تهذيب مناظرة القرآن أم الكتاب المقدس

بواسطة : متعلم

بسم الله .. الحمد لله وكفى .. وسلام على عباده الذين اصطفى .. ثم أما بعد ..

خفيت كنوز تلك المناظرة التى دارت على أكثر الإخوة ، فأردت تقريبها لهم قدر الإمكان .. مع اعترافى بوجوب احتفاظ الإخوة بنسخة كاملة من المناظرة ، لأن شيئاً أبداً لن يحل مكانها .. لا تهذيب ولا تلخيص ولا غيره.

أما أسباب غموض المناظرة وإرهاقها للقارئ فيحمل عبئها المتناظران كلاهما.

أما الأخ الكريم eeww فقد كان كالسيل فى أدلته ، رغم أنه حجب كثيراً منها ! .. إلا أنه لم يقدر مناظره حق قدره ، فظن فيه القدرة على الردود الكاملة ! ..

وأما الأستاذ زيوس ، فقد أعرض عن كثير مما ذكره محاوره المسلم ، مما أدى لاختلال المناظرة لغياب ردوده فى مواقع كثيرة .. وعلى الجانب الآخر ، أحس بالقلق مما صنعه محاوره ، فأحب ألا يظل مدافعاً على الدوام ، فأقحم هجوماً على القرآن فى غير موضعه ، مع اعترافنا بأن المناظرة تشمل كلا الكتابين .. ومن ناحية ثالثة فقد أكثر زيوس من النسخ واللصق ، دون أن يرتب ما يلصقه ، أو يأتى به فى موضعه السليم ، ودون القدرة على الدفاع عما لصقه .. ومن ناحية رابعة فقد أتى بمباحث طويلة لا لزوم لها ، إلا لأنه يظن أن فحواها يخفى على محاوره المسلم ، فهو يظن أن المسلمين ومنهم محاوره لا يعرف مفهوم الوحى فى المسيحية ، ولا يعرف كثيراً من الأمور التى أتى بمباحثه من أجلها .. وننتظر منه ـ إن أكمل ـ أن يلصق لنا أبحاثاً عن أن المسيحيين يؤمنون بالتثليث وبتأليه المسيح ، إذ قد يخفى ذلك على المسلمين خاصة محاوره !

بالنسبة لاستجابة الأستاذ زيوس .. فأميل إلى أنه لن يكمل المناظرة .. فقد استبانت قدرته مما سبق .. الرجل كان يأخذ الوقت الطويل ليرد ، ثم إذا به يأتى بكلام أغلبه منسوخ وملصوق .. أى أنه يأخذ وقتاً طويلاً ليبحث عن تلك المواضع التى تصلح له ليلصقها فى حواره .. فما بالنا لو طولب بالرد من عنده دون نسخ ولصق!

وأخيراً .. فما هذبته لا يلزم أحد المتحاورين ، وإنما يلزمهم كلامهم فى صلب المناظرة .. وأما تهذيبى فهو من فهمى أنا ، خاصة أنى قد تصرفت تصرفاً كبيراً فى العبارات والألفاظ ، وإن كنت أزعم أنى لم أخرجها عن معناها.

وفقنا الله لما يحب ويرضى .

 

 

بدأ المحاور المسيحى المناظرة .. فحصر كلامه بنفسه على الكتاب المقدس .. فقدم ثلاثة أدلة ..

الدليل الأول : عدد من الكتاب المقدس يثبت أن الكتاب كله موحى من الله ..
الدليل الثانى : النسخ الأصلية للكتاب المقدس ..
الدليل الثالث : عدم توافر عناصر جريمة تحريف الكتاب المقدس ..

فتعقبه المسلم فى كل دليل بما يناسبه .. فدار حوارهما كالتالى ..

الدليل الأول
عدد من الكتاب المقدس ينص على أن الكتاب كله موحى به الله

 

قال المسيحى :



"
كل الكتاب موحى به من الله، ونافع للتعليم والتوبيخ، للتقويم والتأديب الذي في البر، لكي يكون إنسان لله كاملاً متأهباً لكل عمل صالح " [2تيموثاوس 16:3 و17]

 

 

قال المسلم :


العدد الذى تستشهد به لا يصلح لاثبات ان كتابك موحى به من الله للأسباب التالية :

( 1 )


لفظة " الكتاب " فى هذه الترجمة معرفة بأل ، وكلمة " الكتاب " فى النص الأصلى غير معرفة .. فالترجمة الصحيحة هى : " كل كتاب موحى به من الله هو صالح أيضاً للتعليم ... ".

هذا هو النص باللغة اليونانية :
3:16 : pasa graphê theopneustos kai ôphelimos pros didaskalian pros a=elegmon tsb=elegchon pros epanorthôsin pros paideian tên en dikaiosunê

وهذا نص ( الترجمة الأمريكية القياسية ) وقد أتت بالترجمة صحيحة :
Every scripture inspired of God [is] also profitable for teaching, for reproof, for correction, for instruction which is in righteousness

(أ) .. كلمة " جرافا " اليونانية التى ترجمت بالعربية الكتاب تعنى : رسالة أو كلام مكتوب .. ولم تستخدم فى العهد الجديد أبداً بمعنى كتاب واحد أو الكتاب المقدس .. ولا يمكن أن تكون الترجمة " كل كلام مكتوب موحى به من الله " ، وإلا أصبح الموضوع : أن أى كتابة تكون بوحى إلهى ، وهذا محال طبعاً .. والمعنى الأصح : " كل كتابات موحى بها من الله " .. وهذا تعبير عام لا يثبت أى شىء على الإطلاق .. ويستطيع أى شخص أن يقول " كل كتابات موحى بها من الله نافعة للتعليم ... إلخ .. أو حتى يقول : " كل الكتابات ... " مع ملاحظة أنه لا يوجد أداة تعريف فى النص الاصلى .

(ب) .. يؤيد ذلك قول بعض علمائكم :
"
جرافا : بمعنى كتابة ، وحيث سبقتها أداة التعريف تعنى الاسفار المقدسة " ا.هـ بالحرف .
يقول ان الكلمة تعنى الكتب المقدسة إذا سبقتها اداة التعريف .. وهذا غير متوفر فى العدد محل البحث .
[
ص 641 ، تحليل لغة الانجيل فى اصولها اليونانية ، اعداد الدكتور موريس تاوضرس ، قام بالمراجعه الدراسية اللاهوتية الانبا بيشوى مطران دمياط وكفر الشيخ]

(جـ) .. مثالان من الإنجيل :

النص الأول :
"
فاجاب يسوع وقال لهم تضلون اذ لا تعرفون الكتب ولا قوة الله " [متى 22: 29]
ــ فى المرجع السابق نفس الكلام ، حيث ان اداة التعريف سبقتها ، اذن المعنى الكتب المقدسة.

النص الثانى :
"
أما قرأتم هذا المكتوب .الحجر الذي رفضه البناؤون هو قد صار راس الزاوية " [مرقص: 12 : 10]
ــ كلمة جرافا ترجمت : مكتوب .. فلماذا لا أترجم العدد محل البحث ايضا كل مكتوب موحى به من الله ؟ .. ولماذا اختارها المترجم هنا فى مرقص ؟

(د) .. ثلاثة أمثلة من الترجمة السبعينية وهى الترجمة اليونانية للعهد القديم :

النص الأول :
"
وَاللَّوْحَانِ هُمَا صَنْعَةُ اللهِ وَالْكِتَابَةُ كِتَابَةُ اللهِ مَنْقُوشَةٌ عَلَى اللَّوْحَيْنِ " [خروج : 32 : 16]
فذكر الكلمة مرتين .. والمقصود : كلام مكتوب ، أو كتابة .. كما ترى .

النص الثانى :
"
فَكَتَبَ عَلى اللوْحَيْنِ مِثْل الكِتَابَةِ الأُولى الكَلِمَاتِ العَشَرَ التِي كَلمَكُمْ بِهَا الرَّبُّ فِي الجَبَلِ مِنْ وَسَطِ النَّارِ فِي يَوْمِ الاِجْتِمَاعِ وَأَعْطَانِيَ الرَّبُّ إِيَّاهَا " [ تثنية : 10 : 4 ]

النص الثالث :
"
فَأَجَابَ حُورَامُ مَلِكُ صُورَ بِرِسَالَةٍ إِلَى سُلَيْمَانَ: لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ أَحَبَّ شَعْبَهُ جَعَلَكَ عَلَيْهِمْ مَلِكاً " [ أخبار الأيام الثانى : 2 : 11 ]
وهذا النص يثبت وجهة نظرى تماماً .. فكلمة جرافا هنا تعنى : رسالة عادية .. ارسلها حورام ملك صور .

(هـ) .. قلنا فى الفقرة (أ) عن الترجمة الأمريكية القياسية للعدد موضوع البحث بأنها أصح الترجمات ، وحتى لا تتصور أنى أتمسك بترجمة واحدة فإن ترجمة الملك جيمس المعروفة تتفق مع وجهة نظرى .. كذلك فإن الرابط التالى يحتوى على أكثر من 30 ترجمة تؤيد وجهة نظرى أيضاً :
http://www.tyndale.cam.ac.uk/script...re/scriptur.htm

خلاصة هذه النقطة :
أن لفظة " جرافا " فى العدد لا تعنى الكتب المقدسة ؛ لأنها أتت غير معرفة بأل .

========================================

 

( 2 )


مع أن النص وردت به لفظة " جرافا " بدون تعريف ، لكن تعال نفترض أنها قد جاءت معرفة بأل ، وعندئذ فإنها ستعنى " الكتب المقدسة " .. لكن أى كتب مقدسة عناها بولس ؟ .. هل هى كتب العهد القديم مضافاً إليها كتب العهد الجديد ؟

حتى لو تنزلنا إلى الافتراض القائل بأن النص هو : " كل الكتاب .... " فإن بولس لم يكن يعنى أبداً كتب العهد الجديد بحال ، وإنما كتب العهد القديم على أحسن الأحوال .. للأسباب التالية :

(أ) .. كتابات بولس سابقة على الأناجيل .. فأول إنجيل ـ مرقص ـ قد ظهر بعد كتابة رسائل بولس بخمسة عشر عام على الأقل ..

(ب) .. بولس لا يعرف عن الأناجيل شيئاً على الإطلاق ، ولا يشير إليها أبداً ، كما يظهر من رسائله .

(جـ) .. إن أياً من كتبة الأناجيل الأربعة لم يقل أبداً ان ما يكتبه قد جاء وحيا من الله .. خلاف كثير من أسفار العهد القديم التى قررت بوضوح أنها وحى من الله الى نبيه [راجع مثلا : خروج 26: 10 واشعيا 1:1 ويوئيل 1:1]

ــ مثال على ذلك : إنجيل لوقا ..
لوقا يكتب بمبادرة شخصية الى شخص مجهول اسمه ثاوفيلس ، يحدثه عما وصل اليه من اخبار ، ويبعثها له على التوالى .. وبعد مئات السنين من موت لوقا ، الذى لم يرى المسيح اصلا باعترافه هو ، تعتمد السلطات الكنسية رسائل لوقا هذا وتسميها انجيل لوقا واعمال الرسل .

(د) .. كثير من نصوص العهد الجديد واضحة فى أنها ليست وحياً إلهياً .. نكتفى بنصوص أربعة :

النص الأول :
سلامات بولس نفسه فى رسالة تيموثاوس الثانية ..
"
سلم على فرسكا واكيلا وبيت انيسيفورس .. اراستس بقي في كورنثوس.واما تروفيمس فتركته في ميليتس مريضا .. بادر ان تجيء قبل الشتاء .. يسلم عليك افبولس وبوديس ولينس وكلافدية والاخوة جميعا ".
ــ هل هذا وحى من الله : " بادر ان تجىء قبل الشتاء " ؟!.. وهل هذا الكلام ينفع فى التعليم او التوبيخ الذى هو فى البر ؟

النص الثانى :
قول بولس أيضاً ، مناقضاً نفسه ، فى كورنثوس الأولى : 7 : 25 :
"
واما العذارى فليس عندي امر من الرب فيهنّ ولكنني اعطي رأيا كمن رحمه الرب ان يكون امينا ..
"
فاظن ان هذا حسن لسبب الضيق الحاضر انه حسن للانسان ان يكون هكذا ..
"
أنت مرتبط بامرأة فلا تطلب الانفصال.انت منفصل عن امرأة فلا تطلب امرأة ".
ــ كل هذا الكلام من اختراع بولس ، ليس وحى باعترافه.

النص الثالث :
المشاجرة بين بولس وبطرس فى غلاطية 2 : 11 :
"
ولكن لما أتى بطرس الى انطاكية قاومته مواجهة لانه كان ملوما ..
"
لانه قبلما أتى قوم من عند يعقوب كان يأكل مع الامم ولكن لما أتوا كان يؤخر ويفرز نفسه خائفا من الذين هم من الختان ".
ــ هنا بولس قاوم بطرس مواجهة لانه كان ملوما ، يعنى بطرس غلطان ، وبطرس له رسالتان فى العهد الجديد ما يدرينا انه ليس ملوما فيما كتبه فيهما أيضا .. ومع من نقف فى هذا الاختلاف ؟!

النص الرابع :
الخلاف بين برنابا وبولس فى اعمال الرسل : 15 : 39 ..
فحصل بينهما مشاجرة حتى فارق احدهما الآخر .. وبرنابا اخذ مرقس وسافر في البحر الى قبرص ..
ــ لابد ان يكون احدهما مخطىء .. نجح بولس فى اخفاء اسم برنابا بعد ذلك.

(هـ) .. لمعرفة الكتاب الذى يقصده بولس نورد نصين فقط :

النص الأول :
العدد السابق مباشرة للعدد موضوع البحث :
" 15 :
وإنك منذ الطفولية تعرف الكتب المقدسة القادرة أن تحكّمك للخلاص بالإيمان الذي في المسيح يسوع "
ــ يشير الى كتب العهد القديم .. أو باختصار الكتب كما فى " لوقا 24 : 44 : وقال لهم : هذا هو الكلام الذي كلمتكم به ، وانا بعد معكم ، انه لا بد ان يتم جميع ما هو مكتوب عني في ناموس موسى والانبياء والمزامير .. 45 : حينئذ فتح ذهنهم ليفهموا الكتب " فهذا هو ما تعلمه تيموثاوس فى طفولته .

النص الثانى :
يقول بولس : " لأن الكتاب يقول لا تكمّ ثوراً دارساً ، والفاعل مستحق أجرته " [تيموثاوس : 5 : 18 ]
ــ وهو يشير إلى نص فى العهد القديم : " لا تَكُمَّ الثَّوْرَ فِي دِرَاسِهِ " [ تثنية : 25 : 4 ]
ــ من الواضح ان كلمة " الكتاب " هنا تشير الى العهد القديم فقط .. وهذا اقصى ما يمكن ان نصل اليه الآن .

ملحوظة :
إن قيل : إن كلمة بولس هذه كلمة ممتدة المفعول الى المستقبل ..
قلنا : فلماذا لا يكون مفعولها ممتد حتى الآن ، ويظهر أى شخص ويقول : هذا كلام موحى به من الله ، وطبقاً لكلمة بولس هو نافع للتعليم والتوبيخ ؟!

خلاصة ما سبق :
بينا أولاً أن لفظة ( جرافا / كتابات ) غير معرفة بأل ، وبالتالى فهى لا تعنى الكتب المقدسة بعينها ..
وبينا ثانياً أننا لو افترضنا جدلاً أنها معرفة ، وأن النص هو " كل الكتاب ... " ، فهى لا يمكن أن تعنى أبداً كتب العهد الجديد ، وأنها أقصى ما يمكن أن تعنيه هو كتب العهد القديم فقط .

========================================

 

( 3 )


بعد ان أثبتنا بعون الله أن كلمة " الكتاب" ، حتى لو كانت الترجمة صحيحة ، وهى ليست كذلك ، فهى لا تشمل أبدا العهد الجديد .. بقى احتمال انها تعنى العهد القديم .. ونقول فى هذا المقام إن العهد القديم ليس كله موحى به من الله .. للأسباب التالية :

(أ) .. هل كل العهد القديم " نافع للتعليم والتوبيخ للتقويم والتأديب الذي في البر" ؟ .. لن أذكر هنا النصوص التقليدية مثل : نشيد الانشاد ، أو حزقيال .. بل سأذكر نصين جديدين ..

النص الأول :
"
ثُمَّ ذَهَبَ شَمْشُونُ إِلَى غَّزَةَ وَرَأَى هُنَاكَ امْرَأَةً زَانِيَةً فَدَخَلَ إِلَيْهَا. 2فَقِيلَ لِلْغَّزِيِّينَ: «قَدْ أَتَى شَمْشُونُ إِلَى هُنَا». فَأَحَاطُوا بِهِ وَكَمَنُوا لَهُ اللَّيْلَ كُلَّهُ عِنْدَ بَابِ الْمَدِينَةِ. فَهَدَأُوا اللَّيْلَ كُلَّهُ قَائِلِينَ: «عَُِنْدَ ضُوءِ الصَّبَاحِ نَقْتُلُهُ». 3فَاضْطَجَعَ شَمْشُونُ إِلَى نِصْفِ اللَّيْلِ, ثُمَّ قَامَ فِي نِصْفِ اللَّيْلِ وَأَخَذَ مِصْرَاعَيْ بَابِ الْمَدِينَةِ وَالْقَائِمَتَيْنِ وَقَلَعَهُمَا مَعَ الْعَارِضَةِ, وَوَضَعَهَا عَلَى كَتِفَيْهِ وَصَعِدَ بِهَا إِلَى رَأْسِ الْجَبَلِ الَّذِي مُقَابِلَ حَبْرُونَ " [ قضاة : 16 : 1 ]

ــ ما الفائدة التعليمية التى عادت علينا من دخول شمشون بهذه المرأة الزانية ؟

النص الثانى :
سفر التكوين : 38 .. قصة يهوذا مع ثامار زوجة ابنه .. خلعت ثياب ترملها وتغطت ببرقع وجلست فى الطريق لتزنى .. حسبها يهوذا زانية وروادها عن نفسها ، فوافقت مقابل جدى واخذت منه رهن حتى يرسل الجدى .. ودخل عليها وحبلت منه .. وحينما انفضح امرها اظهرت الرهن وكانوا على وشك ان يحرقوها .. فماذا حدث ؟! .. لا شىء ! .. لا عقاب لها او ليهوذا .. بل حدث العكس .. تم تخليد ذكراها واصبحت فى نسب المسيح !

ــ إن العهد القديم به مئات النصوص التى لا تنفع الا فى تعليم اشياء غير اخلاقية !

(ب) .. العهد القديم نفسه يشهد انه محرف وليس كله وحى الهى .. إليك نصان فقط ..

النص الأول :
"
كَيْفَ تَقُولُونَ: نَحْنُ حُكَمَاءُ وَشَرِيعَةُ الرَّبِّ مَعَنَا؟ حَقّاً إِنَّهُ إِلَى الْكَذِبِ حَوَّلَهَا قَلَمُ الْكَتَبَةِ الْكَاذِبُ " [ارميا : 8 : 8 ]

النص الثانى :
موسى يتنبأ بالتحريف :
"
خُذُوا كِتَابَ التَّوْرَاةِ هَذَا وَضَعُوهُ بِجَانِبِ تَابُوتِ عَهْدِ الرَّبِّ إِلهِكُمْ لِيَكُونَ هُنَاكَ شَاهِداً عَليْكُمْ. 27لأَنِّي أَنَا عَارِفٌ تَمَرُّدَكُمْ وَرِقَابَكُمُ الصُّلبَةَ. هُوَذَا وَأَنَا بَعْدُ حَيٌّ مَعَكُمُ اليَوْمَ قَدْ صِرْتُمْ تُقَاوِمُونَ الرَّبَّ فَكَمْ بِالحَرِيِّ بَعْدَ مَوْتِي! 28اِجْمَعُوا إِليَّ كُل شُيُوخِ أَسْبَاطِكُمْ وَعُرَفَاءَكُمْ لأَنْطِقَ فِي مَسَامِعِهِمْ بِهَذِهِ الكَلِمَاتِ وَأُشْهِدَ عَليْهِمِ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ. 29لأَنِّي عَارِفٌ أَنَّكُمْ بَعْدَ مَوْتِي تَفْسِدُونَ وَتَزِيغُونَ عَنِ الطَّرِيقِ الذِي أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ وَيُصِيبُكُمُ الشَّرُّ فِي آخِرِ الأَيَّامِ لأَنَّكُمْ تَعْمَلُونَ الشَّرَّ أَمَامَ الرَّبِّ حَتَّى تُغِيظُوهُ بِأَعْمَالِ أَيْدِيكُمْ " [تثنية 31]

 

 

قال المسيحى :

 

( 1 )


بالنسبة لمشكلة أداة التعريف .. تقول : " فالترجمة الصحيحة هى : " كل كتاب موحى به من الله هو صالح أيضاً للتعليم ... ".

ــ أوافقك عزيزي على تلك الترجمة ! .. لكني أسألك : ماذا تعني كلمة (أيضاً) التي تسبق (صالح للتعليم)؟ .. إنها تعني إضافة صفة إلي أخرى .. راجع سياق الجملة .. (كل كتاب موحى به من الله) أين الصفه في ذلك الجزء ؟ .. إنه (موحى به من الله) .. إذن الآية تتحدث عن كتاب موحى به من الله ، وأضافت على نعته بالوحي من الله أنه (أيضا) صالح للتعليم.

ـ لو لم نضع أداه التعريف لأصبح المعنى أن كل كتاب هو من الله ! وهذا بالتأكيد معنى لا يقرب للصواب بشىء .. أما القول بأن كل (الكتاب) ، فنحن نحدد على وجه اليقين ذلك الكتاب الموحى به من الله الذي هو الكتاب المقدس .. والكتاب المقدس تعبير يطلق على كل ما هو آت من الله إن كان التوراة أو الأسفار أو البشارات أو الرسائل.

(أ) ..
لم يعلق المسيحى عليها بكلام صريح ، وربما كان فيما تقدم بعض التعليق .

(ب) ..
تركها المسيحى تماماً !

(جـ) .. حاولت إثبات أن كلمه جرافا ، في الآية موضوع البحث ، لا يسبقها أداه تعريف .. لكن الحق أن تلك الكلمه لا تصلح إلا أن تترجم (الكتاب) بإضافه أداة التعريف .. وأدلتى على ذلك هى أدلتك نفسها التى أوردتها أنت فى كلامك !

النص الأول :
"
فاجاب يسوع وقال لهم تضلون اذ لا تعرفون الكتب ولا قوة الله " [متى 22: 29]

ـ فكلمة " جرافا " هنا تأتي في حديث عن الكلمة الالهيه المشابهه لقوة الله .. ولا علاقة لأداة التعريف بالأمر .

النص الثانى :
"
أما قرأتم هذا المكتوب .الحجر الذي رفضه البناؤون هو قد صار راس الزاوية " [مرقص: 12 : 10]

ـ إن المقصود بالكتب هنا هي الكتب المقدسه (الإلهية) ، حيث يتحدث رب المجد يسوع مع تلاميذه يذكرهم بآيات في الكتب الإلهية المسماة : العهد القديم .. لقد ذكرت كلمه " جرافا " في موضوع يتعلق بالكتب الإلهيه ، مما يعني أن كلمة جرافا يمكن أن تترجم مجازا : " كتاب إلهي ".

(د) .. تورد ثلاثة أمثلة من الترجمة السبعينية :

النص الأول :
"
وَاللَّوْحَانِ هُمَا صَنْعَةُ اللهِ وَالْكِتَابَةُ كِتَابَةُ اللهِ مَنْقُوشَةٌ عَلَى اللَّوْحَيْنِ " [خروج : 32 : 16]

ــ عندما جاءت كلمة " جرافا " ، جاءت في موضوع يتعلق بالكتب الالهية .. وتكرار الكلمة في الآية لم يكن على معنى كتابة عادية وإنما كتابة إلهية .

النص الثانى : [ تثنية : 10 : 4 ]
سكت المسيحى عنه تماماً !

النص الثالث :
"
فَأَجَابَ حُورَامُ مَلِكُ صُورَ بِرِسَالَةٍ إِلَى سُلَيْمَانَ: لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ أَحَبَّ شَعْبَهُ جَعَلَكَ عَلَيْهِمْ مَلِكاً " [ أخبار الأيام الثانى : 2 : 11 ]

ـ ألا ترى عزيزي أن الرسالة التي أرسلها حورام إلى سليمان تحوي في مضمونها كلاماً عن الله ؟! .. إن كلمة " جرافا " دائماً ما تأتي على أقوال الله .

(هـ) ..
سكت عنها المسيحى ، وإن كان فى كلامه ما قد يفيد بالإجابة عنها ، حيث اعتبر أن جميع الترجمات فى صفه بالضبط مثل الأمثلة السابقة.

========================================

 

( 2 )


حاولت أن تثبت أننا حتى لو قبلنا التعريف فى الكلمة " الكتب " ، فإن الكتب المقدسة المذكورة في النص الانجيلي ليس مقصود بها إلا كتب العهد القديم .

ــ ألا ترى قرآنك يقول : " وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ, نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الّذينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ " [البقرة 2: 89] ؟!

ــ ماهو الكتاب المذكور في (جاءهم كتاب من عند الله)؟ .. إنه القرآن .. أي جزء من القرآن : هل القرآن كله أم ما سبق تلك الآية من آيات فقط ؟ .. الآية تقول : (جاءهم) .. فعل ماض .. يعني الآية تتحدث عن كتاب جاء فعلا .. فهل كانت تلك الآية هي آخر واحدة في القرآن ؟ .. هل أعد لك بحثاً عن ترتيب نزول تلك الآية ووقتها ، ثم أقول : عفواً إن تلك الآية تتحدث عما سبقها من آيات فقط ، ولا تتحدث عن مجمل القرآن ؟!

ــ سأكتفي بذكر بعض العبارات القرآنية الأخرى التي لها نفس المعنى :
"
نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ مِنْ قَبْلُ هُدىً لِلنَّاسِ " [آل عمران 3،4]
"
وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الّذي بَيْنَ يَدَيْهِ" [الأنعام 92]

ملحوظة :
إن قلت : إن تلك الآيات تتحدث عما سبقها فقط ..
قلنا : لو كان القرآن دقيقا في كلامه ، لقلنا لكم إن الحق كان فيما سبق تلك الآية فقط من آيات ، وما يليها مشكوك في أنه حق ، وإلا كان إلهكم أنزلها آخر آيات القرآن .

(أ) ..
سكت عنها المسيحى تماماً !

(ب) ..
سكت عنها المسيحى تماماً !

(جـ) .. تقول : " إن أياً من كتبة الأناجيل الأربعة لم يقل أبداً ان ما يكتبه قد جاء وحيا من الله "

ــ إليك بعض الآيات من الكتاب المقدس .. يأمر الله فيها تلاميذه بنشر البشارة (الإنجيل) ..

