Murssel

(محاور نشيط)

12/30/02 08:16 AM

 

Re: مصادر القرآن ... اليهودية والمسيحية [re: متعلم]

 

رد

 

 

السيد الفاضل متعلم

 

ارجوا ان يكون المانع في تأخر ردك خيرا ...

 

سأنتظرك قليلا ومن ثم استعرض قصة اخرى مما قصه جبريل على الرسول ونقارنها بالأصل ...

 

تحياتي

 

--------------

قال المسيح : " انا هو الطريق والحق والحياة . ليس احد يأتي الى الآب الا بي "

 

خيارات      

 

مختلف

(أســد حــوار)

12/31/02 12:28 PM

 

 

Re: مصادر القرآن ... اليهودية والمسيحية [re: Murssel]

 

رد

 

 

 

يا سيد مارسيل...

 

انت اللي ماعندك أسلوب في الحوار....كلما ردينا عليك تهربت وراوغت..وقبل ما تراجع مواضيعي راجع مواضيعك الخاصة...لازم تنهي كل موضوع بجملة((لائقة))

 

وعلى كل مافي داعي تعتذر ..فأنا كنت متوقع منك هذا الكلام وأكثر...

وهذا إن دل على شئ يدل على دينك اللي يأمرك بال((أخلاق الحميدة))...

 

تحياتي...

 

=============================================

 

 

 

 

متعلم

(غريب)

12/31/02 12:50 PM

 

Re: مصادر القرآن ... اليهودية والمسيحية [re: Murssel]

 

رد

 

 

 

بسم الله .. الحمد لله وكفى .. وسلام على عباده الذين اصطفى .. ثم أما بعد ..

 

العزيز .. مرسل ..

 

لا أدرى كيف أعتذر لك عن انقطاعى .. لكن مرضى شديد .. أتكلم إليك من خلال سعالى .. ظننتك سمعته !! .. أعدك باستئناف النقاش فى أيام معدودات بإذن الله .

 

واعتذارى لإخوتى المسلمين .. حبسنى المرض فقط .. واطمئنوا فإن بضاعتى حاضرة ولله الحمد !

 

أكرر اعتذارى لجميع الزملاء المسيحيين والإخوة المسلمين .. اعتذارى للجميع !!

 

وفقنا الله جميعاً لما يحب ويرضى .

 

خيارات      

 

Murssel

(محاور نشيط)

12/31/02 01:18 PM

 

Re: مصادر القرآن ... اليهودية والمسيحية [re: متعلم]

 

رد

 

 

 

عزيزي متعلم

 

ليعينك الرب ويمنحك الشفاء العاجل ...

 

اسمح لي بأن اتابع فأستعرض لك قصة أخرى مما قصه جبريل على الرسول وليعيننا الرب جميعا على تأمل ماجاء فيها ...

 

في عصر الرسول عاش كثيرون من اليهود والنصارى في بلاد العرب ممن انغمسوا في الجهالة والبدع والضلالة ... وهؤلاءا لم تكن لهم معرفة كثيرة بالتوراة والإنجيل ولكنهم تداولوا بعض الكتب الملفَّقة الملآنة من الخرافات التي لا أصل لها يتلونها ويروون القصص المدونة فيها ويتناقلونها...

 

ومن المعتمد لدينا والمتفق عليه ، إن محمداً لم يكن له إلمام تام بالإنجيل الشريف، وإنه اختلط مع أصحاب هذه البدع، فتوهم أن ما سمعه منهم كان مدوناً في الإنجيل ، فقبل كثيراً من خرافات جهلة اليهود والنصارى ومذاهبهم وأدخلها في قرآنه ...

 

هذا ماتحقق لنا من التأمل في سورة يوسف القرآنية وسيتأكد لدنيا مما سيأتي من قصص ومنها قصة مريم ...

 

وردت في القرآن معلومات كثيرة عن العذراء مريم تخالف ما ورد في الأناجيل الأربعة الصحيحة، لأن روايات القرآن مأخوذة من خرافات أصحاب البدع والضلالة، فقد ورد فيه:

 

في سورة مريم 19: 27 و28 أن مريم أتت إلى قومها بعد ولادة المسيح فقالوا لها: »يا مريم، لقد جئت شيئاً فرياً. يا أخت هرون، ما كان أبوك امرء سوء وما كانت أمك بغياً«. فيتضح من هذا أن محمداً قال إن العذراء مريم هي أخت هرون وموسى. وما يزيد هذا الأمر وضوحاً ما ورد في سورة التحريم 66: 12 »ومريم ابنت عمران« (وهكذا في سورة آل عمران 3: 35). وجاء في سورة الفرقان 25: 35 »ولقد آتينا موسى الكتاب وجعلنا معه أخاه هرون وزيراً« فثبت من هذا أن عمران وموسى وهرون ومريم هم ذات الأشخاص الذين ورد ذكرهم بهذه الأسماء في أسفار موسى الخمسة، ولو أن التوراة قالت إن الاسم هو »عمرام« عوضاً عن »عمران« كما في سفر العدد 26: 59 »واسم امرأة عمرام يوكابد بنت لاوي، التي وُلدت للاوي في مصر. فوَلدت لعمرام هرون وموسى ومريم أختهما«. وورد في سفر الخروج 15: 20 أن »مريم النبية« كانت »أخت هرون« كما رأينا في سورة مريم حيث قيل: »يا مريم.. يا أخت هرون«. فلا شك أن محمداً توهَّم أن مريم أخت هرون التي كانت أيضاً ابنة عمرام (أي عمران) هي نفس مريم العذراء التي صارت أم المسيح بعد ذلك بنحو 1570 سنة! وهذا القول يشبه الرواية الواردة في »الشاهنامة« بخصوص فَريدون وأختي جمشيد، فقد جاء فيها أنه بعد أن هزم فريدونُ الضحاكَ واستولى على بيته وجد فيه أختي جمشيد اللتين أقامتا في بيت الضحاك من أوائل حكم الضحاك، نحو ألف سنة تقريباً من قبل ذلك. فلما رآهما فريدون راعه جمالهما إلى آخر تلك الحكاية. وقد حاول بعض المفسرين المسلمين أن يفنِّدوا هذا البرهان الذي أُقيم ضد القرآن، ولكنهم عجزوا. وربما كان سبب هذا الغلط أنه ورد في إحدى خرافات اليهود عن مريم أخت هرون: »إن ملاك الموت لم يتسلط عليها، بل ماتت بقُبلة إلهية. ولم يتسلط عليها الدود ولا الحشرات«. وعلى كل حال فهذا خطأ جسيم، لأنه لم يقل أحد من اليهود إن مريم هذه بقيت على قيد الحياة إلى أيام المسيح.

وقالت امرأة عمران: ربي إني نذرت لك ما في بطني محرراً، فتقبَّل مني إنك أنت السميع العليم. فلما وضعتها قالت: ربي إني وضعتها أنثى، والله أعلم بما وضعَت، وليس الذكر كالأنثى وإني سميتها مريم، وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم. فتقبَّلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتاً حسناً. وكفَّلها زكريا. كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقاً. قال: يا مريم، أنَّى لك هذا؟ قالت: هو من عند الله، يرزق من يشاء بغير حساب« (سورة آل عمران 3: 35-37).

وقال البيضاوي وغيره من المفسرين إن امرأة عمران كانت عاقراً عجوزاً، فلما رأت مرة طيراً يطعم فرخهُ حنَّت إلى الذرية وتوسلت إلى الله أن يرزقها ولداً، وقالت: اللهم إن رزقتني ولداً ذكراً أو أنثى فأقدِّمه كهِبةٍ في حضرتك لبيت المقدس. فأجاب المولى طلبها، فحملت وولدت بنتاً هي مريم. وقال جلال الدين: بعد مضي سنين حملت أم مريم، وكان اسمها حنة، فأتت بابنتها إلى المسجد وسلمتها إلى الأحبار سَدَنة بيت المقدس، فقالت: دونكم هذه النذيرة. فتنافسوا فيها لأنها بنت إمامهم. فأخذها زكريا وبنى لها غرفة في المسجد بسُلَّم لا يصعد عليه غيره، وكان يأتيها بأكلها وشربها فيجد عندها فاكهة الصيف في الشتاء وفاكهة الشتاء في الصيف، فإن ملاكاً كان يأتيها بأكلها، ثم ورد في هذه السورة: »وإذ قالت الملائكة: يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين. يا مريم اقتني لربك واسجدي واركعي مع الراكعين. ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك، وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيّهم يكفل مريم، وما كنت لديهم إذ يختصمون. إذ قالت الملائكة: يا مريم، إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم، وجيهاً في الدنيا والآخرة ومن المقرَّبين. ويكلم الناس في المهد وكهلاً ومن الصالحين. قالت: ربي أنَى يكون لي ولد ولم يمسسني بشر؟ قال: كذلك الله يخلق ما يشاء. إذا قضى أمراً فإنما يقول له كن فيكون« (سورة آل عمران 3: 42-47). وقال البيضاوي والجلالان عن الاقتراع وإلقاء الأقلام إنه لما تنافست الأحبار قال زكريا: أنا أحقُّ بها، فقالوا: لا حتى نقترع. فانطلق زكريا وستة وعشرون إلى نهر الأردن وألقوا أقلامهم في الماء على أن من ثبت قلمه في الماء وصعد فهو أولى بها، فثبت قلم زكريا. فأخذ مريم وتكفل بها. فورد في سورة مريم 19: 16-31

»واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها مكاناً شرقياً، فاتَّخذت من دونهم حجاباً، فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشراً سوياً. قالت: إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقياً. قال: إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاماً زكياً. قالت: أنَّى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر ولم أك بغياً؟. قال: كذلك قال ربك هو علي هيِّن ولنجعله آية للناس ورحمة منا، وكان أمراً مقضياً. فحملته فانتبذت به مكاناً قصياً. فأجاءها المخاض إلى جذع النخلة. قالت: يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسياً منسياً. فناداها من تحتها ألاّ تحزني، قد جعل ربك تحت سرياً، وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطباً جنياً، فكلي واشربي وقري عيناً فإما ترينَّ من البشر أحداً فقولي: إني نذرت للرحمن صوماً فلن أكلم اليوم إنسياً. فأتت به قومها تحمله. قالوا: يا مريم، لقد جئتِ شيئاً فرياً. يا أخت هرون، ما كان أبوك امرأ سوء، وما كانت أمك بغياً. فأشارت إليه، قالوا: كيف نكلم من كان في المهد صبياً؟ قال: إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبياً« (سورة مريم 19: 16-30) فهذه هي قصة مريم حسب ورودها في القرآن وفي كتب أقدم مفسري المسلمين.

وقال المحققون المدققون إن هذه الأمور أُخذت من كتب الخرافات التي كانت متداولة في الأزمنة القديمة بين أصحاب البدع الباطلة ... وينبغي علينا أن نمعن النظر في الأدلة التي يقيمونها، وهي:

ورد في كتاب »بروت يوأنجيلون« ليعقوب الصغير (أصحاحات 3-5) »فرفعت حنة عينيها إلى السماء فرأت عش عصافير في شجرة غار، فتنهدت قائلة: »يا أحاح يا أحاح، من ولدني أح أح.. ومن أُشبِه؟ فلستُ مثل طيور السماء لأن طيور السماء أيضاً هي ذات ثمار أمامك يا رب«.. وإذا بملاك الرب وقف بجانبها قائلاً لها: يا حنة، إن الرب استجاب طلباتك فستحبلين وتلدين ويُذاع صيت نسلك في جميع أنحاء العالم. فقالت حنة: حيٌّ هو الرب إلهي، إذا ولدت ذكراً كان أو أنثى نذرته للرب إلهي وسيخدمه طول أيام حياته.. وتمت أشهرها وولدت حنة في الشهر التاسع.. وأرضعت الطفلة وسمَّتها مريم«.

وورد في كتاب عربي تافه يسمى »قصة نياحة أبينا القديس الشيخ النجار« (فصل 3) بخصوص مريم: »قدمها أبواها إلى الهيكل وهي ابنة ثلاث سنين، وأقامت في هيكل الرب تسع سنين. ولما رأى الكهنة العذراء القديسة المتَّقية الرب قد نشأت، خاطبوا بعضهم بعضاً قائلين: سلوا عن رجل يخاف الله لتودعوا عنده مريم إلى زمان العرس لئلا تبقى في الهيكل«.

ولكن قبل ذلك لما أحضر والدا مريم ابنتهما إلى الهيكل حدثت أشياء أخرى وردت في سياق القصة في »البروت يوأنجيليون« (أصحاحات 7و11): »إن الكاهن قبلها وقبلها وباركها قائلاً إن الرب الإله عظَّم اسمك بين جميع أجيال الأرض، وعليك في آخر الأيام يعلن الرب الإله فداء بني إسرائيل.. وربيت مريم كحمامة في هيكل الرب، وكانت تتناول الأكل من يد ملاك حتى 12 سنة من العمر. ثم التأم مجلس الكهنة فقالوا: إذا بلغت مريم اثنتي عشرة سنة من العمر في هيكل الرب، فما الذي يجب فعله بها؟.. فوقف ملاك الرب بجانب زكريا وقال له: يا زكريا، اخرج واجمع أرامل القوم، وليأت كل واحد بقلم، ومن يريه الرب الإله علامة تكون زوجةً له. فخرج المنادون في جميع نواحي اليهودية وبوَّقوا ببوق الله، فأتى الجميع مسرعين. فألقى يوسف قدّومه أيضاً وولج في المجلس. ولما اجتمعوا توجَّهوا إلى الكاهن، فأخذ الكاهن أقلام الجميع ودخل الهيكل وصلى. ولما تمت صلاته خرج وردَّ لكل واحد قلمه، فلم تظهر علامة فيه، غير أن يوسف أخذ القلم الأخير، فخرجت من القلم حمامة وطارت على رأس يوسف.. فقال له الكاهن صار لك حق بواسطة القرعة أن تتخذ عذراء الرب، فخُذها وديعة عندك.. ولما كان يوسف منزعجاً أخذها وديعة عنده.. فأخذت مريم جرَّة وخرجت لتملأها ماء، وإذا بصوت قائل: السلام لك أيتها المنعَم عليها. الرب معك. مباركة أنت في النساء. فأخذت تلتفت يميناً ويساراً لترى من أين أتى هذا الصوت. ولما انزعجت توجهت إلى بيتها ولما وضعت الجرة.. جلست على الكرسي.. وإذا بملاك الرب قد وقف بجانبها وقال لها: لا تخافي يا مريم لأنك وجدتِ نعمة أمام الله، وستحبلين بكلمته. ولما سمعت هذا قالت مريم في نفسها: هل أحبل كما تلد كل امرأة؟ فقال لها الملاك: ليس كذلك يا مريم، لأن قوة العلي تظللك، فلذلك أيضاً القدوس المولود منك يُدعى ابن الله وتسمينه يسوع«.

ويظهر من آخر هذه القصة أن كلمات الملاك هذه مأخوذة من إنجيل لوقا 1: 28-35، لكن بقية الحكاية لا أصل ولا صحة لها. أما قصة مريم في هيكل الله فقد وردت في كتب أخرى ملفَّقة، ولا سيما في بعض المؤلفات القبطية، فقد ورد في الكتاب القبطي »سيرة العذراء« أنه لما وضعت حنة ابنتها مريم في الهيكل »كانت ترزق في الهيكل كحمامة، وكان ملائكة الله يأتون إليها برزقها من السماء. ولما كانت تسجد في الهيكل كانت ملائكة الله يخدمونها، وكثيراً ما حدث أنهم كانوا يأتون لها بأثمار من شجرة الحياة فكانت تأكلها بانشراح«.

وورد أيضاً في كتاب قبطي عنوانه »حكاية رحلة يوسف«: »كانت مريم تقيم في الهيكل وتعبد الله هنا بطهارة النية، وكانت تنمو إلى أن بلغت سن الاثنتي عشرة سنة، فأقامت في بيت والديها مدة ثلاث سنين وفي هيكل الرب تسع سنين أيضاً. ثم لما رأت الكهنة أن تلك العذراء اشتهرت بالعفاف ولم تزل خائفة الرب تشاوروا بعضهم مع بعض قائلين: لنفتش على رجل صالح لتكون خطيبة له إلى أن يحل وقت عرسها.. ودعوا فوراً سبط يهوذا واختاروا منه اثني عشر رجلاً بحسب عدد أسباط بني إسرائيل، فوقعت القرعة على يوسف ذلك الرجل الشيخ الصالح«.

وبعد ذلك لما حبلت مريم أحضروها مع يوسف أمام الكاهن واشتكوها. وورد في »البروت يوأنجيليون« (فصل 15): »فقال الكاهن: يا مريم، لماذا فعلتِ ذلك وثلَمْتِ عَرْضك؟ أنت نسيت الرب إلهك مع أنك تربيتِ في قدس الأقداس وكنت تتناولين الطعام من يد الملاك وكنت تسمعين الترنيمات (الإلهية)؟.. لماذا فعلتِ هذا؟ فبكت بشدة وقالت: حي هو الرب إنني طاهرة أمامه ولا أعرف رجلاً«.

ثم ذكر أن يوسف ومريم خرجا من الناصرة إلى بيت لحم ولم يجدا محلاً في الخان، فأقاما في مغارة حيث ولد فيها المسيح (فصل 18 من ذلك الكتاب) إذ يقول: »إن يوسف وجد مغارة وأدخلها فيها.. وأنا يوسف.. شخصت بعيني إلى السماء فرأيت قبة السماء واقفة وطيور السماء ترتعد. ثم نظرت إلى الأرض فرأيت قصعة موضوعة والعملة جالسين وأيديهم في القصعة. فالذين كانوا يتناولون الطعام لم يتناولوه. والذين كانوا يضعونه في أفواههم لم يضعوه، بل كانت وجوههم جميعاً مرتفعة إلى فوق. ورأيت غنماً مسوقة وقد وقفت، فرفع الراعي يده ليضربها فوقفت يده مرفوعة. ثم حوَّلتُ نظري إلى مجرى ماء فرأيت بعض الجداء وكانت أفواهها مرتفعة فوق الماء ولم تشرب، فنظرت أن كل شيء كان في غاية الدهشة«. وهذه الخرافة هي أصل القصة الواردة في »روضة الأحباب عن الغرائب والعجائب« التي يُقال إنها حصلت عند مولد محمد.

وربما تقول لي ان هذه الأدلة برهان على صحة النبأ الوارد في القرآن بخصوص مريم، لأننا نعلم الآن أن كثيراً من كتب المسيحيين القديمة المشابهة لهذه الكتب تؤيد ما أورده القرآن في هذا الصدد ...

اقول : لا يخفى على العاقل أنه يلزم قبل الاعتماد على شهادة شاهد أن نبحث عن صفاته وصحة أقواله. فإذا فحصنا كتب البدع بموجب هذا القانون انهارت دعائم بنائها وشهاداتها، لأنها أولاً لا يُركن إليها، وثانياً لأنها ليست قديمة جداً فإن النصوص الواردة في الأناجيل القانونية الصحيحة أقدم منها عهداً جداً. وثالثاً لم يعتمد ولن يعتمد عليها أحد من العلماء، لأنها مجرد خرافات ألَّفها بعضُهم عن وهمٍ وظن. وبصرف النظر عن كل هذا فهي تدل على جهل، لأنه لم يكن يجوز تربية أية أنثى كانت في الهيكل بين الكهنة، ولم يكن مسموحاً لأحد أن يقيم في قدس الأقداس، بل لم يكن مسموحاً لأحد أن يدخله إلا رئيس كهنة اليهود فقط مرة واحدة في السنة، بمناسبة يوم الكفارة العظيم، عندما كان يقدِّم الذبيحة ويأتي بالدم ليقدمه أمام الله في قدس الأقداس (لاويين 16: 2 وعبرانيين 9: 7)

ولم يرد في الأناجيل ذكر لاسم أم مريم. ولكن أصحاب البدع زعموا أن اسمها »حنة« لسببين: أولهما أنه ورد في إنجيل لوقا 2: 36 أن نبية عجوزاً تُدعى حنة، وثانياً أن »حنة« هو اسم أم صموئيل النبي. أما قصة نذر مريم لله قبل الحبل بها في بطن أمها، وأنها تربَّت في الهيكل فمُخترَعة وملفَّقة، تقليداً لقصة صموئيل النبي الحقيقية الواردة في 1صموئيل 1: 11 و24 و28 و2: 11 و18-19. وما دروا أن هذا كان جائزاً في الحالة التي يكون فيها النذير صبياً، ولكنه لا يجوز في الحالة التي يكون فيها النذير صبية، كما يسلم بذلك كل من يعرف العادات الشرقية. فبناء على ذلك تكون شهادة هذه الخرافات لتأييد القرآن ساقطة. على أن المشابهة بينها وبين ما ورد في القرآن تدل على أن محمداً اقتبسها من مثل هذه الخرافات.

ثم أن ما ورد في سورة مريم 19: 25 عن الرطب الجني الذي تساقط من النخلة على مريم مأخوذ من كتاب ملفق يدعى »حكاية مولد مريم وطفولية المخلّص« ويقول: »ولكن في اليوم الثالث بعد ارتحاله حدث أن مريم تعبت في البرية من شدة حرارة الشمس. فلما رأت شجرة قالت ليوسف: لنسترِح هنيهة تحت ظل هذه الشجرة. فبادر يوسف وأتى بها إلى تلك النخلة وأنزلها من على دابتها. ولما جلست شخصت بعينيها إلى أعلى النخلة فرأتها ملآنة بالثمر، فقالت ليوسف: يا ليتني آخذ قليلاً من ثمر هذا النخل. فقال لها يوسف: يا للعجب! كيف تقولين هذا وأنت ترين أن أفرع هذه النخلة عالية جداً؟ لكني في غاية القلق بخصوص الماء، لأن الماء الذي في قربتنا قد نفد ولا يوجد مكان نملأها منه لنروي ظمأنا. ثم قال الطفل يسوع الذي كان متكئاً على صدر أمه مريم العذراء ووجهه باش: يا أيتها الشجرة، أَهبِطي أفرعك لتنتعش أمي بثمرك. وحالما سمعت النخلة هذا الكلام طأطأت فوراً برأسها عند موطئ قدمي مريم، فالتقط الجميع من الثمر الذي كان عليها وانتعشوا، وبعد ذلك لما التقطوا جميع ثمرها استمرت النخلة مطأطئة رأسها، لأنها كانت تنتظر الارتفاع بأمر مَن قد طأطأت رأسها بأمره. فقال لها يسوع: ارفعي رأسك يا أيتها النخلة وانشرحي صدراً وكوني من أشجاري التي في جنة أبي. ولكن افتحي بجذورك الينبوع المستتر في الأرض، ولتفِض المياه من هذا الينبوع.. ففي الحال انتصبت النخلة ونبعت من جذورها مجاري مياه زلال صافية باردة آية في غاية الحلاوة. ولما رأوا مجاري المياه هذه فرحوا فرحاً عظيماً جداً، فرووا ظمأهم مع جميع بهائمهم وخدمتهم وحمدوا الله«.

فلا فرق بين هذه الخرافة وبين القصة القرآنية إلا في أن رواية القرآن ذكرت أن هذه الحادثة العجيبة حصلت عند ولادة المسيح، بينما القصة القديمة تقول إنها حدثت لما كان يوسف في مصر بعد ذلك بمدة قليلة ...

من أين اتخذ أصحاب البدع والخرافات هذه القصة؟ إنها واردة كما جاءت في القرآن وفي كتب أصحاب البدع في كتب »أصحاب بوذا« الذي وُلد في الهند نحو سنة 557 ق م، فقد ورد في أحد هذه الكتب المسمى »نِدانه كتها جاتكم« (فصل 1 ص 50-53) ذكر ولادة بوذا، وقيل إنه لما حبلت أمه توجهت من قصر زوجها إلى قصر الملك أبيها لتلد هناك. ولما كانت سائرة في الطريق عرجت مع خادماتها على غابة جميلة، ثم قيل: »إنها قربت من أسفل شجرة »سال« طيبة الفال، وتمنَّت لو تمسك فرعاً من شجرة السال هذه، فانثنى فرعها كأنه قصوي عصا صار تليينها ببخار وقرُب من قبضة يد السائرة، فمدَّت يدها وأمسكت الفرع فأجاءها المخاض، ووضعت لما كانت واقفة ممسكة بفرع شجرة السال«.

ووردت هذه القصة بصورة أخرى في كتاب من كتب أصحاب بوذا في حياته السالفة (على مذهب التقمُّص) كان أميراً يدعى »ويسنترو« طُرد ونُفي مع قرينته وولديه الصغيرين من المملكة، فقطعا الصحاري والجبال باحثين على ملجأ. فاشتد الجوع بالولدين وقيل في نص الكتاب »فإذ رأى الطفلان أشجاراً حاملة ثماراً عند سفح الجبل بكيا للحصول على ثمرها. فلما رأت الأشجارُ الباسقةُ الولدين باكيين، طأطأت رؤوسها واقتربت منهما« (انظر الأبيات 34 و35).

وواضح أن أصحاب البدع ومؤلف القرآن اقتبسوا قصصهم من هذه القصة، وإن كانوا لم يعرفوا أصلها الحقيقي. وما أكبر الفرق بين الأناجيل الصحيحة الصادقة وكتب أصحاب البدع الموضوعة، فإن الحواريين الذين كتبوا أناجيلهم الصادقة الصحيحة بوحي الله المقبولة عند جميع المسيحيين في غنى عن الاقتباس من قصص الوثنيين، لأنهم دوَّنوا كتبهم مما شاهدوه وعرفوه، أو ما بلغهم من شهادة الذين عاينوا الحوادث بأعينهم (لوقا 1: 1-4). وكانوا في كل الأحوال تحت إرشاد الوحي الإلهي والإلهام الرباني، وعاشوا في عصر المسيح ذاته. ولكن لما كان أصحاب البدع قد كتبوا كتبهم في الأزمنة المتأخرة، وكانوا جهلة مولعين بتصديق الخزعبلات، دونوا في كتبهم التي ألفوها للمغرمين بحب الغرائب قصصاً كثيرة لم يعرفوا أصلها.... فظهر من هذه الخرافة وأمثالها أن المعترضين على القرآن أوردوا أدلة كثيرة لتأييد قولهم من أن الرسول "الأمي" ( مع اني لست متأكد من أميته ) انخدع بمثل هذه الخرافات ...

