نظرة في نسب يسوع المسيح

 




غير مسموح بنقل هذه المقالات ولكن يسمح بوضع رابطها فقط في المنتديات الأخر. كما يسمح بالنقل منها في حالة الدخول في حوار أو مناظرة مع الإشارة إما إلى الكاتب أو بوضع الرابط. وشكرًا.

{
وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} (133) سورة آل عمران
{
وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ} (26) سورة المطففين

لابد من البدء بمقدمة وهي الفرق بين تسمية الإنجيل للمسيح بـ «يسوع»، وتسمية القرآن له بـ «عيسى». كان المسيح يتحدث اللغة الارامية.
إن الاسم «جيسوس» اليوناني الأصل يكتب في اللغة العربية «عيسو» وهو هو "عيسى". إن اختلاف نطق الأسماء معروف ومشهور في الكتاب المقدس نفسه. بل امتد الاختلاف في الاسم "يسوع" نفسه. ولنسأل سؤالًا: ما الفرق بين "يشوع" و "يسوع"؟. في الحقيقة لا فرق بينهما مطلقًا. فـ "يسوع" تكتب في اللغة اليونانية لغة العهد الجديد Ἰησοῦς وينطق Iesous "إيسوس" أي "عيسوس" أي "عيسو" وهو هو "عيسى". والآن لنر الاسم "يشوع" كما جاء في العهد الجديد أيضًا:
الَّتِي أَدْخَلَهَا أَيْضاً آبَاؤُنَا إِذْ تَخَلَّفُوا عَلَيْهَا مَعَ يَشُوعَ فِي مُلْكِ الْأُمَمِ الَّذِينَ طَرَدَهُمُ اللهُ مِنْ وَجْهِ آبَائِنَا إِلَى أَيَّامِ دَاوُدَ. (أع 7: 45)


G2424
Ἰησοῦς
Ie¯sous
ee-ay-sooce'
Of Hebrew origin [H3091]; Jesus (that is, Jehoshua), the name of our Lord and two (three) other Israelites: - Jesus.


"
يشوع / يسوع": من أصل عبري هو اللفظة رقم H3091، يسوع (الذي هو يشوع)، كما أنه اسم الرب واسم ثلاثة إسرائيليين آخرين.
هذا هو القاموس يقول لك إن كلمة "يسوع" هي هي "يشوع" ويكتبهما كلفظة يونانية واحدة تحت رقم واحد هو G2424. ومع ذلك يترجمون هذه إلى "يسوع"، وهذه إلى "يشوع". فإذا نظرنا في "يشوع" كلفظة عبرية نجد أنها yeh-ho-shoo'-ah أو yehoshua تحت رقم H3091. وهي نفس الكلمة بنفس الرقم وتترجم إلى "يهوشع" أيضًا. إذن "يسوع" هو "يشوع" هو "يهوشع"، فتأمل! والآن نقرأ ما يلي:
بْنِ يُوسِي بْنِ أَلِيعَازَرَ. (لو 3: 29)
لكن من هو " يُوسِي" هذا؟! إنها الكلمة اليونانية Iōsē "يوسي" رقم G2499. وتكتبها المخطوطات L T Tr A WH N NA "يسوع" بدلًا من "يوسي". لذلك اختلفت ترجمات الكتاب المقدس بشأنها. فمنها من أخذت بالقراءة "يوسي"، ومنها من أخذت بالقراءة "يسوع"، بل منها من كتبها "يشوع":


the son of Joshua, the son of Eliezer (ISV)
the son of Jose (KJV)
son of of Joses (MKJV)
the son of Jesus (ASV, DRV)

لننظر في هذه الفقرة:
وَيَسُوعُ الْمَدْعُوُّ يُسْطُسَ. (كو 4: 11)
كيف يحمل اسمين في وقت واحد؟! يقول آدم كلارك: "يسوع أو يشوع أو يهوشع" هو اسمه بين إخوانه اليهود، و"يُسْطُس" اسمه بين اليونان والرومان. ويقول نفس الشيء ألبرت بارنرز. إذن يمكن أن يقع تحوير في الاسم عند نقله من لغة إلى لغة أخرى، كما أنه يتخذ عدة أشكال في اللغة الواحدة. لذا فلا غرو عندما يتحور الاسم "يسوع" (عيسوس / جيسوس) إلى "عيسى" في لغة العرب التي نزل القرآن الكريم بها. وقد انصاعت ترجمة "الإنجيل الشريف" (ترجمة عربية) واستخدمت الاسم "عيسى" ولم تستخدم "يسوع" مطلقًا اعترافًا منها باحترام قواعد اللغة المترجم إليها العهد الجديد. ومسيجيو فارس وإيران ينطقونه "عيسى" (هماسيح عيسى).