"
دُفِعَ إِلَيَّ كُلُّ سُلْطَانٍ فِي السَّمَاءِ وَعَلَى الأَرْضِ 19فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآبِ وَالاِبْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ. 20وَعَلِّمُوهُمْ أَنْ يَحْفَظُوا جَمِيعَ مَا أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ. وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ" مت 28

" 15
وَقَالَ لَهُمُ: اذْهَبُوا إِلَى الْعَالَمِ أَجْمَعَ وَاكْرِزُوا بِالإِنْجِيلِ لِلْخَلِيقَةِ كُلِّهَا. 16مَنْ آمَنَ وَاعْتَمَدَ خَلَصَ وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ يُدَنْ " مر 16

" 44
وَقَالَ لَهُمْ: «هَذَا هُوَ الْكَلاَمُ الَّذِي كَلَّمْتُكُمْ بِهِ وَأَنَا بَعْدُ مَعَكُمْ أَنَّهُ لاَ بُدَّ أَنْ يَتِمَّ جَمِيعُ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ عَنِّي فِي نَامُوسِ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ وَالْمَزَامِيرِ». 45حِينَئِذٍ فَتَحَ ذِهْنَهُمْ لِيَفْهَمُوا الْكُتُبَ. 46وَقَالَ لَهُمْ: «هَكَذَا هُوَ مَكْتُوبٌ وَهَكَذَا كَانَ يَنْبَغِي أَنَّ الْمَسِيحَ يَتَأَلَّمُ وَيَقُومُ مِنَ الأَمْوَاتِ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ 47وَأَنْ يُكْرَزَ بِاسْمِهِ بِالتَّوْبَةِ وَمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا لِجَمِيعِ الأُمَمِ مُبْتَدَأً مِنْ أُورُشَلِيمَ. 48وَأَنْتُمْ شُهُودٌ لِذَلِكَ " لو 24

" 21
فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ أَيْضاً: «سلاَمٌ لَكُمْ. كَمَا أَرْسَلَنِي الآبُ أُرْسِلُكُمْ أَنَا». 22وَلَمَّا قَالَ هَذَا نَفَخَ وَقَالَ لَهُمُ: «اقْبَلُوا الرُّوحَ الْقُدُسَ. 23مَنْ غَفَرْتُمْ خَطَايَاهُ تُغْفَرُ لَهُ وَمَنْ أَمْسَكْتُمْ خَطَايَاهُ أُمْسِكَتْ " يو 20

فى نفس الفقرة (جـ) ..
تعطى لوقا مثالاً على أن كتبة الأناجيل لم يكتبوا بوحى من الله ..

تقول : " لوقا يكتب بمبادرة شخصية الى شخص مجهول اسمه ثاوفيلس ... وبعد مئات السنين ... تعتمد السلطات الكنسية رسائل لوقا هذا وتسميها انجيل لوقا واعمال الرسل ".

ــ لماذا تتجاهل تلك الايه في افتتاحيه سفر أعمال الرسل ؟
" 1
اَلْكَلاَمُ الأَوَّلُ أَنْشَأْتُهُ يَا ثَاوُفِيلُسُ عَنْ جَمِيعِ مَا ابْتَدَأَ يَسُوعُ يَفْعَلُهُ وَيُعَلِّمُ بِهِ 2 إِلَى الْيَوْمِ الَّذِي ارْتَفَعَ فِيهِ بَعْدَ مَا أَوْصَى بِالرُّوحِ الْقُدُسِ الرُّسُلَ الَّذِينَ اخْتَارَهُمْ. 3 اَلَّذِينَ أَرَاهُمْ أَيْضاً نَفْسَهُ حَيّاً بِبَرَاهِينَ كَثِيرَةٍ ".
ــ لوقا يتحدث إلي ثاوفيلس بوصاية من يسوع (الله) مدفوعا من الروح القدس .. وإن كان ثاوفيلس مجهولا لديك فلا شأن لنا في هذا !

(د) .. تستشهد بنصوص أربعة من العهد الجديد على أنها ليست وحياً إلهياً ..

النص الأول :
سلامات بولس نفسه فى رسالة تيموثاوس الثانية ..

1 ) .. إليك ما يبطل دليلك من كلام بولس نفسه ..
"
لاَ بِمُقْتَضَى أَعْمَالِنَا، بَلْ بِمُقْتَضَى الْقَصْدِ وَالنِّعْمَةِ الَّتِي أُعْطِيَتْ لَنَا فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ قَبْلَ الأَزْمِنَةِ الأَزَلِيَّةِ، 10وَإِنَّمَا أُظْهِرَتِ الآنَ بِظُهُورِ مُخَلِّصِنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي أَبْطَلَ الْمَوْتَ وَأَنَارَ الْحَيَاةَ وَالْخُلُودَ بِوَاسِطَةِ الإِنْجِيلِ. 11الَّذِي جُعِلْتُ أَنَا لَهُ كَارِزاً وَرَسُولاً وَمُعَلِّماً لِلأُمَمِ. 12لِهَذَا السَّبَبِ أَحْتَمِلُ هَذِهِ الأُمُورَ أَيْضاً. لَكِنَّنِي لَسْتُ أَخْجَلُ، لأَنَّنِي عَالِمٌ بِمَنْ آمَنْتُ، وَمُوقِنٌ أَنَّهُ قَادِرٌ أَنْ يَحْفَظَ وَدِيعَتِي إِلَى ذَلِكَ الْيَوْمِ. 13تَمَسَّكْ بِصُورَةِ الْكَلاَمِ الصَّحِيحِ "

2 ) .. أما عن السلامات ..

ــ فيقول أحد المفسرين :
"
يرى الذين يؤمنون بوحي بعض الكتب المقدسة وينكرون البعض الآخر ، أن طلب الرسول الرداء من تيموثاوس يحطّ بقدر الوحي الإلهي، وهو خطأ جسيم, فإن هذه العبارة ناطقة بأن بولس ترك الدنيا وأمجادها وصيتها وراحتها، وآثر أن يقاسي الأتعاب والشدائد (اقرأ 2كورنثوس 11: 23 ـ 27) فهذا الرسول الجليل القدر، نراه الآن مع تقدمّه في السن مسجوناً في روما يطلب رداءً .. كما ان الهام الروح القدس لبولس ان يكتب تلك السلامات لتاكيد نسب الرساله لبولس فيما بعد ، حيث يعلم الروح القدس العليم ببواطن الامور أنه سيأتي البعض ويشككون في مدى نسب تلك الرساله لبولس ".

ــ ويقول في هذا القمص تادرس يعقوب :
"
كتب الرسول بولس هذه الرسالة إلى القديس تيموثاوس، الذي كان يخدم في أفسس ويرعى شعبها، والدليل على ذلك هو :
" 1 ) ..
طلب منه أن يسلم على أنيسيفورس (٤: ١٩)، الذي كان في أفسس (١: ١٨) ..
" 2 ) ..
أوصاه أن يمر على ترواس عند قدومه إليه في روما (٤: ١٣)، وكانت ترواس تقع في الطريق الممهد بين أفسس وروما كما يُفهم من (أع ٢٠: ٥؛ ٢ كو ٢: ١٢) ..
" 3 ) ..
حذره من اسكندر النحاس (٤: ١٤) الذي كان في أفسس (أع ١٩: ٣٣؛ ١ تي ١: ٢٠) ..
" 4 ) ..
أمره أن يبادر إليه (٤: ٩)، وزاد على ذلك قوله: "أما تيخيكس فقد أرسلته إلى أفسس" (4: 12)، وكأنه قد بعث به إلى أفسس لينوب عن القديس تيموثاوس أثناء رحيله"

ــ كما يثبت تاريخ تلك الرساله من بين الاقوال الكتابيه فيقول :
"
يظهر من هذه الرسالة أن الرسول كتبها وهو في سجن روما (١: ٨، ١٦؛ ٤: ٦). وليس في سجنه الأول بل الأخير، حوالي سنة ٦٧ أو ٦٨ م. فقد سجن في روما مرتين. في السجن الأول كان داخل السجن نفسه، أما في الثاني فأقام في بيت استأجره، فكان السجن بالنسبة له "تحديد إقامة" أكثر منه سجنًا ..
"
يظهر أن هذه الرسالة كتبت أثناء سجنه الثاني من الأدلة التالية :
" 1 ) ..
لم يكن يتوقع انطلاقه من السجن سريعًا وتركه روما كما جاء في رسالته إلى أهل فيلبي (١: ٢٤؛ ٢ : ٢٤)، وفي رسالته إلى فليمون (في ٢٢)، بل على العكس كان يتوقع استشهاده، إذ يقول: "فإني الآن أسكب سكيبًا ووقت انحلالي قد حضر" (٤: ٦) ..
" 2 ) ..
يرى البعض أن الرسول يشير إلى سجنه الأول وما لازمه من محاكمة انتهت بالإفراج عنه وانطلاقه للخدمة، إذ يقول: "في احتجاجي الأول لم يحضر أحد معي، بل الجميع تركوني، لا يحسب عليهم! ولكن الرب وقف معي وقواني لكي تتم بي الكرازة، ويسمع جميع الأمم، فأُنقذت من فم الأسد" (٤: ١٦، ١٧). وإذ كان غالبية الدارسين يرون أن الرسول يتحدث هنا عن ظهوره أمام نيرون مرة، وأن القضية قد تأجلت ليظهر مرة أخرى، وأن الكرازة قد التهبت خلال خدمته ما بين المحاكمتين وهو في السجن ..
" 3 ) ..
يطلب الرسول منه أن يُحضر الرداء الذي تركه في ترواس عند كاربس (٤: ١٣والكتب أيضًا ولاسيما الرقوق؛ هذا يظهر أن الرسول قد قُبض عليه في المرة الثانية بأمر روماني كطلب نيرون في وقت لم يكن متوقعًا فيه فلم يجد الوقت لجمع هذه الأشياء ..
" 4 ) ..
أسماء بعض الأشخاص الواردة في الرسائل التي كتبها أثناء سجنه الأول لم تذكرُ هنا، مما يبدو أنهم غائبون عنه، هذا يدل على أن هذه الرسالة لم تكتب في السجن الأول. ففي رسالته إلى كولوسي يذكر أن معه تيموثاوس ومرقس وديماس (كو ١: ١؛ ٤: ١؛ ٤: ١٤)، أما هنا فيكتب إلى تيموثاوس المقيم في أفسس، ويطلب منه أن يحضر معه مار مرقس الرسول (٤: ١١)، كما يقول عن ديماس أنه قد تركه (٤: ١٠) ".

3 ) .. أسوق اليك جانبا لتفسير الاصحاح الاول من رساله بولس الثانية الي تيموثاوس لبيان التعليم والتوبيخ والتأديب ، كما يذكرها القمص تادرس يعقوب :..
ثم يسوق المسيحى بحثاً طويلاً ـ بالنسبة لمقامنا ـ عبارة عن شرح لتيماثاوس الثانية : 1 ..

النص الثانى :كورنثوس الأولى : 7 : 25 :
"
واما العذارى فليس عندي امر من الرب فيهنّ ولكنني اعطي رأيا كمن رحمه الرب ان يكون امينا ..
"
فاظن ان هذا حسن لسبب الضيق الحاضر انه حسن للانسان ان يكون هكذا ..
"
أنت مرتبط بامرأة فلا تطلب الانفصال.انت منفصل عن امرأة فلا تطلب امرأة ".
تقول : كل هذا الكلام من اختراع بولس ، ليس وحى باعترافه

ــ المقصود بقول بولس هنا : هو أن رب المجد يسوع لم يذكر بهذا الشأن أثناء وجوده على الارض .. أما أقوال بولس فهى بالكامل من وحيه من الروح القدس (راجع مفهوم الوحي)

النصين الثالث والرابع :
المشاجرة بين بولس وبطرس فى غلاطية 2 : 11 ..
الخلاف بين برنابا وبولس فى اعمال الرسل : 15 : 39 ..

ــ أجبت ضمنيا فيما سبق عن هذا الموضوع .. وأضيف أن ذلك لبيان أنه لا إنسان كامل سوى رب المجد يسوع .

ــ وأما عن القول باختلاف برنابا و بطرس وبولس ، فليس معناها أن أحدهم مخطئ والآخر على صواب ، ولكن ربما تقترح أنت مثلا أن تذهبوا إلى المكان (أ) ثم إلى المكان (ب) ، ويقترح أخيك العكس ، والرأيان صواب ، ولكنه مجرد إختلاف .. وكما أوضحت في مفهوم الوحي أن الوحي المسيحي لا ينفي شخصية الكاتب وضعفاته ولكنه يعصمه من الخطأ في الحديث عن الإلهيات .

(هـ) ..
سكت عنها المسيحى تماماً !

========================================

 

( 3 )


تقول : إن العهد القديم ليس كله موحى به من الله ..

وأنا آتيك بشهادة الكتاب المقدس لنفسه .. فقد صادق المسيح على صحة الكتب المقدسة .. وكذلك رسل المسيح، حذوا حذو معلمهم في الاستشهاد بنبوات العهد القديم ..

ــ فمن تصديق المسيح لصحة الكتب المقدسة :

1 ) .. بالاستشهاد بما جاء فيها من نبوات تتكلم عنه، ومن أبرزها نبوة إشعياء التي تلاها المسيح في مجمع الناصرة حيث مكتوب: رُوحُ السَّيِّدِ الرَّبِّ عَلَيَّ، لِأَنَّ الرَّبَّ مَسَحَنِي لِأُبَشِّرَ المَسَاكِينَ، أَرْسَلَنِي لِأَعْصِبَ مُنْكَسِرِي القَلْبِ، لِأُنَادِيَ لِلْمَسْبِيِّينَ بِالْعِتْقِ، وَلِلْمَأْسُورِينَ بِا لْإِطْلَاقِ. لِأُنَادِيَ بِسَنَةٍ مَقْبُولَةٍ لِلرَّبِّ، وَبِيَوْمِ انْتِقَامٍ لِإِلَهِنَا. لِأُعَزِّيَ كُلَّ النَّائِحِينَ [إشعياء 61: 1 و2], ويخبرنا لوقا البشير أن المسيح بعد أن تلا هذه النبوة الخاصة به قال للسامعين: ا لْيَوْمَ قَدْ تَمَّ هذا المَكْتُوبُ فِي مَسَامِعِكُمْ [لوقا 4: 21]

2 ) .. بحضِّه اليهود على تلاوة الأسفار المقدسة ودرسها، إذ قال لهم: فَتِّشُوا الكُتُبَ لِأَنَّكُمْ تَظُنُّونَ أَنَّ لَكُمْ فِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً. وَهِيَ التِي تَشْهَدُ لِي [يوحنا 5: 39]

3 ) .. بتوبيخه الصدوقيين لجهلهم الأسفار المقدسة وعدم إقامة أحكامها إذ قال لهم: تَضِلُّونَ، إِذْ لَا تَعْرِفُونَ الكُتُبَ وَلَا قُوَّةَ اللّهِ [مرقس 12: 24]

4 ) .. باتخاذها سلاحاً ضد تجارب إبليس, إذ نقرأ في الإنجيل المقدس، أن يسوع صدَّ التجارب التي هاجمه بها إبليس في برية الأردن بآيات من الكتاب المقدس, ففي صد التجربة الأولى قال: مَكْتُوبٌ أَنْ لَيْسَ بِا لْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ مِنَ اللّهِ [لوقا 4: 4 مأخوذة عن سفر التثنية8: 3 ] وفي صد التجربة الثانية، قال مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ [لوقا 4: 8 مأخوذة عن سفر التثنية 6: 13] , وفي صد التجربة الثالثة قال: قِيلَ: لَا تُجَرِّبِ الرَّبَّ إِلهَكَ [لوقا 4: 12 مأخوذة عن سفر التثنية 6: 16]

ــ ومن أمثلة اتباع رسل المسيح لمعلمهم في الاستشهاد بالعهد القديم :

1 ) .. قولهم عن هلاك يهوذا الاسخريوطي: " لِأَنَّهُ مَكْتُوبٌ فِي سِفْرِ المَزَامِيرِ: لِتَصِرْ دَارُهُ خَرَاباً وَلَا يَكُنْ فِيهَا سَاكِنٌ، وَلْيَأْخُذْ وَظِيفَتَهُ آَخَرُ " [أعمال 1: 20 مزمور 69: 25، مزمور 109: 8 ]

2 ) .. وقولهم عن حلول الروح القدس، في يوم العنصرة : " يَقُولُ اللّهُ: وَيَكُونُ فِي الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ أَنِّي أَسْكُبُ مِنْ رُوحِي عَلَى كُلِّ بَشَرٍ، فَيَتَنَبَّأُ بَنُوكُمْ وَبَنَاتُكُمْ، وَيَرَى شَبَابُكُمْ رُؤىً وَيَحْلُمُ شُيُوخُكُمْ أَحْلَاماً. وَعَلَى عَبِيدِي أَيْضاً وَإِمَائِي أَسْكُبُ مِنْ رُوحِي فِي تِلْكَ الأَيَّامِ فَيَتَنَبَّأُونَ " [أعمال 2: 17 و18، يوئيل 2: 28 و29]

(أ) .. ترى أن هناك نصوصاً من العهد القديم ليست نافعة للتعليم والتوبيخ للتقويم والتأديب الذي في البر .. وتستشهد بنصين ..

النص الأول : من قصة شمشون [القضاة 16 :1] ..
تقول : ما الفائدة التعليمية التى عادت علينا من دخول شمشون بهذه المرأة الزانية ؟

ــ يقول القمص تادرس يعقوب :
" 1 ) ..
يرى القديس اغسطوينوس أن هذا التصرف بكل دقائقه يمثل صورة حيه لعمل الرب الخلاصي بدخوله الي الجحيم بعد الصلب ليحطم متاريسه واهبا لمؤمنيه قوة قيامته ...
" 2 ) ..
يقول القديس أمبروز : غلب شمشون القوي الشجاع الاسد لكنه لم يستطع أن يغلب هواه . قطع وثق أعدائه لكنه عجز عن قطع حبال شهوته ..
" 3 ) ..
لا يبرر القديس أغسطينوس تصرف شمشون اذ يقول : عندما حقق شمشون فضائل و معجزات كان يمثل السيد المسيح رأس الكنيسه وعندما كان يعمل بحكمه كان صورة للذين يسلكون في الكنيسه بالبر لمنه عندما كان يغلب ويتهاون فكان يمثل خطاه الكنيسه ".

النص الثانى : قصة يهوذا مع ثامار زوجة ابنه [تكوين 38 : 1]

ــ اختصارا أقول : وفقا للعقيدة المسيحية ، فالرب يسوع أتى ليحمل خطايا البشر .. ولهذا جاء حاملا ـ كجسد بشري ـ خطايا الآباء والأجداد لبيان أهمية الكفارة.

(ب) .. تستشهد بنصين على أن العهد القديم يشهد لنفسه بالتحريف ..

النص الأول : [ارميا : 8 : 8 ]
سكت عنه المسيحى تماماً !

النص الثانى :
موسى يتنبأ بالتحريف .. [تثنية 31]

ــ قول موسى مقتطع من سياق الحديث .. سأنقل النص كاملا :
" 24
وَعِنْدَمَا أَتَمَّ مُوسَى تَدْوِينَ نُصُوصِ هَذِهِ التَّوْرَاةِ كَامِلَةً فِي كِتَابٍ، 25أَمَرَ اللاَّوِيِّينَ حَامِلِي تَابُوتِ عَهْدِ الرَّبِّ قَائِلاً: 26«خُذُوا كِتَابَ التَّوْرَاةِ هَذَا وَضَعُوهُ إِلَى جِوَارِ تَابُوتِ عَهْدِ الرَّبِّ إِلَهِكُمْ، لِيَكُونَ هُنَاكَ شَاهِداً عَلَيْكُمْ، 27لأَنِّي أَعْرِفُ تَمَرُّدَكُمْ وَقَسَاوَةَ قُلُوبِكُمْ. إِذْ وَأَنَا مَازِلْتُ حَيّاً مَعَكُمُ الْيَوْمَ أَخَذْتُمْ فِي مُقَاوَمَةِ الرَّبِّ. فَكَمْ بِالأَحْرَى تَتَمَرَّدُونَ بَعْدَ مَوْتِي؟ 28اِجْمَعُوا إِلَيَّ جَمِيعَ شُيُوخِ أَسْبَاطِكُمْ وَعُرَفَاءَكُمْ، لأَتْلُوَ عَلَى مَسَامِعِهِمْ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ، وَأُشْهِدَ عَلَيْهِمِ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ. 29لأَنَّنِي وَاثِقٌ أَنَّكُمْ بَعْدَ مَوْتِي تَفْسِدُونَ وَتَضِلُّونَ عَنِ الطَّرِيقِ الَّتِي أَوْصَيْتُكُمْ بِهَا، فَيُصِيبُكُمُ الشَّرُّ فِي آخِرِ الأَيَّامِ، لأَنَّكُمْ تَقْتَرِفُونَ الشَّرَّ أَمَامَ الرَّبِّ حَتَّى تُثِيرُوا غَيْظَهُ بِمَا تَجْنِيهِ أَيْدِيكُمْ». 30فَتَلاَ مُوسَى فِي مَسَامِعِ كُلِّ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ كُلَّ كَلِمَاتِ أَبْيَاتِ هَذَا النَّشِيد"

ــ واضح أن الحديث لا علاقة له بالتحريف ، بل الحديث عن عوجان الشعب في اتباع تعاليم الله.

 

 

 

قال المسلم :

 

( 1 )


تقول : ماذا تعني كلمة (أيضاً) التي تسبق (صالح للتعليم)؟ .. إنها تعني إضافة صفة إلي أخرى .. (كل كتاب موحى به من الله) أين الصفه في ذلك الجزء ؟ .. إنه (موحى به من الله) .. إذن الآية تتحدث عن كتاب موحى به من الله ، وأضافت على نعته بالوحي من الله أنه (أيضا) صالح للتعليم.

أولاً .. كلمة (أيضا) هذه ـ آخر مهرب لك ـ ليست ذات اعتبار ! .. لماذا ؟ .. لأنها تختفى من الترجمة الكاثوليكية وترجمة كتاب الحياة ! .. إما أن تكذب طبعة الكاثوليك .. وإما ان تسحب استشهادك بكلمة (أيضا) .. وكلاهما مر !

ــ هذا نص الترجمة اليسوعية :
"
فكُلُّ ما كُتِبَ هو مِن وَحيِ الله، يُفيدُ في التَّعْليمِ والتَّفنْيدِ والتَّقْويمِ والتَّأديبِ في البِرّ "

ــ وهذا نص ترجمة كتاب الحياة :
"
إِنَّ الْكِتَابَ بِكُلِّ مَا فِيهِ، قَدْ أَوْحَى بِهِ اللهُ؛ وَهُوَ مُفِيدٌ لِلتَّعْلِيمِ وَالتَّوْبِيخِ وَالتَّقْوِيمِ وَتَهْذِيبِ الإِنْسَانِ فِي الْبِرِّ "

ــ لا توجد كلمة (أيضاً) فى ما سبق ، وكذلك لا توجد الكلمة فى الترجمات الإنجليزية التالية ..
K.J.V., Bible in Basic English, Darby's English Translation, Douay Rheims, Noah Webster Bible, Weymouth New Testament, World English Bible, Young's Literal Translation

ثانياً .. دليل آخر .. يقول علماؤكم :
"
ومن ناحية أخرى ، ليس من السهل أن نعرف السبب فى الحاجة إلى التأكيد لتيموثاوس ـ فى هذا المجال ـ على أن الكتاب موحى به من الله ..
"
ويفسر بيرنارد ذلك بأن ما كان يود بولس أن يؤكده لتيموثاوس هو فائدة أسفار العهد القديم ، وليس التأكيد على أنه موحى به ؛ لأنه كان واثقاً من ناحية هذه النقطة منذ الطفولية ..
"
وحرف العطف (الواو) ـ قبل كلمة نافع ـ مفهومه أكثر فى الترجمة العربية ، أما كلمة أيضاً (also) فى ترجمة RV يبدو أنه لم يكن لها ما يبررها (انظر لوك) ....
"
وفى الوقت الذى لا نستبعد فيه احتمال تفسير بديل ، إلا أنه من الأفضل من الناحية اللغوية أن تكون الترجمة : " كل الكتاب هو موحى به من الله ونافع ... " ..
"
ولذلك لم يكن الهدف من هذه العبارة إخبار تيموثاوس بأن الكتاب موحى به من الله ؛ لأن هذا تعليم معروف ومقبول من جميع اليهود ، وإنما كان الهدف تذكيره أن نفع الكتاب جاء أساساً من أنه موحى به "ا.هـ.
[
ص 197، التفسير الحديث للكتاب المقدس ، دونالد جوثرى ، ترجمة نكلس نسيم ، دار الثقافة بالقاهرة]

ثالثاً .. دليل آخر .. من تعليق آدم كلارك .. يقول :
" (
كل الكتاب موحى به من الله) .. هذه العبارة لم تترجم جيداً العبارة الاصلية .. يجب أن تترجم هكذا (أى كتابة موحى بها) .. حرف العطف (واو) محذوف من كل الترجمات تقريباً ومعظم الاباء الاوائل .. وهذا بالتاكيد لا يتوافق مع النص ... وكاتب الرسالة يتحدث هنا بلا أدنى جدال عن كتابات العهد القديم ، والمشار اليها فى العدد 15 ".

رابعاً .. دليل آخر .. من كتاب (تفسير الكتاب المقدس) الجزء السادس ، تأليف جماعة من اللاهوتيين ، برئاسة فرنسس داندسن ، صفحة 471 .. يقول بوضوح ما معناه : إن استخدام هذا التعبير المعرف بأل ، كتعبير فنى عن العهد القديم ، ولكن المشكلة أن التعريف غير موجود فى العدد الذى يليه .. إذن الكتب المشار إليها هى كتب العهد القديم فقط .. ويبطل الاستشهاد بهذا العدد .

(أ) ..
لم يكن المسيحى قد علق عليها بكلام صريح ، فلم يعقب المسلم .

(ب) ..
سكت عنها المسيحى ، فلم يعقب المسلم .

(جـ) ..
ــ الأمثلة التى وضعتها لك لم تفهم مغزاها .. انا وضعتها لاثبت لك ان وضع اداة التعريف هو الذى يسمح بترجمة الكلمة بمعنى الكتاب المقدس ، والمراد به فى جميع المرات التى وردت فى العهد الجديد هو العهد القديم فقط او اجزاء منه .

ــ فى العدد محل البحث وردت كلمة " جرافا " بدون أداة تعريف .. السؤال : كيف يسمح المترجم لنفسه ان يضعها فى الترجمة (معرفة) وهى ليست كذلك فى النص الذى ترجم عنه ؟

النص الأول :
"
فاجاب يسوع وقال لهم تضلون اذ لا تعرفون الكتب ولا قوة الله " [متى 22: 29]
تقول : " جرافا " هنا تأتي في حديث عن الكلمة الالهيه ... ولا علاقة لأداة التعريف بالأمر "

ــ أتيتك بمرجع يقول ان اضافة اداة التعريف هو الذى جعل كلمة جرافا تعنى الكتاب المقدس عند اليهود ، اى العهد القديم .. فهل رأيك يصمد أمام رأى الدكتور موريس تاوضروس أستاذ اللغة اليونانية والانبا بيشوى استاذ اللاهوت والحوارات المسكونية ؟!