 

تحياتي

 

 

--------------

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Murssel

(محاور نشيط)

12/31/02 02:39 PM

 

Re: مصادر القرآن ... اليهودية والمسيحية [re: مختلف]

 

رد

 

 

 

ولكن التوراة هي ملك اليهود وبين ايديهم ومنتشرة في عدة لغات ، فكيف للأحبار والرهبان ان يحرفوا مالليهود ؟! وان اسلمنا جدلا بان الأحبار والرهبان حرفوها ، لماذا لايعترض اليهود على هذا الأمر ؟ وقل لي ياسيد مختلف ، عندما يحرف النصارى في كتابهم لماذا يحرفون امور وقصص تمجد المسيح مثل تكلمه في المهد ؟

ولماذا يحرفون جمل لاتؤخر ولاتقدم في الأيمان والعقيدة ، وقد ذكرت لكم بعضها في قصة يوسف ؟

 

اعطيني سببا واحدا مقنعا ولاتردد كلاما تسمعه من هذا وذاك ... ليكن حوارنا بالحجة والدليل وليس بتبادل التهم التي لاسند لها ...

 

تحياتي

 

 

 

--------------

 

 

 

مختلف

(أســد حــوار)

12/31/02 03:02 PM

 

 

Re: مصادر القرآن ... اليهودية والمسيحية [re: Murssel]

 

رد

 

 

 

ولماذا يحرفون جمل لاتؤخر ولاتقدم في الأيمان والعقيدة ، وقد ذكرت لكم بعضها في *قصة يوسف ؟

أعتقد أني أجبتك باختصار عن تساؤلاتك حول سورة يوسف...

 

*فكيف للأحبار والرهبان ان يحرفوا مالليهود ؟

لم يقتصر التحريف على رجال الدين فقط بل كان للتاريخيين دور فيه والباحثين عن المخطوطات القديمة التي لم تعرف مصادرها...أليس كذلك؟؟

 

*لماذا لايعترض اليهود على هذا الأمر ؟

في البداية يجب عليهم الإقرار بأن كتابهم محرف كما هو الحال مع كتابكم..

 

 

*عندما يحرف النصارى في كتابهم لماذا يحرفون امور وقصص تمجد المسيح مثل تكلمه في المهد ؟

وعندما يحرف اليهود كتابهم لماذا يبقون لعنات الله عليهم..أعتقد أنكم مشتركون في العلة؟؟

 

*اعطيني سببا واحدا مقنعا ولاتردد كلاما تسمعه من هذا وذاك

لست مثلك أتبع سياسة القص واللصق و ترديد كلام قاله غيرك

 

* ليكن حوارنا بالحجة والدليل وليس بتبادل التهم التي لاسند لها ...

أنا دائما أحاور بالحجة والدليل..ولكن أنت من تتحاور بطريقة فجة أو تتهرب من الرد..أو تفتح موضوع جديد تجنبا للرد..

 

تحياتي...

 

 

 

 

Murssel

(محاور نشيط)

01/02/03 04:21 PM

 

Re: مصادر القرآن ... اليهودية والمسيحية [re: مختلف]

 

رد

 

 

 

شكرا ... مع انك لم تجب على اية من الأسئلة ولن يكون بمقدورك الأجابة ياعزيزي ...وكما قلت اكرر ايضا ، انك تنقل كلاما سمعته من آبائك وأجدادك وشيوخك وتنقله بدون ان تدع مجالا لفكرك ليمحصه ...

 

لنبق ضمن موضوعنا " مصادر القرآن " ...

 

تحياتي

 

 

 

 

Murssel

(محاور نشيط)

01/04/03 04:53 AM

 

Re: مصادر القرآن ... اليهودية والمسيحية [re: Murssel]

 

رد

 

 

 

ونتابع تأملنا في القصص التي قصها جبريل على الرسول ...

 

قصة قايين وهابيل

 

لم يذكر القرآن صريحاً اسم ابني آدم، ولكنه أورد قصتهما ونصها:

 

"واتلُ عليهم نبأ ابني آدم بالحق إذ قربا قرباناً فتُقبل من أحدهما ولم يُتقبل من الآخر. قال: لأقتلنَّك. قال: إنما يتقبل الله من المتَّقين. لئن بسطتَ إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسطٍ يدي إليك لأقتلك. إني أخاف الله رب العالمين. إني أريد أن تبوء بإثمي وإثمك فتكون من أصحاب النار، وذلك جزاء الظالمين. فطوَّعت له نفسه قتل أخيه فقتله فأصبح من الخاسرين. فبعث الله غراباً يبحث في الأرض ليريه كيف يواري سوأة أخيه. قال: يا ويلتي! أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوأة أخي. فأصبح من النادمين. من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً، ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً" (سورة المائدة 5: 27-32).

 

ويبدوا لي ان المدعى جبريل لم يأتي بقصته من اللوح المحفوظ عتد الله أزلا...

 

ولم يأتي بقصته من التوراة والأنجيل كما كان بفعل احيانا ، وانما قص على الرسول من الخرافات المتداولة ... خرافات اليهود ...

 

فقد روى اليهود روايات مختلفة بطرق شتى عما دار بين قايين وهابيل من هذه المحاورة الوهمية، فورد في ترجوم يوناثان بن عزيا، وفي الترجوم المسمى بيروشلمي، أن قايين (واسمه في الكتب العربية قابيل) قال: »لا عقاب ولا حساب على الخطية، ولا ثواب ولا مجازاة على الصلاح«. غير أن هابيل اعترف بوجود عقاب وثواب، لذلك ضرب قايين أخاه بحجر وقتله. وورد في كتاب »فرقى ربي اليعزر« (فصل 21) ما ورد في القرآن بخصوص دفن جثة هابيل، إلا أن الغراب الذي وارى القتيل (في الرواية اليهودية) علَّم آدم (وليس قابيل) كيف يواري الجثة. وهاك نص الرواية اليهودية:

 

"كان آدم ومعينته (حواء) جالسين يبكيان ويندبان عليه (على هابيل) ولم يعرفا ماذا يفعلان بهابيل لأنهما لم يعرفا الدفن. فأتى غراب، كان أحد أصحابه قد مات، وأخذه وحفر في الأرض ودفنه أمام أعينهما. فقال آدم: سأفعل كما فعل هذا الغراب. فأخذ جثة هابيل وحفر في الأرض ودفنها".

 

أما ما ذكر في الآية 32 من السورة المذكورة فلا علاقة بينه وبين ما ذكر في الآيات المتقدمة. ولكن إذا رجعنا إلى كتاب »مشناه سنهدرين« (فصل 4 فقرة 5) رأينا هذه القصة مذكورة بالتفصيل وهي في القرآن ناقصة غير مستوفية. وهكذا تتَّضح العلاقة بين الآية المذكورة أعلاه وبين قصة قتل هابيل، لأن المفسر اليهودي في تفسيره للآية »ماذا فعلتَ؟ صوت دم أخيك (كلمة دم في الأصل العبري للتوراة بصيغة الجمع) صارخٌ إليَّ من الأرض« (تكوين 4: 10) قال: »وجدنا قايين الذي قتل أخاه أنه قيل عنه »صوت دماء أخيك صارخٌ إليَّ«. فلم يقُل »دم أخيك« بل »دماء أخيك« يعني دمه ودم ذرّيته، ولهذا السبب خُلق آدم وحده ليعلّمك أن كل من أهلك نفساً من إسرائيل فالكتاب يحسبه كأنه أهلك العالم جميعاً. وكل من أحيا نفساً فالكتاب يحسبه كأنه أحيا العالم جميعاً. وقد تُرجمت الآية 32 من سورة المائدة حرفياً تقريباً من أقوال هذا المفسر اليهودي القديم. ولكن بما أن القرآن أخذ نصف هذه الفقرة فقط، فيلزم لفهم معناها الرجوع إلى أصل هذه الآية القرآنية، كما أوضحناه هنا، فيظهر معناها للقارئ بوضوح...

 

 

 

 

Murssel

(محاور نشيط)

01/06/03 06:39 PM

 

Re: مصادر القرآن ... اليهودية والمسيحية [re: Murssel]

 

رد

 

 

 

والينا بعض التعليقات على سورة مريم

 

خوف زكريا:

 

وإني خِفْت الموالي (من يخلفونه) من ورائي (آية 5). أي بعد موتي، والموالي هم بنو العم، وقيل العصبة، وقيل جميع الورثة. والمعنى أن زكريا طلب من الله أن يرزقه بولد يرثه، لأنه خاف الموالي.

 

و يعلّمنا الإنجيل أن زكريا وامرأته كانا بارّين، وسلّما الأمر لله، ولم يخشيا أحداً.

 

مريم والنخلة:

 

فأجاءها المخاضُ إلى جذع النخلة. قالت: يا ليتني مِتُّ قبلَ وكنتُ نَسْياً منسيّاً. فناداها من تحتها: ألاّ تحزني، قد جعل ربُّك تحتك سَرِيّاً، وهُزّي إليكِ بجذع النخلة تُساقِطْ عليك رُطباً جنياً، فكُلي واشربي وقَرّي عيناً، فإمّا ترينَّ من البشر أحداً فقولي: إني نذرتُ للرحمن صوماً فلن أكلّم اليوم إنسيّاً (آيات 23 26).

 

قالوا إن وجع الولادة ألجأ القديسة مريم إلى الاستناد على نخلةٍ لتستمسك بها من شدة الطلق ووجع الولادة، فناداها جبريل (وقيل عيسى) بأن لا تحزني. وضرب برِجْله في الأرض فظهرت عين ماء عذبة وجرت، وقيل: كان هناك نهرٌ يابس فجرى فيه الماء بقدرة الله. وحنَّت النخلة اليابسة فأورقت وأثمرت وأرطبت، فأتاها الله بالأكل والشرب. وقيل معنى تحتك أي تحت أمرك، إن أمرتيه أن يجري جرى، وإن أمرتيه بالإمساك أمسك. وأضربت عن كلام الناس لأن عيسى تكلم عنها (ابن كثير في تفسير هذه الآيات).

 

فالقرآن نسب ما حصل لهاجر أم إسماعيل إلى مريم، فإن هاجر أخذت إسماعيل وتاهت في برية بئر سبع. ولما فرغ الماء من القِربة طرحت الولد تحت شجرة وبعُدت قليلاً عنه، لأنها قالت: لا أنظر موت الولد. وبكت، فأرسل الله إليها ملاكاً شجعها وفتح الله عينيها فأبصرت بئر ماء، فذهبت وملأت القربة وسقت الغلام.

 

ولم يأتِ المخاضُ مريمَ تحت جذع النخلة، فإنها ولدت المسيح في بيت لحم ولم تكن في البرية. ولم تهزّ مريمُ جذع نخلة ولا غيرها، ولم يضرب ملاكٌ ولا غيره برجله، وكذلك لم تنذر لله السكوت.

 

أخت هارون:

 

يا أختَ هارونَ، ما كان أبوك امرأَ سوءٍ، وما كانت أمُّك بَغِيّاً (آية 28). ثم توهّم أن المسيح كلمهم وهو طفل قائلاً: والسلام عليَّ يوم وُلِدتُ ويوم أموت، ويوم أُبعَث حياً (آية 33).

 

ولما كان قوله يا أخت هارون من أعظم الأخطاء قال علماء المسلمين مرّة إنه كان أخا مريم لأبيها. وقيل إنه كان أمثل رجل في بني إسرائيل. وقيل إنما عنوا هارون أخا موسى لأنها كانت من نسله. وقيل كان هارون في بني إسرائيل فاسقاً فشبّهوها به (الرازي في تفسير مريم 19: 28).

 

ومما يؤكد هذه الغلطة ادعاؤه أن مريم هي بنت عمرام، وما درى أن مريم بنت عمرام هي أخت موسى، أما مريم التي هنا فهي من ذرية داود.

 

حديث المسيح في المهد:

 

فأشارت إليه (إلى المسيح) قالوا: كيف نكلِّم من كان في المهد صبياً؟ قال: إني عبدُ اللهِ آتاني الكتاب وجعلني نبياً، وجعلني مباركاً أين ما كنت، وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حياً، وبرّاً بوالدتي ولم يجعلني جبّاراً شقياً (آيات 29 32).

 

هذا هو حديث المسيح في المهد كما صوّره القرآن، غير أن الإمام الرازي اعترض على هذه الرواية القرآنية بقوله: اليهود والنصارى يُنكرون أن عيسى تكلم في زمان الطفولة، واحتجّوا عليه بأن هذا من الوقائع العجيبة التي تتوافر الدعاوى على نقلها، فلو وُجدت لنُقلت بالتواتر. ولو كان ذلك لعرفه النصارى، لاسيما وهم من أشد الناس غلواً فيه، حتى زعموا كونه إلهاً. ولا شك أن الكلام في الطفولة من المناقب العظيمة والفضائل التامة، فلما لم تعرفه النصارى، مع شدة الحب وكمال البحث عن أحواله، علمنا أنه لم يوجد (الرازي في تفسير مريم 19: 29).

 

الأصنام وإبراهيم:

 

قال: أَراغبٌ أنت عن آلهتي يا إبراهيم؟ لئِن لم تنتهِ لأرجُمنّك واهجُرني مَلِيّاً. قال: سلامٌ عليك سأستغفر لك ربي (آيتا 46 و47).

 

تقدم في تعليقنا على الأنعام 6: 74 أن أبا إبراهيم كان تقياً، والكتاب يقول إنه أخذ ابنه إبراهيم، ولوطاً ابن أخيه، وتركوا بلادهم، وانفصلا عن قومهما خوفاً من التنجُّس برذائلهم. وقلنا إن إبراهيم كان يعرف أن الاستغفار للشقي أو للكافر لا ينفع.

 

كما أن القرآن أخطأ في الكلام على إبراهيم أيضاً، فورد في الأنبياء 21: 57-63 وتَاللهِ لَأَكيدنَّ أصنامَكم بعد أن تُوَلّوا مُدْبرين. فجعلهم جُذاذاً إلا كبيراً لهم لعلهم إليه يرجعون. قالوا: من فعل هذا بآلهتنا؟ إنه لمن الظالمين. قالوا: سمعنا فتى يذكرهم يُقال له إبراهيم. قالوا: فَأْتوا به على أعين الناس لعلَّهم يشهدون. قالوا: أَأَنت فعلتَ هذا بآلهتنا يا إبراهيم؟ قال: بل فعله كبيرهم هذا، فاسألوهم إن كانوا ينطقون .

 

وورد في الحديث: لم يكذب إبراهيم إلا ثلاث كذبات، اثنتين منهنّ في ذات الله: قوله إني سقيم وقوله فعله كبيرُهم هذا وقوله لسارة هذه أختي (ابن كثير في تفسير الأنبياء 21: 63). وادّعوا أن أبا إبراهيم أخبره أن يخرج معهم إلى عيدهم، فلما كان ببعض الطريق ألقى نفسه إلى الأرض وقال: إني سقيم. وثانياً لما كسّر الأصنام ادّعى أن الصنم الكبير هو الذي كسرها، وهما غلطتان. ومن أغلاطه ادعاؤه في الأنبياء 21: 68 و69 قالوا: حرِّقوه وانصروا آلهتَكم إن كنتُم فاعلين. قُلنا يا نارُ كوني برداً وسلاماً على إبراهيم . والحقيقة هي أن إبراهيم لم يُلقَ في النار بل الفتية الثلاثة شدرخ وميشخ وعبد نغو، لأنهم لم يسجدوا لتمثال نبوخذنصر، وليس لأنهم كسروا الأصنام، فأمر نبوخذنصر بإلقائهم في أتون النار فلم يصِبْهم ضرر (دانيال 3).

 

إسماعيل:

 

واذكر في الكتابِ إسماعيلَ،إنه كان صادقَ الوعدِ وكان رسولاً نبياً (آية 54).

 

وتعلمنا التوراة في تكوين 16: 12 أن إسماعيل يكون وحشياً، يده على كل واحد، ويد كلواحد عليه. والقرآن جعله رسولاً ونبياً، وادّعوا أنه أُرسل إلى جرهم، وهم قبيلة من عرب اليمن، ولم يُسمع أن الله أرسل رسولاً إلى العرب. وأين نبواته ورسائله؟

 

إدريس:

 

واذكر في الكتابِ إدريسَ، إنه كان صِدِّيقاً نبيّاً، ورفعناه مكاناً عليّاً (آيتا 56 و57).

 

قال مفسّرو المسلمين إن المراد به أخنوخ، وسُمّي إدريس لكثرة درسه الكتب، وأنزل الله عليه ثلاثين صحيفة، وإنه أول من خطّ بالقلم، وأول من خاط الثياب، وكانوا قبلاً يلبسون الجلود. رُفع إلى السماء الرابعة، ورآه محمد ليلة المعراج.

 

فإذا كان المقصود أخنوخ فيكون قد أخطأ اسمه. وما نسبوه إليه فهو خطأ أيضاً.

 

احتباس جبريل:

 

وما نَتَنَزَّلُ إلّا بأمرِ ربِّكَ (آية 64).

 

قيل احتبس جبريل عن محمد حين سأله اليهود عن أمر الروح وأصحاب الكهف وذي القرنين، فقال: أخبركم غداً. ولم يقل إن شاء الله، حتى شق، ثم نزل جبريل بعد أيام. فقال له محمد: أبطأت عليّ حتى ساء ظني واشتقت إليك. فقال له جبريل: وإني كنت أَشْوق إليك ولكني عبدٌ مأمور، إذا بُعثت نزلت، وإذا حُبست احتبست. فنزل قوله: وما نتنزل إلا بأمر ربك (أسباب نزول هذه الآية للسيوطي).

 

والحقيقة هي أن اليهود كانوا يوقفون محمداً في المسائل فكان يعجز عن الإجابة إلى أن يستفهم من هذا وذاك، ثم يقول إن جبريل علَّمه. وحاشا لجبريل أن يلقّنه الأخطاء أو يتأخر عليه ليفضحه.

 

ورودهم جهنم:

 

وإنْ منكُم إلاّ واردُها. كان على ربّك حَتْماً مَقْضياً (آية 71).

 

لقد حكم هذا النص على العالمين بورودهم جهنم، بارَّهم وفاجرهم، تقيَّهم وعاصيهم، مُوحِّدهم ومُشرِكهم، ولم يقل بصدورهم عنها! جاء في تفسير هذه الآية وإن منكم أيها الناس إلا وارد جهنم، كان على ربك يا محمد إيرادهموها قضاءً مقضياً. وقد قضى ذلك وأوجبه في أم الكتاب (الطبري في تفسير الآية).

 

جاء في مسند الدرامي عن عبد الله بن مسعود أن محمداً قال: يرِدُ الناسُ النارَ ثم يصدرون منها بأعمالهم، فمنهم كلمح البصر، ثم كالريح، ثم كحُضْر الفرس، ثم كالراكب المُجِدّ في رَحْله، ثم كشدّ الرجل في مشيته (عن تفسير القرطبي لهذه الآية). وفي تفسير الطبري: حدثنا أبو كريب، قال ثنا بن يمان، عن مالك بن مغول، عن أبي إسحاق، قال: كان أبو ميسرة إذا أوى إلى فراشه، قال: يا ليت أمي لم تلدني. فقيل: وما يُبكيك ياأبا ميسرة؟ قال: أَخبرنا أَنّا واردوها، ولم يُخبرنا أَنّا صادرون عنها .

 

حدَّثنا ابن حميد، قال: ثنا حكام، عن إسماعيل، عن قيس، قال: بكى عبد الله بن رُواحة في مرضه، فبكت امرأته، فقال: ما يبكيكِ؟ قالت: رأيتُكَ تبكي فبكيتُ. قال ابن رواحة: إني قد علمتُ أني وارد النار فما أدري أناجٍ منها أنا أم لا (راجع الطبري والقرطبي والكشاف في تفسير الآية).

 

إذاً لابد أن كل شخص يدخل النار ثم يخرج منها حسب أعماله. ولو شاء ربُّكَ لَجَعَل الناسَ أُمةً واحدةً، ولا يزالون مختلفين، إلا من رحم ربُّك ولذلك خلقهم. وتمَّتْ كلمةُ ربِّك: لأَمْلأَنَّ جَهَنَّم مِن الجِنَّةِ والناسِ أجمعين (هود 11: 118 و119).

 

 

 

Murssel

(محاور نشيط)

01/06/03 06:48 PM

 

Re: مصادر القرآن ... اليهودية والمسيحية [re: Murssel]

 

رد

 

 

 

الأمثلة كثيرة جدا ولكني اكتفي بهذا القدر وانتقل من المصادر القرآنية الى سلامة القرآن من التحريف والتلاعب ، مع اني كنت اتوق للكتابة حول المصادر القرآنية المتعلقة بالرسول وصحابته ولكن يبدوا ان المشرف لم يروق له سماع هذه الحقائق المرة فقام بحذف المواضيع المتعلقة بهذا الشأن ... وهو الشأن الأخطر في المصادر القرآنية وحذفه من قبل المشرف دليل على خطورته ... مسكين يامسلم الأمور معتمة جدا عليك ... حتى بعد اكثر من 1400 سنة لايحق لك ان تعرف !!!

 

توجد مصادر اخرى للقرآن كالزردتشية والصابئة ولكني اغض النظر عنها فانتقل الى مابعد ذلك ...

 

انتهى !

 

 

 

 

متعلم

(غريب)

01/08/03 02:11 AM

 

Re: مصادر القرآن ... اليهودية والمسيحية [re: Murssel]

 

رد

 

 

 

بسم الله .. الحمد لله وكفى .. وسلام على عباده الذين اصطفى .. ثم أما بعد ..

 

عزيزى مرسل .. رداً على رسالتك الأولى بتاريخ : 27 / 12

 

أنكرت أنت على كثرة كلامى حول مقياسك الباطل ، وادعيت أنى لم آت بدليل ، والحق بخلاف ذلك ، فأنا أثبت لك بطلانه وخطأه من أكثر من وجه ، ووقفت أنت حيران لا تدرى كيف ترد ولا بم تجيب .. فلله الحمد والمنة ! .. وكنت أوضحت لك قبلها أنك لن تستطيع الرد وضربت لك الأمثلة ، ولم تستطع الرد فعلاً خاصة فيما يتعلق بمثال أتباع كريشنا .. أعلم أن الأمر محرج بالنسبة لك .

 

لقد ادعيت دعوى عظيمة عزيزى مرسل .. ادعيت أن القرآن اقتبس من سابقيه ، ولم تقدم أى دليل على دعواك المزعومة ، سوى بعض مواضع التشابه الظاهرى هنا وهناك ، وظننت أنت أن ذلك يكفى ، وهو لا يكفى بحال ؛ لأنك لو اطلعت على مجال السرقات الأدبية ، ولو اطلعت على أى مقال فيه ، ستعرف أن هؤلاء الذين يقولون بمثل قولك قدرهم معروف ! .. ستعرف أن من يكتفون بذكر مواضع التشابه للدلالة على نقل المتأخر عن السابق .. من يكتفون بذلك يكونون مثاراً للسخرية من أرباب هذا الفن ، ويضرب بهم المثل على قلة العلم والفهم ! .. ولا تظن أنى أتهمك بذلك أو أصفك به .. لا والله .. بل أنبهك إلى خطأ منطقك وفساده لأبعدك عن ذلك وأرفعك عنه .

 

ولا تغتر بأنك ترى إيراد مواضع التشابه فى كتب علمائك ، فقد تسرعت ونقلت عنهم ولم تفهم مثل فهمهم ! .. فهم علموا أن مواضع التشابه وحدها لا تكفى ! .. لقد علموا ذلك عزيزى مرسل ، لكنهم لم يوردوها إلا استئناساً لحججهم واستشهاداً لأدلتهم ، أما أصلهم الذى يعتمدون عليه فروايات من هنا وهناك عن ورقة بن نوفل وبحيرا والحداد الرومى .. إلخ ! .. وأنا لا أنكر عليك نقلك عن علمائك ؛ فكلنا هذا الرجل ! .. وما ترك الأول للآخر ؟ .. لا أنكر عليك سيرك على طريقهم ، لكنى أنكر عليك عدم فهمك لترتيب منازلهم ، فأنت عندى مثل شخص وجد مشعلاً فى الظلام ، والمشعل خالى من الضوء ، وادعى أنه سينير العالم كله بهذا المشعل المطفأ ، فنحن ننكر عليه أنه لم يضيئه أولاً ، فإذا أضاءه علم أن ضوؤه لا يكفى لينير حجرة ضيقة ناهيك عن العالم الرحب !!

 

وقد ادعيت أنت أن عرب الجاهلية أدركوا أن القرآن لم يأت بإعلان جديد فهى فى كتب الأولين .. وأنا لا أدرى ما هو السبب أنك تتخذ هؤلاء العرب البدو السذج ـ كما تقول ـ إماماً لك وهادياً ؟ .. أفلا كان ذلك بصيرة لك على كذب أقوالهم ؟ .. لقد كانوا يتخبطون عزيزى مرسل .. فهم وإن كانوا قالوا ذلك لكن قالوا أيضاً " ما سمعنا بهذا فى الملة الآخرة " .. ما رأيك بهذا التناقض فيمن رضيت بقولهم وحكمهم ؟ ! .. كانوا يتخبطون ! .. فقد اتهموه بالجنون واتهموه بالشعر واتهموه بالكهانة واتهموه بالسحر واتهموه بأنه يعلمه بشر واتهموه باتباع الشيطان .. إلخ . اتهموه بكل شىء وجدوه حتى ولو بالأقوال المتناقضة .. لكنى الحق أقول لك عزيزى مرسل .. إن الله أورد فى القرآن كل اتهام للقرآن ! .. ورد عليه بأبلغ رد ! .. ولن تجد إلى يوم القيامة تهمة للقرآن إلا وقد ذكرها القرآن نفسه ورد عليها إجمالاً أو تفصيلاً حسبما اقتضت حكمته سبحانه .. وكفى بذلك عزة للقرآن .. وإنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد .

 

ادعيت أنا أن القرآن جاء ليصحح ما فى ( الكتاب المقدس ) من تحريف ، وأظهرت جهلك بذلك ، ولا أدرى كيف غاب عنك هذا الأمر البديهى ، لكن إليك البيان .. ( المائدة : 12 وما بعدها ) " ولقد أخذ الله ميثاق بنى إسرائيل وبعثنا منهم اثنى عشر نقيباً وقال الله إنى معكم لئن أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وآمنتم برسلى وعزرتموهم وأقرضتم الله قرضاً حسناً لأكفرن عنكم سيئاتكم ولأدخلنكم جنات تجرى من تحتها الأنهار فمن كفر بعد ذلك منكم فقد ضل سواء السبيل . فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلم عن مواضعه ونسوا حظاً مما ذكروا به ولا تزال تطلع على خائنة منهم إلا قليلاً منهم فاعف عنهم واصفح إن الله يحب المحسنين . ومن الذين قالوا إنا نصارى أخذنا ميثاقهم فنسوا حظاً مما ذكروا به فأغرينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة وسوف ينبئهم الله بما كانوا يصنعون " .. فبعد أن بين تحريف الكتب السابقة قال مباشرة : " يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيراً مما كنتم تخفون من الكتاب ويعفو عن كثير قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين . يهدى به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم " . وفى سياق آخر فى نفس السورة ، يمدح الله التوراة والإنجيل المنزلين من عنده لا المحرفين وأنه كان فيهما هدى ونور ثم يقول عن القرآن : " وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقاً لما بين يديه من الكتاب ومهيمناً عليه " ( المائدة : 48 ) . والشاهد هنا " ومهيمناً عليه " : والمهيمن هو الأمين والشاهد والحاكم فما وافقه كان حقاً وما خالفه كان باطلاً . وعموماً فكل آية حكم فيها القرآن على تحريف ( الكتاب المقدس ) تفيد فى نفس الوقت أنه يصحح ما فيه ، والآيات فى ذلك كثيرة . وكذلك كل مسألة تفصيلية تناولها القرآن وبين أن أهل الكتاب ضلوا فيها هو حكم من القرآن بتحريف ( الكتاب المقدس ) وتصحيح لما فيه ، والآيات فى ذلك أكثر ، ويدخل فى ذلك القصص كما قال تعالى : " إن هذا القرآن يقص على بنى إسرائيل أكثر الذى هم فيه يختلفون " ( النمل : 76 ) . وكذلك كل مسألة تفصيلية أوردها القرآن وقال بأنها كانت فى الكتب السابقة فهو إقرار منه بصحة هذه المسألة ، وفى ذلك آيات كثيرة أيضاً . وهذا كله مناسب تماماً لوصف " ومهيمناً عليه " .. فهو يصدق الصدق ، ويكذب الكذب ، ويعرض عما لا فائدة منه ولا خير فيه ، فقوله هو الحكم وهو الفصل .

 

ثم ادعيت أنت أن القرآن لم يقسم ( الكتاب المقدس ) إلى ما هو محرف وغير محرف ، وإنما دعواه بالتحريف كانت فى تأويل الكلام وتفسيره لا أكثر .. وهذا خطأ واضح منك فى فهم القرآن ، وما قدمته لك فى النقطة السابقة يفيدنى هنا ويوضح لك الأمر ، لكنى لا أكتفى بذلك وأوضح لك الأمر أكثر وأقول : .. قال الله تعالى : " ألم تر إلى الذين أوتو نصيباً من الكتاب " ( آل عمران : 23 ) ، وقال تعالى : " نسوا حظاً مما ذكروا به " ( المائدة : 13 ) . فلم يقل عز وجل : أوتوا الكل ، ولم يقل : نسوا الكل ، بل قال : عندهم شىء من الكل وبين أنهم لم ينسوا الكل . ويقول تعالى : " وإن منهم لفريقاً يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون " ( آل عمران : 78 ) فأهل الكتاب حرفوا كتبهم ، وأدخلوا على الله ما لم يقله ، وهذا مشاهد إلى الآن ، فلا زال ( الكتاب المقدس ) يطبع ، ويوضع شرح لمعنى فيه بين قوسين ، ويأتى آخرون ليطبعوه فيزيلون الأقواس ، ويظن القارئ أن الكل من كلام الله ، ثم يأتى آخرون ( محققون ) فيحذفون بعضه .. وهكذا .. هذا يضيف وذاك يحذف وهذا ينقح وذاك يحقق .. كل ذلك من التحريف ، والذى سهل عليهم ذلك أنهم لا يؤمنون أن ( الكتاب المقدس ) موحى بلفظه كله ، بل للبشر دخل فى صياغة اللفظ ، ويدعون مع ذلك أنه إلهى !!

 

وقد بين القرآن أن أهل الكتاب اتبعوا طرقاً عدة فى التحريف : الأول : " ولا تلبسوا الحق بالباطل " ( البقرة : 42 ) ومعناه : أنهم يتركون الكلام الأصلى الإلهى على وضعه ثم يضعون بجواره كلمة من عند أنفسهم تبطل المعنى الحق . ومثال ذلك تخصيص عهد الله لإبراهيم بإسحاق دون إسماعيل . والثانى من طرق التحريف : " يحرفون الكلم من بعد مواضعه " ( المائدة : 41 ) ومعناه : أنهم يحذفون الكلمة الأصلية الإلهية ، ويضعون بدلها كلمة تخدمهم أو تحتمل معنيين : المعنى الأصلى الإلهى والمعنى الجديد الذى يريدونه . ومثال ذلك عبارة " من إخوتك " فى بشارة الله لموسى عليه السلام بالنبى محمد صلى الله عليه وسلم . والثالث من هذه الطرق : " يحرفون الكلم عن مواضعه " ( النساء : 46 ) وهو أن يكون النص واضح الدلالة على معنى لا يريدونه فيقولون : ليس هذا هو معنى النص ويجادلون بالباطل ليدحضوا به الحق . ومثال ذلك تأويلهم لبشارة الله لموسى السابقة . ومن المناسب هنا أن نذكر أن العهد القديم نفسه يخبرنا عن تحريف التوراة .. " إذ قد حرفتم كلام الإله الحى رب الجنود إلهنا " ( ارمياء : 23 : 16 )

 

ثم ادعيت أنت أن القرآن ألزم الرسول صلى الله عليه وسلم بالعودة إلى أهل الكتاب فيما عجز عن إدراكه وفهمه وشك فيه ، واستدللت على هذا الزعم الباطل بقوله تعالى : " فإن كنت فى شك مما أنزلنا إليك فسئل الذين يقرأون الكتاب من قبلك " ، ثم رتبت على ذلك استنتاجاً ( رائعاً ! ) .. والحق الحق أقول لك عزيزى مرسل .. : ادعاؤك كاذب .. واستدلالك خاطئ .. واستنتاجك باطل !!!

 

فبالنسبة لادعائك لم تأت ـ كالعادة ـ بدليل عليه ، وسأوضح لك معنى الآية التى ذكرتها ، لكنى أقول لك إنك لن تستطيع أن تأتى بدليل صحيح على هذا الادعاء ! .. والذى أنصحك به ألا تتسرع ، وأن تكثر من القراءة فى الموضوع الذى تناقشه ، حتى تكون ملماً بأطرافه ، فأعنّى على نفسك بكثرة القراءة والاطلاع ، على الأقل فى الموضوع الذى تريد أن تتكلم فيه .. ألا ترى أنك لم تكلف نفسك حتى الرجوع إلى نص الآية التى استدللت بها من القرآن ؟ ! .. وأنت لم تخطئ فيها عزيزى مرسل .. لكن ألا تكلف نفسك مشقة التأكد ؟ .. وهل أبنى على ذلك أنك لم تراجع حتى تفسيراً واحداً للآية التى تريد أن تستدل بها ؟ .. عزيزى مرسل إن هذا دين !! .. لا يؤخذ بمثل هذا التسرع !! .. وسيحاسبنا الله إن تسرعنا فيما نقوله أو في فهمنا لكلام الآخرين .

 

وبالنسبة للآية فمعناها هو : فإن كنت فى شك مما أنزلنا إليك : هل هو صحيح أم غير صحيح ؟ .. فاسأل الذين يقرأون الكتاب من قبلك .. أى اسأل أهل الكتاب المنصفين والعلماء الراسخين ، فإنهم سيقرون لك بصدق ما أخبرت به وموافقته لما معهم . فالسؤال هنا لطلب شهادتهم بصدق القرآن ، وليس للاستفسار كما توهمت . فالكتاب المقدس به ـ حتى بعد تحريفه ـ ذكر للقرآن والنبى محمد صلى الله عليه وسلم بل وحتى وصف أمة محمد صلى الله عليه وسلم وعلى رأسهم الصحابة رضوان الله عليهم ، وهذا ليس بغريب ، فإن أهل الكتاب " نسوا حظاً مما ذكروا به " أى نصيباً منه وليس كله ، فكتب الله يصدق بعضها بعضاً ، ونحن نؤمن بما أنزل الله من كتاب .. كل الكتاب .. دون المحرف طبعاً . والمقصود بالعلماء الراسخين أمثال عبد الله بن سلام رضى الله عنه وأصحابه وكثير ممن أسلم فى وقت النبى صلى الله عليه وسلم ، ومن بعده إلى اليوم مازلنا نسمع عن عالم من أهل الكتاب هنا أو هناك يدخل فى الإسلام ، مثل ذلك العالم اليهودى المتعصب فى فلسطين المغتصبة ، دخل الإسلام هو وأسرته ، فى وقت لا يمثل حال المسلمين إغراء لأى أحد بحال من الأحوال ، وهو ليس من عوامهم بل هو من علمائهم بل من متعصبيهم ! .. وأما القساوسة الذين يدخلون الإسلام .. فنحن نسمع بهم ونراهم ونكلمهم من حين لآخر ، وهم من الكثرة بمكان ، وفى جميع بلدان العالم ، وذلك كثير ولله الحمد ولا يحتاج حتى لضرب مثال .. فلله الحمد والمنة .

 

ثم نجىء لآخر أمر فى رسالتك .. وهو إصرارك أن لو كان القرآن تصحيحاً للتوراة فينبغى أن يسمى " التوراة الجديدة " .. وهذا أمر قلته أنت من قبل ، ورددت أنا لك عليه ، فلما لم تستطع الجواب كررته ثانية بتسرعك المعهود .. لقد قلت لك من قبل إنى سأمر على هذه النقطة وأسترها عليك وأعتبرها زلة منسية ، فمالى أراك ترفض الستر وتأباه ؟! .. تقول : " ينبغى " .. من الذى يملك السلطة على الله حتى يقول له ينبغى ولا ينبغى ؟! .. إن كان ذلك جائزاً فى دينك فليس بمباح فى ديانتى ، فنحن المسلمين لا نفرض على الله شيئاً ، ونعتقد أن الله عظيم القدرة ، ونعتقد أن الله فعال لما يريد .. يقول ما يشاء ويفعل ما يشاء ويسمى كيفما يشاء ، ولا يحتاج منا إلى " ينبغى " و " لا ينبغى " .. ما دام سبحانه سماه قرآناً فليسمه كيفما يشاء ، مهمتنا هى الإيمان بذلك ، وقد نبهتك قبلاً للمناسبة بين معجزة القرآن واسمه ، ألعلك تقفز فوق الكلام ولا تقرأه ؟ ، أم صعب عليك فهمه ؟ .. وأقول لك كالعادة : لو ألزمتك بمنطقك لما رضيته !! .. فجرياً على منطقك أقول : لم سميتم الإنجيل إنجيلاً ؟ .. لماذا لم تسموه أيضاً " توراة جديدة " ؟ .. ولماذا جمعتم أسفاراً إلى بعضها وسميتموها " العهد القديم " ؟ هل قال لكم المسيح ذلك ؟ هل أمركم بذلك ؟ ولماذا جمعتم أسفاراً إلى بعضها وسميتموها " العهد الجديد " ؟ هل طالبكم المسيح بذلك أو أرشدكم إليه ؟ نبئونى بعلم إن كنتم صادقين .. ثم لماذا تطلقون على المجموع اسم " الكتاب المقدس " ؟ أنتم تضعون هذه التسمية على كل طبعة هكذا .. " الكتاب المقدس " .. فمن الذى سماه بذلك ؟ هل سماه الله بذلك ؟ هل قال لكم الله سموه بذلك ؟ أم تقولون على الله ما لا تعلمون ؟ إن ( الكتاب المقدس ) نفسه لم يطلق هذا اللقب على نفسه ولم يدعيه لنفسه !! .. هل تتابع ما أقول .. إن لفظة " الكتاب المقدس " لم ترد فى ( الكتاب المقدس ) نفسه .. فمن أين أتيتم بها ؟ من عند الله .. فلتأت بدليل .. لن تستطيع ! .. وأقولها لك ثانية عزيزى مرسل .. لن تستطيع الإتيان بدليل على ذلك من عند الله !!

 

وفى النهاية .. أعلم أن بعض كلماتى ستغضبك .. وأعتذر إن كان فى كلامى ما يسوؤك .. لكنى أردت بيان الحق .. وأردت أن أرفع من مستوى نقاشنا عن مثل هذه الترهات .. فأعنّى على ذلك بتركيزك وعدم تسرعك وكثرة قراءتك .

 

أعاننا الله وإياك على الوصول للحق .

 

خيارات      

 

متعلم

(غريب)

01/08/03 11:41 AM

 

Re: مصادر القرآن ... اليهودية والمسيحية [re: Murssel]

 

رد

 

 

 

بسم الله .. الحمد لله وكفى .. وسلام على عباده الذين اصطفى .. ثم أما بعد ..

 

عزيزى مرسل .. رداً على رسالتك الثانية بتاريخ : 27 / 12

 

أرد أولاً على ما ذكرته أنت حول قصة يوسف عليه السلام ، ثم أتبعها ـ إن شاء الله ـ برسالة منفصلة تحوى تعليقى أنا على المقارنة .

 

قبل أن أوضح لك ما ذكرته ، أود أن أقول : إنك لم تثبت عزيزى مرسل إلهية التوراة من خلال القصة .. المفروض فى هذه المقارنة أن توضح بشرية النص القرآنى ، ثم تعرج على النص التوراتى فتوضح ما فيه من الإلهية ، إذ لا يكفى بشرية القرآن للدلالة على إلهية التوراة ، فقد يكون الاثنان بشريين !! .. لكنك لم تأت فى هذا الموضوع بكلمة واحدة .. فلله الحمد والمنة ! .. وإنما ذلك عندى دليل على عدم إحساسك بإلهية النص التوراتى .. وإن زعم عقلك أنه يؤمن بذلك ! .. وكيف تلقى التوراة المحرفة فى قلب قارئها بإلهيتها ، وكل سفر من أسفارها يصرخ بأنه من يد البشر ، ولو غلب على حسك إلهية النص التوراتى ، لأفلتت منك بعض الكلمات تدل على ذلك ولو من بعيد ، لكن لما غاب ذلك عن حسك ولم تشعر به ، لم يظهر ذلك على لسانك ولو بالتلميح !!

 

أما أنا فأرد أولاً على ما ذكرته أنت عن قصة يوسف عليه السلام فى القرآن ، وأوضح لك ما خفى عليك منها ، وأبين لك ما جهلته .. ثم أعرج ثانية على القصة مقارناً بين النص القرآنى والنص التوراتى .. مظهراً ما فى النص التوراتى من أخطاء ، تجعله حبيساً فى مرتبة البشر ( المخطئين ) ، وواضعاً يدك على بعض ـ لا كل ـ ما فى النص القرآنى من مظاهر إلهية النص .. معرضاً طبعاً عن ذكر الإعجاز اللفظى هنا حتى لا نظلم التوراة فنحاكمها إلى غير لغتها ، أو ننكر عليها عدم إعجاز لم تدعيه هى لنفسها ولا المؤمنون بها .

 

وقد لاحظت أن الزملاء المسيحيين لا يعرفون من أين يأتون بتفسير آيات القرآن ، ويحسبون أن أى قول فى أى كتاب للتفسير يأخذ به المسلمون فى دينهم ، وهذا خطأ ، فالتفاسير تنقل أقوالاً عدة وليس بلازم صحتها كلها ، وأنصحهم بكتاب تفسير ابن كثير ؛ فقد تفادى الكثير من عيوب غيره .

 

غمض عليك معنى الحروف المقطعة فى أول السورة .. ومعناها سهل وواضح عزيزى مرسل ، فالله عز وجل يسرد بعض حروف اللغة العربية ، ثم يقول : " تلك آيات الكتاب المبين " ، أى : من هذه الحروف البسيطة التى تتألف منها العربية جاءت آيات القرآن المعجز ، فلم يجعل الله القرآن يتألف من حروف غير عربية ، ولا جاء لهم بلغة لم يعرفها العرب ، ومع ذلك أعجزهم هذا القرآن أن يأتوا بمثله ، أو حتى بسورة واحدة من مثله ، وعمر هذا التحدى أربعة عشر قرناً ، وما زال هذا التحدى قائماً !

 

" قال قائل منهم لا تقتلوا يوسف .. " .. اعترضت أنت على عدم ذكر القرآن لقائل الكلام .. وها هنا الفيصل عزيزى مرسل بين كلام الله وكلام البشر ! .. إن أسلوب النص التوراتى أسلوب بشرى ، فهو يذكر ما استطاع من التفاصيل والأسماء والأحداث ، وهذا أسلوب البشر عموماً فى قصصهم ، فالمسألة مسألة تأريخ وقصص لا أكثر وليست مسألة وحى وهداية ! .. أما أسلوب النص القرآنى فهو إلهى ، يعرض عما لا فائدة من ذكره ، ويوجه السامع إلى ما فيه الخير والعبرة ، فما فائدة أن تعرف اسم

القائل ؟ .. لا شىء .. ما الذى غيرته هذه المعلومة فى فكرك ؟ .. لا شىء .. هل أصبحت أكثر إيماناً بعد معرفة الاسم ؟ .. بالطبع لا .. وهكذا يعرض القرآن عن كل علم لا ينفع .

 

وليس معنى ذلك أنه يخفى جميع التفاصيل ، بالطبع كلا ، بل يذكر منها فقط ما هو ضرورى ولازم لفهم السامع ، إذ إن أخذ العبرة مترتب على فهم القصة ، فما دام الهدف النهائى ليس هو فهم القصة ، إذن ليكن ذكر التفاصيل فى أضيق الحدود ، حتى لا يتلهى بها السامع ، وما دام أخذ العبر والدروس هو الهدف النهائى ، فليكن فى ذلك التفصيل والتعقيب من آن لآخر .. وهكذا أنت ترى أنه أسلوب إله .. إله حكيم عليم يهدى عباده إلى أحسن القصص ، ليجنوا منه العبر والدروس المستفادة لهم فى دينهم ، أما الأسلوب التوراتى فهو أسلوب بشرى منغمس فى ذكر التفاصيل المفيد منها وغير المفيد ، إذ ليس همه هداية أحد ولا بيان العبرة لأحد .. هل فهمت الآن شيئاً من معنى قوله تعالى : " أحسن القصص " فى أول السورة ؟ .. وقوله تعالى : " لقد كان فى قصصهم عبرة لأولى الألباب " فى آخرها ؟

 

ثم ادعيت أنت أن القرآن أغفل ذكر أسباب حقد إخوة يوسف عليه .. خفى عليك ذلك من النص القرآنى وهو واضح .. يقول عز وجل : " إذ قالوا : ليوسف وأخوه أحب إلى أبينا منا ونحن عصبة إن أبانا لفى ضلال مبين " ( يوسف : 8 ) ، فقد ذكر القرآن السبب وهو حب أبيهم له أكثر منهم ، وها أنت ترى ثانية أن القرآن يعرض عن ذكر تفاصيل هذه المحبة وهذا التفضيل ، إذ إن تلك التفاصيل لا تؤثر على فهم القصة ، وبالتالى لا يؤثر على موضع أخذ العبرة منها ، بخلاف النص التوراتى فهو لا يعرف ماذا يذكر أو يخفى ، إذ ليست القاعدة عنده فهم القصة لأخذ العبرة والدروس ، فهو بعيد عن ذلك تماماً ، لأنه ليس بإله يهدى عباده ، بل هو بشرى يقص ما عنده .

 

ثم اعترضت أنت على مشهد مراودة إخوة يوسف لأبيه يعقوب عن يوسف ، وقلت بأنه ليس فى التوراة ، ثم افترضت جدلاً بأن نص التوراة محرف ، لكنك ألزمتنى بذكر سبب التحريف هنا والعبرة منه .. والحق عزيزى مرسل أننا لم نقل أبداً أن كل تحريف فى نص الكتاب المقدس كان لعلة .. لا .. فبعضه فيه علة ظاهرة لأغراض فى نفس المحرف .. وبعضه لا علة ظاهرة فيه ، فنحن لم ندعى أبداً أن من حرف أتى على كل تفصيلة لا تخدمه وحذفها ، وأتى بكل تفصيلة تخدمه ، وبلغ الإتقان فى ذلك .. لا .. لم نقل ذلك أبداً .. إنما نقول إن التحريف وقع . وكأنى برجل يدعى سرقة منزله ، إذ وجد كل ما خف حمله وغلا ثمنه قد سرق ، فتأتى أنت وتقول له لا لم يسرق المنزل بعد لأن هناك سجادة وبعض الأوانى لم يسرقوا بعد !! .. التحريف وقع عزيزى مرسل ، لكن المحرف نفسه بشر يصيب ويخطىء ، وليس تحريفه محكماً دائماً ، بل لا يصح أن يكون محكماً ، إذ كيف يجعل الله ذلك التحريف محكماً ، لا بد أن يظهر الله عز وجل الثغرات فيه ، حتى يكون حجة للمؤمنين بالتحريف ، وحجة على غير المؤمنين به ، حتى إذا تدبروا بعقولهم عرفوا مواضع التحريف ، فهذا من حجة الله على عبيده . أما المحرف نفسه فهو بشر يخطىء ويصيب ، ينسى التفاصيل ويذكرها ويضطرب فيها .. وهكذا يجرى عليه ما يجرى على البشر عموماً .

 

ثم قلت أنت : " ارجوا الأجابة هنا وتعليل اسباب التناقض بين الروايتين ليس في هذه الجملة فقط وانما في مواضع عديدة في قصة يوسف لايسعني ان اذكرها كلها الأن " .. وأنا هنا أشك أن الذى يكلمى هو العزيز مرسل ! .. هل أنت مرسل نفسه

حقاً ؟ ! .. أشك فى ذلك .. لا بد أنك مرسل آخر .. مرسل السابق كان يقول إن التشابه بين القصتين كبير إلا قليلاً .. أما مرسل الآن فيقول إن الاختلاف واقع بل وصل إلى حد التناقض فى مواطن كثيرة .. إن مرسل يرد على مرسل !! .. ألا تدرك أنك بكلامك هذا تهدم دعواك بالاقتباس ؟! .. عزيزى مرسل الإجابة هى : سبب تناقض التوراة مع القرآن .. أن القرآن لم يقتبس من التوراة لأنه إلهى وليس بقول البشر ! .. فها أنت ترى أن الله يضع الحجة على لسان المنكرين قبل المؤمنين .. فسبحان الله العظيم !!

 

ثم تعترض على أن القرآن لا يذكر عن وصول يوسف لمصر إلا فى آيتين فقط ، بينما التوراة تذكر الكثير من التفاصيل .. وكأنك تضع مقياساً وهو " من يذكر أكثر يكون الأفضل " ! وهو مقياس باطل ولا شك .. وكفى فى بطلانه أننا لو حاكمنا إليه النص التوراتى نفسه لما رضيت به .. فدعنى أسألك عزيزى مرسل : ما هى تفاصيل سفر يوسف مع القافلة إلى مصر ؟ .. كيف كان حاله ؟ وكيف كان يأكل أو يشرب ؟ وكيف كانوا يعاملونه ؟ وما الذى مروا به فى الطريق ؟ وما الذى رأوه ؟ وماذا جرى أول يوم ؟ ثم ماذا جرى ثانى يوم ؟ .. ثم .. لو سألتك عن ذلك كله عزيزى مرسل بم ستجيب ؟ .. إنك ستجيب بأن كل تلك التفاصيل لا تعنينا ، فلا ذكرها يؤثر فى فهم القصة ولا إغفالها يمنعنا عن ذلك .. وسأوافقك على منطقك .. إذن العبرة ليست بكثرة التفاصيل .. وليس ذلك أمراً مدعاة للفرح .. إنما المهم .. أى التفاصيل هو مهم وأيها غير مهم .. أما مقياسك فهو باطل .. بل المقياس الحق هو : " أى النصين حقق الغرضين : غرض فهم القصة ، وغرض أخذ العبرة " .. وتعال نقارن النصين ..

 

بالنسبة لغرض فهم القصة .. هل أخل القرآن بها ؟ .. اقرأ النص القرآنى واسأل نفسك : هل حدث انقطاع عندك فى أحداث

القصة ، بسبب عدم ذكر القرآن هذا الأمر إلا فى آيتين ؟ .. أم أنك ما زلت تتابع القصة بكل سهولة ويسر ؟ .. هل أغفل القرآن تفصيلة واحدة تحتاجها لمتابعة القصة ؟ .. أم أنه أعطاك فى هاتين الآيتين كل ما تحتاجه ؟ .. ولاحظ " تحتاجه " فى ماذا ؟ .. تحتاجه فى أخذ العبرة .. إذ هو الهدف من النص القرآنى ـ بخلاف النص التوراتى ـ فى النهاية كما قلت لك .. سل نفسك هذه الأسئلة وتدبر ولا تتسرع .. ستجد أن القرآن أعطاك ما تحتاجه لتتابع القصة .. وما تحتاجه ( فقط ) لا أكثر ولا أقل بميزان إلهى حكيم .. صنع الله الذى أتقن كل شىء ! .. أما النص التوراتى فلو حاكمناه لغرض فهم القصة .. فسنجد أنه بالرغم من التفصيلات الكثيرة التى يذكرها ، إلا أن فهم القصة يستغلق علينا هنا ! .. نعم .. بالرغم من ذكر التفصيلات إلا أننا لا نفهمها ، والسبب هو الاضطراب الذى وقع فيه .. ففى سفر التكوين الاصحاح 37 الآية 28 يقرر أن التجار المديانيين انتشلوا يوسف من البئر وباعوه للإسماعيليين الذين أتوا به إلى مصر .. لكن كاتب التوراة ينسى ذلك ويقرر فى الآية 36 أن المديانيين هم الذين باعوه فى مصر لفوطيفار ! .. ثم ينسى مرة ثانية ويقرر فى الاصحاح 39 الآية 1 أن فوطيفار اشتراه من يد الإسماعيليين ! .. إذن خرجنا من ذلك بأن النص التوراتى فشل فى أن يكون نصاً بشرياً محكماً ، ناهيك أن يكون إلهياً ، أما النص القرآنى فكل حرف وكل كلمة تخبرك أنه إلهى .

