الجزء الرابع من مناظرة الأخ متعلم و مراسل بمنتدى
الأقباط
متعلم
(مشترك جديد)
01/15/03 03:16 AM
Re: مصادر القرآن ... اليهودية
والمسيحية [re: متعلم]
رد
بسم الله .. الحمد لله وكفى .. وسلام على عباده الذين
اصطفى .. ثم أما بعد ..
عزيزى مرسل .. رداً على رسالتك الثانية بتاريخ 12 / 1
ما زلت تتكلم عن ( عمرام ) .. تظننى أتهرب من الإجابة !!
.. سأجيبك جواباً مجملاً غير مفصل مع تحفظى أن هذا خارج عن موضوعنا قصة يوسف .. مع
إصرارك أن ذلك داخل فيها !! .. مثل إصرارك أن يعقوب خارج القصة !! .. كان الله فى
عونك وزاد فى ذكائك !!
وجوابى المجمل ليس فقط عن ( عمرام ) ، ولكنه جواب أيضاً
لما أوردته لقصة مريم ، بل سأجعله نافعاً أيضاً لموضوع اقتباس القرآن .. إليك
الجواب أرتبه فى نقاط عدة ..
( 1 ) .. ذكر القرآن أن أبا مريم اسمه ( عمران ) .. تأتى
أنت وتدعى أن هذا ليس اسمه .. حسناً نقول لك القول المكرور : أين الدليل التاريخى
على أن الرجل لم يكن اسمه كذلك ؟ .. وستكرر عزيزى مرسل نفس قولك فى كل مرة : لا
جواب .. لا دليل .. إنما أحب الدعاوى فقط !! .. هذا لسان حالك كل مرة .. ونقول نفس
القول الذى يعجزك وينومك مغناطيسياً فتطيعه بلا نقاش ! .. لن تستطيع عزيزى مرسل ..
لن تستطيع الإتيان بدليل على أن الرجل لم يكن اسمه كذلك .. لن تستطيع .. لن تستطيع
.. أنت أعجز من أن تأتى بالدليل !!
( 2 ) .. أما ادعاءك أن النبى سمعه من اليهود ( عمرام )
فاختلط عليه الأمر وظنه ( عمران ) .. فهو كالعادة بلا دليل .. أين سمعه النبى كذلك
؟ .. لا دليل .. أين اجتمع بيهودى فسمع منه ما أوردته ؟ .. لا دليل .. بوق كبير
للدعاوى وفقط !! .. كم أصبح عجزك مثيراً للشفقة !!
( 3 ) .. ثم نزن الأمر بعقولنا .. هل تظن أن محمداً
النبى الكذاب يقع فى مثل هذا ؟ .. رجل يدعى النبوة ويعد للأمر عدته ويعد نفسه لكى
يحكم العالم ويعد نفسه ليدعى عالمية دعوته ويعد نفسه لمحاربة العالم أجمع فى
سبيلها .. رجل يعد نفسه ودينه لذلك كله فلا يتثبت فى كلمة سترد فى قرآنه ( عمرام )
أم ( عمران ) ؟ .. إنما مثل حال هذا النبى الكذاب أن يتثبت من الأمر جيداً .. بل
لا يكتفى بمجرد السماع مرة واحدة .. بل لا بد أن يتثبت مرات عديدة .. بل لا بد أن
يناقش التفاصيل مع من يتلقى منه .. لأن هذا النبى الكذاب لم يكن يعد نفسه ليدعى
دعوى صغيرة أو بسيطة .. لم يكن يعد نفسه للادعاء بأنه قديس أو صالح .. بل كان يعد
نفسه للادعاء بأنه نبى وأنه خاتم النبيين وأنه مرسل للناس أجمعين .. للعرب والعجم
.. واليهود والنصارى والمشركين والصابئين وغيرهم .. وللإنس والجن أجمعين .. وأنه
منصور على أعداءه لا محالة وأن كتابه مهيمن على الكتب وأن المؤمنين به شاهدين على
باقى الأمم وأن من خالفه وحاربه فدمه وماله ونساءه حلال إذا قاتله .. كان يعد نفسه
لكل ذلك فيأتى مرسل ويقول لعله أهمل لفظة ( عمرام ) .. هكذا بكل بساطة .. أين
العقل يا مرسل .. ابحث عنه لعلك تجده !! .. لقد كان محمد يدعى لكتابه الكثير
والكثير .. لم يكن يخفيه بل كان يظهره حتى فى مرحلة الدعوة السلمية .. وكان يتحدى
به العرب المشركين واليهود والنصارى وغيرهم .. وكان يتحداهم أن يأتوا بسورة من
مثله .. ويتحداهم أن يوجدوا فيه تناقضاً واحداً أو أمراً واحداً محال على العقل أو
يثبت العقل خطأه .. وكان يتحداهم أنهم لو اجتمعوا جميعاً ومعهم الجن أيضاً لم يستطيعوا
أن يأتوا بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً .. نبى كذاب يدعى لكتابه كل هذه
الادعاءات العريضة ثم يهمل فى شأن لفظة ( عمرام ) فلا يكترث أهى ( عمرام ) أم (
عمران ) .. هذا منطقك عزيزى مرسل .. حاكمه للعقل وانظر .. ثم ارجع النظر كرتين
واحكم ..
( 4 ) .. تحاكم القرآن للكتاب المقدس .. تفعل ذلك فى (
عمرام ) ، وتفعله فى قصة مريم ، وتفعله فى موضوع الاقتباس .. وهذا عدم فهم منك
وهراء تدعيه .. وإليك الأسباب :
السبب الأول : أن القاضى لا يجعل من أحد المتخاصمين
حاكماً على الآخر .. لم يرد ذلك حسبما أعلم فى أى قانون إلى الآن !!
السبب الثانى : تفوق القرآن على الكتاب المقدس من ناحية
السند .. فالنصارى يعترفون بانقطاع سند الكتاب المقدس .. ويعجزن عن إثبات سنده
ويقرون بذلك .. ولا ينجحون إلا فى إثبات السند إلى مجمع نيقية بالكاد وبعد عنت
شديد منهم ويمكن أن ينازعهم فيه العاقل أيضاً .. أما إثبات السند بين مجمع نيقية
وبين مؤلفو الأناجيل فيعجزون عن ذلك .. وأما إثباته بين المؤلفين وبين السيد
المسيح فهو أبعد وأبعد .. وهذا بخلاف القرآن الثابت بالتواتر اليقينى .. وأنتم
تقرون بذلك أيضاً .. لكنكم تقرون بالتواتر إلى عثمان فقط .. وتنازعون فى مسألة جمع
القرآن بكلام مردود عليه بما لا تستطيعون دحضه أبداً .
السبب الثالث : تفوق القرآن فى خلوه من المتناقضات التى
يزخر بها الكتاب المقدس .. والتناقض أن يقول الكتاب المقدس مرة عن شىء أنه قليل ثم
يأتى مرة أخرى ويقول أنه كثير .. ذلك نسميه تناقضاً .. والمتناقضات فى الكتاب
المقدس كثيرة كثيرة .. وأنتم تقرون بها .. أنت تعلم شهادة آدم كلارك المفسر فى ذلك
.. لكنكم لا تستطيعون أن تثبتوا أى تناقض فى القرآن بالمعنى الذى أوضحته لك .. ولن
تستطيعوا !!
السبب الرابع : تفوق القرآن فى خلوه من الأخطاء التى
تنافى العقل بل والتى هى محال على العقل وهذا ما وقع فيه الكتاب المقدس .. ويفيدنى
هنا كلام آدم كلارك نفسه .. وما تهرطقون به من بعض المزاعم حول أخطاء فى القرآن ،
لم تستطيعوا إلى الآن إثباتها بأى دليل .. والدليل كما تعلمنا فى نقاشنا شىء يختلف
عن الدعوى .. لا تنسى هذا الدرس !! .. أما الكتاب المقدس بحسبك أنه يقول إن
الثلاثة هم واحد !! .. ولا أدرى أى لغة على وجه الأرض جوزت ذلك أبداً .. أن تقر أن
الجواهر ثلاثة ثم تقر أنهم واحد .. لا يقول بذلك عاقل على وجه الأرض .. ولو ذهبت
لأحدهم وقلت الثلاثة تساوى واحد لما قدر أن يمنع نفسه من الضحك على كلامك .. كيف
تقولون فى قانونكم ( إله حق من إله حق ) ، وعندما نقول إذن ثلاثة آلهة تقولون : لا
بل إله واحد !! .. أى عبث هذا بل أى جنون !! .. ولعلك علمت الآن لماذا تهاجر تلك
الأعداد العظيمة من النصرانية إلى الإسلام مع أنهم علماء فى دينهم .. هذا فى التثليث
.. وأما فى الصلب فيجوز الكتاب المقدس الألم على الله .. هل يقول أى عاقل إن الله
يتألم ؟ .. إذا قلت إن اللاهوت حل بالناسوت ، فعند صلب المسيح : هل تألم اللاهوت
أم الناسوت ؟ .. إن قلت : تألم الناسوت ، قلت لك : إذن لم يتألم اللاهوت ولم تتم
عقيدة الصلب وأن الله تألم عنا .. وإن قلت : تألم اللاهوت ، قلت لك : كيف ينال
الإله الألم من عبيده وهو خالق اللذة والألم أصلاً .. ضربت لك مثلين فقط على
مناقضة كتابك المقدس للعقل والمنطق !!
السبب الخامس : أننا نؤمن بإلهية لفظ القرآن .. وبالتالى
كل لفظ ذكره هو صحيح .. لكنكم لا تؤمنون بإلهية لفظ الكتاب المقدس .. بل تؤمنون
بأن الروح القدس كان مع كاتبيه فقط !! .. وعندما يحكم المسلم الخناق حول النصرانى
بخطأ أو تناقض أو اضطراب فى الكتاب المقدس ، يتهرب النصرانى من ذلك بأن الأخطاء
جائزة على الكتاب المقدس لبشرية الكاتبين !! .. ولسنا بصدد عرض منطق النصرانى
المتهرب على العقل الآن .. لكن لنسلم به جدلاً .. إذا كان الكتاب المقدس يجوز فيه
الخطأ والقرآن ليس كذلك .. فإذا وجدنا تنازعاً بينهما نحكم الذى جوزنا واعترفنا
بوقوع الخطأ والمتناقضات فيه على ما هو إلهى بلفظه .. أى منطق هذا !!
هذا جواب مجمل فى ( عمرام ) التى أزعجتك .. وجعلتك تغضب
منى وتترك كلامى دون الرد عليه .. أبطلت حجتك الصبيانية .. والآن هات ردك على ما
أتحفتك به فى الحلقة الثالثة على الأقل .. حتى أستطيع أن آتيك بباقى الحلقات
تباعاً .
أما فيما يختص بالنقاط التى فى باقى رسالتك فسأرد لك
عليها تفصيلاً فى رسالة منفصلة .. أما هنا فأرد عليها رداً مجملاً .. إذ إنى لاحظت
أنك تقع فى الخطأ دائماً من جهة عدة أمور بشكل مستمر .. فأنبهك هنا عليها بشكل
مجمل .. ثم أتبعها برسالة معلقاً على كل نقطة ذكرتها بما يبطل دعاواك فيها .
الأمر الأول : أنت تجهل يا مرسل مذاهب المفسرين فلا تفرق
بين تفسير لأهل السنة وتفسير لغيرهم .. وتجهل مشارب المفسرين ومآخذهم .. فتقع
مثلاً فى تفسير الرازى .. والفخر الرازى ليس نقياً على طريقة أهل السنة والجماعة
.. بل اختلف وفسد بالفلسفة .. لكنه تاب منها آخر حياته .. ورجع عن كثير مما كتبه
من كتب وتفاسير .. فتأتى أنت بجهلك فى الإسلاميات وتعتقد أن قوله ملزماً لكل
المسلمين .
الأمر الثانى : أنت تجهل التفرقة بين رأى تبناه المفسر
وبين آراء ينقلها عن غيره .. فتصف المفسر مثلاً بالاضطراب لأنه يقول : قيل كذا
وقيل كذا .. فتظن المفسر مشتتاً .. ولا تدرى أن الرجل ينقل الأقوال صحيحها وضعيفها
.
الأمر الثالث : أنت تجهل التفرقة بين توضيح المفسر لنص
الآية وبين كلامه على ما لم يوضح فى النص .. فتظنه اضطراب وهو ليس كذلك .. بعدما
يتعدى المفسر نص الآية يسمح لنفسه بالدخول فيما يتعلق بها من خارجها .
الأمر الرابع : أنت تجهل موقف المسلمين فى النقل عن أهل
الكتاب .. وقد أوضحته لك سابقاً .. لكنك لا تتعلم !!
الأمر الخامس : لا تعرف من أين تأتى بالأحاديث النبوية
.. ثم لا تعرف أنها تحتاج إلى الحكم بالصحة أو الضعف .. وتعتقد أن أى رواية فى أى
كتاب إسلامى ملزمة للمسلمين .. مما يظهر عجزك بشكل واضح فى الإسلاميات .
العجيب والمضحك فى الأمر بعد ذلك أنى عندما أعلمك شيئاً
عن الإسلاميات ، تقول لى بكل عنجهية لا تنصحنى أنا أعلم !! .. لم أر جاهلاً معتزاً
بجهله مثلك عزيزى مرسل .. أهنئك على ذلك !!
والآن بعد أن رأينا العزيز مرسل لا يحسن شيئاً فى
الإسلاميات ، فما باله جرىء الدعوى فيها .. ألا إنها جرأة الجاهل !! .. فالعلم
يورث تأنياً .. أما الجهل فيورث الجرأة لعدم العلم بعواقب الأمور !!
لماذا يا مرسل لا تقرأ فيما تريد أن تناقش فيه ؟ ..
لماذا تجادل فيما لا علم لك به ؟ .. وأنا لا أمنعك من الدعاوى لكن أرفقها بالدليل
حتى لو كان خاطئاً !! .. ولا أمنعك من الجدال فيما تجهله !! .. لكن كن متأنياً غير
متهجم ولا جرىء .. لأنه عندما يظهر جهلك يكون موقفك صعباً جداً .. وبذلك تجرئ
الناس عليك .. وينتقصون من قدرك ويتخذونك سخرية وهزواً .. وما ذلك لجهلك فقط .. بل
لأنك تدعى بجرأة وتهجم الجاهل ولا تتأنى فى ذلك .. وأضرب لك المثال .. هل تذكر ما
ادعيته فى نفس موضوعنا قبل نقاشى معك .. عن أن كاتباً نصرانياً يكتب الوحى لمحمد
.. هل تذكر هذا الموقف الأليم .. لقد ادعيت ذلك ولم تأت بالدليل .. لماذا عزيزى مرسل
؟ لماذا تفعل بنفسك ذلك ؟ .. ثم بعد عدة رسالات من إخوتى المسلمين يتسلون بالضحك
عليك فيها وبعد اعتذار منك .. استطعت أن تأتى بالرواية فإذا فيها الرد على دعواك
بل ونقض دينك من أساسه !! .. وقد تعجبت أنا حينئذ .. لماذا يفعل إخوتى المسلمون
ذلك بك ؟ .. لماذا لم يوضحوا لك الأمر منذ البداية ؟ .. فيوردون لك الرواية إذ
فيها نقض دعواك وينتهى الأمر .. فتنبهت إلى أنهم يتلاعبون بك .. إنهم يتسلون !! ..
وعندما يتسلون باستفزازك ويوجهونك أينما يريدون ترغى وتزبد أنت بدعاوى أكثر
إضحاكاً من ذى قبل ، مثل كلامك على مسند أحمد واختلاف كتبه !! .. كلام مضحك طبعاً
يظهر جهلك بالإسلاميات .. فيتلقفون منك هذه الأقوال ويزدادون ضحكاً على هرائك ..
!! ..
على العموم .. ما دام هذا الدور يرضيك فهنيئاً لك به ..
واصل دعاواك وإياك أن تأتى بالدليل ما دام هذا يمتعك إلى هذا الحد !! .. وهنيئاً
لإخوتى الغاضبين منى لأننى حرمتهم بعض الوقت من الكرة التى يتقاذفونها فيما بينهم
.. أما أنا فبعيد عن هذا تماماً .
وقانا الله شر أنفسنا !!
خيارات
متعلم
(مشترك جديد)
01/15/03 03:17 AM
Re: مصادر القرآن ... اليهودية
والمسيحية [re: متعلم]
رد
بسم الله .. الحمد لله وكفى .. وسلام على عباده الذين
اصطفى .. ثم أما بعد ..
عزيزى مرسل .. إليك الرد المفصل على النقاط التى ذكرتها
فى رسالتك الثانية بتاريخ 12 / 1
بالنسبة للحروف المقطعة فى أول السورة .. تصفها بأنها
مبهمة .. يكفى أن تعلم عزيزى مرسل أن العرب المشركين سمعوها من الرسول .. ولو لم
يفهموها لما سكتوا عن ذلك أبداً .. لأنهم كانوا ينتظرون أى خطأ لمحمد عليه الصلاة
والسلام .. ولأنه كان يتحداهم بالقرآن آناء الليل وأطراف النهار .. ويسب آلهتهم
ويسفه عقولهم ويتحداهم أن يأتوا بسورة من مثله ويقول لهم لن تفعلوا .. وهم كانوا
أهل حمية وعصبية شديدتين جداً .. أتراهم لو لم يفهموها أكانوا يسكتون عن ذلك ؟!!
.. وقد أخبرتك قبلاً بمعناها .. وهو أن الله تعالى يقول لعبيده جميعاً .. من هذه
الحروف البسيطة التى تتكون منها اللغة العربية كان هذا القرآن .. ولن تستطيعوا مع
ذلك أن تأتوا بمثله .. لكن عقلك الذكى رفض هذا التفسير .. وتقول لى إن هذا كلام من
عندى أنا وليس من كلام المفسرين .. وهذا يندرج تحت بند جهلك الفاحش بأقوال أهل
التفسير .. ولا بأس فقد فضحت نفسك كثيراً من قبل فى هذا الصدد والعجيب أنك تتفاخر
بجهلك ويعجبك ضحك الجميع عليك .. أعانك الله وزاد فى ذكائك !! ..
ثم تورد قولاً من تفسير الجلالين .. وهذا أيضاً من جهلك
فأنت تظن أن أى قول فى تفسير ملزم لجميع المسلمين .. لا عزيزى مرسل .. بل إن الأمر
اجتهاد .. فى ديننا هناك علم بخلاف دينكم .. والعلم يقتضى الاختلاف بين العلماء ..
فهذا مرة قوله يصح ومرة لا .. والله يؤتى الحكمة من يشاء .. وفوق كل ذى علم عليم
!!
ثم تورد نقولاً من القرطبى .. وهى نقول نقلها القرطبى
وليست من رأيه .. وهذا أيضاً من جهلك فأنت لا تفرق بين رأى الرجل وبين الآراء التى
ينقلها .. فلا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم .. أعانك الله !!
وتقول أن ابن كثير أحال على تفسير الحروف المقطعة فى أول
سورة البقرة .. ثم تورد حديثاً شريفاً وتقول " غشيت على نفسى من الضحك "
.. ثم تتابع نقل بعض كلام ابن كثير .. والحديث الذى ذكرته أنت لم يورده ابن كثير
فى الكلام على الحروف المقطعة إنما أورده فى الكلام على فضائل السورة .. لكن لماذا
تذكره أنت هنا ؟ .. أجيبك أنا لتنتهز الفرصة وتتهكم .. إذن فلنقف قليلاً ولنتهكم
معك ما دمت تريد التهكم .. مرسل يحب التهكم لأنه عاجز عن الدليل دائماً .. قوى
الله ضعفك !! ..
الحديث يذكر أمراً غيبياً ، والغيبيات تؤخذ عن الرسل ،
فإن آمنت بالرسول قبلت كلامه ، وإن لم تؤمن لم تقبل ، فالكلام على الحديث مبنى على
الكلام على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم .. ولن تجد أمة من الأمم تثبت نبوة نبيها
من طريق إلا وإثبات نبوة محمد داخل فيها من باب أولى !! .. ثم أقول لك : إذا كان محمد
نبياً كذاباً فلماذا تركه الله عز وجل ولم يأخذه أخذ عزيز مقتدر ؟ .. ولا تغتر
بالملوك الظلمة ، فالله يمهلهم لأن فسادهم فى الدين غير فساد النبى الكذاب ..
النبى الكذاب يتحدى الله ويضل عبيده عن طريقه ويلبس عليهم الحق .. الملك الظالم
يعذب فقط لكن يبقى الحق كما هو غير ملتبس بالباطل .. لا يترك الله نبياً كذاباً
أبداً لأن الله لا يريد الضلال لعبيده .. فهلا أخذ الله محمداً النبى الكذاب
بالعذاب والوبال ؟ .. لم يفعل بل تركه ثلاثة وعشرين عاماً يكذب عليه ويلبس على
عبيده ويزعم أنه نبى مرسل للعالم أجمع وهو يتركه بالرغم من ذلك .. بل ينصره ويؤيده
بالمعجزات والخوارق على يديه ويرزقه بالعشرات منها على مرأى ومسمع من الناس كلهم
.. ثم يجيب دعوته ولا يردها .. ويهلك المكذبين له وينصر المؤمنين به .. وإذا ذكر
محمد عن قوم أنهم يموتون فى موضع وزمان فلا يجد الناس من ذكرهم يموتون فى غير ما
ذكر .. فالله يسارع فى دعاء هذا النبى الكذاب بالتأييد وإجابة الدعاء والنصرة ..
ويمكنه من رقاب أعدائه .. ومن سبى نسائهم وذراريهم .. وكل ما يقوله هذا النبى
الكذاب يتحقق .. يقول سيغلب الروم فيغلبون .. يقول فى بضع سنين .. فلا يمر البضع
إلا ويغلبون .. ويخبر عن أشياء كثيرة جداً تحصل فى أمته من بعده فلا يتخلف أمر
منها .. ما دام محمد نبياً كذاباً فلم ينصره الله هذه النصرة والتأييد وإجابة
الدعاء ويملكه رقاب أعدائه ؟ .. هل الله يريد الضلال لعبيده بالأنبياء الكذبة ؟!!
وما دمت تحب التهكم فأنا لك به زعيم .. هل تدرك أن
أقواماً يقولون الثلاثة تساوى واحد .. وأن الله تألم .. وأن الله يتمشى فى الجنة
.. وأن الله خلق الإنسان شبه الله .. وأن الله يترك لا محدوديته ليدخل فى جسد
الإنسان المحدود .. وهو يفعل ذلك كثيراً فهو مغرم بذلك جداً .. وهل تعلم ما يضحك
فى الأمر أكثر .. أنك عندما تقول لهم كيف لله أن يحد فى جسد محدود فان يقولون إن
الله قادر على كل شىء .. لا عزيزى مرسل هناك أشياء مستحيلة على الله .. نعم
مستحيلة .. لا لنقصه سبحانه عز وجل .. بل لكماله المطلق ولا محدوديته .. وإلا فأنا
أسألك وأسأل كل عقل مريض يقبل هذا عن الله .. أسألكم : هل يستطيع الله أن يخلق
إلهاً آخر ؟ .. ألا خرست الألسنة !!
ثم تعود عزيزى مرسل فتصف ابن كثير بالتخبط وتستدل على
ذلك بنقل قول ابن كثير للزمخشرى .. وهذه حلقة مكررة من مسلسل اعتزازك بجهلك العتيد
عن التفاسير !! .. فأنت تظن أن ابن كثير عندما يورد قولاً لأحد فهو يعتقده .. شفاك
الله وعافاك !!
وقد عقب ابن كثير ـ فيما نقلته أنت ـ على كلام الزمخشرى
.. " قلت : ولهذا كل سورة افتتحت بالحروف فلا بد أن يذكر فيها بالانتصار
للقرآن وبيان إعجازه وعظمته " .. ثم لا يعجبك قول ابن كثير فتقول : "
فهذا بيان إعجاز القرآن وعظمته !! " .. ولا أدرى لم تتعجب .. لكن ألا تجد رأى
الزمخشرى السابق هو نفس كلامى الذى قلته لك وتدعى أنه من عندى ؟ .. ثم ألا تجد ابن
كثير يوافقه وينتصر له بشاهد من الشواهد وهو الانتصار للقرآن وبيان إعجازه وعظمته
بعد الحروف المقطعة دائماً ؟ .. ثم تقول لى إن هذا الكلام من عندى .. ما لى أراك
لا تكاد تفقه حديثاً ؟!!
وحتى لا تظن أن ما أتيتك به من تفسير هو من عندى .. فإنى
آتيك بقول ابن كثير كالآتى : " وقال آخرون : بل إنما ذكرت هذه الحروف فى
أوائل السور التى ذكرت فيها بياناً لإعجاز القرآن وأن الخلق عاجزون عن معارضته
بمثله هذا مع أنه مركب من هذه الحروف المقطعة التى يتخاطبون بها ، وقد حكى هذا
المذهب الرازى فى تفسيره عن المبرد وجمع من المحققين ، وحكى القرطبى عن الفراء
وقطرب نحو هذا ، وقرره الزمخشرى فى كشافه ونصره أتم النصر ، وإليه ذهب الشيخ
الإمام العلامة أبو العباس ابن تيمية وشيخنا الحافظ المجتهد أبو العجاج المزى
وحكاه لى عن ابن تيمية " ا.هـ كلام الحافظ ابن كثير .. والحق أن ابن كثير لم
يذكر كل من قال بهذا الرأى بل ذكر جملة منهم فقط .. وإلا فإن هذا الرأى هو المتسيد
فى كلام المفسرين .. وأما من بعد ابن كثير من المفسرين فكثير كثير .. ولكن الحق
الحق أقول لك : معلوماتك عن تفسير القرآن لا تتعدى معلومات ابن الرابعة عن علم
الطيران !!
هل تعلم أن الحروف المذكورة فى أوائل السور بحذف المكرر
منها 14 حرف ، وهى نصف حروف اللغة العربية التى نزل بها القرآن ويتحدى الله أهلها
أن يأتوا بمثله .. وهل تعلم أن هذه الحروف الـ 14 يجمعها قولك " نص حكيم له
سر قاطع " .. وهل تعلم أن الحروف المذكورة فى أول سورة ترد أكثر من غيرها فى
السور التى بدئت بها .. وهل تعلم أن الحروف المذكورة مشتملة على النصف من أصناف
أجناس الحروف عموماً : ففيها نصف الحروف المهموسة وفيها نصف الحروف المهجورة ونصف
الحروف الحلقية ونصف الحروف غير الحلقية ، ونصف الحروف الشديدة ونصف الحروف الرخوة
ونصف الحروف المطبقة ، ونصف الحروف المنفتحة ونصف الحروف المستعلية ونصف الحروف
المنخفضة .. فسبحان الذى دقت فى كل شىء حكمته .. فكأن الله ـ عز اسمه ـ عدد على
العرب الألفاظ التى منها تركيب الكلام ، إشارة إلى ما ذكرت من التبكيت لهم وإلزام
الحجة إياهم .. والمثل كالآتى .. صانع ماهر صنع شكلاً يلمس الصانعون فى هيئته
ونظامه ودقته أروع أمثلة جمال الفن مما ليس لهم قدرة على الإتيان بمثله ، فيزيد
هذا الصانع من عجزهم بأن يبين المواد التى صنع منها هذا الإعجاز فإذا هى من نفس
المواد التى يستخدمها الصانعون ولم تخرج عنها ، فالحذق والمهارة إنما هما فى
الصنعة لا فى المواد المستعملة فيها .. إن هذا أدعى إلى إقرارهم بالتفوق لهذا
الصانع وأنه ليس من طبقتهم وإن اتحدت المواد عند الجميع .. " ولله المثل
الأعلى " .. !!