النص الثانى :
"
أما قرأتم هذا المكتوب .الحجر الذي رفضه البناؤون هو قد صار راس الزاوية " [مرقص: 12 : 10]
تقول : إن المقصود بالكتب هنا هي الكتب المقدسه (الإلهية) ، حيث يتحدث رب المجد يسوع مع تلاميذه يذكرهم بآيات في الكتب الإلهية المسماة : العهد القديم.

ــ إنك تعترف ببساطة أن المقصود هنا العهد القديم فقط ! .. وهذا كافٍ فى إبطال استشهادك بهذا العدد لاثبات وحى الكتاب المقدس كاملا !

(د) .. أمثلتى من الترجمة السبعينية ..

النص الأول : [خروج : 32 : 16]
سكت المسلم عنه ، وإن كان رده الإجمالى فى البداية يعفيه من تعقب كل الأمثلة .

النص الثانى : [ تثنية : 10 : 4 ]
سكت المسيحى عنه تماماً ! .. فلم يعقب المسلم !

النص الثالث :
"
فَأَجَابَ حُورَامُ مَلِكُ صُورَ بِرِسَالَةٍ إِلَى سُلَيْمَانَ: لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ أَحَبَّ شَعْبَهُ جَعَلَكَ عَلَيْهِمْ مَلِكاً " [أخبار الأيام الثانى : 2 : 11]
تقول : ألا ترى أن رسالة حورام إلى سليمان تحوي في مضمونها كلاماً عن الله ؟! .. إن كلمة " جرافا " دائماً ما تأتي على أقوال الله.

ــ هذا كلام غريب جدا ! .. هل تريد أن تقول إن رسالة حورام إلى سليمان هى وحى إلهى ؟ .. وهل أى رسالة تحوى فى مضمونها كلام عن الله تعتبر وحى الهى ؟ .. حورام أرسل رسالة هو كاتبها ، ليست بوحى ولا خلافه .. وهذا يثبت ان جرافا هى بمعنى رسالة او مكتوب .

(هـ) ..
سكت عنها المسيحى ، فلم يعقب المسلم .

ثم يضيف المسلم نقطتين جديدتين ..



(و) .. وردت كلمة " جرافا " فى العهد الجديد 51 مرة ، كلها تسبقها اداة تعريف ، والتى بوجودها نستطيع ان نترجمها " الكتاب المقدس " (العهد القديم فقط) .. وهناك 3 مواضع أخرى ، ليس بها أداة التعريف ، ولكنها ليست بأهمية العدد محل البحث الذى اختفت منه أداة التعريف .

ــ وحيث أن : الاغليبة باداة التعريف ..
وحيث أن : العدد محل البحث تستخدمه فى إثبات أن كتابك كله موحى به من الله ..
إذن : عدم وجود أداة التعريف يسمح بترجمة لا تثبت المعنى الذى أردتموه أبدا ..

ــ بولس كان يقصد أى كلام مكتوب ولا يقصد الكتاب المقدس بعهديه ابداً .

(ز) .. سؤال : عندما بقول بولس " كل الكتاب موحى به من الله " .. هل يقصد (النسخة الاصلية) او يقصد (الترجمات) ؟
سؤال لا إجابة له ! .. لأنه لا يوجد نسخة أصلية يمكن اعتمادها ، وكل المخطوطات الموجودة لا يمكن ان تكون وحى الهى ؛ لأنها مختلفة .

========================================

 

( 2 )


تقول : حاولت إثبات أننا حتى لو قبلنا التعريف فى الكلمة " الكتب " ، فإن الكتب المقدسة المذكورة في النص الانجيلي ليس مقصود بها إلا كتب العهد القديم .. ألا ترى قرآنك يقول : " وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ, نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الّذينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ " [البقرة 2: 89] ؟!

أولاً ..
ــ كل المراجع الموجودة عندى تقول إن كلمة جرافا فى العهد الجديد المقصود بها كتب العهد القديم فقط.
ــ أنت نفسك تعترف ان المقصود هو العهد القديم فقط .. فى كلامك السابق : لاحظوا معي أن المقصود بالكتب هنا هي الكتب المقدسه (الالهية) حيث يتحدث رب المجد يسوع مع تلاميذه يذكرهم بآيات في الكتب الالهية المسماه العهد القديم .

ثانياً ..
ــ كلمة " كتاب " فى القران لها أكثر من 12 معنى مثل : اللوح المحفوظ [النبا 29] .. والقران الكريم [صدر سورة البقرة] .. والتوراة [آل عمران 78] .. والانجيل [ال عمران 64] .. وكتاب سليمان إلى بلقيس [النمل 29] .. وبمعنى الكتابة المعروفة [آل عمران 48] .. وتاريخ الابرار والفجار [المطففين 7] .. وفريضة الطاعة [النساء 13] ... الخ.
[
راجع : بصائر ذوى التمييز فى لطائف الكتاب العزيز ، للفيروزابادى ، صفحة 329 ، طبعة المكتبة العلمية]
فهل راجعت أنت هذه المعانى وعرفتها وهل تملك المراجع اللازمة التى توضحها قبل التصدى للمقارنة ؟

ــ القران موجود منذ الأزل ! .. فى اللوح المحفوظ ! .. فالإشارة إليه تشمله كله ، حتى قبل أن ينزل منجماً !

ــ اذا كانت كلمة الكتاب تعنى القران ، فهى تشير الى ايات من الكتاب الحكيم ، وبديهى انها جزء من كتاب سينزل منجما فى اكثر من عشرين عاما ، فما المشكلة هنا ؟ .. من يسمع هذه الايات قبل نزول القران كاملا يعرف انها جزء منه .. ومن يسمعها بعد نزوله كاملا يعرف انها جزء منه كذلك ولكن المعنى المقصود هو القران فى الحالتين .. وعندما انتهى الوحى اصبحت الاية تشمل القران كله .

ــ يقول ابن تيمية فى كتابه (الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح) :
"
وذلك أنه لما أنزل قوله " ذلك الكتاب " و"تلك آيات الكتاب " ونحو ذلك .. لم يكن الكتاب المشار إليه قد أنزل تلك الساعة ، وإنما كان قد أنزل قبل ذلك ، فصار كالغائب الذي يشار إليه كما يشار إلى الغائب ، وهو باعتبار حضوره عند النبي يشار إليه كما يشار إلى الحاضر ، كما قال تعالى " وهذا ذكر مبارك أنزلناه " .. ولهذا قال غير واحد من السلف : " ذلك الكتاب " أي : هذا الكتاب .. يقولون : المراد هذا الكتاب ، وإن كانت الإشارة تكون تارة إشارة غائب وتارة إشارة حاضر "ا.هـ.

ــ إن القران كتاب واحد ، من مصدر واحد ، نزل فى مدة محددة ، وهو الامر الذى يسمح باعتبار الاشارة اليه تشمله كله ، وهذا غير متوفر عندك .

ــ كلام بولس يعنى الكتاب حتى عصر كتابة الرسالة على اقصى تقدير ؛ لان بولس ليس الشخص الوحيد الذى يوحى اليه ، والاشخاص عندكم كثيرة ، و لا يوجد ضابط ، ولابد ان يكون هناك ضابط لانتهاء مفعول كلمة بولس حتى عصر معين ، والذى حدد ذلك بشر عاديين فى عصور تالية بعد مئات السنين كما لا يخفى عليك ، احدها فى مجمع تم تحت رعاية امبراطور وثنى .

ــ بديهى مما سبق أن القران خارج هذه المناقشة لانه كتاب محدد موحى به لشخص واحد ، لا يمكن اضافة اى شىء له ، وكلمة الكتاب به اذا كانت تعود على القران فالقران معروف ، وكلماته معروفة من الفاتحة حتى سورة الناس ، انتهت بنزول آخر آية ، ولا مجال للاجتهاد هنا ، ولا ينتظر المسلمون مخطوطة تغير فى القرآن ، ولا قرارات مجمع مسكونى بحذف أسفار كاملة وإضافة أخرى ، بل وصل الامر إلى اضافة اقنوم ثالث !

ــ أى كتاب يقصده بولس بأنه كله موحى به من الله ؟ هل هو الكتاب المقدس للكنيسة الأرثوذكسية القبطية ؟ أم الأرثوذكسية اليونانية ؟ أم الكاثوليكية الرومانية ؟ أم السيريانية ؟ أم الأثيوبية ؟ أم ربما هو الكتاب المقدس للكنيسة البروتستانتية ؟

ــ بولس لم يكن يعرف أى اسفار ستعتمد وأيها لن يعتمد ! حتى رسالته هذه مشكوك فى نسبتها اليه ، وقد ذكرت ذلك من قبل ولم تعلق ، واول انجيل تم تجميعه لم تكن رسالة بولس هذه الى تيموثاوس موجودة به اصلا .. بل إلى الآن لا يوجد اتفاق على كتاب مقدس واحد له عدد اسفار محدد واصحاحات واعداد محددة وكلمات محددة حتى نطبق عليها كلمة بولس !

(أ) ..
سكت عنها المسيحى تماماً ! فلم يعقب المسلم .

(
ب) ..
سكت عنها المسيحى تماماً ! فلم يعقب المسلم .

(
جـ) ..
سكت عنها المسلم ، لأنه ينتظر من المسيحى أن يجيب عن الكل.

(
د) ..
سكت عنها المسلم ، لأنه ينتظر من المسيحى أن يجيب عن الكل.

(
هـ) ..
سكت عنها المسيحى تماماً ! ولم يعقب المسلم ، لأنه ينتظر من المسيحى الرد كاملاً .

========================================

 

( 3 )


سكت عنها المسلم ، لأنه ينتظر من المسيحى أن يجيب عن الكل.

(
أ) ..
سكت عنها المسلم ، لأنه ينتظر من المسيحى أن يجيب عن الكل.

(
ب) ..
سكت عنها المسلم ، لأنه ينتظر من المسيحى أن يجيب عن الكل.

 

 

 

 

 

الدليل الثانى
وجود نسخ مخطوطة كاملة من الكتاب المقدس

 

قال المسيحى :


ينفى وقوع التحريف : وجود نسخ كاملة من الكتاب المقدس تعود إلى القرون الأولى للميلاد ، أى قبل زمن ادعاء التحريف .. وهذه النسخ متوافقة .

منها النسخ الست التالية :
نسخة بيزي المحفوظة في كمبريدج .. النسخة الأفرامية في بارس .. النسخة الإسكندرية المحفوظة في المتحف البريطاني بلندن .. نسخة واشنطن .. النسخة الفاتيكانية المحفوظة بروما .. النسخة السينائية المحفوظة في المتحف البريطاني بلندن ..

بالإضافة إلى برديات ثلاث هى :
بردية تشستربيتي المحفوظة في دبلين بإيرلندا : أجراء من الأناجيل وسائر أسفار العهد الجديد .. بردية بودكر المحفوظة في جنيف بسويسرا .. بردية دون رينلد المحفوظة في مانشتر بإنجلترا .

 

 

 

 

 

 

قال المسلم :

 

( 1 )


ما رأيك أن أذكر لك عدد مذكور فى النسخة العربية وغير موجود فى هذه النسخ التسعة كلها ؟

من رسالة يوحنا الاولى 5 : 7 :
"
فَإِنَّ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي السَّمَاءِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الآبُ، وَالْكَلِمَةُ، وَالرُّوحُ الْقُدُسُ. وَهَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةُ هُمْ وَاحِدٌ "

(أ) .. طبعة كتاب الحياة الجديدة تضع هذا العدد بين قوسين وتذكر انه غير موجود فى الاصل .

(ب) .. يقول بعض علمائهم أن النص أضيف باللغة اللاتينية أثناء احتدام النقاش مع اريوس الموحد واتباعه ، فكان لابد من اضافة تقوى مركزهم ، ثم وجدت هذه الاضافة طريقا بعد ذلك ، حتى ظهرت لاول مرة فى الطبعة الثالثة من انجيل ايرازمس 1522 ميلادية .. وايرازمس هذا الذى لم يضعها فى الطبعة الاولى عام 1516 و الثانية 1519 من كتابه .. وقد سئل عن سبب عدم وضعه هذا النص فاجاب الاجابة المنطقية الوحيدة انه لم يجدها فى اى نص يونانى قديم ، فتم وضع المخطوطة رقم 61 باليونانى وبها هذا النص هنا فقط اضافها ايرازمس الى الكتاب و بعد ضغط قوى من الكنيسة الكاثوليكية .. والترجمة الالمانية تعتمد على الطبعة الثانية من كتاب ايرازمس هذا 1519 .. ولذلك الالمان ليس عندهم هذه الصيغة فى اى عصر من العصور فتامل .

(جـ) .. نسخة الملك جيمس الشهيرة اعتمدت بصورة رئيسية على النسخة اليونانية للطبعة العاشرة لنسخة تيودور بيزا ، التى هى فى الاساس تعتمد على الطبعة الثالثة لنسخة ايرازمس السابق ذكرها ، ولذلك هذه الصيغة مشهورة عند الشعوب الناطقة بالانجليزية فقط اكثر من غيرهم .

(د) .. عندما اجتمع 32 عالم نصرانى و مدعمون بخمسون محاضر مسيحى لعمل النسخة القياسية المراجعة .. حُذف هذا النص بلا اى تردد !

(هـ) .. هناك شهادة عالم كبير هو اسحاق نيوتن الذى يقول ان هذا المقطع ظهر اول مرة فى الطبعة الثالثة من انجيل ايرازمس للعهد الجديد .. ويضيف نيوتن ايضا نقطة قوية ان هذا النص لم يستخدم فى اى مجادلات لاهوتية حول الثالوث من وقت جيروم وحتى وقت طويل بعده ولم يذكر ابدا و لكن تسلل النص بطريقة ما .

(و) .. اليك ما قاله الكاتب جون جلكر ايست فى كتابه للرد على الشيخ احمد ديدات : "نعم الكتاب المقدس كلمة الله" يعترف بكل ذلك و يلقى باللوم على نساخ الانجيل :

" ( 3
المثل الثالث الذي أورده ديدات هو أحد العيوب التي صحَّحتها ترجمة RSV, وهذا ما نقرّ به. ففي 1يوحنا 5:7 في ترجمة KJV نجد آية تحدِّد الوحدة بين الآب والكلمة والروح القدس, بينما حُذفت هذه الآية في ترجمة RSV. ويظهر أنَّ هذه الآية قد وُضعت أولاً كتعليق هامشي في إحدى الترجمات الأولى, ثم وبطريق الخطأ اعتبرها نُسَّاخ الإنجيل في وقت لاحق جزءاً من النص الأصلي. وقد حُذفت هذه الآية من جميع الترجمات الحديثة, لأنَّ النصوص الأكثر قِدَماً لا تورد هذه الآية " صفحة 16.

(ز) .. من كتاب التفسير الحديث للكتاب المقدس بقلم جون ستون يقول :

"
هذا العدد باكمله يمكن اعتباره تعليقا او اضافة بريق ولمعان ، ويشبهها فى ذلك عبارة فى الارض فى العدد الثامن ، ويدعو بلمر هذه القراءة انها لا يمكن الدفاع عنها ويسجل ادلة فى عشرة صفحات على انها مفبركة .... فهذه الكلمات لا توجد فى اى مخطوطة يونانية قبل القرن الخامس عشر و قد ظهرت هذه الكلمات اول ما ظهرت فى مخطوطة لاتينية مغمورة تنتمى الى القرن الرابع ، ثم اخذت طريقها الى النسخة المعتمدة ، وذلك بعد ان ضمها ايرازمس فى الطبعة الثالثة لنسخته بعد تردد .. و لا شك ان كاتب تاثر بالشهادة المثلثة التى فى العدد الثامن وفكر فى الثالوث لذلك اقترح شهادة مثلثة فى السماء ايضا ، والواقع ان تحشيته ليست موفقة فالانجيل لا يعلم ان الاب والابن والروح القدس يشهدون جميعا للابن ، ولكنه يعلم ان الاب يشهد للابن عن طريق الروح القدس " ا.هـ بالحرف ص 141

========================================

 

( 2 )


تقول عن بردية تشستر بيتى : ان بها سائر اسفار العهد الجديد ..

ــ هذا غير صحيح .. لان ثلاثة رسائل غير موجودة بها وهى : تيموثاوس الاولى ، والثانية ، وتيطس .. وتسمى بالرسائل الرعوية .. والامر ليس مجرد صفحات مندثرة ؛ لان البردية كاملة ، وقرر العلماء استحالة ان يكون بها مكان لهذه الرسائل.

(أ) .. يقول دونالد جوثرى :
"
وحذف هذه الرسائل من بردية تشستر بيتى يعد عقبة كأداء فى سبيل الاعتراف باصالتها ؛ ذلك لان المخطوطة عندما كانت كاملة لم تكن تضمها ، وذلك لابد ان يكون مفاده ان هذه الرسائل لم تكن معروفة فى مصر ضمن مجموعة رسائل بولس ابان القرن الثالث .. ويقول كثير من العلماء ان الجزء الختامى من المخطوطة ، والذى ليس له وجود الان ، ما كان يترك حيزا لضم هذه الرسائل اليها ".
[
ص 14 ، التفسير الحديث للكتاب المقدس ، دار الثقافة بالقاهرة ]

(ب) .. " مركيون " فى منتصف القرن الثانى ، جمع العهد الجديد ، وليس به الرسائل الرعوية الثلاثة ، ولا يعترف بها.

========================================

 

( 3 )


إليك بعض النصوص المحذوفة من البرديات ..

النص الأول : يوحنا 19 : 5 :
"
فَقَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ: هُوَذَا الإِنْسَانُ "
ــ هذا الجزء محذوف من البردية 60

النص الثانى : يوحنا 1: 34 :
"
وَأَنَا قَدْ رَأَيْتُ وَشَهِدْتُ أَنَّ هَذَا هُوَ ابْنُ اللَّهِ "
ــ البردية رقم 5 و البردية رقم 77 تجعل النص : " هذا هو الذى اختاره الله "

النص الثالث : يوحنا 3 : 13:
"
وَلَيْسَ أَحَدٌ صَعِدَ إِلَى السَّمَاءِ إِلاَّ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ ابْنُ الإِنْسَانِ الَّذِي هُوَ فِي السَّمَاءِ "
ــ " الذى هو فى السماء " محذوفة من البردية 66 والبردية 75

النص الرابع : يوحنا 9 : 35 :
"
فَسَمِعَ يَسُوعُ أَنَّهُمْ أَخْرَجُوهُ خَارِجاً فَوَجَدَهُ وَقَالَ لَهُ: أَتُؤْمِنُ بِابْنِ اللَّهِ؟ "
ــ البردية 66 و البردية 75 تكتبها : " أتؤمن بابن الانسان؟ " !!

========================================

 

( 4 )


تقول عن النسخ التى ذكرتها إنها متوافقة .. إليك بعض الاختلافات بين النسخ الاصلية التى ذكرتها انت ..

الاختلاف الأول :مرقص 9: 29 :
"
فَقَالَ لَهُمْ: هَذَا الْجِنْسُ لاَ يُمْكِنُ أَنْ يَخْرُجَ بِشَيْءٍ إلاَّ بِالصَّلاَةِ وَالصَّوْمِ "
ــ كلمة " الصوم " اختفت من النسخة السينائية والفاتيكانية ومن بردية تشستر بيتى "بى 45 ".

الاختلاف الثانى : 1 تيموثاوس 3: 16 :
"
وَبِالإِجْمَاعِ عَظِيمٌ هُوَ سِرُّ التَّقْوَى: اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ "
ــ " الله " غير موجودة فى النسخة السينائية ولا فى النسخة الفاتيكانية ، والمذكور كلمة "هو".
ــ وقد بحثت طويلا فى كتابات الاباء الاوائل حتى نهاية القرن الثالث لم اجد اى اشارة منهم الى عبارة الله ظهر فى الجسد ولا يوجد هذا العدد فى اى بردية .

الاختلاف الثالث : مرقص 16 : من 9 إلى 20
ــ كل هذه الاعداد محذوفة من النسخة السينائية والنسخة الفاتيكانية ومن كل البرديات المائة .

ــ في المخطوطة السينائية على وجه التحديد قام كاتب المخطوطة برسم زخرفة وكتب بوضوح شديد "الإنجيل حسب مرقص" بعد أن أنهى الآية 16: 8، مما يؤكد أن كاتب هذه الآية كان لا يشك في أن هذا الكتاب ينتهي عند هذه الآية.

ــ بعض المخطوطات تنهي إنجيل مرقص بطريقة مختلفة، كالنسخة الواشنطنية (القرن الرابع أو الخامس) حيث تضع هذه المخطوطة الآيات حتى 16: 14 ثم تضيف هذا الجزء:

"
لاحقاً ظهر للإحدى عشر حيث كانوا جالسين على الطاولة، ووبخهم لنقص إيمانهم وقساوتهم، لأنهم لم يصدقوا أولئك الذين رأوه بعد قيامته. وإعتذروا لأنفسهم قائلين :عصر الكفر ومخالفة القانون هذا تحت الشيطان، الذي لا يسمح للحقيقة ولقدرة الله أن تسود على الأرواح النجسة unclean . لذلك، اكشف عن صلاحك الآن، فرد عليهم المسيح : فترة سيطرة الشيطان قد تحققت، وأشياء رهيبة أخرى تقترب، ولأولئك الذين أخطئوا، سلمت أنا للموت، لعلهم يرجعون للحق فلا يخطئوا مرة أخرى، فيكونوا ورثة المجد الروحي الخالد في السموات "

الاختلاف الرابع : اعمال 8: 37 :
"
فَقَالَ فِيلُبُّسُ : إِنْ كُنْتَ تُؤْمِنُ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ يَجُوزُ .. فَأَجَابَ: أَنَا أُومِنُ أَنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ هُوَ ابْنُ اللهِ "
ــ العبارة الاخيرة عن الايمان ان يسوع المسيح هو ابن الله محذوفة من النسخة السينائية و الفاتيكانية ومن البردية بى 45

الاختلاف الخامس : متى 6 : 13 :
"
وَلاَ تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ لَكِنْ نَجِّنَا مِنَ الشِّرِّيرِ. لأَنَّ لَكَ الْمُلْكَ وَالْقُوَّةَ وَالْمَجْدَ إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ "

ــ ملحق بالرسالة صورة نص طبعة كتاب الحياة باللغة العربية والطبعة الدولية الحديثة NIV .. الصفحة مقسومة نصفين : الايمن للكتاب المقدس بالعربية ، والايسر باللغة الانجليزية .. انظر الى النص الانجليزى اختفت جملة " لان لك الملك والقوة والمجد الى الابد امين " .. النص على اليمين العربى به هذه الجملة ، ولكنها حذفت من النص الموجود على نفس الصفحة جهة اليسار .. هل القارئ الانجليزى يعامل معاملة غير القارئ العربى ؟ .. واى نص هو الصحيح هنا ؟

========================================

 

( 5 )


بالنسبة للنسخة السينائية ..

النص الأول : كورنتوس الاولى 13 : 1 – 2
"
إِنْ كُنْتُ أَتَكَلَّمُ بِأَلْسِنَةِ النَّاسِ وَالْمَلاَئِكَةِ وَلَكِنْ لَيْسَ لِي مَحَبَّةٌ فَقَدْ صِرْتُ نُحَاساً يَطِنُّ أَوْ صَنْجاً يَرِنُّ ..
"
وَإِنْ كَانَتْ لِي نُبُوَّةٌ وَأَعْلَمُ جَمِيعَ الأَسْرَارِ وَكُلَّ عِلْمٍ وَإِنْ كَانَ لِي كُلُّ الإِيمَانِ حَتَّى أَنْقُلَ الْجِبَالَ وَلَكِنْ لَيْسَ لِي مَحَبَّةٌ فَلَسْتُ شَيْئاً "

ــ الجزء الآتى بالكامل غير موجود فى النسخة السينائية :
"
فَقَدْ صِرْتُ نُحَاساً يَطِنُّ أَوْ صَنْجاً يَرِنُّ ..
"
وَإِنْ كَانَتْ لِي نُبُوَّةٌ وَأَعْلَمُ جَمِيعَ الأَسْرَارِ وَكُلَّ عِلْمٍ وَإِنْ كَانَ لِي كُلُّ الإِيمَانِ حَتَّى أَنْقُلَ الْجِبَالَ وَلَكِنْ لَيْسَ لِي مَحَبَّةٌ "

النص الثانى : كورنثوس 15 : 25 – 27
"
لأَنَّهُ يَجِبُ أَنْ يَمْلِكَ حَتَّى يَضَعَ جَمِيعَ الأَعْدَاءِ تَحْتَ قَدَمَيْهِ ..
"
آخِرُ عَدُوٍّ يُبْطَلُ هُوَ الْمَوْتُ ..
"
لأَنَّهُ أَخْضَعَ كُلَّ شَيْءٍ تَحْتَ قَدَمَيْهِ. وَلَكِنْ حِينَمَا يَقُولُ «إِنَّ كُلَّ شَيْءٍ قَدْ أُخْضِعَ» فَوَاضِحٌ أَنَّهُ غَيْرُ الَّذِي أَخْضَعَ لَهُ الْكُلَّ "
ــ الجزء المحذوف هو : " لأَنَّهُ أَخْضَعَ كُلَّ شَيْءٍ تَحْتَ قَدَمَيْهِ" .. مع اختلاف فى بقية العدد

النص الثالث : كورنثوس : 15 : 28 :
"
وَمَتَى أُخْضِعَ لَهُ الْكُلُّ فَحِينَئِذٍ الِابْنُ نَفْسُهُ أَيْضاً سَيَخْضَعُ لِلَّذِي أَخْضَعَ لَهُ الْكُلَّ كَيْ يَكُونَ اللهُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ "

ــ الجزء المحذوف هو : " وَمَتَى أُخْضِعَ لَهُ الْكُلُّ "

نصوص أخرى : النسخة السينائية تحذف الاعداد الاتية بالكامل :
يوحنا 5: 4 ، يوحنا 8: 1 - 14 ، متى 16 : 2-3 ، رومية 16 : 24

الجدير بالذكر ان هناك اكثر من 300 كلمة محذوفة من النسخة السينائية .

========================================

 

( 6 )


مزيد من الاختلافات بين النسخ الاصلية التى ذكرتها ، ولناخذ انجيل متى كمثال :

النص الأول : 4 : 23
"
وَكَانَ يَسُوعُ يَطُوفُ كُلَّ الْجَلِيلِ "
ــ كلمة " يسوع " غير موجودة فى النسخة الفاتيكانية

النص الثانى :5 : 4
" 4 :
طُوبَى لِلْحَزَانَى لأَنَّهُمْ يَتَعَزَّوْنَ ..
" 5 :
طُوبَى لِلْوُدَعَاءِ لأَنَّهُمْ يَرِثُونَ الأَرْضَ "
ــ كذا فى النسخ السينائية والفاتيكانية والافرامية .. أما نسخة بيزى فتضع العدد 5 قبل العدد 4

النص الثالث : 5 : 22
"
وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ : إِنَّ كُلَّ مَنْ يَغْضَبُ عَلَى أَخِيهِ بَاطِلاً يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ "
ــ كلمة " باطلا " غير موجودة فى النسخة السينائية ولا فى البردية 67 ولا فى الفاتيكانية ..