 

وبالنسبة لغرض أخذ العبرة .. ماذا قال النص التوراتى ؟ .. لا شىء .. مجرد ذكر للتفاصيل وفقط ، ولا عجب فهو بشر يقص ما عنده وحسب ، ولا يبغى من وراء ذلك شيئاً .. أما النص القرآنى فماذا قال فى هاتين الآيتين " الوحيدتين " .. قال تعالى معقباً : " وأسروه بضاعة " ، فالله عز وجل يرشدنا هنا إلى مدى المهانة التى لحقت بيوسف عليه السلام .. نبى كريم ابن نبى كريم من سلالة أنبياء كرماء .. " بضاعة " ! .. كلمتان لا أكثر ولا أقل يرشدنا الله فيهما إلى مدى ما لاقاه هذا النبى الكريم .. لكن أليس ذلك مما يسوء المؤمن ؟ .. لماذا لم يرحمه الله من هذه المهانة ؟ .. هل خفى ذلك على الله ؟ .. فتأتى الإجابة الإلهية .. " والله عليم بما يعملون " .. إذن الله لا يخفى عليه ذلك ، لا يخفى عليه ما يفعل بنبيه وما يلاقيه .. إذن لماذا يتركه الله ؟ هل يتخلى عنه ؟ الإجابة طبعاً : لا .. وسندرك ذلك من باقى مشاهد القصة والتعقيبات الإلهية عليها .. لكن الله هنا يكتفى بإبراز ذاته فى الصورة ، ويخبرنا أنه شاهد كل ذلك وسمعه ، لكن حكمته سبحانه أعظم من عقولنا القاصرة .. ولن نفهم هذه الإشارة الإلهية إلا إذا فهمنا أن القرآن لم ينزل جملة واحدة ، بل كان ينزل متفرقاً ليثبت قلب الرسول صلى الله عليه وسلم ، أمام كيد الأعداء وشبه المغرضين ، فكأن الله يقول له : هذا هو ما حدث لأخيك الكريم يا محمد ، وكنت أنا من الشاهدين ، وكذلك أنا أسمع وأرى ما يحيق بك من أعدائك ، لا يخفى على شىء من ذلك ، فكن مثل يوسف الكريم حتى أكون بجانبك مثلما فعلت معه ، ولا تستعجل النصر ، بل إن هذا الخطاب هو موجه لكل مسلم إلى يوم الدين ، لكل مسلم يقع فى محنة ومهانة ، فيتمثل قصة يوسف عليه السلام ، ويتمثل هذه الآية ، فأى مهانة سيلاقيها مسلم تهون بجانب المهانة التى لحقت بيوسف عليه السلام .. ثم إن حال أعدائه لا يخفى على الله بل .. " والله عليم بما يعملون " .. ثم يقول تعالى : " وشروه بثمن بخس دراهم معدودة وكانوا فيه من الزاهدين " .. وهو إيغال وتعمق فى وصف حالة المهانة التى لحقت بيوسف الكريم عليه السلام .. نبى كريم يباع بثمن " بخس " .. هل لك أن تتذوق تلك الألفاظ ؟ .. " بخس " .. " معدودة " .. " الزاهدين " .. ، ألا ترى الفرق بين هذا وبين ذكر تفصيل العشرين من الفضة !!

 

ها قد خرجنا من كل ما سبق بفشل النص التوراتى فى تحقيق غرض فهم القصة ، ولم يزج بنفسه أصلاً فى غرض أخذ العبرة ، وهذا مناسب لبشريته .. أما النص القرآنى فليست كل براعته فى خلوه من التناقض والاضطراب .. لا .. بل علا على ذلك فأكمل تحقيق غرض فهم القصة على أكمل وجه ، ثم علا أكثر وانطلق للغرض الحقيقى من ذكر القصة وهو غرض أخذ العبرة .. فأتمه على أكمل ما يكون .. وسبحان من أنزل هذا الكتاب !

 

ثم عقبت أنت على أن القرآن بعد ذلك يذكر مشهد توصية العزيز لامرأته على يوسف فى مصر ، وادعيت المفاجأة ! .. والحق أقول لك عزيزى مرسل : إن هذا أسلوب دائم للقرآن ، لا يذكر من التفاصيل إلا ما يفيدك فى فهم القصة وأخذ العبرة ، ويعرض عما دون ذلك ويحترز منه إذ لا فائدة فيه .. ألا ترى أنك لا تتأثر بما أهمله القرآن ، بل تتابع معه القصة بكل تركيز واهتمام .. ألا ترى أنك لا تستفيد شيئاً من كثرة تفاصيل التوراة .. بل إن كثيراً من تفاصيلها يمكننا حذفه دون أن يؤثر ذلك على القصة ، بخلاف القرآن فكل كلمة تؤدى دوراً ، بل لا أبالغ إن قلت : كل حرف .. ثم هل لاحظت كيف ينتقل القرآن بين مشاهد القصة بكل سلاسة وعذوبة .. ألا ترى كيف قطع عليك تركيزك فى التوراة الاصحاح 38 ، لأنه خرج بك عن القصة ، وإلا فما هى فائدته أو دخله بقصتنا ؟ .. ستقول : إنه يروى ما حدث بأمانة .. وهذا ما أقوله لك عزيزى مرسل .. إنه بشر يروى ما عنده .. وليس إله حكيم يقص أحسن القصص ليهدى عبيده .. هل أدركت الفرق الشاسع بعد بين الأرض والسماء .. بين البشر القاصر المضطرب والإله الحكيم

العليم ؟ ..

 

لاحظ التعقيبات الإلهية العظيمة فى تلك الآية .. " .. وكذلك مكنا ليوسف فى الأرض ولنعلمه من تأويل الأحاديث والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون " .. لن أشرح ولن أعلق .. ثم لاحظ ما تلاها من تعقيبات فى الآية التى بعدها .. " ولما بلغ أشده آتيناه حكماً وعلماً وكذلك نجزى المحسنين " .. وكأن القرآن يأخذنا بتلك التعقيبات فى جولة زمنية بعيدة .. تسرد فيها السنين تلو السنين .. فنتابع بخيالنا يوسف الفتى وهو يبلغ أشده .. ويؤتيه الله الحكم والعلم .. جزاء على إحسانه .. وعند ذلك يعود بنا القرآن ثانية لأحداث القصة ، ويكشف الستار عن مشهد المراودة .. " وراودته التى هو فى بيتها .. " .. هل أدركت بعد ما نسميه سمو الأسلوب القرآنى ؟ .. هل أدركت كيف يأخذ بيدك فى كل مراحل القصة .. بأيسر الألفاظ وأعذب الأساليب .. ثم يضع يدك على مواطن العبرة بأحكم لفظ وأبلغ مقال .. إن ذلك ليس بلاغة عزيزى مرسل .. إنه إعجاز !

 

لم تفهم أنت قوله تعالى : " وهم بها " .. وأنا أوضح لك معناها .. أولاً : أكد القرآن " هم " امرأة العزيز باللام وقد .. ثانياً : جعلها هى البادئة حيث ذكر همها أولاً .. ثالثاً : كل ما قيل عن يوسف هو " وهم بها " فهمه مترتب على همها .. رابعاً : سارعت الآية بتعليق هذا " الهم " بحرف امتناع " لولا " ؛ لتبين أن المسألة لم تخرج عن حركة المشاعر تحت وطأة الإغراء الهائل من تلك المرأة ذات السلطان والجمال .. خامساً : أنه فر هارباً من وجه الفتنة الشيطانية نحو الباب .

 

إن " الهم " الذى أثبته القرآن ليوسف عليه السلام ، ليس هو " هم " الفاحشة الذى كان من امرأة العزيز ، إنما هو لم يخرج عن الإحساس العادى بجمال المرأة الذى يدور بداخل كل إنسان يواجه امرأة فى جمال وسلطة امرأة العزيز ، وهذا من تمام ابتلاء يوسف عليه السلام ، إذ كان يمكن أن يقول القائل : إن يوسف أعرض عنها لقلة جمالها أو لعدم استحسانه لنوع جمالها أو لعيب فى يوسف إذ ليس له مأرب فى النساء .. فنفى الله عز وجل كل تلك الاعتقادات الباطلة بقوله " وهم بها " ليدلنا أنها كانت جميلة تحرك مشاعر الرجل وأن يوسف لم يكن بارد المشاعر بل كان رجلاً مكتمل الرجولة وفى أشده .. وهذا أبلغ فى تصوير ابتلاء يوسف عليه السلام وإحكامه من كل وجه .. فهو فقير ، وبعيد عن أهله ووطنه ، وفى أرض غربة ، وغير متزوج ، وفى أشده من العمر ، وله مشاعر تجاه النساء كأى رجل ، والمرأة هى الراغبة ، وهى البادئة ، إذ ذكر همها قبل همه ، وهى جميلة ، وتحرك المشاعر ، وغلقت الأبواب ـ لم تذكر التوراة ذلك ـ وهى التى تعرض عليه نفسها ، ولها السلطة فى بيتها عليه وعلى غيره ، وسنعرف بعد ذلك أن لها قوة تأثير كبيرة على زوجها .. فهذا كله من إحكام الله فى تصوير قوة ابتلاء يوسف عليه السلام ، حتى لا يتصورن أحد أنه ابتلاء سهل ، بل هو ابتلاء تجمعت فيه كل العوامل المفضية إلى الخطيئة ، لكن يوسف عليه السلام كان من المحسنين ، فخلصه الله من ذلك . ونستفيد من ذلك ولا شك دروساً كثيرة ، منها : أنه لن يواجه أحد ابتلاء مثل ابتلاء يوسف عليه السلام ، فالواجب عليه الصبر دائماً . ومنها : تثبيت الله للمؤمنين فى الشدائد مهما عظمت . ومنها : عظمة قدر يوسف عليه السلام ، إذ كلما صعب الابتلاء ونجح فيه كان ذلك رفعاً لقدره عليه السلام .. ولا عجب فهو الكريم بن الكريم بن الكريم .. هكذا يعظم الله أنبيائه فى قرآنه ليوم الدين .. ويثنى عليهم ويرفع من قدرهم ، واضعاً إياهم فى مركز الصدارة والقدوة لجميع المؤمنين .

 

" وشهد شاهد من أهلها .. " .. وتستغرب أنت من أين أتى هذا الشاهد ؟ .. لا يهم عزيزى مرسل من أين أتى ، المهم هو شهادته ، أما تفاصيل حضوره وأن العزيز أرسل فى استدعاء أحد أقارب زوجته ، فهذا لا يهم القرآن فى شىء ، بل يترك أمثال تلك الأحداث عمداً ، ليستمتع الخيال بملئها وإقامة القنطرة بين ما سبقها وما تلاها من مشاهد ، ما دام ذلك سهلاً عليه .

 

تقول التوراة : إن يوسف ترك ثوبه كله لدى المرأة وهرب ، والقرآن يقول : إنه لم يترك الثوب بل أمسكته المرأة من الخلف ، ولما لم يتوقف يوسف عليه السلام اقتطعت جزءاً منه . فأى الروايتين أليق بعفة يوسف عليه السلام ؟! أن يترك ثوبه كله ؟! أم أن يُخرق ثوبه من الخلف ؟! .. فى النص التوراتى ليس يوسف عفيفاً والمرأة على حق فى اتهامها له ؛ لأن يوسف لا يخلع ثوبه هكذا سليماً إلا إذا كان هو الراغب وهى الآبية . ولا يقال إن المرأة هى التى أخلعته ثوبه ؛ لأن يوسف رجل ، وهى امرأة فكيف تتغلب عليه وتخلع ثوبه بكل سهولة ، ثم لما يمتنع تحتفظ هى بالثوب كدليل مادى على جنايته المشينة ؟! .. وهل خرج يوسف عريانًا وترك ثوبه لدى غريمته لتدينه به ؟! فالنص التوراتى فيه إدانة صريحة ليوسف عليه السلام أما النص القرآنى فهو إدانة صريحة لامرأة العزيز ، وبراءة كاملة ليوسف عليه السلام .. ولا عجب بعد ذلك أن يدع العزيز يوسف عليه السلام ، إذ قد ثبتت براءته عنده ، وإن كان النص القرآنى يعطينا تلميحات عن ضعف الرجل أمام امرأته ، وهذا ليس بغريب ، ونحن نجد ذلك فى كثير من هذه الطبقة المترفة الفاسدة ، نجد كثيراً من التهاون فى حقوق الرجولة ، وهذا أحد أضلاع ابتلاء يوسف عليه السلام ، لقد كان ابتلائه شديداً جداً ، إذ كان الطريق إلى الخطيئة سهلاً أمامه من كل وجه ! لكن الله عصمه . وبعد مراودة النسوة له واعتصامه بالله منهن يقول القرآن " ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الآيات ليسجننه حتى حين " .. وهذا يدلنا على شدة الظلم الواقع على يوسف عليه السلام ، فقد دخل السجن ظلماً وعدواناً ، وهذا سيكون مناسباً لما سيرد بعد ذلك من أنه سيرفض الخروج من السجن عندما يأذن له الملك بذلك ، بل سيقول : " ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة " .

 

وبالنسبة لمشهد النسوة مع امرأة العزيز استنكرت أنت دعوة امرأة العزيز لهن .. ولماذا تستنكر ذلك عزيزى مرسل ؟ .. إنها لم تفضح نفسها أمامهن ، بل قد علمن بأمرها من قبل .. " وقال نسوة فى المدينة امرأة العزيز تراود فتاها .. " .. فهن قد علمن من قبل ولم تدعهن هى لتعلمهن بأمرها ، إنما دعتهن لأمر آخر ، لأنهن لما قلن ذلك لم يكن طيبات سالمات النية ، بل أردن أن يشاهدن هذا الفتى الذى أذل امرأة العزيز فى حبه ، فالقرآن يرسم لنا صورة عن هذه الطبقة المترفة الفاسدة ونسائها الفاسدات ، ولذلك قال " فلما سمعت بمكرهن .. " ولم يقل " بقولهن " .. فقولهن كان مكراً منهن .. إنهن لنساء ، وإنها لامرأة ، وإنها لتعرف كيف تفحم النساء !

 

ثم استنكرت أنت تقطيع النسوة لأيديهن .. ولا أدرى لم تستنكر ذلك ؟ .. فنحن نشاهد الشخص إذا سرح بفكره وهو يقشر برتقالة مثلاً لربما جرح نفسه ! .. ونحن ننبه الشخص الذى يشاهد التلفاز مثلاً ويريد تقطيع تفاحة مثلاً فى نفس الوقت .. ننبهه ألا يشرد ذهنه مع التلفاز لئلا يجرح يده .. وهذا مشاهد معروف ، وهذا ما حدث للنسوة ، فقد بهرهن جمال يوسف عليه السلام ، فلم ينتبهن وقطعن أيديهن ، وهذا من شدة ما ملك من جمال يوسف عليهن ، وواضح أن امرأة العزيز كانت تقصد هذا التأثير منذ البداية ، وقد أعدت للأمر عدته .. فى الحقيقة لست أفهم لماذا تعترض على ذلك .. قد تعترض على دعوة امرأة العزيز نفسها ، أما أن تعترض على تقطيع النسوة أيديهن فلا وجه لاعتراضك عندى بحال .. اللهم إلا أن يكون ذهب تفكيرك بعيداً .. وشطح خيالك شذراً .. وظننت أنهن قطعن أيديهن بمعنى أنهن فصلنها تماماً من الرسغين مثلاً !! .. لا أدرى هل فهمت ذلك فأشكل عليك .. إن كنت ظننت ذلك فهو بعيد جداً ، وليس مراداً من الآيات بحال من الأحوال .

 

" فأنساه الشيطان ذكر ربه " .. تقول أنت : لم ينس يوسف ربه .. كالعادة عزيزى مرسل تتسرع وتفهم الآية خطأ .. معنى الآية : فأنسى الشيطان الساقى ذكر يوسف عند الملك .. وما ذكرته أنت من مثال استعانة النبى صلى الله عليه وسلم بحيلة على بن أبى طالب ليلة الهجرة صحيح تماماً ، وأوافقك عليه ، فهو من اتخاذ الأسباب الذى أمرنا به ، فنحن المسلمين نعتقد أن التوكل على الله يتم بأمرين : أخذ بالأسباب ، وثقة بالله .

 

وقد اعترضت أنت على رواية فى تفسير القرطبى بخصوص قميص يوسف عليه السلام .. وتفسير القرطبى تفسير عظيم ولا شك ، لكن ليس معنى ذلك أن نقبل كل ما ورد فيه من آراء ، ولا كل ما يورده من روايات ، بل هو نفسه لا يفعل ذلك ، فإيراد الآراء والروايات شىء ، وقبول الصالح منها شىء آخر ، وهذه الرواية لم يقل أحد بصحتها ، ثم إنها عن مجاهد وهو أحد التابعين أى الجيل الذى بعد الصحابة ، فليست الرواية مرفوعة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ، ونحن نسمى مثل تلك الروايات : مراسيل ، وما ورد بالرواية من خصائص قميص يوسف لا بد أن يثبت بوحى ، أى لا بد أن يكون الحديث مرفوعاً إلى النبى صلى الله عليه وسلم ، ولا بد أن يصح سند الرواية ، حتى نقبل بما فيها . هذا عن الرواية ، أما عن القميص نفسه فثابت بالقرآن أن يوسف عليه السلام جعله سبباً لرد بصر يعقوب عليه السلام ، ولا بد أن الله أوحى إليه بذلك فهو نبى كريم ، وهذا لا عجب فيه ألبتة ، فمعجزات الأنبياء ثابتة ولا أظنك تنكرها .

 

وبعد .. فهذا كله كان توضيحاً لما أشكل عليك ، وأتبعه ـ إن شاء الله ـ بمقارنتى أنا ، والله المستعان .

 

سهل الله علينا وعليك فهم الحق واتباعه .. ورؤية الباطل واجتنابه !!

 

خيارات      

 

Murssel

(محاور نشيط)

01/08/03 01:00 PM

 

Re: مصادر القرآن ... اليهودية والمسيحية [re: متعلم]

 

رد

 

 

 

السيد متعلم

 

اشكر الله على عودتك الينا وارجوا ان يكون هذا بتمام الصحة والعافية ...

 

شكرا لأجل ردك وهاأنا ارد عليه بعد نشره بدقائق ، فأقول وباختصار شديد :

 

لست بصدد اثبات الوهية النص التوراتي بقدر مااسعى الى ابطال النص القرآني وتبيين تزيفه ...

 

واراك تستخدم اسلوبا هو في الحقيقة ليس بغريبا عن الأسلام والمسلمين ... ولاعجب فأنت واحد منهم ، فتقول : "وكل سفر من أسفارها ( اي التوراة )يصرخ بأنه من يد البشر " ومن حين لأخر يأتينا القول منك ومن غيرك " ليس كل التوراة بل البعض منها " وحين نسالكم ماهو هذا البعض يأتينا الجواب " كل مايصدق عليه القرآن غير محرف " ... جواب من اسخف مايكون ... رسول امي لايعرف القراءة والكتابة وليس له اطلاع شخصي على كتب اهل الكتاب فيسمع القصص والرويات من هذا وذاك وينقلها ناقصة ومغلوطة وممزوجة بالخرافات ثم يدعي بانها قصص من عند الله قصها عليه المسمى جبريل ...

 

ثم تستهزىء حضرتك من ذكري للنصوص او الأختلاف بين الروايتين وتجاهلت عمدا وتعمدا القصد من كلامي ، وهاأنا ابسطه واقربه الى ذهنك بمثل بسيط ... مريم اخت موسى وهارون اسمها بنت "عمران" وليس بنت "عمرام "... اليس كذلك يامتعلم ؟ اين هو الصح واين الغلط ؟ اين هو الحقيقي واين هو المزور ؟ قل لي كيف تفحص هذا الأمر وعلى اي اساس ومقياس ؟ ماهو الألهي في "عمران" والغير الهي في "عمرام"؟ لماذا يحرف اليهود حرف النون ويحولوه الى ميم ؟ عمرام اسم عبري على شخص عبري وله معناه ومدلوله باللغة العبرية ، فمن هو عمران هذا ؟ لماذا لانقول ان الرسول الأمي الذي كان يجهل الكتابة والقراءة سمع الكلام غلط فخربط بين الميم والنون وكما سمع دون ، اليس هذا اقرب الى العقل السليم ياسيد متعلم ؟

 

لاتنصحنا لافي تفسير ابن كثير ولافي غيره ... التفاسير المعتمدة عند السنة نأخذ بها كلها ... انت تعشق ابن كثير وغيرك يعشق القرطبي ، وبدون هذا وبدون ذاك قرآنك مبهم ، وعلى قدر فهم هذا وفهم ذاك انت تدرك وتفهم ، لاأكثر ولاأقل ... ...

 

التحدي القرآني تحد سخيف لامعنى له وقد اجبنا عليه مرار، واخر ماقيل في أمره جاء من السيد فينلو88 قبل بضعة ايام ... ومامعنى هذا التحدي اذا كان السيف مسلط على رقبة كل من يتحدى القرآن او يتجرأ على انتقاده ؟ الفضل في ثباته يعود الى الأرهاب الذي مارسه الرسول وصحابته على من انتقده ... ولازال هذا الأرهاب مستمر حتى يومنا هذا ... ان تتحدى ولاتسمح للذي تتحداه بانتقادك فهذا قمة الجبن ...

 

عزمت في البداية ان يكون ردي مختصرا حتى يتسنى لنا المتابعة وترك القارىء الكريم ليحكم في ماقيل ، ولكني اخشى اني لن استطيع ذلك بعد ان قرآت قولك : " وبالنسبة لغرض أخذ العبرة .. ماذا قال النص التوراتى ؟ .. لا شىء .. مجرد ذكر للتفاصيل وفقط ، ولا عجب فهو بشر يقص ما عنده وحسب ، ولا يبغى من وراء ذلك شيئاً .." ... وفي الحقيقة خاب ظني فيك ... لقد اعتقدت بانني احاور انسانا على علم واسع في كتاب المسيحيين وعقائدهم بحسب ماادعيته بنفسك ، واذ بي اتحقق من سطحيتك وفقر معلوماتك وعدم اطلاعك على الكتاب المقدس وعلى ماتحاورني فيه من نصوص كتابية ... ومن يدري ، فقد لاتكون قرأت ايضا قصة يوسف التوراتية وانما كتابا عنها ... ماعلينا ... ولكن ماذا بشأن العبرة من قصة يوسف القرآنية ياسيد متعلم ؟ هل هذا كل مالديك لترويه لنا ؟ اذن اسمح لي الأن ان اغلق مكتبي واذهب الى المنزل ومن ثم اتابع معك ...

 

تحياتي

 

 

--------------

قال المسيح : " انا هو الطريق والحق والحياة . ليس احد يأتي الى الآب الا بي "

 

خيارات      

 

Murssel

(محاور نشيط)

01/08/03 04:56 PM

 

Re: مصادر القرآن ... اليهودية والمسيحية [re: متعلم]

 

رد

 

 

 

اذا تعال لنتابع معا ياسيد متعلم فقد يكون بأمكاني ان ازيدك علما فيما تجهله وتدعي معرفته ، وهو العبرة من قصة يوسف التوراتية ... من القصة الحقيقية ...

 

وحتى العبرة التي تدعي وجودها في القصة القرآنية هي نتيجة حتمية لاقتباس القرآن من الكتاب المقدس ... فمن يقتبس القصة او البعض منها يقتبس بالتالي ماتحويه من فوائد وعبر ... ولكن خوفي من انكم لم تعتبروا في ماقتبستموه ...

 

كل انسان له عينان وعقل يرى في القصة التوراتية اجمل الصور ليوسف رجل الله الأمين ويتعلم منه اجمل العبر...

 

يوسف الحالم ، يوسف الصادق والصريح ، يوسف المخلص والأمين ، يوسف المؤمن الصبور، يوسف الحليم الصفوح، يوسف المتألم الذي يقبل آلام الحياة بدون تذمر ، يوسف يصدق الله ويرى الله وراء الأمور والظروف ويؤمن بصدقه وحسن قيادته وعدله وغرضه السامي (( انتم قصدتم لي شرا ، اما الله فقصد به خيرا لكي يفعل كما اليوم ليحيي شعبا غفيرا )) تكوين 50:20، ويوسف النبي ، الذي يتنبىء قبل موته عن خروج هذا الشعب من بيت العبودية وارض مصر ، الأمر الذي اتمه الله على يد موسى ... وهل شرح لك القرآن كيف ومتى ولماذا ذهب هذا الشعب الى مصر ونبوة يوسف واتمامها على يد موسى ؟

 

تقول ان لك عبرة في قصة يوسف القرآنية ؟! اية عبرة هي هذه ايها السيد متعلم ؟ ان اجمل عبرة يمكن ان يتعلمها الأنسان المؤمن هي عبرة العفة والطهارة وعدم الأنصياع للشهوة والأنفماز في خطية الزنى ؟ هل اخذ الرسول الذي قص عليه جبريل احسن القصص عبرة من قصة يوسف هذه حتى تأخذها انت او باقي المسلمين؟

 

 

نعم هذه اهم العبر والدروس التي ينبغي على الأنسان ان يأخذها من قصة يوسف ، انكاره للشهوات الغير مقدسة والهروب من الأنغماس بها او الوقوع في شرك الزنى ... وهذا مافشلت به القصة القرآنية اذ اخفت عن اذهان واعين المسلمين ، بل وعلى ذهن وعيون النبي نفسه فلم يتخذوا من تصرفات يوسف البطولية عبرة ...

 

يوصف الكتاب عمل يوسف بالقول : " فأمسكته بثوبه قائلة : اضطجع معي . فترك ثوبه في يدها وهرب الى الخارج " وهنا يفتري المدعوا جبريل على يوسف فيدعي على لسان الرسول انها همت به وهم بها ... ويبدوا لي ان الرسول تأسف جدا لهروب يوسف من خطية الزنى ولم يوافقه على عمله هذا ... ولنا من سيرة الرسول مايؤكد بلانزاع انصياعه للشهوة الجسدية والأنقياد الى الزنى ومضاجعة كل أمرأة عرضت نفسها عليه (( وهذه وصية من الله اليه )) ، وانتقاء اجمل سبايا الحرب لهذا الغرض ولنا في صفية بنت حيي خير مثال على ذلك ...

 

 

انا ارى انك منخدع في صورة الكلام ، في حرفيته وبلاغته اكثر من معانيه ، وياليتك تقرأ قصة يوسف القرآنية بلغة اجنبية لترى مدى السخافة التي رويت بها ... نجرد القرآن من بلاغته و حرفه العربي فنرى مقدار الكلام الفارغ الذي ورد فيه ...