أشكرك عزيزى مرسل .. كما قلت لك سابقاً .. كل اعتراض لك
على القرآن هو فرصة لبيان عظمة القرآن فى نفس هذا الموضع .. فالقرآن كتاب "
عزيز " أى ممتنع أى لا تستطيع النيل منه .. ولا أقول تتكسر سهام معارضيه على
درع عزته .. بل ترتد إلى المعارضين لتنال منهم !!
ثم لا يحرمنا العزيز مرسل من بعض الهراء المضحك الذى
عودنا عليه .. فيريد تفسير الحروف العربية بطريقة السريان .. ويقول إنها أقرب من
التفاسير الإسلامية !! .. أعلم أن الكثيرين يكتمون ضحكهم على كلامه الآن لكن والله
قال مرسل ذلك !! .. ويدلل ـ !! ـ على رأيه بانتشار اللغة السريانية وباهتمام النبى
بها .. ويورد روايتين فى هذا الصدد .. ولا أدرى ما الذى تود قوله .. هل تريد القول
إن النبى تأثر باللغة السريانية فى القرآن ؟ .. والله إنها لهرطقة غير مفهومة !!
.. أم تريد القول إنه اهتم بها فعرفها ؟ .. هات الدليل يا مرسل .. الروايات تقول
إنه أمر أحد الصحابة ليتعلمها هو لا النبى صلى الله عليه وسلم .
ثم تفرح بتعقيب الأعمش على إحدى الروايات بأن النبى صلى
الله عليه وسلم كانت تأتيه كتب بهذه اللغة واشتهى أن لا يطلع عليها إلا من يثق به
.. فرحت أنت بذلك وهللت وصفقت !! .. شفاك الله وعافاك !! .. هل ظننت أن النبى كان
يأتيه الوحى فى هذه الرسائل فكان يخفيها من أجل ذلك ؟ .. ماذا صور لك عقلك المريض
بالتثليث ؟ .. ماذا سولت لك نفسك ؟ .. تفسير قول الأعمش هو المذكور فى الروايات
نفسها بنص كلام النبى صلى الله عليه وسلم نفسه .. فهو لم يأمن أن يترجم له الرسائل
غير مسلم ولا يكتب رسائله للعجم غير مسلم خوفاً من عدم أمانته فأمر أحد الصحابة
بذلك .. فهو يكره أن يطلع عليها غير مسلم أى من لا يثق به .. هل فهمت يا مرسل ؟ ..
شفاك الله وعافاك !!
ثم نأتى للهذيان .. والهذيان ليس فى حساب الجمل .. إنما
فى طريقة استخدامك المضحكة له .. المثال الأول : القرآن = موجز الدين اليهودى
والمسيحى .. أولاً حسابك خطأ لأن ألف القرآن الثانية ألفان لا واحدة .. ثانياً :
القرآن يصف نفسه بأنه مصدق لما بين يديه من الكتب .. فلم ينكر أنه متشابه معهما
حتى بعد التحريف لأنه ما زال فيهما حق .. بل احتج بذلك على صدقه وأنه من عند الله
وأن الجميع خرج من مشكاة واحدة لكن السابق حرف .. وأنت مازلت على طريقتك المضحكة
وكلامك المضحك تقول للقرآن : لا تخدعنى لم تأت بجديد بل ما تذكره موجود فى الكتب
السابقة .. والقرآن يقول لك : ما أقوله موجود فى التوراة والإنجيل .. فتقول له :
كذبت بل ما تقوله موجود فى التوراة والإنجيل .. فيقول لك : نعم هو موجود فى
التوراة والإنجيل .. فتقول له : لا تواصل خداعك ما تقوله موجود فى التوراة
والإنجيل .. !! .. ويظل مرسل مستمراً فى هرائه حاملاً على عاتقه مهمة إضحاك الجميع
دائماً وتسليتهم بكل جديد !! .. ثالثاً : المثال خطأ فى التساوى كان يجب أن تقول
القرآن موجز التوراة والإنجيل ، أو الإسلام موجز الدين اليهودى والمسيحى ، لكنك
قابلت الكتب بالدين فهذا من الخلط .. رابعاً : يمكن عن طريق حساب الجمل أن آتيك
بآلاف الجمل على صدق آلاف الأمور أو كذبها .
أما مثالك الثانى فهو خطأ أيضاً فقد نسيت الألف فى كلمة
ابن فقلت : بن .. فهذا من جهلك وخطلك المعتاد ! .. ومثالك الثالث وإن نجا مما لحق
سابقيه ـ إذا تغاضينا على الألف بعد لام إلهى ـ فهو لا يعنى شيئاً كما أوضحت لك .
ثم تقول لى لا تصف كلامى بأنه ترهات .. ما دمت يا مرسل
لا تقف على أرض صلبة فلم تهذى بما لم تعلم ؟ .. وعموماً لن أغضبك ولن أصفه
بالترهات .. قل لى بماذا أصفه وسأفعل !! .. هل يريحك أحد فى المنتدى مثلما أفعل
أنا ؟ .. كان يجب أن تكون حريصاً علىّ أكثر من ذلك !!
ثم تورد نقلاً للرازى للدلالة على أن قصة يوسف كانت
مذكورة قبل القرآن .. والأمر لا يحتاج لدليل عزيزى مرسل .. إن القرآن نفسه يقول
إنه مصدق لما بين يديه .. لكنك بمنطقك الرائع تقول له : لا بل ما تقوله موجود فى
التوراة وعندى الدليل من كلام الرازى .. وتواصل مسلسل الإضحاك الذى تجيده !!
وتذكر التوراة حلمين ليوسف لا واحد كما فى القرآن ..
وتسألنى ما هو الإلهى فى هذا الاختصار ؟ .. وأنا أجيبك : أولاً : لا نسلم بصدق
الحلم الأول ولا كذبه ، فما دام سكت عنه القرآن فلا نصدقه ولا نكذبه .. ثانياً :
ما دام سكت عنه القرآن فهو لا يهمنا وهذا هو الإلهى فى هذا الاختصار ، فذكر حلم
يوسف المختص بالكواكب يغنى عن حلم الحزم ويصبح ذكر حلم الحزم ـ إن كان وقع ـ لا
لزوم له ، فالإلهى هنا هو الاقتصار على ما ينفع الإنسان فى فهم القصة وبالتالى فى
فهم العبرة ، أما صنيع التوراة فهو يذكر كل ما عن له ، ويقىء كل ما بجوفه ، لأنه
ليس إله .. هل أدركت الفرق ؟!! .. ثم تسألنى لماذا تحرف التوراة هنا بالزيادة وما
الدافع لذلك ما دام أمراً ليس مختصاً بالعقيدة ؟ .. أولاً : لم أسلم لك بالتحريف
بالزيادة هنا ، وإنما تقول أنت ذلك لجهلك بموقف المسلمين من روايات أهل الكتاب ،
وهو أحد أوجه جهلك المتعددة بالإسلاميات .. ثانياً : أخبرتك من قبل ـ ولكنك لا
تكاد تفقه حديثاً ـ أن ليس كل موضع للتحريف يكون له دافع بعينه ، بل يكون فى مواضع
لأغراض واضحة ، ثم يصبح ذلك طبع فى المحرفين ، فيحرفون أشياء كثيرة ولو كانت لا
تخدمهم ، كما يصير الكذب طبعاً لشخص حتى أنه يكذب ولو لم يخدمه الكذب ، وكما تصير
السرقة طبعاً لشخص فيسرق ولو لم يكن محتاجاً .. والقرآن يقول " وغرهم فى
دينهم ما كانوا يفترون " .
والقرآن يقول بتآمر إخوة يوسف وكيدهم له قبل إلقائه فى
الجب ، أما التوراة فتقول إن إلقائه فى الجب كان وحى اللحظة عندما أرسله يعقوب
للاطمئنان عليهم فى الحقل .. وتسألنى ما هو الإلهى فى ذلك ولماذا نرفض رواية
التوراة هنا ؟ .. أولاً : ولماذا نقبل رواية التوراة ونرفض رواية القرآن ؟ .. منطق
معكوس أليس كذلك !! .. ثانياً : خطأ التوراة واضح ، إذ إنها تقر أن يعقوب كان يعلم
عداوة إخوة يوسف له ، وتقول إن يوسف روى الحلم أمام يعقوب وأبنائه فلاموه ، فكيف
بعد ذلك يأمن يعقوب أن يرسله إليهم من نفسه ؟ .. أما القرآن فقد خلا من هذا
التناقض والخلط ، فقد جعل تسليم يعقوب ليوسف إلى إخوته عن كيد وبعد حوار ونزاع
معهم . هل وضعت يدك على بشرية التوراة فى هذه التفصيلة ؟ .. وهل رأيت خلو القرآن
من التناقض هنا لأن منزله إله حكيم عليم ؟ .. وأزيدك أن الله يورد لنا من تفاصيل
القصة ما لا تورده التوراة على كثرة تفاصيلها المملة وهو من المشاهد التى لم تذكر
فى توراتك فهو من أنباء الغيب ، وهو دليل أيضاً على بطلان الاقتباس الذى تهذى به
!!
" قال قائل منهم .. " تقول : وما الضرر فى أن
أعرفه ؟ .. أقول لك : هل تود من الكتاب الإلهى أن يذكر لك كل مالا يضرك ؟ .. خطل
وجهل .. وإذا سلمنا بمنطقك فلماذا لم تذكر لنا التوراة الكثير من تفاصيل القصة كما
ضربت لك المثل برحلة يوسف مثلاً إلى مصر ، لماذا لم تذكر لنا التوراة ما لاقاه فى
الرحلة يوماً بيوم ؟ .. أرأيت إلام سيوصلنا منطقك الرائع ؟!!
ثم تعود وتعترض على إغفال القرآن لتفصيلات التوراة
السخيفة المملة ، وتقول إن كان وقع تحريف فما هى العلة ؟ .. وأجبتك كثيراً ..
وأجيبك هنا أيضاً ولا أمل ، فليس كل الناس يفهم من أول مرة ، ومنهم من يحتاج إلى
التكرار ، فلم يسوى الله ـ بحكمته ـ بين عقول الناس ، فجعل منهم من يفهم مباشرة ،
وجعل منهم من يحتاج إلى الرد كثيراً جداً حتى يبدأ فى فهمه ، فمن الناس من لا
يشتغل عقله إلا بعد فترة طويلة .. لك عذرك عزيزى مرسل !! .. ليس فى كل موضع تحريف
يكون هناك علة لذلك .. بل قد يكون هناك علة وقد لا يكون .. لأن نفسية المحرف
مضطربة ، وما دام سمح لنفسه بالتحريف فى موضع فالأمر يسهل عليه بعد ذلك حتى ولو لم
يخدمه .. وقد ضربت لك سابقاً مثالاً .. فلم تستطع الإجابة عنه إلا بأنه لا يصح ..
وليس هكذا تؤخذ الأمور عزيزى مرسل .. آتى لك بالأوجه والأدلة والأسباب ثم تأتى بكل
بساطة وتقول لا يصح .. ليس بقولك هذا تبطل أدلتى وحججى .. إنما بمواجهة الدليل
وتفنيد الكلام .. إنما قولك لا يفيدك إلا فى إظهار عجزك وفقر أدلتك .. لا يفيدك
إلا فى سخرية الناس بك بعد ذلك .. ثم ترجع وتشتكى من ذلك .. وأنت الذى تصنع ذلك
بنفسك بمثل هذا الهراء الذى تتفوه به !!
وقد قلت أنا سابقاً أن الله لا يرضى بأن يكون تحريف
المحرف كاملاً بل يظهر فيه الثغرات .. وفى وسط كلامك تنكر على ذلك وتستنكر أن يرضى
الله بالتحريف لكنه لا يرضى أن يكون كاملاً .. فتعال إذن أعلمك يا مرسل شيئاً لم
تتعلمه فى دينك ولا كتابك المقدس .. كتابك المقدس لا يشرح لك شيئاً عن إرادة الله
.. فتعال أوضح لك .. وما بال كتابك يشرح ذلك وهو لا يشرح لنا شيئاً عن صفات الله
.. غاية أمره أن يذكر وصفاً هنا أو هناك .. لكن لا تفصيلات لتغذية القلوب بالتوحيد
.. ولا حديث عن أفعال الله ولا صفاته خاصة صفات الجلال .. ولا حديث عن تفصيلات
اليوم الآخر .. ولا حديث عن مشاعر القلب من التوكل والحب والخشية والرجاء والخوف
.. إلخ .. لا حديث عن شىء من ذلك أبداً .. أحياناً أظن أن النصرانية تلخصت فى أن
الثلاثة آلهة هم إله واحد وأن الله تألم !!
تستغرب أن يقدر الله للتحريف أن يقع .. فأقول لك : أليس
يقع من الناس سب لله ؟ .. تقول : بلى .. فأقول لك : فهل أراد الله ذلك السب منهم ؟
.. إن قلت : أراده .. فأقول لك : فلماذا تستغرب أن يقدر الله للتحريف أن يقع ..
وإن قلت : لم يرده .. قلت لك : فهل يقع فى ملك الله ما لا يريده ؟ .. أعرف أن
الأمر استغلق عليك فكتابك لا يعلمك هذا العلم فأنصت واستمع .. لله يا مرسل مشيئتان
.. مشيئة قدرية ، ومشيئة شرعية .. فكل ما يقع من البشر من سب لله وشر لا نستطيع أن
نقول إنه ليس بمشيئة الله ، بل هو بمشيئته ولكن شاءه الله قدراً لا شرعاً ، وأما
مشيئة الله الشرعية فلا يشاء فيها إلا كل حسن وهى التى يخبرنا بها رسله الكرام ..
أما مشيئة الله القدرية فيقع فيها الخير والشر والحسن والقبيح .. لكن الشر والقبيح
هو بالنسبة للبشر لا بالنسبة إلى الله .. فالخير كله من الله وإليه والشر ليس إليه
. انتهى ملخص الدرس وإذا أردت شرحاً فأمرنى وما علي إلا الطاعة !! .. والمقصود أن
الله شاء التحريف قدراً .. لأنه لا يحدث فى ملك الله إلا ما شاءه الله .. وما دام
التحريف قد وقع .. فقد شاءه الله .. لكن الله شاءه قدراً لا شرعاً .. بل أمر شرعاً
بغير ذلك وأنكر على من فعل ذلك .
ولا يحرمنا مرسل من حلقة من حلقات مسلسله .. أقصد هنا
مسلسل الدعاوى العارية من الدليل .. فلمرسل مسلسلات عدة .. وآخر دعاوى مرسل
المضحكة أن القرآن قال إن أولاد يعقوب لعنوا أباهم .. !! .. إى والله هكذا قال
مرسل .. ولنتحكم فى أنفسنا قليلاً ونمنع الضحك ونسأل مرسل : أين الدليل يا مرسل ؟
لا دليل .. لقد أصبح مسلسل مرسل مملاً حقاً .. دائماً نفس النهاية عند كل حلقة ..
يقف مرسل عاجزاً عند مطالبته بالدليل .. وسط ضحك المتفرجين .. لا تلم أحداً يسخر
منك عزيزى مرسل .. أنت تصنع ذلك بنفسك !! .. لم تهرف بما لا تعرف ؟!! .. أما
القرآن فيقول إنهم قالوا " إن أبانا لفى ضلال مبين " .. وهذا تخطيء منهم
لأبيهم بسبب تفضيله ليوسف عليهم .. وهذا شىء مختلف عن اللعن .. لا أدرى كيف تفهم
الكلام عزيزى مرسل .. شفاك الله وعافاك !!
ثم تورد كلاماً للرازى واصفاً بأنه شبهة قوية ثم تقول
إنه لم يستطع الإجابة عليها .. والحق أنى عندما قرأت عبارتك هذه تعجبت ، فأنا أعلم
أن الرازى ـ عندما كتب تفسيره ـ كان غارقاً لأذنيه فى علم الجدل والفلسفة ، فكيف
يورد أسئلة ولا يستطيع الإجابة مطلقاً ولو بإجابة ضعيفة حتى .. خاصة أن تفسيره
أقرب إلى المناظرات الكلامية منه إلى التفسير .. ثم رأيتك كل سؤال للرازى وإجابة
الرازى عليه !! .. ما هذا الخلط ألا تفهم إن كان الرجل أجاب أم لا ؟ .. حتى هذه
عاجز عن فهمها ؟ .. وما دمت تعجز عن فهم مثل هذه الأمور ـ التى هى من أبسط ما يمكن
ـ فكيف ترمى بنفسك فيما لا تعرف ؟
ثم أوردت أنت أمراً ناقشه علماؤنا فى تفاسيرهم عن الجمع
بين نبوة إخوة يوسف وبين ما فعلوه .. فالحق أن نبوتهم ليس مجمعاً عليها بين
علمائنا ، والذين قالوا بنبوتهم اعتذروا عن ذلك بأن ما فعلوه كان قبل نبوتهم ..
لكن الحق أن الرأى الأول وهو أنهم ليسوا بأنبياء هو الأقوى .. وإن أردت التفصيل
فأخبرنى فقط وما على سوى الطاعة !!
ثم تزعم خمسة أخطاء فى القرآن وتحاكمه إلى التوراة .. لا
عزيزى مرسل .. لا يصح ذلك .. اذهب واستشر محامياً عن ذلك ثم تعال وناقش .. حتى هذه
لا تفهمها .. أعانك الله !! .. وقد بينت لك سابقاً لماذا لا يصح تحكيم الكتاب
المقدس على القرآن ، ولا أريد أن أكرره هنا .
ثم تذكر أنت الاختلاف بين التوراة والقرآن فيمن انتشل
يوسف من البئر .. لا بديل لك هنا عزيزى مرسل عن رواية القرآن !! .. فإن كاتب
التوراة لا يعرف من الذى باعه لفوطيفار المديانيون أم الإسماعيليون ؟!! .. لغز
محير !!
نكتفى هنا بهذا القدر وأتبعها برسالة أخرى أبين فيها
باقى ما أوردته أنت من هراء وجهل .. !!
وقانا الله شر أنفسنا !!
خيارات
متعلم
(مشترك جديد)
01/15/03 03:19 AM
Re: مصادر القرآن ... اليهودية
والمسيحية [re: متعلم]
رد
بسم الله .. الحمد لله وكفى .. وسلام على عباده الذين
اصطفى .. ثم أما بعد ..
عزيزى مرسل .. أتابع معك الرد المفصل على النقاط التى
ذكرتها فى رسالتك الثانية بتاريخ 12 / 1
ونأتى إلى آية هم يوسف بامرأة العزيز .. وقبل أن أتناول
هرائك المكرر بالإبطال .. اسمح لى أن أتعجب ! .. من يراك تتكلم عن ذكر القرآن لهم
يوسف بامرأة العزيز يتصور أن التوراة شرفت الأنبياء وكرمتهم وأعلت من قدرهم .. هل
تضحك على نفسك عزيزى مرسل ؟ .. لقد صورت التوراة الأنبياء على أنهم قتلة وكذبة
وسارقين وزناة وعباد أصنام .. ولا تقل هذا من الضعف بشرى .. دعك من هذا الهراء
وتكلم بعقل .. هل ذكر كل ذنب للأنبياء فى التوراة وبعده توبيخ الله لهذا النبى ؟
.. وهل يقع الأنبياء فى مثل هذه الذنوب العظيمة ؟ .. ألا خرست الألسنة !! .. وحتى
على فهمك السقيم فالقرآن يذكر أن يوسف لم يقع فى الزنا وأن الله عصمه ، فأين هذا
من هراء التوراة عن تلك الشرذمة التى هى أقبح شرذمة خلقها الله كما صورتها التوراة
؟ .. رجل خارج من بالوعة غارق فى الوحل والطين والوسخ إلى أذنيه فيقابل رجلاً
أنيقاً جداً فيعيب الموحل على الأنيق أنه نسى زراً فى قميصه مفتوحاً !! .. ألا
شاهت الوجوه !!
وبالنسبة لهم يوسف تصر على أن تحتكر لنفسك منصب الأضحوكة
دائماً !! .. هنيئاً لك به !! .. لن أنازعك عليك أبداً .. أعدك بذلك !! .. تورد
نقولات من كتب التفاسير .. فلا تفرق بين مذاهبها .. ولا تفرق بين نقل المفسر
لأقوال وبين تبنيه لها .. ثم تحسب كل قول فى تفسير ملزم للمسلمين .. كفاك جهلاً يا
مرسل واذهب لتقرأ قليلاً فى مذاهب التفسير الإسلامية وطرق المفسرين ومشاربهم .. لا
تضحك العقلاء عليك أكثر من ذلك !!
ونفس الأمر المضحك تفعله فى تفسير البرهان " لولا أن
رأى برهان ربه " .. ثم تتعجب من إحدى الروايات التى تقول إن يوسف رأى ثلاث
آيات من القرآن .. وتتهكم على ذلك .. وهذه حلقة من مسلسل الجهل بالأحاديث .. فتحسب
أن كل رواية ملزمة للمسلمين اعتقاد ما فيها .. يا عزيزى مرسل نحن لا نفعل مثلكم
فنقبل قول أى ( قديس ) !! .. بل نتحرى لديننا بما لم تعرفوه أنتم .. فنفحص السند
ونحكم عليه .. أعلم أن ذلك غريب عنكم فأنت لم تتعودوه .. فسندك منقطع بينك وبين
نبيك أو إلهك !! .. مرسل .. اذهب واقرأ قليلاً .. أتوسل إلى الله أن تسمع نصيحتى
!! .. جهلك أصبح مثيراً للشفقة أكثر منه مضحكاً !!
وبالنسبة لشد قميص يوسف .. فأنت ترى أن التوراة أصدق
لأنها هى الأصل ولأنها أقرب إلى العقل .. أولاً : ليست التوراة هى الأصل ، بل رب
العالمين هو مصدر التوراة والإنجيل قبل التحريف ومصدر القرآن ، وجعلك التوراة هى
الأصل من جهلك المعتاد .. ثانياً : التوراة لم تكن أقرب للعقل فى غير هذا الموضع
فهلا اعتبرت بغير هذه المواضع هنا .. ثالثاً : فى هذا الموضع رواية القرآن هى
الموافقة للعقل ، لأن ترك يوسف لقميصه فى يد امرأة العزيز كما فى التوراة يثبت
التهمة عليه لا ينفيها ، ثم هل تتخيل كيف خلع يوسف قميصه ؟ .. هل تظن أن قمصان أهل
ذلك الزمان مثل قمصاننا اليوم ؟ .. لقد كانت قمصانهم طويلة عزيزى مرسل .. فهل
تتخيل أن المرأة جذبت يوسف ـ ليضطجع معها ! ـ فاستوقفها يوسف وقال لها : اسمحى لى
بلحظة .. ثم بدأ بخلع قميصه والمرأة منتظرة ثم تركه وهرب !! .. أى منطق هذا وأى
عقل ؟ .. وهل كانت المرأة ستتركه ليفعل ذلك كله ؟ .. وأنا أعلم أنك لا تفهم الكلام
بسهولة .. حسناً سأنصحك بأمر آخر يفهمك الأمر .. البس قميصاً ( من قمصاننا اليوم )
وقل لأحد أصدقائك شدنى من قميصى ، وعندما يبدأ صديقك فى الشد حاول أنت التملص منه
ثم حاول بعد ذلك أن تخلع قميصك وبعدها أخبرنى هل ستنجح فى ذلك أم لا .. وهل سيسبقك
صديقك فى قطع قميصك أم لا .. وهذا فى قميص من قمصاننا اليوم فما بالك بقمصان ذلك
الزمان التى تشبه ما نسميه ( الجلابية ) اليوم .. لا أدرى هل فهمت ( الجلابية )
هذه فأنا مصرى وننطقها هكذا عندنا فى مصر .
وتعترض على قول العزيز بعد كشف الحقيقة " يوسف أعرض
عن هذا واستغفرى لذنبك " .. لا اعتراض عزيزى مرسل .. أولاً : الفاحشة لم تقع
بل المراودة فالمرأة قالت " ما جزاء من ( أراد ) بأهلك سوءاً " ، ويوسف
عليه السلام قال : " هى ( راودتنى ) عن نفسى " فالفاحشة لم تقع ..
ثانياً : واضح من سياق القرآن أن العزيز كان على شاكلة رجال الطبقة المترفة ، التى
تستعبدها نساؤها بجمالهن فيورثهم ذلك ضعفاً أمامهن .. ثالثاً : القرآن يخبرنا
باستمرار عن أخلاق هذه الطبقة المترفة المنحلة ، فحتى تلكم النساء راودن يوسف بعد
ذلك .. رابعاً : لا غرابة فى سلوك العزيز فنحن إلى الآن نشاهد كثيراً من رجال هذه
الطبقة فيهم ضعف فى الرجولة ، وقد يكون بينه وبين امرأته شيئاً لا يعرفه الناس
فتراها توبخه أمام الناس بالرغم من مركزه السياسى الكبير وقد رأينا من هذا الكثير
.
ونأتى لمشهد النسوة .. فتعترض أنت على أن امرأة العزيز
تفضح نفسها أمام النسوة .. أولاً : بينت لك سابقاً أنها لم تعترف أمامهن بجديد ولم
تفضح نفسها بأمر جهلنه ، بل يقول القرآن " وقال نسوة فى المدينة .. " هن
قد علمن من قبل ، لكنك كالعادة لا تفقه شيئاً مما يقال لك !! .. ثانياً : كان
النسوة ينتقصن من قدرها وكانت تريد التفوق عليهم بالمكيدة التى دبرتها لهن ..
ثالثاً : نحن نرى هذا التنافس بين نساء هذه الطبقة المترفة حتى يومنا هذا ..
رابعاً : النسوة نفسهن فاسدات وسيراودن يوسف بعد ذلك كما قص القرآن " قال رب
السجن أحب إلى مما يدعوننى إليه " .
وتعترض على أنها تزين يوسف لتفتنهم به ويطيعها يوسف ..
يوسف لم يطيعها فى ذلك عزيزى مرسل .. إنما غاية أمرها ألا تخبره بمكيدتها .. لكن
إن جعلته يلبس حسناً فهل ينافى ذلك صلاح يوسف .. وإن أمرته بالدخول فى حجرة ما فهل
ينافى ذلك صلاح يوسف .. لا تنسى أنه مملوك للمرأة .