http://www.bible.lhmedia.net/

وهناك أمثلة أخر في الكتاب المقدس نفسه. فالاسم العبري "موشى" هو "موسى"، و"يونان" هو "يونة"، و"يوحنان" هو "يوحنا"، و"توما" هو Thomas "توماس" في اللغة اليونانية. كما وقع تغيير في الأسماء من ناحية الحروف: "عخان" (يش 7: 1) هو "عخار" (1خب 2: 7). وقارن الأسماء في (2صم 8) وفي (1خب 18) لتجد أمثال ذلك الكثير مثل هدد عزر التي صارت هدر عزر. كما أن "نبوخذرصر" صار "نوخذناصر" أو "نوخذنصر" أو "نبوخذراصر"، والأول هو الصحيح (دائرة المعارف للكتاب المقدس). والاسم "عزريا" (1خب 3) صار "عوزيا" (2مل 14، 15). و"بيتر" هو "بطرس"..الخ.

 


يقرر الكتاب المقدس أن يسوع المسيح جاء عن طريق الروح القدس الذي ظلَّلَ مريم وصار فوقها فحملت بالمسيح. (لوقا 1: 35) فالمسيح بلا أب، ولكن «لوقا» يؤكد أن له أباً هو يوسف:
«
وَكَانَ أَبَوَاهُ يَذْهَبَانِ كُلَّ سَنَةٍ إِلَى أُورُشَلِيمَ فِي عِيدِ الْفِصْحِ». (لوقا 2: 41)
والآن لنتأمل الأسلوبين: الإنجيلي والقرآني:
«
فَقَالَتْ مَرْيَمُ لِلْمَلاَكِ: «كَيْفَ يَكُونُ هَذَا وَأَنَا لَسْتُ أَعْرِفُ رَجُلاً؟». فَأَجَابَ الْمَلاَكُ: «اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ فَلِذَلِكَ أَيْضاً الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ». (لوقا 1: 34، 35)
«
وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا(16)فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا(17)قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا(18)قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا(19) قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا(20)قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ ءَايَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا(21)». (مريم 16 – 21)
فكلمات إنجيل لوقا «يحل عليك – قوة العلى تظللك – المولود منك» تشم فيها رائحة الجنس مما يدفع القاريء إلى الشك في الخالق ورسله ورسالاته. فجاء الأسلوب القرآني المعجز ليبعد أي شك قد يتسلل إلى نفوس الباحثين عن الحقيقة.
أضف أن اليهود كانوا يرجمون الزاني والزانية واستمر ذلك أيام المسيح بدليل قصة مريم المجدلية التي أُمْسِكَت في زنا. لكن لماذا لم يتم رجم السيدة مريم بعد أن رجعت لليهود تحمل وليدها من غير أب؟ يقولون أن ذلك لم يتم لأن يوسف كان خطيبها، والخِطْبَة كانت بمثابة الزواج الرسمي حاليًّا دون أن يبني بها، وكانت تقيم في بيته وبإمكانه الدخول بها في أي وقت. نقول: إذن معهم العذر أن لا يؤمنوا أنه ابن الله، وأنه بشر عادي، وأن أمه ليست عذراء، واستمر هذا الظن 30 عامًا!! يقولون أنه زواج لم يكن بنية الزواج واستمراره ويدللون بأن السيدة مريم تعجبت من إخبار الملاك لها بولادتها ابن وأنها لا تعرف رجلًا. نقول: وما الذي يمنع يوسف من الدخول عليها وممارسة حقوقه الزوجية؟ ما الذي يمنع حدوث هذا خاصة أن الروح القدس نفى وقوعه أثناء الحمل، وسكت عما قبل الحمل وبعده:
وَلَمْ يَعْرِفْهَا حَتَّى وَلَدَتِ ابْنَهَا الْبِكْرَ. وَدَعَا اسْمَهُ يَسُوعَ. (متى 1: 25)
كما ان تعبير "ابنها البكر" يفهم منه أنها أنجبت بعد ولادتها يسوع وإلا لاستخدم الروح القدس عبارة "ابنها الوحيد".
أما قولهم أن الناس كانت تظن أنه ابن يوسف كما جاء في إنجيل لوقا:
وَهُوَ عَلَى مَا كَانَ يُظَنُّ ابْنَ يُوسُفَ بْنِ هَالِي (لو 3: 23)
هو قول مردود وذلك لثبوت التزوير في الترجمة العربية لأن "على ما كان يظن" ثبت عدم وجودها في المخطوطات الأقدم وأنها إضافة لاحقة. ومن ثم وضعتها بين أقواس نسخ: ISV و ASV و KJV و MKJV و EMTV و AV و AVRLE و BBE و Douay و ESV و Webster. وبذلك يقرر لوقا أن المسيح كان ابن يوسف حقيقة لا ظنًّا.