 

اكتفي بهذا واترك بقية النقاط للقارىء ليحكم فيها ...

 

تحياتي

 

--------------

قال المسيح : " انا هو الطريق والحق والحياة . ليس احد يأتي الى الآب الا بي "

 

خيارات      

 

Murssel

(محاور نشيط)

01/08/03 07:45 PM

 

Re: مصادر القرآن ... اليهودية والمسيحية [re: متعلم]

 

رد

 

 

 

لقد فاتني انك اعطيت ردين في ذات الوقت واليك الرد على ردك الأول ...

 

كتبت فيه مطولا جدا وفجأة اختفى كل الموضوع وذهب تعبي ادراج الريح ...

 

انت ايها المحترم تتكلم كثير جدا ولكن كلامك يفتقر الى دلائل ... وخير الكلام ماقل ودل ...

 

تفرح وتهلل بانك الحقت بي الهزيمة وافحمتني بحيث لم استطع ان ارد عليك فتقول : "

 

((أنكرت أنت على كثرة كلامى حول مقياسك الباطل ، وادعيت أنى لم آت بدليل ، والحق بخلاف ذلك ، فأنا أثبت لك بطلانه وخطأه من أكثر من وجه ، ووقفت أنت حيران لا تدرى كيف ترد ولا بم تجيب .. فلله الحمد والمنة ! .. وكنت أوضحت لك قبلها أنك لن تستطيع الرد وضربت لك الأمثلة ، ولم تستطع الرد فعلاً خاصة فيما يتعلق بمثال أتباع كريشنا .. أعلم أن الأمر محرج بالنسبة لك . ))

 

اسلوب الأطفال الصغار في الحوار وفي الحقيقة لم اتوقعه منك ... ولكن لكي لايغلبك الوهم ويسيطر عليك الكبرياء اجيبك فأقول :

 

قولك (( ثم إنى كنت أضرب لك الأمثلة لا أكثر .. وإلا فلو فتحت الباب لما استطعت الرد .. دعنا من التشابه بين الأناجيل .. ودعنا من التشابه بين العهدين القديم والجديد .. وإليك مثال ثالث : لننظر فى احتجاج أتباع ( كريشنا ) على المسيحيين .. وقد ألفوا فى ذلك كتباً .. توضح ما نقله الكتاب المقدس من كتبهم !! فما هو ردك عليهم ؟ .. صدقنى .. لا يكفى إيراد مواضع التشابه الظاهرى للطعن فى أن الله قاله .. ذلك مقياس فاسد وباطل ! ))

 

جوابي : هات لنا اولا الدليل على التشابه الكبير بين ماكنبه الكتاب المقدس والكتابات الوثنية ، ثم هات لنا الدليل ان هذه الكتب الوثنية اقدم من اسفار الكتاب المقدس ، ثم هات لنا الدليل على تواجد هذه الديانات في فلسطين وبلاد المشرق وانتشارها هناك ، ثم هات لنا الدليل على علاقة نشأت بين أنبياء اليهود وهؤلاء الوثنيين ... وبعد ان تأتي لي بهذا كله نتأمل معا في موضوع اتباع كريشنا ، قبل ذلك يبقى كلامك جدل عقيم وتجاهله افضل من الرد عليه ... لامجال للمقارنة ياسيد متعلم ، ولاتغض النظر عمدا وتعمدا عن العوامل التي احاطت بالأسلام في بوتقة ظهوره ونشأته وعلاقة الرسول بأهل الكتاب واتصالاته بالهراطقة واهل البدع الذين كانوا من المصادر الأولى لقرآنه ...

 

مقياسي في الحكم صالح حتى على الكتاب المقدس ... اثبت انه اقتبس بهذه الكثرة من كتب الأخرين كما فعل القرآن وبعدها ندع اصحاب الكتب الأخرى ينزلون الحكم في كتابنا ...

 

لاتضع في افواه العلماء المسيحيين مالم يقولوه ... في كل عصر وزمان رفض المسيحيون الرسالة المحمدية واعتبروا القرآن كتابا ملفقا مأخوذ من هنا وهناك ...

 

قلتها بفمك ((وأنا لا أدرى ما هو السبب أنك تتخذ هؤلاء العرب البدو السذج ـ كما تقول ـ إماماً لك وهادياً ؟ .. أفلا كان ذلك بصيرة لك على كذب أقوالهم ؟)) ولاتنسى ان الرسول والصحابة كانوا من البدو ووصفك ينطبق ايضا عليهم ...

 

اغض النظر عن بعض ماقلته واقفز الى تفسيرك السخيف للآية :"

" فإن كنت فى شك مما أنزلنا إليك فسئل الذين يقرأون الكتاب من قبلك " اذ تقول حضرتك : ((

أى اسأل أهل الكتاب المنصفين والعلماء الراسخين ، فإنهم سيقرون لك بصدق ما أخبرت به وموافقته لما معهم . فالسؤال هنا لطلب شهادتهم بصدق القرآن ، وليس للاستفسار كما توهمت )) ... والغريب اني في كل مرة اجادل مسلم في هذه الأية ياتيني بتفسير مخالف لغيره ... اسأل سيد عمران وهو يقول لك رأيه ... لقد اتى لي بتفسير يقول ان الرسول لم يكن يسأل النصارى وانما اهل الكتاب الذين أمنوا بالرسول ومنهم صفية بنت حيي ... حسنا يامتعلم ، الرسول لم يستفسر وانما طلب الشهادة منهم ... هل كان يشك في الوحي المنزل عليه حتى انه اضطر الى سؤال اهل الكتاب الذين يقراوؤن في كتاب محرف ؟ ماهذا التخريف ياأخي ؟؟؟!!

 

من هم علماء المسيحية المنصفين الذين وافقوا محمد على نبوته وقرآنه ؟ العلك تقصد القس ورقة بن نوفل ؟ اقول ، ان الذي اوحى بهذه الاية هو القس ورقة نفسه تأنيبا للرسول الذي تتلمذ على يديه وتعلم بعلمه وأخذ منه الكثير ... بل ان الوحي لم يتبرهن للرسول الا من خلال ورقة بن نوفل هذا ... هل تستطيع قبول هذا الحق ؟ صعب عليك جدا وانا ارثي لحالك ... ولكني سأدخل معك في هذا الموضوع في فرصة اخرى ...

 

واخيرا بالنسبة لموضوع تصحيح التوراة والكتب والديانات على يد الرسول اقول ، انحراف اليهود وتحريفهم لتوراتهم كما تزعمون باطلا لايتطلب نزول مايسمى بالقرآن ولامجيء رسول من العرب البدو ليحدث نهضة وتجديد في الكتب والدين ... لاتتغاضى قولي السابق ، ان الأنبياء هم من نسل اسحاق وبتصريح قرآني ... فأن اراد الله ان يصلح ياتي بنبي من الشعب العبري ومن نسل اسحاق ، وهو يجدد التوراة ويوحي بها من جديد بعد تحريفها مباشرة ولاينتظر قرونا من الزمن تاركا الناس في ظلال الى ان يأتي العرب ليهديهم ... انها مقولة مشهورة للمسلمين حين يعجزون عن الرد فلسان حالهم ينادي " هذه ارادة الله سبحانه تعالى " ... كلام ايجابي غرضه سلبي...

 

اكتفي بهذا القدر ... وكلمة اخيرة : لاترفع نفسك محاولا التقليل من قيمة من تحاوره ...

 

تحياتي

 

 

 

--------------

قال المسيح : " انا هو الطريق والحق والحياة . ليس احد يأتي الى الآب الا بي "

 

خيارات      

 

متعلم

(غريب)

01/09/03 12:55 AM

 

Re: مصادر القرآن ... اليهودية والمسيحية [re: Murssel]

 

رد

 

 

 

بسم الله .. الحمد لله وكفى .. وسلام على عباده الذين اصطفى .. ثم أما بعد ..

 

عزيزى مرسل .. رداً على رسائلك الثلاث بتاريخ 8 / 1 ..

 

سرنى سرعة ردك .. وأنا أغبطك على متسع وقتك .. بارك الله فى أوقاتنا للحق والخير ..

 

عزيزى مرسل .. جمعت أنا رسائلك الثلاث ، وأخذت ألخص محتواها جميعاً ، فوجدت فيها القليل فيما يختص بموضوع نقاشنا .. أما معظم الرسائل الثلاث فقد ملأتها أنت بما هو خارج عن موضوعنا ..

 

ملأتها بالتهجم على شخصى .. وقد نبهتك قبلاً للهجتك العصبية فلم تنتبه .. وأنا أقولها لك بصراحة : ساعة أن أتأكد أن كل همك هو النيل من شخصى وفقط سأترك النقاش ! .. إذ ليس همى الأوحد أن أدافع عن شخصى .. وما كنت لأنحدر معك لهذا المستوى .. وليس عندى وقت لهذا الأمر .

 

وملأت رسائلك بالتهجم على الإسلام .. وأنا أعلم عزيزى مرسل أن لك اعتراضات على الإسلام عموماً غير موضوعنا .. ذلك لا يخفى على .. إنما قلت لك : صبراً .. سأجيبك على كل ما تريد .. لكن بعد أن ننهى موضوعنا .. فلماذا لا تركز على الموضوع الذى نتناقش فيه ؟

 

وملأت رسائلك بالتهجم على شخص الرسول صلى الله عليه وسلم .. وأنا أعلم أيضاً عزيزى مرسل أن لك اعتراضات على شخصه الكريم .. وإن شاء الله سأجيب على كل أسئلتك بهذا الخصوص .. لكن بعد أن ننهى موضوعنا الذى نناقشه .. ولا أدرى حقاً لم تترك الموضوع وتتكلم فى غيره ؟

 

وملأت رسائلك بالتهجم على المسلمين .. وأنا أعلم ذلك أيضاً عزيزى مرسل .. ولو أذن الله لأوضحت لك كل ما تريد من أمور .. لكن بعد أن ننهى موضوعنا ..

 

لماذا تدخل فى تلك المواضيع وتترك الموضوع الذى تناقشه ؟ .. وكأنى بك تريد منى أن أدخل معك فى كل تلك المواضيع .. فأنبرى للدفاع عن دينى ورسولى وأمتى .. ونخرج عن موضوعنا .. هل تريد ذلك حقاً ؟ .. هل سئمت من النقاش فى موضوع المصادر ؟ .. قل لى وسوف أمتنع ويذهب كل منا بسلام .. أما أن تحاول التشتيت ـ بقصد أو بدون ـ فهذا ليس أنجح طريق .. ألا ترى أنى لو انجرفت معك ودافعت عن أمتى مثلاً .. وقلت إن المسلمين ليسوا بمثل سوء الأمة المسيحية .. ثم أخذت أذكر لك قبائح أمتك .. ألا ترى أنى لو انجرفت معك إلى ذلك لضاع من تحت أقدامنا الطريق ؟ .. ألا ترى أننا سننحدر إلا تبادل السباب والشتائم بين الأمتين ؟ .. إن كان هذا هو هدفك فأوضحه لى .. فأنا لا أريد الدخول فى هذا ولا أصلح له ولا وقت عندى له .. وإن أردت نقاشاً صالحاً فأنا بغيتك .. لكن ركز فى الموضوع ولا تخرج منه .. وبعد ذلك إن أردت التهجم على المسلمين فلا مانع عندى ، لكن أورد أدلتك وحججك عليهم ، وأنا أناقشك فى كل دليل تورده .. لا أمانع فى ذلك أبداً .. لكن ليس الآن .. موضوعنا الآن : المصادر .. ووصلنا للمقارنة فى قصة يوسف عليه السلام ..

 

لكنى لا أقول إن رسائلك الثلاث كانت خلواً تماماً .. لا .. بل أوردت أنت بعض النقاط المتعلقة بموضوعنا ..

 

تكلمت أنت عن أخذ العبرة من القصة فى التوراة .. فأخذت تمدح صورة يوسف الكريم فى التوراة من عندك وبألفاظك .. لكنك لم تدلل على ذلك من التوراة .. إلا بآية واحدة .. إنما أريد عزيزى مرسل أن ترسم صورة كاملة من آيات التوراة نفسها لا من إنشائك أنت .. وإن كنت أنا جهلت بها .. فعرفنى الحق وقدنى إليه .

 

وتكلمت أنت عن اتهام القرآن ليوسف بنية الزنا .. وقد بينت لك بطلان فهمك للآيات من قبل .. ولم تناقشنى أنت فى أى نقطة ذكرتها أنا ..

 

ولنا هنا وقفة عزيزى مرسل ..

 

فأنا بدأت ألاحظ أنك تدعى الدعوى ، وتورد بعض الأدلة فى زعمك عليها ، ثم أناقش أنا دعواك ، وأرد على كل وجه ذكرته أنت ، وأحياناً لا تذكر أنت أدلة ، وتكون الأدلة من عندى أنا .. ثم بعد ذلك لا أجدك تناقشنى فى ردى على أدلتك ، ولا تناقشنى فى أدلتى .. وأنا استدل بذلك على عجزك عن الرد .. لكنك تعود بعد ذلك إلى نقطة البداية وتدعى نفس الدعوى ، التى لم تستطع أن تقيم عليها دليلاً واحداً ، ولا أن ترد على أدلة بطلانها ولو على دليل واحد ! .. فلماذا هذا الأسلوب عزيزى مرسل ؟ .. إن كنت غير مستطيع الرد على ما أذكره لك فبين لى .. وإن كانت حجتك غير حاضرة فاتخذ لنفسك ما شئت من الوقت .. وإن كنت تريد غلق الموضوع فأخبرنى على كل حال .. فإنى أخاف أن نظل ندور أنا وأنت فى هذه اللعبة .. أنت تدعى الدعوى .. أنا أردها .. أنت لا تستطيع الرد .. ثم تعود فتبدأ من جديد تدعى الدعوى مرة ثانية وهكذا .. صدقنى عزيزى مرسل أنا لا أصلح معك فى هذه اللعبة .

 

أما أسلوبى أنا فهو كالآتى .. أقرأ رسالتك جيداً ، ثم ألخصها فى نقاط رئيسية ، ثم أناقشك فى كل نقطة .. لن تجد فى رسالة من رسائلك نقطة إلا وقد ناقشتك فيها أو علقت لك عليها .. وأنا أطالبك بمثل ذلك .. أطالبك أن ترد على كل نقطة ذكرتها أنا .. فقد ذكرت أنت نقداً للرواية القرآنية لقصة يوسف .. وكان نقدك عبارة عن حوالى عشرة نقاط .. أتيتك أنا برسالة فيها الرد على العشرة واحدة واحدة .. وأحاول أن أحافظ على ترتيبك أنت حتى تستطيع المتابعة .. فكنت أتوقع أن تقول لى أوافقك على الأولى ولا أوافقك على الثانية وجانبك الصواب فى الثالثة .. وهكذا .. تفند لى ما ذكرته لك .. لكنك لا تفعل ذلك .. إنما تلتقط نقطة من هنا ونقطة من هناك .. وكفى .. والباقى تهجمات على الرسول والمسلمين وعلى شخصى .. هل تفعل ذلك حتى لا ترد

على ؟ .. أم لعلك ترجو أن أنجر معك إلى ما تريد ؟ .. حقيقة لست أدرى .. ويا ليتك عند تناولك لنقطة أو نقطتين تتناولهما كما ينبغى .. إنما تخطف الكلام خطفاً .. وتقفز فوق السطور قفزاً .. وهذه ليست طريقة مرضية فأنت تقرأ كلامى لترد عليه .. أما أنا فأقرأ كلامك أولاً لأفهمه .. ثم بعد ذلك أوضح لك ما أشكل عليك .. هل أدركت الفرق ؟

 

على العموم .. لم يكن رد فعلك مفاجئاً لى .. لقد توقعته .. وقلت لك أعلم أن بعض كلماتى ستغضبك .. كنت أعلم مسبقاً بغضبك عزيزى مرسل .. وأعلم السبب .. السبب أنى خرجت عن القواعد .. قواعدك أنت .. أنت تريد باستمرار أن تهاجم ومحاورك يدافع .. أعلم أن ذلك يرضيك !! .. لكن إذا ادعيت أنت دعوى ورد محاورك عليها تأتيه أنت بالدعوى التالية .. ثم الثالثة وهكذا .. ولا تلتفت لرد محاورك على كل دعاواك .. كنت تريد منى أن أظل باستمرار أدفع شبهاتك عن قرآنى .. وصدقنى عزيزى مرسل .. لم أخرج عن قواعدك ! .. لقد أدركتها قبل أن أفتح معك النقاش .. فقد درست رسائلك السابقة ـ معظمها لا كلها ـ وأدركت أسلوبك هذا .. وآثرت أن أتبع قواعدك وأن أرضيك قدر استطاعتى .. لكن ماذا أفعل والرد على شبهاتك حول القرآن استتبع منى نقد الكتاب المقدس ؟ .. أوجد لى الحل وأنا سأتبعه .. بين لى كيف أرد على نقدك للقرآن بدون أن أوضح لك نقدى للكتاب المقدس .. لم أجد طريقاً إلا المقارنة .. اعذرنى .. وإن كنت لا تريد ذلك مطلقاً .. فقد كان عليك اشتراط ذلك منذ البداية .. عليك أن تقولها لى صراحة .. أنا لا أريد هجوماً على كتابى المقدس .. أريد فقط مناقشة أخطاء القرآن ..

 

أدرك هياج من أحاطت به الأدلة .. واجتمعت عليه الحجج .. أدركت ذلك وأعلمتك من قبل .. لكنى أرفقت ذلك باعتذار عما يسوؤك من كلماتى .. وأنا أكرر اعتذارى ثانية .. أنا لا أنال من شخصك أبداً عزيزى مرسل ..

 

اللهم اسلل سخيمة صدورنا .. ولا تجعلنا فتنة لعبادك .

 

خيارات      

 

متعلم

(غريب)

01/09/03 02:10 AM

 

Re: مصادر القرآن ... اليهودية والمسيحية [re: متعلم]

 

رد

 

 

 

بسم الله .. الحمد لله وكفى .. وسلام على عباده الذين اصطفى .. ثم أما بعد ..

 

عزيزى مرسل .. أتابع معك المقارنة بين النص التوراتى والنص القرآنى لقصة يوسف عليه السلام ..

 

وأحدثك هذه المرة عن شخصية يعقوب عليه السلام ، فهى داخلة ولا شك فى قصتنا ، فهى من شخصيات القصة الرئيسية فى النصين التوراتى والقرآنى على السواء .. ولننظر فى النص التوراتى كيف رسم خطوط هذه الشخصية ..

 

فى سفر التكوين : الاصحاح 25 : الآية 29 .. نجد يعقوب يطلب من أخيه عيسو أن يبيعه بكوريته بالخبز والعدس !

 

وفى التكوين : 27 : 1 .. يأمر إسحق ابنه عيسو أن يخرج ليصيد له ويعمل له أطعمة حتى يباركه ! لكن رفقة أم عيسو ويعقوب تسمع ذلك ، فتنبه يعقوب وتحضه أن يأخذ جديين ويصنع لأبيه ما يحب من الطعام حتى يباركه ، فيعترض يعقوب لا لشىء إلا لأنه أملس وأخوه عيسو مشعر ، فيخاف أن يعرفه أباه فتحل عليه اللعنة لا البركة ، لكن أمه تشجعه وتدبر له مكيدة محكمة ، فتعطيه ثياب أخيه عيسو ، وأما مشكلة الشعر فتلبس يعقوب جلود جديى المعزى ، ويدخل يعقوب على أبيه مدعياً أنه عيسو ، لكن الأب يشك لأن الصوت صوت يعقوب ، فيطلب لمسه فيجده مشعراً ، فيقول الصوت صوت يعقوب واليد يد عيسو ، ثم يباركه ، وبعدما يباركه يعود فيسأله هل أنت عيسو ؟ !! .. ثم يورد نص البركة ، وهو كعادة التوراة يجب أن يكون استعباد شعوب وسجود قبائل وسيادة على إخوته ، فالبركة لا تكون بركة إلا إذا كان فيها إذلال الآخرين واستعبادهم ! .. ثم يأتى الأخ المخدوع عيسو ويكتشف الخدعة هو وأبوه ، ثم يطلب من الأب البركة ، فيخبره الأب أنه لا يستطيع لأن أخيه قد أخذها !! وكأن البركة ( كيلو برتقال ) أعطاها ليعقوب ! بل إن عيسو يقول له : ألم تبق لى بركة ؟ .. كأنه يقول : ألم يتبقى حتى ( برتقالة ) ؟ .. فيصر الأب على تحطيم معنويات عيسو حتى النفس الأخير معترفاً بغبائه هو نفسه ، بأنه دعا ليعقوب بكل شىء ! فيرفع عيسو صوته بالبكاء !! .. وبعد هذا المشهد يخبرنا كاتب التوراة أن عيسو قال فى قلبه أنه سيقتل يعقوب ، لكن رفقة أمه تعلم ! .. وتحذر يعقوب وتحضه على الهرب .

 

وفى التكوين : 28 : 11 .. يحلم يعقوب بسلم يصل بين السماء والأرض يقف عليه الله ! .. اللهم غفرا !!

 

وفى التكوين : 28 : 20 .. " ونذر يعقوب نذرا قائلا ان كان الله معي وحفظني في هذا الطريق الذي انا سائر فيه واعطاني خبزا لآكل وثيابا لالبس . ورجعت بسلام الى بيت ابي يكون الرب لي الها . وهذا الحجر الذي اقمته عمودا يكون بيت الله وكل ما تعطيني فاني اعشّره لك " .. وليس العيب فى النذر نفسه ، بالرغم من الصيغة الفجة التى صيغ بها ، وبالرغم من أنه ليس محتاجاً لذلك بعد الحلم الذى حلمه ، لكن العيب أنه جعل أول مقابل هو أن يتخذ الرب إلهاً ، ولا أدرى ماذا سيحدث لو لم يحفظه الله ؟ .. هل كان سيبقى يعقوب على حاله من عدم اتخاذ الرب إلهاً ؟!

 

وفى التكوين : 29 : 11 .. يبصر يعقوب راحيل ابنة لابان فيقبلها ، ثم يخبرها أنه ابن رفقة .. ولا أدرى كيف يسمح نبى لنفسه بتقبيل امرأة ليست زوجته .

 

وفى التكوين : 29 : 15 .. يتفق يعقوب مع لابان أن يتزوج من ابنته راحيل ، على أن يخدمه يعقوب سبع سنين ، وبعد انتهاء السبع السنين نجد يعقوب يقول للابان : " أعطنى امرأتى لأن أيامى قد كملت فأدخل بها " .. ولا أدرى لماذا يصر كاتب التوراة على أن يجعل من يعقوب جلفاً غليظ الأسلوب .. ألا ترى أسلوبه الجاف " أعطنى امرأتى " .. ما علينا .. المهم .. عند ميعاد الزواج يخدع لابان يعقوب فيعطيه ليئة أخت راحيل الكبرى بدلاً من راحيل التى كانا قد اتفقا عليها ، فيقضى يعقوب الليلة معها ولا يكتشف أنها ليست راحيل بل ليئة إلا فى الصباح !! .. ولا أدرى ماذا كان يفعل معها طوال الليل ؟ .. لكن بعد ذلك يجد البعض فى نفس القدرة على الادعاء بأن هذا وحياً إلهياً .. اللهم غفرا !!

 

وعندما يعترض يعقوب لا يجد الأب متساهلاً ، لكن يعرض عليه عرضاً أفضل ! .. أن يكمل يعقوب أسبوعاً آخر ، ثم يعطيه الأب راحيل التى يحبها ، ثم يخدمه يعقوب سبع سنين أخرى ثمناً لراحيل !! ويرضى يعقوب بهذا الخداع ! .. والسؤال هنا : أين بركة الرب ؟ .. أين توفيقه وحفظه ؟ .. ألم ينال يعقوب ذلك ؟ .. فأين هى البركة والحفظ والتوفيق ؟ .. إن يعقوب هنا ضحية نصب واحتيال واضحين .. اللهم غفرا !!

 

وفى التكوين : 30 : 31 .. يتفق يعقوب مع لابان على أجرته ، وهو أن يأخذ من الغنم ما كان مخططاً ومرقطاً ، ثم يلجأ يعقوب إلى خدعة ، فيذهب إلى مساقى الماء حيث تجىء الغنم لتشرب ، ويضع أمام عيونها قضباناً مرقطة ومخططة ، لتتوحم عليها فيجىء نسلها مخططاً مرقطاً ، أما حين تستضعف الغنم فلا يضعها ، وهكذا صارت الأغنام الضعيفة للابان والقوية ليعقوب ! .. وحينما يشكو أبناء لابان مما فعل يعقوب بثروة أبيهم ، وحينما تغير وجه لابان ، يبرر يعقوب موقفه أما بنتى لابان زوجتيه قائلاً " لقد سلب الله مواشى أبيكما وأعطانى " ، ويروى لهما رواية كاذبة أنه رأى ملاك الله فى الحلم يبشره بالنسل المرقط والمخطط ! .. نبى الله الكريم بن الكريم .. سارق غنم وكاذب .. اللهم غفرا !!

 

وفى التكوين : 31 : 19 .. يخبرنا عن سرقة راحيل لأصنام أبيها ! .. ما شاء الله ! .. يمكث فيهم يعقوب عليه السلام عشرين عاماً ، ثم ما زال الأب وبناته يعبدون الأصنام ، ولماذا العجب ؟ .. لا عجب فى الأمر ، فنحن لم نسمع يعقوب يحدث لابان أو أياً من زوجتيه عن توحيد الله أبداً .. لم يكن يعقوب متفرغاً لمثل هذه الأمور !

 

وفى التكوين : 31 : 53 .. يحلف يعقوب بهيبة أبيه إسحق وليس بالله العظيم !

 

وفى التكوين : 32 : 14 .. " مئتي عنز وعشرين تيسا مئتي نعجة وعشرين كبشا . ثلاثين ناقة مرضعة واولادها اربعين بقرة وعشرة ثيران عشرين اتانا وعشرة حمير " .. الإغراق فى التفصيلات الغير مفيدة سمة توراتية غالبة .. إنه كتاب يتكلم عن الترهات أكثر من كلامه عن الله واليوم الآخر .

 

وفى التكوين : 33 : 24 .. يخبرنا كاتب التوراة عن مصارعة ضارية بين يعقوب وبين الله الذى تمثل فى صورة إنسان ! .. ويمسك به يعقوب فلا يستطيع أن يخلص نفسه منه ، فيضربه الله على حق فخذه ، ولكن يعقوب يرفض إطلاقه قبل أن يباركه ! .. أى هلوسات وثنية مخبولة ؟! .. اللهم غفرا !!