وتعترض على تقطيع النسوة أيديهن .. ولا اعتراض فمرسل
نفسه عندما يسرح فكره فى شىء وهو يستعمل السكين لغرض ما قد ينسى ويجرح نفسه ..
وهذا يقع من البشر كلهم .. ولا أدرى هل مرسل من كوكب آخر حتى لا يفهم ذلك أم لا ؟
.. هل نحتاج أن نشرح لمرسل ذلك أيضاً ؟ .. إنا لله وإنا إليه راجعون !! .. وقد
بينت لك سابقاً ذلك لكن معك عذرك فالله لم يحابى عقلك بالكثير !! .. وقد قلت من
قبل لا تذهب بعيداً فتظن أنهن قطعن أيديهن بمعنى فصلنها تماماً .. وقد كنت أظن أن
هذا بعيد تماماً عن عقلك لكنى احترزت منه ودفعته بعيداً عنك .. لكنى كنت موهوماً
!! .. إن عقل مرسل ذهب لأبعد من القطع نفسه !! .. لقد ذهب إلى أنهن قتلن أنفسهن !!
.. والحق أنى لا أدرى ماذا أقول عند ذلك .. أين فى الآيات أنهن قتلن أنفسهن ؟ ..
لا دليل عند مرسل .. ما الذى ذهب بعقلك الرائع إلى هذا الاحتمال ؟ لا أدرى ..
أعانك الله وشفاك وعافاك !!
وأما السجن بعد براءة يوسف .. فلم يكن عقب شهادة الشاهد
مباشرة .. لا .. ليس بعد هذا المشهد .. إنما هو بعد مشهد مراودة النسوة له ..
فامرأة العزيز كانت تراوده وتهدده " ولئن لم يفعل ما آمره ليسجنن " ..
فهى كانت تهدده بالسجن حتى يفعل معها الفاحشة .. ولا شك أنها امرأة العزيز ولها
سلطة كبيرة فى هذا الصدد وتعرف كيف تكيد ليوسف بإدخاله السجن .. لا غرابة فى ذلك
أبداً .. إنما أنت لا تستطيع هضم ذلك لأنك متأثر بالتحريفات الواقعة فى كتابك الذى
تقدسه !!
" فأنساه الشيطان ذكر ربه " .. أوضحت لك أن
الشيطان أنسى الساقى ذكر يوسف عند الملك .. لكنك تأبى ذلك وتقول إن الشيطان أنسى
يوسف ذكر ربه ، وتستدل بأقوال بعض المفسرين .. والرأى الصحيح هو الذى قدمته لك
عزيزى مرسل .. أما الرأى الآخر فمرجوح .. لأسباب عدة لو أردت سأفصلها لك .. لكنك
لا تفهم هذا الاختلاف بين التفاسير .. فتعتقد ذلك اضطراباً وهو ليس كذلك .. بل هو
جهل منك بهذا العلم الذى تقحم نفسك فيه .. وتصر على إضحاك الجميع عليك بسبب جهلك
المفرط .. وأنا أعلمك .. علماؤنا ليسوا معصومين ، ليسوا معصومين هل تفهم ذلك ..
نحن لا نقدسهم كما تفعلون مع قساوستكم !! .. بل هم بشر نأخذ من كلامهم ونرد بحسب موافقتهم
للكتاب والسنة .. هل فهمت الآن ؟ .. فمهما ذكر المفسر من كلام فى تفسيره ننظر فى
رأيه وحجته هل وافق الكتاب والسنة أم لا .. والذين تبنوا الرأى بأن الشيطان أنسى
يوسف حجتهم ضعيفة .. والرأى الذى قدمته لك أقوى .. إذ كيف يعقل أن يوسف بعدما أورد
درساً عظيماً فى التوحيد لصاحبى السجن ـ وهو ما غفلت عنه التوراة ! .. وما لها
وللتوحيد .. ليس هذا من شأنها .. أقول بعدما أعطى هذا الدرس العظيم لصاحبيه فى
السجن لا يعقل أن ينسيه الشيطان ذكر ربه .. وتفصيل ذلك عند طلبك له .. لكنى أعيد
فأقول : من يقرأ كلامك هنا وعدم رضاك أن ينسب شيئاً مثل هذا ليوسف يتصور أن كتابك
المقدس قد عظم الأنبياء وكرمهم وأعلى قدرهم .. !! .. فليذهب الرجل الموحل ليستحم
أولاً !!
ثم تورد فقرة عن مدح يوسف فى التوراة .. بصراحة ضحكت
منها كثيراً .. تحاول أن تخرج عن أسلوبك وتحاول أن تمدح صورة يوسف التوراتى .. فتتعنت
فى ذلك وتحمل الكلام ما لا يحتمل .. ولا تحسن أنت ذلك فعبارتك قاصرة وأسلوبك مفكك
.. ما علينا .. المهم أنك تقول " إن الرب كان مع يوسف " وتقول هذا أجمل
وصف لرعاية الله .. وما هو الجمال فى ذلك .. إن كاتب التوراة يروى وجهة نظره وفقط
.. أى جمال فى هذا ؟ .. لا تضحك على نفسك عزيزى مرسل .. أنت تعلم وأنا أعلم أن
التوراة بعيدة عن ذلك تماماً .. ومحاولتك لوضع المساحيق بكثرة لن تفلح وأنت غير
ماهر فى ذلك ؛ لأن قبح المرأة فاق الوصف !!
إذا كنت تريد الأسلوب الإلهى تعال للقرآن ولا تجادل ..
فبعد أن أورد وصية العزيز لامرأته بإكرام يوسف قال : " .. وكذلك مكنا ليوسف
فى الأرض " .. أى وبهذه الطريقة مكنا ليوسف فى الأرض .. وذكر التمكين أبلغ
بكثير من ذكر المعية فقط .. فالله قد يكون مع المؤمنين لكن ذلك لا يعنى التمكين
دائماً .. فوصف القرآن أبلغ بكثير .. وانظر كيف يظهر الله بقوة فى هذا اللفظ
" مكنا " هكذا بصيغة الحاضر القوى وبصيغة الجمع للتفخيم .. وهو إشعار
بعزة الله وقدرته أى إشعار .. وهو ما لا نجده أبداً فى التوراة المحرفة .. وهو
إشعار أيضاً بحضور الله معنا فى القصة ومع يوسف فى وقت واحد .. ثم إن يوسف فى هذا
الموضع لم يمكن التمكين الكامل .. فلم يكن على خزائن الأرض ولا شيئاً من ذلك ..
فلماذا يصف القرآن حالته بالتمكين مع أنه سيفتن بعد ذلك ويدخل السجن ؟ .. إن الله
يلفتنا بهذا اللفظ أثناء السرد أن تمكينه ليوسف بدأ من هنا وليس فقط عندما بلغ
منصب العزيز .. وهذا درس لنا أن ما يكون من حال المؤمن فى الابتلاء فيه بذرة إكرام
الله له بعد ذلك .. ولذلك قال بعدها .. " والله غالب على أمره ولكن أكثر
الناس لا يعلمون " . بعد أن يذكر نعمته على يوسف بتعليمه تأويل الأحاديث ..
وبعد هذه الآية يقول " ولما بلغ أشده آتيناه حكماً وعلماً وكذلك نجزى
المحسنين " .. فيذكر الله نعمته على يوسف لما بلغ أشده من النبوة والعلم ..
وينبه أن ذلك كان من أجل إحسان يوسف عليه السلام .. لكنه لا يقول إن ذلك وصف ليوسف
فقط .. بل يفتح الطريق أمام عباده .. " وكذلك نجزى المحسنين " فكل محسن
له نصيب مما نال يوسف .. كل محسن على قدر إحسانه سيكون نصيبه من الحكم والعلم ..
فيا له من إله حكيم عليم يحبب عباده فى الإحسان بأبلغ لفظ وأجمل مقال ..
وتأمل كيف ذكر الله فى هاتين الآيتين نفسه فى مقام
الإنعام بضمير الجمع دائماً .. " مكنا " .. " ولنعلمه " ..
" آتيناه " .. " نجزى " .. لمناسبة ذلك التفخيم لمقام الملك
المنعم على عبده .. ثم تأمل كيف خالف ذلك فى مقام الغلبة والقهر فذكر نفسه بلفظ
الجلالة الجامع لكل صفات الله .. فكأن الحديث انتقل عن أمر آخر .. هو أمر "
الله " .. وأمر " الناس " .. فهى قصة معروفة " والله غالب على
أمره " .. أمره هو سبحانه وتعالى .. وكل الخلق من أمره .. " ولكن أكثر
الناس لا يعلمون " .. ثم تأمل فى مقام الإنعام كيف نوع الفعل فى ذكر الإنعام
فى هاتين الآيتين .. نوع الفعل بين الماضى .. " مكنا " و " آتيناه
" .. وبين الحاضر " لنعلمه " و " نجزى " .. هذا التنويع
الذى يربط الماضى بالحاضر .. يربطنا بيوسف عليه السلام اشد ارتباط فهو رسول الله
وعلينا الاقتداء به .. وهذا الربط يأتى بعد الباب الذى فتحته لفظة " وكذلك
نجزى المحسنين " .. وتأمل كيف تكرر هذا اللفظ .. " وكذلك " .. مرة
عند التمكين ليوسف وهو فى الماضى وهو خاص بالقصة .. ومرة عند بيان سنة الله الجارية
فى مجازاة المحسنين وفتح الباب للمؤمنين .. تأمل ما فيه من ربط أيضاً بين الماضى
والحاضر .. بيننا وبين يوسف عليه السلام .. بين صنيع الله فى القديم وبين فتحه
الباب للمحسنين دائماً فى الحاضر وأبد الزمان .. وسبحان من أنزل هذا الكتاب !!
أما يوسف التوراتى فليس حسن الصورة دائماً .. ففى مشهد
ينقل النميمة لأبيه !! .. وفى مشهد آخر يقسم بحياة فرعون مرتين !! .. والأنكى أن
المرة الثانية كانت قسماً كاذباً !! .. وفى مشهد ثالث ساذج أو أبله فهو يبادر
بالغفران لإخوته بالرغم من أنهم لم يطلبوا ذلك منه !! .. وفى مشهد رابع لا يهتم
بشىء من ذكر القصة والعبرة مما جرى له إلا أن الله بعثه قبل إخوته لمصر ليكون
سبباً فى جلب الكثير من الطعام لهم !! .. هذا هو يوسف التوراتى .. ما رأيك عزيزى
مرسل .. أعلم أنك أعجز من أن ترد !! .. وأنا أعذرك فكتابك لا يساعدك أبداً .. !!
.. كان الله فى عونك !!
وفى حلم فرعون وتأويله كثرت الكلام بدون داعى إطلاقاً ..
كل ما تفعله أن تبين الاختلافات بين التوراة والقرآن ، ثم تقول إن ما ذكرته
التوراة هو الصحيح .. بهذه البساطة !! .. كم أحب ذكائك !! .. لا بد من ( الدليل )
عزيزى مرسل .. هل نسيت درس الدعوى والدليل بهذه السرعة ؟ .. ولا ينفع محاكمة
القرآن للتوراة للأسباب الذى ذكرتها لك من قبل .. فالمحرف لا يكون حاكماً على
المحفوظ !!
" وما أبرىء نفسى إن النفس لأمارة بالسوء " ..
فيه قولان للعلماء .. والصحيح أنه من تمام كلام امرأة العزيز إذ لا داعى لقطع
كلامها وإذا أردت التفصيل فأمرنى فقط .. لكنى أسجل هنا ما أسجله دائماً من جهلك
الفاحش بكتب التفسير وما يرد فيها وأى الآراء نقبل .. أنت بعيد عن هذا تماماً !!
وبالنسبة لطلب يوسف للرئاسة .. فهمت كالعادة الآيات خطأ
.. ولا أدرى إلى متى يظل مرسل يضحك القوم على جهله وخطئه .. لماذا يزج بنفسه فى
موضوع هو جاهل به ؟ .. الآيات لم تذم يوسف على ذلك بل مدحته .. وأما الرواية التى
أوردتها أنت فهى لا تندرج تحت بندنا هنا .. بل تحت مسلسل جهل مرسل بالأحاديث
النبوية .. فأنت لا تعرف بأى رواية تستدل .. وتحسب كل رواية ملزمة للمسلمين .. نحن
نتحرى لديننا يا مرسل ولسنا مثلكم .. والرواية فاسدة السند .. احفظ ماء وجهك عن
هذه الأخطاء فيما بعد .. ولا داعى للتنقص من شأنك أكثر من ذلك !!
وتقول إن الصواب هو ما ذكر فى التوراة .. وقد فرحت جداً
لإيرادك هذا النص .. فكل من يقرأه يرى فيه الركاكة والقبح فى الأسلوب .. إن الله
لا يوحى بهذه الركاكة حتى لو لم يرد للتوراة أن تكون معجزة لفظاً .. قارن ذلك بما
ورد فى القرآن .. فالملك يقول ليوسف " إنك اليوم لدينا مكين أمين " ..
فيعرض كأنه يقول له اطلب تجاب لكن على طريقة الملوك المتأبية .. فيقول يوسف عليه
السلام " قال : اجعلنى على خزائن الأرض " وليس فى هذا شىء بل هو ممدوح
لإعلاء كلمة الله .. ثم تأمل كيف علل يوسف طلبه هذا بكلمتين فقط .. حتى يكون
مؤدباً مع الملك وليس متهجماً .. " إنى حفيظ عليم " .. فأى عمل يسند إلى
إنسان يطلب فيه هاتين الصفتين .. الصفة الأولى : أن يكون أميناً غير خائن ..
" حفيظ " .. والصفة الثانية : أن يكون فاهماً فى مهنته إذ يمكن للمرء أن
يكون أميناً لكنه غير ماهر فى مهنته أما يوسف عليه السلام فهو .. " عليم
" .. فبين يوسف استحقاقه لهذا المنصب بهاتين الصفتين وأن طلبه هذا لم يكن
تهجماً منه بغير علم .
ثم تعترض أن يوسف طلب من إخوته الإتيان بأخيهم دون
اتهامه لهم بأنهم جواسيس .. وهذا ليس بغريب على عادة القرآن الجارية باختصار
الأحداث كما أوضحتها لك سابقاً أكثر من مرة .. القرآن يهتم بما يوصلنا للعبرة فقط
ويعرض عما سوى ذلك .. وأما اتهامه لهم بأنهم جواسيس فلا نصدقه ولا نكذبه ما دام
القرآن سكت عنه .. وأما كلام الرازى فهو يندرج تحت جهلك بالتفاسير .. فتظن قول
الرازى ملزماً للمسلمين .. هذا إن سلمنا أنه قوله فعلاً .. لأن الرجل عودنا فى
كتابه أنه يورد الأسئلة والاستشكالات وهى ليست له دائماً .. بل هو يحب إيراد
الأسئلة والإجابات بكثرة على طريقة المتكلمين والفلاسفة فى الجدال .
فهمت من كلامك أنك تنكر أنت العين .. وتعترض على نصيحة
يعقوب لأبنائه بهذا الصدد .. وهذا موضوع طويل له موضع آخر .. لكن آتيك هنا
بالمختصر قدر استطاعتى .. فالعين حق وليست دجلاً ولا شعوذة .. وهى كالمرض والوقوع
والاصطدام .. أى هى سبب من الأسباب التى يقع بها الضرر للإنسان .. لكنها ليست
مادية بل معنوية .. وإنكار الملحدين لها فى القديم والحديث ليس بحجة .. بل هى
واقعة مشاهدة .. ولكن الخلط كل الخلط أن يظن أحد أنها تفعل بذاتها وتضر بذاتها ،
بل لا تضر أحداً إلا بإذن الله .. فالنار تحرق .. لكن إن أراد الله سلبها هذه
الصفة يفعل كما فعل مع إبراهيم .. فالله خلق الأسباب التى تؤثر فى الأحداث .. لكنه
سبحانه جعل لنفسه القدرة على منع ذلك التأثير سواء من العين أو السحر أو الأسباب
المادية .. فهاهنا أمران : الأول : الإقرار بالأسباب وأثرها ، والثانى : الإقرار
بقدرة الله على تلك الأسباب .. وبالتالى فالمؤمن يأخذ الأسباب الحسنة ويبتعد عن
الأسباب المؤذية .. لكن ثقته واعتماده على الله سواء فيما أخذ أو فيما ابتعد ،
فالقدرة كلها لله .. وهذا هو موقف يعقوب عليه السلام فى القرآن .. وهو درس يعلمنا
الله إياه على لسان نبى الله يعقوب عليه السلام .. والتوراة بعيدة عن ذلك الصنيع
والعلم تمام الابتعاد .
" وقال يا بنى لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من
أبواب متفرقة " وهذا هو الأمر الأول : الأخذ بالأسباب أى الابتعاد عن الأسباب
المؤذية .. ثم قال " وما أغنى عنكم من الله من شىء " .. أى ونصحى هذا
لكم لا يغنى عنكم إن أراد الله بكم شيئاً .. " إن الحكم إلا لله " وهذا
هو الأمر الثانى : الثقة والاعتماد على الله وحده .. ثم يقول مبيناً أن هذا هو
كمال التوكل .. " عليه توكلت وعليه فليتوكل المتوكلون " .. كل متوكل إلى
يوم الدين يجب أن يصنع صنيع يعقوب عليه السلام .. درس عظيم فى التوكل وهو من أمور
العقيدة من هذا النبى العظيم الكريم ابن الكريم .. يؤديه الله لنا على لسان يعقوب
عليه السلام لكى يتواصل أول هذه الأمة بآخرها على مدى الأجيال المتباعدة ..
ثم انظر إلى الآية التى بعدها .. يتدخل الله هنا بالسرد
.. إن الله يخاطبنا فى القرآن بعكس التوراة المحرفة .. " ولما دخلوا من حيث
أمرهم أبوهم ما كان يغنى عنهم من الله من شىء إلا حاجة فى نفس يعقوب قضاها "
.. فيوافق الله يعقوب على صنيعه .. وهكذا الله فى القرآن .. يحسن الحسن ويمدحه ..
ويقبح القبيح ويذمه .. بخلاف التوراة المحرفة التى تسكت عن القبائح ولا تهدف شىء
من ذكر الحسنات !! .. ثم يمدح الله نبيه يعقوب " وإنه لذو علم لما علمناه
ولكن أكثر الناس لا يعلمون " .. وهكذا يمدح الله أنبياءه فى القرآن .. يمدح
أقوالهم وأفعالهم .. وإذا أخطأوا يلومهم ويعاتبهم فيستغفرون فيغفر لهم .. هذه هى
علاقة الله بأنبيائه فى القرآن .. ملك عظيم رحيم ورسل كرام بررة .. أما التوراة
المحرفة فتصورهم بصورة ( العصابة ) .. تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً وحاشا
لأنبيائه أن يكونوا كذلك !!
وبالنسبة لمقابلة يوسف مع إخوته .. لم تأت بأى شىء بخلاف
عادتك ـ فى هذه الرسالة ـ على الإكثار من الكلام فى عرض الاختلاف بين القرآن
والتوراة ثم تفضيل تفاصيل التوراة .. فلم أجد أدلة لأرد عليها .. وتحكيم التوراة
رددت عليه كثيراً .. لكنى لا أحرمك من تعليق على هراء ذكرته .. وهو أن الإخوة دل من
حكايتهم ليوسف تغير قلوبهم .. أرجو أن توضح لى كيف دللت التوراة على ذلك .. وإلا
لا تحمل التوراة ما لا تحتمل .. ولا تدعى على كاتبها ما لم يقله !! .. وأما قولك
إن طلب يهوذا من يوسف أن يأخذه بدلاً من بنيامين هو دليل على تغير قلوبهم .. فقول
سخيف للغاية .. إذ كيف نستدل بذلك على تغير قلب يهوذا وأنه أصبح صالحاً تماماً ..
خاصة أننا لم نقل إن الأخوة كانوا حثالة الأوغاد ! .. ثم إن دل ذلك ـ جدلاً ـ على
تغير قلب يهوذا فكيف يدل على تغير قلب إخوته ما داموا بعيدين عن الضرر ؟ .. هداك
الله لرشدك !! .. وبالمناسبة فقد لاحظت أنك تصف كلام يهوذا فى هذا المشهد بأنه
مؤثر جداً !! .. ولا أدرى هل تضحك علينا أم تضحك على نفسك وتضحكنا عليك ؟ .. إن كل
من يقرأ كلام يهوذا فى هذا الموضع بالذات يدرك كم هى مملة تلك التوراة المحرفة ..
كم هى سخيفة تلك التوراة المحرفة .. كم هى غبية تلك التوراة المحرفة .. فكلامه فيه
إسهاب شديد وإعادة سرد للأحداث ليوسف عليه السلام وكأنه لم يكن حاضراً .
وبالنسبة لاتهام الإخوة ليوسف بالسرقة من قبل .. كالعادة
ترينا حلقة من مسلسل جهلك بالتفاسير ، فتنقل بعض الأقوال وتظن أنها ملزمة للمسلمين
بقبولها .. ما سكت عنه القرآن عزيزى مرسل نسكت عنه لأنه لن يفيدنا ، إلا إذا وردت
رواية صحيحة عن النبى عليه الصلاة والسلام .. بخلاف ذلك لا نقبل لكن لا نكذب .. هل
استوعبت الدرس بعد ؟! .. كفاك رفعاً للرايات على جهلك .. فقد عرفناه .. !!
وبالنسبة لقميص يوسف فلم تقل أى دليل جديد .. إذن لماذا
كان الحديث أصلاً ؟ .. لتكثير الكلام فقط !! حسناً .. " وإن عدتم عدنا "
.. لنكرر الرد .. ما دمت تستمتع بالحديث عن جهلك فخذ !! .. مرسل يجهل أى الروايات
يستدل بها وأيها لا يستدل .. مرسل يجهل من أين يأتى بالأحاديث .. مرسل يجهل ما هو
الحكم على الحديث وبالتالى يجهل من أين يأتى به .. حلقة أخرى من حلقات مسلسل جهل
مرسل بالأحاديث النبوية .. !!
وأما إنكارك لما ورد بالقرآن من تأثير قميص يوسف على
عينى يعقوب .. فلم أكن أعلم أنك تنكر معجزات الأنبياء .. وما لى أعاتبك على ذلك !!
.. هل أعطيت للأنبياء احترامهم وتعظيمهم اللائق بمكانتهم السامية حتى لا يبقى إلى
الاعتراف بالمعجزات ؟ .. فى الحقيقة لم أعد أفهم معنى ( النبوة ) عند النصارى !!
.. أحياناً أتخيل أنها تعنى الذم لا المدح .. فـ ( النبوة ) فى الكتاب المقدس
مرتبطة بالقتل والزنا والسكر والعربدة وعبادة الأصنام دون توبيخ على ذلك غالباً ..
فى الحقيقة بدأت أشك فى فهمى للنبوة عندكم .. هل هى مدح أم ذم ؟ .. والله لا أسخر
.. بل فعلاً بدأت أشك فى فهمكم للنبوة !!
وقانا الله شر أنفسنا !!
خيارات
متعلم
(مشترك جديد)
01/15/03 03:20 AM
Re: مصادر القرآن ... اليهودية
والمسيحية [re: متعلم]
رد
بسم الله .. الحمد لله وكفى .. وسلام على عباده الذين
اصطفى .. ثم أما بعد ..
عزيزى مرسل ..
فندت ما أرسلت أنت به نقطة نقطة بما يبطل قولك فيها ..
وإن كنت نسيت نقطة فذكرنى وأنا أوافيك ببطلانها إن شاء الله ..
لكنى لاحظت أنك تكثر الكلام بدون داعى .. فقرات كثيرة
كنت تكتفى بذكر ما فى القرآن إلى جانب ما فى التوراة المحرفة ثم ترى أن التوراة
أصح .. وتكتفى بذلك .. أكثر كلامك لكن بالأدلة عزيزى مرسل وليس بمجرد العرض ..
فأنا وأنت قرأنا النصين التوراتى والقرآنى .. فليس فى ذكر أجزاء منهما فائدة إلا بأن
تعقب بالدليل والمقارنة المشفوعة بالأسباب .. أما الذكر مجرداً فلم أفهم ما هو
الحكمة فيه .. اللهم إن كنت تريد تكثير الكلام وفقط !!
ولاحظت أيضاً أنك تورد فقرات كثيرة أخرى لكنك لا تجعلها
عارية عن الدعوى تماماً بل تعقبها ببعض الدعاوى الرائعة .. وقد لا تحرمنا من بعض
الأدلة الباطلة من أقوال للمفسرين أو ينقلها المفسرون .. أو روايات لا تعرف سندها
وتظنها ملزمة للمسلمين .. فكل هذه الفقرات تندرج تحت بند واحد فقط هو جهلك
بالتفاسير وبالأحاديث النبوية أى جهلك بالإسلاميات أصلاً .. فأتعجب من تهجمك على
الأمر وأنت لا تحسنه !!
وأما الصنف الأخير من فقراتك الكثيرة فى رسالتك فهى
ترديد لما سبق فى أول نقد لك لقصة يوسف .. وفى أغلبها ظننت أنك سترد على ما أبطلت
به دعاواك بعدها .. لكنك لم تفعل .. فلا أدرى لماذا لم ترد على ما أوردته ؟ .. وإن
كنت لن ترد فلماذا تكرر الدعوى بعدما أبطلتها لك ؟ .. هل المسألة تتعلق أيضاً
بتكثير الكلام !!
على العموم أحببت هنا أن أوضح أن رسالتك برغم كثرة
فقراتها فقد كانت خاوية على عروشها !! .. كما أحببت أن أوضح أن كل ردودى التفصيلية
عليها ترجع فى النهاية إلى الرد المجمل الذى قدمت به فى البداية .
ثم نأتى لنناقش آخر هراء لك ..
تورد تشابهاً بين حديث ثابت عن الرسول صلى الله عليه
وسلم وبين بعض كلام بولس هذا .. لكن قبل أن أعلق على ذلك .. فهمت من كلامك هنا وفى
مواضع أخرى أنك لم تكن تعلم بمواضع التشابه بين بعض ما فى الكتاب المقدس وما فى
الأحاديث النبوية .. نعم فهمت ذلك وأكاد أجزم أنك كنت جاهلاً بذلك .. لقد ظننت أنك
تعرف هذا .. فإذا بك جاهل بهذا أيضاً !! .. ما هذا الجهل المركب عزيزى مرسل ؟!! ..
ألا تعرف الموضوع الذى تناقشه ؟ .. ألا تقرأ ما قيل فيه من قبلك أبداً ؟ .. على
العموم ها أنت تنزل معنا لموقع المتفرجين وتستمتع بمشهد جهل مرسل المضحك .. لعلك
بعد ذلك تعذر إخوتى المسلمين فى اتخاذك هزوا !!