 

 


ويسرد «متى» و«لوقا» آباء المسيح وأولهم يوسف. وفي الحقيقة أنهما سردا آباء «يوسف» خطيب السيدة مريم وليس آباء المسيح، كما أنهما وقعا في تناقضٍ واضحٍ في أسماء الآباء، كما وقعا في تناقض مع سلسلة الآباء الواردة في العهد القديم. وبذلك يكون لدينا ثلاث مصادر متناقضة لهذه السلسلة من الآباء والأجداد:
م متى 1: 1 - 16 لوقا 3: 23 - 38 أخبار أول: 1: 1 – 28
2: 1 – 15
3: 10 – 23
1
يسوع بن يسوع بن -------
2
يوسف بن يوسف بن -------
3
يعقوب بن هالى بن -------
4
متان بن متثات بن -------
5
ألعازر بن لاوى بن -------
6
أليود بن ملكى بن -------
7 ------
ينا بن -------
8 -------
يوسف بن -------
9 -------
متاثيا بن -------
10 -------
عاموص بن -------
11 -------
ناحوم بن -------
12 -------
حسلى بن -------
13 -------
نجاى بن -------
14 -------
مآث بن -------
15
أخيم بن متاثيا بن أليوعينى بن
16
صادوق بن شمعى بن نعريا بن
17
عازور بن يوسف بن شمعيا بن
18
ألياقيم بن يهوذا بن شكنيا بن
19
أبيهود بن ريسا بن حنينا بن
20
زربابل بن زربابل بن زربابل بن
21 ------- -------
فدايا بن
22
شألتئيل بن شألتئيل بن شألتئيل بن
23
يكنيا بن نيرى بن يكنيا بن
24 -------
ملكى بن -------
25 -------
آدى بن يهوياكين بن
26 -------
قصم بن يهوياقيم بن
27
يوشيا بن ألمودام بن يوشيا بن
28
آمون بن عير بن آمون بن
29
منسى بن يوسى بن منسى بن
30
حزقيا بن أليعاز بن حزقيا بن
31
آحاز بن يوريم بن آحاز بن
32
يوثام بن متثات بن يوثام بن
33
عزيا بن لاوى بن عزريا بن
34 -------
شمعون بن أمصيا بن
35 -------
يهوذا بن يوأش بن
36 -------
يوسف بن أخزيا بن
37
يورام بن يونان بن يهورام بن
38
يهوشافاط بن ألياقيم بن يهوشافاط بن
39
آسا بن مليا بن آسا بن
40
أبيا بن مينان بن أبيام بن
41
رحبعام بن متاثا بن رحبعام بن
42
سليمان بن ناثان بن سليمان بن
43
داود بن داود بن داود بن
44
يسى بن يسى بن يسى بن
45
عوبيد بن عوبيد بن عوبيد بن
46
بوعز بن بوعز بن بوعز بن
47
سلمون بن سلمون بن سلمون بن
48
نحشون بن نحشون بن نحشون بن
49
عميناداب بن عميناداب بن عميناداب بن
50
أرام بن أرام بن أرام بن
51
حصرون بن حصرون بن حصرون بن
52
فارص بن فارص بن فارص بن
53
يهوذا بن يهوذا بن يهوذا بن
54
يعقوب بن يعقوب بن يعقوب بن
55
إسحاق بن إسحاق بن إسحاق بن
56
إبراهيم بن إبراهيم بن إبراهيم بن
57
تارح بن تارح بن
58
ناحور بن ناحور بن
59
سروج بن سروج بن
60
رعو بن رعو بن
61
فالج بن فالج بن
62
عابر بن عابر بن
63
شالح بن شالح بن
64
قينان بن -------
65
أرفكشاد بن أرفكشاد بن
66
سام بن سام بن
67
نوح بن نوح بن
68
لامك بن لامك بن
69
متوشالح بن متوشالح بن
70
أخنوخ بن أخنوخ بن
71
يارد بن يارد بن
72
مهللئيل بن مهللئيل بن
73
قينان بن قينان بن
74
أنوش بن أنوش بن
75
شيث بن شيث بن
76
آدم بن آدم
الله

