كلمة الاستاذ أحمد ديدات في وقائع مناظرة : هل عيسى
إلـه . . . ؟ مع القس استانلي شوبيرج
بسم الله الرحمن الرحيم : (( مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ
مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ
كَانَا يَأْكُلاَنِ الطَّعَامَ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآيَاتِ ثُمَّ
انظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ )) صدق الله العظيم .
السيد مدير اللقاء . سيدتي
العزيزة . أيها الإخوة الأعزاء ، أيتها الأخوات والسيدات المحترمات : لقد قرأت لكم
آية من القرآن الكريم ، هي الآية الخامسة والسبعين من سورة المائدة ، وهي السورة
الخامسة بالقرآن الكريم .
وفي هذه الآية فصل الخطاب في
القضايا التي نناقشها . لقد أثار ( باستر استانلي ) بعض القضايا . ولقد اعترف
الليلة أنه كان في اللية الماضية مضطرباً ، وكان يرتجف ، وكانت يداه ترتعشان .
وأنا ألتمس له العذر . ولكنه وهو في تلك الحالة قال بعض الأباطيل بالنسبة للنبي ،
محمد صلى الله عليه وسلم . قال إنه ينكر أن المسيح هو عيسى ابن مريم . وهذا غير
صحيح . ولقد قلت لكم مراراً من قبل إننا نحن المسلمين نؤمن بالمسيح كرسول من رسل
الله العظام أولي العزم . ونؤمن أنه عليه السلام قد ولد بطريقة إعجازية من أمه
العذراء مريم دون أن يتصل بها أب من الرجال .
ونؤمن أن عيسى ابن مريم هو
المسيح الذي يطلق عليه لقب ( كرايست ) في اللغات اللاتينية الحديثة .
ونحن نؤمن أنه كان يشفي
المرضى بإذن الله ، وأحيا ميتاً بإذن الله وبقدرة الله التي منحها إياه لتكون هذه
المعجزات دلائل على صدق رسالته التي حمله الله إياها لتبليغها إلي الناس .
ذلك هو ما قلته بالنسبة
للمسيح عليه السلام . وأنا لم أقل إن المسيح هو محمد _ صلى الله عليه وسلم _ هل
قلت أنا إن المسيح هو محمد ؟
لقد قلت إن عيسى هو المسيح .
إن رسول الإسلام لا ينكر أن
عيسى ابن مريم هو المسيح .
ولنتأمل أيها الأخوة الأعزاء
ما يقوله القرآن الكريم عن المسيح في تلك الآية الكريمة التي بدأت بها حديثي إليكم .
ثم يشرع الاستاذ أحمد ديدات
في تلاوة الآية باللغة العربية عبارة إثر أخرى ، مترجماً معنى كل عبارة باقتدار
إلي اللغة الإنجليزية ، ويستفيض في التفسير باللغة الإنجليزية عند ذكر قوله سبحانه
وتعالى : (( كانا يأكلان الطعام
)) موضحاً أن المسيح عيسى ابن مريم وأمه كانا يأكلان
الطعام ويستحيل أن يكون المسيح إلهاً ، ويستحيل أن يكون هو وأمه إلهين ، لأن أي
شخص يتناول الطعام ويأكله يستحيل أن يكون إلهاً . إن بعض الطوائف الكاثوليكة
يعتبرون أن العذراء مريم . آلهه كما أن المسيح إله . ولقد كان المسيح ، وكانت أمه
تأكل الطعام . وكل شخص يأكل الطعام فمن الطبيعي يحتاج إلي الذهاب إلي دورة المياه
في وقتنا الحاضر . وكان الناس في الماضي يذهبون إلي الغائط أو خلف بعض الأشجار بعد
انقضاء مدة معينة لتناولهم الطعام . وهذا الأمر ليس شأن الله . . . ( قام الحضور
بالتصفيق للسيد أحمد ديدات )
ثم يواصل سيد ديدات كلمته
قائلاً : لقد أوضحت هذه الآية من القرآن الكريم أن عيسى ابن مريم هو المسيح وأنه
رسول الله ولكنه ليس إلهاً ، كما أوضحت السبب في استحالة أن يكون المسيح إلهاً وأن
تكون أمه ، العذراء مريم إلهة بسبب أنهما كانا يأكلان الطعام .