 

وفى التكوين : 34 : 1 .. شكيم بن حمور يزنى بابنة يعقوب ، ويعلم يعقوب ولا يفعل شيئاً ، ولا حتى يدين أو يشجب أو يستنكر ! .. ساكتاً كجدار كان يعقوب .. هادئاً كحائط كان يعقوب .. ثم يعلم أولاده بالأمر ، ويعلمون بطلب شكيم الزواج من التى زنى بها ، فيوافقونه فى الظاهر ويبطنون الغدر ، وبعدما يفنون المدينة عن بكرة أبيها .. يتكلم يعقوب بعد السكوت ، ويغضب بعد الهدوء .. " فقال يعقوب لشمعون ولاوي كدّرتماني بتكريهكما اياي عند سكّان الارض الكنعانيين والفرزّيين وانا نفر قليل . فيجتمعون عليّ ويضربونني فأبيد انا وبيتي . " .. هل رأيت تلك اللغة الغليظة ، وذلك الأسلوب الجاف ، وهذا المقال الجلف .. هل يصدر ذلك عن نبى مكرم .. " فيجتمعون على ويضربوننى فأبيد أنا وبيتى " .. أى دنيوية سيطرت على اهتمامات هذا الرجل .. أى انغماس فى الدنيا كان مسيطراً عليه .. كل همه أنه يخاف أن يضرب فيبيد هو وبيته .. ألا تباً لتلك الدنيوية المفرطة .. وممن تصدر ؟ .. من شخص عادى ؟ .. لا .. من نبى كريم !! .. اللهم غفرا !!

 

وفى التكوين : 35 : 1 .. يأمر الله يعقوب أن يصنع مذبحاً فى بيت ايل .. " فقال يعقوب لبيته ولكل من كان معه اعزلوا الآلهة الغريبة التي بينكم وتطهروا وابدلوا ثيابكم . " .. هل سمعت ذلك عزيزى مرسل .. " اعزلوا الآلهة الغريبة " .. أكان يعقوب عالماً بها من قبل وسكت ؟ .. يسكت عن أصنام فى بيته ؟ .. ولا يجد داعياً للتخلص منها إلا لما أمره الله بصنع المذبح ؟ .. وماذا لو لم يأمره الله بذلك ؟ .. أكانت ستظل هذه الآلهة فى بيته ومع أهله ؟ .. والعجيب أن النص التوراتى لا يورد لنا أى توبيخ على هذا الأمر ، ولا استغفار ، ولا اعتراف بخطيئة ، لا شىء بتاتاً .. وكأن المسألة مسألة تأريخ وقصص بحت .. لا هداية .. لا إرشاد للخير .. لا توبيخ للقبيح .. لا تأييد للحسن .. لا شىء أبداً .. إنما هو سرد أحداث وفقط .. ماذا نستفيد من سرد هذه الأحداث .. لا يهم .. المهم هو سردها .. أهم شىء عند كاتب التوراة هو سرد سيرة بنى إسرائيل .. شعب الله المختار العظيم المبجل المفخم الـ .. اللهم غفرا !!

 

وفى التكوين : 35 : 19 .. " فماتت راحيل ودفنت في طريق افراتة التي هي بيت لحم . فنصب يعقوب عمودا على قبرها . وهو عمود قبر راحيل الى اليوم " .. هل تسمع ذلك عزيزى مرسل .. " .. إلى اليوم " .. من الذى يتحدث ؟ .. الله هو الذى يتحدث فيقول : " إلى اليوم " ؟ .. أى يوم ؟ .. من الذى يتحدث ؟ .. موسى هو الذى يتحدث فيقول : " إلى اليوم " ؟ .. أى يوم هذا ؟ .. أجيبك أنا عزيزى مرسل .. إن الذى يتحدث هو كاتب بشرى عادى ، لا يكتب بوحى من الله .. فيكتب ويؤرخ ويهتم بذكر التفاصيل ويهتم بعلل الأسماء ـ كم يغيظنى ذلك ! ـ ويهتم بذكر الأماكن وأصلها وتفسيرها لأهل زمانه .. فيقول لهم إن ما تشاهدونه اليوم أصله كذا وكذا .. والرجل صريح لم يدعى وحياً إلهياً فى كتابه ولا غيره .. ثم بعد ذلك نعارضه ونقول بل هو وحى إلهى ! .. اللهم غفرا !!

 

 

وفى التكوين : 35 : 22 .. وفى وسط سرد الأحداث تقول التوراة .. " وحدث اذ كان اسرائيل ساكنا في تلك الارض ان رأوبين ذهب واضطجع مع بلهة سرّية ابيه . وسمع اسرائيل وكان بنو يعقوب اثني عشر . " .. انظر عزيزى مرسل للأسلوب الرائع ! .. الابن يزنى بسرية أبيه .. دعنا من ذلك .. ما هو موقف الأب من ذلك ؟ .. لقد كان موقفه عظيماً ! .. لقد فعل ما لم يفعله أحد من قبله .. لقد أتى بأمر رهيب .. لا أدرى كيف أتى به .. يا له من أب رهيب مرعب .. لقد فعل فعلاً رهيباً .. " وسمع إسرائيل " .. فقط ! .. هذا هو كل موقف النبى الكريم الذى يعرف بزنى ابنه مع سريته التى أنجب منها .. " سمع " .. ! .. وأنا أسألك عزيزى مرسل : ما الذى يستفيده المسيحى من هذه الآية ؟ .. هل تراه يزيد فى إيمانه ؟ .. أم تراه تبعد عنه كيد الشيطان ؟ .. أم تراه صار يعظم يعقوب أكثر ؟ .. أم تراه يقتدى بهذا النبى فى هذا الموقف ؟ .. أم تراه يتخذ من سكوته حجة فلا يقبح فعل الابن ؟ .. سل نفسك عزيزى مرسل .. ما هو الهدف من وحى الله ؟ .. هل هو هداية البشر ؟ .. أم هو سرد أحداث فقط ؟

 

العجيب فى الأمر أن التوراة تستمر فى سرد الأحداث ! .. وكأن شيئاً لم يحدث .. ففى الآية نفسها تقول " وكان بنو يعقوب اثنى عشر " وتستمر فى الآيات التى بعدها فى سرد الأبناء وما جرى لهم .. إن الأمر لا يعنى شيئاً بالنسبة للتوراة .. لا يهم هذه زنى بها هذا .. أو هذا اضطجع مع هذه .. لا يهم .. المهم هو سرد التأريخ والقصص وعدد الأولاد وأسماؤهم وسبب تسميتهم ـ كم يغيظنى ذلك !! ـ وما جرى لهم وما كان من أمرهم ! .. هذا هو المهم .. تاريخ شعب بنى إسرائيل العظيم .. شعب الله المختار المعظم المبجل المفخم الـ .. أما أن تهتم التوراة بهداية البشر فهذا شأن آخر .. أما أن تهتم بتوضيح موطن القدوة فى فعل الأنبياء .. أما أن تهتم بمدح الله لأمر حتى نفعله .. أو ذمه لأمر حتى نجتنبه .. أما أن تهتم التوراة بشرح توحيد الخالق .. كل ذلك له شأن آخر .. ليس هذا هو المهم فى المقام الأول .. لا .. دعونا من هذه الترهات .. دعونا من كل شىء جانباً .. المهم فى المقام الأول هو سيرة شعب الله المختار المعظم المبجل المفخم الـ .. اللهم غفرا !!

 

وهنا أمر أحب أن أوضحه .. التوراة تسهب فى تفاصيل كثيرة عن الأنساب والأسماء ، فهذا ولد هذا ، وذاك أنجب هؤلاء ، وهذا سمى بذلك لعلة ، وذاك سمى لغرض ـ كم يغيظنى ذلك !!! ـ وهذا المكان أصله كذا ، وسمى بكذا لأجل كذا .. إلخ .. السؤال هنا : ما فائدة ذلك ؟ .. ما دخل ذلك بالإيمان والعقيدة والشريعة ؟ .. أنا أعلم أن هناك مواضع أخرى تكلمت فيها التوراة عن أمور ( الدين ) ! .. عن العقيدة والله والإيمان والشرائع .. لكن ما فائدة ذلك هنا ؟ .. أحب هنا أن أوضح أن أسلوب القرآن مختلف .. لا تجد أبداً سورة تتكلم عن أمور غير مهمة .. كل أمر يذكره القرآن يذكر معه أهميته للمؤمن .. لأن منزل هذا القرآن إله العالمين ، فيذكر كل أمر للمؤمنين ليهديهم ويرشدهم لخير أمورهم ، والعجيب فى أسلوب القرآن أنه لا يفصل بين أمور وأمور ، لا يفصل مثلاً بين القصص والعقيدة ، أو بين العقيدة والتشريع ، أو بين هؤلاء ووصف الجنة والنار .. ففى صلب آيات القصص كقصة يوسف مثلاً يعطيك درساً كاملاً فى التوحيد من خلال القصة نفسها ، بخلاف الإشارات العقائدية العابرة المنتشرة فى أجزاء القصة ، وفى آيات التشريع لا تخلو الآيات أبداً من الحديث عن الله وثوابه وعقابه ، بل هى تربط التشريع بذلك حتى تجر المؤمنين إلى الالتزام بالأوامر .. وكذلك فى آيات الأمر والنهى وجدال الكافرين تطعم الآيات بذكر الجنة والنار وتعظيم الله .. وهكذا فى القرآن كله .. والسبب أن الله خلق الإنسان وعلم أنه عقل وعاطفة .. فجاء خطابه عز وجل له موازناً بين حظ العقل وحظ العاطفة .. فسبحان خالق الإنسان ومنزل القرآن ! .. والمسلم مأمور فى صلاته أن يقرأ إلى جانب سورة الفاتحة شيئاً من القرآن .. أى عدد من الآيات .. فلو قرأ المسلم أى عدد من الآيات ، لوجد تلك الآيات متضمنة الخير الكثير من جميع أغراض القرآن ، فتحصل له بذلك الفائدة فى كل صلاة .. فسبحان من فصل شرعه ليناسب خلقه !!

 

وفى التكوين : 37 : 34 .. يعلم يعقوب بأكل الوحش ليوسف ، فماذا نتوقع من هذا النبى العظيم إزاء هذه المحنة ؟ لندع التوراة تحدثنا عما فعل .. " فمزّق يعقوب ثيابه ووضع مسحا على حقويه وناح على ابنه اياما كثيرة . فقام جميع بنيه وجميع بناته ليعزوه . فابى ان يتعزى وقال اني انزل الى ابني نائحا الى الهاوية " .. هذا هو تصرف النبى الكريم بن الكريم .. لا صبر .. لا احتساب .. لا إيمان .. اللهم غفرا !!

 

وبعد .. تلك هى الصورة التى رسمتها التوراة ليعقوب عليه السلام .. فما هى الصورة التى رسمها له القرآن .. إليك المعالم الرئيسية للصورة عزيزى مرسل .. صورة مشرقة عظيمة كريمة لنبى كريم عظيم .. لن تجد هنا ما اتهمته به التوراة من صفات الخداع والسرقة والكذب وغلظ القول والانكباب على الدنيا .. صورته فى القرآن خالية من ذلك تماماً .. لا خداع هنا .. لا نصب ولا احتيال .. ولا سرقة هنا .. لا سرقة للبكورية .. ولا سرقة للبركة .. ولا سرقة للغنم والمواشى .. لا كذب فى القول .. ولا غلظ فيه .. ولا جلافة فى الألفاظ .. ولا قسوة فى القلب .. لا انغماس فى الدنيا .. ولا الانشغال بملذاتها .. لا نقص فى العقل أو الذكاء .. لا تهور فى المشاعر .. لا انحطاط فى الألفاظ .. لا انهيار عند المصيبة ..

 

نبى كريم .. عاقل حكيم .. " قال يا بنى لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيداً .. " .. نبى كريم عارف بعداوة الشيطان للإنسان .. ويحذر ابنه منها .. " .. إن الشيطان للإنسان عدو مبين " .. نبى كريم يعترف بنعم الله عليه وعلى آبائه وعلى ابنه .. " وكذلك يجتبيك ربك ويعلمك من تأويل الأحاديث ويتم نعمته عليك وعلى آل يعقوب كما أتمها على أبويك من قبل إبراهيم وإسحق .. " .. نبى كريم يعلم قدر الله العظيم ، يعلم صفات الله من علم وحكمة ، ويقر بها ويعلمها لابنه .. " .. إن ربك عليم حكيم " .. نبى كريم لا يخدع بخداع أبنائه .. " بل سولت لكم أنفسكم أمراً " .. يتلقى الوحى من الله تعالى .. ويصبر على ابتلاء الله له كما يليق بالأنبياء الموحدين العارفين لقدر الله .. " .. فصبر جميل .. " .. ولا يثق إلا بالله ربه ، ولا يستعين إلا بالله مولاه .. " والله المستعان على ما تصفون " .. ويعلم أن الله بيده كل شىء ، وله الأمر كله ، هو يتولى عباده برحمته .. " .. فالله خير حافظاً وهو أرحم الراحمين " .. ويؤمن أن الله يرى كل شىء ويسمع كل شىء ويشهد كل موقف وعقد ووعد وعهد .. فلا يرضى بديلاً عن الله شاهداً ووكيلاً .. " .. فلما آتوه موثقهم قال الله على ما نقول وكيل " ..

 

وهو فى توكله يأخذ بالأسباب إذ هو نصف التوكل .. " وقال يا بنى لا تدخلوا من باب واحد .. " .. لكنه يدرك أن الأخذ بالأسباب لا ينفع وحده بل لا بد من النصف الثانى وهو الثقة بالله .. " .. وما أغنى عنكم من الله من شىء .. " .. فالله هو الذى بيده كل شىء .. " .. إن الحكم إلا لله .. " .. وبالتالى هو الذى يستحق أن يتوكل عليه لا غيره .. " .. عليه توكلت وعليه فليتوكل المتوكلون " .. درس فى أصل من أصول العقيدة وهو التوكل نتلقاه على أيدى هذا النبى الكريم .. ألا ما أعظم أنبياء الله !! .. يعرفوننا بالله ، والله يصدقهم فى قولهم .. " ولما دخلوا من حيث أمرهم أبوهم ما كان يغنى عنهم من الله من شىء إلا حاجة فى نفس يعقوب قضاها .. " .. يصدقهم الله ويمدحهم ويعلى من قدرهم .. " .. وإنه لذو علم لما علمناه ولكن أكثر الناس لا يعلمون " ..

 

وعند المصيبة الثانية لا نجد هذا النبى العظيم يتضعضع بل يزيده الابتلاء إيماناً .. " قال بل سولت لكم أنفسكم أمراً فصبر جميل .. " .. بل تزيد ثقته بالله وفى الله وفى علم الله وفى حكمته سبحانه .. " .. عسى الله أن يأتينى بهم جميعاً إنه هو العليم الحكيم " .. لكنه بشر ! .. بالرغم من كل هذه العظمة وكل هذا الإيمان وكل هذا التوكل والثقة بالله فهو بشر .. ينتابه ما ينتاب البشر من الشوق لابنه الغائب .. " وتولى عنهم وقال يا أسفى على يوسف وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم " .. ورغم ذلك لا يرحمه أحد .. بل يلام على هذا الشوق وذلك الحزن .. لكنه نبى كريم ! .. يوحى إليه من الله أن كربه سيفرج .. وهو يثق بالله .. ثم ماذا يريدون منه ؟ .. فليدعوه مع ربه مولاه وسيده وحبيبه والعالم بأمره والقادر على فك كربه .. " قال إنما أشكو بثى وحزنى إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون " ..

 

وبالرغم من كل هذا الحزن الذى ذهب ببصره لا ييأس ! .. ألا ما أعظم أنبياء الله المتوكلين ! .. سلام على أنبياء الله الذين يعلمون الناس كيف يكون التوكل والثقة بالله وعدم اليأس .. " يا بنى اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه ولا تيأسوا من روح الله .. " .. حتى فى هذا الظرف العصيب .. وهم يلومونه .. وبصره يذهب من الحزن .. فى وسط كل ذلك .. يقرر النبى الكريم القواعد الإيمانية ، ويعلمها لأبنائه .. " .. إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون " .. وعندما يظهر الحق ويطلب منه العفو .. فيعفو ويغفر ويستغفر للمسىء أيضاً .. برغم كل الحزن الذى لحق به .. " .. سوف أستغفر لكم ربى .. " .. ربه هو .. ومولاه ومعينه وناصره وحافظه ووكيله .. وربه يغفر للمسىء ويرحم عباده .. " .. إنه هو الغفور الرحيم " ..

 

تالله لقد كان يعقوب نبياً كريماً .. كريماً على الله .. يعلمنا الله على يديه الدروس العظيمة .. بالقول والفعل .. فى العقيدة والتوحيد وصفات الله وأسمائه .. والتوكل على والثبات والصبر عند الشدائد والثقة بالله وقدره .. وفى شفقة قلبه ورحمته وحسن قوله .. وفى عقله وحكمته وعلمه .. لله در هذا النبى الكريم ابن الكريم !!

 

عزيزى مرسل .. لم تنته المقارنة بعد .. سأوافيك بما يليه إن شاء الله ..

 

اللهم غفرا !! .. اللهم غفرا !! .. اللهم غفرا !!

 

خيارات      

 

Murssel

(محاور نشيط)

01/09/03 04:37 AM

 

Re: مصادر القرآن ... اليهودية والمسيحية [re: متعلم]

 

رد

 

 

 

السيد متعلم

 

اقول سريعا وباختصار شديد ومن ثم اعود لأعلق على ردودك ، نحن لسنا بصدد سماع المواعظ من حضرتك ولا الشروحات والتفسيرات للقصص القرآنية ، فيرجى الأختصار الشديد واستعراض مايفيدك في الحوار فقط ...

 

الموضوع هو مصادر القرآن وارجوا ان تركز قليلا فيه وتأتي بالدليل على انه لم يقتبس من الغير ولاتقف عند نقطة واحدة اشهر كاملة ...

 

قبل ان تتابع في قصة يعقوب يتوجب عليك ان تعلق على قصة مريم وماجاء فيها من مغالطات ... هذا كان اتفاقنا ...واسمح لي ان اغض النظر عن كثير مما تكتبه ، ليس لقوة الحجة فيه وانما لفراغه ... وسؤالي لك هو : الم تتجاهل بعض النقاط التي طرحتها انا ولم ترد عليها ؟

 

اتابع معك اليوم انشاء الله

 

--------------

قال المسيح : " انا هو الطريق والحق والحياة . ليس احد يأتي الى الآب الا بي "

 

خيارات      

 

متعلم

(غريب)

01/09/03 10:10 AM

 

Re: مصادر القرآن ... اليهودية والمسيحية [re: Murssel]

 

رد

 

 

 

بسم الله .. الحمد لله وكفى .. وسلام على عباده الذين اصطفى .. ثم أما بعد ..

 

عزيزى مرسل .. رداً على رسالتك بتاريخ 9 / 1

 

أنكرت أنت على " المواعظ " .. ولا أدرى هل تريد بذلك " مواعظى " عن قواعد نقاشنا .. أم " مواعظى " عن تفسير الآيات .. فإن كنت تنكر " مواعظى " عن نقاشنا .. فليس لك الحق فى ذلك .. بل أقول لك عزيزى مرسل يجب عليك الإنصات إليها .. لأنها عندى أهم من نقاشنا نفسه ! .. إذ الالتزام بهذه القواعد هو وحده يأتى بنتيجة عندى .. والنتيجة عندى أن نتوصل فى النهاية إلى رأى عند الانتهاء من مناقشة موضوع .. وذلك كله مربوط عندى بالاستمرار فى المناقشة .. وأنا باستمرار أطلب منك توضيح ذلك .. فإن كنت لن تتبع ما أعظك به .. وتفضل طريقتك التى تسير عليها .. طريقة الخطف والقفز .. فقد أوضحت لك أنى لا أجيد قواعد هذه اللعبة .. وساعتها سأريحك من نقاشنا تماماً .. فتستريح وأستريح !

 

وإن كنت تنكر تعليقى على الآيات وتراه خارجاً عن موضوعنا .. فهو الخطل بعينه !! .. أنت تنكر على بعض الآيات القرآنية .. فإذا تصديت أنا لأوضح لك ما تجهله .. تقول لى : لا .. لا تفعل .. !! .. صدقنى عزيزى مرسل لا أفهم هذا المنطق .. هل تريد أن تتكلم وحدك ؟ .. هل تريد أن أكون مستمعاً فقط ؟ .. وهل أنت تناقش لتلقى ما فى جوفك فقط ؟ .. ألا تريد أن تستمع للآخر ؟ .. صدقنى عزيزى مرسل .. كن واضحاً معى حتى أتبين ما هو الأفضل لى .. إن كنت لن تستطيع مجاراتى فى طريقتى فبين لى حتى أدعك وشأنك .. ومن لوازم طريقتى تبيين أوجه البلاغة والموعظة فى الآيات التى تعترض عليها .. ولن أستطيع الكف عن ذلك .. مع أنى أختصر فى ذلك قدر استطاعتى .. فإن كان ذلك يسوؤك أيضاً فبين لى ذلك .. حتى نفترق بسلام ولا أثقل عليك أكثر من ذلك .

 

ألزمتنى أنت أن آتى بالدليل على أن القرآن لم يقتبس من الغير .. وأنا أقول لك عزيزى مرسل : لا بد أن تفهم قواعد النقاش ! .. إنى غير ملزم على أن آتى بالدليل على ذلك .. فأنا فى موقف الممتنع .. بل أنت الذى يجب عليه الإتيان بالدليل على اقتباس القرآن .. لأنك فى موقف المدعى .. لا أدرى هل تفهم كلامى أم لا ؟ .. إن شرحت تقول : أمللت .. وإن اختصرت : تكرر نفس كلامك لعدم فهمك .. فماذا أفعل ؟ ساعدنى .. أنت الذى يجب أن يأتى بالدليل على اقتباس القرآن .. وأنت إلى الآن تكتفى بالادعاء فقط دون الإتيان بدليل واحد .. وعندما طالبتك أنا بالدليل .. أوردت أنت أكثر من نقطة .. لكن كلها فى مجال واحد فقط .. كلها تندرج تحت بند ( مواضع التشابه ) .. وقد بينت لك أن مقياسك باطل من أكثر من وجه .. وأوضحت لك أن مواضع التشابه لا تكفى .. شرحت لك ذلك من أكثر من وجه .. ووقفت أنت ساكتاً لا تستطيع الرد على أى شىء .. إذن لا بد من المقارنة نفسها حتى نعلم أيها إلهى وأيها غير إلهى .. وابتدأنا بقصة يوسف عليه السلام .. ولم ننتهى منها .. ولن أنتهى منها عزيزى مرسل حتى نصل فيها لرأى .. أنا أعلم أنك تريد القفز إلى قصص أخرى على طريقتك المعتادة فى التسرع .. وأنا نبهتك قبل أن نبدأ أنى لن أتبع طريقتك .. بل كل نقطة نناقشها لا نتركها إلا وقد استقررنا فيها على رأى ثم ننتقل إلى النقطة التى تليها .. وكان الواجب عليك أمرين : تبين سمات إلهية التوراة .. وتبيين سمات بشرية القرآن .. حتى تتضح الأمور .. فوقفت أنت عاجزاً عن الأولى واعتذرت عن ذلك .. ثم لم تستطع إثبات الثانية .. أتيت فيها بحوالى عشرة نقاط .. رددت لك عليها كلها .. فماذا أفعل لك أكثر من ذلك ؟

 

ثم توجب على أن أعلق على قصة مريم .. لا عزيزى مرسل .. حتى ننتهى من قصة يوسف عليه السلام .. المسألة بالنسبة لى ليست أن ندخل كل قصة وكل موضع تشابه .. فتلقى ما فى جوفك وألقى ما فى جوفى .. ثم ندعها لندخل فى القصة الأخرى ونفعل نفس الشىء .. لا عزيزى مرسل .. هذا أسلوبك أنت وأنا كنت واضحاً معك منذ البداية أنى أرفضه ولن أتبعه .. وبينت لك أسلوبى وأوضحت لك أنه لا محيص عنه عندى .. لا بد أن نخرج بنتيجة محددة عندى وعندك من كل موطن نقاش .. لأن هذا دين عزيزى مرسل .. هل تسمع ؟ .. " دين " .. أى يترتب عليه الشقاوة أو السعادة فى الدنيا والآخرة .. وسيحاسبك ربك على عدم توضيح الحق الذى عندك ، وسيحاسبك على عدم فهم كلام الغير لعل فيه بعض الحق .. هل تسمعنى ؟ سيحاسبنا الله على ذلك .

 

أما قصة يعقوب .. فأنا لم أدخل فى قصة يعقوب .. إن قصة يوسف عليه السلام فى القرآن فيها شخصيات عدة .. أبرزها شخصية يعقوب عليه السلام وشخصية يوسف عليه السلام .. ونفس الشىء فى القصة التوراتية أبرز شخصياتها يعقوب ويوسف عليهما السلام .. فأنا ما زلت فى قصة يوسف بين نصيها التوراتى والقرآنى .. لكن لهذه القصة شخصية أخرى غير شخصية يوسف وهى شخصية يعقوب عليه السلام .. فأنا أناقشها لهذا السبب .

 

ثم تصرح لى بأنك ستغض النظر عن كثير مما أكتبه لا لقوة حجته وإنما لفراغه .. وهذا ليس منطقاً غريباً عزيزى مرسل .. إنه منطق كل من لا يستطيع الرد .. فيتهم محاوره أن كلامه لا يعتد به .. إذن كن منصفاً معى .. وبين لى ضعف حجتى وأدلتى .. واهدنى إلى سواء الصراط .. إن هذا ممدوح فى كل دين .. وهل تطلب منى أن أتابع معك المناقشة وأنت تخبرنى سلفاً أنك ستتجاهل " كثير مما أكتبه " .. إذن لماذا النقاش ؟ .. لماذا أثقل عليك أكثر من ذلك ؟ .. إذن المسألة واضحة .. أنت لا تحتمل أسلوبى ولا تطيقه .. وتفضل أسلوب الخطف والقفز .. حسناً .. لنتصارح .. لتخبرنى ما بداخلك حتى لا نضيع وقت بعضنا !!