النص الرابع :8 : 9
"
لأَنِّي أَنَا أَيْضاً إِنْسَانٌ تَحْتَ سُلْطَانٍ "
ــ السابق ترجمة صحيحة للنسخة الافرامية .. ولكن النسخة السينائية والنسخة الفاتيكانية تترجم هكذا : " لانى انا ايضا جالس تحت سلطان "
ــ ربما الناسخ ينقل من لوقا 7 : 8 المهم ان الاختلاف موجود .

النص الخامس :9 : 34
"
أَمَّا الْفَرِّيسِيُّونَ فَقَالُوا: بِرَئِيسِ الشَّيَاطِينِ يُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ "
ــ هذا العدد محذوف من نسخة بيزى

النص السادس :11 : 19
"
جَاءَ ابْنُ الإِنْسَانِ يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ فَيَقُولُونَ: هُوَذَا إِنْسَانٌ أَكُولٌ وَشِرِّيبُ خَمْرٍ مُحِبٌّ لِلْعَشَّارِينَ وَالْخُطَاةِ. وَالْحِكْمَةُ تَبَرَّرَتْ مِنْ بَنِيهَا "
ــ كلمة " بنيها " تحولت الى كلمة عملها فى نسخة بيزى والنسخة الافرامية

النص السابع : 12 : 4
"
كَيْفَ دَخَلَ بَيْتَ اللَّهِ وَأَكَلَ خُبْزَ التَّقْدِمَةِ الَّذِي لَمْ يَحِلَّ أَكْلُهُ لَهُ "
ــ فى السينائية و الفاتيكانية : " اكل خبز التقدمة " .. لكن فى النسخة الافرامية ونسخة بيزى والبردية 70 نجد النص بالجمع : " اكلوا خبز التقدمة "

النص الثامن : 12 : 47
العدد كله محذوف من النسخة السينائية والفاتيكانية .. ولكنه موجود فى الافرامية وبيزى

النص التاسع : 14 : 3
"
فَإِنَّ هِيرُودُسَ كَانَ قَدْ أَمْسَكَ يُوحَنَّا وَأَوْثَقَهُ وَطَرَحَهُ فِي سِجْنٍ مِنْ أَجْلِ هِيرُودِيَّا امْرَأَةِ فِيلُبُّسَ أَخِيهِ "
ــ الاسم " فيليبس " محذوف من نسخة بيزى

النص العاشر : 15 : 5
"
وَأَمَّا أَنْتُمْ فَتَقُولُونَ: مَنْ قَالَ لأَبِيهِ أَوْ أُمِّهِ: قُرْبَانٌ هُوَ الَّذِي تَنْتَفِعُ بِهِ مِنِّي. فَلاَ يُكْرِمُ أَبَاهُ أَوْ أُمَّهُ "
ــ النسخة الافرامية هى الوحيدة التى تتوافق مع هذا النص .. اما النسخة السينائية والفاتيكانية ونسخة بيزى فالنص يقول : " فلا يكرم اباه " فقط ولا يوجد ذكر للام ابدا .

النص الحادى عشر : 16 : 13
"
وَلَمَّا جَاءَ يَسُوعُ إِلَى نَوَاحِي قَيْصَرِيَّةِ فِيلُبُّسَ سَأَلَ تَلاَمِيذَهُ: مَنْ يَقُولُ النَّاسُ إِنِّي أَنَا ابْنُ الإِنْسَانِ ؟ "
ــ الكلام بصيغة المتكلم فى النسخة الافرامية وبيزى .. وبصيغة الغائب فى بقية النسخ .

النص الثانى عشر : 19 : 29
"
وَكُلُّ مَنْ تَرَكَ بُيُوتاً أَوْ إِخْوَةً أَوْ أَخَوَاتٍ أَوْ أَباً أَوْ أُمّاً أَوِ امْرَأَةً أَوْ أَوْلاَداً أَوْ حُقُولاً مِنْ أَجْلِ اسْمِي يَأْخُذُ مِئَةَ ضِعْفٍ وَيَرِثُ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ "
ــ تختفى كلمة " امرأة " من النسخة الفاتيكانية .. وتظهر فى بقية النسخ .

========================================

 

( 7 )


الاختلافات بين النسخ ..

(أ) .. قام الكاتب " دين بيرجون " فى كتابه " ريفيجن ريفيزد " بعمل المقارنة التى تطلبها ، أى مقارنة الكتاب الحالى بالمخطوطات الاصلية ، والمخطوطات التى اختارها الكاتب هى :السكندرية والفاتيكانية والافرامية والسينائية وبيزى .. وهى نفس النسخ التى ذكرتها.. لنرى ماذا كانت النتيجة ؟

النسخة السينائية تختلف فى 842 موضع .. الافرامية فى 1798 موضع
الفاتيكانية فى 2370 موضع .. السينائية فى 3392 موضع
أما نسخة بيزى فتختلف فى 4697 موضع !

ــ الجدير بالذكر أن الاختلافات السابقة تقتصر على الثلث الاول فقط من العهد الجديد .. لك ان تتخيل الارقام اذا شملت العهد الجديد كله !

(ب) .. فى نفس الكتاب يتحدث الكاتب عن مخطوطة بيزى ، ويقول انه وجد 3704 كلمة محذوفة ، و 2213 كلمة مضافة ، و 2121 كلمة بدلت ، و 1772 معدلة ، و3471 كلمة تغير مكانها

(جـ) .. " هيرمان هوسكير " فى كتابه عن النسخة الفاتيكانية وحليفتها النسخة السينائية ، يساعدنا لتكوين صورة حقيقية عن هذه المخطوطات .. إليك مقارنته بين المخطوطتين :

متى 656 ، مرقص 567 ، لوقا 791 ، يوحنا 1022 ، بإجمالى 3036

ــ لاحظ أن المقارنة شملت الاناجيل الربعة فقط .. والإجمالى أكثر من ثلاثة آلاف اختلاف !

 

 

 

 

 

قال المسيحى :

 

أولاً .. رد مجمل ..



نفس مشكلة اختلاف النسخ عندنا موجودة عندكم فى القرآن .. وتزيد المشكلة عندكم لتمسككم بالحرف .. وجوابكم عن المشكلة مع القرآن قد يكون نفس جوابنا عنها مع الكتاب المقدس .

( 1 ) .. يعتقد المسلمون أن مخطوطة سمرقند هي نفسها التي قرأ فيها الخليفة عثمان عند وفاته عام 32 هـ

1 ) ..
نص المخطوطة : كلمة " الأرض " بألف ولام [ص 370]
النص الحالي : " أرض " نكرة بدون ألف لام. [الأعراف 73]

2 ) ..
نص المخطوطة : "هذا ناقة الله " [ص 369]
النص الحالي هذه ناقة الله [الأعراف 73]

3 ) ..
نص المخطوطة : " يقول وليتق ربه، ولا تكتموا شهادة " [ص 90]
النص الحالي : " وليتق الله ربه ولا تكتموا شهادة [البقرة 283]

4 ) ..
نص المخطوطة : "ويعذب من يشاء وهو على كل شيء قدير " [ص 90]
النص الحالى : "ويعذب من يشاء والله على كل شيء قدير " [البقرة 284]

5 ) ..
نص المخطوطة : " "من عند الله يرزق من يشاء بغير حساب " [ص 92]
النص الحالى : "من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب " [آل عمران 37]

6 ) ..
نص المخطوطة : "ويقولون هو من عند الله ويقولون على الله الكذب" [ص 108]
النص الحالى : " يقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب" [آل عمران 78]

7 ) ..
نص المخطوطة : "ولله ما في السموات وما في الأرض وإلى ترجع " [ص 118]
النص الحالى : "ولله ما في السموات وما في الأرض وإلى الله ترجع" [آل عمران 109]

8 ) ..
نص المخطوطة : "رضي عنهم ورضوا عنه " [ص 252]
النص الحالى : "رضي الله عنهم ورضوا عنه " [المائدة 119]

9 ) ..
نص المخطوطة : "معروشات والنخل والزرع" [ص 320]
النص الحالى : "معروشات وغير معروشات والنخل والزرع" [الأنعام 141]

10 ) ..
نص المخطوطة : "حرمنا عليهم شحومها" [ص 232]
النص الحالى : "حرمنا كل ذي ظفر ومن البقر والغنم حرمنا عليهم شحومها" [الأنعام 146]

11 ) ..
نص المخطوطة : "وظللنا الغمام وأنزلنا عليكم المن "
النص الحالى : " وظللنا عليكم الغمام وأنزلنا عليكم المن " [البقرة 57]

12 ) ..
نص المخطوطة : "تقولون على الله لغير الحق "
النص الحالى : "تقولون على الله غير الحق" [الأنفال 93]

13 ) ..
نص المخطوطة : "ربك حكيم عليم كذلك نولي "
النص الحالى : "ربك حكيم عليم وكذلك نولي" [الأنفال 129]

14 ) ..
نص المخطوطة : "اسكن أنت وزوجك الجنة و كلا "
النص الحالي : " اسكن أنت وزوجك الجنة فكلا " [الأعراف 19]

15 ) ..
نص المخطوطة : " ليرهما من سؤاتهما "
النص الحالي: "ليريهما سؤاتهما " [الأعراف 27]

====================



( 2 ) .. زيد فى القرآن ونقص منه .. وقصة جمعه شاهدة على ذلك ، مشككة فى سنده ..

ــ مما يدل على حصول زيادة في القرآن : ما رواه محمد بن سيرين عن عكرمة قال: لما كان بعد بيعة أبي بكر، قعد علي بن أبي طالب في بيته، فقيل لأبي بكر: قد كره بيعتك . فأرسل إليه فقال: أكرهْتَ بيعتي؟ قال: لا والله . قال: ما أقعدك عني؟ قال: رأيتُ كتاب الله يُزاد فيه، فحدّثْتُ نفسي أن لا ألبس ردائي، إلا لصلاةٍ، حتى أجمعه . قال له أبو بكر: فإنك نعم ما رأيت . قال محمد بن سيرين: فقلت لعكرمة ألفوه كما أنزل، الأول فالأول . قال: لو اجتمعت الإنس والجن على أن يؤلفوه هذا التأليف ما استطاعوا . وهذا يدل بأن القرآن الحالي ليس مكتوباً حسب أوقات نزوله، بل اجتهد الخلفاء وغيرهم في ترتيبه حسب ذوقهم، لأنه كان مبدداً [الإتقان للسيوطي باب الجمع]

ــ ومما يدل على حصول التغيير فى القرآن : ما أخرجه ابن أشته في المصاحف من وجهٍ آخر عن ابن سيرين، في أنه كتب في مصحفه الناسخ والمنسوخ، وقال ابن سيرين: فطلبت ذلك الكتاب وكتبت فيه إلى المدينة فلم أقدر عليه . يعني أنه كان يوجد قرآن غير المتداول الآن. ومع أنه بحث عنه إلا أنه لم يجده [الإتقان للسيوطي باب الجمع]

ــ ومما يدل على سقوط أشياء منه : ما أخرجه ابن أبي داود، من طريق الحسن، أن عمر سأل عن آية من كتاب الله فقيل: كانت مع فلان، قُتل يوم اليمامة . فقال: إنَّا لله . وأمر بجمع القرآن، فكان أول من جمعه في الصحف. قال السيوطي: أي أول من أشار بجمعه [المصاحف للساجستاني باب جمع عمر للقرآن، والمرجع السابق]

ــ لما رأى حذيفة اختلاف الناس في القراءة، حثَّ عثمان على أن يتلافى الأمر، فأمر بعضهم أن يجمعوه، وأمر بإحراق غيره. روى البخاري عن أنس، أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان، وكان يغازي أهل الشام في فتح أرمينية وأذربيجان مع أهل العراق، فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة. فقال لعثمان: أدرِك الأمة قبل أن يختلفوا اختلاف اليهود والنصارى . فأرسل إلى حفصة أن أرسلي إلينا الصحف ننسخها في المصاحف ثم نردّها إليك، فأرسلتها إلى عثمان. فأمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف. وقال عثمان للقريشيين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش، فإنه إنما نزل بلسانهم . ففعلوا حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف ردَّ عثمان الصحف إلى حفصة، وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يُحرَق. قال زيد: فُقدت آية من الأحزاب حين نسخنا المصحف، كنت أسمع رسول الله يقرأ بها، فالتمسناها فوجدناها مع خزيمة بن ثابت الأنصاري من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فألحقناها في سورتها في المصحف . قال ابن حِجْر: وكان ذلك في سنة 25 . وذهب بعضهم إلى أنه في سنة 30 [صحيح البخاري باب جمع القرآن]

ــ وأخرج ابن أشْته من طريق أيوب عن أبي قلابة قال: حدّثني رجل من بني عامر يُقال له ابن مالك، قال: اختلفوا في القرآن على عهد عثمان حتى اقتتل الغلمان والمعلمون، فبلغ ذلك عثمان بن عفان فقال: عندي تكذبون به وتلحنون فيه! فمن نأى عني كان أشد تكذيباً وأكثر لحناً. يا أصحاب محمد، اجتمعوا فاكتبوا للناس إماماً . فاجتمعوا فكتبوا، فكانوا إذا اختلفوا في أي آية قالوا: هذه أقْرأها رسول الله فلاناً، فيرسل إليه وهو على رأس ثلاثة من المدينة، فيُقال له: كيف أقرأك رسول الله آية كذا وكذا؟ فيقول: كذا وكذا، فيكتبونها وقد تركوا لذلك مكاناً . وأخرج ابن أبي داود من طريق محمد بن سيرين عن كثير بن أفلح، قال: لما أراد عثمان أن يكتب المصاحف، جمع له اثني عشر رجلاً من قريش والأنصار، فبعثوا إلى الربعة التي في بيت عمر فجيء بها. وكان عثمان يتعاهدهم، فكانوا إذا اختلفوا في شيء أخّروه. فظنَنْتُ إنما كانوا يؤخّرونه لينظروا أحدثهم عهداً بالعرضة الأخيرة، فيكتبونه على قوله [المصاحف للساجستاني باب جمع عثمان للمصحف]

ــ لقد قامت فتنة بسبب اختلاف القرآن ، ولولا جمعه وحرقه وهو لا يزال في المهد وليدا لكان الآن بين يدينا آلاف النسخ المختلفة .

ــ ما الذي يضمن لنا أن عثمان عندما جمع و حرق لم يخطئ ؟! خاصة وأنتم لا تؤمنون بالروح القدس الذي يرشد الي الحق ويحمي من الخطأ .. فهل عثمان معصوم من الخطأ ؟ .. ما أدرانا أنه لم يحرق آيات سليمه أو يضيف ما ليس فيه ؟

ــ رتب القرآن باجتهاد بشر غير معصومون .. فما أدرانا ان ترتيبه سليما وصحيحا ؟

ــ قال السيوطي : مما استدل به على أن ترتيب السور هو اجتهادي، اختلاف مصاحف السلف في ترتيب السور، فمنهم من رتبها على النزول، وهو مصحف علي، كان أوله إقرأ ثم المدثر ثم ن ثم المزمل ثم تبَّت ثم الكوثر وهكذا إلى آخر المكي والمدني. وكان أول مصحف ابن مسعود البقرة ثم النساء ثم آل عمران على اختلاف شديد. وكذا مصحف أُبيّ وغيره [الإتقان باب ترتيب القرآن]

ــ ومما يؤيد حصول الزيادة والنقصان : ما جاء في المستدرك عن ابن عباس قال: سألت علياً بن أبي طالب: لِمَ لم تكتب في التوبة بسم الله الرحمن الرحيم؟ قال: لأنها أمان، والتوبة نزلت بالسيف . وعن مالك أن أول التوبة لما سقط سقطت معه البسملة، فقد ثبت أنها كانت تعدل البقرة لطولها. وفي مصحف ابن مسعود 112 سورة، لأنه لم يكتب المعوَّذتين، وفي مصحف أبيّ 116 ، لأنه كتب في آخره سورتي الحفد والخلع، وهما غير موجودتين في القرآن المتداول بين المسلمين الآن.
وأخرج أبو عبيد عن ابن سيرين قال: كتب أبيّ بن كعب في مصحفه فاتحة الكتاب والمعوذتين، واللهمّ إنّا نستعينك، واللهمّ إياك نعبد. وتركهنّ ابن مسعود. وكتب عثمان منهنّ فاتحة الكتاب والمعوذتين .

ــ ومع ذلك يقولون إن القرآن الموجود هو الذي كان في اللوح المحفوظ، وإنه أُنزل كما هو. فليخبرونا: هل القرآن الذي كان في اللوح المحفوظ هو حسب قرآن علي، أو قرآن ابن مسعود، أو أبي بكر، أو عمر، أو عثمان، أو عائشة؟

ــ روى البخاري ومسلم عن عمر بن الخطاب قال: سمعت هشام بن حكيم بن حزام يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله، فاستمعت لقراءته، فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله، فكدت أساوره في الصلاة. فتربّصت حتى سلّم، فلبَبْته بردائه فقلت: من أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرأها؟ قال: أقرأنيها رسول الله. فقلت: كذبتَ، فإن رسول الله قد أقرأنيها على غير ما قرأتَ. فانطلقتُ به أقوده إلى رسول الله، فقلت: يا رسول الله، إني سمعت هذا يقرأ بسورة الفرقان على حروف لم تُقرئنيها. فقال رسول الله: إقرأ يا هشام. فقرأ عليه القراءة التي سمعتُه يقرأها. فقال رسول الله: هكذا أُنزلت. ثم قال النبي: إقرأ يا عمر، فقرأت بقراءتي التي أقرأني، فقال رسول الله: هكذا أُنزلت. إن هذا القرآن أُنزل على سبعة أحرف، فاقرأوا ما تيسّر منه [صحيح البخاري باب أُنزل القرآن على سبعة أحرف]

ــ الذي نعلمه أن الحق واحد، ولا بد أن أحد هذين الشخصين كان مخطئاً، والآخر كان مصيباً. ولكن محمداً لم يرد أن يغضب واحداً ويُرضي آخر، فأرضى كليهما على حساب الحقيقة.

ــ قال أبو عبيد: حدثنا إسماعيل بن ابراهيم عن أيوب عن نافع عن ابن عمر، قال: ليقولنّ أحدكم قد أخذت القرآن كله، وما يدريه ما كله؟ قد ذهب منه قرآن كثير. ولكن ليقل قد أخذت منه ما ظهر . وقال حدثنا ابن أبي مريم عن أبي لهيعة عن أبي الأسود عن عروة بن الزبير عن عائشة قالت: كانت سورة الأحزاب تُقرأ في زمن النبي مائتي آية، فلما كتب عثمان المصاحف لم نقدر منها إلا ما هو الآن . وقال حدثنا اسماعيل بن جعفر (حذفنا الأسانيد) قال لي أُبيّ بن كعب: كأيِّنْ تُعد سورة الأحزاب؟ قلت: 72 آية أو 73 آية. قال: إن كانت لتعدل سورة البقرة، وإن كنا لنقرأ فيها آية الرجم. قلت: وما آية الرجم؟ قال إذا زنى الشيخ والشيخة فارجموهما البتة نكالا من الله، والله عزيز حكيم [الإتقان باب الناسخ والمنسوخ والقرآن المجيد لدروزة]

ــ ورد في الحديث: لقد أقرأنا رسول الله آية الرجم: الشيخ والشيخة فارجموهما البتة بما قضيا من اللذة. قال عمر: لولا أن تقول الناس زاد عمر في كتاب الله لكتبتها (يعني آية الرجم). وقال في البرهان: ظاهره أن كتابتها جائزة، وإنما منعه قول الناس .

ــ حدَّث حجّاج عن ابن جريح قال: أخبرني ابن أبي حميد عن حميدة بنت أبي يونس، قالت: قرأ عليَّ أَبِي، وهو ابن ثمانين سنة، في مصحف عائشة: إن الله وملائكته يُصلّون على النبي، يا أيها الذين آمنوا صلّوا عليه وسلّموا تسليماً، وعلى الذين يصلّون الصفوف الأولى . قالت: قبل أن يغيّر عثمان المصاحف [الإتقان للسيوطي باب الناسخ والمنسوخ]

ــ وحدث عبد الله بن صالح عن هشام وعن أبي واقد والليثي قال: كان رسول الله إذا أُوحي إليه أتيناه فعلَّمنا ما أُوحي إليه. فجئت ذات يوم فقال إن الله يقول: إنَّا أنزلنا المال لإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة، ولو أن لابن آدم وادياً لأحبّ أن يكون إليه الثاني، ولو كان له الثاني لأحب أن يكون إليهما الثالث، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله على من تاب . وأخرج الحاكم في المستدرك عن أبي بن كعب قال: قال لي رسول الله إن الله أمرني أن أقرأ عليك القرآن، فقرأ: ألم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين ومِن بقيّتها: لو أن ابن آدم سأل وادياً من المال فأعطيه سأل ثانياً. وإن سأل ثانياً فأعطيه سأل ثالثاً، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله على من تاب، وإن ذات الدين عند الله الحنيفية غير اليهودية ولا النصرانية، ومن يعمل خيراً فلن يكفره [الإتقان للسيوطي باب الناسخ والمنسوخ]

ــ قال ابن أبي حاتم عن أبي موسى الأشعري: كنا نقرأ سورة نشبهها بإحدى المسبحات، نسيناها. غير أني حفظت منها: يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا ما لا تفعلون فتكتب شهادة في أعناقكم، فتُسألون عنها يوم القيامة [إتقان باب الناسخ والمنسوخ]

ــ ويقال إن علياً أسقط آية المتعة، وإنه سمع رجلاً يقرأها على عهده، فدعاه وضربه بالسوط، وأمر الناس ألا يقرأها أحد. وكان ذلك بعض ما شنَّعت به عليه عائشة فقالت: إنه يجلد على القرآن ويضرب عليه وينهى عنه، وقد بدّل وحرّف .

ــ وفي كتب الشيعه سورة كامله (الولايه) يتهمون المسلمين بحذفها : الولاية : " يا أيها الرسول بلّغ إنذاري فسوف يعلمون.قد خسر الذين كانوا عن آياتي وحكمي مُعرِضون. مثل الذين يوفون بعهدك إني جزيتهم جنّات النعيم. .... ".[ فصل الخطاب للنوري ص 110]

ــ ولا يهمنا هل للشيعه حق او لا ، ولن أرهقك بالرد على اقوال الشيعه .. ولكن شبهه التبديل مثبته على القرآن .. كما إن هذه السورة تشبه ما جاء في القران .. فلو كان تم الحذف لفقد كتابك مصداقيته ... و إن لم يكن فهناك مثل القران إذن هو ليس من عند الله .

========================================

 

ثانياً .. التعليق على البنود التى قدمتها ..

 

( 1 )


بخصوص العدد مذكور فى النسخة العربية وغير موجود فى النسخ التسعة ..

رسالة يوحنا الاولى 5 : 7 :
"
فَإِنَّ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي السَّمَاءِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الآبُ، وَالْكَلِمَةُ، وَالرُّوحُ الْقُدُسُ. وَهَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةُ هُمْ وَاحِدٌ "

ــ أضيفت هذه العبارة تفسيرا لما سبقها ، وكان ذلك على يد الأنبا أثانسيوس في مقاومته لآريوس ، وكانت تلك المقاومة مدعمة من الروح القدس .. إلا أنه منعا للقيل والقال ودخول الشك ، حذفت من الترجمات الجديدة للكتاب المقدس .

ــ هذا الخطأ لا يعني التحريف في الكتاب ؛ لأنه طالما تمسك في يدك ما تستطيع التصحيح به ومرجعا لبيان الخطأ فلا تحريف هنا .

(أ) ..
(
ب) ..
(
جـ) ..
(
د) ..
سكت عنها المسيحى تماماً ، لكن يفهم من كلامه السابق أنه يقر بما فيها.

(هـ) .. تستشهد فيها بقول نيوتن لتؤكد أن هذا العالم شهد بتحريف الكتاب المقدس .. إلا أني سأثبت أن اسحق نيوتن أكد صحة الكتاب المقدس من التحريف .. وكان له مقصد آخر في تلك المقوله التي ذكرتها ..

ــ ورد على لسان اسحق نيوتن :
"
إن البحث النزية اثبت صدق الكتاب المقدس وإن كل ما جاء به يحمل في طياته البراهين الكافيه على صدقه"

ومثل شهادة نيوتن مئات الشهادات لعلماء آخرين .. أكتفى بذكر بعضها ..

ــ نلسون جويك :
"
إن تاريخ الكتاب المقدس صحيح بدرجه مذهله كما تشهد بذلك الحفريات و الاثار "

ــ روبرت بويل :
"
الكتاب المقدس بين الكتب مثل الماس بين الحجارة أثمنها وأشد لمعانا واكثرها فعلا في نشر النور وأقواها و أصحها في التأثير"

ــ فرنسيس بيكون :
"
ان خلائقك يا الهي كانت كتابا لي و لكن كتابك فاقها جميعا "

ــ جان جاك روسو :
"
أتقولون أن ما يرويه الانجيل اختراع متقن ! كلا ان الاختراع لا يكون على هذا النحو فإن درجه التحقيق من اعمال سقراط التي لا يرتاب أحد في صدقها أقل من درجه التحقق من أعمال السيد المسيح الواردة في الانجيل ... انني اعترف أن عظمه الكتاب المقدس تدهشني كثيرا كما إن طهارة الكتاب المقدس تؤثر على نفسي "

ــ كانت :
"
انك تفعل حسنا إذا كنت تؤسس سلامك على الانجيل وتستمد منه تقواك لأن الانجيل وحده منبع الحقائق الوحية العميقه و الذي لا تدرك نوره العقول البشريه المجرده "

ــ جوته :
"
ليتقدم العالم كما يشاء ولتنمو شتى الابحاث البشرية الي الذروة في كل شئ ولكن لن يوجد على الاطلاق ما يمكن أن يأخذ مكان الكتاب المقدس "

ــ جوردان :
"
يجب أن يعلم المسيحيون أن فصول الكتاب المقدس يجب أن تكتب على صفحات الحياة لا على الجدران ولا على الابواب "

(و) .. تستشهد بقول للكاتب جون جلكرايست ..

ــ يبدو أن الامر قد التبس عليك ، فنسبت كلام ديدات إلى جلكرايست ! .. إليك النص كاملاً ..

