بعد أن أثبتنا بفضل الله تعالى أن "القدوس" هي "قدوس" وتنسحب على الإنسان الطاهر النقي من الذنوب، وعلى الحيوان الطاهر من العيوب، نأتي إلى النقطة الثالثة.
يستشهد السيد عماد بفقرة من إنجيل لوقا. هي:
وَيُعْطِيهِ \لرَّبُّ \لإِلَهُ كُرْسِيَّ دَاوُدَ أَبِيهِ 33وَيَمْلِكُ عَلَى بَيْتِ يَعْقُوبَ إِلَى \لأَبَدِ وَلاَ يَكُونُ لِمُلْكِهِ نِهَايَةٌ». (لوقا 1: 32، 33) (الفانديك)
ثم يبني استنتاجه على ضوء هذه الفقرة. فيقول بالحرف الواحد:
وايضا من هو الملك الذي يملك ولا يكون لملكه نهاية ؟؟ هل هناك ملك اخر ملك ومازال يملك وسيملك الي الابد سوي الله الملك فقط !!!! , (وايضا اسم الملك هو من اسماء الله في القران )
ولو دقننا النظر فقط في الاسم الذي دعي به الملاك للمولود الالهي وهو يسوع, وكلمة يسوع هي نفسها كلمة يشوع بالعبرية وهي مشتقة من كلمة يهوشع وهذه الكلمة معناها الله يخلص ( يهوه يخلص )
إن هذه الفقرة تعتبر من المشاكل التي لا تجد لها الكنائس حلاً حتى الآن ولن تجد إلا بحذفها واعتبارها كأن لم تكن. لماذا؟! ببساطة لأن هذه النبوءة لا تنطبق على المسيح بن مريم بأي حال من الأحوال ولا يمكن قبول آراء واستنتاجات السيد عماد التي لا ينهض المنطق في الوقوف بجانبها، لعدة أسباب:
1- أنه لم يثبت أن المسيح جاء من نسل داود. فلو رجعت إلى سلسلة النسب في إنجيلي متى ولوقا تجدهما قد سردا سلسلة آباء يوسف خطيب السيدة مريم وليس آباء المسيح. وهذا يلقي بظلال من الشك في شرف السيدة مريم كما ترى ويؤيد اليهود في زعمهم الباطل.
2- على فرض أنه من نسل داود وكل الشواهد تخالف ذلك، فإنه لم يجلس على كرسي داود لحظة واحدة وإنما جلس عليه بيلاطس وحاكم يسوع المسيح.
3- المسيح بن مريم لم يملك على اليهود ولو للحظة واحدة. وأنه هرب عندما أرادوا تنصيبه ملكًا. ولذلك ترك لهم الدنيا وأمرهم بالعمل للآخرة: "اعط ما لقيصر لقيصر وما لله لله".
4- لِذَلِكَ هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ عَنْ يَهُويَاقِيمَ مَلِكِ يَهُوذَا: لاَ يَكُونُ لَهُ جَالِسٌ عَلَى كُرْسِيِّ دَاوُدَ». (إرميا 36: 30)
فهل أخلف يهوه قسمه. إن المسيح في العرف المسيحي جاء من نسل يهوياقيم فكيف يجلس على كرسي داود بعد هذا القسم الإلهي المقدس؟!
5- السيد عماد يقول أن المسيح مازال يملك وسيملك إلى الأبد وتناسى ما عرضناه أعلاه كما تناسى أن الذي يملك الآن هو إبليس: يملك الكون بممالكه وحاول إغراء يسوع المسيح بها بشرط أن يكفر المسيح بالله الواحد الأحد ويسجد لإبليس كما حكى القديس متى، كما أن إبليس يملك الأرواح فهو قابضها، ويملك الجحيم لدرجة أنه قذف فيها جميع أنبياء الكتاب المقدس كما قال بولس (أفسس 4: 9، 10)، ولن يملك يسوع المسيح ولا أبيه يهوه إلا يوم القيامة بعد تحول المسيح إلى خروف وانتصاره على التنين والحية العظيمة (إبليس) بعد معارك مريرة طاحنة كما ذكر ذلك سفر الرؤيا. وبعد الانتصار الساحق تكون زوجة الخروف (المسيح) قد هيأت نفسها فنسمع موسيقى الزفة وألف مبروك:
لِنَفْرَحْ وَنَتَهَلَّلْ وَنُعْطِهِ الْمَجْدَ، لأَنَّ عُرْسَ الْخَرُوف قَدْ جَاءَ، وَامْرَأَتُهُ هَيَّأَتْ نَفْسَهَا. (الرؤيا 19: 7)
6- يقول السيد عماد أن كلمة "الملك" هي اسم من أسماء الله تعالى. نعم ولكنها تنسحب على الناس أيضًا. فأقول: الملك فاروق. ويقول الله في كتابه العزيز: {وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مِكِينٌ أَمِينٌ} (يوسف 54).