 

وأجيب عن سؤالك عزيزى مرسل .. لا .. لم أتجاهل أى نقطة تكتب فيها .. بل أحاول قدر استطاعتى الرد أو التعليق .. ولا أقول إنى كامل ولم أدع نقطة واحدة .. فالله يقول : " فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى " .. لكن أقول إنى حاولت ذلك قدر استطاعتى .. فإن فلتت منى نقطة .. كان الواجب عليك تنبيهى لغفلتى .. فهذا من حقك .. وإلا فلو سكت أنت عن هذا الحق إذن لماذا نتناقش ؟ .. ما دمت سأهمل نقطك وتهمل نقطى .. ساعتها يصير كل واحد يسمع ما يحفظه ولا يستمع للآخر .. أنا أتبع سياسة الرد على ما تقول كله وعدم تجاهل أى نطقة .. لكنى اكتشفت أنى أفعل ذلك وحدى .. أما أنت فتقفز هنا وهناك وتخطف من هنا وهناك .. هذا أسلوبك هنيئاً لك به .. لكنى لا أرضاه ولو التزمت أنت به فوضح لى ذلك حتى لا أثقل على كاهلك أكثر من ذلك .. صدقنى عزيزى مرسل لا أريد أن أتعبك أو أن أثقل على كاهلك أو أرهقك .

 

أرشدنا الله وإياك إلى رؤية الحق .

 

خيارات      

 

Murssel

(محاور نشيط)

01/09/03 05:25 PM

 

Re: مصادر القرآن ... اليهودية والمسيحية [re: متعلم]

 

رد

 

 

 

السيد متعلم

 

تقول :

 

(( إن أسلوب النص التوراتى أسلوب بشرى ، فهو يذكر ما استطاع من التفاصيل والأسماء والأحداث ، وهذا أسلوب البشر ...))

 

اسمح لي ان اعود من جديد الى هذه النقطة لأبطال مزاعمك وهدم المقياس الذي تستخدمه في الحكم ...

 

ماذا ستكون النتيجة ياترى لو طبقنا هذا المقياس على القرآن نفسه وعلى الأحاديث الشريفة للنبي والرسول العربي ... اعتقد ايها المحترم بان الخجل سيمتلكك حين تسمع مارواه الرسول من خرافات وتفاهات بل ان لسانك سينعقد من هول الصدمة ، ولكني سأتجنب هذا في الوقت الحاضر لأعتقادي بعدم جدوته وافادته لنا في هذا الحور ...

 

وتتحجج ياعزيزي متعلم فتدعي عدم فائدة التفاصيل والأسماء وعدم تأثيرها في الأيمان والعقيدة ... وانا اوافقك بعض الشيء في هذا ، فليس من المهم ان يكونوا اخوة يوسف 5 او 8 ، وليس من المهم ان تكون عجائب موسى لفرعون 9 او 10 ، وليس مهم ان تكون مريم بنت عمران او عمرام ( لم ترد علي في هذه النقطة )... ولكن المهم هو اين الصح واين الغلط ... اين الحقيقي واين المزيف ... اين هو الكلام الموحى به واين هو الكلام الملفق والمفبرك ... وارجوا ان تجيب في هذا الصدد على " عمران " او "عمرام " وتقول لنا ايهما هو الحقيقي ...

 

ثم ايها الفاضل المحترم ، مادمت لاتنظر الى التفاصيل ولايهمك الأسم والعدد وتعتقد بعدم تأثيرها في الأيمان ( ولا اريد ان اخالفك في ذلك ) لماذا تشدد حضرتك على حرفية الكلام فتنبهني على امور صغيرة في اقتباسي لآيات القرآن لاتقدم ولاتؤخر، فتقول: )) أعاتبك على عدم اعتنائك بنقل الآيات القرآنية صحيحة ..." تؤتى ثمرها " خطأ .. والصواب " تؤتى أكلها " .. " وما لها من قرار " خطأ .. والصواب " ما لها من قرار " .. " وفى الحياة الدنيا وفى الآخرة " خطأ .. والصواب " فى الحياة الدنيا وفى الآخرة " ..)) واطرح عليك ذات السؤال ، مافائدة الواو هنا وتأثيره في ايمان القارىء ؟

 

وانا لم ادعي ان مالك الحق هو من يذكر ويكتب اكثر ، فهذا استنتاجك انت ، بل انك تعمدت ان لاتفهم من قولي اكثر من ذلك فتحول الضوء عن النقصان الذي اصاب الرواية القرآنية التي لايمكن ان يفهمها انسان ما بدون شرح وتفسير ، ولايمكن للمفسر والشارح ان يقوم بهذا العمل بدون الرجوع الى المصدر الأصلي، لان القرآن اقتبس القليل وغض النظر عن الكثير ، او اقتبس واضاف الى ماقتبسه ، وهذا كله يجعل المسلمين بما فيهم علماء ومفسرين يتخبطون في استنتاجات لاأصل ولافصل لها ...

 

دخلت اليوم على موقع الشبكة الأسلامية كي اسمع القليل عما يقال في يوسف واليك ماقرأت :

" فتوى ... زواج يوسف عليه السلام من امرأة العزيز

العنوان : هل تزوج سيدنا يوسف عليه السلام من زوجة العزيز عندما أصبح هو العزيز؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد: فزواج سيدنا يوسف عليه السلام بزوجة العزيز ملك مصر يذكر في كتب التفسير عند قوله تعالى حكاية عن يوسف عليه السلام: (قال اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم) [ يوسف: 55]. وممن ذكر هذا الإمام ابن كثير والإمام القرطبي في تفسيريهما، ولم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا شيء فيما نعلم، وقد يكون مستند المفسرين في هذا كتب الأخبار والتاريخ وهي كتب يغلب عليها الجانب العاطفي فلا يمكن الركون إلى ما انفردت به وقد يكون مستندهم: الإسرائيليات وقد أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم ألاّ نصدقها ولا نكذبها. والله أعلم.

 

مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه"

 

لاحظ معي ايها السيد متعلم ان مستند المفسرين ( ومنهم ابن كثير الذي تنصحنا بتفاسيره ) هي الأخبار والتاريخ ، وقد يكون مستندهم الأسرائيليات ... واذا لم يكن لاهذا ولاذك فقد يخترعوا كلاما من عندهم ... هذا والله اعلم ياسيد متعلم ...

 

واليك فتوى اخرى

 

فتوى رقم 18453

 

 

كم كان عمر سيدنا يوسف عند وفاته؟

 

 

 

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول اله وعلى آله وصحبه أما بعد:

 

فقد ذكر الحافظ ابن كثير ناقلاً عن أهل الكتاب أن عمر نبي الله يوسف عليه السلام يوم وفاته كان مائة وعشر سنين.

وحَكى عن مبارك بن فضالة عن الحسن قال: ألقي يوسف في الجب وهو ابن سبع عشرة سنة، وغاب عن أبيه ثمانين سنة، عاش بعد ذلك ثلاثاً وعشرين سنة، ومات هو ابن مائة وعشرين سنة. البداية والنهاية (1/366).

وهذه الأخبار لم يثبت فيها حديث صحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما هي من أخبار أهل الكتاب المحتملة للصدق والكذب.

والله أعلم.

 

 

مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه

 

نعم يامتعلم ، الحافظ ابن كثير ينقل المعلومات عن الكتاب المقدس لأن القرآن ناقص في المعلومة وقد تركه في تخبط وحيرة ... ولماذا يهتم ابن كثير بتفاصيل كهذه ؟

 

وتقول لي ايضا :

 

((اعترضت أنت على عدم ذكر القرآن لقائل الكلام .. وها هنا الفيصل عزيزى مرسل بين كلام الله وكلام البشر ! .. إن أسلوب النص التوراتى أسلوب بشرى ، فهو يذكر ما استطاع من التفاصيل والأسماء والأحداث ))

 

وفي تصفحي لقصة يوسف في الشبكة الأسلامية وجدت ان معظم علماء الأسلام يتخبطون في اقوالهم وتفاسيرهم خبط العشواء في الظلام ، ومن هذا التخبط اسم القائل الذي لاتعتقد انت بأهميته ، فقالوا :"

 

 

" فلما تمالؤوا على ذلك و توافقوا عليه قال قائل منهم قال مجاهد هو شمعون . و قال السدي هو يهوداً و قال قتادة و محمد بن إسحاق هو أكبرهم روبيل ( الأسم هنا مزيف والحقيقي هو رأوبين ، ومعناه هوذا ابن ) "

 

ويأتي في الشرح ذكر عشرات الأسماء من علماء ومفسري الأسلام ، وقال ابن مسعود ، وقال ابن عباس ، وروى البخاري عن ابن جرير، و.. و .. الكل يقول ويقول لأن القرآن لم يقل بوضوح فترك العلماء والمفسرين ليستنتجوا ماارادوا ...

 

وقيل ايضا :

 

" قال المفسرون و غيرهم رأى يوسف عليه السلام و هو صغير قبل أن يحتلم كأن أحد عشر كوكبا و هم إشارة إلى بقية أخوته والشمس والقمر و هما عبارة عن أبويه قد سجدوا له ، فهاله ذلك ..." من اين اتى المفسرون بتفسير الحلم وتعابيره ياسيد متعلم ؟ اليس هذا دليلا صارخا وقاطعا ودامغا على ان القصة القرآنية قصة ناقصة مبهمة ولاتتضح الا بالرجوع الى الكتاب المقدس ؟؟؟ ولكن لفت نظري حديث يتضح منه ان الرسول كان يجهل تفسير الحلم ( بحسب اعتقادي وقد اكون مخطئا ) ويقول الحديث :

 

" و قد روى ابن جرير و ابن أبي حاتم في تفسيريهما ، و أبو يعلى و البزار في مسنديهما ، من حديث الحكم بن ظهير ، و قد ضعفه من الأئمة عن السدي عن عبد الرحمن بن سابط عن جابر قال : أتى النبي صلى الله عليه و سلم رجل من اليهود يقال له بستانة اليهودي ، فقال : يا محمد أخبرني عن الكواكب التي رآها يوسف أنها ساجدة له ما أسماؤها . قال : فسكت النبي صلى الله عليه و سلم فلم يجبه بشيء ، و نزل جبريل عليه السلام بأسمائها ، قال : فبعث إليه رسول الله فقال : هل أنت مؤمن إن أخبرتك بأسمائها ؟ قال : نعم فقال : هي جريان و الطارق ، و الديال و ذو الكتفان ، و قابس ، و وثاب ، و عمودان و الفيلق ، و المصبح ، و الضروح ، و ذو الفرع ، و الضياء ، و النور فقال اليهودي أي و الله إنها لأسماؤها ." ماهذا !!!!

 

 

وتعيد القول مرارا وتكرارا ، بان المقياس الذي استخدمه في حكمي باطل ، لأن التشابه بين نصوص الكتابين ليس برهان على اقتباس القرآن من الكتاب المقدس ...ولكنك لم تؤيد دعواك هذه بالدليل ... لقد حاولت ضرب الأمثال فيما يختص بالأنجيل ونقله عن التوراة ولما رأيت الباب موصدا امامك طرقت بابا اخر هو اقتباس الكتاب عن الوثنيين وتطرقت الى ذكر اتباع كريشنا ( وبتحدي وكبرياء كبيرين ) ... والأن خلينا نستعمل المنطق شوي ياسيد متعلم ودعنا سوية ننزل الحكم في شخص هندي اسمه مهاتما ... هذا الهندي ياسيد متعلم ظهر قبل بضعة سنين على ساحة الوجود ، رجل تربى بين المسلمين في كشمير وسمع الكثير الكثير عن الديانة الأسلامية والقرآن كما انه عاشر بعض الفرق والبدع الأسلامية التي تكاثرت هناك ... هذا الرجل ادعى ان الله اتاه ملاكا من السماء يوحي اليه بكلاما الهيا ، وقد سما هذا الكلام " قهران" ويدعي انه كلام الله الوحيد، ولكن حين نراجعه نتأكد ان معظمه مأخوذ من القرآن ولكن اضاف الي القصص القرآنية وصاغها باسلوب لغوي هندوسي وغير بعض الأسماء ولاسيما في اسم الرسول اذ جعله معمد ، كما اخذ ايضا البعض من الخرافات الهندية والبوذية ووضعها في كتابه ، وماتبقى فهي اخبار عن اموره ونساءه ... هذا الرجل يزعم ان القرآن محرف ومايملكه هو الحق ، ويزعم ايضا ان الله امره بمقاتلة المسلمين واذلالهم وفرض الجزية عليهم وتكفيرهم ... مارايك فيه وفي كتابه ... لقد اقتبس من قرآنك وصاغه بلغته واضاف اليه وجمله ثم ادعى ان قرآنك محرف ... خليك صريح شوي مع نفسك ... لاالعقل ولا المنطق ولا الضمير ولاالدين يقبل بهذا ، فهل ستقبل انت به ...

 

المقياس الذي استخدمه انا ليس باطل ولن يكون بأمكانك ابطاله ماحييت ... العقل يقبل به ولايعترض عليه ، وكل الدلائل والبراهين من حياة النبي وتاريخه ومعاشراته تؤيد هذا ...

 

وتدعي اني تهجمت على شخصك ... اقول : لاياسيد متعلم ، فحين كتبت ردك الأول باشرته بالتهجم فقلت :

(( لقد لاحظت أنك جاهل بأمور كثيرة فى الإسلام ...)) و(( أنك غير منظم فى عرض أفكارك)) ثم تتابع حضرتك في الردود اللاحقة وتستخدم عبارات متل (( بل أنبهك إلى خطأ منطقك وفساده)) و((فقد تسرعت ونقلت عنهم ولم تفهم مثل فهمهم)) و (( وأظهرت جهلك بذلك )) و ((ادعاؤك كاذب .. واستدلالك خاطئ .. واستنتاجك باطل)) ... انا لاأعاتبك على اقوالك هذه لانها لاتزال ضمن المقبول ، ولكني اطلب منك ان تنسى تماما الشخص الذي قبالتك وتلتهي بالموضوع ... لاتعطي نصيحة ولا تستهزء بالرد مهما كان ضعيفا او ضحلا لترفع من قدر نفسك ... متابعتك بهذا الشكل توتر الأجواء ...

 

لم اخرج عن موضوع المصادر القرآنية ، وان حصل ذلك اريد منك ان تشير الى هذا الخروج ، اين هو ؟

 

اللعبة التي تلعبها انت ياعزيزي لاتروق لي البتة ... والاحظ انك تنتقل تدريجيا من القرآن الى الكتاب المقدس ... واخشى ان قصدك الأساسي من دخول الحوار معي هو تغيير الدفة من القرآن الى الكتاب المقدس ... نحن لانضع هنا الأصل تحت مجهر الفحص ، بل المزيف . وكما قلت لك لاأهتم بأظهار ماهو الهي في كتابي بقدر مااهتم بتبيين ماهو غير الهي وناقص في القرآن ... وارجوا ان لايغرب عنك اننا نتكلم عن مصادر القرآن ، ودعوانا انه ليس من عند الله بل من كتب الغير وتأليف الرسول نفسه ، وان كنا غير قادرين في نظرك على اثبات الوهية الكتاب المقدس للمسلم ، فأن هذا لايعفيك من تقديم الدليل على المصدر الألهي للقرآن ... اذا لم تاتي بالدليل فأن هذا دليل على اقتباسه من الكتاب المقدس ، بغض النظر عن كون كتابنا من عند الله ام لا ... مايهمنا هنا هو : اقتبس القرآن من الكتاب ام لم يقتبس ؟ وحين اعتمدنا على مقارنة القصص والتأمل فيها كان من اجل ابطال دعواك ، بان القصة القرآنية لها لمسة الهية والتوراتية لا ... وهنا يكفيني ان ابطل ماتسميه وحي من الله لكي اثبت وحي وصدق كتابي ... هل قرأت القرآن بلغة اجنبية ياسيد متعلم ؟ انا قرأت البعض من كلامه بلغة غير عربية ، اقول : كلام فارغ !

 

تحياتي

 

 

 

 

 

 

 

--------------

قال المسيح : " انا هو الطريق والحق والحياة . ليس احد يأتي الى الآب الا بي "

 

خيارات      

 

Murssel

(محاور نشيط)

01/09/03 07:48 PM

 

Re: مصادر القرآن ... اليهودية والمسيحية [re: متعلم]

 

رد

 

 

 

متعلم

 

هذا ردي على رسالتك من 01/09/03 04:10 PM

وايضا على ماتقدمها

 

انا استنكر الأثنين معا ، استنكر مواعظك لي في قواعد الحوار ، كما مواعظك في تفسير الآيات ... فأنا لاأحتاج الى مواعظ اسلامية ولي مايغنيني ويسد حاجتي الروحية ... واين هي العبرة والموعظة المستخرجة من قصة يوسف القرآنية؟ ان الرسول ومن قص عليه احسن القصص يخفون اهم ماجاء فيها من عبر ...عبرة العفة والطهارة ونقاوة القلب والعينين والأبتعاد عن الزنى والهروب من الشهوات ؟!

 

لا بل الصقوا بيوسف تهمة الشهوة بعد ان نفوا عنه صفة العفة ... وهنا نعود مرة اخرى الى " همت به وهم بها " ...

 

وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ

 

تفسير الجلالين :

 

"وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ" قَصَدَتْ مِنْهُ الْجِمَاع "وَهَمَّ بِهَا" قَصَدَ ذَلِكَ "لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَان رَبّه" قَالَ ابْن عَبَّاس مُثِّلَ لَهُ يَعْقُوب فَضَرَبَ صَدْره فَخَرَجَتْ شَهْوَته مِنْ أَنَامِله وَجَوَاب لَوْلَا لَجَامَعَهَا "كَذَلِكَ" أَرَيْنَاهُ الْبُرْهَان "لِنَصْرِف عَنْهُ السُّوء" الْخِيَانَة "وَالْفَحْشَاء" الزِّنَا "إنَّهُ مِنْ عِبَادنَا الْمُخْلِصِينَ" فِي الطَّاعَة وَفِي قِرَاءَة بِفَتْحِ اللَّام أَيْ الْمُخْتَارِينَ "

 

اما ابن كثير، فيبدأ تفسيره بالحيرة والتخبط ويلحقه في سرد الخرافة عن هذا وذاك فيقول :

 

 

"اِخْتَلَفَتْ أَقْوَال النَّاس وَعِبَارَاتهمْ فِي هَذَا الْمَقَام(( وطبعا هذا بديهي ياابن كثير لأن الرسول نقل ماسمعه ناقصا )) وَقَدْ رُوِيَ عَنْ اِبْن عَبَّاس وَمُجَاهِد وَسَعِيد بْن جُبَيْر وَطَائِفَة مِنْ السَّلَف فِي ذَلِكَ مَا رَوَاهُ اِبْن جَرِير وَغَيْره وَاَللَّه أَعْلَم وَقِيلَ الْمُرَاد بِهَمِّهِ بِهَا خَطَرَات حَدِيث النَّفْس حَكَاهُ الْبَغَوِيّ عَنْ بَعْض أَهْل التَّحْقِيق ... فَعَنْ اِبْن عَبَّاس وَسَعِيد وَمُجَاهِد وَسَعِيد بْن جُبَيْر وَمُحَمَّد بْن سِيرِينَ وَالْحَسَن وَقَتَادَة وَأَبِي صَالِح وَالضَّحَّاك وَمُحَمَّد بْن إِسْحَاق وَغَيْرهمْ رَأَى صُورَة أَبِيهِ يَعْقُوب عَاضًّا عَلَى أُصْبُعه بِفَمِهِ وَقِيلَ عَنْهُ فِي رِوَايَة فَضَرَبَ فِي صَدْر يُوسُف وَقَالَ الْعَوْفِيّ عَنْ اِبْن عَبَّاس : رَأَى خَيَال الْمَلِك يَعْنِي سَيِّدَهُ وَكَذَا قَالَ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق فِيمَا حَكَاهُ عَنْ بَعْضهمْ إِنَّمَا هُوَ خَيَال قطفير سَيِّده حِين دَنَا مِنْ الْبَاب وَقَالَ اِبْن جَرِير : حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب حَدَّثَنَا وَكِيع عَنْ أَبِي مَوْدُود سَمِعْت مِنْ مُحَمَّد بْن كَعْب الْقُرَظِيّ قَالَ رَفَعَ يُوسُف رَأْسه إِلَى سَقْف الْبَيْت فَإِذَا كِتَاب فِي حَائِط الْبَيْت " لَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَة وَمَقْتًا وَسَاءَ سَبِيلًا "... "

 

نعم ياعزيزي ، اسنكر عليك ان تعظني اسلاميا وانا لست مرغما على سماعك اذا لم تلتزم بالحوار ... ولك الخيار في ان تنهي او تتابع ...

 

تقول : (( ألزمتنى أنت أن آتى بالدليل على أن القرآن لم يقتبس من الغير .. وأنا أقول لك عزيزى مرسل : لا بد أن تفهم قواعد النقاش ! .. إنى غير ملزم على أن آتى بالدليل على ذلك .. فأنا فى موقف الممتنع .. بل أنت الذى يجب عليه الإتيان بالدليل على اقتباس القرآن .. لأنك فى موقف المدعى .. لا أدرى هل تفهم كلامى أم لا ؟))

 

الأدلة يقدمها المشتكي لأثبات التهمة ويقدمه المتهم لأبعاد الشبهات عنه وهذا مايفعله الأزهر الشريف على صفحاته في رد شبهات المتشككين ... اما دليلي وبرهاني فهو الأقتباس ... ودفاعك حتى الأن اقتصر على المحاولات الفاشلة من اجل ابطال الدليل ...

 

اما متابعتك في موضوع يوسف والأنتقال الى يعقوب فهو كما اوضحت لك في نهاية الرسالة السابقة لايتعدى عن كونه محاولة للأنتقال من ملعب القرآن الى ملعب الكتاب المقدس ...وكأني قرأت ماكتبته لي في موقع اسلامي ولكني لاأذكر اين بالتمام ...وقد كان الأحرى بك ان تقتصر هذا على سرد القصة القرآنية ... لو اتبعت انا اسلوبك هذا واتيت بالتعليقات على كل اية وسورة وقصة قرآنية ( ولدينا من هذه التعليقات الكثير جدا ) فأننا لن ننتهي من هذا الحوار ... ولو جلسنا سوية انا وانت وقرأنا القرآن بلغتي انا فسنقضي الدهر في تساؤلات عن هذه وتلك ...الدخول في تفاصيل القصص اية اية لتعلق عليها انت ومن ثم ادافع انا واصد اتهامك وبعدها اسرد انا القصة القرآنية ونفعل بها انا وانت ذات الشيء هذا ليس حوار ياسيدي ، هذا تعجيز ... ماتفعله انت الأن هو نوع من التعجيز ولن يكون بامكانك او امكاني المتابعة فيه ... ولاأستبعد ابدا ان يكون السبب خوفك من الأنتقال الى مابعد يوسف او مابعد هذه المقارنات ... وارجوا ان لايكون هذا شعورك وان اكون مخطئا في ظني ...

 

ولكن لفت نظري وشدني كلامك عن بركة الله للشعب العبري فقلت :

 

 

"فيقول الصوت صوت يعقوب واليد يد عيسو ، ثم يباركه ، وبعدما يباركه يعود فيسأله هل أنت عيسو ؟ !! .. ثم يورد نص البركة ، وهو كعادة التوراة يجب أن يكون استعباد شعوب وسجود قبائل وسيادة على إخوته ، فالبركة لا تكون بركة إلا إذا كان فيها إذلال الآخرين واستعبادهم !"

 

وطبعا كلامك خارج عن موضوعنا ولامكان له هنا ، ولكن بصراحة راق لي ان اراك تقع في هفوة كهذه لأنني بصراحة اتربص لها ... وهاأنت تعطيني فرصة لتبيين حقيقة الأسلام ، وليس الأسلام التصديري وانما الحقيقي ...

 

 

انت مستاء من قساوة اليهود قديما وتعاملهم مع اعداءهم وتتجاهل المسلمين ووحشيتهم ومظالمهم ... تتجاهل الوحشية والبربرية وسفك الدماء الذي مارسوه مع بقية الشعوب والقبائل والمسحة الألهية التي حاولوا ان يعطوها لوحشيتهم ؟ هل تتناسى الذل الذي اذلو به اليهود والمسيحيين باسم الله وتحت رايته وبأمر وبركة منه ؟

 

 

"قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون". سورة التوبة 29:9

"فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم إن الله غفور رحيم".

سورة التوبة 5:9 (انظر أيضا سورة البقرة 193:2)

"فإن لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق فإما منا بعد وإما فداء حتى تضع الحرب أوزارها..."

سورة محمد 4:47

 

هذه بضعة آيات ، اما الأمثلة الدموية من سيرة الرسول والصحابة فليس هنا المجال لسردها واتركها لمكانها ووقتها المناسب ...

 

تقلدون الغير وتأخذون مما له وتتمثلون به ومن ثم تدعون انه على باطل وانكم على حق ... بينك وبين اليهودي لافرق من نواحي كثيرة ، وعليك ان تسلم باالحق القائل ، ان شريعة العين بالعين والسن بالسن شريعة يهودية اقتبستموها ... اقتباس حرفي وعملي بكل ماللكلمة اقتباس من معاني ...

 

نسب الخطية الى يعقوب لايطعن في صحة النص التوراتي ... كتاب الله يصف لنا حالة الأنسان والأنبياء والرسل ... الخطأ ليس في ناقل الخبر وانما في من اخبر عنه ... هل تتهم جريدة ما بالخطأ والأنحراف لأنها كتبت عن حالة شخص ما ؟ ستقول لي ان الكتاب المقدس ينسب الخطية الى يعقوب وهذا اهانة لنبي الله ، اقول لك ان الكتاب المقدس لايبرىء شخص ما ولايعصم احد من الأنبياء والرسل عن الخطية ... يوسف بار فيمدح بره ويعقوب اخطأ فلايكتم خطيته ، وقرآنك يؤكد هذا الكلام ... كما ان عدم ذكر القرآن لخطية يعقوب لاينفي عنه التهمة بانه اقتبس القصة عن الكتاب المقدس ، بل يؤكد عدم الوهية نصه بتجاهل اخطاء الأنبياء ( ماعدا خطايا الزنى لأن الرسول كان يسر بسماعها اذ انها تبرر مواقفه ) ...

 

نتابع

 

تحياتي

 

 

--------------

قال المسيح : " انا هو الطريق والحق والحياة . ليس احد يأتي الى الآب الا بي "

 

خيارات      

 

عمران2000

(محاور نشيط)

01/10/03 08:20 AM

 

Re: مصادر القرآن ... اليهودية والمسيحية [re: متعلم]

 

حرر

 

رد

 

 

 

لعل صحت نظريتي قد تحقق امامك يا سيدي ... و لا أستطيع القول سوى أني قد قرآت كل ردودي و قد تذكرت الآية القرآنية العظيمة ((يؤتي الحكمة من يشاء و من يؤتى الحكمة فقد أوتي خيرا كثير)) أقف أمام سيادتكم بكل إحترام و أقول بارك الله فيك و بارك الله على علمك الغزير ...

 

 

و اما الجاهل الذي يحاورك فلا أستطيع إلا أن أقول له لقد أتضحت على حقيقتك و انا أسلوب حواري هو أفضل أسلوب لك و لقساوستك الذي علموك هذه التخيلات و كذلك أسلوب ناجح لروح القدس الذي يتكلم فيك ...

 

عمـ أبو ــران

 

لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة و ما من إله إلا اله واحد

 

خيارات      

 

عمران2000

(محاور نشيط)

01/10/03 08:29 AM

 

Re: مصادر القرآن ... اليهودية والمسيحية [re: Murssel]

 

حرر

 

رد

 

 

 

سؤال بسيط لا غير ... ما أسم أبو مريم .. و بدليل من الكتاب المقدس ...

 

عمـ أبو ــران

 

لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة و ما من إله إلا اله واحد

 

خيارات      

 

Murssel

(محاور نشيط)

01/10/03 09:19 AM

 

Re: مصادر القرآن ... اليهودية والمسيحية [re: عمران2000]

 

رد

 

 

 

في كل الأحوال مااسمه عمران ... واذا كان لابد فخليها عمرام ...

 

خلينا في الموضوع ياعمران لأني مش عم لحق ردود ...

 

تحياتي

 

--------------

قال المسيح : " انا هو الطريق والحق والحياة . ليس احد يأتي الى الآب الا بي "

 

خيارات      

 

عمران2000

(محاور نشيط)

01/10/03 09:37 AM

 

Re: مصادر القرآن ... اليهودية والمسيحية [re: Murssel]

 

حرر

 

رد

 

 

 

هذا في صميم موضوعك و قد تباهيت كثير في قضية انها بنت عمران أبو موسى هكذا علموكم قساوستكم ... و لكن قول (اذا كان لابد فخليها عمرام ... ) أكبر دليل على جهلكم بأمور دينكم أو ان دينكم لا يستوى الى مستوى أقوال ابن كثير ...

 

أكرر السؤال و سأضعه في موضوع مستقل لتعلم انك جاهل بأمر دينك و انت لا تعرف جد ربك من امه

 

 

ما أسم أبو مريم ... و بدليل من الكتاب المسمى مقدسا ...

 

عمـ أبو ــران

 

لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة و ما من إله إلا اله واحد

 

خيارات      

 

Murssel

(محاور نشيط)

01/10/03 10:04 AM

 

Re: مصادر القرآن ... اليهودية والمسيحية [re: عمران2000]

 

رد

 

 

 

شايف كيف ياعمرام انك همجي وبربري واستفزازي في اسلوبك ... انا حر في ان اجيبك او لا اجيبك ، كما انك حر في ان ترد على تعليقاتي او لاترد ... لاتعصب ياعمرام وخذها بروح رياضية ... اترك هذا الأسلوب القبيح ، اسلوب التحدي الصبياني الذي يدل على فقر في الفكر وقلة في الأدب ونقص في الثقافة والوعي ... اترك هذا الأسلوب الكردستاني الجبلي وتكلم باسلوب المتحضرين ...

 

--------------

قال المسيح : " انا هو الطريق والحق والحياة . ليس احد يأتي الى الآب الا بي "

 

خيارات      

 

عمران2000

(محاور نشيط)

01/10/03 10:25 AM

 

Re: مصادر القرآن ... اليهودية والمسيحية [re: Murssel]

 

حرر

 

رد

 

 

 

يا ضناية قلة ادبك معي و كذلك كل ما كتبته لا يعني بالنسبة لي شيئا المهم عندي قساوستكم علموكم كل هذا و لكن لم يعلموكم ما أسم جد ربك من جهة الأم ... و عمرام او عمران هذا بالنسبة لموسى عليه السلام اما عمران أبو مريم فيجب عليكم أن تتعلموا منا ان أن جد عيسى عليه السلام أسمه عمران .. لأن كتاب ربك ناقص من هذه الجهة

 

أما ما تقول لي اترك هذا الأسلوب الكردستاني الجبلي ... أقول لك هذا ليس أسلوب الكردستاني الجبلي ... أسلوب الكردستاني يا ضناية روح أسئل أجدادك يعلموك كيف كانت أسلوب صلاح الدين جدي الكردستاني و لو ان منذ فترة طويلة بسدد سرد سيرة جدي لكم

 

عمـ أبو ــران

 

لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة و ما من إله إلا اله واحد

 

خيارات      

 

متعلم

(غريب)

01/10/03 11:29 AM

 

Re: مصادر القرآن ... اليهودية والمسيحية [re: Murssel]

 

رد

 

 

 

بسم الله .. الحمد لله وكفى .. وسلام على عباده الذين اصطفى .. ثم أما بعد ..

 

عزيزى مرسل .. رداً على رسالتك الثانية بتاريخ 9 / 1

 

سرنى هدوءك وتركيزك كثيراً .. وأدعو الله لى ولك بالسداد فى القول دائماً وأبداً ..

 

قبل أن أناقش معك ما أوردته ، أحب أن أسألك عن لغتك ، فقد فهمت من كلامك أنك لا تتحدث العربية .. لا أدرى هل كان فهمى صائباً أم لا .. وهل أنت عربى أم لا .. بصراحة .. هذه المعلومة ستفيدنى جداً فى نقاشنا .

 

اعترضت أنت على جعلى من إغراق التوراة فى التفصيلات دليلاً على بشريتها .. وادعيت أننا لو طبقنا هذا المقياس على القرآن والأحاديث لما سرنى ذلك .. وأنا أقولها لك عزيزى مرسل لن تستطيع أبداً أن تثبت أن القرآن فى قصة يوسف عليه السلام قد أتى بعبارة واحدة ليس لها فائدة ، بل ولا حتى كلمة واحدة .. وأما الأحاديث النبوية فنحن نؤمن أنها صيغت بأسلوب بشرى ، على أن معانيها هى وحى من الله ، لكنها ليست معجزة بلفظها ، فحتى لو أثبت أنت أن حديثاً ما أغرق فى التفصيلات ، لكان غاية ذلك أنك أثبت أن الأحاديث أسلوبها بشرى ، ونحن لا ننازعك فى ذلك عزيزى مرسل .. ورغم ذلك فقد بلغت الأحاديث النبوية شأواً عظيماً من البلاغة لكنها لم ترتق لشىء مما فى القرآن .

 

لكنى لاحظت أنك لا تعرف بأى الأحاديث تستدل وأيها تترك .. نحن المسلمين لا نحتج بكل حديث ، إنما لا بد أن يثبت سنده عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بمعنى أن تكون درجته : صحيح ، أو حسن .. أو أى درجة من درجات التصحيح ، وقد جمع البخارى فى صحيحه ومسلم فى صحيحه جملة صالحة من الأحاديث الصحيحة ، وأما الترمذى والنسائى وأبو داود وابن ماجه والدارمى وابن حنبل والطبرانى وغيرهم ، فلم يلتزموا بإيراد الصحيح فقط دون الضعيف ، بل أوردوا هذا وذاك للأمانة العلمية ، فلا يكفى عندنا فى صحة الحديث أن يكون فى أى من هذه الكتب ، بل يحتاج الأمر إلى حكم العلماء المتخصصين فى مصطلح الحديث على رواية ما بأنها صحيحة حتى نقبلها ، ولذلك قواعد شتى فى التصحيح والتضعيف .. وهو علم جبار اختصت به أمة محمد ولم تعرفه باقى الأمم .

 

لم أرد على ( عمران ) و ( عمرام ) عمداً ! .. لخروجها عن موضوعنا .. ولم أكن محتاجاً لإثبات ذلك .

 

تنكر على تشددى على حرفية الكلام فى تصحيحى لك لآية سابقة .. شددت أنا على حرفية الكلام هناك لأنك كنت تورد نص الآية من القرآن ، فمن أمانة النقل أن تورده صحيحاً تماماً ، خاصة أنك تعلم أن القرآن معجز بلفظه . وبالنسبة للواو فى الآية فإيرادها يؤثر فى الإيمان عزيزى مرسل !! .. لأنها تؤثر فى إعجاز القرآن .. فأحد أوجه إعجاز القرآن البلاغى واللغوى هو : الإعجاز الصوتى ، والعربى عندما يقرأ الآية بدون الواو لا يجد أى تنافر صوتى ، بل يجد عذوبة وسلاسة ، أما لو قرأها بالواو فيجد عيباً فى أصوات الآية ويؤذيه ذلك بقدر سلامة لغته . ثم إن إيراد حرف فى القرآن أو نزعه منه قد يؤثر على المعنى .. وأكتفى بذكر ذلك حتى لا أطيل عليك .

 

ونفيت أنت أنك تستخدم مقياس ( مالك الحق هو من يذكر ويكتب أكثر ) .. وأنا أعتذر عن نسبة ذلك إليك .. لكنى فهمته من كلامك .. أو خشيت أن يصبح مقياساً .. على العموم .. أعتذر .

 

ثم ادعيت أن الرواية القرآنية لا يستطيع الإنسان أن يفهمها دون تفسير ، بل لا بد من التفسير ، ولا بد من الرجوع للأصل الذى اقتبس من القرآن .. لا عزيزى مرسل .. الرواية القرآنية يستطيع الإنسان فهمها بمفرده .. لكنه الفهم الأولى .. أول مرتبة من مراتب الفهم .. وهى التى تجدها عند عوام المسلمين .. وهى التى تجدها عند غير المتكلمين بالعربية .. فهو يقرأ السورة ويفهم الأحداث .. لا مشكلة فى ذلك .. لكن هناك مرتبة أخرى من الفهم والتدبر ، لا يستطيعها عوام المؤمنين بمفردهم ، بل لا بد من عالم بتفسير القرآن ، ليضع أيديهم على ذلك .. والعالم لا يفعل ذلك من عند نفسه .. بل يرجع أولاً للقرآن ، فالقرآن يفسر بعضه بعضاً ، ثم يرجع لما صح عن النبى عليه الصلاة والسلام ، ثم إلى ما صح عن الصحابة والتابعين ، مسترشداً فى ذلك كله باللغة العربية التى نزل بها القرآن .

 

وأما أنه يجب على المسلم أو المفسر الرجوع إلى التوراة .. فذلك لم يقل به أحد .. فالرواية القرآنية تكفينا فى فهم القصة .. وتكفينا فى مواضع أخذ العبرة .. ففيم نحتاج النص التوراتى وهو مضطرب فى أحداث القصة ولا يهتم بالعبرة .

 

إذن ما دام الأمر كذلك والمسلمون مكتفون بما عندهم .. لماذا كل هذا الكم من الإسرائيليات فى كتب التفسير ؟ .. تحتج أنت بذلك على عدم كفاية الرواية القرآنية .. والحق عزيزى مرسل ألا حجة لك فى ذلك .. لكن قبل أن أوضح لك صنيع علماء التفسير أود أن أوضح لك قاعدة مهمة .. وهى موقف المسلمين من الإسرائيليات أو من روايات أهل الكتاب ، أى موقفهم من المعلومات الواردة فى ( الكتاب المقدس ) .. الموقف الصريح هو : عدم التكذيب أو التصحيح .. فلا يستطيع مسلم أن يقول : كل ما فى ( الكتاب المقدس ) هو باطل .. بل فيه حق ! .. ولا أن يقول : كل ما فيه صحيح .. بل فيه باطل ! .. فلا نصحح معلومة ولا نكذبها .. وهذا طبعاً فيما سكت عنه القرآن .. وهذا مثل تسمية عزيز مصر باسم فوطيفار .. فقد يكون اسم الرجل حقاً وقد لا يكون .. فلو أورده مفسر لا نقول له هذا خطأ ولا هذا صحيح .. بل نقول : الله أعلم .. ونقول : إن اسم الرجل لن يؤثر على فهم القصة ولا أخذ العبرة ، فالرواية القرآنية تكفينا فى ذلك . أما ما ورد فيه قول صريح للقرآن فهو الحق وما أورده ( الكتاب المقدس ) هو الباطل .. وهذا مناسب لوصف القرآن " ومهيمناً عليه " .. فهو المهيمن والحاكم على ما فى ( الكتاب المقدس ) .

 

من هنا تفهم صنيع علماء التفسير فى كتبهم .. فقد فتح الباب أمامهم لإيراد بعض المعلومات من ( الكتاب المقدس ) .. لا على أنها صحيحة أو أصل .. بل على أنها قد يكون فيها شيئاً من الصواب .. فيستأنسون ببعض ذلك فى تأييد بعض آرائهم .. لكن وجدنا منهم من يتوسع فى الأمر بشدة مبتغياً إعجاب القراء .. وهؤلاء حذر العلماء من تفاسيرهم ونبهوا على ما فيها .. ووجدنا منهم من يذكر الإسرائيليات لينبه على خطأها وفسادها فيما عارض القرآن .. مثل تفسير ابن كثير وغيره .. أظنك فهمت الوضع كله الآن .

 

وبالنسبة لفتوى زواج يوسف من امرأة العزيز .. فالفتوى واضحة وصريحة وصحيحة تماماً فى كل ما قالته .. حتى ما قالته عن أنه قد يكون مستند المفسرين الإسرائيليات فى هذا الأمر .. لاحظ : مستندهم فى هذا الأمر فقط وليس فى تفسير الآيات ككل .. وقد أوضحت لك القاعدة .. ما سكت عنه القرآن والحديث الصحيح لا نصدقه ولا نكذبه .. ولذلك قال صاحب الفتوى : " وقد أمرنا النبى صلى الله عليه وسلم ألا نصدقها ولا نكذبها " .. وبالمناسبة فلم يورد ابن كثير أمر زواج يوسف من امرأة العزيز على أنها رأى شخصى يؤمن به .. بل أوردها من خلال كلام محمد بن إسحق .. وحتى محمد بن إسحق يقول : " ذكر لى " .. ثم إنه لم يصرح من الذى ذكر له .. وواضح أنها ذكرت له عن أهل الكتاب . فلا حجة لك فى ذلك لأننا لم نمنع تماماً ذكر ما أورده أهل الكتاب وبينت لك القاعدة . ومثل كلامى السابق يقال عن فتوى عمر يوسف عليه السلام .

 

أما لماذا لا يكتفى ابن كثير بالرواية القرآنية .. فقد أوضحت لك أن الباب مفتوح لمن أراد النقل عن أهل الكتاب .. لكن إذا عارض القرآن والحديث الصحيح نرفضه .. وإذا سكت عنه نقول الله أعلم بصدقه وكذبه والله أعلم كما قال صاحب الفتوى .. أما لماذا الإيراد أصلاً ؟ .. فمن أسبابه الاستئناس بتصديق القرآن للكتب السابقة " ومصدقاً لما بين يديه " .. ومن أسبابه الاستئناس فى تأييد قول للمفسر أو رأى من آرائه .

 

ومن ذلك أيضاً ما أوردته عن قوله تعالى " قال قائل منهم .. " .. فأقوال المفسرين فى هذا الصدد هو نقل عن العلماء والتابعين .. والمفسرون ينقلون ما وصل إليهم من أقوال للأمانة العلمية ، فقد لا يحتاج المفسر لهذه الأقوال لكن غيره يحتاج إليها .. ثم إننا نمحص الروايات ولا نسلم أن سندها صحيح عن التابعين ، ثم إنها لو صحت ننظر هل هى رأى شخصى له أم انتقلت إليه ممن سبقه .. أما لماذا أوردوها أصلاً .. فقد أوضحت لك سابقاً .

 

وبالنسبة لتأويل رؤيا يوسف ترى أن المفسرين أتوا بها من ( الكتاب المقدس ) .. لا عزيزى مرسل .. لقد أتوا بها من الرواية القرآنية .. ولا أدرى هل واصلت قراءة سورة يوسف لآخرها أم لا ؟ .. على العموم لما اكتملت القصة .. " ورفع أبويه على العرش وخروا له سجداً وقال يا أبت هذا تأويل رؤياى من قبل قد جعلها ربى حقاً " .. فقصة يوسف كلها هى تأويل تفصيلى للرؤيا فى أولها .

 

وبالنسبة لأسماء الكواكب .. فالرواية التى أوردتها فاسدة سنداً ومتناً .. فأما فساد سندها فأنت نفسك تورده ضمن ما أوردته من الرواية .. وأما فساد متنها فكيف يعارض الرسول صلى الله عليه وسلم ما أتى به من القرآن ؟ .. من الذكاء ألا يفعل حتى لو كان نبياً كذاباً .. خاصة أنكم تعترفون له بالحكمة وحصافة الرأى .

 

وبالنسبة لمقياسك الباطل فما زلت تدعى صحته .. والذى لا بد أن يأتى بالدليل على صحته هو أنت يا سيد مرسل .. لا أنا .. أنت الملزم بإثبات صحته أولاً قبل أن تطبقه .. ولما لم تورد دليلاً على دعواك .. فقد أوردت لك أكثر من وجه لبطلانه .. ولم تستطع أنت الرد .. فقد بينت لك أولاً أن المقياس فاسد عقلاً ولا أسلم لك به .. وبينت لك ثانياً أن هذا المقياس يستخفون به ـ اعذرنى ـ فى مجال السرقات الأدبية ، ويبدو أنك لم تقرأ فى هذا المجال من قبل ، ولن أرشح لك كتاباً بعينه ، بل اقرأ أى كتاب عربى أو غير عربى ، وسترى آراء الأدباء عن من يلتزم بمقياسك .. وبينت لك ثالثاً أنى لو ألزمتك بهذا المقياس لما رضيت به ، وضربت لك الأمثلة ، وقلت لك إنك لن تستطيع أن تجيب إلا مثل إجابتى ، وبالفعل هذا ما حدث .. لأن المقياس وحده لا يكفى بل لا بد من تفحص مواضع التشابه ليتأكد صحته .. وهذا ما أشجعك عليه منذ البداية عندما ضربت لك مثال الطباشير والجبن .. فإن أخذنا مواضع التشابه وفحصناها واحدة واحدة .. وخرجنا من كل واحدة بأن القرآن لم يقتبس من التوراة .. رجعنا إلى نقطة البداية .. وهو أنك تدعى اقتباس القرآن لكنك لم تأت بدليل عليه .. فتبحث أنت عن دليل آخر .. وهكذا .. حتى لا تجد أمامك دليلاً إلا وقد أوضحت لك بطلانه .

 

وبالنسبة لمثال المهاتما الذى ذكرته ، فأنا سمعت به لكن والحق يقال لم أطلع على التفصيلات .. لكن عموماً المثال فاسد ولا يخدمك .. لأن القرآن أخبرنا أنه ليس بعده كتاب .. وأخبرنا أن ليس بعد النبى محمد عليه الصلاة والسلام نبى .. فإن كان هذا الرجل يؤمن أن القرآن أنزله الله .. نقول له كذبت لأن القرآن الذى تؤمن أن الله أنزله قال بخلاف دعواك .. وإن كان الرجل يدعى أن القرآن لم ينزله الله أصلاً .. نحتج عليه بمواضع التشابه ـ إن كانت موجودة كما تقول ، وإن كان التشابه فعلياً حقاً ـ ونقول له فلماذا تشابه كتابك مع كتاب البشر وهو سابق عليه .. وإن كان الرجل يدعى أن القرآن أنزله الله ثم حرف .. وهو نفس اتهام المسلمين للكتاب المقدس .. فلا يصح الاحتجاج بمطلق مواضع التشابه .. إذ إن الرجل سيقول إن كتابه والقرآن خرج من مشكاة واحدة .. إنما سنحتج عليه بحجج أخرى .. منها فحص مواضع التشابه نفسها لنتبين أيها تناول المعانى بأسلوب بشرى وأيها تناوله بأسلوب إلهى حتى مع اختلاف اللغات !! .. ومنها مطالبة الرجل بتبيين مواضع التحريف وأنها لا يصح أن يوحى بها الله .. ومنها مطالبته بالأدلة على صدق وحيه .. فيجب أن يؤيده الله بالمعجزات والخوارق .. ولا يترك الله المسألة هكذا بدون تبيين الحق .. بل يبعث أنبيائه بالخوارق والمعجزات لتكون دليلاً على صدق نبوتهم عند أهل زمانهم .. ولا نؤمن نحن المسلمين أن الله يتركنا عبثاً نخبط خبط عشواء إن كان النبى من عند الله حقاً أم لا .. بل لا بد أن يؤيد أبلغ تأييد .

 

وقد ادعيت أنت أنى نلت من شخصك .. لا عزيزى مرسل .. كل ما أكنه لك الاحترام .. يكفيك عندى أنك لا تريد أن تؤمن إيماناً موروثاً ، وتريد أن تكون مؤمناً فاهماً عاقلاً لما تؤمنه .. أما العبارات التى أوردتها فأنا أطلب منك قراءتها ثانية .. أنا لم أنل من شخصك أبداً .. إنما كنت أنال من فهمك لنقطة ، أو من علمك بأمر ، أو تسرعك فى فهم آية ، أو أذم استنتاجك وأخطئه .. وهكذا .. لا دخل لى بشخصك المحترم .. وما قلته أنا لا مشاحة فيه ، ففى نقاشنا نسلم أنا وأنت أنك سترى عندى نقاط ضعف وأنا كذلك ، وعلى كل أن يبين للآخر ، وإلا فإن لم أصف قولك بأنه فاسد فلم أبين بطلانه أصلاً ؟ .. لا بد أن أصفه بأنه فاسد وأدلل على ذلك وتعترض أنت وتدلل وهكذا .. ولا دخل لنا بالأشخاص أبداً .. بخلاف ما فعلته أنت معى .. وأسكت عن ذلك لأنه لا يهمنى !

 

لما اتهمتك أنا بالخروج عن الموضوع كنت أقصد تهجمك على الإسلام والمسلمين والرسول صلى الله عليه وسلم .. فلا دخل لما ذكرته أنت عند ذلك بموضوعنا .

 

وقد لاحظت أنت أنى أنتقل تدريجياً من القرآن إلى الكتاب المقدس .. وهذا ليس بجديد عزيزى مرسل ، خوفك من الانتقال إلى الكتاب المقدس والتركيز على الإسلاميات لاحظته من قبل ، وأخبرتك به سابقاً وأنت تؤكده لى الآن .. وسأكرر كلامى ثانية .. أنا لاحظت أسلوبك عزيزى مرسل ، وهو أنك لا تريد التكلم عن النقد الموجه لكتابك المقدس ، وترى أن الأصلح وضع الإسلام موضع المتهم .. وأنا لم أعترض على أسلوبك عزيزى مرسل ، بل أؤكد لك أنى أحاول السير عليه قدر استطاعتى ، لكن ماذا أفعل والنقاش جرنا إلى نقد كتابك المقدس ! وما معنى المقارنة إذا كنا سننقد القرآن فقط دون الكتاب المقدس ؟ .. إذن ليست مقارنة .. وأنا نقدت كتابك لأبين لك عظمة القرآن .. إذ بضدها تتميز الأشياء .. فلكى أوصل لك إلهية القرآن .. كان لا بد من التمثيل بكتاب غير إلهى يتحدث عن نفس القصة .. فمثلت لك ذلك بالكتاب المقدس .. هذا كل ما فى الأمر .. وقد كنت أعلم أن ذلك سيغضبك ! .. لكنى مضطر لذلك .. وأعلم أن الذى سيغضبك أكثر هو عدم قدرتك على تبيين إلهية التوراة من خلاف قصة يوسف عليه السلام ! .. أعلم عزيزى مرسل أنكم لا تستطيعون ذلك .. قد تستطيع الاعتراض على بعض ما ورد فى القرآن وقد رددت لك عليه كله .. لكنك لن تستطيع الحديث عن سمات إلهية التوراة فى قصة يوسف عليه السلام .. أما نحن فكتابنا ينضح بإلهية منزله فى كل سورة وفى كل آية .. قد تغضبك هذه الحقيقة أيضاً .. لكن ماذا أفعل ؟ .. إنها حقيقة !!

 

وتقول لى أنت إن هدف المقارنة كان .. " من اجل ابطال دعواك ، بان القصة القرآنية لها لمسة الهية والتوراتية لا " .. وبعد عزيزى مرسل فهل نجحت فى ذلك ؟ .. هل بينت عدم إلهية القرآن ؟ .. لم تستطع .. وكل ما ذكرته أنت رددت لك عليه ولم تستطع أنت التعقيب .. أم هل بينت ما فى التوراة من لمسة إلهية ؟ .. لم تستطع ذلك أيضاً ، بل تعتذر عنه صراحة وتدعى أنه خارج موضوعنا .. قل كما تشاء .. لكنك لن تستطيع أبداً إثبات إلهية أسلوب التوراة فى تناولها لقصة يوسف بشخصيتيها الكريمتين يعقوب ويوسف عليهما السلام !!

 

وإجابة لسؤالك الأخير أقول : نعم عزيزى مرسل قرأت قليلاً من القرآن باللغة الفرنسية ، فأنا لا أجيدها وإن كنت أعرفها ، وقرأت كثيراً ـ لا كله ـ باللغة الإنجليزية لأنى أجيدها أكثر من الفرنسية ، وقرأت أكثر من ترجمة إنجليزية ، لكن أكثر قراءتى فى ترجمة يوسف على الشهيرة . وقد وجدت أن كثيراً من بهاء القرآن يذهب عند الترجمة إلى هذه اللغات ، وفهمت لماذا لا يصح ترجمة القرآن ، إنما نترجم معانيه فقط .. فإن أوجه كثيرة للإعجاز تختفى عند الترجمة .. ويتدخل فى ذلك أمور منها اختلاف طبائع اللغات ، ومنها علو كعب العربية على غيرها .. إلخ . وأما وصفك له بأنه كلام فارغ .. فلا يهم .. كالعادة عزيزى مرسل .. دعوى بغير دليل !! .. دعاواك كثيرة كثيرة .. وأدلتك .. .. .. !!

 

هدانا الله وإياك لما يحب ويرضى .

 

خيارات