" 3
المثل الثالث الذي أورده ديدات هو أحد العيوب التي صحَّحتها ترجمة RSV, وهذا ما نقرّ به. ففي 1يوحنا 5:7 في ترجمة KJV نجد آية تحدِّد الوحدة بين الآب والكلمة والروح القدس, بينما حُذفت هذه الآية في ترجمة RSV. ويظهر أنَّ هذه الآية قد وُضعت أولاً كتعليق هامشي في إحدى الترجمات الأولى, ثم وبطريق الخطأ اعتبرها نُسَّاخ الإنجيل في وقت لاحق جزءاً من النص الأصلي. وقد حُذفت هذه الآية من جميع الترجمات الحديثة, لأنَّ النصوص الأكثر قِدَماً لا تورد هذه الآية. ويفترض ديدات أنَّ "هذه الآية هي أقرب إلى ما يُسمِّيه النصارى بالثالوث الأقدس وهو أحد دعائم النصرانية" صفحة 16.
"
وللرد على ديدات نقول: إذا كانت عقيدة الثالوث مؤسسة على هذه الآية وحدها - فإنَّ هذا يجعلنا نعيد تفكيرنا في تلك العقيدة. لكن أي فاحص أمين للعقائد المسيحية يقرّ صراحة - كما يفعل كل الكاثوليك والبروتستانت والأرثوذكس وغيرهم من المسيحيين - وبرأي واحد: أنَّ عقيدة الثالوث هي العقيدة الوحيدة عن الله التي نحصل عليها من تعاليم الإنجيل ككل. ففي أمر المسيح: "اذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآبِ وَالِابْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ" متى 28:19 يستعمل المسيح كلمة "اسم" في صيغة المفرد في اليونانية عكس الجمع لثلاثة أشخاص. وفي الإنجيل كلمة "اسم" التي تُستخدم في مثل هذا السياق تشير إلى طبيعة وصفات الشخص أو المكان الموصوف. وهكذا يتكلم عن اسم "واحد" فقط للآب والابن والروح القدس, بما يعني وحدة مطلقة بينهم. وعن "اسم" واحد فقط بما يعني تشابهاً كاملاً كلياً في الصفات والجوهر. وهذه الآية برهان على عقيدة الثالوث وتؤكدها. وغيرها كثير. ولا نستطيع أن ندرك كيف يمكن أن يؤثر إلغاء 1يوحنا 5:7 - في الترجمات الحديثة - على العقيدة المسيحية على أي نحو. وبناءً عليه لا يستحق الموضوع أن يكون محل أي تفكير جدي!"

ــ أنقل جزءا آخر من الكتاب يشرح فيه جون سبب اختلافات الترجمه بين نصوص الانجيل :

"
يجب أن نشير مرة أخرى إلى أنّ ترجمتي الملك جيمس والترجمة المنقحة ما هما إلا ترجمتان لنصوص الكتاب المقدس إلى اللغة الإنجليزية من اللغة اليونانية, وأنَّ هذه النصوص في مخطوطات قديمة محفوظة لم يحدث بها أي تغيير. لدينا حوالي 4000 من المخطوطات اليونانية, يرجع تاريخها إلى ما لا يقل عن مائتي سنة قبل محمد وقبل الإسلام ..
" 2
ليس هناك أي تغيير أساسي بأي شكل في التكوين أو التعليم أو العقيدة الخاصة بالكتاب المقدس في الترجمة المنقحة RV, أو في ترجمة الملك جيمس KJV, أو الترجمة المنقحة RSV أو أي ترجمات إنجليزية أخرى, فإنّ جوهر الكتاب المقدس لا تغيير فيه إطلاقاً ..
" 3
هذه ليست نصوصاً وأصولاً مختلفة من الكتاب المقدس. لقد سمعنا القول إنّ هناك فقط قرآناً واحداً, بينما المسيحيون لديهم نصوص مختلفة للكتاب المقدس. وهذه مقارنة خاطئة بصفة مطلقة, لأنَّ هذه "الترجمات" للكتاب المقدس ما هي إلا ترجمات للغة الإنجليزية من النصوص الأصلية العبرية واليونانية. وبالمثل فهناك ترجمات باللغة الإنجليزية متعددة للقرآن, ولكن لا يدَّعي أحد أنها "نسخ" و"أصول" مختلفة للقرآن. وبنفس الطريقة لدينا ترجمات إنجليزية متعددة, ولكن بمقارنة سريعة بينها سيتضح على الفور أنَّ لدينا كتاباً مقدساً واحداً فقط ..
" 4
نعم هناك قراءات مختلفة للكتاب المقدس, ونحن كمسيحيين نؤمن بالنزاهة التامة في كل وقت, ولا يسمح لنا ضميرنا أن نتحاشى الحقائق, كما أننا لا نؤمن أنه يمكن تحقيق أي شيء بالتظاهر أنّ مثل هذه الاختلافات لا وجود لها ..
"
ونحن لا نرى أنَّ هذه القراءات المختلفة تثبت أنَّ الكتاب المقدس قد تغيَّر. إنَّ أثرها على الكتاب قليل, ويمكن تجاهلها, ويمكننا بثقة أن نؤكد أنَّ الكتاب المقدس بشكل عام سليم ولم يحدث به أي تغيير بأي طريقة ..
"
مع ذلك, لم نتوقف أبداً عن أن نتعجب من الادّعاء العام لدى المسلمين أنّالقرآن لم يتغيّر أبداً, بينما يُدَّعى أنَّ الكتاب المقدس قد حُرّف! مع أنَّ التاريخ ونصوص القرآن والكتاب المقدس تشهد كلها أنَّ التوراة والإنجيل سليمان بالصورة التي كُتبا بها أصلاً, رغم وجود قراءات مختلفة للنص هنا أو هناك. ونحن نقول الحق حينما نقرر أنَّ الادّعاء بأنَّ القرآن لم يتغيّر, بينما الكتاب المقدس قد تغيَّر هو أكبر أكذوبة قيلت على مرّ الزمن ! " ..
"
ولتوضيح ما نعنيه أكثر نشير إلى ترجمات للقرآن في الإنجليزية لسورة مريم 19:88: "وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَانُ وَلَداً". وقد نقل ديدات هذه الآية من ترجمة عبدالله يوسف علي للقرآن. وفيها: God Most Gracious has begotten a son بينما في ترجمات القرآن لمحمد بكتل, ومحمد علي, ومولانا داريابادي, لا نجد كلمة begotten وإنما كلمة taken. فإذا كان منهج ديدات الفكري مما يمكن تصديقه, فبموجبه يتوافر الدليل على أنَّ القرآن أيضاً قد تغيَّر - وواضح أنَّ هذا لم يحدث! نعلم أنَّ قراءنا المسلمين سوف يقولون فوراً إنَّ هذه ترجمات إنجليزية, وإنَّ الأصل العربي لم يتغيَّر, مع أنَّ كلمة begotten ليست موجودة في الترجمات الأخرى للقرآن. وهذا ما يدعونا بالمثل لمطالبتكم أن تكونوا واقعيين هنا أيضاً. ليس هناك ما يمكن قوله ضد سلامة الإنجيل لمجرد أنَّ كلمة begotten كما هو الحال في القرآن وُجدت في ترجمة واحدة دون باقي الترجمات " .

(ز) ..
سكت عنها المسيحى تماماً ! ويفهم من كلامه الأول أنه يقر بما فيها .

========================================

 

( 2 )


تقول عن بردية تشستر بيتى : " إنها لم تتضمن أسفار العهد الجديد كلها .. لأن الرسائل الرعوية ليست بها ..

(أ) .. تنقل رأى دونالد جوثرى :
"
وحذف هذه الرسائل من بردية تشستر بيتى يعد عقبة كأداء فى سبيل الاعتراف باصالتها ؛ ذلك لان المخطوطة عندما كانت كاملة لم تكن تضمها ، وذلك لابد ان يكون مفاده ان هذه الرسائل لم تكن معروفة فى مصر ضمن مجموعة رسائل بولس ابان القرن الثالث .. ويقول كثير من العلماء ان الجزء الختامى من المخطوطة ، والذى ليس له وجود الان ، ما كان يترك حيزا لضم هذه الرسائل اليها ".

ــ لست ملزماً بالأخذ بهذا الرأي.
ــ الصواب فيما سبق أن نقول " عدم وجود الرسائل الرعوية الثلاثه ..." وليس حذفها
ــ إن وجدت مخطوطة للقرآن بها سورتين فقط ، فهل يعني هذا أن ما بقي من القرآن يشك في نسبه ؟

(ب) ..
سكت عنها المسيحى تماماً !

========================================

 

( 3 )


تورد بعض النصوص المحذوفة من البرديات ..

النص الأول : يوحنا 19 : 5 :
"
فَقَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ: هُوَذَا الإِنْسَانُ "
تقول : هذا الجزء محذوف من البردية 60

ــ الجزء الذي تقول إنه محذوف لا يؤثر على المعنى .. ولكنه موجود في باقي المخطوطات .. إليك النص كاملاً :

" 1
فَحِينَئِذٍ أَخَذَ بِيلاَطُسُ يَسُوعَ وَجَلَدَهُ. 2وَضَفَرَ الْعَسْكَرُ إِكْلِيلاً مِنْ شَوْكٍ وَوَضَعُوهُ عَلَى رَأْسِهِ وَأَلْبَسُوهُ ثَوْبَ أُرْجُوانٍ 3وَكَانُوا يَقُولُونَ: ﭐلسّلاَمُ يَا مَلِكَ الْيَهُودِ. وَكَانُوا يَلْطِمُونَهُ. 4فَخَرَجَ بِيلاَطُسُ أَيْضاً خَارِجاً وَقَالَ لَهُمْ : هَا أَنَا أُخْرِجُهُ إِلَيْكُمْ لِتَعْلَمُوا أَنِّي لَسْتُ أَجِدُ فِيهِ عِلَّةً وَاحِدَةً. 5فَخَرَجَ يَسُوعُ خَارِجاً وَهُوَ حَامِلٌ إِكْلِيلَ الشَّوْكِ وَثَوْبَ الأُرْجُوانِ. فَقَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ: هُوَذَا الإِنْسَانُ. 6 َلَمَّا رَآهُ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْخُدَّامُ صَرَخُوا: «ﭐصْلِبْهُ! اصْلِبْهُ!» قَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ: خُذُوهُ أَنْتُمْ وَاصْلِبُوهُ لأَنِّي لَسْتُ أَجِدُ فِيهِ عِلَّةً ".

النص الثانى : يوحنا 1: 34 :
"
وَأَنَا قَدْ رَأَيْتُ وَشَهِدْتُ أَنَّ هَذَا هُوَ ابْنُ اللَّهِ "
تقول : البردية رقم 5 والبردية رقم 77 تجعل النص : " هذا هو الذى اختاره الله "

ــ البرديتان : 5 ، و77 .. هما ترجمتان ..

النص الثالث : يوحنا 3 : 13 .. وكذلك : الرابع : يوحنا 9 : 35 ..
سكت عنهما المسيحى تماماً !

( 4 )


بعض الاختلافات بين النسخ الاصلية ..

( 5 )


بالنسبة للنسخة السينائية ..

( 6 )


مزيد من الاختلافات بين النسخ الاصلية فى انجيل متى ..

( 7 )


الاختلافات بين النسخ ..

سكت المسيحى عن جميعها تماماً !

 

 

 

 


لم يعقب المسلم عما فات ، لأنه يطالب المسيحى بتقديم الإجابات كاملة ، حتى يتسنى له التعقيب .

 

 

 

 

 

الدليل الثالث
عدم اكتمال أركان الجريمة

 

قال المسيحى :


أية جريمة لابد لها من عناصر : الفعـل .. ( هو تحريف الكتاب ) .. المكان .. الفاعل .. الزمان .. ومن العدل أن أحصل على بعض الإجابات من الأخ المسلم .

ثم يتناول الطرف المسيحى هذه المسألة بطريقة أسئلة : أين تم التحريف ؟ .. من الذى قام به ؟ .. فى أى لغة تم ؟ .. مبيناً عدم وجود إجابة صحيحة لأى من تلك الأسئلة .

( 1 )
أين تم التحريف ؟



إن المسيحية منذ عهد رسل المسيح انتشرت في بقاع شتى من العالم، في آسيا وأفريقيا وأوربا، وانتشر الكتاب المقدس بالتبعية في تلك البقاع.. وسؤالنا هو: في أي بلد من بلاد هذه القارات تم تحريف الكتاب المقدس: في أي بلد من بلاد آسيا؟ أو أفريقيا؟ أو أوربا؟ أم أن التحريف قد تم في جميعها؟ وكيف يتم ذلك؟ .. أسئلة بلا ردود .. مما يثبت استحالة حدوث هذا التحريف في أي بلد من بلدان هذه القارات المختلفة.

( 2 )
من الذى قام بالتحريف ؟



(أ) .. خطأ جميع الافتراضات ..

الافتراض الأول : اليهود قاموا بتحريف التوراة ..
غير صحيح ..
لأن المسيحيين لديهم نسخٌ من كتاب اليهود نفسِه، وما كان للنصارى أن يسمحوا لليهود أن يقوموا بتحريف حرف واحد من كلمات الكتاب المقدس ، الذي يحفظونه ويعرفونه كما يعرفون أبناءهم [سورة البقرة 146] .. بل إنهم استحفظوا عليه (أي استؤمنوا عليه) وكانوا عليه شهداء (أي شهود على صحته) [سورة المائدة 44] .

الافتراض الثاني : المسيحيون هم الذين قاموا بتحريف الكتاب المقدس ؟
غير صحيح ..
لأنه ما كان لليهود أن يسمحوا للنصارى أن يقوموا بتحريف حرف واحد من كلمات الكتاب المقدس ، الذي يحفظونه ويعرفونه كما يعرفون أبناءهم [البقرة 146] .. بل إنهم استحفظوا عليه (أي استؤمنوا عليه) وكانوا عليه شهداء (أي شهود على صحته) [المائدة 44] .

الافتراض الثالث : اليهود اتفقوا مع المسيحيين على تحريف الكتابين معا (التوراة والإنجيل) ؟
غير صحيح ..
لأنه يلزم لاتفاق الطائفتين على التحريم : الاتفاق في قضية المسيح التي هي محور الكتابين التوراة والإنجيل. وحيث أنه لا يوجد اتفاق حول قضية المسيح، فلم يتم اتفاق على تحريف الكتاب.

(ب) .. من في مذاهب المسيحيين قام بالتحريف ؟

إن المسيحية منذ ( ق 4 م ) أي قبل ظهور الإسلام بثلاثة قرون ، قد انشقت إلى مذاهب .. الأرثوذكس والكاثوليك، بالإضافة إلى بدع مسيحية أخرى كالأريوسيين والنسطوريين وغيرهم .. والكتاب المقدس واحد عند جميع هذه الفرق ، لا اختلاف بين النسخ الموجودة لديهم جميعا . فهل اتفق الفرقاء على تحريف الكتاب المقدس دون أن يتفقوا على ما بينهم من اختلافات ؟!

(جـ) .. قال الأستاذ علي أمين: في كتابه [ضحى الإسلام الجزء الأول ص 358] :
"
ذهبت طائفة من أئمة الحديث والفقه والكلام إلى أن التبديل وقع في التأويل لا في التنزيل ... ومن حجة هؤلاء أن التوراة قد طبقت مشارق الشمس ومغاربها [قبل ظهور محمد والقرآن] ولا يعلم عدد نسخها إلا الله، ومن الممتنع أن يقع التواطؤ على التبديل والتغيير في جميع تلك النسخ، بحيث لا تبقى في الأرض نسخة إلا مبدلة ومغيرة والتغيير على منهاج واحد. وهذا ما يحيله العقل، ويشهد ببطلانه " .

( 3 )
فى أى لغة تم التحريف ؟


الكتاب المقدس كتب بالعبرية والآرامية واليونانية ، وترجم إلى لغات عديدة ـ منذ صدر المسيحية ـ إلى : اللاتينية والسريانية والقبطية والعربية والأشورية والأثيوبية وغيرها .. ففي أية لغة من هذه اللغات يوجد تحريف الكتاب المقدس؟

 

 

 

 

 

قال المسلم :



أولاً ..
الرد المجمل على كل تلك الأسئلة ..

ــ لكل جريمة عناصرها فعلاً .. ولكن : هل الجهل ببعض العناصر ينفى وقوع الجريمة ؟

ــ مثال : اكتشاف جثة لشخص مقتول .. لا نعرف الفاعل ولا مكان الجريمة ولا زمان حدوثها .. هل الجهل بهذه الاشياء ينفى حدوث الجريمة الواضحة ام اعيننا ؟

ــ مثال اخر : برج بيزا المائل .. هل جهلك بسبب ميله ومتى حدث هذا الميل .. هل ينفى هذا انه مائل ؟

ــ لا يهمنى تحديد الذى حرف وزمن تحريفه ولا مكان تحريفه ؛ لان الجهل بكل ذلك لن ينفى حدوث التحريف.

ــ من حقك ان تسال الان كيف نعرف ان الكتاب محرف بدون معرفة الزمان والمكان والفاعل ؟ .. الاجابة تجدها فى القرآن الذى لا يأتيه الباطل أبداً : " ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا " .. هذه هى القاعدة الالهية التى نستخدمها.

========================================


ثانياً ..
رغم كفاية ما قدمنا سابقاً فى الرد على تلك الأسئلة .. إلا أنه لا بأس بتناول بعض الملاحظات على كلام المحاور المسيحى ..

( 1 ) .. أين تم التحريف ؟


سكت عنها المسلم ، لأن رده المجمل يكفى للرد على جميع الأسئلة .

( 2 ) .. من الذى قام بالتحريف ؟



(أ) .. خطأ جميع الافتراضات ..
الافتراض الأول : اليهود قاموا بتحريف التوراة ..
الافتراض الثاني : المسيحيون هم الذين قاموا بتحريف الكتاب المقدس ؟

تورد فى الافتراضين آيتين ، تدلان عندك على أن اليهود والنصارى يحفظون الكتاب ويعرفونه كما يعرفون أبنائهم [البقرة 146] .. وأنهم استؤمنوا عليه وكانوا شهوداً على صحته [المائدة 44] .

الآية الأولى : [المائدة 44]

ــ " استحفظوا " بمعنى : استؤمنوا .. هذا صحيح .. ولكن السؤال : هل حفظوا هذه الأمانة ؟!

ــ يقول الشنقيطى فى أضواء البيان :
"
قوله تعالى: {بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَـٰبِ اللَّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَآءَ} ..
"
أخبر تعالى في هذه الآية الكريمة أن الأحبار والرهبان استحفظوا كتاب الله ، يعني استودعوه، وطلب منهم حِفظه، ولم يبين هنا : هل امتثلوا الأمر في ذلك وحفظوه، أو لم يمتثلوا الأمر في ذلك وضيعوه؟ ..
"
ولكنه بين في مواضع أخر أنهم لم يمتثلوا الأمر، ولم يحفظوا ما استحفظوه، بل حرفوه وبدلوه عمداً كقوله : {يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ}، وقوله: {يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَٰضِعِهِ}، وقوله: {تَجْعَلُونَهُ قَرَٰطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيراً}، وقوله: {فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَـٰبَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـٰذَا مِنْ عِندِ اللَّهِ}، وقوله جل وعلا: {وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَـٰبِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَـٰبِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَـٰبِ} ، إلى غير ذلك من الآيات ..

"
تنبيه : ..
"
إن قيل : ما الفرق بين التوراة والقرآن، فإن كلا منهما كلام الله أنزله على رسول من رسله صلوات الله وسلامه عليهم، والتوراة حرفت، وبدلت كما بيناه آنفاً، والقرآن محفوظ من التحريف والتبديل، لو حرف منه أحد حرفاً واحداً فأبدله بغيره، أو زاد فيه حرفاً أو نقص فيه آخر لرد عليه آلاف الأطفال من صغار المسلمين فضلاً عن كبارهم ..
"
فالجواب : أن الله استحفظهم التوراة، واستودعهم إياها، فخانوا الأمانة ولم يحفظوها، بل ضيعوها عمداً ، والقرآن العظيم لم يكل الله حفظه إلى أحد حتى يمكنه تضييعه، بل تولى حفظه جل وعلا بنفسه الكريمة المقدسة، كما أوضحه بقوله: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَـٰفِظُونَ} ، وقوله: {لاَّ يَأْتِيهِ الْبَـٰطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ} ، إلى غير ذلك من الآيات، و«الباء» في قوله: {بِمَا اسْتُحْفِظُواْ} متعلقة بالرهبان والأحبار، لأنهم إنما صاروا في تلك المرتبة بسبب ما استحفظوا من كتاب الله " ا.هـ.

الآية الثانية : [البقرة 146]

هذا رابط موضوع خاص بالآية أجاد فيه إخوة أفاضل .. وسأنقل بعضه إتماماً للفائدة :

http://www.aljame3.com/forums/index.php?showtopic=1810

"
الضمير في قوله (يعرفونه) لا يعود على الكتاب ، بل على النبي (صلى الله عليه و سلم) ..

"
ففي تفسير الجلالين ص26 :..
" {
الَّذِينَ آتَيْنَٰهُمُ الْكِتَٰبَ يَعْرِفُونَهُ} أي محمداً {كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمُ} بنعته في كتبهم ، قال ابن سلام: (لقد عرفته حين رأيته كما أعرف ابني ومعرفتي لمحمد أشدّ) ..

"
وفي الكشاف للزمخشري ج1 ص187 :..
" {
يَعْرِفُونَهُ} يعرفون رسول الله صلى الله عليه وسلم معرفة جلية ، يميزون بينه وبين غيره بالوصف المعين المشخص {كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمْ} لا يشتبه عليهم أبناؤهم وأبناء غيرهم. وعن عمر رضي الله عنه أنه سأل عبد الله بن سلام عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أنا أعلم به مني بابني. قال: ولم؟ قال: لأني لست أشك في محمد أنه نبي. فأما ولدي، فلعل والدته خانت، فقبل عمر رأسه. وجاز الإضمار وإن لم يسبق له ذكر لأن الكلام يدل عليه ولا يلتبس على السامع. ومثل هذا الإضمار فيه تفخيم وإشعار بأنه لشهرته وكونه علماً معلوماً بغير إعلام. وقيل: الضمير للعلم أو القرآن أو تحويل القبلة ..

"
وفي تفسير النسفي ج1 ص90 :..
" {
يَعْرِفُونَهُ} أي محمداً عليه السلام أو القرآن أو تحويل القبلة. والأول أظهر لقوله {كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ} قال عبد الله بن سلام: أنا أعلم به مني بابني فقال له عمر: ولم؟ قال: لأني لست أشك في محمد أنه نبي فأما ولدي فلعل والدته خانت فقبل عمر رأسه ..

"
وفي تفسير البيضاوي ج1 ص236 :
{
يَعْرِفُونَهُ } الضمير لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن لم يسبق ذكره لدلالة الكلام عليه. وقيل للعلم، أو القرآن، أو التحويل { كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمُ } يشهد للأول: أي يعرفونه بأوصافه كمعرفتهم أبناءهم لا يلتبسون عليهم بغيرهم. عن عمر رضي الله تعالى عنه أنه سأل عبد الله بن سلام رضي الله تعالى عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أنا أعلم به مني بابني قال: ولم، قال: لأني لست أشك في محمد أنه نبي فأما ولدي فلعل والدته قد خانت.

"
وبناءً على هذه الشواهد تنمحي القضية التي بنى عليها الكاتب النصراني قضيته ؛ فالذي يعرفه أهل الكتاب كأبنائهم هو الرسول صلى الله عليه و سلم وليس الكتب الموجودة في أيدي أهل الكتاب ..

"
أهل الكتاب يعرفون الرسول عليه الصلاة و السلام كما يعرفون أبنائهم ..
"
والرد - ببساطة - هو شهادة حبر إسرائيلي جليل معاصر للرسول في مقام عبد الله بن سلام ، والذي شهد له يهود المدينة بالعلم ، بل و الرياسة في العلم ، وكذلك دخول الآلاف المؤلفة من النصارى في الإسلام من أهل مصر والشام والعراق على أيدي الفاتحين المسلمين ، ولم يكن هذا إلا لأنهم وجدوا هذا تحقيقاً للنبوءات التي علموها من كتابهم (رغم تحريف العديد من المواضع فيه) ، واقرأ إن شئت كتبهم التي فصلوا وشرحوا هذه النبوءات ، بدءاً من (الدين و الدولة) لابن ربان الطبري ، وانتهاءً بكتاب (محمد في الكتاب المقدس) لعبد الأحد داود (بنجامين كلداني سابقاً) ، ومن المعاصرين الذين يعرفونه كما يعرفون أبنائهم محمد زكي النجار صاحب كتاب (المنارات الساطعة في ظلمات الدنيا الحالكة) ، وكان أسقفاً مصرياً بطهطا ، والدكتور إبراهيم خليل محمد صاحب كتاب (محمد في التوراة والإنجيل والقرآن) ، وكان قسيساً مصرياً أسلم وأبناؤه الأربعة في منتصف القرن العشرين وواصف سليمان الراعي صاحب كتاب (كنت نصرانياً) و غيرهم .. هؤلاء هم الذين أتاهم الله الكتاب و يعرفونه كما يعرفون أبنائهم ..

"
قال تعالى"{قَدْ نَرَىَ تَقَلّبَ وَجْهِكَ فِي السّمَآءِ فَلَنُوَلّيَنّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلّواْ وُجُوِهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنّ الّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنّهُ الْحَقّ مِن رّبّهِمْ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمّا يَعْمَلُونَ وَلَئِنْ أَتَيْتَ الّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ بِكُلّ آيَةٍ مّا تَبِعُواْ قِبْلَتَكَ وَمَآ أَنتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُم بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ اتّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم مّن بَعْدِ مَا جَآءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنّكَ إِذَاً لّمِنَ الظّالِمِين َالّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنّ فَرِيقاً مّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ الْحَقّ مِن رّبّكَ فَلاَ تَكُونَنّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ) البقره 144-174 ..

"
فالشبهه لا تحتاج الى رد أصلا لأن سياق الآيات كلها خطاب من الله إلى نبيه ، فمن الذى حشر الكتاب(المقدس)؟ نعم بل مكر الليل والنهار.ولله الحمد و المنه ..
"
والضمير فى قوله تعالى"يعرفونه" عائد على محمد صلى الله عليه وسلم لا محاله من سياق الأيات كما بينت ، فلقد حرفوا فى الآية بقطعها عن سياق الأيات ..
"
ويؤيد قولنا الأتى: ..
" 1
ـ قال مجاهد وقتادة وغيرهما(الضمير عائد على محمد صلى الله عليه) ..
" 2
ـ لما سمع كعب الأحبار الذى كان يهوديا وأسلم هذه الأيه قال: (اللهم أن شهادتى لنبيك بالنبوة أكبر من شهادتى لابنى بالبنوة) . ورُوِيَ أنّ عمر قال لعبد اللّه بن سَلاَم: أتعرف محمداً صلى الله عليه وسلم كما تعرف ابنك؟ فقال: نعم وأكثر, بعث الله أمِينه في سمائه إلى أمِينه في أرضه بنعته فعرفتُه, وابني لا أدري ما كان من اُمّه ..

"
الأمر الثانى : ألا وهو الكتاب المقدس .. هل جاء ذكره فى القرآن ؟ ..

"
هذا هو الجهل البين، فليس في الدين الإسلامي شىء اسمه العهد القديم والعهد الجديد، فالتوراة والإنجيل الذين ذكرا في آيات القرآن الكريم هما التوراة(توراة موسى) والإنجيل(انجيل عيسى) الذين لم يحرفا ، والذان يخلوان من تلك العقائد الباطلة كأن لله ولد أو أن المسيح إله أو إبن الإله أو عقيدة التثليث أو عقيدة الصلب والفداء ، إن تلك العقائد هى أكبر دليل عل أن هذه الكتب قد حرفت, وإنى لأتعجب كيف يشهد القرآن لذلك الكتاب بالصحة والقرآن نفسه ينفى كل تلك العقائد الباطله, بل ان القرآن يكفر من يؤمن بتلك العقائد ..