7- يقول السيد عماد أن كلمة "يسوع" معناها "يهوه يخلص" وبذلك فيسوع المسيح هو يهوه. علينا أن نعلم أن المسيح كان يتحدث اللغة الأرامية وهي تشبه إلى حد كبير اللغة العربية فى كثير من ألفاظها. فمثلاً حرف س فى اللغة العربية ينطق ش فى اللغة الأرامية مثل كلمة ماشيح أى المسيح .وعلينا أن نعرف أن «عيسو» عند الأراميين والعبرانيين هو عيسى فى لغة العرب. والموقع التالي يذكر بعض الألفاظ المسيحية باللغة الأرامية:
http://www.learnassyrian.com/aramaic/church/church.html يذكر الموقع ان لفظ المسيح باللغة الإنجليزية هو jesus التي يقابلها فى اللغة الأرامية eesho. ولاحظ أن حرف e الأول بديل لحرف ع الغير موجود فى الإنجليزية وعلى هذا يكون النطق هو عيشو. ولو كان الاسم الحقيقي للمسيح هو يسوع لكان المقابل الأرامى له هو «يشوع». كما أن أسماء الأعلام فى اللغة اليونانية يضاف إليها دائمًا س للدلا لة على كونه اسم عَلَم مثل «هرقل:هرقليس». واللغة اليونانية ليس بها حرف ع بل يستعاض عنه بالحرف ج فى كثير من الأحيان.
والآن لننظر إلى الاسم «جيسوس» اليوناني الأصل، فى ضوء ما تقدم نعلم أن حرف ع ينطق ج فى اليونانية فيصبح «عيسوس»، والآن نحذف السين لأنها حرف إلحاقي كما تقدم فتكون النتيجة «عيسو» التى هى «عيسى» فى لهجة العرب ولو كان الاسم الحقيقى للمسيح هو يسوع لكان المقابل اليونانى لها هو «يسوجوس».
وعلى فرض أن يسوع ترجمة صحيحة وتعني "يهوه يخلص"، فهناك كثير من الأسماء مرشحة لتكون يهوه تبعًا لقياس السيد عماد. مثل:
1- إسماعيل يعنى: "يهوه يسمع"، ويموئيل يعنى "يهوه نور."
2- صوريئيل يعنى "يهوه صخر" ، ويهوناداب يعنى "يهوه كريم."
3- يهوصاداق يعنى " يهوه يبرر " ويهوياقيم يعنى "يهوه يرفع".
4- عازار يعنى "يهوه معين" ويهوشع يعنى "يهوه مخلص".
5- صدقيا يعنى "يهوه بار أو عادل" ويبرخيا يعنى " يهوه يبارك. "
أكتفي بهذا القدر وبذلك نكون قد احترمنا السيد الأستاذ الفاضل: عماد، وقمنا بالرد على مداخلته الأخيرة في كل النقاط التي أثارها تقريبًا بالدليل العلمي وبالمراجع المعتمدة. والآن في انتظار رده على كل ما أثرته هنا والذي يمكن أن ألخصه فيما يلي:
1- الاتهامات الموجهة ليهوه الابن وهي كثيرة أرجو الرد عليها كلها بالدليل العلمي والمراجع.
2- الرد على تفنيدي لكلمة "القدوس" بطريقة علمية وبالمراجع.
3- الاختلاف بين العهد القديم والعهد الجديد في موضوع وراثة المسيح لكرسي أبيه داود.
5- تفسير الألفاظ: يهوه، جيهوفة، الله، تفسيرًا علميًا وليس بالرأي العنتري وإنما بالمراجع والقواميس.
في انتظار الرد.
والسلام عليكم