نبوءة عمانوئيل وألوهية المسيح

أرسل بواسطة :  zaidgalal 

السلام عليكم

نبوءة عمانوئيل من النبوآت المهمة التي يرتكز عليها كثير من المبشرين المسيحيين ليشيروا بها كدليل كبير على ألوهية المسيح. فتعالوا بنا ننظر فيها.
نبدأ بالنظر في النصوص والله المستعان:

وَهَذَا كُلُّهُ كَانَ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ مِنَ الرَّبِّ بِالنَّبِيِّ: «هُوَذَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْناً وَيَدْعُونَ اسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ» (الَّذِي تَفْسِيرُهُ: اَللَّهُ مَعَنَا). (متى 1: 22، 23)
إن القديس "متى" يستشهد هنا بما ورد في سفر إشعياء:
وَحَدَثَ فِي أَيَّامِ آحَازَ بْنِ يُوثَامَ بْنِ عُزِّيَّا مَلِكِ يَهُوذَا أَنَّ رَصِينَ مَلِكَ أَرَامَ صَعِدَ مَعَ فَقْحَ بْنِ رَمَلْيَا مَلِكِ إِسْرَائِيلَ إِلَى أُورُشَلِيمَ لِمُحَارَبَتِهَا فَلَمْ يَقْدِرْ أَنْ يُحَارِبَهَا. وَأُخْبِرَ بَيْتُ دَاوُدَ: «قَدْ حَلَّتْ أَرَامُ فِي أَفْرَايِمَ». فَرَجَفَ قَلْبُهُ وَقُلُوبُ شَعْبِهِ كَرَجَفَانِ شَجَرِ الْوَعْرِ قُدَّامَ الرِّيحِ. فَقَالَ الرَّبُّ لإِشَعْيَاءَ: «اخْرُجْ لِمُلاَقَاةِ آحَازَ أَنْتَ وَشَآرَ يَاشُوبَ ابْنُكَ إِلَى طَرَفِ قَنَاةِ الْبِرْكَةِ الْعُلْيَا إِلَى سِكَّةِ حَقْلِ الْقَصَّارِ وَقُلْ لَهُ: احْتَرِزْ وَاهْدَأْ. لاَ تَخَفْ وَلاَ يَضْعُفْ قَلْبُكَ مِنْ أَجْلِ ذَنَبَيْ هَاتَيْنِ الشُّعْلَتَيْنِ الْمُدَخِّنَتَيْنِ بِحُمُوِّ غَضَبِ رَصِينَ وَأَرَامَ وَابْنِ رَمَلْيَا. لأَنَّ أَرَامَ تَآمَرَتْ عَلَيْكَ بِشَرٍّ مَعَ أَفْرَايِمَ وَابْنِ رَمَلْيَا قَائِلَةً: نَصْعَدُ عَلَى يَهُوذَا وَنُقَوِّضُهَا وَنَسْتَفْتِحُهَا لأَنْفُسِنَا وَنُمَلِّكُ فِي وَسَطِهَا مَلِكاً ابْنَ طَبْئِيلَ. هَكَذَا يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ: لاَ تَقُومُ! لاَ تَكُونُ! لأَنَّ رَأْسَ أَرَامَ دِمَشْقَ وَرَأْسَ دِمَشْقَ رَصِينُ. وَفِي مُدَّةِ خَمْسٍ وَسِتِّينَ سَنَةً يَنْكَسِرُ أَفْرَايِمُ حَتَّى لاَ يَكُونَ شَعْباً. وَرَأْسُ أَفْرَايِمَ السَّامِرَةُ وَرَأْسُ السَّامِرَةِ ابْنُ رَمَلْيَا. إِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا فَلاَ تَأْمَنُوا». ثُمَّ عَادَ الرَّبُّ فَقَالَ لِآحَازَ: «اُطْلُبْ لِنَفْسِكَ آيَةً مِنَ الرَّبِّ إِلَهِكَ. عَمِّقْ طَلَبَكَ أَوْ رَفِّعْهُ إِلَى فَوْقٍ». فَقَالَ آحَازُ: «لاَ أَطْلُبُ وَلاَ أُجَرِّبُ الرَّبَّ». فَقَالَ: «اسْمَعُوا يَا بَيْتَ دَاوُدَ. هَلْ هُوَ قَلِيلٌ عَلَيْكُمْ أَنْ تُضْجِرُوا النَّاسَ حَتَّى تُضْجِرُوا إِلَهِي أَيْضاً؟ وَلَكِنْ يُعْطِيكُمُ السَّيِّدُ نَفْسُهُ آيَةً: هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ «عِمَّانُوئِيلَ». زُبْداً وَعَسَلاً يَأْكُلُ مَتَى عَرَفَ أَنْ يَرْفُضَ الشَّرَّ وَيَخْتَارَ الْخَيْرَ. لأَنَّهُ قَبْلَ أَنْ يَعْرِفَ الصَّبِيُّ أَنْ يَرْفُضَ الشَّرَّ وَيَخْتَارَ الْخَيْرَ تُخْلَى الأَرْضُ الَّتِي أَنْتَ خَاشٍ مِنْ مَلِكَيْهَا». يَجْلِبُ الرَّبُّ مَلِكَ أَشُّورَ عَلَيْكَ وَعَلَى شَعْبِكَ وَعَلَى بَيْتِ أَبِيكَ أَيَّاماً لَمْ تَأْتِ مُنْذُ يَوْمِ اعْتِزَالِ أَفْرَايِمَ عَنْ يَهُوذَا. (إشعياء 7: 1 – 23)
هنا نلاحظ أن قلب آحاز ملك يهوذا ارتجف لأن دولتي إسرائيل وسوريا تآمرتا عليه وعلى دولته. و كان الرب الإله مع آحاز. وأمر الربُ إشعياءَ أن يذهب هو وابنه شَآرَ يَاشُوبَ ويُطَمْئِن آحاز ملك يهوذا. ووعده الرب أنه في مدة لا تزيد عن 65 سنة تكون حلت الهزيمة بدولتي إسرائيل وسوريا. وقد أعطاه الله علامة على اقتراب تحقق النصر، وهي أن تحبل سيدة منهم بولد فتسميه "عمانوئيل". وعندما يأكل الزُبْد والعسل يكون ذلك علامة على معرفته بالخير والشر، ولكن قبيل هذا يتحقق وعد الرب:
لأَنَّهُ قَبْلَ أَنْ يَعْرِفَ الصَّبِيُّ أَنْ يَدْعُوَ: يَا أَبِي وَيَا أُمِّي تُحْمَلُ ثَرْوَةُ دِمَشْقَ وَغَنِيمَةُ السَّامِرَةِ قُدَّامَ مَلِكِ أَشُّورَ». (إش 8: 4)
قبل بلوغ الصبي تنهزم إسرائيل وسوريا وتساق غنائمهما إلى ملك أشور. لنقرأ لنعرف اسم هذا المولود:
وَقَالَ لِي الرَّبُّ: «خُذْ لِنَفْسِكَ لَوْحاً كَبِيراً وَاكْتُبْ عَلَيْهِ بِقَلَمِ إِنْسَانٍ: لِمَهَيْرَ شَلاَلَ حَاشَ بَزَ. (إش 8: 1)
ولا تنطبق النبوءة على شَآرَ يَاشُوبَ لأنه كان موجودًا قبل النبوءة التي من ثم تنطبق تمامًا على مَهَيْرَ شَلاَلَ حَاشَ بَزَ الذي جاء على إثْرِها:
فَاقْتَرَبْتُ إِلَى النَّبِيَّةِ فَحَبِلَتْ وَوَلَدَتِ ابْناً. فَقَالَ لِي الرَّبُّ: «ادْعُ اسْمَهُ مَهَيْرَ شَلاَلَ حَاشَ بَزَ. (إش 8: 3)
وعما إذا كانت النبوءة تنطبق على المسيح، تقول نسخة The NET BIBLE:
في (إش 7: 14) يمكن أن تكون الترجمة كالتالي:
"
السيدة الشابة حامل".