والمضحك فى الأمر بالفعل .. أن تتصور أنك وقعت على كنز
!! .. وهو أمر ضحكت له كثيراً جداً .. فأنا أتخيلك وأنت تظن بعقلك الذكى أن مواضع
التشابه هى حجة على اقتباس القرآن .. لكنك تجهل أن هناك مواضع للتشابه فى السنة ..
فلما اكتشفت ذلك لمعت عيناك وبرقت وقلت : وجدتها !! .. وستذهب لتأتى بالعديد من
مواضع التشابه من السنة .. وأنت تقول فى نفسك : ها .. ويقولون لنا إن محمداً لم
يقتبس !! ..
لا تلمنى على ضحكى فالأمر فوق الطاقة .. فقد كنت أضحك
على صورة واحدة قبلاً وأنت الآن تعطينى صورتين .. كنت أضحك على جدالك للقرآن ..
وتقول له بكل ذكائك المعهود : أنت قلت مثل بعض ما فى الكتاب المقدس .. والقرآن
يقول لك : نعم قلت .. لأنى مصدق لما بين يدى .. وأنت تقول له بنفس الذكاء : لا
تكذب .. بل قلت !! .. والقرآن يقول لك : نعم قلت .. تقول : لا بل قلت .. !! ..
ويستمر هذا المشهد المضحك أمامى .. لكنك الآن تأتينى بمشهد آخر ..
فلنترك الضحك الآن ولنعلم العزيز مرسل شيئاً .. انتبه
معى عزيزى مرسل .. مواضع التشابه بين كلام النبى عليه الصلاة والسلام وبين أى كلام
فى الكتاب المقدس لبولس أو غيره لا يعد دليلاً !! .. أولاً : سند أقوال بولس له لا
تستطيع إثباته .. أنت تعلم مدى صحة سند كتابك .. إن تتبعون إلا الظن وإن الظن لا
يغنى عن الحق شيئاً .. ثانياً : ليس معنى كلامنا عن ضحك بولس على عقول النصارى أن
كل كلامه كان خطأ .. وأن كل لفظة ينطق بها هى كفر !! .. لم نقل ذلك ولم نزعمه ..
بل نقول إنه كان كغيره سمع ولا شك قليلاً من الوحى الإلهى على لسان أحد الموحدين
هنا أو هناك .. فإذا وجدنا على لسانه حقاً لم نستغرب .. لأنه يمكن أن يكون سمعه من
أحد المؤمنين الموحدين .. أو حتى من بعض المحرفين فيجوز أن يجرى على لسانهم الحق
والباطل كما أؤكد لك دائماً .. ثالثاً : يجب أن تعلم أن الله لم ينزل التوراة
والإنجيل والقرآن فقط .. بل أنزل الله كتباً وصحفاً على الكثير من أنبيائه ورسله
.. وعندنا فى القرآن أن الله آتى إبراهيم صحفاً .. والقرآن نزل يصدق كل ذلك لأنه
من نفس المصدر .. من الله .. فبولس أو غيره لا نستبعد أن يكون سمع بعض الحق على
لسان أى شخص عنده شىء من بقية علم الله فى تلك الكتب .. رابعاً : ما تسميه أنت
بالأساطير اليهودية هو من جهلك فقط وتأثرك بالكتاب المحرف الذى تقدسه ، أما الحق
فهو أن الله أنزل كتباً وصحفاً عديدة ، وليس من الغريب أبداً أن تجد على مر
الأزمان بعض العلم عند هذا أو هذا عن شىء مما كان فى تلك الكتب .. قد تجده محرفاً
.. وقد تجده صحيحاً فى جزئية معينة .. لكنك لا تستبعد أبداً أن تجده .. ولا يصنف
عقلك هذا فى بند المحال أبداً .. فعندما يأتى القرآن من نفس المصدر .. من الله ..
الذى أنزل هذه الكتب .. فلا تستبعد أن تجد تشابهاً بينها وبين مواضع فى التوراة
المحرفة .. ومواضع فى الإنجيل المحرف .. ومواضع كلام بعض البشر الغير معصومين مثل
بولس وغيره .. أو ما تسميه أساطير وليس كذلك بل حكمت أنت بذلك لجهلك وتأثرك
بالكتاب المحرف الذى تقدسه كما أسلفت لك .
فالمقصود أن كل موضع للتشابه تأتى به من التوراة أو
العهد القديم عموماً أو الإنجيل أو العهد الجديد عموماً أو على لسان بشر غير
معصومين كبولس وغيره أو مواضع فى كتب تسميها بجهلك أساطير .. كل ذلك إن تشابه شىء
منه مع القرآن أو السنة فليس بحجة .. لأن المصدر واحد وهو الله تعالى .. وما تذكره
من مواضع للتشابه إنما ليس لك إلا غرض واحد فقط منه .. هو حث الآخرين على الضحك
عليك .. أعلم أنك تستمتع بذلك جداً !!
ودليلى على أنك تستمتع بذلك .. أنى بالرغم من كلامى
وشرحى ، ستأتى لى ـ بذكائك المعهود ـ بموضع تشابه آخر وتقول بكل تذمر : إذن ما
جوابك عن هذا التشابه ؟!! .. وتظل تكرر نفس المشهد المضحك !!
وقانا الله شر أنفسنا !!
خيارات
متعلم
(مشترك جديد)
01/15/03 03:22 AM
Re: مصادر القرآن ... اليهودية
والمسيحية [re: متعلم]
رد
بسم الله .. الحمد لله وكفى .. وسلام على عباده الذين
اصطفى .. ثم أما بعد ..
عزيزى مرسل ..
قطعنا شوطاً كبيراً فى قصة يوسف عليه السلام .. وإن كان
ما زال عندى بعض الحلقات ..
لكن حتى تجيب على ما أسلفت لك من حلقات .. دعنا نسأل
سؤالاً واحداً ..
عزيزى مرسل .. ما الذى اقتبسه محمد من التوراة فى قصة
يوسف ؟
لعله اقتبس فكرة القصة على سبيل الإجمال وصاغ التفاصيل
بنفسه ..
لا غرابة عزيزى مرسل أن يكرر الله ذكر قصة يوسف مرة
ثانية فى القرآن بعد التوراة ليصحح ما لحق بها من تشويه .. مالى أراك تحجر على
الله فى ذلك ؟ وكأن الله إذا تحدث عن أمر لنبى فلا يجوز له سبحانه أن يتحدث عن نفس
الأمر لنبى آخر ؟ .. ما هذا المنطق المغلوط ؟ .. ومع ذلك فقد رأيت رأى العين أن
فكرة القصة فى القرآن واضحة .. لها بداية محددة ونهاية يقف عندها .. والهدف واضح :
فهم القصة لأخذ العبرة .. فأين ذلك من فكرة القصة فى التوراة .. إنه ليس فيها فكرة
أصلاً .. إنما تسرد الأحداث على علاتها وكيفما اتفق .. بلا خطة محكمة أو هدف يراد
.
عزيزى مرسل .. ما الذى اقتبسه محمد من التوراة فى قصة
يوسف ؟
لعله اقتبس أحداث القصة ..
العقل يرفض ذلك عزيزى مرسل .. فقد أوردت التوراة تفاصيل
كثيرة ، ولم نر القرآن يورد منها إلا بعضها .. ثم إن القرآن يورد مشاهد لم ترد فى
التوراة أصلاً .. ثم إن المشاهد التى اشترك فى روايتها مع التوراة اختلفا فيها إلى
حد التناقض .. وهو يفعل ذلك بعمد واضح .. فكيف تدعى بعد ذلك اقتباس الأحداث ؟
عزيزى مرسل .. ما الذى اقتبسه محمد من التوراة فى قصة
يوسف ؟
لعله اقتبس رسم القصة للشخصيات ..
العقل يرفض ذلك عزيزى مرسل .. فقد أوضحت لك كيف رسمت
التوراة شخصية يعقوب مثلاً وكيف رسمها القرآن .. شتان ما بين الاثنين .. حتى لو
رفضت رواية القرآن .. فلن تستطيع أن تدعى أنها متشابهة مع شخصية يعقوب التوراتية
.. لن تستطيع !! .. ونفس الشىء يقال بالنسبة لشخصية يوسف عليه السلام ، بالرغم من
أنه نجا من كثير مما ألحقته التوراة بأبيه .. لكن شخصيته القرآنية تسمو وتعلو عن
نظيرتها التوراتية .
عزيزى مرسل .. ما الذى اقتبسه محمد من التوراة فى قصة
يوسف ؟
لعله اقتبس طريقة وأسلوب سرد الأحداث ..
لقد رأينا رأى العين ملالة أسلوب التوراة فى مقابل إيجاز
أسلوب القرآن .. رأينا ركاكة أسلوب التوراة فى مقابل عذوبة أسلوب القرآن .. رأينا
بشرية أسلوب التوراة فى مقابل سمو وعزة أسلوب القرآن .
عزيزى مرسل .. ما الذى اقتبسه محمد من التوراة فى قصة
يوسف ؟
لعله اقتبس الخطأ والاضطراب والتناقض فى بعض أحداث القصة
..
أم لعله اقتبس الإغراق فى التفاصيل بدون داع ..
أم لعله اقتبس عدم سوق القصة للعظة والعبرة ..
أم لعله اقتبس اختفاء ( الله ) من القصة ..
أم لعله اقتبس تكريم شخصى النبيين الكريمين يعقوب ويوسف
عليهما السلام .. !!
أم لعله اقتبس سمو اللفظ ورقيه وتهذيبه .. !!
أم لعله اقتبس الحديث عن التوحيد فى ثنايا القصة .. !!
عزيزى مرسل .. ما الذى اقتبسه محمد من التوراة فى قصة
يوسف ؟
اللهم اهدنا صراطك المستقيم .
خيارات
Murssel
(محاور نشيط)
03/04/03 07:12 AM
Re: مصادر القرآن ... اليهودية
والمسيحية [re: متعلم]
رد
السيد متعلم
احييك من جديد واتابع في موضوعنا " مصادر القرآن
..."
تقول : (( عجزك هذا جعلنى أفكر ألف مرة فى صحة اختيارى
للنقاش معك ... لكنى فضلتك لأنى ظننت فيك العلم بالإسلاميات ... وإنى أتعجب
وأتساءل .. لماذا تجادل فيما لا علم لك به ؟ ))
وقبل ان اتابع معك اسألك : والى اين توصلت بعد الف مرة
تفكير ؟ هل اكتشفت انك مخطىء في النقاش معي ؟ اذا عليك ان تغادر هذا الحوار كما
دخلته والا فأنك تنسب الجهل الى نفسك كون الطرف الأخر ليس في المستوى الذي تراه
انت في نفسك ... اما متابعتك في الحوار فهو دليل قطعي على انك تتفوه بكلام لاتدري
معانيه وتلقي التهم وتنطق بالأفترآت على المحاور الذي قبالتك لترفع من قدر نفسك
وتحول الأنظار عن عجزك ...
ماهي نتيجة تفكيرك ؟
تحياتي
--------------
قال المسيح : " انا هو الطريق والحق والحياة . ليس
احد يأتي الى الآب الا بي "
خيارات
Murssel
(محاور نشيط)
04/19/03 04:16 PM
Re: مصادر القرآن ... اليهودية
والمسيحية [re: متعلم]
رد
اين جوابك ؟
هل تسرعت في الكلام فبت تخجل مما نطق به لسانك ولم تعد
تجد مايبررك ؟ راجع كلامك في الاربع رسائل الآخيرة وتمعن جيدا في هجومك الشرس
والاستهزائي في المحاور الذي قبالتك ... بماذا ينفعك هذا الاستهزاء بمن تحاوره ؟
هل يقوي ذلك موقفك ويثبت حججك ؟ في الحقيقة انت بكلامك تزيل قناع " المتعلم
" الذي يستر خلفه الوجه الحقيقي لل " الجاهل " ... ابقى في مركزك
ملتزما بادب الحوار ومبتعدا عن توجيه الكلام الشخصي ... وشيء اخر ، قلل من الكلام
لان " كثرة الكلام لاتخلو من معصية " ( سليمان الحكيم ) ...
تتطاول بالكلام فتقول :
(( العجيب والمضحك فى الأمر بعد ذلك أنى عندما أعلمك
شيئاً عن الإسلاميات ، تقول لى بكل عنجهية لا تنصحنى أنا أعلم !! .. لم أر جاهلاً
معتزاً بجهله مثلك عزيزى مرسل .. أهنئك على ذلك !!
لماذا يا مرسل لا تقرأ فيما تريد أن تناقش فيه ؟ ..
لماذا تجادل فيما لا علم لك به ؟ ... ولا أمنعك من الجدال فيما تجهله !! ... وبذلك
تجرئ الناس عليك .. وينتقصون من قدرك ويتخذونك سخرية وهزواً .. وما ذلك لجهلك فقط
.. بل لأنك تدعى بجرأة وتهجم الجاهل ولا تتأنى فى ذلك .. وأضرب لك المثال .. هل
تذكر ما ادعيته فى نفس موضوعنا قبل نقاشى معك .. عن أن كاتباً نصرانياً يكتب الوحى
لمحمد .. هل تذكر هذا الموقف الأليم .. لقد ادعيت ذلك ولم تأت بالدليل .. لماذا
عزيزى مرسل ؟ لماذا تفعل بنفسك ذلك ؟ .. ثم بعد عدة رسالات من إخوتى المسلمين
يتسلون بالضحك عليك فيها وبعد اعتذار منك .. استطعت أن تأتى بالرواية فإذا فيها
الرد على دعواك بل ونقض دينك من أساسه !! .. وقد تعجبت أنا حينئذ .. لماذا يفعل
إخوتى المسلمون ذلك بك ؟ .. لماذا لم يوضحوا لك الأمر منذ البداية ؟ .. فيوردون لك
الرواية إذ فيها نقض دعواك وينتهى الأمر .. فتنبهت إلى أنهم يتلاعبون بك .. إنهم
يتسلون !! .. وعندما يتسلون باستفزازك ويوجهونك أينما يريدون ترغى وتزبد أنت
بدعاوى أكثر إضحاكاً من ذى قبل ، مثل كلامك على مسند أحمد واختلاف كتبه !! .. كلام
مضحك طبعاً يظهر جهلك بالإسلاميات .. فيتلقفون منك هذه الأقوال ويزدادون ضحكاً على
هرائك .. !!
على العموم .. ما دام هذا الدور يرضيك فهنيئاً لك به ..
واصل دعاواك وإياك أن تأتى بالدليل ما دام هذا يمتعك إلى هذا الحد !! .. وهنيئاً
لإخوتى الغاضبين منى لأننى حرمتهم بعض الوقت من الكرة التى يتقاذفونها فيما بينهم
.. أما أنا فبعيد عن هذا تماماً .
وقانا الله شر أنفسنا !! ))
لا بل وقانا الله شر لسانك !!
في الحقيقة انا اعجز عن ايجاد الكلامات المناسبة في الرد
على افتراآت كهذه تخرج عن انسان يلقب نفسه بالمتعلم ... ولكني ساختار الاسلوب
الاصح فاجيب على جهالة الجاهل بالحجة والدليل وتبقى بالنسبة لي غير جدير بالحور
الا ان تترك اسلوبك المقيت وتحافظ على الموضوعية الخالية من التهجم الشخصي ...
انا اعلم ان الحقائق التي تسمعها هنا مؤلمة جدا ولست على
قدر كافي من الشجاعة للتأمل فيها بل انك تطمس رأسك في الرمال كالنعامة هربا وخوفا
من مواجه الواقع الأليم ...
والواقع يقول ان انسانا نصرانيا اعتنق الأسلام لغرض ما
... كما يقول البخاري " حدثنا أبو معمر حدثنا عبد الوارث حدثنا
عبد العزيز عن أنس رضي الله عنه قال :كان رجل نصرانيا فأسلم وقرأ
البقرة وآل عمران فكان يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم فعاد
نصرانيا فكان يقول ما يدري محمد إلا ما كتبت له فأماته الله فدفنوه فأصبح
وقد لفظته الأرض فقالوا هذا فعل محمد وأصحابه لما هرب منهم ..."
وفي الحقيقة ان هذا الحديث لاينقض ديني من اساسه وانما
يعطينا دليل على مصادر القرآن وتأثير النصارى واليهود فيه ...
ويبدوا ان هذا الانسان نجح الى ابعد حدود في ان يخادع
رسول الأسلام فاقنعه وضحك عليه بان صار يكتب له الوحي ومن ثم اظهر جهل النبي فحكم
عليه " النبي " بالموت ...
والعجيب في الامر ان الرسول يأتمن هذا النصراني الذي
اسلم حديثا على وحيه واسراره ... وهل توجد سذاجة اكبر من هذه ؟! لابل وقد جهل
تماما نيات وافكار هذا المسلم الجديد ، الامر الذي لايجب ان يغيب عن نبي لله
الحقيقي ... فليس هنالك أي دليل على ان هذا الرجل النصراني اسلم ، بل ان دخوله
وخروجه في الأسلام بهذه السرعة يؤكد ان قلبه لم يكن مسلما وانه مخادع ... ولكن الغريب
في الأمر ان الرسول لم يعرف نيات واغراض هذا الأنسان ولم يرسل الهه جبريل ليحذره
منه !!!
قد يكون هذا الرجل مدسوسا للتجسس على مصادر الوحي
المحمدي والأطلاع على اسرار الرسول العربي ... احتمال لايجوز استبعاده ...
ماهي الأسباب التي تجعل الرسول يقبله كاتبا له مفضلا
اياه على مئات والاف العرب المسلمين ممن هم اضلع منه في العربية ؟ سبب واحد لاغير
، انه نصراني متعلم وله اطلاع واسع على التوراة والأنجيل وبأمكانه ان يقدم للرسول
مادة جيدة لقرآنه وقصصا من عند جبريل ...
ارتداده عن الأسلام بهذه السرعة وهذه الطريقة مخاطرا
بحياته ومعرضا رأسه لسيف الرسول المسلط فوق راس كل مسلم ليمنعه من الأرتداد يجعلنا
نتسائل حول الأسباب التي حملته على هذه المخاطرة ، فأما انه كان مجنون ... وتصور
معي ، مجنون يكتب الوحي للرسول ... او انه اكتشف زيف الوحي المحمدي وان القرآن
لاعلاقة له بوحي السماء وانما هو فبركة كلام ونقل من هنا وهناك ... فأي من
الأحتمالين تختار ؟ اسال اخوتك وشاورهم قبل ان تعطي الجواب !
فقصة هذا الرجل ياسيدي الفاضل تنقض دينك انت من اساسه
وليس ديني انا ... ولكننا لانكتفي بهذا وانما نستدل بغير ذلك لنبين ان مصادر
الرسول صلعم لم تكن السماء وجبريل وانما مصادر اخرى ...
قال ابن عباس: كان محمد يعلم قيناً نصرانياً بمكة اسمه
بلعام، فكان المشركون يرون محمداً يدخل عليه ويخرج من عنده. فكانوا يقولون إنما
يعلّمه بلعام.
وقال عكرمة كان محمد يقرئ غلاما لبني المغيرة يقال له
يعيش فكان يقرأ الكتب. فقالت قريش إنما يعلّمه.
وقال محمد بن إسحق: كان محمد فيما بلغني كثيراً ما يجلس
عند المروة إلى غلام رومي نصراني عبد لبعض بني الحضرمي يقال له جبر وكان يقرأ
الكتب.
وقال عبيد الله بن مسلمة: كان لنا عبدان من أهل عين
التمر يقال لأحدهما يسار ويكنّى أبا فكيهة ويقال للآخر جبر وكانا يصنعان السيوف
بمكة. وكانا يقرآن التوراة والإنجيل بمكة. فمرَّ بهما محمد وهما يقرآن فيقف ويستمع
وكان محمد إذا آذاه الكفار يقصد إليهما فيتروَّح بكلامهما فقال المشركون إنما
يتعلم محمد منهما.
عن عبد الله بن سعد هذا أنه كان يوماً يكتب لمحمد
المؤمنون 23:13 : ولقد خلقنا الإنسان من سلالةٍ من طين، ثم جعلناه نطفةً في قرارٍ
مكين إلى قوله ثم أنشأناه خلقاً آخر . فلما بلغ هذا الموضع من الكلامقال عبد الله
بن سعد: تبارك الله أحسن الخالقين (المؤمنون 23: 14) فقال محمد: اكتبها فكذلك نزلت
. فشكّ عبد الله وقال: لئن كان محمد صادقاً، لقد أُوحي إليَّ كما أُوحي إليه. ولئن
كان كاذباً فقد قلتُ كما قال (القرطبي في تفسير الأنعام 6: 93
وقال الفراء قالت العرب إنما يتعلم محمد من عائش، مملوك
كان لحويطب بن عبد العزى كان نصرانياً وقد أسلم وكان أعجمياً. وقيل هو عداس غلام
عتبه بن ربيعة.
اتهم العرب محمداً أنه يتعلم الأخبار من غيره ثم ينسبها
لنفسه ويزعم أنها وحي إليه من الله، فلماذا لم يقدم لهم البرهان أنه يتلقى أقواله
من الله رأساً ؟؟؟
السلام لمن يحب السلام
--------------
قال المسيح : " انا هو الطريق والحق والحياة . ليس
احد يأتي الى الآب الا بي "
خيارات
Murssel
(محاور نشيط)
04/21/03 06:06 PM
Re: مصادر القرآن ... اليهودية
والمسيحية [re: متعلم]
رد
ودعني ايضا اذكرك بعبد الله بن سعد بن أبي سرح الذي كان
كاتباً للوحي فتنصر وترك المدينة إلى مكة ... وعند فتح مكة أمر محمد بقتله ولو كان
متعلقاً بأستار الكعبة هو وابن خطل ولكنه لم يقتله لأن عثمان بن عفان طلب له
الأمان ... مالذي يجعل كتبة الوحي مثل هذا وغيره يخاطرون بحياتهم ويرتدون عن
" النبي" ؟ احتمالين لاثالث لهما ، اما ان يكونوا مجانين او يكونوا ممن
اكتشفوا زيف الوحي المحمدي فاختاروا لانفسهم الموت بسيف محمد على ان يتبعوه ...
--------------
قال المسيح : " انا هو الطريق والحق والحياة . ليس
احد يأتي الى الآب الا بي "
خيارات
نشوان
(عـــدو المــرأة)
04/21/03 06:18 PM
Re: مصادر القرآن ... اليهودية
والمسيحية [re: Murssel]
رد
اهلا مرسل
وماذا تقول في الذين يتركون النصرانية ويدخلون في
الاسلام .. هل النصرانية زائفة ام مجانين؟؟
ثم اذا كان واحد او اثنان او عشرين لم يدخلوا الاسلام او
خرجوا منه ولكن هناك الكثيرين الذين تمسكوا به ولم يتركوه حتى بالموت..
قاطعوا البضائع الامريكية
خيارات
Murssel
(محاور نشيط)
04/22/03 06:13 AM
Re: مصادر القرآن ... اليهودية
والمسيحية [re: نشوان]
رد
اهلا سيد نشوان
في كل الاديان تجد الخارجين والداخلين ... ليس هذا دليل
على صحة دين او بطلانه ...
نحن نتكلم عن علاقة الرسول ببعض الاشخاص ومنهم كتبة
الوحي ... فانا عندما اشرت الى ان نصرانيا كان يكتب الوحي لمحمد قامت ثورة ضدي
واتهمت بالكذب والافتراء مما اضطرني للبحث المطول عن الحديث الذي يؤكد صحة ماقلت
واغلاق فم المهاجمين ... غير ان اخاك الذي يدعي العلم ، " المتعلم " يرى
- ولاادري باي عين يرى - ان الحديث ينقض ديني من اساسه ... اما كل عاقل ذي عينين
يتامل في هذا الحديث يدرك انه ينقض دعوة رسول الاسلام بان الوحي ياتيه عن طريق
المدعو جبريل ...
فياعزيزي نشوان عندما يتراجع كاتب الوحي عبد الله بن سعد
في اتباعه للنبي لابد من وجود اسباب قوية تدفعه الى المخاطرة بحياته اذ انه يعلم
حق العلم ان سيف الرسول مسلط على راس كل مرتد ... ولعل احد تلك الاسباب ماسبق ذكره
في الرد ماقبل الاخير ، اذ نفهم من الحديث ان " النبي " كان ينتقي
العبارات اللائقة ليعبر بها عن فكره ويفبرك بها آياته ثم يقول ان جبريل اتاه بكذا
وكذا ... وهاك الحديث مرة اخرى ...
تحياتي
عن عبد الله بن سعد هذا أنه كان يوماً يكتب لمحمد
المؤمنون 23:13 : ولقد خلقنا الإنسان من سلالةٍ من طين، ثم جعلناه نطفةً في قرارٍ
مكين إلى قوله ثم أنشأناه خلقاً آخر . فلما بلغ هذا الموضع من الكلامقال عبد الله
بن سعد: تبارك الله أحسن الخالقين (المؤمنون 23: 14) فقال محمد: اكتبها فكذلك نزلت
. فشكّ عبد الله وقال: لئن كان محمد صادقاً، لقد أُوحي إليَّ كما أُوحي إليه. ولئن
كان كاذباً فقد قلتُ كما قال (القرطبي في تفسير الأنعام 6: 93
--------------
قال المسيح : " انا هو الطريق والحق والحياة . ليس
احد يأتي الى الآب الا بي "
خيارات
نشوان
(عـــدو المــرأة)
04/22/03 07:33 AM
Re: مصادر القرآن ... اليهودية
والمسيحية [re: Murssel]
رد
اهلا مرسل
اولا يا اخي اني ارى ردك دائما ينقصه الموضوعية .. وانك ترى
فقط من جانب النقد والجانب السلبي ما تريد دحضه من قول او من فعل ..
الذي ذكرت شيء جزيء فقط .. وان عبدالله ابن سعد بخروجه
عن الاسلام يكون الحديث الذي يرويه باطل لانه اخذ الجانب النقيض وهو الكفر بما جاء
به محمد صلى الله عليه وسلم .. وحسب علمي ان سيدنا مر ابن الخطاب هو الذي قال
"تبارك الله احسن الخالقين" وليس من ذكرت ..
واذا كان قالها واصابت .. فما العيب في ذلك .. هل هو سرد
كل القرآن ام عدة كلمات اراد الله ان تخرج من لسانه .. ليكون فيها خيرا له ..
اعتقد ان ما ذكرت ليس صحيحا .. وغير منطقي ولا يغير من
تفكيرنا شيء .. ارجو الاتيان بدليل اكبر وارسخ وتستطيع من خلالها تحرك ما نؤمن به
من مكانه في صدورنا ..
قاطعوا البضائع الامريكية
خيارات
Murssel
(محاور نشيط)
04/22/03 09:17 AM
Re: مصادر القرآن ... اليهودية
والمسيحية [re: نشوان]
رد
كلامي ينقصه موضوعية !!!
اثنان من كتبة الوحي يرتدون عن " النبي "
ولااراك تعلق بكلمة واحدة نافعة على كل ماقيل في هذين الشخصين ... وبكل بساطة تدعي
بعدم وجود موضوعية فيما يقال ؟!