"
فكما قلنا : إن التوراة الأصلي وكذا الإنجيل الأصلي قد فقدا قبل بعثة محمد صلى الله عليه و سلم ، والموجودان الآن بمنزلة كتابين من السير مجموعين من الروايات الصحيحة و الكاذبة، و لا نقول أنهما كانا موجودين على أصالتهما إلى عهد النبي صلى الله عليه و سلم ثم وقع فيهما التحريف، وكلام بولس على تقدير صحة النسبة إليه أيضا ليس بمقبول عندنا لأنه عندنا من الكاذبين الذين كانوا قد ظهروا في الطبقة الأولى وإن كان مقدساً عند أهل التثليث ، فلا نشتري قوله بحبة، والحواريون الباقون بعد عروج عيسى عليه السلام إلى السماء نعتقد في حقهم الصلاح ، ولا نعتقد في حقهم النبوة ، وأقوالهم عندنا كأقوال المجتهدين الصالحين محتملة للخطأ، وفقدان السند المتصل إلى آخر القرن الثاني وفقدان الإنجيل العبراني الأصلي لمتى و بقاء ترجمته التي لم يعلم اسم صاحبها أيضاً إلى الآن ثم وقوع التحريف فيها صارت أسباباً بارتفاع الأمان عن قولهم ، أما لوقا ومرقص ليسا من الحواريين ولم يثبت بدليل كونهما من ذوي الإلهام أيضاً ، والتوراة عندنا ما أوحى إلى موسى عليه السلام ، والإنجيل عندنا هو ما أوحي إلى عيسى عليه السلام ، كما قال الله عز و جل " ولقد آتينا موسى الكتاب " البقرة87 أي التوراة ، وقال تعالى في حق عيسى عليه السلام " وآتيناه الإنجيل " المائدة46 . ووقع في سورة البقرة 136 و آل عمران84 " وما أوتى موسى و عيسى " أي التوراة و الإنجيل . أما هذه التواريخ و الرسائل الموجودة الآن ليست التوراة والإنجيل المذكورين في القرآن فليست واجبة التسليم ، بل حكمهما وحكم سائر الكتب من العهد القديم هو الآتي " أن كل رواية من رواياتها إن صدقها القرآن فهى مقبولة وإن كذبها القرآن فهى مردودة وإن كان القرآن ساكتا عن التصديق والتكذيب فنسكت عنه فلا نصدق و لا نكذب ..

"
وأنى أتحدى أن تاتينى بدليل واحد على أن عيسى عليه السلام شهد كتابة الاناجيل ، أو أنه اعتمد لكم تلك الأناجيل على أنها كلام الله, إن تلك الأناجيل كتبت بعد رفع عيسى عليه السلام بعشرات السنين ، فكيف يعتمدها لكم على أنها كلام الله وهو لم يراها أصلا, لقد كان عيسى يقول " كرزوا بالأنجيل" اذن فالأنجيل كان مكتوبا فى عهد المسيح عليه السلام ، وإلا فهل يعقل ان يأمرهم أن يكرزوا بالأنجيل والأنجيل لم يكتب ! اذن فالأنجيل كان مكتوبا وم تكن هناك حاجه لكتابته ثانيه ، وهذا ما نؤمن به نحن المسلمون ، ألا وهو"أنجيل عيسى" ، وأكبر دليل على هذا أن المسيح قال" كرزوا بالأنجيل" و لم يقل "بالأناجيل", فتلك الأناجيل انتم الذين كتبتموها بأيديكم و ادعيتم أنها من عند الله ولم يعتمدها لكم الله على أنها كلمته و لا حتى المسيح ..

"
دعنا نفترض جدلاً - أقول جدلاً - أن الرسول عليه الصلاة والسلام والقرآن الكريم قد شهدا للكتاب المقدس بالأصالة وعدم التحريف ، هنا يبرز السؤال : أي كتاب مقدس شهدا له ؟ .. هل هو الكتاب المقدس للكنيسة الأرثوذكسية القبطية ؟ .. أم الأرثوذكسية اليونانية ؟ .. أم الكاثوليكية الرومانية ؟ .. أم السيريانية ؟ .. أم الأثيوبية ؟ .. أم ربما هو الكتاب المقدس للكنيسة البروتستانتية ؟ ". ا.هـ.

الافتراض الثالث :
اليهود اتفقوا مع المسيحيين على تحريف الكتابين معا (التوراة والإنجيل) ؟

سكت عنه المسلم ، لأن رده المجمل يكفى للرد على جميع الأسئلة .

(ب) .. من في مذاهب المسيحيين قام بالتحريف ؟
تقول عن الأرثوذكس والكاثوليك : والكتاب المقدس واحد عند جميع هذه الفرق ، لا اختلاف بين النسخ الموجودة لديهم جميعا.

ــ وصل إجمالى الاختلافات 540 اختلاف .. منها اختلافات عقائدية بين الأورثوذكس والكاثوليك .. سأختار منها تلك التى تختص بالامور العقائدية .. وسأضع الترجمة اليسوعية اولا ، ثم ترجمة فان دايك للاورثوذكس ..

1 ) ..
متى 1 : 25
"
على أَنَّه لم يَعرِفْها حتَّى ولَدَتِ ابناً فسمَّاه يسوع "
"
وَلَمْ يَعْرِفْهَا حَتَّى وَلَدَتِ ابْنَهَا ( الْبِكْرَ ) وَدَعَا اسْمَهُ يَسُوعَ "

2 ) ..
متى 8: 29
"
فأَخَذا يَصيحان: ما لَنا ولَكَ، يا ابْنَ الله؟ أَجِئْتَ إِلى هُنا لِتُعَذِّبَنا قَبلَ الأَوان "
"
وَإِذَا هُمَا قَدْ صَرَخَا قَائِلَيْنِ: «مَا لَنَا وَلَكَ يَا ( يَسُوعُ ) ابْنَ اللَّهِ؟ أَجِئْتَ إِلَى هُنَا قَبْلَ الْوَقْتِ لِتُعَذِّبَنَا؟ "

3 ) ..
متى : 13 : 51
"
أَفَهِمتُم هذا كُلَّه ؟ قالوا لَه: نَعَم "
«
أَفَهِمْتُمْ هَذَا كُلَّهُ؟» فَقَالُوا: نَعَمْ يَا ( سَيِّدُ ) "

4 ) ..
متى 16 : 20
"
ثُمَّ أَوصى تَلاميذَه بِأَلاَّ يُخبِروا أَحَداً بِأَنَّهُ المسيح "
"
حِينَئِذٍ أَوْصَى تَلاَمِيذَهُ أَنْ لاَ يَقُولُوا لأَحَدٍ إِنَّهُ ( يَسُوعُ ) الْمَسِيحُ "

5 ) ..
مرقص 9: 24
"
فَصاحَ أَبو الصَّبِيِّ لِوَقتِه: آمنتُ، فشَدِّدْ إِيمانيَ ( الضَّعيف ) "
"
فَلِلْوَقْتِ صَرَخَ أَبُو الْوَلَدِ بِدُمُوعٍ وَقَالَ: أُومِنُ ( يَا سَيِّدُ ) فَأَعِنْ ( عَدَمَ ) إِيمَانِي "

6 ) ..
مرقص 11: 10
"
تَبارَكَتِ المَملَكَةُ الآتِيَة، مَملَكةُ أَبينا داود ! هوشَعْنا في العُلى "
"
مُبَارَكَةٌ مَمْلَكَةُ أَبِينَا دَاوُدَ ( الآتِيَةُ بِاسْمِ الرَّبِّ ) أُوصَنَّا فِي الأَعَالِي "

7 ) ..
لوقا 4 : 41
"
وكانَتِ الشَّيَاطينُ أَيضاً تَخرُجُ مِن أُناسٍ كَثيرينَ وهِي تَصيح: ((أَنتَ ابنُ الله! )) فكانَ يَنتَهِرُها ولا يَدَعُها تَتكلَّم، لِأَنَّها عَرَفَت أَنَّه الـمَسيح "
"
وَكَانَتْ شَيَاطِينُ أَيْضاً تَخْرُجُ مِنْ كَثِيرِينَ وَهِيَ تَصْرُخُ وَتَقُولُ: «أَنْتَ ( الْمَسِيحُ ) ابْنُ اللهِ!» فَانْتَهَرَهُمْ وَلَمْ يَدَعْهُمْ يَتَكَلَّمُونَ لأَنَّهُمْ عَرَفُوهُ أَنَّهُ الْمَسِيحُ "

8 ) ..
لوقا 7 : 31
"
فَبِمَن أُشَبِّهُ أَهلَ هذا الجِيل ؟ ومَن يُشبِهون "
" (
ثُمَّ قَالَ الرَّبُّ ) : فَبِمَنْ أُشَبِّهُ أُنَاسَ هَذَا الْجِيلِ وَمَاذَا "

9 ) ..
لوقا 22: 31
"
ثُمَّ قال: أُذكُرْني ( يا يسوع ) إِذا ما جئتَ في مَلَكوتِكَ "
"
ثُمَّ قَالَ ( لِيَسُوعَ ) : اذْكُرْنِي ( يَا رَبُّ ) مَتَى جِئْتَ فِي مَلَكُوتِكَ "

10 ) ..
لوقا 2: 33
"
وكانَ ( أَبوه ) وأُمُّهُ يَعجَبانِ مِمَّا يُقالُ فيه "
"
وَكَانَ ( يُوسُفُ ) وَأُمُّهُ يَتَعَجَّبَانِ مِمَّا قِيلَ فِيهِ "

11 ) ..
لوقا 2 : 43
"
فَلَمَّا انقَضَت أَيَّامُ العيدِ ورَجَعا، بَقيَ الصَّبيُّ يسوعُ في أُورَشَليم، مِن غَيِر أَن يَعلَمَ أَبَواه "
"
وَبَعْدَمَا أَكْمَلُوا الأَيَّامَ بَقِيَ عِنْدَ رُجُوعِهِمَا الصَّبِيُّ يَسُوعُ فِي أُورُشَلِيمَ وَيُوسُفُ وَأُمُّهُ لَمْ يَعْلَمَا "

12 ) ..
لوقا 13 : 32
"
فقالَ لَهم: اِذهَبوا فقولوا لِهذا الثَّعلَب: ها إِنَّي أَطرُدُ الشَّياطين وأُجْري الشِّفاءَ اليَومَ وغَداً، وفي اليوَمِ الثَّالِثِ ( يَنتَهي أَمري ) "
"
فَقَالَ لَهُمُ : امْضُوا وَقُولُوا لِهَذَا الثَّعْلَبِ: هَا أَنَا أُخْرِجُ شَيَاطِينَ وَأَشْفِي الْيَوْمَ وَغَداً وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ ( أُكَمَّلُ ) "

13 ) ..
لوقا : 24 : 36
"
وبَينَما هُما يَتَكَلَّمان إِذا بِه يقومُ بَينَهم ويَقولُ لَهم : ( السَّلامُ علَيكُم ) "
"
وَفِيمَا هُمْ يَتَكَلَّمُونَ بِهَذَا وَقَفَ ( يَسُوعُ نَفْسُهُ فِي وَسَطِهِمْ ) وَقَالَ لَهُمْ : ( سَلاَمٌ لَكُمْ ) "

14 ) ..
متى 5 : 22
"
أَمَّا أَنا فأَقولُ لَكم: مَن غَضِبَ على أَخيهِ استَوجَبَ حُكْمَ القَضاء "
"
وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَغْضَبُ عَلَى أَخِيهِ ( بَاطِلاً ) يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ "

15 ) ..
متى 4 : 44
"
أَمَّا أَنا فأَقولُ لكم : أَحِبُّوا أَعداءَكم وصَلُّوا مِن أَجلِ مُضطَهِديكُم، 45لِتَصيروا بني أَبيكُمُ الَّذي في السَّمَوات "
"
وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ 45لِكَيْ تَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ "

16 ) ..
متى : 5 : 18
"
لِكَيْلا يَظْهَرَ لِلنَّاسِ أَنَّكَ صائم، بل لأَبيكَ الَّذي في الخُفْيَة، وأَبوكَ الَّذي يَرى في الخُفْيَةِ يُجازيك "
"
لِكَيْ لاَ تَظْهَرَ لِلنَّاسِ صَائِماً بَلْ لأَبِيكَ الَّذِي فِي الْخَفَاءِ. فَأَبُوكَ الَّذِي يَرَى فِي الْخَفَاءِ يُجَازِيكَ ( عَلاَنِيَةً ) "

17 ) ..
متى : 6 : 13
"
ولا تَترُكْنا نَتَعرَّضُ لِلتَّجربة بل نَجِّنا مِنَ الشِّرِّير "
"
وَلاَ تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ لَكِنْ نَجِّنَا مِنَ الشِّرِّيرِ. ( لأَنَّ لَكَ الْمُلْكَ وَالْقُوَّةَ وَالْمَجْدَ إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ ) "

18 ) ..
متى 6 : 27
"
ومَنْ مِنكُم ، إِذا اهْتَمَّ، يَستَطيعُ أَن يُضيفَ إِلى ( حَياتِه ) مِقدارَ ذِراعٍ واحِدة؟ "
"
وَمَنْ مِنْكُمْ إِذَا اهْتَمَّ يَقْدِرُ أَنْ يَزِيدَ عَلَى ( قَامَتِهِ ) ذِرَاعاً وَاحِدَةً "

19 ) ..
متى : 6 : 33
"
فَاطلُبوا أَوَّلاً ( مَلَكوتَه ) وبِرَّه تُزادوا هذا كُلَّه "
"
لَكِنِ اطْلُبُوا أَوَّلاً ( مَلَكُوتَ اللَّهِ وَبِرَّهُ ) وَهَذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ "

20 ) ..
متى 9: 13
"
فإِنِّي ما جِئتُ لأَدعُوَ الأَبْرارَ، بَلِ الخاطِئين "
"
لأَنِّي لَمْ آتِ لأَدْعُوَ أَبْرَاراً بَلْ خُطَاةً ( إِلَى التَّوْبَةِ ) "

21 ) ..
متى 12 : 35
"
الإِنْسانُ الطَّيِّبُ مِن كَنزِه الطَّيِّبِ يُخرِجُ الطَّيِّب. والإِنْسانُ الخَبيثُ مِن كَنزِه الخَبيثِ يُخرِجُ الخَبيث "
"
اَلإِنْسَانُ الصَّالِحُ مِنَ الْكَنْزِ الصَّالِحِ فِي الْقَلْبِ يُخْرِجُ الصَّالِحَاتِ وَالإِنْسَانُ الشِّرِّيرُ مِنَ الْكَنْزِ الشِّرِّيرِ يُخْرِجُ الشُّرُورَ "

22 ) ..
متى : 15 : 8
"
هذا الشَّعْبُ يُكرِمُني بِشَفَتَيْه وأَمَّا قَلبُه فبَعيدٌ مِنِّي "
"
يَقْتَرِبُ إِلَيَّ هَذَا الشَّعْبُ بِفَمِهِ وَيُكْرِمُنِي بِشَفَتَيْهِ وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيداً "

23 ) ..
متى : 16 : 3
"
وعندَ الفَجْر: اليَومَ مَطَرٌ، لأَنَّ السَّماءَ حَمراءُ مُغبَرَّة. فمَنظَرُ السَّماءِ تُحسِنونَ تَفسيرَه، وأَمَّا آياتُ الأَوقاتِ فلا تَستَطيعونَ لَها تَفسيراً "
"
وَفِي الصَّبَاحِ: الْيَوْمَ شِتَاءٌ لأَنَّ السَّمَاءَ مُحْمَرَّةٌ بِعُبُوسَةٍ. ( يَا مُرَاؤُونَ! ) تَعْرِفُونَ أَنْ تُمَيِّزُوا وَجْهَ السَّمَاءِ وَأَمَّا عَلاَمَاتُ الأَزْمِنَةِ فَلاَ تَسْتَطِيعُونَ! "

24 ) ..
متى 16 : 18
"
وأَنا أَقولُ لكَ: أَنتَ صَخرٌ وعلى الصَّخرِ هذا سَأَبني كَنيسَتي، فَلَن يَقوى عليها سُلْطانُ الموت "
"
وَأَنَا أَقُولُ لَكَ أَيْضاً: أَنْتَ بُطْرُسُ وَعَلَى هَذِهِ الصَّخْرَةِ أَبْنِي كَنِيسَتِي وَأَبْوَابُ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا "

(جـ) .. تنقل عمن سميته علي أمين: في كتابه [ضحى الإسلام الجزء الأول ص 358] :
"
ذهبت طائفة من أئمة الحديث والفقه والكلام إلى أن التبديل وقع في التأويل لا في التنزيل ... ومن حجة هؤلاء أن التوراة قد طبقت مشارق الشمس ومغاربها [قبل ظهور محمد والقرآن] ولا يعلم عدد نسخها إلا الله، ومن الممتنع أن يقع التواطؤ على التبديل والتغيير في جميع تلك النسخ، بحيث لا تبقى في الأرض نسخة إلا مبدلة ومغيرة والتغيير على منهاج واحد. وهذا ما يحيله العقل، ويشهد ببطلانه " .

ــ الكاتب اسمه " احمد أمين ".. وليس " على أمين " !

ــ الصفحة المشار إليها ليست 358 ، بل 328 !

ــ الموقع يقول مقتبساً : " ذهبت طائفة من أئمة الحديث والفقه ... " .. على حين يقول النص الاصلى : " ذهبت طائفة (أخرى) من ائمة الحديث والفقه ... " .. فحذف الموقع كلمة " أخرى " لأنها تنهى النقاش مباشرة.

ــ حتى لو سلمنا بهذا الاقتباس ، فهو لا يفيدك فى تزكية الكتاب كله ، لأن الحديث يدور على التوراة فقط .. يقول الكتاب فى الصفحة السابقة " وقد اختلفت أنظار المسلمين الى التوراة " .. يعنى الحديث لا يشمل الإنجيل .

ــ أغفلت الآراء الأخرى التى سأعرضها هنا من نفس الكتاب الذى نقلت عنه ص 327 و 328 الطبعة العاشرة مكتبة النهضة المصرية :

"
وقد اختلفت انظار المسلمين الى التوراة على اقوال ثلاثة فقال قوم : ..
"
انها كلها او اكثرها مبدلة مغيرة ، ليست هى التوراة التى انزلت على موسى ، وتعرض هؤلاء لتناقضها وتكذيب بعضها لبعض ..
"
وذهبت طائفة أخرى من أئمة الحديث والفقه والكلام إلى أن التبديل وقع في التأويل لا في التنزيل ..
"
و ذهبت طائفة ثالثة إلى أنه قد زيد فيها وغير ألفاظ يسيرة ، ولكن اكثرها باق على ما انزل عليه ، والتبديل يسير منها جدا ، و ممن اختار هذا القول ابن تيمية فى كتابه الجواب الصحيح "ا.هـ.

الأمر بسيط جدا .. اختلاف علماء .. ونحن نختار أنها محرفة ، بغض النظر عن كمية التحريف .. وقد أثبتنا ذلك .. وأثبتنا أن التحريف لا يزال مستمرا .

ــ ماذا يقول أحمد أمين عن الإنجيل ؟ .. فى صفحة 339 من المرجع السابق :

"
كان موقف المسلمين إزاء الانجيل واختلافهم فى صحته و تحريفه ، كاختلافهم فى التوراة ، بل ذهب ابن حزم وابن تيمية و غيرهما ، فى عدم الاعتراف بالانجيل الذى بين أيدينا ، إلى أكثر مما ذهبوا فى التوراة " ا.هـ.

========================================

 

( 3 ) .. فى أى لغة تم التحريف ؟


سكت عنها المسلم ، لأن رده المجمل يكفى للرد على جميع الأسئلة .

 

 

 

 

قال المسيحى :

 

أولاً ..
على ردك المجمل على الأسئلة .. لى تعقيبان ..



التعقيب الأول ..
وجهت لك عدة أسئلة عن عناصر الجريمة .. فهربت من تلك الأسئلة ، قائلاً إن وجود جسم الجريمة دون معرفة باقى تلك العناصر لا ينفى وقوع الجريمة ..

ــ أوافقك تماماً فى تلك النقطة .. لكن المنطق الذي نتحدث به يجعلني أسألك : أين تلك الجثة التي وجدتها فدلتك على وقوع الجريمة ؟

ــ لو وجدت جثة لشخص مقتول .. لابد أن تجد على الأقل سببا (علمياً) للوفاة ( إلا إذا كانت الوفاه طبيعية ولا جريمه هناك إذن ولا تحريف !) .. فأين هنا الكتاب الحقيقي الذي استدللتم به على أن الذي معنا محرف ؟

ــ لقد أثبت لك (استحالة) وجود فاعل ، و(استحالة) وجود زمان للتحريف ، و(استحالة) وجود مكان للتحريف .. فعليك أن تثبت (إمكانية) حدوث تلك العناصر !

ــ ربما أوافقك في أن الجهل بسبب ميل برج بيزا المائل لا ينفي أنه مائل .. لكن استحاله وجود أسباب لميل برج بيزا تمنع الاعتقاد في ميله.

التعقيب الثانى ..
فى ردك المجمل تقول : كيف نعرف ان الكتاب محرف ... ؟ .. الاجابة تجدها فى القرآن الذى لا يأتيه الباطل أبداً : " ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا " ..

لى على هذا القول ملاحظتان ..

الملاحظة الأولى :
قولك عن القرآن " الذى لا يأتيه الباطل أبداً " ..

ــ بل أتاه الباطل ، والدليل : حديث الغرانيق ..

أ ) .. انظر فى الحادثة : مجمع الزوائد ، ج 7 .. والدر المنثور للسيوطي ج 4

ــ جاء في كتاب "الملل والنحل والأهواء" للشهرستاني ص 109 :
"
قدم نفر من مهاجرة الحبشة حين قرأ عليه السلام (سورة النجم الآية 19،20) "والنجم إذا هوى" حتى بلغ " أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى" ألقى الشيطان في أمنيته (تلاوته) "تلك الغرانيق العُلى إن شفاعتهن لتُرتجى" فلما ختم السورة سجد (ص) وسجد معه المشركون، لتوهُّم أنه ذكر آلهتهم بخير. وفشى ذلك بالناس وأظهره الشيطان حتى بلغ أرض الحبشة ومن بها من المسلمين عثمان بن مظعون وأصحابه، وتحدَّثوا أن أهل مكة قد أسلموا كلهم، وصلُّوا معه (ص) وقد آمن المسلمون بمكة، فأقبلوا سراعاً من الحبشة"

ــ ومن تفسير هذه الآية في الفخر الرازي ج 6 ص 244 :
" 249 :
من المسائل في تفسير هذه الآية أن رسول الله ص لما رأى إعراض قومه عنه، شقَّ عليه ما رأى من مباعدتهم عما جاء به؛ فتمنَّى أن يأتيه الله بشيء ما يقارب بينه وبينهم لحرصه على إيمانهم. فجلس ذات مرة في ناد من أندية قريش، وجلس معه كثيرون من أبناء قريش، وأحبّ يومئذ ألاَّ يأتيه من الله شيء ينفر منه، وتمنى ذلك فأنزل تعالى سورة النجم 1:53-7)والنجم إذا هوى(فقرأها حتى بلغ أفرأيتم اللاّت والعزى ومناة الثالثة الأخرى ألقى الشيطان على لسانه {تلك الغرانيق العُلى إن شفاعتهن لترجى}. فلما سمعت قريش فرحوا، ومضى رسول الله في قراءته فقرأ السورة كلها، فسجد وسجد معه المسلمون والمشركون، وتفرَّقت قريش وقد سرَّهم ما سمعوه، وقالوا :"قد ذكر محمد آلهتا بأحسن الذِّكْر". فلما أمسى الرسول أتاه جبريل فقال : " ماذا صنعت لقد تلوت على الناس ما لم آتيك به من عند الله"، فحزن الرسول حزناً شديداً وخاف من الله خوفاً عظيماً حتى نزل قوله تعالى في (سورة الحج 52:22) "وما أرسلنا من قبلك من رسول أو نبي إلاّ إذا تمنى فألقى الشيطان في أمنيته فيسخ الله ما يلقى الشيطان "

ــ ما هو الباطل يا عزيزى ؟ .. أليس الحديث عن آلهه الكفار وتزكيه الشفاعه بهم باطلا ! .. أليس تدخل الشيطان لإلقاء أمنيه النبي أو الرسول في كلامه بالباطل هو باطل !

ب ) .. قبل أن تدعي أن تلك القصه غير صحيحة أو مؤلفة إليك ما يلى :

ــ تفسير النسفي الجزء الثالث ص161 :
"
إنه عليه السلام كان في نادي قومه [أي في مجلسهم] يقرأ سورة (والنجم إذا هوى، ما ضل صاحبكم [أي محمد] وما غوى) فلما بلغ قوله: "أفرأيتم اللاتَ والعُزَّى، ومناةَ الثالثةَ الأخرى" جرى على لسانه (أي أضاف) "تلك الغرانيق العلى [أي: الرائعة الجمال، العالية المقدار] وإن شفاعتهن [أي وساطتهن] لترتجى". قيل: فنبهه جبريل عليه السلام، فأخبرهم أن ذلك كان من الشيطان "

ــ وقد جاء في تفسير الجلالين:
أنه عندما قرأ النبي صلى الله عليه وسلم في سورة النجم بمجلس من قريش، بعد الكلمات "أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى" ما ألقاه الشيطان على لسان الرسول من غير علمه، صلى الله عليه وسلم: "تلك الغرانيق العلى، وإن شفاعتهن لترتجى". ففرحوا بذلك. ثم أخبره جبريل بما ألقاه الشيطان على لسانه، فحزن، فسُلِّىَ (تعزى) بهذه الآية.

ــ يقول النحاس معلقاً على الحادثة فى كتاب الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم ص 225 :
"
ألقى الشيطان هذا في تلاوة النبي " .. وقال أيضاً : "معروف من الآثار أن الشيطان كان يظهر في كثير وقتٍ للنبي صلعم"

جـ ) .. التساؤل الخطير هنا:

1
ـ كيف ينطق الشيطان على لسان الرسول؟ كيف يمليه الباطل؟

2
ـ كيف يؤلف الشيطان آية تماما مثل القرآن؟ في الوقت الذي تحدى فيه الله أن يأتوا بآيات مثل آيات القرآن [البقرة : 23 ، يونس : 38 ، هود : 13 ، الإسراء : 88 ] .. إن الرسول ذاته بصفته متلقي الوحي لم يفرق بين وحي الله ووحي الشيطان !

الملاحظة الثانية ..
قولك : " ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً "

ــ إليك بعض اختلافات القرآن وتناقضاته ..