 


مع العلم أن سفر إرميا يذكر أن كنيا (يكنيا) هو ابن يهوياقيم بن يوشيا. (22: 18، 24) كما يذكر أن كنيا عقيم لا ينجب. وكان عمره 18 عامًا وهو في سبي بابل وهذا يجعل كلام «متى» عن ولادته في سبي بابل بلا معنى. وكذلك لم يلتفت «متى» أن يوشيا مات قبل السبي بـ 12 عام وخلفه على الملك ابنه يهواحاز ثم مات فخلفه أخوه يهوياقيم الذي خلفه ابنه يكنيا الذي أُخِذَ في السبي ولم يكن له إخوة.
وهناك مشكلة كبيرة في نسب يسوع المسيح. إذ أنه نسب مطرود من رحمة الله الذي قال:
«
لا يَدْخُل عَمُّونِيٌّ وَلا مُوآبِيٌّ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ. حَتَّى الجِيلِ العَاشِرِ لا يَدْخُل مِنْهُمْ أَحَدٌ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ إِلى الأَبَد»ِ (تثنية 23: 3)
«
وَأَمَّا رَحُبْعَامُ بْنُ سُلَيْمَانَ فَمَلَكَ فِي يَهُوذَا... وَاسْمُ أُمِّهِ نِعْمَةُ الْعَمُّونِيَّةُ».
(
ملوك الأول 14: 21)
ومن المعروف كما سبق أن نسب يسوع يمتد إلى رحبعام بن سليمان من زوجته العمونية. فكيف دخل يسوع في جماعة الرب إذن؟!
وهناك مشكلة أخرى. فقد حملت إليصابات بسيدنا يحيى (يوحنا) وبعدها بستة أشهر حملت السيدة مريم بالمسيح. ووضعت وليدها في زمن كيرينيوس (بعد هيرودس بـ 10 سنوات).
وَلَكِنْ لَمَّا سَمِعَ أَنَّ أَرْخِيلاَوُسَ يَمْلِكُ عَلَى الْيَهُودِيَّةِ عِوَضاً عَنْ هِيرُودُسَ أَبِيهِ خَافَ أَنْ يَذْهَبَ إِلَى هُنَاكَ. وَإِذْ أُوحِيَ إِلَيْهِ فِي حُلْمٍ انْصَرَفَ إِلَى نَوَاحِي الْجَلِيلِ. (متى 2: 22)
وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ صَدَرَ أَمْرٌ مِنْ أُوغُسْطُسَ قَيْصَرَ بِأَنْ يُكْتَتَبَ كُلُّ الْمَسْكُونَةِ. وَهَذَا الاِكْتِتَابُ الأَوَّلُ جَرَى إِذْ كَانَ كِيرِينِيُوسُ وَالِيَ سُورِيَّةَ ... فَوَلَدَتِ ابْنَهَا الْبِكْرَ». (لوقا 2: 1 – 7)
ومعنى ذلك أن حمل السيدة مريم استمر 10 سنوات! فاضطر البعض إلى أن يحكموا بأن الفقرة الثانية- إذ كان كيرينوس والي سوريا- إلحاقية ومكذوبة على لوقا. يقول تفسير(K&D):
"(
لو 2: 2) فقرة مرتبكة للغاية، لأن كِيرِينِيُوس لم يظهر كحاكم لسوريا إلا بعد ميلاد المسيح بعشر سنوات، وأن جمع الضرائب تحت حكمه هو ما أدى إلى عصيان مسلح ذُكِرَ في (أع 5: 37)."
ويقول تفسير (PNT):
"
يبدو أن لوقا يؤكد أن الاكتتاب حدث عام ميلاد المسيح، بينما كِيرِينِيُوس كان واليًّا لسوريا. وكان كِيرِينِيُوس واليًّا لسوريا من عام 6 إلى 11م. وقد ولد المسيح في 4 ق.م."
ويقول آدم كلارك:
"
من السهل إثبات –وقد تم بالفعل- أن كِيرِينِيُوس المذكور هنا في النص لم يكن واليًّا لسوريا حتى 10 أو 12 عامًا بعد ميلاد المسيح. ويقول القديس متى أن المسيح ولد في عهد هيرودس في الوقت الذي كان فيه كينتليوس فاروس رئيسًا لسوريا والذي سبقه في الحكم سنتيوس ساتيورنيوس. ولم يُرْسَل كِيرِينِيُوس إلى سوريا حتى إزاحة أَرْخِيلاَوُسَ من حكم يهوذا بعد أن حكم من 9 إلى 10 عشر سنوات بعد موت هيرودس. لذا من المستحيل أن الإحصاء الرسمي الذي ذكره لوقا يكون قد وقع في حكم كِيرِينِيُوس."
ويقول ألبرت بارنرز:
"
هذه الفقرة مرتبكة كثيرًا. وتنحصر الصعوبة في أن "كِيرِينِيُوس" لم يكن حاكمًا لسوريا حتى عام 12 إلى 15م. لقد ولد المسيح في عهد هيرودس. وفي ذلك الوقت كان "فاروس" حاكمًا لسوريا. وخلف أرخيلايوسُ هيرودسَ الذي حكم 8 أو 9 سنوات. وبعد خلعه، تم ضم يهوذا لمنطقة سوريا، وأُرْسِلَ كِيرِينِيُوس واليًّا. والصعوبة هي أن نوفق بين هذا التفسير وما جاء في لوقا. وقد بذلت محاولات عديدة في هذا الشأن."
فإما أن السيدة مريم لم تكن حاملًا. وإما أنها كانت حاملًا واستمر هذا الحمل حوالي 10 سنين. وقد رأى آدم كلارك أن يتم تغيير النص ليكون كالتالي: "وهذا الاكتتاب قد تم قبل أن يكون كِيرِينِيُوس واليًّا لسوريا." أو لابد من حذف فقرة إنجيل لوقا. ويضم المفسر جون جيل صوته لآدم كلارك. فيقول:
"
قال ترتليان: "كان سينتيوس ساتيرنينيوس واليًّا على سوريا عندما أُرْسِلَ كيرينيوس إلى اليهودية ليقوم بالإحصاء أو جمع الضرائب، والذي يتميز بطريقة واضحة عن هذا الذي تم عندما كان واليًّا لسوريا بعد عزل أرخيلاوس من يهوذا بعشر أو 11 سنة بعد وفاة هيرودس الذي فسره المؤرخ يوسيفوس وأشار إليه لوقا في أع 5: 37. وكذلك تحتمل ألفاظ الفقرة أن تكتب هكذا: "وجمع الضرائب أو الإحصاء هذا تم قبل أن يكون كيرينيوس واليًّا على سوريا." لأن لفظة πρωτη تستخدم لتدل على معنى "قبل" προτερα كما ورد في يو 1: 15."
ولما كان هذا هو الحال، قامت نسخ كثيرة بوضع الفقرة بين قوسين تعبيرًا عن الشك فيها لهذا السبب:

(And this taxing was first made when Cyrenius was governor of Syria.) (KJV) (MKJV) (AV) (AVRLE) (DIAGLOT) (Webster) (ylt)



 

 


ننتقل لمشكلة أخرى تتعلق بنسب المسيح هي اختلاف محطوطات الكتاب المقدس في سرد أسماء الآباء في إنجيل متى. فالمخطوطات L T Tr A WH N NA تكتب "آساف" بدلًا من "آسا"، و"عموس" بدلًا من "عمون". والمخطوطات B1565 تضيف "ياقيم ولد" بعد "يوشيا ولد".
http://www.bible-researcher.com/mat1-15.html
وفي إنجيل لوقا، تكتب المخطوطات L T Tr A WH N NA "يسوع" بدلًا من "يوسي". ومخطوطات WH تكتب "يوبيد" بدلًا من "عوبيد" و"عمين" بدلًا من "عميناداب"، بينما تكتبه "آدم" مخطوطات WHm. وفي مخطوطات T WH N NA "سالا" بدلًا من "سلمون". وتضيف مخطوطات T A NA عبارة "الذي هو ابن أدمين" بعد "عميناداب". وتكتب مخطوطات T A WH N NA "آمي" Ami بدلًا من "آرام".وتضيف مخطوطات HF عبارة "الذي هو ابن يورام" بعد "أرام".
http://www.bible-researcher.com/luke1-11.html