هل فكرت بموضوعية وتأملت قليلا في الاسباب التي تجعل
هؤلاء يرتدون عن محمد ... ولاسيما الاول منهم الذي اسلم ظاهريا فخدع الرسول وكتب
له ماكتب ؟
تامل في كل الحقائق التي تم طرحها في هذا الموضوع مجتمعة
قبل ان تتسرع بالرد والحكم ... الرسول كان يتخذ من كتب الغير مصدرا لقرآنه ...
وكما تحققنا من بعض الاحاديث فقد كانت لديه كتب لايسمح لاحد بالاتطلاع عليها الا
بعض المقربين منه ، وعلى الارجح كتبته فقط ... وتبين لنا انه حث بعض احباءه لتعلم
العبرية والسريانية ، وهذا بحسب اعتقادي لان معظم الكتب الدينية والكتب المقدسة ،
اذا لم نقل مجملها كانت قد دونت في هاتين اللغتين ... ثم نرى الرسول يختار
النصراني الذي اسلم ليكتب له الوحي وليس هنالك الا سبب واحد اوحد يجعله يفعل ذلك
... لقد كان هذا الرجل نصرانيا متعلما وله معرفة بالكتب المقدسة ويستطيع ان يقدم
للرسول العربي مالايستطيع احد من اتباعه المسلمين تقديمه ... يستطيع ان يقص عليه
احسن القصص ويقرأ له من التوراة والانجيل مالذ وطاب وكان مفيدا له وللقرآن الكريم
...
اعلم انك لاتقبل بهذا الاستنتاج ... لكني ارجوا ان
تشاركني بوجهة نظرك وتعطيني رآيك فيما يقال ولاتكتفي فقط بان ترفض كلامي بحجة انه
كلام غير موضوعي ...
تحياتي
--------------
قال المسيح : " انا هو الطريق والحق والحياة . ليس
احد يأتي الى الآب الا بي "
خيارات
متعلم
(سّواح)
04/25/03 01:17 AM
Re: مصادر القرآن ... اليهودية
والمسيحية [re: Murssel]
رد
الحمد لله وكفى .. وسلام على عباده الذين اصطفى .. ثم
أما بعد ..
عزيزى مرسل ..
معذرة أولاً .. لأنى تركتك تنتظر طويلاً ؛ فلم أكن أعلم
بعودتك ، لغيابى عن المنتدى فترة طويلة ، وعدم متابعتى لما يجرى فيه .
ومعذرة ثانياً .. لأنى لن أستطيع أن أتابع الحوار معك ..
لأسباب عدة أهمها عدم توافر كمبيوتر تحت يدى بسهولة .
تسألنى بسذاجة : " والى اين توصلت بعد الف مرة
تفكير ؟ هل اكتشفت انك مخطىء في النقاش معي ؟ " ..
عزيزى مرسل .. ألم تعلم جوابى بعد ؟! .. أم أنك تتجاهل
الإجابة ؟! .. لا تغضب منى يا مرسل .. لكنه الحق الذى يجب أن تواجهه .. أنت خاوى
الوفاض فى الإسلاميات تماماً ، وأنت خير من يعلم ذلك ، وعندما قصدتك بحوارى بادئ
الأمر كنت أود الاستفادة والإفادة ، لكن عندما تراجع ما تم من حوار ، تجده من طرف
واحد هو أنا ، أما أنت فلا شىء عندك إلا العصبية والسباب .. أنا أحاور وأبين وأشرح
وآتى بالدليل تلو الدليل والحجة تلو الحجة .. وأنت .. تتفرج .. فقط !!
فى حوارنا حول قصة يوسف عليه السلام ، أتيت أنت بحلقتين
فقط ، فى الأولى حوالى عشرة اعتراضات ، وفى الثانية نقاط كثيرة ضمنتها كثيراً من
العشرة الأول ، وذلك لأنك تتبع طريقة ( النسخ واللصق ) ، فأنت أضعف من أن تنشئ
كلاماً من عند نفسك ، وأجهل من أن تدلى برأيك .. وبالرغم من ذلك ، رددت لك على
حلقتك الأولى ، وفندتها لك نقطة نقطة ، مع أن أكثر نقاطك هى ( دعاوى ) بلا ( أدلة
) ، ونفس الحال مع الحلقة الثانية التى كررت فيها دعاوى سابقة مع ردى عليها ،
وكانت أيضاً معظمها ( دعاوى ) بلا ( أدلة ) ، ورددت لك عليها أيضاً .. وفى
الحلقتين لم تستطع بيان إلهية التوراة ، وتهربت من ذلك واعتذرت بأنه لا يفيدك فى
هذا المقام ! .. وفى الحلقتين لم تستطع بيان بشرية القرآن ، وتهربت من ذلك واعتذرت
بأن الصورة لا تكتمل الآن !! .. ألا ما أجهل الجهلاء وما أعجز العاجزين !!
وفى المقابل ، فى ردى أنا على الحلقتين ، كنت أضع يدك
مرات كثيرة على بشرية التوراة ، ولم تستطع أنت رد ذلك ، ووجهت نظرك كرات عديدة إلى
إلهية القرآن ، ولم تقدر أنت على دفع ذلك .
ولم أكتفى أنا بذلك ، بل ألقيت إليك حلقة من عندى حول
شخصية يعقوب ، تهربت من الرد واعتذرت بأنها خارج القصة ! .. ثم رجعت وتناقضت
وناقشت شيئاً فيها ، بلا دليل كالعادة ، وعندما رددته لك خرست !
وألقيت إليك بحلقة أخرى كذلك ، بينت لك فيها الكثير من
سمات بشرية التوراة ، والعديد من صفات إلهية القرآن .. فماذا كان موقفك ؟ .. تهربت
من الرد واعتذرت بأنه لا بد لى من الإجابة على ( عمرام ) أولاً حتى تجيبنى ، لأنها
ـ زعمت ـ داخل الموضوع ! .. وبالرغم من ذلك تنازلت أنا ورددت لك عليها رداً مجملاً
حتى أبطل حجتك الواهية .. فهل رددت أنت ؟! .. ألا ما أجبن المدعين !!
وأتبعتها أنا بحلقة أخرى ( خفيفة ) .. لكن بها أسئلة
محددة عن الاقتباس .. وكالعادة لم أجد منك رداً .
وكلامى السابق هذا عن الحلقات المباشرة عن قصة يوسف عليه
السلام ، لكن سبق ذلك ، وتلاه ، ولازمه ، نقاط كثيرة أثرتها أنت ، كنت أرد عليها
أولاً بأول بما لم تستطع التعقيب عليه إلا بالسكوت والتجاهل ، أو بالسباب أحياناً
، أو التصريح بأنك ستغض النظر عنها ! .. نعوذ بالله من العجز والكسل !!
عزيزى مرسل .. ماذا أفعل لك أكثر من ذلك ؟! .. هل أظل
أتكلم وحدى ؟ .. لأن مواضع ( النسخ واللصق ) عندك نفدت ؟ .. وما ذنبى أنا ؟ ..
لماذا لم تصرح لى منذ البداية بأنك جاهل بالموضوع أساساً وغير مستعد للدخول فيه ؟
.. كان ذلك أكرم لك وأحفظ لماء وجهك الذى أرقته بجهلك ! .. ألا تدرى يا مرسل أن
عندى حلقات أخرى حول قصة يوسف ! .. لكن ما الفائدة من عرضها ؟ .. سيكون حالها
كسابقها .. ستتهرب من الرد وتعتذر ! .. إذن ما دمت خاوى الوفاض فلماذا لم تنبهنى
منذ البداية ؟ .. والمصيبة التى اكتشفتها أنا فى حوارنا ، أنك لست خاوى الوفاض فى
قصة يوسف فقط ، بل أنت خاوى الوفاض فى موضوع ( مصادر القرآن ) عموماً ! بل الأدهى
من ذلك أنك خاوى الوفاض فى الإسلاميات أصلاً !!
وليس معنى ذلك أنى لن أرد عليك مستقبلاً .. بل لى الحق
الكامل فى ذلك ، شئت ذلك أنت أم أبيت ، ولكن على طريقة رد المعتدى وردع الجاهل
ودفع الصائل ، لا على طريقة حوار الإفادة والاستفادة ، فأنت لست أهلاً لذلك أبداً
.. وهذا طبعاً عندما تتغير ظروفى ويتوافر الكمبيوتر والإنترنت إن شاء الله .. أما
أنت فتأتى بكلامك على طريقة ( النسخ واللصق ) من موقع ( الكلمة ) مثلاً .. وعندما
يرد عليك محاورك لا تستطيع الرد لأنه ليس بكلامك .. وعلى العموم لقد كتبت أنا
موضوعاً حول طريقة ( النسخ واللصق ) عند النصارى ، فى هذا المنتدى ، يمكنك أن
تستفيد منه وسأضعه لك على الصفحة الأولى إن شاء الله ، وهو بعنوان " عتاب للنصارى
.. ( النسخ واللصق ) ظلم للمسلمين " .
عزيزى مرسل .. وبعد ذلك كله كيف تريدنى أن أحاورك ؟
كيف تريدنى أن " أحاورك " وأنت لا تستطيع
الدفاع عن الكلام الذى تلصقه ؟ ..
كيف " أحاورك " وأنت لا تدرى ما الفرق بين
موقف الممتنع والمدعى فى الحوار ؟ ..
كيف " أحاورك " وأنت لا تعرف أن الدعوى لا بد
لها من دليل يقيمها ؟ ..
كيف " أحاورك " وأنت لا تعرف أن البينة على من
ادعى ؟ ..
كيف " أحاورك " وأنت لا تقرأ فى الموضوع الذى
تتحاور فيه ؟ ..
كيف " أحاورك " وأنت لا تعلم طريقة المفسرين
فى كتبهم ؟ ..
كيف " أحاورك " وأنت لا تستطيع التفرقة بين
نقل الرأى وبين تبنيه ؟ ..
كيف " أحاورك " وأنت لا تعلم بأى الأحاديث
تستدل ؟ ..
كيف " أحاورك " وأنت لا تعرف حتى كيف "
تروى " الحديث أو تسوقه ؟ ناهيك عن أن تعرف صحة سنده من ضعفه ؟ ..
كيف " أحاورك " وأنا أعلمك الدرس تلو الآخر
وأنت مصر على جهلك ومعتد به ومستكبر ؟
كيف " أحاورك " وأنت لا تأتى بالأدلة وتكتفى
بالسكوت أمام أدلتى ؟
كيف " أحاورك " وأنت تصرح لى أكثر من مرة بأنك
لن تلتفت لأدلتى لأنها ليست بشىء ؟
كيف " أحاورك " وأنا أتحداك مرات كثيرة بأنك
" لن تستطيع " ، ولم تهب أنت مرة واحدة لتنقذ ماء وجهك ؟
سأتبع رسالتى هذه برسالة أخرى ، أبين فيها عشرة سمات ،
خرجت بها من حوارك معى ، حتى تنتبه لنفسك ، وتتدبر أمرك ، وحتى يعرف غيرك مقدار
كلامك فى رسالتيك الأخيرتين ، فأنت تتكلم وكأنك أتيت بكل دليل ! .. وأنت تدرى
بيقين من داخلك حقيقة الموقف ! .. فإن كنت تدرى فتلك مصيبة .. وإن كنت لا تدرى
فالمصيبة أعظم !!
سلام الله على عباده المتقين
خيارات
متعلم
(سّواح)
04/25/03 01:33 AM
Re: مصادر القرآن ... اليهودية
والمسيحية [re: متعلم]
رد
الحمد لله وكفى .. وسلام على عباده الذين اصطفى .. ثم
أما بعد ..
عزيزى مرسل ..
لو تدبرت ملياً ما كان بيننا من حوار ، لوجدت أنه كان من
طرف واحد هو أنا ، وأنت واقف خاوى الوفاض تتفرج على ، وهاك السمات العشرة التى
تجدها فى كلامك ، مدعمة بالأمثلة ، والأمثلة بدورها مدعمة بذكر تاريخ الرسالة ..
السمة الأولى : أنك تدعى كثيراً بدون تقديم الدليل ..
السمة الثانية : أنى تحديتك وأظهرت عجزك عن ذلك بقولى
" لن تستطيع " ولم تحرك ساكناً ..
السمة الثالثة : أنى أطالبك بأمور كثيرة ولا ترد ، وأورد
عليك أسئلة كثيرة ولا تجيب ..
السمة الرابعة : أنك تدعى الدعوى دون دليل ، وكان الواجب
على أن ألقيها فى وجهك ، ومع ذلك رددت لك عليها ، لكنك للأسف لم تعقب على الرد ،
بما يفيد اعتذارك عن جهلك أو تفنيدك للرد ..
السمة الخامسة : أنك تتناقض وتضطرب فى أمور كثيرة ..
السمة السادسة : أنك جاهل بالإسلاميات ، وبكتب التفسير
وطريقة المفسرين ، وبأسانيد الأحاديث النبوية ..
السمة السابعة : أنك جاهل بالموضوع الذى تناقش فيه ..
السمة الثامنة : أنك جاهل بقواعد الحوار ، وبمن يجب عليه
أن يأتى بالدليل ، وبوجوب مصاحبة الدليل للدعوى ..
السمة التاسعة : أنك جاهل بكلام محاورك ، وليس عندك
القدرة على فهم الكلام أصلاً ..
السمة العاشرة : أنك جاهل بما تنقله ، ولا تحسن قراءته
..
السمة الأولى : أنك تدعى كثيراً بدون تقديم الدليل ..
من ذلك مثلاً ما قلته أنت فى رسالتك بتاريخ ( 21 / 12 /
2002 ) : " ماجاء في الكتاب المقدس هو أعلان الهي سامي ومتعالي جدا ولايمكن
مقارنته بالقرآن ووضعه على ذات المستوى " .. ولم تستطع أن تقدم دليلاً واحداً
على ( سامية ) كتابك ، ضعيفاً كان ذلك الدليل أم قوياً .. وعندما طالبتك بذلك
تهربت وتناقضت واعتذرت بأنه ليس هدفك هنا !!
ومن ذلك زعمك أن القرآن ينسب الزنى إلى يوسف [ 10 / 1 ]
.. ولم تكلف نفسك تقديم دليل واحد ولو ضعيف أو متهافت على كلامك .
وكان ردى أنا كالآتى : " آخر الدعاوى أن القرآن
ينسب الزنا إلى يوسف !! .. لا مشكلة فى " الدعوى " إنما المشكلة
باستمرار فى " الدليل " .. أين الدليل سيد مرسل ؟ .. يسكت مرسل .. أين
الآية التى ذكرت ذلك فى القرآن ؟ .. يصمت مرسل .. أى موضع من القرآن تستدل به على
دعواك ؟ .. لا مرسل هناك !! " [ 11 / 1 ]
ومن ذلك ما ادعيته أنت من أن أولاد يعقوب لعنوا أباهم ..
ورددت عليك بما يثبت جهلك [ 15 / 1 ]
ومن ذلك ما ادعيته أنت من أن القرآن يقول إن النسوة قتلن
أنفسهن عند رؤية يوسف .. وغالبت الضحك فى نفسى على عقلك ورددت عليك [ 15 / 1 ]
ومع ذلك لم أتركك فى جهالتك وعماك ، بل كنت أحاول تنبيهك
باستمرار ، وكنت أقرع سمعك كثيراً بهذه العبارة ، مثل قولى : " الأمر كالعادة
عزيزى مرسل .. دعاوى .. ثم دعاوى .. ثم دعاوى .. أما دليل واحد فلا !! " [ 11
/ 1 ]
السمة الثانية : أنى تحديتك وأظهرت عجزك عن ذلك بقولى
" لن تستطيع " ولم تحرك ساكناً ..
دعاواك التى بدون دليل ـ كما قلت أنا ـ كثيرة جداً ،
لكننى هنا أمثل فقط ، مما كان على أن ألجأ إلى أسلوب أشد ينبهك إلى موقفك ، وهو
عبارتى " لن تستطيع " المتحدية لك ، علك تفيق مما أنت فيه من الدعاوى ،
وتمسك لسانك عن الدعاوى التى بلا أدلة قليلاً ، ومع ذلك لم ترتدع ، وأما الأمثلة
على عبارتى " لن تستطيع " التى كنت أتحداك بها فكثيرة .
منها مثلاً قولى : " هل ادعى القرآن أنه لن يتكلم
فى موضوع واحد ذكر فى العهدين ؟ .. فلتأتنى بدليل على ذلك ؟ .. لن تستطيع ! "
[ 26 / 12 ]
ومنها قولى : " إن لفظة " الكتاب المقدس
" لم ترد فى ( الكتاب المقدس ) نفسه .. فمن أين أتيتم بها ؟ من عند الله ..
فلتأت بدليل .. لن تستطيع ! .. " [ 8 / 1 ]
ومنها قولى : " وأنا أقولها لك عزيزى مرسل : لن
تستطيع أبداً أن تثبت أن القرآن فى قصة يوسف عليه السلام قد أتى بعبارة واحدة ليس
لها فائدة ، بل ولا حتى كلمة واحدة " [ 10 / 1 ]
ومنها قولى : " فهل وبخ الله يعقوب على فعل قبيح
فعله فى التوراة ؟ .. لن تستطيع إثبات ذلك عزيزى مرسل .. هل تسمعنى .. أنت عاجز عن
ذلك !! " [ 10 / 1 ]
ومنها قولى : " ثم ادعيت أن القرآن تجاهل خطايا
الأنبياء إلا الزنا لأن الرسول كان يسر بذلك .. تريد منى طبعاً أن أغضب وأنجر
لموضوع آخر .. العب غيرها .. بل أقول : كما عودتنا عزيزى مرسل .. دعاوى دون دليل
!! .. وأنا أطالبك بالدليل على دعواك .. ولن تستطيع الإتيان به !! .. هل تسمعنى
عزيزى مرسل .. لن تستطيع ـ لقد مللت هذه العبارة !! ـ الاتيان بأى دليل !! .. أين
هى حالات زنا الأنبياء التى أتى بها القرآن ليسر محمداً بها ؟ " [ 10 / 1 ]
ومنها قولى : " ادعيت أن ابن كثير وافق الجلالين ..
كالعادة تسرع وعدم فهم للكلام .. هل تستطيع الإتيان بالدليل على ذلك ؟ .. كالعادة
.. لن تستطيع عزيزى مرسل ـ لقد مللت حقاً هذه العبارة !! ـ لن تستطيع أن تثبت
موافقة ابن كثير للجلالين .. " [ 11 / 1 ]
ومنها قولى : " ونعقب على العزيز مرسل نفس التعقيب
الممل المكرور .. لن تستطيع الإتيان بدليل واحد من القرآن على دعواك .. سواء فى
نسبة الزنا إلى يوسف عليه السلام أو إلى أى من أنبياء الله الكرام .. كرام برغم
أنف التوراة المحرفة .. هل تسمعنى عزيزى مرسل ؟ .. لن تستطيع .. لن تستطيع .. لن
تستطيع .. !! "
[ 11 / 1 ]
السمة الثالثة : أنى أطالبك بأمور كثيرة ولا ترد ، وأورد
عليك أسئلة كثيرة ولا تجيب ..
هذا عن دعاواك الكثيرة التى بدون دليل ، وعن محاولتى
إفاقتك من جهلك بعبارتى " لن تستطيع " ، وإلى جانب ذلك كان هناك أمور
أخرى طالبتك فيها بالرد ، ومع ذلك لم ترد ، والأمثلة على ذلك كثيرة جداً ، يكفى
الحلقات التى كنت ألقيها إليك تباعاً ، كنت تكتفى بعد كل حلقة بـ " هوجة
" ، تحتوى على السب والشتم .. و .. فقط ! .. سب وشتم للقرآن وللرسول وللصحابة
وللمسلمين ولشخصى .. هذا فقط ما تملكه وتقيأت به !
وإلى جانب تلك الحلقات عشرات المسائل التى عجزت عن الرد
فيها .. مثلما ادعيت أنا أن القرآن جاء ليصحح ما فى ( الكتاب المقدس ) من تحريف ..
" وأظهرت جهلك بذلك ، ولا أدرى كيف غاب عنك هذا الأمر البديهى ، لكن إليك
البيان .. " [ 8 / 1 ]
ومنها قولى : " ثم ادعيت أنت أن القرآن لم يقسم (
الكتاب المقدس ) إلى ما هو محرف وغير محرف ، وإنما دعواه بالتحريف كانت فى تأويل
الكلام وتفسيره لا أكثر .. وهذا خطأ واضح منك فى فهم القرآن ، وما قدمته لك فى
النقطة السابقة يفيدنى هنا ويوضح لك الأمر ، لكنى لا أكتفى بذلك وأوضح لك الأمر
أكثر وأقول : .. " [ 8 / 1 ]
فها أنا أبين وأقول ، وأنت .. ماذا تفعل ؟ .. أجيبك ماذا
كنت تفعل بمثال بسيط .. أثبت أنا فشل التوراة فى بيان أخذ العبرة من قصة يوسف عليه
السلام بالدلائل والحجج ، فماذا كان ردك ؟ .. كان كالآتى : " وفي الحقيقة خاب
ظني فيك … لقد اعتقدت بانني احاور انسانا على علم واسع في كتاب المسيحيين وعقائدهم
بحسب ماادعيته بنفسك ، واذ بي اتحقق من سطحيتك وفقر معلوماتك وعدم اطلاعك على
الكتاب المقدس وعلى ماتحاورني فيه من نصوص كتابية " [ 8 / 1 ] .. وهكذا ..
تكتفى بالتهجم والدعاوى دون المناقشة ! .. ألا ما أشد العجز !! .. ثم فى رسالة
أخرى فى نفس اليوم ، أخذت تصف يوسف التوراتى بصفات من عندك ليست من النص ، محاولاً
جبر ما انكسر .. ولكن الخرق اتسعت على الراقع !!
ومن عبارات عجزك فى نهاية الرسالة .. قولك : "
اكتفي بهذا واترك بقية النقاط للقارىء ليحكم فيها " [ 8 / 1 ] .. فأى شىء
اكتفيت به ؟ .. التهجم والسب وفقط .. ولماذا لم تناقش النقاط وترد عليها كما فعلت
أنا ؟ .. وإذا كنت أنت غير قادر على الرد وعاجزاً عن ذلك فكيف سيكون حكم القارئ فى
نظرك ؟ .. ولكنها كلمة تقولونها دائماً .. أنتم النصارى .. فى نهاية مواضيعكم ، فى
كل المنتديات ، تقولونها من باب حفظ ما تبقى من ماء الوجه .. أو لتقل اعتذاراً عن
الإفلاس والعجز !!
ومن ذلك الإفلاس والعجز ردك على حلقتى الثانية من
المقارنة ، وهى تركز على شخصية يعقوب عليه السلام فى التوراة والقرآن ، وبينت
اعتراضاتى فى حوالى عشرين نقطة تقريباً ، ورسمت بها الخطوط العريضة لشخصية يعقوب
التوراتية ، ثم عقبت أنا ببعض الأمور البسيطة التى ترسم لنا الخطوط العريضة لشخصية
يعقوب عليه السلام فى القرآن ، وبينت الفرق بينهما . [ 9 / 1 ]
وبعد " الهوجة " المعتادة منك على الحلقة ،
اعتذرت عن الرد بأن يعقوب خارج قصة ابنه يوسف !!
وفى موضع آخر تقر لى بعجزك عن متابعتى .. فتقول : "
واسمح لي ان اغض النظر عن كثير مما تكتبه ، ليس لقوة الحجة فيه وانما لفراغه
" [ 9 / 1 ] .. ما أسهل هذا الكلام للتهرب من الرد !! .. ومع ذلك طلبت منك أن
تعاملنى كجاهل فتعلمنى ، وكخاطئ فتصوبنى .. فقلت لك : " إذن كن منصفاً معى ..
وبين لى ضعف حجتى وأدلتى .. واهدنى إلى سواء الصراط .. إن هذا ممدوح فى كل دين ..
" [ 9 / 1 ] .. لكنك لم تفعل أبداً !!
ومن بيان ذلك الإفلاس والعجز قولى لك : " أما يوسف
التوراتى فليس حسن الصورة دائماً .. ففى مشهد ينقل النميمة لأبيه !! .. وفى مشهد
آخر يقسم بحياة فرعون مرتين !! .. والأنكى أن المرة الثانية كانت قسماً كاذباً !!
.. وفى مشهد ثالث ساذج أو أبله فهو يبادر بالغفران لإخوته بالرغم من أنهم لم
يطلبوا ذلك منه !! .. وفى مشهد رابع لا يهتم بشىء من ذكر القصة والعبرة مما جرى له
إلا أن الله بعثه قبل إخوته لمصر ليكون سبباً فى جلب الكثير من الطعام لهم !! ..
هذا هو يوسف التوراتى .. ما رأيك عزيزى مرسل .. أعلم أنك أعجز من أن ترد !! ..
وأنا أعذرك فكتابك لا يساعدك أبداً .. !! .. كان الله فى عونك !! " [ 15 / 1
] .. وبالرغم من ذلك لا ترد !!
ومن الإفلاس والعجز ما بينته لك فى حلقتى الثالثة عن
المقارنة .. [ 12 / 1 ] ..
" من سمات بشرية التوراة : الخطأ والاضطراب
والتناقض فى بعض أحداث القصة .. "
" ومن سمات بشرية التوراة : الإغراق فى التفاصيل
بدون داع .. "
" وانظر إلى ركاكة أسلوب التوراة .. "
" وانظر إلى هذه العبارة التوراتية المملة ..
"
" وفى المقابل من سمات إلهية القرآن : عدم الإغراق
فى التفاصيل ، بل الإيجاز هو السمة السائدة "
" ومن سمات بشرية التوراة : عدم سوق القصة للعظة
والعبرة .. "
" وفى المقابل من سمات إلهية القرآن : أنه يسوق
القصة للعظة والعبرة .. لأن منزل القرآن إله حكيم .. "
" ومن سمات بشرية التوراة : اختفاء ( الله ) من
القصة .. "
" وفى المقابل من سمات إلهية القرآن : ظهور الله فى
كل أجزاء القصة .. "
" ومن سمات إلهية القرآن : سمو اللفظ ورقيه وتهذيبه
.. "
" ومن سمات إلهية القرآن : الحديث عن التوحيد فى
ثنايا القصة .. "
" ومن سمات إلهية القرآن : تكريم شخصى النبيين
الكريمين يعقوب ويوسف عليهما السلام .. "
" وبالنسبة ليوسف عليه السلام فحاله فى التوراة
أحسن من يعقوب ، فقد نجا من كثير مما وصفت به يعقوب ، على أنه لم ينجو تماماً ..