التناقض الأول :
النحل : 103: " لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ "
آل عمران : 7 : " فيه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات " .. " وما يعلم تأويله إلا الله "
ـ كيف يكون مبينا في الوقت الذي لا يعلم تأويله إلا الله ؟ وكيف يكون مبينا وفيه آيات متشابهات ؟ .
ـ إن كان القران مبينا حقا فما معنى (الر) و( اَلَمَ) و(حَم) .. الخ الحروف المقطعة فى القرآن ؟ .. كيف يمكن أن يكون القران مبينا وفيه من الشيفرة ما عجز عن فكها الانس والجن ؟ .. إن كانت هذه الحروف لا يعلمها إلا الله (كما تقولون) فما فائدتها لنا?

التناقض الثانى :
النساء : 47 : " إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء "
الأنعام : 76-78 : أن إبراهيم اتخذ الشمس والقمر والنجوم آلهةً من دون الله، وهذا شِرك بيّن، مع أن المسلمين يعتبرونه نبياً عظيماً من أولي العزم، ويعتبرون أن جماعة الأنبياء معصومون

التناقض الثالث :
آل عمران : 102 : " اتقوا الله حق تقاته"
التغابن : 16 : " فاتقوا الله ما استطعتم "
فبالله عليكم كيف تتقون الله بجلاله حقه الذي هو أكبر من الكون كله ثم تتقونه فقط ما استطعتم !

التناقض الرابع :
الحجر : 9 : " إنا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون"
الرعد : 39 : " يمحوا الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب"
فالله منزل الذكر ويعد بحفظه يتراجع ويقول أنه قد يبدله!

التناقض الخامس :
البلد : 1 : " لا اقسم بهذا البلد "
التين : 3 : " وهذا البلد الآمين "
أيهما صواب : القسم بالبلد أم عدم القسم به ؟!

التناقض السادس :
المائدة : 82 : " ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا انا نصارى "
المائدة : 51 : " يا ايها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء "
الآية الاولى جاءت تملقا ونفاقا ، وعندما فشلت جاءت الثانية تهديدا ووعيدا !

أضيف نقطتين جديدتين :
أولاهما : سؤالاً رابعاً ، والثانية : حجة من القرآن ..

 

( 4 )
السؤال الرابع : ما هو الدافع وراء جريمة التحريف ؟



ـ إن فعلها اليهود .. لقاموا بنزع أوجه الخلاف بينهم وبين المسيحيين ، وإثبات ان لهم الحق في ارض الميعاد ، وحذف ما لحق بهم من لعنات إلهية ، وحذف خطايا الانبياء ، وحذف خطاياهم وانحرافاتهم الرهيبه ... الخ.

ـ وإن فعلها المسيحيون .. لقاموا بحذف عقيده الصلب التي جعلتهم عانوا الأمرين طوال التاريخ ، ولكانوا انجرفوا - كما فعل المسلمون - في ارضاء رغباتهم الجسديه فأضافوا فيه ما يجعلهم يتزوجون باثنين أو يستطيعون الطلاق أو.. كما في القرآن ، ولنزعوا منه أوجه الخلاف بينهم وبين المسلمين أو اليهود ... الخ.

ـ وإن فعلها الوثنيون .. لقاموا بإضافة تعدد الآلهة إليه ، و لأضافوا له ما يعزز آلهتهم الوثنية كاللات والعزى مثلا ، ولحذفوا منه وصفهم بالكفار .. الخ.

ـ ولو فعلتموها أنتم المسلمين .. لأضفتم اسم رسول الاسلام إلي الكتاب المقدس ، والذي رغم محاولاتكم المستميته للبحث عنه بين حروف الكتاب لا توجد أية إشارة اليه الا في موضع واحد بسفر الرؤيه 13 الذي يصورة كوحش 666 (وهذا تفسير اجتهادي) .. ولحذفتم منه عقيدة الصلب وألوهيه المسيح التي عدم فهمكم لها يقلق منامكم .. الخ.

( 5 )
الطعن في الكتاب المقدس هو طعن في أساس القرآن !



ملحوظة : استشهادي بالقرآن لصدق الكتاب المقدس ليس إعترافا بذلك الكتاب .. ولكن هو منطق (من أقوالهم تدينوهم).

(أ) .. ثلاث آيات قرآنية تشهد لصحة الكتاب المقدس ..

الآية الأولى :
"
وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ "[المائدة 5: 48]

ــ وأنزلنا إليك الكتاب (القرآن) مصدقا للإنجيل (بين يديه) ، ومهيمنا عليه : أي حافظا له .. فهل أخل الله بوعده القرآني في الحفاظ على (ما بين يديه)؟ أم أن تلك الآيه تخضع لقاعده الناسخ و المنسوخ ؟

الآية الثانية :
"
وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ فَا سْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ "[النحل 16: 43]

ــ جاء في تفسير الجلالين أن أهل الذكر هم العلماء بالتوراة والإنجيل, فإن كنتم لا تعلمون ذلك، فإنهم يعلمونه, وأنتم إلى تصديقهم أقرب من تصديق المؤمنين بمحمد ـ الجلالين ص 357

ــ ها هو أمر من إلهكم أن تسألوا أهل الذكر (المسيحيين) فيما لا تعلمونه ، وهذا يتناقض مع تحريف الكتاب المقدس ، فلو حرف لما كان هناك داعي لقراءة تلك الايه في الزمن الحالي ، مما سيذهب بنا للاعتقاد في أن بعض آيات القرآن لا تصلح لكل الازمنه.

الآية الثالثة :
"
وَكَيْفَ يَحَكِّمُونَكَ وَعِنْدَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بَا لْمُؤْمِنِينَ " [المائدة 5: 43]

ــ هنا يعترف القرآن بصلاح الكتاب المقدس في الامور الروحيه ..
ــ يقول في شرحها أحد الاخوه :
"
هذه الآية تبين أن الذين يقيمون أحكام الكتاب المقدس لا يحتاجون إلى كتب أخرى للتحكيم, أما من يتولى عن الكتاب الإلهي بعد معرفة الحق الذي فيه فليس بمؤمن".

(ب) .. أمثلة أخرى من القرآن ، ولكن من مبحث مسيحى حول هذا الموضوع ..

"
شهد القرآن للنصارى بالتوحيد والإيمان الحق ..
"
ففي المائدة 5: 69: " إِنَّ الّذينَ آمَنُوا وَالّذينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ " ..
"
ويقول البيضاوي: من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً من كان منهم في دينه قبل أن ينسخ (سنتكلم عن النسخ في الباب الثاني) مصدقاً بقلبه بالمبدأ والمعاد عاملاً بمقتضى شرعه ..
"
وبحكم هذه الآية وتفسيرها ، يكون المسيحيون - في نظر الإسلام - موحّدين غير مشركين، محقين في إيمانهم غير ضالين، مؤمنين غير كافرين، لأنّ لهم أجرهم عند ربهم، ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون ..
"
إنّ الآية بخروجها من التخصيص: الذين آمنوا والذين هادوا...الخ إلى التعميم: من آمن بالله واليوم الآخر قد شملت بالأجر والثواب كل من عمل صالحاً من الذين آمنوا بالله واليوم الآخر دون شرط الإيمان بالإسلام ورسالته ..

"
وفي القرآن آيات عديدة تحمل تصريحاً قاطعاً بالتفريق بين المسيحية والوثنية، وفيها يفصل الإسلام بين المسيحيين والمشركين. وسيأتي ذكر هذه الآيات تفصيلاً مع ما يتبعها من شرح وتعليق في الكلام عن التثليث. ولكن نأتي هنا - على سبيل المثال - بواحدة منها وهي التوبة 9: 5: " فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلّ مرْصَدٍ "..
"
فإذا تأملنا هذه الآية تأكد لدينا - ولدى كل مفكر - أنّ النصارى هم غير المشركين الذين أمر الإسلام بقتلهم، لأنّ الإسلام حقن دماء أهل الكتاب، ومنهم النصارى، إذا هم دفعوا الجزية (سورة التوبة 29) ومن غير المعقول أنّ هذه الجزية تؤخذ عوض البقاء على الكفر، وبدل الاستمرار على الشرك، وإلا أضحى آخذوها - وهم المسلمون - شركاء في هذا الكفر والإشراك بالله، لما يكون في عملهم هذا من التجاوز عما لا يجوز فيه من حرام ومحظور. والكفر لا يُشرى والإيمان لا يُباع.

"
أقرَّ الإسلام بحقيقة تعاليم المسيحية، وحضَّ على الإيمان بها..
فقد جاء في العنكبوت 29: 46: " وَلاَ تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاَّ بِالّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلاَّ الّذينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالّذي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ " ..

"
فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الّذينَ يَقْرَأُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ " [يونس 94] ..
"
وقال البيضاوي في تفسيره: فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك من القصص ، على سبيل الفرض والتقدير ، فاسأل الذين يقرأون الكتاب من قبلك ، فإنه محقَّق عندهم ثابت في كتبهم على نحو ما ألقينا إليك، والمراد تحقيق ذلك، والاستشهاد بما في الكتب المتقدمة وأنّ القرآن مصدّق لما فيها ..
"
وفي تفسير الجلالين: فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك من القصص فرضاً ، فاسأل الذين يقرأون الكتاب من قبلك ، فإنه ثابت عندهم يخبروك بصدقه ..
"
فكيف يرضى نبي الإسلام لنفسه أن يسأل عن شكه قوماً حرَّفوا كتابهم، إن كان قد آنس في الكتاب أثر التحريف؟ والذين يقرأون الكتاب من قبله لا يؤدون عملاً، ولا يجيبون جواباً إلّا مسنداً إلى هذا الكتاب؟ ..
"
فالإحالة على أهل الكتاب، والقول بأنّ القرآن مصدِّق لما في الكتب الإلهية المقدسة، من غير ما تخصيص بفرقة خاصة منهم، ولا إرتكان على نصوص معينة من الكتاب، دليل كاف على صدقه وسلامته من التحريف ، وإلا ما اُتخذ شاهداً ومؤيداً ودليلاً ..

"
فإن قيل إنّ بعض علماء الكتاب كانوا مقيمين على تعاليم مصونة عندهم لم يمسها التحريف، وإنّ الإحالة كانت مقصورة على هؤلاء، قلنا إنّ التاريخ - والقرآن نفسه أحد أركانه ومستنداته - ناطق بأن العلماء جميعاً كانوا أول معارضي الدين الجديد. على أن مقتضى الإحالة أن تكون عامة. كما هي في مورد النص لتثبت الحجة، ويقوم الدليل الذي لا مفر من التسليم به ..

"
وقال في المائدة 5: 43: " وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِنْدَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللّهِ ثُمَّ يَتَوَلّوْنَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بَالْمُؤْمِنِينَ " ..
"
وجاء في تفسير الجلالين لهذه الآية: وكيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله بالرجم. إستفهام تعجب. أي لم يقصدوا بذلك معرفة الحق، بل ما هو أهون عليهم ..
"
ومن هذا يتضح أنّ اليهود لم يمسّوا التوراة بالتحريف حتى فيما كان يخالف أهواءهم منها ..

"
وقال في سورة الجمعة 62: 5: " مَثَلُ الّذينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً " ..
"
وقال البيضاوي في تفسيره: مثل الذين حملوا التوراة علموها وكُلفوا العمل بها ثم لم يحملوها، لم يعملوا بها أو لم ينتفعوا بما فيها، كمثل الحمار يحمل أسفاراً أي كتباً من العلم يتعب في حملها ولا يستفيد بها ..
"
وفي هذا إشارة إلى عدم مس التوراة بتحريف ما، بل دليل فقط على عدم فهمها والعمل بها، لأن الحمار إذا حمل أسفاراً لا يفهمها، لكنه لا يقدر أن يتعرض لها بتحريف أو تغيير ..

"
وقال في سورة آل عمران 3: 93: " كُلّ الطَّعَامِ كَانَ حِلاً لِبَنِي إِسْرَائِيلَ الّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ ... قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ " ..
"
ويقول البيضاوي: أمر بمحاجتهم بكتابهم وتبكيتهم بما فيه من أنه قد حرم عليهم بسبب ظلمهم ما لم يكن محرماً ..
"
فكيف يطالب القرآن اليهود بتلاوة التوراة لمعرفة الحق، وكيف يحكمهم ليسترشدوا بهديها إن كانت قد حُرفت؟ ..

"
جاء في سورة الحجر : 9 : " إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ " ..
"
وفي تفسير الجلالين لهذه الآية: إنه يحفظ ما أنزله من التبديل والتحريف والزيادة والنقص ..
"
والتوراة والإنجيل كتابان إلهيان أنزلهما الله ... وقد نعتهما القرآن بالذكر كما جاء في سورة الأنبياء : 7، 48، 105 " فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ " ، " وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاءً وَذِكْراً لِلْمُتَّقِينَ " ، " وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ " ..
"
فما دام الله قد وعد بحفظ الذكر، والله غير مخلف وعده، فتحتم إستحالة تغيير الكتاب بالتحريف والتبديل لأنّ الله أنزله، وهو له حافظ، وعليه رقيب ..

"
وجاء في سورة الكهف : 27: " لاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ " ، وفي سورة يونس : 64: " لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ " ، وفي سورة الأنعام : 34 ، 115: " لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ " .وأيضاً: " لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ " ، وفي سورة الفتح 23 : " وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللّهِ تَبْدِيلاً " ..
"
والتوراة والإنجيل كلام الله، ولا يمكن أن يدخل شيء من التبديل أو التحريف على كلامه جلّ شأنه ، والنتيجة إذن أنّ الكتاب المقدس لم ولن يلحقه تحريف " ا.هـ.

(جـ) .. أمثلة أخرى ، ولكن من مبحث لأحد الإخوة أرسله لى على الإيميل ..

الشورى : 15 ، غافر : 53 - 55 ، الفرقان : 35 ، الزخرف : 45 ، يوسف : 111 ، هود : 17 ، يونس : 37 ، يونس : 94 ، الأنعام : 89 ، 90 ، الأنعام : 91 ، الأنعام : 92 ، الأنعام : 114 ، الأنعام : 124 ، الأنعام : 154 ، الأنعام : 156، القصص : 43 ، القصص : 48 ، القصص : 52 ، المؤمنون : 49،50 ، الأنبياء : 7 ، الأنبياء : 48 ، الأنبياء : 105 ، الإسراء : 2 ، الإسراء : 101 ، العنكبوت : 46 ، الأعراف : 159 ، البقرة : 4 ، 5 ، البقرة : 40 - 42 ، البقرة : 53 ، البقرة : 87 ، البقرة : 91 ، البقرة : 92 ، البقرة : 136 ، البقرة : 253 ، البقرة : 285 ، الحديد : 19 ، الحديد : 26 ، 27 ، النساء : 47 ، النساء : 54 ، النساء : 136 ، النساء : 150 ، 153 ، النساء : 163 ، 164

ثانياً
أناقش ملاحظاتك على كلامى

 

( 1 ) .. أين تم التحريف ؟


سكت عنها المسلم ، لأن رده المجمل يكفى للرد على جميع الأسئلة .
فسكت المسيحى نتيجة لسكوت المسلم .

( 2 ) .. من الذى قام بالتحريف ؟



(أ) .. خطأ جميع الافتراضات ..
الافتراض الأول : اليهود قاموا بتحريف التوراة ..
الافتراض الثاني : المسيحيون هم الذين قاموا بتحريف الكتاب المقدس ؟

أوردت أنا فى الافتراضين آيتين : [المائدة 44] ، [البقرة 146] .. فإلى مناقشة كلامك عنهما ..

الآية الأولى : [المائدة 44]

أ ) .. حاولت باستماتة تقرير أن المسيحيين خانوا الأمانة .. ورغم الاستحالة المنطقية التى بينتها سابقاً ، إلا أنى سأتنزل معك أكثر ، وسأفترض جدلاً أنهم قد حرفوا .. لكن : كيف تفسر أن الله العليم ببواطن الامور استأمن أناسا على كتابه مع علمه بأنهم سيحرفوه ويجعلوه يندثر من العالم كله ؟!

ب ) .. أما عن القول " ويحرفون الكلام عن مواضعه " فلماذا نسبت هؤلاء الي المسيحيين ؟ لماذا لا يكون المقصود هم المسلمين الذين غيروا في ترتيب سور القران كما اثبتنا سابقا ؟

جـ ) .. تفسير الجلالين يقول عن تلك الايه : " يحرفون الكلام عن مواضعه " أي يميلونه عن مواضعه التي وضعها الله فيها إما لفظا بإهماله بأن يتغير وضعه ، وإما معنى بحمله على غير المراد وإجرائه في غير مورده [الجزء الاول ص228] .. فحتى لو كان المقصود هم المسيحيين أو اليهود فالحديث عن تحريف المعنى لا اللفظ !

د ) .. أما عن "ويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله " .. فلماذا لا يكون المقصود مثلا الشيعه الذين كتبوا سورة الولايه بأيديهم وادعوا انها من عند الله ؟!

هـ ) .. " وأنزلينا اليك الكتاب بالحق " .. يقول الامام الرازي بدهشه : " كيف يمكن ادخال التحريف في التوراة مع شهرتها العظيمه بين الناس . الجواب لعله صدر هذا العمل عن نفر قليل يجوز عليهم التواطؤ على التحريف . ثم انهم عرضوا ذلك المحرف على بعض العوام ... واليهود كانوا يقولون مراد الله من هذه الايات ما ذكرناه لا ما ذكرتم انتم. فكان هذا هو المراد بالتحريف و بلي الالسنه .[مجلد 2 : 720-721]

و ) .. وأما " وإن منهم لفريقا يلوون السنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب" فالبينه هنا : ان منهم فريقا وليسوا كلهم ... و اقصى ما فعلوه لي السنتهم وليس اقلامهم.

ــ أتحداك زميلي أن تثبت من القرآن بالنص الصريح أن المسيحيين حرفوا الانجيل !

ز ) .. ويحزنني ما يفعله المسلمون ، فعندما ياتي الكلام عن الكتاب المحرف في القران يكون الكتاب هو الانجيل .. لكن عندما يأتي كلام عن الكتاب الحق يكون هو القرآن ، رغم أن لقب الاثنين في القرآن : الكتاب ! .. وعند الكلام عن الذكر المحفوظ والمنزل من الله يكون المقصود هو القرآن ، رغم أن الكتاب المقدس ايضا اطلق عليه في كتابكم : الذكر !

الآية الثانية : [البقرة 146]

تحاول اثبات أن الضمير في قوله (يعرفونه) يعود على نبي الاسلام ! .. تعال نقرأ الايات ونحاول فهمها ..

ــ " قد نرى تقلب وجههك في السماء فلنولينك قبله ترضاها فول وجههك شطر المسجد الحرام "
الحديث الي رسول الاسلام بصيغه المخاطب ..
ــ " وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره "
الحديث بصيغه المخاطب
ــ " وإن الذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنه الحق من ربهم و ما الله بغافل عما يعلمون "
الحديث لا يزال بصيغه المخاطب عن الذين أوتوا الكتاب
ــ " الذين اتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم "
لماذا الضمير هنا في (يعرفونه) ضمير الغائب ؟ .. ومن الغائب في سياق الحديث ؟ .. انه الكتاب وليس الرسول .. والا لكانت (يعرفونك)

الافتراض الثالث :
اليهود اتفقوا مع المسيحيين على تحريف الكتابين معا (التوراة والإنجيل) ؟
سكت عنه المسلم ، لأن رده المجمل يكفى للرد على جميع الأسئلة .
فسكت المسيحى نتيجة لسكوت المسلم .

(ب) .. من في مذاهب المسيحيين قام بالتحريف ؟

تقول : وصل إجمالى الاختلافات 540 اختلاف .. منها اختلافات عقائدية بين الأورثوذكس والكاثوليك.

ــ هذه الاختلافات لا تنفعك .. لأن وحينا ليس حرفياً .. لنأخذ مثالاً على ذلك مما أوردته أنت ..

( 22 ) .. متى : 15 : 8
"
هذا الشَّعْبُ يُكرِمُني بِشَفَتَيْه وأَمَّا قَلبُه فبَعيدٌ مِنِّي "
"
يَقْتَرِبُ إِلَيَّ هَذَا الشَّعْبُ بِفَمِهِ وَيُكْرِمُنِي بِشَفَتَيْهِ وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيداً "

ــ لا يعنينا أن تكون كلمة " شفتيه " موجودة في نسخه وغير موجودة في الأخرى ! .. لأن وحينا ليس حرفياً .. وهذه كلها ترجمات .

ــ أين الاختلاف بين المعنيين في النموذجين ؟
الأولى : هذا الشعب يكرمني بشفتيه
الثانية : يقترب الي هذا الشعب بفمه و يكرمني بشفتيه
أليس التقرب بالشفتين هو نفس معنى التقرب بالفم ؟!

(جـ) .. بخصوص النقل عن أحمد أمين من كتابه ضحى الإسلام ..
سكت المسيحى عن كلام المسلم هنا تماماً !
وإن كنا نفهم من نهاية كلامه تسليمه بصحة ما أورده المسلم عليه !

========================================

 

( 3 ) .. فى أى لغة تم التحريف ؟


سكت عنها المسلم ، لأن رده المجمل يكفى للرد على جميع الأسئلة .
وسكت المسيحى تبعاً لسكوت المسلم .

 

 

 

 

قال المسلم :

 

أولاً ..
تعقب على ردى المجمل بتعقيبين ..



التعقيب الأول ..
تقول : ربما أوافقك في أن الجهل بسبب ميل برج بيزا المائل لا ينفي أنه مائل .. لكن استحاله وجود أسباب لميل برج بيزا تمنع الاعتقاد في ميله

ــ موافقتك لى على أن الجهل بسبب ميل البرج لا ينفى انه مائل ، يلغى ـ بكل بساطة ـ حجتك الاولى وكل ما ذكرته فى طرحك الاصلى !

ــ أما قولك (استحالة وجود اسباب لميل البرج تمنع الاعتقاد فى ميله) .. فهذا اغرب ما قرات ! .. أمام عينيك برج بيزا مائل ، وانت تقول لا اعتقد ذلك لاستحالة وجود اسباب لميله ؟ .. تستطيع أن تجلس أمام البرج سنوات تتحدث عن استحالة كذا والجهل بالفاعل وزمن الفعل وعدم وجود دافع ، و البرج يزداد ميلا سنة بعد سنة ! .. حتى ياتى يوماً ينهار البرج أمام عينيك فى يوم لا ينفع فيه الندم !

ــ أنا أقول برج بيزا مائل ، وأنت تكذب عينيك وتقول كلا ليس مائلاً .. إذن ما هو الحل ؟ .. هناك أجهزة مساحية تقيس زاوية ميله عن المحور الرأسى .. هذا هو الحل .. وقتها نعرف إذا كان مائل أو غير مائل ودرجة ميله .. هذا هو الاسلوب الوحيد .. أما الجدل فلن ينفى الميل !

ــ طبق هذا المثل على كتابك .. أنا أقول إنه محرف .. أنت تقول كلا .. إذن لابد من أسلوب علمى لفحصه بعيداً عن كل السفسطة الفارغة .. وهذا ما فعلته لك باختصار فى ردى السابق .. تحريفات .. اختلافات .. تناقضات .. حتى بين ما تسميه نسخ أصلية .. تجاهلت أنت كل ذلك .. ولازلت تتحدث عن فروض نظرية غير منطقية.

ــ لا يوجد نسخة اصلية نعتمد عليها .. كل شىء مهلهل غير مقنع .. الامر الذى يجعلك تلجأ إلى هذه المناقشة عديمة الجدوى .. الطريقة الوحيدة لنفى التحريف عن كتابك هى تفنيد ما أقوله أنا وغيرى عن التحريف والتناقض واختلاف النسخ التى تسمى أصلية تجاوزا .

التعقيب الثانى ..
يتضمن ملاحظتين : الأولى " لا يأتيه الباطل " .. والثانية : " لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً "
سكت عنها المسلم ، لأنه يطالب المسيحى بالرد أولاً على كلامه كاملاً.

====================

 

( 4 ) .. ما هو الدافع وراء جريمة التحريف ؟



ــ قدمت الرد مجملاً على كل الأسئلة المختصة بعناصر الجريمة.

ــ التحريف ممكن أن يحدث بدون دافع ، وهناك كثير من التحريفات حدثت فعلا بدون دافع أصلا ، مثل غلطة أحد النساخ التى تتحول إلى نص مقدس موحى به فى النسخة التالية ، وكذلك شرح على الهامش ينقله الناسخ التالى إلى الأصل فيتحول إلى نص موحى به من الله .. كل هذا حدث باعترافكم .. وكذلك فقد أو اندثار صفحة أو عدة أسطر تجعل نص مهم يختفى .. ها أنت ترى الآن أن نظرية استحالة التحريف لاستحالة وجود دافع ، هى نظرية فاشلة .

ــ كتاب " تحريف الاورثوذكس للكتاب المقدس " ، لبرات د. ايهرمان ، ط جامعة اكسفورد .. يعرفك نوعية من الدوافع التى جعلتهم يحرفوا الكتاب المقدس.

====================

 

( 5 )


تقرر أن الطعن في الكتاب المقدس هو طعن في أساس القرآن !

التعقيب على ملحوظتك ..
تقول : استشهادي بالقرآن لصدق الكتاب المقدس ليس اعترافا بذلك الكتاب .. ولكن هو منطق (من أقوالهم تدينوهم)

ــ فشلت أنت فى اثبات ان عدد واحد من ثيموثاوس الثانية يصلح لاثبات عدم تحريف كتابك .. فلم تجد إلا الاستشهاد بالقرآن لإثبات ما فشلت فيه .

ــ الكارثة أنك لا تدرك أن بعض من يتابع لا يؤمن بالقرآن ، فلن يقنعه هذا الكلام ، بل إذا فكر قليلا سيحدث عكس ما تريد ، فسيفكر ما الذى جعل زيوس يلجا لهذه المحاولة ؟ .. إن الديانة الحقة تستمد شهادتها من ذاتها ومن صلاحيتها لتحقيق الخير للانسان .. هل فكرت فى ذلك !

ــ تقول بأنك وضعت لنا مشكلة ، ولن تساعدنا فى حلها .. وهكذا يعبث الانسان فى موقف سيحدد مصيره بعد موته : إما إلى نار جهنم الحارقة ، أو إلى جنة عرضها السماوات والارض .

=======


قبل الكلام على الآيات القرآنية التى استشهدت بها على صحة كتابك .. أسوق مقدمة لا بد منها ..

ملاحظات عامة عن الاستشهاد بالقرآن لإثبات عدم تحريف التوراة والإنجيل ..

الملاحظة الأولى :
قاعدة هامة لتفسير آيات القرآن بشأن التوراة والإنجيل .. وهى أن مدح القرآن لهما إنما هو مدح للتوراة التى نزلت على موسى حقاً ، والانجيل الذى نزل على عيسى حقا عليهما السلام .. وهذا لا يناقض أبدا ان الجهل والفساد قد أفضيا الى تحريف كثير منهما وفقدان الصحيح وعدم تواتره .. وعلى هذا يكون القران الكريم هو المهيمن على المعانى الصحيحة الموجودة فى التوراة والإنجيل ، ولذلك نبه بوضوح على الفساد الذى عرض لهما فى العقائد والعبادات بل حتى فى المعاملات .