ويقول الله سبحانه وتعالى في سورة آل عمران : (( إِذْ قَالَتِ
الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ
الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ
الْمُقَرَّبِينَ )) الآية
رقم 45 .
في هذا الموضع أيضاً من
القرآن نجد أن عيسى ابن مريم هو المسيح ، وقد أنعم الله عليه في الدنيا والآخرة
وأنه من جملة المقربين إلي الله سبحانه وتعالى ، وليس المسيح عيسى ابن مريم إلهاً
يحق لأحد من الناس أن يتوجه إليه بالعبادة . وليس معنى ذلك أنه يجلس على يمين الله
كما يقول المسيحيون ، لأن الله ليس رجلاً محدوداً جغرافياً وفسيولوجياً بمكان ،
وعيسى المسيح يجلس عن يمينه . . . كلا . . . إن عيسى ابن مريم من المقربين إلي
الله على سبيل التكريم كما تقول عن رجل يساعدك هذا الرجل هو الساعد الأيمن لي .
ولم يقل عيسى للناس : (( أنا
الله )) .
إنني عندما ألتقي من أرى فيه
القدرة على المعرفة في أي مكان من العالم فإنني أسأل : أيها الإخوة . . . أيتها
الأخوات : لو كان عيسى إلهاً ، أطلعونــي _ من فضلكم _ على أي جملة بالإنجيل يقول
فيها عيسى بنفسه : ( أنا الله ) أو يقول ( أعبدوني ) .
وأقسم بالله العظيم أنني لم
أجد ما أنشده حتى هذه اللحظة ، في هذه الليلة . . .
( قام الحضور بالتصفيق للسيد أحمد ديدات )
وأكون سعيداً كل السعادة لو
أن ( باستر شوبيرج ) فتح إنجيله في أي وقت وقال لـي : إقرأ . ها هوذا إنجيل يوحنا
مثلاً يقول بالجملة الأولى من الأصحاح الأول مثلاً على
لسان المسيح : ( أنا الله ) أو يقول : ( أعبدوني ) . هذا
مستحيل .
ماذا يقول يوحنا في بداية
أول أصحاح من إنجيله ؟
هل يقول على لسان المسيح :
(( أنا الله )) ؟
كـلا .
هـل قال : ( أعبدونـي ) ؟
كـلا .
إنه يقول : ( في البدء كان الكلمة
. والكلمة كان عند الله . وكان الله الكلمة )
ما هـي قصة هذه المقولة ؟
ومن الذي كان أول من قالها ؟
إن أول من قال هذه المقولة ،
هو ( فيلون ) الذي كان أول من صاغ هذه الصيغة القائلة : ( في البدء كان الكلمة .
وكان الكلمة عند الله . وكان الله الكلمة ) ، وهي الصيغة التي استهل بها يوحنا
إنجيله .
إنني سأوجه بعض الأسئلة .
إنك حاصل على الدكتوراه في اللاهوت يا باستر شوبيرج . وأنت تعرف اللغة اليونانية
القديمة التي كتبت بها النصوص الأصلية للإنجيل وخاصة كتب العهد الجديد .
وسؤالـي هو :
ما هـي الكلمة اليونانية
التي تقابل لغظ الجلالة ( الله ) المعبود بحق ؟
ويحاول شخص الإجابة من بين
الجمهور قائلاً : ان الكلمة هي : ( إلوهيم ) ويرد عليه السيد أحمد ديدات قائلاً :
لا يا سيدي . إن هذه الكلمة عبرية وليست يونانية . . . ( ويقوم الجمهور بالتصفيق
للسيد أحمد ديدات )
ويواصل السيد أحمد ديدات
كلمته قائلاً :
الكلمة اليونانية التي تعني
( الله ) وهو المعبود بحق هي : هوثيوس Hotheos وعندما
يكون الإله غير جدير بالعبادة ، فإن اليونان كانوا يستخدمون لفظة أخرى هي :
تونثيوس Tontheos وفي ترجمة أول فقرة بإنجيل يوحنا من اليونانية
القديمة إلي الإنجليزية ، قام مترجمو الإنجيل باستخدام الحرف الكبير عند ترجمتهم
عبارة ( وكان الكلمة الله ) في حين أن الكلمة الموجودة بالأصل اليوناني هي كلمة ( Tontheos ) وليس ( Hotheos )
ولقد كان من الضروري أن تكتب
الكلمة الدالة على لفظ الجلالة god وليس God كما فعل مترجمو الإنجيل
الغير أمناء .
وأنا أسأل لماذا استخدمتم ( G
) بدلاً من ( g
) ؟
إنكم تخدعون الناس وتتلاعبون
بترجمة أصول كتابكم المقدس .
ولقد جاء بالعهد القديم نص
يقول فيه الرب لموسى بسفر الخروج : (( أنا جعلتك إلهاً لفرعون )) [ 7 : 1 ]
ولقد قمتم بترجمة النص إلي
الانجليزية هكذا :
I have made you a god to pharoah .
مما يدل على أنكم تميزون بين
الإله المعبود بحق والإله عندما يكون غير جدير بالعبادة ، فلماذا لم تلتزموا الدقة
والامانة عند ترجمة كلمة Tontheos عندما
وردت بأول فقرة من أول أصحاح بإنجيل يوحنا ؟
إن هذا هو ما تريدون أن
تعتقدوه . إن هذا هو ما تريدون للناس أن يعتقدوا .
ولتوضيح الأمر لك عزيزي
المتصفح إليك هذا المثال :
عندما تقول : عبد اليونان
القدامى آلهة كثيرة ، فإنك تقول بالانجليزية :
The Ancient Greeks worshpped many gods .
وعندما تقول : نحن نعبد
إلهاً واحداً ، فإنك تقول بالانجليزية :
We worship one God.
فعندما يكون الإله معبوداً
بحق تستخدم في بدايته الحرف الكبير G وعندما
لا يكون معبوداً بحق تستخدم في بدايته الحرف الصغير g ولقد
تلاعب مترجمو إنجيل يوحنا عن اليونانية ، فجعلو كلمة ( الله ) الواردة في أول
اصحاح من إنجيل يوحنا مبدوء بحرف كبير ، وكان من الضروري أن يبدأ بحرف صغير لأنها
ترجمة لكلمة Tontheos وليست ترجمة لكلمة Hotheos اليونانية .
ويواصل السيد أحمد ديدات
كلمته قائلاً :
إن المسيح عليه السلام كان
يقول : (( أبي أعظم من الكل
)) [ يوحنا 10 : 29 ]
وهو يقول في موضع آخـر : (( أبي أعظم مني
)) وكان يقول : (( أنا لا أقدر أن أفعل من
نفسي شيئاً ))
إنني أقتبس ذات أقوال المسيح
كما وردت بالإنجيل . إلا أنكم عندما كنتم تقتبسون كانت النصوص التي تحاولون
الاستشهاد بها هي من أقوال بولس ، ولم تستشهدوا بشيء من أقوال المسيح أبداً .
هل استشهدتم بأقوال ينسبها
الإنجيل إلي يسوع مباشرة ؟
كــلا .
إنها أقوال منسوبة إلي بولس
. . . بولس . . . بولس .
أنا أريد أن أعرف ما قاله
السيد المسيح ؟ إنني أحب ما قاله المسيح بشفتيـــه .
أنا أحترم الأقوال الصادرة
عن شخص المسيح لا إلي الأقوال التي قالها شخص آخر أو كتبها شخص آخــر . أنا أريد
أن أعرف ما قاله السيح شخصياً . أعطونـــي كلماته هو .
لقد قال المسيح : (( أبي الذي أرسلني ))
لقد أمره الله بما يجب أن
يفعله وأمره بما يجب أن يقوله . وربما تكون لكم طريقة أخرى في الفهم ، ولكنني أضع
رأسي تحت مقصلة لو أطلعتموني على نص واحــد قال فيه المسيح بنفسه : (( أنا الله
)) أو قال : (( أعبدوني )) .
أنني أتحدث لغة إنجليزية
بسيطة ، وأقول : أنا أريد كلمات المسيح نفسه .
والآن تعالوا نتأمل ما قاله
المسيح عليه السلام عن نفسه وفق رواية متى [ 19 : 16 ] : (( وإذا واحد تقدم وقال له أيها المعلم الصالح أي
صلاح أعمل لتكون لي الحياة الأبدية . فقال له يسوع : لماذا تدعوني صالحاً . ليس
أحد صالحاً إلا واحد هو الله ))
إن المسيح عليه السلام يرفض
أن يصفه أحد بأنه صالح فكيف يعقل أن يقبل بأن يصفه أحد بأنه هو الله ؟ ! ( ويقوم
الجمهور بالتصفيق الحاد للسيد أحمد ديدات )
وهكذا نستنتج ان المسيح يرفض
أن يصفه أحد بأنه إله ، إنه يرفض ذلك بموجب نفس نص كلماته .
ولننتقل إلي قوله : (( قبل أن يكون إبراهيم
أنا كائن )) يوحنا
[ 8 : 58 ]
لقد أعتقد اليهود أن المسيح
كان يتكلم عن وجدوه الفعلي بالروح والبدن عندما قال لهم : (( قبل أن يكون أبراهيم أنا كائن )) . . . لقد وقع اليهود في سلسلة متعددة الحلقات في
سوء فهم أقوال المسيح التي كان يقولها لهم .
يحدثهم المسيح عن خلود
الإيمان فيحسبونه يتكلم عن خلود الأبدان ، فيقولون له : (( قد مات إبراهيم والأنبياء وأنت تقول إن كان أحد
يحفظ كلامي فلن يذوق الموت إلي الأبد . لعلك أعظم من أبينا إبراهيم الذي مات .
والانبياء ماتوا. من تجعل نفسك )) يوحنا
[ 8 : 51 _ 53 ]
وكلام اليهود على هذا النحو
يدل دلالة واضحة على عدم فهمهم كلام المسيح وعدم فهمهم ما يلزم فهمه عن قدرة الله
وعلمه الذي لا يحده زمان أو مكان ، فيقول لهم المسيح : (( تقولون أنتم أنه إلهكم
ولستم تعرفونه . وأما أنا فأعرفه )) يوحنا [ 8 : 55 ] .
وألقى اليهود سؤالهم الذي
يفضح تماماً سوء فهمهم إذ حسبوه يتكلم عن الوجود الفعلي الحسي فسألوه : (( ليس لك خمسمون سنة بعد . أفرأيت إبراهيم )) يوحنا [ 8 : 57 ] في هذا السياق قال لهم المسيح :
(( الحق الحق أقول لكم قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن
)) يوحنا [ 8 : 58 ]
لقد أراد المسيح أن يقول لهم
إن الله الذي خلق إبراهيم وسائر الخلق قدر له ( أي للمسيح ) الوجود قبل أن يولد في
عالم الحس والوجود الفعلي شأن كل خلق الله من البشر الذين قدر الله لهم الوجود ،
ولكن اليهود لم يفهموا قصده ( فرفعوا حجارة ليرجموه ) يوحنا [ 8 : 59 ]
وإذا كان الإنجيل ينعى على
اليهود سوء فهمهم الذي أفضى بهم أن يفهموا خطأ وأن يخلطوا بين وجود المسيح كمشيئة
لله وبين الوجود الجسمي الفعلي له في الحياة ، فلا يعقل أن يتبنى حملة الإنجيل
اليوم نفس موقف ونفس فهم اليهود لكلمات المسيح عندما يفترضون أن وجود المسيح جسماً
وروحاً كان سابقاً للوجود الفعلي لسيدنا إبراهيم ، لكي يصلوا من ذلك إلي أن المسيح
ابن مريم إله ، ولكي يتهموه بالألوهية ، فينفي عن نفسه التهمة فوراً مذكراً إياهم
أنه يستخدم الكلمة كما يستخدمونها دون أن يعني ذلك أنهم آلهة حقاً أو أنه إله
يتطلب العبادة .
نحن الآن في عام 1992 م .
وقبل هذا التاريخ لم يكن المسيح موجوداً إلا كجنين في رحم أمه العذراء مريم
بالمعنى الحسي الفعلي لوجود الناس في الحياة الدنيا ، أما فيما يتعلق بعلم الله
ومشيئته ، فوجود البشر عموماً يرجع إلي ما قبل الخليقة .
إن تصور أن يسوع ، جسماً
وروحاً ، كان موجوداً مع الله قبل بدء الخليقة ثم قال له الله . . . هيا ، اذهب يا
بني في بدء العام الأول للتاريخ الميلادي ، وأخرج من رحم مريم ، وليكن كذا وليكن
كذا . . . إنما هو تصور غير معقول .
هل كان الأمر في تصوركم هكذا
؟ على هذا النحو ؟
كيف كان يسوع موجوداً مع
الله قبل بدء الخليقة ؟
هل كان موجوداً مع الله
بجسمه وروحه ؟
كيف يمكن تصور ذلك ؟
هل كان موجوداً كوليد ؟ أم
كطفل ؟ أم كشاب ؟ أم كان يسوع مكتمل الرجولة عندما كان مع الله قبل بدء الخليقة ،
وقبل وجود سيدنا إبراهيم ؟
لقد ورد بسفر نحميا بالعهد
القديم عبارة : (( أنا أعرفك قبل أن تكون في رحم أمك ))
كيف يكون ذلك ؟
معنى ذلك أن صاحب هذه
العبارة يريد أن يقول : أنا تنبأت بوجودك قبل أن تولد ، وجعلت من مولدك نبوءة للناس .
أنا أريد أن أعرف كيف يوجد
نبي قبل أن يخلق في رحم أمه ؟
يقولون : كان مع الله ! كيف
يكون ذلك ؟ كيف تتعاملون مع كلام الكتاب المقدس ؟
( كيف يكون مع الله وهو هو الله ؟ )
إن الكلام في الكتاب المقدس
مليىء بالمجاز والاستعارة والكناية . فهل تقفون عند المعنى الحرفي للكلمات ؟
أنتم تعتقدون أن يسوع كان
إلهاً ومن خلال سوء الفهم تعتقدون أن يسوع كان مع الله . و أنا أستطيع أن أقول لكم
أن محمداً كان مع الله ، وكان هتلر مع الله ، وكل الناس مع الله . . . الصالحون
والطالحون . . . جميع الناس مع الله . . . ( تصفيق حاد من الحضور للسيد ديدات )
عندما يقول لك شخص ما : ((
كن مع الله )) فما هو المعنى الصحيح لذلك ؟
إننا جميعاً مع الله . . .
أي في علم الله . . .
إن باستر استانلي هناك . . .
وهتلر هناك . . . وأحمد ديدات هناك . ( تصفيق )
ولقد قال باستر استانلي إن
نبي الإسلام قد أمرنا باحترام الإنجيل . وهذا صحيح . ولكن ، أي إنجيل ؟
إن الانجيل الذي أمر نبي
الاسلام أن نحترمه هو إنجيل عيسى . ولكن الإنجيل الموجود اليوم ليس هو إنجيل عيسى
. ولقد أمرنا أن نحترم ما أنزل الله إلى عيسى ، لا إنجيل متى ، ولا إنجيل مرقس ،
ولا إنجيل لوقا ، ولا إنجيل يوجنا . هل لدى أحد الآن إنجيل عيسى ؟ هاتوا لنا إنجيل
عيسى . إننا نحترم إنجيل عيسى .
وإذا كان باستر استانلي يدعي
أن المسيح قد أدعى أنه إله ، فليتفضل ويطلعني على ذلك . من فضلك ، أرني أين قال
المسيح على لسانه : أنا الله . ( تصفيق )
أرني أين قال المسيح بنفسه ((
أنا إله )) . . . . . .
هل يجهل الله فصول السنة
وموعد جني الثمار ؟
أنا لا أسخر من إلهكم يا
سيدي . الانجيل هو الذي يقول ذلك ولست أنا الذي أقوله . إن الروح القدس هو الذي
أوحى إلى القديس مرقس أن يقول في الانجيل : (( وفي الغد لما خرجوا من
بيت عنيا جاع . فنظر شجرة تين من بعيد عليها ورق وتوجه إليها لعله يجد فيها شيئاً
، فلما جاء إليها لم يجد فيها شيئاً إلا ورقاً . لأنه لم يكن وقت التين )) [ مرقس 11 : 12 ]
ويقول الانجيل عن الاله يسوع
أنه عاجز عن أن يعمل شيئاً من تلقاء نفسه كما ورد بإنجيل يوحنا الذي يخبرنا أن المسيح
قال : (( أنا لا أقدر أن أفعل
شيئاً من نفسي )) [
يوحنا 5 : 30 ] . إن اللاشيء هو اللاشيء .
لقد مات العازر ، وكان
صديقاً حميماً لسيدنا عيسى . وجاءت أخته مرثا إلى السيد المسيح ، وقالت له إنه
يبرىء المرضى وقد مات لعازر صديقه . ومادامت له مثل هذه القدرات الخاصة فلماذا لا
يحاول أن يرد الحياة إلى اخيها .
ولم يكن سيدنا عيسى قد مر
بمثل هذه التجربة من قبل . قال يسوع لو كان عندك ايمان فسيحيا . ومضى معها إلى
المنزل . ويقول الانجيل ان يسوع كان ( يـئـن ) . كيف ولماذا كان يـئن ؟
لقد كان في الحقيقة يدعو
الله بصوت خفيض أن يرد الحياة إلى لعازر . ولم يكن الناس يدركون ما يقوله ولذلك
ظنوا أنه يئن . ولقد كان يسوع في الحقيقة يتضرع إلى الله وكان يدعو الله سراً . .
ونادى سيدنا عيسى على العازر قائلاً : يا العازر أخرج . وخرج العازر . . .
مئات الملايين من النصارى
يقولون أن المسيح قد أعطى الحياة للميت . كــلا ، إن قدرة الله التي وهبها لسيدنا
المسيح (( في هذا الموقف )) هي التى ردت الحياة إلى الميت . ويقول القديس بطرس : (( إن يسوع الناصري رجل قد
تبرهن لكم من قبل الله بقوات وعجائب صنعها الله بيده في وسطكم )) [ اعمال الرسل 2 : 22 ]
من الذي صنع هذه العجائب ؟؟؟
صنعها عيسى بقدرة الله !
ان المسلم لا يستطيع أن
يتقبل فكرة أن عيسى هو الله .
كإنسان وكرسول من رسل الله
الكرام ، نحن المسلمين نؤمن به ونحترمه ونجله ونقدره ونعظمه . ولكن كإله ، نقول :
لا . ولكن كخالق للمسوات والأرض ، نقول لا . هل قال عيسى ذلك ؟ هل قال عيسى : ((
أنا الذي خلقت السموات والارض )) ؟ لا . لم يقل عيسى ذلك . . . .
ذلك هو المسيح عيسى ابن مريم
، إنسان عاش على الارض ، وعرفه الناس . لقد كان يمسك بالسوط ، ويطرد المرابين
وصيارفة النقود والتجار من معبد سليمان [ يوحنا 2 : 15 ] . . . لقد مشى مع تلاميذه
وأتباعه إلى أورشليم وهم يهتفون من حوله : (( أوصنا في الاعالي . . . مبارك الآتي باسم الرب .
. . )) لقد جاء المسيح باسم الرب وليس هو الرب . . .
وكانوا يهتفون له أيضاً : (( مبارك
الملك الآتي باسم الرب . . . .)) [ لوقا
19 : 38 ]
وها هو ذا المسيح يقول
لأتباعه في إنجيل لوقا [ 19 : 27 ] : (( أما أعدائي أولئك الذين
لم يريدوا أن أملك عليهم فأتوا بهم إلى هنا واذبحوهم قدامي ))
ولقد قال المسيح في إنجيل
متى [ 15 : 24 ] : (( لم ارسل إلا الى خراف بني اسرائيل الضالة ))
هل أنتم خراف بني اسرائيل
الضالة ؟
هل الفرنسيون والايطاليون
والانجليز والسويديون هم اليهود من بني اسرائيل ؟ . . . . .
ان المسيحيون يفاخرون بالمعجزات .وطبقاً لإنجيل
متى فالمسيح يصرح بأن المعجزات والافعال العجيبة ليست دليل على النبوة فضلاً عن
الالوهية فهو يقول : في متى [ 24 : 24 ] : (( سيقوم مسحاء كذبة وأنبياء كذبة ويعطون آيات
عظيمة وعجائب حتى يضلوا المختارين