"
وكل بند آتى بالأدلة والحجج والأمثلة .. وأنت .. تتفرج
فقط ! .. ماذا كان ردك ؟ .. رد أطفال .. قلت : " سأترك ردودك الأخيرة بدون
تعليق الى ان اسمع ردك الواضح على سؤالي الأخير … وبشكل واضح بدون تذبذب او خداع
في كثرة الكلام … عمران ام عمرام ؟ " [ 12 / 1 ] .. وبرغم خروجها عن موضوعنا
، وبرغم ضعف المنطق ، أجبتك عنها بإجمال حتى أبطل حجتك الصبيانية .. وبعدها قلت لك
: " هذا جواب مجمل فى ( عمرام ) التى أزعجتك .. وجعلتك تغضب منى وتترك كلامى
دون الرد عليه .. أبطلت حجتك الصبيانية .. والآن هات ردك على ما أتحفتك به فى
الحلقة الثالثة على الأقل .. حتى أستطيع أن آتيك بباقى الحلقات تباعاً . " [
15 / 1 ] .. فماذا كان منك .. لا شىء .. إنه الإفلاس .. لأنك خاوى الوفاض إلا من (
النسخ واللصق ) .. أما حيث ينتهى ( النسخ ) .. فليس هناك ( لصق ) .. وبالتالى
الإفلاس وعدم الرد !!
ولم أتركك فى عماك ، بل نبهتك أنه لا بد لك من الرد وإلا
فالحوار من طرفى فقط ، فأنا أحاور نفسى ، لعلك تفيق من صمتك ، وذلك فى رسالتى
بتاريخ [ 15 / 1 ]
وتأتى الأسئلة تلو الأسئلة ولا ردود .. [ 15 / 1 ] ..
" عزيزى مرسل .. ما الذى اقتبسه محمد من التوراة فى
قصة يوسف ؟ "
" لعله اقتبس الخطأ والاضطراب والتناقض فى بعض
أحداث القصة .. "
" أم لعله اقتبس الإغراق فى التفاصيل بدون داع ..
"
" أم لعله اقتبس عدم سوق القصة للعظة والعبرة ..
"
" أم لعله اقتبس اختفاء ( الله ) من القصة ..
"
" أم لعله اقتبس تكريم شخصى النبيين الكريمين يعقوب
ويوسف عليهما السلام .. !! "
" أم لعله اقتبس سمو اللفظ ورقيه وتهذيبه .. !!
"
" أم لعله اقتبس الحديث عن التوحيد فى ثنايا القصة
.. !! "
" عزيزى مرسل .. ما الذى اقتبسه محمد من التوراة فى
قصة يوسف ؟ "
ولا إجابة .. صحيح كنت أنت خارج المنتدى .. لكنك عدت منذ
فترة ولم تجب ، وكتبت رسالتين ولم تجب ، ثم إن هذا ليس بجديد ، فقد كنت فى حوارك
معى باستمرار على هذا المنوال .. لا إجابة !!
خيارات
متعلم
(سّواح)
04/25/03 01:37 AM
Re: مصادر القرآن ... اليهودية
والمسيحية [re: متعلم]
رد
السمة الرابعة : أنك تدعى الدعوى دون دليل ، وكان الواجب
على أن ألقيها فى وجهك ، ومع ذلك رددت لك عليها ، لكنك للأسف لم تعقب على الرد ،
بما يفيد اعتذارك عن جهلك أو تفنيدك للرد ..
فمن ناحيتى أنا ، لم أكن أترك أمراً إلا رددت لك عليه ،
ولا مسألة إلا علقت عليها ، ولا أدعى لنفسى الكمال ، فالكمال لله وحده ، ولكنى
سعيت فى ذلك بجد واجتهاد ، وطالبتك أن تحاسبنى على نقطة واحدة فاتتنى ، حتى يكون
الحوار مثمراً .. وبالرغم من أنك كنت تأتى بالدعوى دون دليل ، فإنى مع ذلك كنت
أجيبك عنها ، وأرد عليها ، مع أنى من حقى أن ألقى بها فى وجهك حتى تأتى بدليلها ،
ومع ذلك تنازلت ورددت ، فهل كنت تعقب على ردى بما يدفعه .. أبداً .. إليك الأمثلة
..
ادعيت أنت أنى متناقض فى دعواى أن القرآن اقتبس ما هو
غير محرف ، مع دعواى أن مذاق ما جاء فى القرآن غير مذاق مثيله فى الكتاب المقدس .
[ 21 / 12 ] .. فرددت أنا عليك .. وأوضحت لك أنى لم أدعى أن القرآن اقتبس ما هو
غير محرف ، بل هو والتوراة والإنجيل صدروا من مشكاة واحدة ، فلا عجب فى التشابه ،
لكن التوراة والإنجيل حرفتا ، لكن بقى فيهما شىء غير قليل من الحق الإلهى الأصلى .
[ 22 / 21 ] .. فلم ترد ولم تعقب !
وبالنسبة لمقياسك الباطل ، وهو أن مطلق التشابه يكفى
للحكم على الاقتباس ، رددت أنا عليك .. وبينت بطلان مقياسك بثلاثة أسباب : الأول :
أن القرآن لم يدعى أن سيخالف التوراة والإنجيل فى كل ما قالوه ، بل قال إنه مصدق
لما فيهما مما لم يحرف ، فإلزامه بخلاف ذلك جهل وظلم .. والثانى : أن المسلمين لا
يقولون بتحريف التوراة والإنجيل بالكامل ، بل يقرون بأن بعض الحق بقى فيهما ، وهو
موافق لما جاء فى القرآن ، فهو دليل للقرآن لا عليه .. والثالث : أنى لو ألزمتك
بمقياسك لما ارتضيته ، فالأناجيل تنقل عن بعضها ، فهل نقول إن المتأخر ليس بوحى بل
ناقل عن الأول ، وهل لليهودى أن يتهم عهدك الجديد بالزور لأنه ينقل عن العهد
القديم ؟ [ 24 / 12 ] .. فماذا كان منك .. هل عقبت على ردى ؟
أوضحت أنا لك أنى رددت على مقياسك الباطل بثلاثة أمور ،
سكت أنت عن اثنين منهم ، ورفضت الثالث ، وهو إلزامك بلوازم مقياسك ، ثم رددت على
رفضك لذلك الأمر . [ 26 / 12 ]
وبعد أن بينت لك الثلاثة أسباب ، ولم ترد على أول اثنين
، ثم اعترضت على الثالث ، فرددت لك عليه ، اكتفيت أنت بأن تقول : " تكلمت
الكثير عن بطلان المقياس الذي وضعناه للحكم على مصادر القرآن ولكنك لم تقدم مايسند
قولك بشيء " [ 27 / 12 ] .. هكذا تكتفى بالتفرج على ، أما أن تقدم دليلاً ؟
.. فلا .. أما أن تبين حجة ؟ .. فلا !! .. فيكفى هذا القول لكل أحد .. أن يأتى
محاوره بما يفحمه ، فلا يفعل شيئاً أكثر من أن يقول مثل قولك .. وفقط !! .. ما
أسهل ذلك !!
ومن الآيات التى استدللت بها خطأ ورددت عليك فيها ولم
تستطع الرد .. " فإن كنت فى شك مما أنزلنا إليك فسئل الذين يقرأون الكتاب من
قبلك " [ 8 / 1 ]
وعندما ادعيت على شخصى بأنى أفسر " هم " يوسف
من عند نفسى وليس من كلام العلماء قلت لك : " وإن لم يعجبك تفسير ابن كثير
فاذهب لتفسير ابن القيم .. وإن لم يعجبك تفسير ابن القيم فاذهب لتفسير ابن تيمية
.. وإن لم يعجبك تفسير ابن تيمية فاذهب إلى تفسير السعدى .. وإن لم يعجبك تفسير
السعدى فاذهب إلى تفسير الشنقيطى .. وإن لم يعجبك .. فتعال إلى فأخبرك بالمزيد
" [ 11 / 1 / ] .. فهل عقبت بما ينقض كلامى ؟ .. أم هل عقبت باعتذارك عن جهلك
؟ .. أم تركت الأمر ولم تبحث ؟ .. وأنا أرجح الأخير !!
وبالنسبة لهم يوسف ، فقد اجتهدت فى تكرار الدعوى دون
جديد ، ودون تعقيب على ردى ، فما كان منى إلا أن قلت لك : " اسمح لى أن أتعجب
! .. من يراك تتكلم عن ذكر القرآن لهم يوسف بامرأة العزيز يتصور أن التوراة شرفت
الأنبياء وكرمتهم وأعلت من قدرهم .. هل تضحك على نفسك عزيزى مرسل ؟ .. لقد صورت
التوراة الأنبياء على أنهم قتلة وكذبة وسارقين وزناة وعباد أصنام .. ولا تقل هذا
من الضعف البشرى .. دعك من هذا الهراء وتكلم بعقل .. هل ذكر كل ذنب للأنبياء فى
التوراة وبعده توبيخ الله لهذا النبى ؟ .. وهل يقع الأنبياء فى مثل هذه الذنوب
العظيمة ؟ .. ألا خرست الألسنة !! .. وحتى على فهمك السقيم فالقرآن يذكر أن يوسف
لم يقع فى الزنا وأن الله عصمه ، فأين هذا من هراء التوراة عن تلك الشرذمة التى هى
أقبح شرذمة خلقها الله كما صورتها التوراة ؟ .. رجل خارج من بالوعة غارق فى الوحل
والطين والوسخ إلى أذنيه فيقابل رجلاً أنيقاً جداً فيعيب الموحل على الأنيق أنه
نسى زراً فى قميصه مفتوحاً !! .. ألا شاهت الوجوه !! " [ 15 / 1 ] .. فهل
رددت أو عقبت ؟
السمة الخامسة : أنك تتناقض فى أمور كثيرة ..
فمن متناقضاتك الكثيرة ، أنك كنت تمدح التوراة على كثرة
ما بها من تفاصيل ، فقلت أنت : " الذي يقارن بين ما ذكره محمد وبين ما ذُكر
في التوراة يجد عبارات القرآن مقتضَبة موجَزة، فلم يعيّن زمان القصة ولا مكانها،
ولا أسماء من فيها ولا عددهم، بخلاف التوراة التي تورد كل قصةٍ مستوفيةً بالتمام والكمال،
فتُعيِّن زمانها ومكانها وأسماء أبطالها " [ 12 / 12 ] .. فرددت عليك وقلت :
" وكأنك تضع مقياساً وهو " من يذكر أكثر يكون الأفضل " ! وهو مقياس
باطل ولا شك .. وكفى فى بطلانه أننا لو حاكمنا إليه النص التوراتى نفسه لما رضيت
به .. " .. وحاكمت أنا النص التوراتى إلى مقياسى الذى وضعته ، وهو " غرض
فهم القصة وغرض أخذ العبرة " ، وبينت لك فشلها فى الغرض الأول ، ناهيك أن
تعلو لتحاول مع الغرض الثانى .. فتراجعت أنت بعدها وقلت بأن هذا ليس مقياسك إنما
أنا أدعى عليك ! .. فياللكذب .. مع أنك أنت نفسك سبق منك مدح التوراة على ذلك ..
إذا لم تكن تعد ذلك تناقضاً فما هو التناقض إذن ؟
ومن هذه المتناقضات الكثيرة .. أنك كنت ترى أن مواضع
التشابه وحدها تكفى للحكم على أن القرآن اقتبس من التوراة والإنجيل ، ثم عدت وأكدت
أن ذلك وحده لا يكفى للحكم على القرآن بذلك .. انظر إلى قولك : " آيات وقصص
انزلها جبريل على الرسول من اللوح المحفوظ في السماء ازلا وباللغة العربية المبينة
… ولكن الغريب في الأمر ان هذه الأقوال والروايات كانت معروفة ودونت بالعبرية
والآرمية وترجمت الى العربية قبل ان ينزلها جبريل !!! " [ 13 / 12 ] .. فها
أنت ترى أن التشابه وحده يكفى للحكم .. وكررتها مرة ثانية [ 15 / 12 ] ..
ثم سألتك أنا سؤالاً : " هل وجود مواضع فى القرآن
متشابهة ـ ظاهرياً ـ مع مواضع فى التوراة والإنجيل يكفى للحكم على أن القرآن نقل
عن التوراة والإنجيل ؟ " .. وبعد أن كدت أيأس أن تفهم السؤال ، تفوهت أنت
بالآتى : " ان مصادر القرآن لاتكفي للحكم عليه ككتاب بشري لايمت لله بصلة
" .. ثم تعود فى آخر الرسالة للاضطراب والتناقض فتقول : " وباختصار :
وجود تشابه كبير في قصص القرآن وآياته مع ماسبقه من كتب هو دليل على اقتباسه منها
" [ 23 / 12 ] .. !!
ومن هذه المتناقضات أنك تصرح بأن " ماجاء في الكتاب
المقدس هو أعلان الهي سامي ومتعالي جدا ولايمكن مقارنته بالقرآن ووضعه على ذات
المستوى " [ 21 / 12 ] .. ومع أنك لم تبين ( سامية ) كتابك بكلمة واحدة ، فقد
تناقضت وعدت تتهرب من ذلك بصريح القول : " ان القرآن اقتبس من الكتاب المقدس
، وهذا لايتطلب بالدرجة الآولى ان اثبت صحة كتابي " [ 12 / 1 ] .. وتقول :
" نحن لانضع هنا الأصل تحت مجهر الفحص ، بل المزيف . وكما قلت لك لاأهتم
بأظهار ماهو الهي في كتابي بقدر مااهتم بتبيين ماهو غير الهي وناقص في القرآن
" [ 9 / 1 ] .. لكنى أقول لك يا مرسل : إنك مخادع وكاذب .. بل أنت منذ
البداية كنت تبغى وضع النص التوراتى تحت المجهر .. اسمع لمرسل وهو يقول : "
يتوجب علينا تبيين الحق وتعرية الباطل بوضع القصص التوراتية والقرآنية تحت مجهر
الفحص ونستخدم عقولنا والتاريخ في انزال الحكم " [ 24 / 12 ] .. ثم تناقض
نفسك فى مقام آخر وتقول : " لست بصدد اثبات الوهية النص التوراتي " [ 8
/ 1 ] .. لكنى أعرف أن هذا راجع إلى إحساسك بضعف كتابك ، وعدم وقوفك على أرض صلبة
فى هذا الصدد .. تقول : " اللعبة التي تلعبها انت ياعزيزي لاتروق لي البتة …
والاحظ انك تنتقل تدريجيا من القرآن الى الكتاب المقدس … واخشى ان قصدك الأساسي من
دخول الحوار معي هو تغيير الدفة من القرآن الى الكتاب المقدس " [ 9 / 1 ] ..
وبالرغم من ذلك ، بينت أنا لك إفادة تبيينى لبشرية التوراة من ثلاثة وجوه ذكرتها
هناك . [ 15 / 1 ] .. ولم ترد أنت بكلمة واحدة !!
ومن هذه المتناقضات الكثيرة .. أنك كنت ترى أن يعقوب
عليه السلام داخل فى قصة يوسف بنصيها التوراتى والقرآنى ، لكنك غيرت رأيك عندما
أفحمتك بحلقتى عن شخصية يعقوب بين التوراة والقرآن ، واعتنقت القول بأن الشخصية
خارجة عن القصة ، وبالرغم من وضوح تهربك فى هذا المقام وغيره ، وبالرغم من منافاة
كلامك للعقل ، وبالرغم من ورود الشخصية فى سورة يوسف فى القرآن وقصته فى التوراة
على السواء .. بالرغم من كل ذلك فقد كنت أنت منذ البداية تعتبرها داخلة فى القصة !
هل تنكر ذلك ؟ .. إذن استمع إلى مرسل وهو يقول : " وقصة لوط وتخريب سدوم
وعمورة، وقصة يعقوب ويوسف وبيعه ومراودة المرأة له، وقصة موسى، " [ 25 / 12 ]
.. وقد حافظت فى النقل على علامات الفاصلة التى وضعتها أنت ، لتكون حجة عليك بيدك
، لتدل على اعتبار يعقوب داخل فى قصة يوسف عندك .. فلله الحمد والمنة !! .. وحتى
عندما اخترت أنا قصة يوسف عليه السلام ، نصصت لك على دخول يعقوب فيها عليه السلام
نصاً ، ولم تعترض أنت على ذلك ، فقلت أنا : " وقد اخترت قصة يوسف عليه السلام
.. بما فيها من شخصيتين عظيمتين : يعقوب ويوسف عليهما السلام " [ 26 / 12 ]
العجيب فى الأمر ، أنك بالرغم من تهربك من قصة يعقوب ،
واحتجاجك بأنه خارج القصة إلا أنك عدت وتناولت أمراً من ذلك بالتعليق ! .. تقول :
" نسب الخطية الى يعقوب لايطعن في صحة النص التوراتي " [ 9 / 1 ] .. فيا
له من تناقض واضطراب عظيمين !!
ومن هذه المتناقضات الكثيرة .. أنك كنت تدعى فى وقت ما
أن التشابه بين قصة يوسف عليه السلام فى القرآن تتشابه إلى حد كبير مع قصته فى
التوراة إلا قليلاً ! .. لكن عند ردى على حلقتك الأولى وجدتك غيرت رأيتك فتقول :
" ارجوا الأجابة هنا وتعليل اسباب التناقض بين الروايتين ليس في هذه الجملة
فقط وانما في مواضع عديدة في قصة يوسف لايسعني ان اذكرها كلها الأن " .. مع
أنك كنت تقول من قبل إن التشابه بين القصتين كبير إلا قليلاً .. أما مرسل الآن
فيقول إن الاختلاف واقع بل وصل إلى حد التناقض فى مواطن كثيرة !! .. يا للتناقض !!
.. وقد أوضحت لك أن ذلك دليل على عدم اقتباس محمد القصة من التوراة ، وبينت لك
تناقضك ولم تجب ولم تدافع عن نفسك !
ومن هذه المتناقضات الكثيرة .. أنك تتهمنى بالتهرب من
الكلام عن القرآن ، وبأنى أنقل الضوء عنه ، وبأنى أبعده من تحت المجهر .. فتقول
عنى : " تهجم على التوراة لكي تحول الأنظار عن القرآن " [ 12 / 1 ] ..
لكنك تناقض نفسك وتشتكى من كثرة كلامى وتعليقى على آيات القرآن فتقول : " نحن
لسنا بصدد سماع المواعظ من حضرتك ولا الشروحات والتفسيرات للقصص القرآنية ، فيرجى
الأختصار الشديد " [ 9 / 1 ] .. هذا طلبك وشكواك .. فكيف أحول الأنظار عن
القرآن وأنا " أطيل " فى التعليق على آياته ؟ .. أين العقل يا مرسل ؟ ..
وعبثاً أحاول الرد وأحاول تفهيمك ولكنك فى واد آخر .. فمن ذلك قولى : " أين
حولت أنا الأنظار عن القرآن ؟ .. أنا ألفت الأنظار أولاً إلى التوراة ليعلموا
البشرية حين تخطىء ثم ألفتهم إلى عظمة القرآن حتى يتذوقوا ما فيه من سمات إلهية ..
ألم تشتكى أنت قبلاً من مواعظى وشرحى لآيات القرآن ؟!! .. وأنكرت على إطالتى فى
ذلك .. أهذا صنيع من يحول الأنظار عن القرآن ؟!! .. ألا خرست الألسنة !! " [
15 / 1 ]
ومن هذه المتناقضات الكثيرة .. أنك جعلت من شريعة العين
بالعين والسن بالسن دليلاً على اقتباس القرآن من التوراة .. وكأن القرآن أخفى وجود
هذه الشريعة فى التوراة ، واكتشفتها أنت بذكائك الجبار .. فتقول : " وعليك ان
تسلم باالحق القائل ، ان شريعة العين بالعين والسن بالسن شريعة يهودية اقتبستموها
" [ 9 / 1 ] .. وبالرغم من رد إخوتى عليك فى ذلك ، وتوضيح جهلك ، فقد بينت لك
أنك بذلك تستجلب ضحك الجمع عليك ، وتجعل من نفسك سخرياً وهزواً .. وعندها حاولت
أنت التهرب فقلت أنت متنصلاً من كلامك : " اما بالنسبة لشريعة العين بالعين
والسن بالسن ، فأنا ايها المحترم لم أعير الأسلام في اقتباسها من اليهود ، وانما
تعجبي كيف تقتبسون شريعة وتمارسونها ومن ثم تنتقدون ممارسة من اخذتموها منه لانه
يمارسها ... اليس هذا منطق غريب ؟ " [ 10 / 1 ] .. ورددت لك على كلامك بعدها
، موضحاً أنك لم تحسن الهرب ، وكان الأجدى أن تسكت وأنا أستر عليك ، لكنك تأبى إلى
منصب مهرج القوم .. فكان من كلامى : " لكن الاعتذار الفاشل لا ينفع .. ثبت من
كلامك ورسائلك السابقة أنك جعلت من هذه الشريعة دليلاً على اقتباس القرآن من
التوراة .. ولم تتبعه بكلام مثل كلامك هنا .. ما علينا .. المهم .. حتى اعتذارك
فاشل أيضاً .. وتعجبك فى غير محله .. لأن القرآن لم ينكر عليهم بسبب شريعتهم ،
إنما أنكر عليهم لتفريطهم فى تطبيقها " [ 11 / 1 ]
السمة السادسة : أنك جاهل بالإسلاميات ، وبكتب التفسير
وطريقة المفسرين ، وبأسانيد الأحاديث النبوية ..
وجهلك بالإسلاميات واضح جداً ، ليس من حوارنا فقط ، بل
من موضوعاتك الأخرى ، وما تأتى به لا تخرج به قيد أنملة عن مقالات وكتب موقع (
الكلمة ) ، وعندما ينتهى ( النسخ ) ، فلا يكون هناك ( لصق ) ، وتترك الموضوع فجأة
، " تاركاً بقية النقاط لذكاء القارئ " !!!
والأمثلة من حوارنا على ذلك كثيرة .. منها مثلاً أنك
تجهل ماهية الوحى عند المسلمين ، وماهية وحى الأحاديث النبوية عندهم ، وقد سألتنى فى
ذلك لتتعلم ، وغيرها الكثير والكثير .. والسؤال هنا : ما دمت أنت مبتدئ وحالك بهذا
الحال ، فلماذا التطاول فى القول ؟ .. لا أمنعك من الكلام وأنت مبتدئ ، إذ كيف
ستتعلم ؟ .. تكلم طبعاً ، ولكن بأدب ، دون تهجم ، دون سب ، دون شتائم .. اسأل
وتعلم وستجد الإجابة والصدور الرحبة .. لكن مع سوء الأدب والتهجم والسب والشتائم
لن تجد إلا أبا عمران !
على أنى أريحك وأخبرك بالذى فى نفسك ، السبب الذى من
أجله تلقى بنفسك فى الإسلاميات مع جهلك الفادح بها ؟ .. سببان : الأول : الغيظ ..
نعم .. الغيظ من أقوال المسلمين التى تنقض دينك من أساسه ، وبالتالى تريد أن تتشفى
بالتهجم على دينهم ، ولا عليك بعدها أن تتهمهم بأنهم هم البادئون ! .. والسبب
الثانى : توهم الأمان .. فأنت تتوهم الأمان وأنت تهاجم القرآن ، تتوهم أن كتابك
آمن ، فإن نجحت الهجمة على القرآن فبها ونعمت ، وإلا فالكتاب المقدس بعيد عن
المعركة آمن تماماً ولم تخسر شيئاً .. وهذا السبب بالذات هو الذى دفعك للهيجان فى
حوارى معك ، لأنى لم أكتفى بالدفاع عن القرآن ، بل تناولت الكتاب المقدس بالنقد ..
فثرت وهجت وسببت وشتمت .. وتقيأت ما بجوفك !!
نرجع لموضوعنا .. جهلك بالإسلاميات .. لقد ظهر ذلك
واضحاً فى طريقة تعاملك مع كتب التفسير .. فأنت غير مطلع على تفاسير المسلمين ،
ولا تدرى كيف يتعاملون معها ، وبأى قول يحتجون منها ، وقد أنفقت أنا كثيراً من
كلامى فى تعليمك وإعطائك الدروس المجانية .. مثل قولى : " وقد لاحظت أن
الزملاء المسيحيين لا يعرفون من أين يأتون بتفسير آيات القرآن ، ويحسبون أن أى قول
فى أى كتاب للتفسير يأخذ به المسلمون فى دينهم ، وهذا خطأ ، فالتفاسير تنقل
أقوالاً عدة وليس بلازم صحتها كلها ، وأنصحهم بكتاب تفسير ابن كثير ؛ فقد تفادى
الكثير من عيوب غيره " [ 8 / 1 ] .. فإذا بك ترفض مساعدتى وتعتز بجهلك العتيد
قائلاً : " لاتنصحنا لافي تفسير ابن كثير ولافي غيره " [ 8 / 1 ] .. !
.. أفبعد ذلك تمنعنى من الضحك على كلامك على تفاسير الآيات ؟ .. وأنت لا تدرى
شيئاً عن هذا الأمر !!
وإن كان هذا حالك بالنسبة للتفاسير ، فحالك أزرى بالنسبة
للأحاديث النبوية ، فلا تدرى الفرق بين صحة السند وصحة المتن ، بل لاحظت من
موضوعاتك عموماً ، أنك لا تحسن سوق الحديث ولا روايته ، فأنت لا تعرف ماذا تذكر من
سند الحديث ومتنه وماذا تترك .. أعظم الله بليتك ! .. ورغم ذلك أيضاً لم أقف أتفرج
عليك ، بل كنت أعلمك الدرس تلو الآخر ، وأحاول مساعدتك ورفعك لمستوى الحوار العلمى
.. وإذا بك تكابر وتقول : " اعرف جيدا باي الأحاديث استدل … ماترى انت انه
غير صحيح وغير حسن عليك ان تأتي بالدليل على ذلك ومن ثم نستبعد الحديث … ولكن
اجمالا ماهو على صفحات الأزهر والشبكة الأسلامية وموقع الحيث فهذا ااخذ به "
[ 10 / 1 ] .. فهل هناك جهل فوق هذا الجهل ؟ .. تظن أن كل حديث على صفحات الأزهر
والشبكة الإسلامية وموقع الحديث ملزم للمسلمين ؟ .. ألا تدرى شيئاً اسمه ( علم
مصطلح الحديث ) ؟ .. ألا تدرى شيئاً اسمه ( علم الرجال ) ؟ .. ألا تدرى شيئاً اسمه
( علم علل الحديث ) ؟ .. وليست المشكلة فى الجهل ، المشكلة أنى عندما أعلمك شيئاً
تكابر وتقول : لا أنا أعلم ! .. تالله إن الجاهل عدو نفسه !!
خيارات
متعلم
(سّواح)
04/25/03 01:40 AM
Re: مصادر القرآن ... اليهودية
والمسيحية [re: متعلم]
رد
السمة السابعة : أنك جاهل بالموضوع الذى تناقش فيه ..
حتى موضوع المصادر أنت جاهل فيه .. ولم أكتشف أنا ذلك
إلا بعد فترة من حوارنا ، فقد كنت تظن أنت أن التشابه بين القرآن والكتاب المقدس
فقط ، ولم تكن تعلم أنه واقع فى كلام النبى صلى الله عليه وسلم أيضاً ، لأننا
كمسلمين نؤمن بأن النبى عليه الصلاة والسلام أوتى القرآن ومثله معه ، وهو الوحى
الثانى ، وهو الأحاديث النبوية الشريفة ، وسواء القرآن أو الأحاديث كلاهما مصدق
للرسالات السابقة .. لكنك جهلت ذلك لجهلك بالإسلاميات وأقوال المسلمين ، ولجهلك
بالموضوع الذى تتكلم فيه ، وهذا طبيعى فأنت ( تنسخ ) و ( تلصق ) فقط ، لا يتعدى
مقدارك ذلك بحال ، ففرحت لما نبهك أحد إخوتى للتشابه فى أحد الأحاديث ، ولم تدرى
أنك بذلك تعلن جهلك ، وتفضح نفسك ، وتصر على منصب مهرج القوم وأضحوكة المنتدى ..
وهذا ردى السابق لك : " فهمت من كلامك هنا وفى مواضع أخرى أنك لم تكن تعلم
بمواضع التشابه بين بعض ما فى الكتاب المقدس وما فى الأحاديث النبوية .. نعم فهمت
ذلك وأكاد أجزم أنك كنت جاهلاً بذلك .. لقد ظننت أنك تعرف هذا .. فإذا بك جاهل
بهذا أيضاً !! .. ما هذا الجهل المركب عزيزى مرسل ؟!! .. ألا تعرف الموضوع الذى
تناقشه ؟ .. ألا تقرأ ما قيل فيه من قبلك أبداً ؟ .. على العموم ها أنت تنزل معنا
لموقع المتفرجين وتستمتع بمشهد جهل مرسل المضحك .. لعلك بعد ذلك تعذر إخوتى
المسلمين فى اتخاذك هزوا !! " [ 15 / 1 ]
السمة الثامنة : أنك جاهل بقواعد الحوار ، وبمن يجب عليه
أن يأتى بالدليل ، وبوجوب مصاحبة الدليل للدعوى ..
وقد عانيت أنا كثيراً من هذا الأمر ، وأنفقت كثيراً من
كلامى لتفهيمك وتعليمك ، محاولاً رفعك لمستوى الحوار ..
هل تذكر درس ( الدعوى ) و ( الدليل ) ؟ .. وهل وعيته
جيداً ؟ .. لم تعه للأسف !!
لقد كلمتك عن ذلك كثيراً ، محاولاً تنبيهك أنك تدعى فقط
، دون أن تأتى بالدليل ، لكنك كنت مستكبراً عن ذلك .
هل تذكر درس ( المدعى ) و ( الممتنع ) ؟ .. وهل وعيته
جيداً ؟ .. لم تعه للأسف !!
لقد دهشت من أنك لا تفهم الفرق بينهما ، وتعتقد أن على
الجميع أن يأتى بأدلته ، مع أنى بينت لك أن المدعى فقط هو من يجب عليه الإتيان
بالأدلة ، فإذا فشل كان ذلك براءة للمتهم ، دون أن يعنى المتهم نفسه بمحاولة
الإتيان بالدليل ، وأما ما أفعله معك مع أنك أنت المدعى اقتباس القرآن ، فهو فضل
منى وتفضل وزيادة ، أما لو عاملتك بالعدل فيكفينى فشلك فى الإتيان بالدليل ، ولست
ملزماً بدليل براءتى لإبطال دعواك .
ورغم ذلك انظر إلى منطقك الجاهل وقولك المتكبر : "
الأدلة يقدمها المشتكي لأثبات التهمة ويقدمه المتهم لأبعاد الشبهات عنه " [ 9
/ 1 ] .. مع أنى نصحتك قائلاً : " ألزمتنى أنت أن آتى بالدليل على أن القرآن
لم يقتبس من الغير .. وأنا أقول لك عزيزى مرسل : لا بد أن تفهم قواعد النقاش ! ..
إنى غير ملزم على أن آتى بالدليل على ذلك .. فأنا فى موقف الممتنع .. بل أنت الذى
يجب عليه الإتيان بالدليل على اقتباس القرآن .. لأنك فى موقف المدعى " [ 9 /
1 ] .. وقولى : " وتقول إن على المتهم الاتيان بأدلة براءته .. أخطأت عزيزى
مرسل .. ليس على المتهم ذلك .. ولو فشل فى ذلك لما صح اتهامه بحال .. بل البينة
على من ادعى .. البينة عليك أنت عزيزى مرسل .. أما أنا فيكفينى نقض أدلتك فقط حتى
تطيش الدعوى وتذهب هباء .. " [ 10 / 1 ] .. لكنك لا تفهم ( المدعى ) ولا (
الممتنع ) ولا غيره .. أنت بعيد عن ذلك تماماً !!
ومن جهلك بقواعد النقاش ، الخروج كثيراً عن الموضوع ،
إلى مسائل فرعية ، مثل السباب ، ومثل ( عمرام ) التى كنت تصر أنها داخل الموضوع .
ومن جهلك أيضاً بقواعد النقاش ، إصرارك على أن يعقوب
خارج قصة ابنه .. وبالمناسبة عزيزى مرسل .. هل ما زلت تعتقد هذا الهراء فعلاً ؟!!
السمة التاسعة : أنك جاهل بكلام محاورك ، وليس عندك
القدرة على فهم الكلام أصلاً ..
هل تذكر سؤالك لى عن قراءة القرآن بغير العربية ؟ .. لما
أجبتك بأنى قرأته بغير العربية ووجدت ( بعض ) بهائه يذهب بذلك ، اعتبرت أنت أن (
كل ) مجد القرآن يذهب عند قراءته بغير العربية .. فأنت لا تدرى الحدود المنطقية
البسيطة فى كلام محاورك ، والفرق بين ( بعض ) و ( كل ) .. لك الله !
وهل تذكر اتهامك لى بأنى أسبك .. لماذا ؟ .. لأنى أصف
قولك بالخطأ ، ومنطقك بالفساد ، وبينت لك الفرق بين سب الشخص وبين وصف القول
والمنطق والرأى .. فأنت حتى لا تدرى مثل هذه الأمور البسيطة .
ولما وصفت رأيك بالاضطراب فى قصة يعقوب ، بين اعتبارها
خارج الموضوع ، وبين محاولة تناول شيئاً منها .. لما وصفت ذلك منك بالتناقض
والاضطراب ، غضبت واتهمتنى أنا بالاضطراب والتذبذب .. فأنت لا تفرق بين وصف الرأى
ووصف الشخص .. فالله معك !
بل يتعدى الأمر ذلك ، إلى عدم فهم الكلام الذى تنقله من
كتب التفسير ، فلا تفرق بين رواية القول من جهة المفسر ، وبين تبنى المفسر لهذا
القول .. فأنت غير قادر حتى على فهم الكلام الذى تأتى به !
ومن أمثلة عدم فهمك لكلامى .. قولك : " الدخول في
تفاصيل القصص اية اية لتعلق عليها انت ومن ثم ادافع انا واصد اتهامك وبعدها اسرد
انا القصة القرآنية ونفعل بها انا وانت ذات الشيء هذا ليس حوار ياسيدي ، هذا تعجيز
... ماتفعله انت الأن هو نوع من التعجيز " [ 9 / 1 ] .. وعبثاً أحاول تفهيمك
بقولى : " لم أطالبك بذلك عزيزى مرسل .. إنما أطالبك بإيراد كل اعتراضاتك على
قصة يوسف فقط وهى سورة واحدة فقط من القرآن .. هذا أولاً ثم أطالبك ثانياً أنه فى
حالة ردى على كل اعتراضاتك حول قصة يوسف أن تسلم لى أن مثال قصة يوسف لا ينفع للاحتجاج
به على اقتباس القرآن من الكتاب المقدس .. ثم تذهب لتأتى بقصة أخرى أو موضع آخر
للتشابه فأفنده لك .. وهذا لا يشمل القرآن كله ولا معظمه ولا حتى نصفه أو ربعه ..
وهذا ليس فيه إطالة فما دمنا نخرج من كل مقارنة لموضع التشابه بنتيجة فقد استفدنا
أنا وأنت " [ 10 / 1 ]
ويتصل بموضوعنا هنا قولى لك : " وقد ادعيت أنا عجزك
عن إثبات بشرية القرآن وإثبات إلهية التوراة .. فتعتذر عن ذلك بأننا لم ننهى بعد
واحد بالمائة من طريقنا .. والحق أنى لم أتكلم عن إثبات بشرية القرآن عموماً ..
إنما أتكلم عن إثباتها من خلال قصة يوسف عليه السلام .. فأنت لم تستطع ذلك ولم
تستطع إثبات إلهية التوراة .. ما زال مرسل عاجزاً عن ذلك !! .. فإن لم تستطع فلا
أطلب منك الإيمان بإلهية القرآن .. بل أطلب منك التسليم بأن موضع التشابه فى قصة
يوسف لا يخدمك فى دعواك .. لأنك لم تستطع إثبات ذلك .. فنذهب أنا وأنت لموضع آخر
تختاره فنفنده .. وهكذا .. " [ 11 / 1 ] .. مع أن هذا من تناقضك وهروبك أيضاً
.. لأنك اعتبرت أن سورة يوسف تكفى للحكم على القرآن بالاقتباس .. استمع إلى مرسل
وهو يتناقض : " ومن المعتمد لدينا والمتفق عليه ، إن محمداً لم يكن له إلمام
تام بالإنجيل الشريف، وإنه اختلط مع أصحاب هذه البدع، فتوهم أن ما سمعه منهم كان
مدوناً في الإنجيل ، فقبل كثيراً من خرافات جهلة اليهود والنصارى ومذاهبهم وأدخلها
في قرآنه ... هذا ماتحقق لنا من التأمل في سورة يوسف القرآنية وسيتأكد لدنيا مما
سيأتي من قصص ومنها قصة مريم " [ 31 / 12 ]
السمة العاشرة : أنك جاهل بما تنقله ، ولا تحسن قراءته
..
قدمت من أمثلة ذلك عدم فهمك لكلام المفسرين ، وعدم فهمك
للفرق بين نقل الرأى وبين تبنيه .
ومن ذلك أيضاً ، ما ادعيته أنت من أن ابن كثير وافق
الجلالين ، ورددت لك عليه بقولى : " ادعيت أن ابن كثير وافق الجلالين ..
كالعادة تسرع وعدم فهم للكلام .. هل تستطيع الإتيان بالدليل على ذلك ؟ .. كالعادة
.. لن تستطيع عزيزى مرسل ـ لقد مللت حقاً هذه العبارة !! ـ لن تستطيع أن تثبت
موافقة ابن كثير للجلالين " [ 11 / 1 ] .. صحيح طبعاً أنه كلام من ( نسخت )
منه و ( لصقت ) هنا .. لكنك عليك تحمل تبعة ذلك بشجاعة ، فاللوم لا يقع عليه وحده
فقط ، بل يقع عليك أيضاً ، لرضاك عن كلامه ، بدليل نقلك له وعدم ذكر المصدر ..
مرسل .. ألا ترى أنك سارق ؟! .. هل رأيت هذه المفارقة وصلتها بموضوعنا ؟!
ومن عدم فهمك أيضاً للآيات اعتراضك على تقطيع النسوة
أيديهن ! .. فرددت عليك بقولى : " نحن نشاهد الشخص إذا سرح بفكره وهو يقشر
برتقالة مثلاً لربما جرح نفسه ! .. فى الحقيقة لست أفهم لماذا تعترض على ذلك .. قد
تعترض على دعوة امرأة العزيز نفسها ، أما أن تعترض على تقطيع النسوة أيديهن فلا
وجه لاعتراضك عندى بحال .. اللهم إلا أن يكون ذهب تفكيرك بعيداً .. وشطح خيالك
شذراً .. وظننت أنهن قطعن أيديهن بمعنى أنهن فصلنها تماماً من الرسغين مثلاً !! ..
لا أدرى هل فهمت ذلك فأشكل عليك .. إن كنت ظننت ذلك فهو بعيد جداً ، وليس مراداً
من الآيات بحال من الأحوال " .. وكلامى هذا طبعاً كان حسن ظن منى بعقلك ! ..
إى والله .. لأنك فاجأتنى بعدها بأنك ذهبت إلى أبعد مما كنت أحذرك منه .. فقد كنت
أحذرك من ذهاب عقلك إلى أن النسوة فصلن أيديهن من الرسغين ، فذهبت أنت إلى أنهن
قتلن أنفسهن !! .. لله در عقلك يا رجل !!
الحمد لله رب العالمين .. على نعمتى العقل والدين
خيارات
Murssel
(محاور نشيط)
04/25/03 05:49 AM
Re: مصادر القرآن ... اليهودية
والمسيحية [re: متعلم]
رد
متعلم
انت غير جدير بالحوار ايها السيد لانك رجل مستهتر تماما
بمن يحاورك ولديك من قلة الادب والاحترام مالايقل عن اخوانك امثال عمران ومختلف
وغيرهم في هذا المنتدى ...
ولتعلم جيدا اني قد اجبتك على كل رسائلك الاخيرة وسانشر
الرد حالما اراك تتبنى الاسلوب المؤدب في الحوار ...
حوارنا هو حول المصادر القرآنية وليس فقط حول قصة يوسف
...
تمسكت باهداب هذه القصة ولاتتجرأ على تركها خوفا من
الانتقال الى غيرها ... وفي مكان اخر تؤكد فتقول ، بانه يكفيك ان تشير الى النواحي
الالهية في قصة يوسف لكي تثبت بها الوهية القرآن ...
تتهمني بالسذاجة بنما السذاجة تقطر منك تقطيرا يااستاذ ؟
ان الثوب االقذر والوسخ والمهتري يحكم بفساده حتى لو
كانت فيه بعض البقع السليمة ... وهكذا الحال بالنسبة لقرآنك يامحترم ...
قصة يوسف في القرآن قصة مبهمة مقتضبة لايفهم اصلها
ولاحتى علماء المسلمين الا بالرجوع الى التوراة وهذا مااكدته لك باقتباس آراء
مفسيريك الحيارى والمتخبطين وعندي لك المزيد فيما يخص قصة يوسف وغيرها من قصص قصها
جبريل على رسول الاسلام ...
للحوار بقية ... واذا كتبت حضرتك ارجوا ان تلتزم بقلة
الكلام ... وانا لم اقرأ الا بضعة كلمات من رسائلك الاخيرة لرغبتي في عدم تضييع
الوقت في كلامك المكرر والتهجمي ... اذا كنت ترى امور مهمة فيها لم نبحثا ارجوا ان
تلخصها وتطرحها نقطة نقطة ...
اتابع معك حين تلتزم ادبك وتبقى ضمن الحوار الموضوعي
بدون التعرض لشخصية المحاور ...
تحياتي
--------------
قال المسيح : " انا هو الطريق والحق والحياة . ليس
احد يأتي الى الآب الا بي "
خيارات
Murssel
(محاور نشيط)
04/25/03 05:58 PM
ولماذا تهرب من الرد في موضوع كتية الوحي؟ [re: متعلم]
رد
انقل اليك مرة اخرى طول لسانك وتطاولك علي واستهزاءك بي
مع ردي الذي على مايبدوا قد هز كيانك وكل الاسس التي تقف عليها فلم تعد تجد
ماتدافع به عن رسولك الا بالرجوع لقصة يوسف التي تعشقها ... اليك تهكمك والرد عليه
... وكان من الاجدر بك ان تدافع عن موقفك ورسولك بدلا من الهروب ...
قولك : " لماذا يا مرسل لا تقرأ فيما تريد أن تناقش
فيه ؟ ... وبذلك تجرئ الناس عليك .. وينتقصون من قدرك ويتخذونك سخرية وهزواً ..
وما ذلك لجهلك فقط .. وأضرب لك المثال .. هل تذكر ما ادعيته فى نفس موضوعنا قبل
نقاشى معك .. عن أن كاتباً نصرانياً يكتب الوحى لمحمد ..( اذكر ذلك جيدا ) هل تذكر
هذا الموقف الأليم ( نعم هو اليم لك ولاخوانك ).. لقد ادعيت ذلك ولم تأت بالدليل (
كيف لا يامفتري ؟).. استطعت أن تأتى بالرواية فإذا فيها الرد على دعواك بل ونقض
دينك من أساسه !! .. وقد تعجبت أنا حينئذ .. لماذا يفعل إخوتى المسلمون ذلك بك ؟
.. لماذا لم يوضحوا لك الأمر منذ البداية ؟
وقانا الله شر أنفسنا !! ))
لا بل وقانا الله شر لسانك !!
في الحقيقة انا اعجز عن ايجاد الكلامات المناسبة في الرد
على افتراآت كهذه تخرج عن انسان يلقب نفسه بالمتعلم ... ولكني ساختار الاسلوب
الاصح فاجيب على جهالة الجاهل بالحجة والدليل وتبقى بالنسبة لي غير جدير بالحور
الا ان تترك اسلوبك المقيت وتحافظ على الموضوعية الخالية من التهجم الشخصي ...
انا اعلم ان الحقائق التي تسمعها هنا مؤلمة جدا ولست على
قدر كافي من الشجاعة للتأمل فيها بل انك تطمس رأسك في الرمال كالنعامة هربا وخوفا
من مواجه الواقع الأليم ...
والواقع يقول ان انسانا نصرانيا اعتنق الأسلام لغرض ما
... كما يقول البخاري " حدثنا أبو معمر حدثنا عبد الوارث حدثنا
عبد العزيز عن أنس رضي الله عنه قال :كان رجل نصرانيا فأسلم وقرأ
البقرة وآل عمران فكان يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم فعاد
نصرانيا فكان يقول ما يدري محمد إلا ما كتبت له فأماته الله فدفنوه فأصبح
وقد لفظته الأرض فقالوا هذا فعل محمد وأصحابه لما هرب منهم ..."
وفي الحقيقة ان هذا الحديث لاينقض ديني من اساسه وانما
يعطينا دليل على مصادر القرآن وتأثير النصارى واليهود فيه ...
ويبدوا ان هذا الانسان نجح الى ابعد حدود في ان يخادع
رسول الأسلام فاقنعه وضحك عليه بان صار يكتب له الوحي ومن ثم اظهر جهل النبي فحكم
عليه " النبي " بالموت ...
والعجيب في الامر ان الرسول يأتمن هذا النصراني الذي
اسلم حديثا على وحيه واسراره ... وهل توجد سذاجة اكبر من هذه ؟! لابل وقد جهل
تماما نيات وافكار هذا المسلم الجديد ، الامر الذي لايجب ان يغيب عن نبي لله
الحقيقي ... فليس هنالك أي دليل على ان هذا الرجل النصراني اسلم ، بل ان دخوله
وخروجه في الأسلام بهذه السرعة يؤكد ان قلبه لم يكن مسلما وانه مخادع ... ولكن
الغريب في الأمر ان الرسول لم يعرف نيات واغراض هذا الأنسان ولم يرسل الهه جبريل ليحذره
منه !!!
قد يكون هذا الرجل مدسوسا للتجسس على مصادر الوحي
المحمدي والأطلاع على اسرار الرسول العربي ... احتمال لايجوز استبعاده ...
ماهي الأسباب التي تجعل الرسول يقبله كاتبا له مفضلا
اياه على مئات والاف العرب المسلمين ممن هم اضلع منه في العربية ؟ سبب واحد لاغير
، انه نصراني متعلم وله اطلاع واسع على التوراة والأنجيل وبأمكانه ان يقدم للرسول
مادة جيدة لقرآنه وقصصا من عند جبريل ...
ارتداده عن الأسلام بهذه السرعة وهذه الطريقة مخاطرا
بحياته ومعرضا رأسه لسيف الرسول المسلط فوق راس كل مسلم ليمنعه من الأرتداد يجعلنا
نتسائل حول الأسباب التي حملته على هذه المخاطرة ، فأما انه كان مجنون ... وتصور
معي ، مجنون يكتب الوحي للرسول ... او انه اكتشف زيف الوحي المحمدي وان القرآن
لاعلاقة له بوحي السماء وانما هو فبركة كلام ونقل من هنا وهناك ... فأي من
الأحتمالين تختار ؟ اسال اخوتك وشاورهم قبل ان تعطي الجواب !
فقصة هذا الرجل ياسيدي الفاضل تنقض دينك انت من اساسه
وليس ديني انا ... ولكننا لانكتفي بهذا وانما نستدل بغير ذلك لنبين ان مصادر
الرسول صلعم لم تكن السماء وجبريل وانما مصادر اخرى ...
قال ابن عباس: كان محمد يعلم قيناً نصرانياً بمكة اسمه
بلعام، فكان المشركون يرون محمداً يدخل عليه ويخرج من عنده. فكانوا يقولون إنما
يعلّمه بلعام.
وقال عكرمة كان محمد يقرئ غلاما لبني المغيرة يقال له
يعيش فكان يقرأ الكتب. فقالت قريش إنما يعلّمه.
وقال محمد بن إسحق: كان محمد فيما بلغني كثيراً ما يجلس
عند المروة إلى غلام رومي نصراني عبد لبعض بني الحضرمي يقال له جبر وكان يقرأ
الكتب.
وقال عبيد الله بن مسلمة: كان لنا عبدان من أهل عين
التمر يقال لأحدهما يسار ويكنّى أبا فكيهة ويقال للآخر جبر وكانا يصنعان السيوف
بمكة. وكانا يقرآن التوراة والإنجيل بمكة. فمرَّ بهما محمد وهما يقرآن فيقف ويستمع
وكان محمد إذا آذاه الكفار يقصد إليهما فيتروَّح بكلامهما فقال المشركون إنما
يتعلم محمد منهما.
عن عبد الله بن سعد هذا أنه كان يوماً يكتب لمحمد
المؤمنون 23:13 : ولقد خلقنا الإنسان من سلالةٍ من طين، ثم جعلناه نطفةً في قرارٍ
مكين إلى قوله ثم أنشأناه خلقاً آخر . فلما بلغ هذا الموضع من الكلامقال عبد الله
بن سعد: تبارك الله أحسن الخالقين (المؤمنون 23: 14) فقال محمد: اكتبها فكذلك نزلت
. فشكّ عبد الله وقال: لئن كان محمد صادقاً، لقد أُوحي إليَّ كما أُوحي إليه. ولئن
كان كاذباً فقد قلتُ كما قال (القرطبي في تفسير الأنعام 6: 93
وقال الفراء قالت العرب إنما يتعلم محمد من عائش، مملوك
كان لحويطب بن عبد العزى كان نصرانياً وقد أسلم وكان أعجمياً. وقيل هو عداس غلام
عتبه بن ربيعة.
اتهم العرب محمداً أنه يتعلم الأخبار من غيره ثم ينسبها
لنفسه ويزعم أنها وحي إليه من الله، فلماذا لم يقدم لهم البرهان أنه يتلقى أقواله
من الله رأساً ؟؟؟
ودعني ايضا اذكرك بعبد الله بن سعد بن أبي سرح الذي كان
كاتباً للوحي فتنصر وترك المدينة إلى مكة ... وعند فتح مكة أمر محمد بقتله ولو كان
متعلقاً بأستار الكعبة هو وابن خطل ولكنه لم يقتله لأن عثمان بن عفان طلب له
الأمان ... مالذي يجعل كتبة الوحي مثل هذا وغيره يخاطرون بحياتهم ويرتدون عن
" النبي" ؟ احتمالين لاثالث لهما ، اما ان يكونوا مجانين او يكونوا ممن
اكتشفوا زيف الوحي المحمدي فاختاروا لانفسهم الموت بسيف محمد على ان يتبعوه ...
دعك من اللغوا الفارغ يامتعلم واعطي دفاعا عن رسولك !!!
عليك ان تخجل من نفسك وانت تستهزىء وتقلل ادبك بينما
لاتملك كلمة دفاع واحدة ...
--------------
قال المسيح : " انا هو الطريق والحق والحياة . ليس
احد يأتي الى الآب الا بي "
خيارات
متعلم
(سّواح)
04/25/03 07:39 PM
Re: ولماذا تهرب من الرد في موضوع
كتية الوحي؟ [re: Murssel]
رد
الحمد لله وكفى .. وسلام على عباده الذين اصطفى .. ثم
أما بعد ..
مرسل ..
الحمد لله الذى أظهر للجميع فقرك وعجزك عن الرد ، سواء
عن الرد فى الموضوع الأصلى ، أو حتى عن الرد فى السمات التى أثبتها عليك بالدليل
تلو الدليل .. وحتى احتجاجك بأنك لم تقرأ كل كلامى ، يثبت ما أريد قوله ، من أنك
لا تلتفت أصلاً إلى كلام محاورك ، لأنك عاجز عن فهمه أو الرد عليه ، إنما أنت عندك
رصيد من ( النسخ واللصق ) وفقط ، ولا تملك غير ذلك ، كما أثبت ذلك وأثبته دوماً
عليك ، ولاتستطيع له رداً ..
ومع ذلك ، فأنا كما قلت لك ، لا أحاورك لأنك لست أهلاً
لذلك أبداً ، بل أرد موضحاً مدى جهلك وفقرك ، حتى إذا قرأ أحد قيئك وهرائك ، ثم
قرأ ردى ورد إخوتى المسلمين ، علم الحق إن شاء الله .
أطيل الكلام أو لا أطيله .. وما الفرق عندك ؟ .. أنت فى
النهاية لا تفهم الموجز ولا المطول ، ولا ترد على هذا أو ذاك .. فدعك فى جهالتك
وغيك ، واترك الناس تقرأ وتستفيد .
وألحق رسالتى هذا برسالة أبين فيها وزن ما تقيئت به فى
موضوع النصرانى المرتد .
هدانا الله لما يحب ويرضى
خيارات
متعلم
(سّواح)
04/25/03 09:17 PM
الرد .. على موضوع النصرانى المرتد [re: متعلم]
رد
الحمد لله وكفى .. وسلام على عباده الذين اصطفى .. ثم
أما بعد ..
عزيزى مرسل ..
تصر على فضح نفسك على الملأ ، وتحتكر لنفسك منصب مضحك
القوم .. هنيئاً لك به !
ترى رواية البخارى عن النصرانى الذى ارتد نقضاً للإسلام
، كرد فعل طبعاً لوصفى بهذه الرواية أنها نقض لدينك من أساسه .. فأنت إنسان يسهل
قياده بسهولة .. كما قلت لك سابقاً !
أرد عليك هنا إن شاء الله ، موضحاً دلالة الرواية على
نقض دينك ، ومبيناً خطل عقلك الواضح فى كلامك .. وأنتظم كلامى مرتباً إياه فى أمور
عشرة .. فأقول وبالله المستعان ..
الأمر الأول :
الرواية توضح أن الأرض لفظت ذلك النصرانى بعد ارتداده ،
وفى هذا معجزة من المعجزات الكثيرة للنبى صلى الله عليه وسلم ، ولكن لما رفض
النصارى المعاندون ذلك ، ادعوا أن هذا فعل محمد وأصحابه لما هرب منهم ، وهو قول
واضح البطلان ، فلم يتتبع أحد الرجل ، ولا هم أتوا بدليل على ذلك ، إنما هم فقط كـ
( مرسل ) يدعون بلا دليل ! .. وهم يريدون البعد عن الاعتراف بالحق ، وأن ما حدث
معجزة للمصطفى عليه الصلاة والسلام ، كما هو واضح بجلاء من الرواية .. ولذلك يروى
الحادثة الإمام البخارى ، فى كتاب المناقب ، فى باب علامات النبوة بعد الإسلام ،
أى الأدلة على صحة وصدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم بعد البعثة !!
وبالمناسبة .. فهذا الباب : علامات النبوة بعد الإسلام
.. مفيد جداً لك يا مرسل فاقرأه ، فهو يقص عليك الكثير من معجزات نبى زمانك صلى
الله عليه وسلم ، بالسند الصحيح المتصل الذى لا مرية فيه .
الأمر الثانى :
عقلك ـ الذكى طبعاً ! ـ رفض فهم أحداث الرواية ، كما
رفضته عقول أسلافك النصارى ، خوفاً من الاعتراف بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم ،
لكنهم اكتفوا بدرء الأمر ، وقالوا بأن ما حدث من فعل محمد وأصحابه .. وانتهى الأمر
.. أما أنت فلا تكتفى بذلك طبعاً ، لأنك أذكى من الجميع ، فذهبت إلى أبعد من ذلك ،
ذهبت إلى أن هذا النصرانى كان يلبس على الرسول صلى الله عليه وسلم ، ويكتب ما لم
يمله عليه ، وبالتالى يدخل على الوحى القرآنى ما ليس منه .. أعلم مبلغ ذكائك فى
هذا الشأن !! .. وهذا دليل على جهلك بالإسلاميات ، الذى تصر فى كل موضوع أن تعلن
عنه .. سدد الله قصدك ! .. وسأبين لك ذلك فيما بعد فى ثنايا كلامى إن شاء الله .
الأمر الثالث :
ادعيت أنت أن هذا النصرانى نجح فى خداع الرسول ، ولم يكن
صادقاً فى إسلامه ، بل صار يكتب له الوحى .. وهذه ( دعوى ) كالعادة لا ( دليل )
عليها .. هذه واحدة .. والثانية .. على افتراض أنه لم يكن مسلماً منذ البداية ،
فماذا يعيب الرسول عليه الصلاة والسلام فى ذلك ؟ .. أم هل ظننت أن على الرسول أن
يعلم الغيب ؟ .. الرسول بشر لا يعلم الغيب ، إلا بقدر ما يعلمه الله ، ولم يدع
الرسول أبداً أنه يعلم الغيب كله ، ومن عند نفسه ، أو أنه واجب على الله أن يطلعه
على الغيب عن طريق جبريل فى كل حادثة .. هل تستطيع إثبات ذلك عزيزى مرسل .. لن
تستطيع !! ..
بل كان حاله صلى الله عليه وسلم على خلاف ذلك ، فكان
ينسب الغيب كله لله ، ويقول إن ما يطلعه الله عليه من الغيب هو بإذنه سبحانه
وتعالى ، ومن فضله وكرمه ، ومن إثبات رسالته إلى الخلق صلى الله عليه وسلم .. بل
كان يقول : " إن أحدكم ألحن بحجته من أخيه " يعنى فيمن يتقاضون بين يديه
، فهو لا يعلم أيهما معه الحق وأيهما على باطل ، فهو يصرح بأنه لا يعلم الغيب ،
ويروى ذلك عن إخوانه من المرسلين ، وينسب علم الغيب كله لله .. " عالم الغيب
فلا يظهر على غيبه أحداً . إلا من ارتضى من رسول .. "
وبالتالى لا وزن لما سببت به النبى عليه الصلاة والسلام
، من أن هذا النصرانى أظهر جهله ، لأنه عليه الصلاة والسلام لم يدعى علم الغيب حتى
يظهره ذلك النصرانى بزعمك الجاهل ، بل كان يصرح بذلك عليه الصلاة والسلام ، يصرح
بأنه لا يعلم الغيب لا هو ولا غيره ، إلا ما يطلعهم الله عليه بإذنه سبحانه وتعالى
.. فما سببت به النبى عليه الصلاة والسلام هو من جهلك ، ومن تقدير عقلك الفاسد كما
بينت لك .
الأمر الرابع :
تتهم الرسول صلى الله عليه وسلم بالسذاجة .. وفيما قدمته
يبين لك فساد عقلك فى ذلك ، ولكن بمناسبة السذاجة .. ماذا تقول فيمن يؤمن أن
الثلاثة آلهة هم إله واحد ؟ .. وماذا تقول فيمن يؤمن أن الإله مات ؟ .. وماذا تقول
فيمن يقول " أنا مؤمن لأنى لا أفكر بعقلى " ؟ .. وماذا تقول فى قوم
يقولون إن عقيدتنا لا يمكن إثباتها عقلاً لكننا لا نتركها أبداً ؟
الأمر الخامس :
تقول بذكائك المعهود : " قد يكون هذا الرجل مدسوسا
للتجسس على مصادر الوحي المحمدي والأطلاع على اسرار الرسول العربي ... احتمال
لايجوز استبعاده ... " ..
وأنا أسألك : هذا الاحتمال الذى دار بذهنك الفذ ، ألم
يدر بذهن محمد عليه الصلاة والسلام ؟ .. هل حباك الله بالذكاء وحدك دون باقى البشر
؟ .. أم تقول عن محمد إنه لم يكن على كثير ذكاء ؟ .. إن أقررت بأنه كان ذكياً ،
فعليك الإقرار بأن هذا الاحتمال دار بباله .. وإن لم تقر بذكائه ، تكون بذلك
مثبتاً لخطل المنظومة الفكرية عند النصارى ، فى نقد نبوة المصطفى عليه الصلاة
والسلام ، فإن أحد معالم هذه المنظومة أن أولها ينقض آخرها ، وأواسطها يتناقض مع
أطرافها .. فتكون بقولك هذا مثبتاً لهذا المعلم للعقلية النصرانية .. فإنكم تقرون
فى كثير من كلامكم بأنه كان ذكياً عبقرياً مخادعاً ، فتقولون إنه كان نبياً كذاباً
مخادعاً على قدر من الذكاء ، سمح له برغم أميته خداع الكثيرين والأكثرين ، بتأليف
كتاب لم يستطع أحد أن يأتى بمثله ، وبإقناع الكثيرين بدعوته ، وبخداع الكثيرين
بتصوير أنه يمتلك معجزات ، وبخداع الناس بتنبؤاته مثل واقعة " غلبت الروم
" ، وغيرها الكثير .. تفسرون أكثر ذلك بأنه كان نبياً كذاباً ، لكنه كان
حكيماً محنكاً بارعاً .. وأستطيع أن أوجه إليك عشرات الأسئلة ، لن تستطيع لها
إجابة ، إلا بأن محمداً كان على قدر كبير من الذكاء والعبقرية ، كما اضطر للاعتراف
بذلك قساوستك وباباواتك ، هرباً من الاعتراف بنبوته .
فعلى ذلك ولا بد لك منه .. فهل من كان بمثل هذا الذكاء
والعبقرية ، يغفل عن احتمال ورد فى ذهن ( مرسل ) الذى نعلم كلنا ذكائه ؟ .. وقد
كان له ما لم يكن لمرسل ، من الحذر والاحتراس والحرص ، لأنه نبى كذاب .. أم هل
نسيت ذلك ؟!
فتبين بذلك أنه على كل تقدير كان من الممكن أن يدور
الاحتمال بباله ، كما دار ببال ( مرسل ) ، لكنه صلى الله عليه وسلم لم يكن يصدر من
عند نفسه ، بل كان يصدر عن أمر ربه ، وربه أمره بمعاملة الناس حسب الظاهر ،
وحسابهم على الله ، فلا تأليه لبشر فى الإسلام بحال من الأحوال ، حتى لو كان
المصطفى صلى الله عليه وسلم .. وذلك هو الفاروق بين النصرانية والإسلام .
الأمر السادس :
تتسائل بذكاءك المعهود : " ماهي الأسباب التي تجعل
الرسول يقبله كاتبا له مفضلا اياه على مئات والاف العرب المسلمين ممن هم اضلع منه
في العربية ؟ " .. ثم تجيب على نفسك موضحاً درجة ذكائك ومبيناً جهلك : "
سبب واحد لاغير ، انه نصراني متعلم وله اطلاع واسع على التوراة والأنجيل وبأمكانه
ان يقدم للرسول مادة جيدة لقرآنه وقصصا من عند جبريل "
وسؤالك يفضح جهلك يا مرسل .. وبعد ذلك تغضب لأن الجميع
يضحكون منك ويتخذونك سخرياً وهزواً .. وأنت الذى تفعل بنفسك ذلك .. وبيان ذلك أن
العرب أمة أمية يا مرسل .. لم يكن مشهوراً فيهم أمر الكتابة كما تظن ، ولم يكن
منتشراً فى تسعين بالمائة منهم ولا ثمانين .. وأسارع هنا وأحترز بقولى : ليس معنى
كلامى السابق أن الكتابة لم تكن معروفة لديهم ، بل عرفوها .. وإنما أسارع وأحترز
بقولى هذا ، لأن لى خبرة معك فى مدى فهمك لكلام محاورك ! .. المهم .. كان العرب
يعرفون الكتابة على عهد الرسول عليه الصلاة والسلام ، ولكنها لم تكن منتشرة ذلك
الانتشار الواسع الذى تتخيله ، وبالتالى لا وجود لتلك الآلاف التى تكتب بين صفوف
المسلمين ، وإنما حملك على هذا الزعم الكاذب الجهل والتسرع اللازمان لطبعك ،
وبالتالى عرفت الآن مدى وزن قولك أنه فضل النصرانى على الآلاف من العرب المسلمين !
وبالمناسبة .. أنت تقول : " ممن هم اضلع منه في
العربية ؟ " .. لم أفهم لماذا يكون المسلمون أقوى منه فى اللغة العربية ، هل
لأنه كان نصرانياً ؟! .. لا أفهم .. أرجو أن تبين !
الأمر السابع :
تقول مظهراً براعتك فى الاستنتاج ! : " ارتداده عن
الأسلام بهذه السرعة وهذه الطريقة مخاطرا بحياته ومعرضا رأسه لسيف الرسول المسلط
فوق راس كل مسلم ليمنعه من الأرتداد يجعلنا نتسائل حول الأسباب التي حملته على هذه
المخاطرة " .. وفى كلامك هنا مغالطتان يا مرسل ..
المغالطة الأولى : أنك تلمز فى كلامك الرسول بأنه كان
مسلط السيف فوق رأس كل مسلم ليمنعه من الارتداد ، وكأن كل مسلم كان يريد الارتداد
لولا السيف ! .. وتلك شنشنة نعرفها من أخزم !! .. وإنما تنفث بها ما فى صدرك من
غيظ على دين الله الحق .. هذا الأمر أرضعه القساوسة والباباوات على مر الأزمان
للنصارى ، لأن موقفهم كان محرجاً جداً ، إذ كيف يقولون لأتباعهم إن محمداً نبى
كذاب ، وفى نفس الوقت يكثر أتباعه يوماً عن يوم ، وفى نفس الوقت يتبعه الفقير
والغنى ، العبد والحر ، الرجل والمرأة ، الكبير والصغير ، فكان لا بد من حفظ ماء
الوجه ، فكان لا بد من القول بأنه كان يرغم أتباعه على ذلك بالسيف .. ولا يفسرون
لنا لماذا آمن هؤلاء الناس أصلاً ؟ .. ولا يفسرون لنا أين كان السيف فى العهد
المكى ؟ .. ولا يفسرون لنا لماذا يدخل الناس هذا الدين الذى لا فكاك منه إذا دخله
المرء ؟ .. ولا يفسرون لنا لماذا يطبق النبى حد الردة وهو مانع أمام الناس من دخول
الإسلام خوفاً ألا يستطيعوا الفكاك منه ؟ .. ولا يفسرون لنا لماذا لا يخرج أحد من
علماء ذلك الدين منه الآن بعد أن لم يعد هناك سيف يطبق حد الردة ، على حين يهاجر
الكثير من علماء النصارى إلى ذلك الدين غير خائفين من حد الردة ؟ .. لا يفسر
الباباوات شيئاً من ذلك ، إذ على الأتباع أن يؤمنوا فقط بلا عقل بلا تفكير كما
يدعون .
المغالطة الثانية فى كلامك : أنك تصور ذلك المرتد "
مخاطراً بحياته " ! .. هون عليك الأمر يا رجل !! .. الرجل لم يظهر ارتداده
وهو بين أظهر المسلمين ، بل هرب إلى قبيلته ، طالباً منها الحماية ، أية مخاطرة
تدعيها هنالك ؟!
ثم تحاول الإجابة على سؤالك ، فتضع احتمالين لا ثالث
لهما ، وهذا من ضيق عقلك ، وسفاهة رأيك ، فلما لم يتسع لغيرهما ، ولا تصور سواهما
، أتيت بهذا الهراء .. أما الإجابة فهى واضحة جداً من الرواية ، ولدى من به مسكة
من " عقل " ، ويحرص على إعمال عقله ، لا من يحرص على توقيف عقله بحجة أن
العقيدة لا تثبت بالعقل !! .. الإجابة أن هذا النصرانى لم يخاطر كما ادعيت وزعمت ،
بل ذهب واحتمى بقومه ، فيمكن أن يكون فتن بعد دخوله الإسلام بشىء رآه أو سمعه ..
ولا أطيل فى ذلك الأمر هنا ، لأننا لا نقول إن كل مسلم لا يفتن أبداً عن دينه مهما
كان ، بل قد ترده ( شهوة ) من مال أو نساء أو فقد ما كان فيه عند قومه النصارى ،
وقد يرده ( شبهة ) بسبب الجهل ، ولذلك تجد أن أكثر من يدخل فى النصرانية من
المسلمين فى أفريقيا وغيرها من هؤلاء الجهال بحقيقة الإسلام .. فالحمد لله الذى
جعل نصيبكم منا الجهال ، وجعل نصيبنا منكم العلماء والجهال على السواء !!
الأمر الثامن :
وعدتك فى الأمر الثانى أن أبين لك جهلك بالإسلاميات ، من
خلال كلامك على هذه الرواية ، فبعد أن رددت على هرائك .. أفى بما وعدتك به ..
فأقول :
واضح للمتأمل فى كلامك أنك تظن أن الوحى عند المسلمين
إنما يثبت بالكتابة ، وهى وسيلة حفظه عندهم ، فإذا ثبت أنه كان هناك من يقوم بهذه
المهمة وهو غير أمين عليها ، كذلك النصرانى ، إذن فقد ثبت أن الوحى لم يحفظ كما
ينبغى ، ولا يجوز لنا الثقة فيه !
وهذا جهل منك بأقوال المسلمين ، وعدم دراية منك بدينهم ،
فإننا لا نعتمد على الكتابة كوسيلة أولى فى حفظ ديننا ، بل وسيلتنا الأولى فى ذلك
هى الحفظ فى الصدور ، يقول تعالى : " بل هو آيات بينات فى صدور الذين أوتوا
العلم " .. فالقرآن يحفظ عندنا فى الصدور كوسيلة أولى ، ثم تأتى الكتابة فى
المقام الثانى ، وقد خص الله عز وجل أمة الإسلام بذلك ، فلو اجتمع أهل الأرض من
الكفار كلهم ، وأحرقوا جميع المصاحف المطبوعة والمخطوطة عن بكرة أبيها ، لا يؤثر
ذلك فى حفظ القرآن قيد أنملة ! .. لأنه محفوظ فى الصدور ، ليس فقط محفوظاً على وجه
واحد ، بل محفوظ بجميع رواياته وطرقه ، وليس محفوظاً فقط بمتنه ، بل محفوظاً بمتنه
وسنده كابراً عن كابر ، وليس فقط محفوظاً بلفظه دون رسمه ، بل محفوظ بلفظه ورسمه
العثمانى المشهور فى المصاحف بجميع طرقه ، بالحروف والتشكيل والتقديرات والنقط والحركات
والسكنات ومواطن الوصل والقطع وأحكام التجويد من غنة وإدغام وإظهار وإخفاء .. إلخ
.. كل ذلك يا مرسل محفوظ عندنا فى الصدور قبل الكتب ، تستطيع أن تقول عندنا نسخ
حية من قرآن ربنا .. " ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر " .
بل إن من عجيب الأمر أنه لو حاول أحد الكفار تحريف لفظة
واحدة من آية واحدة من قرآن ربنا ، لطلع عليه صغارنا قبل كبارنا ، ولهب عليه صبيان
الكتاتيب يصححون له ويقفون فى وجه تحريفه ، فترى الصبيان الصغار يحفظون سوراً
كاملة من القرآن وإن قصرت ، قبل أن يتعلموا القراءة من الكتب ، أو الكتابة على الورق
، وهذا من آيات الله فى المؤمنين .. والحمد لله رب العالمين .. " ولقد يسرنا
القرآن للذكر فهل من مدكر " .
وإن تعجب .. فعجب من هؤلاء الأعاجم من غير العرب ، الذين
يدخلون فى الإسلام ، والعربية ليست لغتهم ، فيسارعون فى حفظ القرآن ، حتى ينافسوا
كثيراً من العرب المسلمين ، بل يفوقونهم فى أحيان كثيرة ، ويدخلون مسابقات عالمية
فى حفظ القرآن ، ويحتلون مراكز أولى فى أحيان كثيرة ، فتجدهم يتلون القرآن بلفظه ،
وبمخارج حروفه ، وبعلامات تشكيله ، وبأحكام تجويده ، وبمواضع وصله ووقفه ، بل
وينغمون تلاوتهم حسب ما تقتضى معانيه ! .. ثم إذا عادوا يتعاملون مع الناس فى
حياتهم العادية ، ظهرت العجمة على لسانهم ، ولم يجدوا للعربية سبيلاً ، ووجدت
ألسنتهم تتتعتع بالعربية ! .. " ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر "
!!
وهذا أمر لا تجده باقى الأمم فى دينها ، فالنصارى مثلاً
.. كم منهم من يستطيع حفظ كتابه بلغته الأصلية ، أو حتى يحفظ بعض أسفاره بلفظها
وحرفها .. ولذلك اعتمادهم على الكتب بالدرجة الأولى والأخيرة ! .. ولذلك سهل عليهم
التحريف قديماً وحديثاً .. لأن القوم ليسوا هنالك !! .. ولذلك لا تجد منهم تفاعلاً
مع كتابهم ، ولا إحساساً جياشاً به ، لأنهم يقرأون نصاً جامداً لا حياة فيه ، وهذا
بخلاف أن تقرأ يا مرسل كتاب ربك باللغة التى شاء إنزاله بها ، وصب معانيه الإلهية
فى قوالبها .. هنا .. لا نصوص جامدة .. بل الحياة كلها هنا !! .. " ولقد
يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر " .
والمقصود تبيين جهلك بهذا الأمر ، وإلا لما تفوهت بما
فضح جهلك ، وأظهر عوار رأيك .
والمقصود أيضاً تبيين أنه حتى مع تقدير أن هذا النصرانى
المرتد ، نجح فى أن يكتب بعض الآيات خطأ ، ويقول للمسلمين هذا قاله نبيكم ، فلن
ينفع تلبيسه أبداً ، ولن يجدى شيئاً , وإنما يصح ذلك فى ذهنك فقط ، لما تصورت بسبب
جهلك أن الرسول يوحى إليه ، ثم يملى الوحى على النصرانى ، ثم يقرأه المسلمون مما
كتبه النصرانى ، فيلبس الآيات عليهم .. وهذا بسبب جهلك وضيق تصورك كما قلت لك ..
وإنما الأمر بخلاف ذلك ، فقد كان الوحى ينزل على الرسول صلى الله عليه وسلم ،
وينقله الرسول للمؤمنين مشافهة أول ما ينقله ، لأن أكثر العرب كانت لا تعرف
الكتابة ، بل ولا الرسول نفسه عليه الصلاة والسلام ، وينقله هؤلاء المؤمنون لبعضهم
مشافهة أيضاً ، ومنهم من كان يكتب بعض ما يحفظ ، ومنهم من كان يكتبه كله ، ومنهم
من كان لا يكتب أصلاً ، فيتناقل المؤمنون الآيات مشافهة ، والصلة بينهم وبين
الرسول عليه الصلاة والسلام غير منقطعة ، بل كانوا يجتمعون به كثيراً ، مهما
شغلتهم مشاغلهم ، وكان يتذاكر معهم القرآن ، وكان يطلب منهم قراءته عليهم ، وكان
يقرأه عليهم ، وكان المؤمن يقابل المؤمن فى الطريق ، فيقول له : اجلس بنا نؤمن
ساعة ، فيقعدون فيتذاكرون ، فربما قرأوا آية واحدة ، ثم ينصرف كلاهما ، وربما قرأ
بعضهم على بعض سورة العصر واكتفى .. إلخ
والمقصود أن لا تتخيل أبداً أن المسلمين كانوا يتلقون
الوحى من الكتب ، بل الوسيلة الأولى عندهم كانت ومازالت هى المشافهة ، سواء بينهم
وبين بعض ، أو بينهم وبين الرسول صلى الله عليه وسلم .. وبالتالى فحتى على تقديرك
، أن هذا النصرانى المرتد استطاع أن يحرف بعض الآيات من خلال كتابته ، فلا تظن أن
ذلك سيدخل على المؤمنين ، لأنه يكفى أن يقرأ مؤمن هذا الكتاب الذى به الآية
المحرفة ، حتى يصحح له باقى المؤمنين الآية من حفظهم قبل الرسول صلى الله عليه
وسلم ، على تقدير عدم حفظ الرجل نفسه !! ..
ثم إنهم كانوا غير هاجرين للقرآن .. رضوان ربى عليهم
وصلواته على معلمهم وسلامه .. بل كانوا يتلونه آناء الليل وأطراف النهار .. يجعلون
منه دستوراً لحياتهم ، يتكلمون به فى مجالسهم ، ويعظ بعضهم بعضاً بآياته ،
ويتناصحون به ، ويتذاكرون معانيه ، ويسأل بعضهم بعضاً عن معانيه ، ويتثبتون من حفظ
حروفه ، ويطلب بعضهم من بعض تلاوة شىء منه على مسامعهم ، ويتناقلون لفظه فيما
بينهم ، فى مجالسهم وقيامهم ، ونهارهم وليلهم ، وفى جميع مناسك دينهم ، وفى كل
مناحى حياتهم ، وفى صلواتهم الخمس فى كل يوم ، وفى نوافلهم ، وفى أذكار صباحهم
ومسائهم ، وفى جميع عباداتهم .. إن نصح أحد منهم أخاه تلا شيئاً من القرآن ، وإن
أرشد بعضهم بعضاً إلى الخير تلا شيئاً من القرآن ، وإن نهاه عن منكر تلا شيئاً من
القرآن ، وإن اختلفا أظهر كل منهم حجته من القرآن ، وإن تناجشا تلا كل منهم شيئاً
من القرآن ، وإن ربوا زوجاتهم وأولادهم تلوا آيات القرآن ، وإن علموا الناس
أسمعوهم آيات القرآن .. وإن باعوا واشتروا وتزوجوا وطلقوا وأدبوا وجاهدوا وراحوا
وجاءوا وتعبوا واستراحوا .. فعلى لسانهم القرآن .. يسمعونه من بعضهم بعضاً ، فى كل
مقام وكل حين .
الأمر التاسع :
يتفق كل ما قلته سابقاً مع سياق الرواية كاملة كما ساقها
البخارى رحمه الله : فعن أنس رضى الله عنه قال : " كان رجل نصرانياً فأسلم
وقرأ البقرة وآل عمران ، فكان يكتب للنبى صلى الله عليه وسلم ، فعاد نصرانياً ،
فكان يقول : ما يدرى محمد إلا ما كتبت له ، فأماته الله فدفنوه ، فأصبح وقد لفظته
الأرض ، فقالوا : هذا فعل محمد وأصحابه لما هرب منهم نبشوا عن صاحبنا فألفوه ،
فحفروا له فأعمقوا ، فأصبح وقد لفظته الأرض ، فقالوا : هذا فعل محمد وأصحابه نبشوا
عن صاحبنا لما هرب منهم فألفوه خارج القبر ، فحفروا له وأعمقوا له فى الأرض ما
استطاعوا ، فأصبح قد لفظته الأرض ، فعلموا أنه ليس من الناس فألقوه " .
وهكذا .. كما ترى .. الرواية حجة عليك لا لك ، فليس فيها
ما زعمت أو ادعيت ، بل أوتيت من قبل جهلك وتسرعك ، وعدم بحثك قبل كلامك ، وإنما
الرواية توضح معجزة للرسول صلى الله عليه وسلم ، بلفظ الأرض للنصرانى المرتد ، وهى
من آيات الله عز وجل ، ولما صعب على النصارى الاعتراف بذلك ، اضطروا إلى اتهام
المسلمين بأنهم هم الذين فعلوا ذلك ، وهذا من عجزهم وعنادهم .
وسيسألك الله يا مرسل يوم القيامة .. عن هذه الرواية ..
فقد وصلتك معجزة دالة على صدق هذا الرسول الذى أرسله الله عز وجل لهداية البشرية
.. وإخراجها من الوثنية وعبادة البشر إلى التوحيد وعبادة الله وحده .. فوصلتك هذه
المعجزة بالسند الصحيح المتصل .. فهل أنت مؤمن برسول ربك ؟!!
الأمر العاشر والأخير :
أمر شائق لم تفطن إليه فى غمرة حماسك فى ( النسخ واللصق
) ، فسرت وراء قساوستك الذين يوردونك المهالك ، ويجعلون منك أضحوكة أمام الناس ..
هذا الأمر كان يمكن أن أتكلم عنه وحده وكفى منذ بادئ الأمر .. لكننى أحببت أن أبقى
المفاجأة للآخر .. حتى تكون مسك الختام .
الرواية يا مرسل توضح أن الرجل قرأ البقرة وآل عمران ،
أى أن الرجل أسلم فى العهد المدنى ، بل وبعد زمن طويل منه ، والقصص القرآنى الذى
تزعم اقتباسه من التوراة يا مرسل ، معظمه نزل فى العهد المكى ! .. إذن فلم يكن
هناك أى فائدة للرجل ، فقد استوفى محمد غرضه ، وأنهى ما كان يريد من قصص ، اقتبسه
أم لا ، ولم يعد يحتاج لهذا النصرانى ولا لغيره ليأخذ عنه !!
فقد نزلت القصص الآتية فى العهد المكى : آدم ، موسى ،
نوح ، إبراهيم ، لوط ، يوسف ويعقوب ، بنى إسرائيل ، أهل الكهف ، زكريا ويحيى ومريم
وعيسى ، داود وسليمان ، قارون ، أيوب .
اللهم صل على محمد وآله .
خيارات
صفحات لهذا الموضوع: 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9
| 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | (إظهار الكل)
لائحتي المفضلة |
اطبع الموضوع