الملاحظة الثانية :
فى محاولة الاستشهاد بايات القران لاثبات صحة الكتاب المقدس ، يقوم من يفعل هذا العبث بقطع سياق آيات القران عن ما قبلها وما بعدها ؛ حتى يمكنهم إقحام معانى يريدونها ليست لها ، وبهذا يمكنهم استخدام ما هو حق فى التدليل على صحة باطل .. بل يقومون أيضا بقطع سياق التفسير الذى يستشهد به ليثبت ما يريد ان يثبته ! رغم أن نفس التفسير الذى يستشهد به ـ فى السطور التالية للعبارات المقتطعة ـ يثبت الحق ، وهو عكس ما يود الزميل إثباته .

الملاحظة الثالثة :
هم لا يتعرضون أيضاً لنصوص كتابهم المحرفة والمتناقضة .. وكل همهم تحويل الموضوع بأى طريقة إلى القرآن و زميلنا لم يخرج عن هذا الاسلوب .. كذلك هم لا يتعرضون للنصوص القرآنية التى تقطع بالتحريف .. فيتجاهلون هذه الآيات لأنها ضد غرضهم.


(أ) .. تورد آيات ثلاث ..

الآية الأولى :
"
وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ "[المائدة 5: 48]
وتعقب : وأنزلنا إليك الكتاب (القرآن) مصدقا للإنجيل (بين يديه) ، ومهيمنا عليه : أي حافظا له .. فهل أخل الله بوعده القرآني في الحفاظ على (ما بين يديه)؟ أم أن تلك الآيه تخضع لقاعده الناسخ و المنسوخ ؟

1 ) .. أول أدلتى هو كلماتك نفسها .. سأرد عليك من سطورك انت .. تقول : ومهيمنا عليه : أي حافظا له .. فهل أخل الله بوعده القرآني في الحفاظ على (ما بين يديه)؟

ــ القرآن حافظ للتوراة والانجيل .. وذلك معناه أن الكلام الصحيح فيهما موجود ومحفوظ فى القرآن .. فالنص لا يقول إن التوراة محفوظة ، بل يقول إن القران هو الذى يحفظها .. أى ببساطة اقرأ القرآن " المهيمن " تعرف ما كان موجوداً فى التوراة و الانجيل الحقيقيين.

2 ) .. معنى الاية : أن الله سبحانه وتعالى أنزل على محمد صلى الله عليه و سلم القران بالحق بالصدق, ولا كذب فيه, ولا شكّ أنه من عند الله مصدقا لما بين يديه من الكتاب ، أى بالحق الموجود فى الكتب السابقة التى أنزلها الله سبحانه وتعالى على أنبيائه ، وكل ما يخالف صريح القرآن فى الكتب الموجودة الآن ليس بحق ، ويكون محرفا عن الكتاب الاصلى الذى انزله الله سبحانه و تعالى ..

فما هو موجود فيما قبل القران من الكتب مصدق له ومبين له بل وحافظ له .. فكل ما يتعلق بالاله الواحد الواجب الوجود المنزه عن صفات المخلوقين الاحد الذى لم يلد ولم يولد الغنى المطلق الذى لا تضره معصية و لا يقتل نفسه لتكفير خطايا مخلوقاته وكل صفات التنزيه .. فان القران يقرها ويصدقها ويحفطها ..

ومحال أن يكون القرآن مصدقا لتركيب الاله من ثلاثة ، وهو القائل " لقد كفر الذين قالوا ان الله ثالث ثلاثة " .. ومحال أن يكون مصدقاً أن عيسى هو الله ، و هو القائل " لقد كفر الذين قالوا ان الله هو المسيح " .. ومحال أن يكون لله ابن ، وقد كفر اليهود و النصارى على هذا القول .. فإن كان شىء من ذلك موجود فى التوراة والانجيل الآن ، فالقران صريح فى بطلانه .. فكيف يكون مصدقا له ؟

قال سعيد بن جبير : القرآن مؤتمن على ما قبله من الكتب .. أى حافظا لها ، وهو الكتاب الوحيد الموجود به ما كان فى هذه الكتب قبل التحريف و التبديل و النسيان و الضياع ..

وبالجملة فالقران مصدق لكل ما فيه تنزيه الله ، وكل ما فيه هداية الناس وسعادتهم ، وذلك كان موجوداً فى التوراة والانجيل قبل تحريفهم ، ويتضح لكل عاقل ان كلام القران عن التوراة والانجيل لا يفهم منه الا انه فى التوراة و الانجيل اللذين نزلا على موسى وعيسى ومصدقا لما جاء فيهما من العقائد الصحيحة والاحكام المناسبة لاحوال الناس .. وبديهى أنه فى حالة وجود حكم صحيح فى التوراة لا يعنى أن تكون كلها صحيحة ، والصحيح هو الموجود فى القران فقط لان القران هو المهيمن .. فتأمل وفكر ولا تكابر فى الحق.

3 ) .. يقول ابن تيمية فى الجواب الصحيح :
"
فبين أنه أنزل هذا القرآن مهيمنا على ما بين يديه من الكتب ، والمهيمن : الشاهد المؤتمن الحاكم ، يشهد بما فيها من الحق ، وينفي ما حرف فيها ، ويحكم بإقرار ما أقره الله من أحكامها ، وينسخ ما نسخه الله منها ، وهو مؤتمن في ذلك عليها .. وأخبر أنه أحسن الحديث وأحسن القصص ، وهذا يتضمن أنه كل من كان متمسكا بالتوراة قبل النسخ من غير تبديل شيء من أحكامها ، فإنه من أهل الإيمان والهدى ، وكذلك من كان متمسكا بالإنجيل من غير تبديل شيء من أحكامه قبل النسخ ، فهو من أهل الإيمان والهدى .. وليس في ذلك مدح لمن تمسك بشرع مبدل ، فضلا عمن تمسك بشرع منسوخ ولم يؤمن بما أرسل الله إليه من الرسل وما أنزل إليه من الكتب ، بل قد بين كفر اليهود والنصارى ، بتبديل الكتاب الأول ، وبترك الإيمان بمحمد في غير موضع " ا.هـ.

ويقول كذلك :
"
وهيمن على ما بين يديه من الكتاب ـ وذلك يعم الكتب كلها ـ شاهداً وحاكما ومؤتمنا .. يشهد بمثل ما فيها من الأخبار الصادقة .. وقرر ما في الكتاب الأول من أصول الدين وشرائعه الجامعة التي اتفقت عليها الرسل ، كالوصايا المذكورة في آخر الأنعام وأول الأعراف وسورة سبحان ونحوها من السور المكية ..

"
وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه " .. أن يقال : أما تصديق خاتم الرسل محمد رسول الله لما أنزل الله قبله من الكتب ولمن جاء قبله من الأنبياء ، فهذا معلوم بالاضطرار من دينه ، متواترا تواترا ظاهرا كتواتر إرساله إلى الخلق كلهم ، وهذا من أصول الإيمان ، قال تعالى : " قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون . فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما هم في شقاق فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم " ، وقال تعالى : " قل آمنا بالله وما أنزل علينا وما أنزل على إبراهيم وإسماعيل وإسحق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى والنبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين " ا.هـ.

ويقول :
"
فيقال كلامكم الذي تحتجون به في هذا الموضع وغيره : إما أن يكون باطلا محضا ، وإما أن يكون مما لبستم فيه الحق بالباطل .. فإن قولكم بتصديقه إياها : إن أردتم أنه صدق التوراة والإنجيل والزبور التي أنزلها الله على أنبيائه ، فهذا لا ريب فيه ، فإن هذا مذكور في القرآن في غير موضع ، وقد أوجب على عباده أن يؤمنوا بكل كتاب أنزله وكل نبي من الأنبياء ، مع إخباره أنه أنزل هذه الكتب قبل القرآن ، وأنزل القرآن مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه ، وقد أوجب على عباده أن يؤمنوا بجميع كتبه ورسله ، وحكم بكفر من آمن ببعض وكفر ببعض ... وقد اتفق المسلمون على ما هو معلوم بالاضطرار من دين الإسلام ، وهو أنه يجب الإيمان بجميع الأنبياء والمرسلين ، وبجميع ما أنزله الله من الكتب ، فمن كفر بنبي واحد تعلم نبوته مثل إبراهيم ولوط وموسى وداود وسليمان ويونس وعيسى ، فهو كافر عند جميع المسلمين حكمه حكم الكفار ، وإن كان مرتدا استتيب ، فإن تاب وإلا قتل .. ومن سب نبيا واحدا من الأنبياء قتل أيضا باتفاق المسلمين ، وما علم المسلمون أن نبيا من الأنبياء أخبر به فعليهم التصديق به كما يصدقون بما أخبر به محمد ، وهم يعلمون أن أخبار الأنبياء لا تتناقض ولا تختلف ، وما لم يعلموا أن النبي أخبر به ، فهو كما لم يعلموا أن محمدا أخبر به صلى الله عليهم أجمعين ، ولكن لا يكذبون إلا بما علموا أنه كذب كما لا يجوز أن يصدقوا إلا بما علموا أنه صدق ، وما لم يعلموا أنه كذب ولا صدق لم يصدقوا به ولم يكذبوا به كما أمرهم نبيهم محمد " ا.هـ.

الآية الثانية :
"
وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ فَا سْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ "[النحل 16: 43]
وتعقب : جاء في تفسير الجلالين أن أهل الذكر هم العلماء بالتوراة والإنجيل, فإن كنتم لا تعلمون ذلك، فإنهم يعلمونه, وأنتم إلى تصديقهم أقرب من تصديق المؤمنين بمحمد ـ الجلالين ص 357

1 ) .. كالعادة أول أدلتى من كلامك نفسه ! .. تقول ناقلاً عن الجلالين : " فإن كنتم لا تعلمون ذلك، فإنهم يعلمونه, وأنتم إلى تصديقهم أقرب من تصديق المؤمنين بمحمد ".

ــ هل تعرف من المخاطب هنا ، الذين يقال لهم ان كنتم لا تعلمون ، والذين يقال لهم انتم الى تصديقهم اقرب ؟ ..
الاجابة : المخاطب هنا فئة اخرى غير المسلمين .. إنهم الكفار ، هم الذين عليهم أن يسألوا أهل الذكر إن كانوا لا يعلمون.

2 ) .. سياق الآية هو الإجابة على سؤال بعينه ، حول خصوصية طبيعة الرسل وكونها رجالا فحسب ، وليست ملائكة .. فهو سؤال من كفار مكة ، والآية تقول لهم اسألوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون هذه المعلومة .

ــ ومع ذلك ممكن اعتبار أهل الذكر هنا هم اليهود والنصارى الذين أسلموا ؛ لأن كلمة (أهل الذكر) لم ترد إلا فى موضعين اثنين : فى النحل 43 ، و الانبياء 21 .. فهى صفة لفئة معينة ، وليست فئة أهل الكتاب التى ذكرت كثيراً لتدل على اليهود والنصارى .

ــ حتى لو كان المقصود أهل الكتاب غير المؤمنين ، فالأمر بالسؤال عن شىء معين هو المذكور فى الاية ، والذين عليهم السؤال هم الكفار .

3 ) .. يقول القرطبى :
"
قوله تعالى: "وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم" . نزلت في مشركي مكة حيث أنكروا نبوة محمد صلى الله عليه وسلم وقالوا: الله أعظم من أن يكون رسوله بشرا، فهلا بعث إلينا ملكا؛ فرد الله تعالى عليهم بقوله: "وما أرسلنا من قبلك" إلى الأمم الماضية يا محمد "إلا رجالا" آدميين. "فاسألوا أهل الذكر" قال سفيان: يعني مؤمني أهل الكتاب" ا.هـ.

4 ) .. فى فقرتك (ب) .. تورد أمثلة أخرى من القرآن .. لكنك تكرر نفس الآية التى نتحدث عنها مع تعليق مختلف .. وهذا لأنك تنسخ وتلصق ..

تقول : " وقال البيضاوي في تفسيره: فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك من القصص ، على سبيل الفرض والتقدير ، فاسأل الذين يقرأون الكتاب من قبلك ، فإنه محقَّق عندهم ثابت في كتبهم على نحو ما ألقينا إليك، والمراد تحقيق ذلك، والاستشهاد بما في الكتب المتقدمة وأنّ القرآن مصدّق لما فيها ..

"
وفي تفسير الجلالين: فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك من القصص فرضاً ، فاسأل الذين يقرأون الكتاب من قبلك ، فإنه ثابت عندهم يخبروك بصدقه ..

"
فكيف يرضى نبي الإسلام لنفسه أن يسأل عن شكه قوماً حرَّفوا كتابهم، إن كان قد آنس في الكتاب أثر التحريف؟ والذين يقرأون الكتاب من قبله لا يؤدون عملاً، ولا يجيبون جواباً إلّا مسنداً إلى هذا الكتاب؟ ".

الإجابة كالعادة من كلامك أنت .. فقد نقلت عن البيضاوى والجلالين ، وهما يقولان بأن المعنى على سبيل الفرض والتقدير فقط ..

ـ أما البيضاوى فيقول فيما نقلته عنه صراحة : " على سبيل الفرض والتقدير " ! .. فهلا قرأت ما تنقله ؟!

ـ وأما عن الجلالين فقد لبس عليك من تنقل منه هذا الكلام لأنه غشاش ومخادع ومدلس ! .. انظر النص الكامل من تفسير الجلالين النص الكامل : " (فإن كنت) يا محمد (في شك مما أنزلنا إليك) من القصص فرضاً (فاسأل الذين يقرؤون الكتاب) التوراة (من قبلك) فإنه ثابت عندهم يخبرونك بصدقه ، قال صلى الله عليه وسلم : لا أشك ولا أسأل (لقد جاءك الحق من ربك فلا تكونن من الممترين) الشاكين فيه "ا.هـ.

ــ ولماذا لم يقتبس هذا المدلس النص الكامل الذى يقول إن الرسول عليه الصلاة والسلام قال : " لا اشك و لا أسال " ؟

5 ) .. يقول ابن تيمية فى المرجع السابق :
"
وأمره تعالى بسؤال الذين يقرؤون الكتاب من قبله على تقدير الشك ، لا يقتضي أن يكون الرسول شك ولا سأل ، إن قيل الخطاب له .. وإن قيل لغيره ، فهو أولى وأحرى ، فإن تعليق الحكم بالشرط لا يدل على تحقيق الشرط ، بل قد يعلق بشرط ممتنع لبيان حكمه .. " فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل " .. لا يدل على وقوع الشك ولا السؤال بل النبي لم يكن شاكا ولا سأل أحدا منهم ، بل روي عنه أنه قال والله لا أشك ولا أسأل .. ولكن المقصود بيان أن أهل الكتاب عندهم ما يصدقك فيما كذبك فيه الكافرون ..

"
كما قال تعالى في الآية الأخرى : " قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب " ، وقال تعالى : " قل أرأيتم إن كان من عند الله وكفرتم به وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله فآمن واستكبرتم إن الله لا يهدي القوم الظالمين " ، وقال تعالى : " أو لم يكن لهم آية أن يعلمه علماء بني إسرائيل " ، وقال تعالى : " الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون وإذا يتلى عليهم قالوا آمنا به إنه الحق من ربنا إنا كنا من قبله مسلمين " ، وقال تعالى : " وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين " ، وقال تعالى : " لكن الراسخون في العلم منهم والمؤمنون يؤمنون بما أنزل إليك " ، وقال تعالى : " وما أرسلنا قبلك إلا رجالا نوحي إليهم فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون " ، وقال تعالى : " الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم " ..

"
فالمقصود بيان أن أهل الكتاب عندهم ما يصدقك فيما كذبك فيه الكافرون ، وذلك من وجوه : ..

"
أحدها : أن الكتب المتقدمة تنطق بأن موسى وغيره دعوا إلى عبادة الله وحده ، ونهوا عن الشرك ، فكان في هذا حجة على من ظن أن الشرك دين .. ومثل هذا قوله تعالى : " وسئل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون " ، وقوله تعالى : " وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون " ، وقوله تعالى : " ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين " ..

"
الوجه الثاني : أن أهل الكتاب يعلمون أن الله إنما أرسل إلى الناس بشرا مثلهم ، لم يرسل إليهم ملكا ، فإن من الكفار من كان يزعم أن الله لا يرسل إلا ملكا أو بشرا معه ملك ، ويتعجبون من إرسال بشر ليس معه ملك ظاهر ، كما قال تعالى : " وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى إلا أن قالوا أبعث الله بشرا رسولا قل لو كان في الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا " ا.هـ. المراد نقله ولدينا مزيد !

الآية الثالثة :
"
وَكَيْفَ يَحَكِّمُونَكَ وَعِنْدَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بَالْمُؤْمِنِينَ " [المائدة 5: 43]

ــ القصة كالتالى : رجل من أشراف اليهود زنى بامراة شريفة منهم متزوجة بغيره وهو متزوج ايضا ، حكمهم فى التوراة الرجم ، وعز على اليهود رجمهما ، فارسلوا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم الذى حكم بالرجم الموجود عندهم ، والذى أخبره بالحكم عندهم هو ابن صوريا اليهودى .. فتأمل

ــ إن اليهود هم الذى أتوا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم لمحاولة الهروب من الحكم ، ومن يفعل هذا الفعل لو وجد فرصة للتحريف سيحرف ؛ ليخدم أغراضه الدنيوية الزائلة !

ــ ووجود حكم صحيح فى التوراة لا ينفى أن بها تحريفات فى مواضع أخرى .. ولا أحد يقول إن التوراة كلها محرفة.

(ب) ..
تقول : " أمثلة أخرى من القرآن ، ولكن من مبحث مسيحى حول هذا الموضوع " .. وكأن ما أوردته سابقاً من كلامك أنت !!

أولاً ..
تقول : " شهد القرآن للنصارى بالتوحيد والإيمان الحق .. ففي المائدة 5: 69: " إِنَّ الّذينَ آمَنُوا وَالّذينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ " .. ويقول البيضاوي: من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً من كان منهم في دينه قبل أن ينسخ (سنتكلم عن النسخ في الباب الثاني)مصدقاً بقلبه بالمبدأ والمعاد عاملاً بمقتضى شرعه".

1 ) .. تقول : " سنتكلم عن النسخ فى الباب الثانى " ! .. صحيح أنى سمحت لك أن تقص وتلصق .. لكن لا يصح أن تنقل بدون وعى إلى هذه الدرجة .. حاول أن تحترم عقولنا أكثر .. وحاول أن تبذل مجهوداً أكبر .

2 ) .. تنقل عن البيضاوى .. وسأترك البيضاوى يرد عليك بنفسه .. إليك النص الكامل :

"
من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا " من كان منهم في دينه قبل أن ينسخ مصدقا بقلبه بالمبدأ والمعاد عاملا بمقتضى شرعه .. وقيل من آمن من هؤلاء الكفرة إيمانا خالصا ودخل في الإسلام دخولا صادقا " فلهم أجرهم عند ربهم " الذي وعد لهم على إيمانهم وعملهم " ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون " حين يخاف الكفار من العقاب "ا.هـ.

ــ فالبيضاوى يقول من دخل فى الاسلام دخولا صادقا

ــ فإن قلت : البيضاوى يقول قولين وأنا أرجح القول الاول .. قلنا : القول الاول يقول من يعمل بمقتضى شرعه والشرع الاسلامى طبعا هو المقصود.

3 ) .. يقول ابن تيمية :
"
الجواب أن يقال : أولا : لا حجة لكم في هذه الآية على مطلوبكم ؛ فإنه يسوي بينكم وبين اليهود والصابئين ، وأنتم مع المسلمين متفقون على أن اليهود كفار من حين بعث المسيح إليهم فكذبوه ، وكذلك الصابئون من حين بعث إليهم رسول فكذبوه فهم كفار .. فإن كان في الآية مدح لدينكم الذي أنتم عليه بعد مبعث محمد ففيها مدح دين اليهود أيضا وهذا باطل عندكم وعند المسلمين .. وإن لم يكن فيها مدح اليهود بعد النسخ والتبديل فليس فيها مدح لدين النصارى بعد النسخ والتبديل .. وكذلك يقال لليهودي إن احتج بها على صحة دينه ... وأيضا فإن النصارى يكفرون اليهود ، فإن كان دينهم حقا لزم كفر اليهود ، وإن كان باطلا لزم بطلان دينهم ، فلا بد من بطلان أحد الدينين ، فيمتنع أن تكون الآية مدحتهما وقد سوت بينهما .. فعلم أنها لم تمدح واحدا منهما بعد النسخ والتبديل ، وإنما معنى الآية أن المؤمنين بمحمد ، والذين هادوا الذين اتبعوا موسى عليه السلام ، وهم الذين كانوا على شرعه قبل النسخ والتبديل ، والنصارى الذين اتبعوا المسيح عليه السلام ، وهم الذين كانوا على شريعته قبل النسخ والتبديل "ا.هـ.

ثانياً ..
تقول : وقال في سورة الجمعة 62: 5: " مَثَلُ الّذينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً ".

ــ لا أجد فى الآية أى دليل على عدم تحريف الكتاب المقدس بعهديه .. أرجو منك ان تشرح ما تقصده .. أما الآية فهى دليل على أن اليهود كانوا لا يعملون بالموجود فى التوراة ، وهذا دليل على أنهم سيحرفون الكتاب عندما تسنح لهم الفرصة.

ثالثاً ..
تقول : " وقال في سورة آل عمران 3: 93: " كُلّ الطَّعَامِ كَانَ حِلاً لِبَنِي إِسْرَائِيلَ الّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ ... قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ".

ــ كما قلت هذه الآية لا تثبت عدم التحريف ؛ لانه كان ـ ولا يزال ـ بعض الاحكام الصحيحة موجودة فى التوراة.

رابعاً ..
تقول : " جاء في سورة الحجر : 9 : " إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ".

ــ إليك سياق الآيات كاملاً من سورة الحجر : " وَقَالُوا يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ (6) لَوْ مَا تَأْتِينَا بِالْمَلائِكَةِ إِنْ كُنْتَ مِنْ الصَّادِقِينَ (7) مَا نُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَمَا كَانُوا إِذاً مُنْظَرِينَ (8) إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9)".

ــ ما هو معنى الذكر فى الآية الاولى ؟ .. القرآن الذى نزل على محمد صلى الله عليه و سلم ..

خامساً ..
تقول : " وجاء في سورة الكهف : 27: " لاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ " ، وفي سورة يونس : 64: " لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ " ، وفي سورة الأنعام : 34 ، 115: " لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ " .وأيضاً: " لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ " ، وفي سورة الفتح 23 : " وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللّهِ تَبْدِيلاً " .. والتوراة والإنجيل كلام الله، ولا يمكن أن يدخل شيء من التبديل أو التحريف على كلامه جلّ شأنه ، والنتيجة إذن أنّ الكتاب المقدس لم ولن يلحقه تحريف " ا.هـ.

ــ العجيب أن المسلمين لم يحكموا بتحريف التوراة والإنجيل إلا لأن القرآن قد حكم بذلك !

آية الأنعام 34 :

من تفسير الجلالين :
" (
ولقد كذبت رسل من قبلك) فيه تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم (فصبروا على ما كذبوا وأوذوا حتى أتاهم نصرنا) بإهلاك قومهم فاصبر حتى يأتيك النصر بإهلاك قومك (ولا مبدل لكلمات الله) مواعيده (ولقد جاءك من نبأ المرسلين) ما يسكن به قلبك " ا.هـ.

ــ بالمناسبة اسال من وضع هذه الاية لماذا لم يذكر تفسير الجلالين هنا ؟

آية يونس 64 :

من تفسير الجلالين :
" (
لهم البشرى في الحياة الدنيا) فسرت في حديث صححه الحاكم بالرؤيا الصالحة يراها الرجل أو تُرى له (وفي الآخرة) الجنة والثواب (لا تبديل لكلمات الله) لا خلف لمواعيده (ذلك) المذكور (هو الفوز العظيم)"ا.هـ.

آية الكهف 27 :
نص الآية " واتل ما أوحي إليك من كتاب ربك لا مبدل لكلماته ولن تجد من دونه ملتحدا "

ــ والمعنى أن الله سبحانه و تعالى أمر نبيه عليه الصلاة والسلام ، أن يتلو ما يوحى اليه من القران كما انزله الله اليه ، من غير ان يبدل كلمة واحدة أو حرف واحد ؛ لأنه لا يستطيع أن يبدل شيئا .. وذلك رداً على طلب المشركين الذين طلبوا منه أن يبدل منه ما فيه ذم لاصنامهم وتوبيخ لهم .. مثل قوله فى سورة يونس :" وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ "

ــ فأين التوراة والإنجيل فى هذه الآية من سورة الكهف !

سكت المسلم عن آيتين : [التوبة 5] ، [العنكبوت 46]
وعذره أنه لم يكن ملزماً بالرد أصلاً ، لأن المسيحى لم يجب عن كل ما قدمه هو .

(جـ) .. 42 آية من مبحث أرسل للمسيحى على الإيميل .. منها آيات رد عليها المسلم من قبل.
سكت عنها المسلم ، وعذره أنه لم يكن ملزماً بالرد أصلاً ، لأن المسيحى لم يجب عن كل ما قدمه هو .
وعذره أيضاً أن المسيحى لم يوضح وجه الاستشهاد فيما ذكر من آيات لأنه ينسخ ويلصق.

========================================

 

ثانياً
تعقيب المسلم على مناقشة المسيحى لملاحظاته



لم يأت المسيحى بجديد أصلاً إلا بمسألتين ..

الأولى :
بخصوص البند ( 2 ) .. من الذى قام بالتحريف ؟
فى الفقرة (أ) .. خطأ جميع الافتراضات ..
ناقش المسيحى آيتى [المائدة 44] و[البقرة 146] ..

والثانية :
فى نفس البند ( 2 ) ..
فى الفقرة (ب) .. من في مذاهب المسيحيين قام بالتحريف ؟
ناقش المسيحى الاختلافات بين نسخ الأورثوذكس والكاثوليك.

سكت المسلم عن مناقشة المسألتين ، لأنه يطالب المسيحى بالرد الكامل على جميع كلامه أولاً .

 

 

 

 

قال المسيحى :



" أعتقد أن معكم الحق في نقطه المعلومات المنقولة من بعض المصادر ، والتي استتدللت بها في ردي حول القرآن وأقوال المفسرين المسلمين .. مما يجعلني في أشد الاحتياج للوقت لمطابقة الموجود عندي بالواقع .. ولكن هذا لا يمنع أن رد الزميل المحاور حول هذه النقاط سواء وصفها بالتدليس أو تأييد أمانتها سيكون عونا شديدا لي .. وربما يمكنني أن أعدكم أن أتحدث مع من ينشرون تلك الاستدلالات الخاطئة وأطالب وبشده تنقيحها ؛ لأن وجودها يسئ إلينا أكثر مما يدعم موقفنا كمسيحيين .. أقول بعضا من تلك المواقع وليس كلها ، وأعتقد أن تنقيح تلك المواقع مما بها من لبس في الأمور ونقل للمادة العلمية الخاطئة هو أفضل ما يمكن أن نخرج به حتى الآن من المناظره مسيحيين ومسلمين ".

 

 

والحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات !