فالاناجيل الاربعه، مع رسائل
الذين يدعون بالانجيل، تذكر الانجيل دائما بالمفرد
المعلم. فهو في
عرف الاناجيل الاربعه، ودعاة المسيحيه، انجيل المسيح الواحد، وإن دونوه
بأربعة "احرف" او نصوص، باتفاق المعاني واختلاف الالفاظ، بسبب البيئات
الاربع التي دُون الانجيل فيها، ولها قبل غيرها.
عن شهادة
الاناجيل الاربعه، نعرف ان الانجيل واحد باربعة احرف.
فهل في ذلك
التعدد شبهه على صحة انجيل المسيح الواحد؟؟؟
من القدر الذي
يربط تاريخ تدوين القرآن، بتاريخ تدوين الانجيل، نصل
الى هذه
المقارنه اللطيفه.
2-مشهور الحديث الشريف في نزول القرآن "على سبعة أحرف".
أ:- نقل السيوطي
في (الاتقان 1: 46): " ورد حديث (نزل القرآن على
سبعة احرف) من
رواية جمع من الصحابه...فهؤلاء أحد وعشرين صحابيا. وقد نص أو عبيد على
تواتره. واخرج ابو يعلى في (مسنده) ان عثمان قال على المنبر: اذكر الله رجلا سمع
النبي ص قال: " ان القرآن أنزل على سبعة احرف كلها شاف كاف". وعلق على
هذا الحديث بقوله: "اختلف في معنى هذا
الحديث على نحو اربعين قولا...(منها) ان المراد
سبعة اوجه من
المعاني المتفقة بالفاظ مختلفه....قال ابن عبد البر: الحروف التي نزل عليها
القرآن، انها معان متفق مفهومها، مختلف مسموعها...."
ب:- والطبري،
شيخ المفسرين، يصدر تفسيره بشرح الحديث
المشهور: " ان اختلاف الاحرف السبعه هو اختلاف
الالفاظ باتفاق
المعاني".
ويعرض الطبري
للسؤال البديهي: ...ما بال الاحرف السته
غير موجوده، إن
كان الامر على ما وصفت، وقد اقرهن رسول الله ص وامر بالقراءة بهن الامة،
وهي مأمورة بحفظها: فذلك تضييع ما قد أمروا بحفظه؟ أم ما القصه في ذلك؟ - قيل
له: لم تنسخ فترفع، ولا ضيعتها الامة، ولكن الامه أملات بحفظ القرآن، وخيرت في قراءته
وحفظه بأي تلك الاحرف شاءت. فرأت - لعلة من العلل اوجبت عليها الثبات على حرف
واحد - قرائته بحرف واحد، ورفض القراءة بالاحرف السته الباقيه"
ويقول: "ان الاحرف
السته الاخر اسقطها عثمان، ومنع من تلاوتها...."
ج:- ومن الذين تابعوا
الطبري في تفسيره الصحيح لحديث الاحرف السبعه المتواتر، الزنجاني، قال: " المراد
بالاحرف السبعه اوجه من المعاني المتفقه، بالالفاظ المختلفه"
د:- وابو جعفر
النحاس في كتاب (الناسخ والمنسوخ) قال: " يفهم من...ان معنى (نزل القرآن
على سبعة احرف) من انه انزل بسبع لغات، وأمر
بقرائته على سبعة السن، باختلاف الالفاظ
واتفاق
المعاني..." وروى ايضا حديث محمد "ان الله امرني ان اقرأ القرآن على
سبعة احرف".
من هذا العرض
الصريح لحديث الاحرف السبعه وجمع القرآن العثماني نستخلص
الحقائق
التاليه:-
أولا:- كان
للقرآن قبل عثمان سبعة احرف او نصوص، متفقة
المعاني، مختلفة
الالفاظ.
ثانيا:- أتلف
الخليفه عثمان بن عفان ستة نصوص مختلفه
للقرآن الواحد
واحتفظ بنص واحد فرضه على الامه، وهو النص الوحيد الذي تقرأ به القرآن
حتى اليوم.
ثالثا:- لم تكن
لجان عثمان معصومة في اختيار النص الافضل،
انما عملت
برأيها.
ونعرف من
الاناجيل الاربعه القائمه في المسيحيه حتى اليوم،
وبشهادة التاريخ
المسيحي كله، ان الانجيل الواحد دوّن بأربعة احرف او نصوص، الانجيل بحسب
متى، الانجيل بحسب مرقس، الانجيل بحسب لوقا، الانجيل بحسب يوحنا، وبحسب لغة الحديث
الاسلامي نترجم هذا الواقع بقولنا:
نزل الانجيل على
اربعة احرف" ، باختلاف الالفاظ واتفاق
المعاني.
ولم يختلف فيها
المسيحيون، ولم يقتتلوا عليها، مع ان كل واحد منها ظهر في
مكان وفي زمان غير الاخرين. بل قبلوها جميعهم بسبب "
رسوليتها "
التي تشهد بصحتها، وصحة وحيها، وصحة تدوينها لانجيل المسيح. وصدور تدوينها
عن الرسل او كتبتهم شاهد لعصمتها، لتأييدهم بالروح القدس.
لذلك لم يكن المسيحيون
بحاجه الى اتلاف حرف من تلك الحروف الاربعة للانجيل، لان الاحرف الاربعة رسوليه
قدسيه موحى بها، فهي تتمتع بعصمة الوحي.
وبعد عهد الرسل،
وتداول الاحرف الاربعة المنزله، حاول بعض
المسيحين، عن تقى او عن هوى، وضع " اناجيل منحوله" باسم الرسل،
وشاعت بين المسيحين، لكنهم لم يعترفوا بها اناجيل صحيحه، ومع ذلك لم يتلفوها،
لانه ليس في وجودها خطر على الانجيل الصحيح في احرفه الاربعة.
من هذا الواقع
التاريخي نستنتج:-
أولا:- ان
الانجيل الواحد نزل بأربعة احرف او نصوص،
باختلاف الالفاظ
واتفاق المعاني.
ثانيا:- ان
صحابة المسيح وكنبسته من بعدهم حفظت "الذكر"
المسيحي بنصوصه الاربعه، فكانت وفيه اكثر من صحابة محمد وجماعته الذين أتلفوا
ستة نصوص او احرف للقرآن، واكتفت بتدوين ونقل وحفظ الحرف العثماني وحده. ففي المسيحين
اكثر من المسلمين تصح الاية: انا نحن مزلنا الذكر، وانا له لحافظون" (الحجر
9).
ثالثا:- لم تكن
لجان عثمان معصومة من اختيار الحرف الافضل للقرآن،
بينما احرف
الانجيل الاربعة تحوي الشهادة فيها لعصمتها.
رابعا:- الاحرف
الاربعه الانجيل الواحد، باختلاف الالفاظ واتفاق
المعاني، هي شهادة قاطعة لصحة الوحي
الانجيلي، لان
اربع شهادات، مختلفة الالفاظ متفقة المعاني، افضل من شهادة واحدة، تقوم
على نص واحد، لا له ولا عليه، لمعرفة الوحي القرآني معرفه عمليه. وفي الشرع العام:
" على فم شاهدين او لثلاثه تقوم كل حجه".
وللحديث بقيه ...
|