في هذه الحالة يمكن أن تكون السيدة أحد أفراد الأسرة المالكة. وهناك رأي أخر، "السيدة الشابة أوشكت أن تحبل". في هذه الحالة من الممكن أن تكون السيدة أحد أفراد الأسرة المالكة، وهي النبية التي مارس معها إشعياء الجنس بعد فترة قصيرة من هذا (انظر إش 8: 3). ويدل السياق التالي أن اللبن والعسل يصوران الدمار والخراب الذي سيوقعه الرب على الأرض. ستفسد المحاصيل الزراعية، وسيضطر الناس للعيش على لبن الماعز والعسل الذي يجدونه في الأدغال. أما الصبي المذكور فسيضطر لتناول وجبات من هذا اللبن والعسل، وسيُذَكِّرانِهِ بعواقب الذنوب فيتشجع للسير على الأخلاق الحسنة ليتجنب مزيدًا من عواقب التأديب الإلهي. بداية تبدو النبوءة رسالة خلاص. ويبدو أن عمانوئيل حلقة من حلقاتها، ويرمز اللبن والعسل في مكان آخر إلى الازدهار والنعمة، والفقرة 17 يمكن حملها على أنها تنبؤ بعودة أيام المجد، مجد داود وسليمان.
انظروا هذه "السيدة الشابة" ... هناك احتمال قوي أن إشعياء يشير إلى سيدة كانت موجودة أثناء مقابلة النبي إشعياء وعزرا. خطاب إشعياء موجه لـ "بيت داود" واستخدامه أسلوب الجمع هنا يدل على وجود أخرين، واستخدامه لضمير المؤنث (ستسمينه) فيما بعد في الفقرة يدل على أنه يوجه حديثه لسيدة موجودة.
(
إش 8: 8) التفسير الصحيح هو أنه لا يوجد رأي قوي يمكن أن نستخلصه من الاسم (عمانوئيل)، ولكن لما ظهرت حقيقة التجسد من مصادر أخرى، فالاسم (عمانوئيل) معبر تمامًا عن الحدث (ولادة المسيح من عذراء). لذلك يبدو أن متى قصد هذا.
إن القديس "متى" لم يقتبس من النسخة العبرانية للعهد القديم وإنما اقتبس من النسخة السبعينية LXX. أما النسخة العبرانية فتستخدم لفظة almah "علما" ويترجمها علماء اليهود من العبرية إلى النص الإنجليزي للعهد القديم the young wman "امرأة شابة". إن الكلمة العبرية التي تستخدم للدلالة على "عذراء" هي كلمة "بتولا" التي تلتقي مع الكلمة العربية "البتول:
وَقَالَ: «لاَ تَعُودِينَ تَفْتَخِرِينَ أَيْضاً أَيَّتُهَا الْمُنْهَتِكَةُ الْعَذْرَاءُ بِنْتُ صَيْدُونَ. قُومِي إِلَى كِتِّيمَ. اعْبُرِي. هُنَاكَ أَيْضاً لاَ رَاحَةَ لَكِ». (إش 23: 12)
يقول The Interpreter's Bible:
أخذت كلمة "عذراء" من اليونانية "بارثينوس" التي وردت في نسخة LXX بالرغم من عدم انطباق ذلك مع الكلمة العبرية "بيتولا".
وتقول نسخة The NET BIBLE:
"
جرى نقاشًا حادًا حول أفضل الأساليب لترجمة النص العبري، بالرغم من أنه حتمًا لن تتأثر عقيدة الفرد (المسيحي في ولادة المسيح من عذراء. ومع أن الكلمة العبرية المستخدمة هنا يمكن أحيانًا أن تشير إلى سيدة عذراء (تك 24: 43)، ولكنها لا تحمل هذا المعنى كمعنى أصيل لها.
إن الكلمة ببساطة مؤنث مشتقة من اسم مذكر شبيه هو "شاب" (1 صم 17: 56، 20: 22. والتعبير المماثل في اللغة الأرامية والأوغارية يستخدم ليدل على سيدة ليست عذراء. ومن ثم تترجم بطريقة عادية إلى "سيدة شابة". إن مترجمي النسخة السبعينية الذين ترجموا سفر إشعياء إلى اللغة اليونانية بين القرنين الأول والثاني ق.م قدموا لنا الكلمة العبرية في زي كلمة يونانية أكثر تحديدًا هي parqenos التي لا تعني "عذراء" كلغة.
لذلك ترجمتها هذه النسخة وكذلك نسخة BBE إلى a young woman. كما ترجمتها النسخة الكاثوليكية إلى "صبية" وذلك في فقرة إنجيل متى.
نأتي إلى كلمة "آية" في فقرة إنجيل متى والتي تترجم في الإنجليزية إلى sign "علامة" وليس إلى miracle "آية، معجزة". إن ما حدث ليس بآية. فكلنا نُرْزَق الولد. كذلك النبي إشعياء عندما رزقه الله بابنه "مهير". لذلك نجد أن الكلمة العبرية المستخدمة هنا هي oth
التي ليس من معانيها "آية" مطلقًا. لقد أخبر الربُ إشعياءَ بأن النصر قادم لا محالة وعلامته هي إنجاب مولود من أب وأم صالحين للإنجاب ويأمرهم الرب بتسميته تسمية معينة وقبيل البلوغ يتحقق وعد الرب. فإنجاب الطفل علامة على قدوم النصر، لا معجزة في حد ذاته. والكلمة العبرية التي تعني "آية" هي mopheth:
"
اذَا كَلَّمَكُمَا فِرْعَوْنُ قَائِلا: هَاتِيَا عَجِيبَةً (آية) تَقُولُ لِهَارُونَ: خُذْ عَصَاكَ وَاطْرَحْهَا امَامَ فِرْعَوْنَ فَتَصِيرَ ثُعْبَانا." (خر 7: 9)
لذلك تترجم فقرة إشعياء نسخة "كتاب الحياة" كالتالي:
"
ثُمَّ عَادَ الرَّبُّ يُخَاطِب آحَازَ ثانيةً قَائِلًا: «اُطْلُبْ عَلَامَةً مِنَ الرَّبِّ إِلَهِكَ سَوَاءَ في عُمْقِ الهَاوِيَة أَوْ في ارتفاع أعلى السموات."
إن سفر إشعياء (7: 8) يؤكد انه بعد 65 سنة ينكسر أفرايم(السامرة). ولكن (ملوك ثاني 17 : 6 + 18: 9 – 11) يذكر أن أفرايم إنكسر في 3 سنين. كذلك في (إش 7: 14) تبدو الأم هي التي تعطي وليدها اسمًا، بينما في (8: 3) نرى إشعياء مأمورًا بذلك. وفي متى يأمر الملاك يوسف النجار بتسمية المولود "يسوع". وفي (إش 7: 15، 16) نرى الابن يأكل العسل والزبد كدليل على البلوغ واقتراب تحقق وعد الرب، بينما لا نرى المسيح يتناول هذا أبدًا، والمرة الوحيدة التي تناول فيها العسل كانت بعد قيامته من الموت:
لو 24:42 فناولوه جزءا من سمك مشوي وشيئا من شهد عسل.
وتتوقف عند كلمة "سمك" (أي لا تذكر شهد عسل) نسخ ASV و BBE و ESV و ISVباعتبار أن الكلمتين "شهد عسل" ثبت عدم وجودهما في المخطوطات الأقدم، وأنهما أضيفا فيما بعد، فليستا إلهامًا من الروح القدس. أي أن المسيح لم يتناول العسل بالمرة.

والسلام عليكم

 

 

تعقيب : أبو عبيده

 

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .

نبوءة عمونوئيل من النبوءات التى يستدل منها النصارى على ألوهية المسيح , و الأمر على غير ما يتوهمون , و قد بين الأستاذ زيد جلال حقيقة الأمر , و أزيد إن شاء الله لعموم الفائدة :

يقول كاتب إنجيل متى ( وَهَذَا كُلُّهُ كَانَ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ مِنَ الرَّبِّ بِالنَّبِيِّ: «هُوَذَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْناً وَيَدْعُونَ اسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ» (الَّذِي تَفْسِيرُهُ: اَللَّهُ مَعَنَا). (متى 1: 22، 23) , و لتوضيح هذا المفهوم نقول :

1-
ماعية الله ليست دليل على ألوهية أحد , فبوجود المسيح عليه السلام بيننا مثلا دليل على أن الله يعتنى بنا و يتكفل بحفظنا و حريص على هدايتنا , و لهذا أرسل المسيح عليه السلام لنا , و هذا هو المقصود من أن الله معنا , أى معنا بسؤاله عنا و بعدم رضائه للكفر لنا , و لهذا أرسل الرسل مبشرين و منذرين رحمة منه بالعالمين , فالرسل دليل على ماعية الله بالعباد و إحاطته بأمورهم و تدبيره للخير لهم .

2-
عندما أحاط كفار مكة بالغار الذى كان النبي صلى الله عليه و سلم مختبئًا فيه مع أبى بكر الصديق رضى الله عنه و ظن أبو بكر رضى الله عنه أنه هالك لا محالة , قال له النبي صلى الله عليه و سلم مطمئنًا و مثبتًا : ( لا تحزن إن الله معنا ) , و هذا ما سطره القرآن الكريم فى محكم آياته , و لم يَفهم من ليس له مسحة من عقل من ذلك أن القرأن الكريم كان يعني أن محمد هو الله لأنه كان مع أبى بكر و هو الذى طمأنه و ثبته !
و لهذا تجد فى السنة البيان الوافي لما فى القرآن الكريم فكلاهما نور يخرج من مشكاة واحدة , إذ قال النبي صلى الله عليه و سلم لأبى بكر ساعتها : ( ما بالك باثنين الله ثالثهما ) و هذا تفسير قول الباري : ( لا تحزن إن الله معنا ) أى معنا بعنايته لنا و بحفظه و بأحاطته بما نحن فيه من شدة , فهو معنا أينما كنا , ماعية الإحاطة و التدبير .

3-
إذا كان النصارى يستدلون من كلمة " عمانوئيل " أن المسيح هو الله لأن عمانوئيل معناها " الله معنا " , و جب عليهم أيضًا أن يؤمنوا أن " طوبيا " هو الله أيضًا !

و لبيان ما أعنى أعرض ما جاء فى مقدمة سفر " طوبيا " لعلماء الكتاب المقدس , إذ جاء ما نصه :

تعريف و تقديم
لسفر طوبيا

.



طوبيا كلمة عبرية تتكون من مقطعين ( طوب ياه ) و معناها : الله طيب , و قد وردت هذه الكلمة فى الكتاب المقدس إسمًا لأكثر من شخص :

1 _
شخص لاوى أرسلة يهو شافاط ملك يهوذا مع آخرين من اللاويين إلى الشعب فى مدن يهوذا لكى يعلموه سفر شريعة الرب ( 2 أخ 17 : 8 ) .

2 _
عبد عمونى ساءه بناء وترميم أسوار مدينة أورشليم فتآمر مع مجموعة من العرب والعمونيين ولأشدوديين المناوئين لمحاربة اليهود ومنعهم من إعادة بناء المدينة من جديد ( نح 2 : 10 و4 : 3 ,7 ) وقد روى عن طوبيا العمونى أيضاً أنه كان رئيساً وحاكماً للعمونيين , وأنه تحالف مع اليهود المقادين لنحميا . وقد تمكن فى غيبة نحميا أن يقيم بعض الوقت فى بعض غرف الهيكل . غير أن نحميا لما عاد لأورشليم , طرده وطهر الموضع الذى كان فيه . ويقال أن قيصره قد تم اكتشافهما فى بلدة ( عرق الأمير ) شرقى الأردن ) .

3 _
شخص آخر من اليهود كان بنوه ضمن بنى السبى الذى سباه نبوخذ نصر الملك فى بابل , فرجعوا إلى أورشليم أيام نحميا مع بابل . غير أنهم لم يستطيعوا إثبات نسبهم أو يبنوا بيوت آبائهم ونسلهم هل هم من إسرائيل أم لا وذلك بسبب فقدهم تواريخ أسر آبائهم ( عز 2 :60 ونح 7 :62 ) .

4 _
شخص يهودى آخر من أهل السبى , أمر الرب زكريا النبى أن يأخذ منه ومن غيره ذهباً وفضة ليعمل منها تيجاناً توضع على رأس يهوشع بن يهوصادق الكاهن العظيم ( راجع زك 6 : 10 _ 14 ) .

أما طوبيا الذى سمى هذا السفر باسمه ، فهو رجل من سبط نفتالى سباه ( شلمنآسر ) ملك أشور وسكن أثناء السبى فى مدينة نينوى مع حنة امرأته وابنه الذى كان له نفس الاسم ( طوبيا ) . ومن المرجح أن يكون طوبيا الابن هو الذى كتب هذا السفر قبل مولد السيد المسيح بزمان. ( الكتاب المقدس -الأسفار القانونية الثانية ص 17 - مكتبة المحبة بالقاهرة ) .

أعتقد أن الأمر واضح لا مرية فيه , فكلمة " طوبيا " فى معناها ( الله طيب ) أقوى من" عمانوئيل " التى معناها ( الله معنا ) للإستدلال منها على ألوهية طوبيا سواء كان صاحب السفر أم الذين حددهم لنا علماء الكتاب المقدس فى تقديمهم للسفر !

و رغم كل هذا لم يدعي أحد من اليهود أن ذلك الشخص الذى يدعى " طوبيا " هو الله الطيب يعنون بذلك أنه الإلهه !

4-
إن النصارى فى قبولهم لهذه النبوءة يكيلون بمكيالين , فهم يقبلون نبوءة لا يمكن أن تنطبق على المسيح عليه السلام لوقوع الأخطاء التاريخية و التفسيرية بها , و هى نبوءة " عمانوئيل " , و يرفضون نبوءة واضحة لا ينكرها إلا مماحك فى حق رسول الإسلام صلى الله عليه و سلم , و هى بشارة " الباراكليت " , و كيلهم بمكيالين على وجه التحديد يظهر فى قولهم : كيف نصدق أن الباراكليت هو رسول الإسلام " صلى الله عليه و سلم " و المسيح كان يتحدث ساعتها مع التلاميذ , فهل كان على التلاميذ أن ينتظروا 600 عام حتى مجئ رسول الإسلام ؟ , هذا زعمهم !

و العجيب فى الأمر أنهم يقبلون بشارة " عمانوئيل " و المدة الزمنية بين إشعياء و المسيح عليهما السلام أكثر من 700 عام !
يقول المفسرون " هذه النبوءة ( عمانوئيل ) مذكورة فى ( إش 7 : 14 ) و قد أوحى بها نحو ( 740ق.م ) " ( الكنز الجليل فى تفسير الإنجيل : تفسير إنجيل متى ص9) .

فهل كان على هؤلاء الذين سمعوا هذه النبوءة " عمانوئيل " أن ينتظروا 740 سنة حتى يأتى مخلصهم ؟!


و أخر دعوانا أن الحمد لله ربالعالمين .

 

 

بواسطة الأساتذة زيد جلال وأبو عبيده