 

 


ويؤكد متى أن ملاك الرب ظهر لمريم وأمرها بالهرب بالمسيح وهو رضيع إلى مصر حيث مكث يسوع هناك إلى أن توفى الملك هيرودس فأمر الروح القدس مريم بالعودة ثانيةً. (2: 13 — 15)
ويسوق متى السبب في شكل قصة وهي أن الملك هيرودس عندما سمع بأن المسيح سيولد في بيت لحم، تأكد من وجود نجم المسيح في السماء، فأرسل وفداً ليتحقق من الأمر، وسار هذا الوفد يتقدمهم نجم المسيح في السماء وكأنه يرشدهم إلى المكان، وتوقف النجم حيث يوجد الطفل يسوع فخروا له سُجَّداً، ورأوا في المنام أن لا يرجعوا إلى هيرودس.
وعلى الفور أمر الروح القدس مريم بالهرب إلى مصر لأن هيرودس عزم على قتل جميع الأطفال الرُضَّع، ومكثت مريم بابنها يسوع إلى أن توفي هيرودس فرجعت إلى فلسطين، وأخذ يوسف خطيب مريم يسوع ليقيموا في الناصرة.
ويرغم متى يسوعَ في قصته على الذهاب لمصر ليقول لنا أن ذلك تحقيقاً للنبوءة التى تقول:
«
مِنْ مِصْرَ دَعَوْتُ ابْنِي». (متى 2: 15)
والنبوءة الأصلية تقول:
«
لَمَّا كَانَ إِسْرَائِيلُ غُلاَماً أَحْبَبْتُهُ وَمِنْ مِصْرَ دَعَوْتُ ابْنِي». (هوشع 11: 1)
إن الفقرة تشير إلى انقاذ الله لبنى إسرائيل من قبضة فرعون وخروجهم من مصر، ومن ثم فهي ليست نبوءة.
بينما يؤكد لوقا أن المسيح لم يتجه إلى مصر مطلقاً، وإنما مكث ثمانية أيام أُخْتُتِنَ فيها ثم صعدوا به إلى أورشليم حيث نما واستوى عوده هناك. (2: 21 - 42)
كما يؤكد لوقا أن المسيح ولد في أيام الملك أوغسطين قيصر، ولم تكن هناك مؤامرة للتخلص من الأطفال الرضع، ولم يكن هناك نجم يهدي المجوس إلى مكان يسوع المسيح، وإنما ظهر ملاك الرب لمجموعة من الرعاة ودلهم على مكان الطفل يسوع. أي أن الكاتبين اختلفا في تاريخ ميلاد المسيح. فقد وُلِدَ عند متى في زمن هيرودس أى قبل سنة 4 قبل الميلاد، أما عند لوقا فقد وُلِدَ وقت الإكتتاب العام في زمن كيرينيوس والي سوريا أى ليس قبل 6 أو 7 بعد الميلاد.
يقول الأسقف بارنز: «غالباً لا يوجد أساس للعقيدة القائلة بأن يوم 25 ديسمبر كان بالفعل يوم ميلاد المسيح، وإذا تدبرنا قصة لوقا التى تشير إلى ترقب الرعاة في الحقول قريباً من بيت لحم، فإن ميلاد المسيح لم يكن ليحدث في الشتاء، حينما تنخفض درجة الحرارة ليلاً، وتغطى الثلوج أرض اليهودية. ويبدو أن عيد ميلادنا قد اتفق عليه بعد جدل كثير ومناقشات طويلة حوالي عام 300 م».
وتقول دائرة المعارف البريطانية ط15، ج5: «لم يقتنع أحد مطلقاً بتعيين يوم أو سنة لميلاد المسيح، ولكن حينما صمم آباء الكنيسة في عام 340م على تحديد تاريخ للاحتفال بالعيد اختاروا بحكمة يوم الانقلاب الشمسي في الشتاء (كان عيدًا للوثنيين) الذى استقر في أذهان الناس، وكان أعظم أعيادهم أهمية».

 

أرسل بواسطة : zaidgalal

 

http://www.ebnmaryam.com/vb/showthread.php?t=6060