مختصر ابن كثير  
   سورة الهمزة   
   ( 168 من 178 )  
  السابق   الآيات القرآنية   الفهرس   التالي  
   الموضوعات
 

  
 

 سورة الهمزة

بسم اللّه الرحمن الرحيم‏.‏

 الآية رقم ‏(‏1 ‏:‏ 9‏)‏

‏{‏ ويل لكل همزة لمزة ‏.‏ الذي جمع مالا وعدده ‏.‏ يحسب أن ماله أخلده ‏.‏ كلا لينبذن في الحطمة ‏.‏ وما أدراك ما الحطمة ‏.‏ نار الله الموقدة ‏.‏ التي تطلع على الأفئدة ‏.‏ إنها عليهم مؤصدة ‏.‏ في عمد ممددة ‏}‏

الهماز بالقول، واللماز بالفعل، يعني يزدري الناس وينتقص بهم، قال ابن عباس‏:‏ ‏{‏همزة لمزة‏}‏ طعان معياب، وقال الربيع بن أنَس‏:‏ الهمزة‏:‏ يهمزه في وجهه، واللمزة‏:‏ من خلفه، وقال قتادة‏:‏ الهمزة واللمزة لسانه وعينه، ويأكل لحوم الناس ويطعن عليهم، وقال مجاهد‏:‏ الهمزة باليد والعين، واللمزة باللسان؛ ثم قال بعضهم‏:‏ المراد بذلك الأخنس بن شريق وقال مجاهد‏:‏ هي عامة، وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏الذي جمع مالاً وعددّه‏}‏ أي جمعه بعضه على بعض وأحصى عدده كقوله تعالى‏:‏ ‏{‏وجمع فأوعى‏}‏ قال محمد بن كعب‏:‏ ألهاه ماله بالنهار، فإذا كان الليل نام كأنه جيفة منتنة، وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏يحسب أن ماله أخلده‏}‏ أي يظن أن جمعه المال يخلده في هذه الدار، ‏{‏كلا‏}‏ أي ليس الأمر كما زعم ولا كما حسب، ثم قال تعالى‏:‏ ‏{‏لينبذن في الحطمة‏}‏ أي ليلقين هذا الذي جمع مالاً فعدده ‏{‏في الحطمة‏}‏ وهي اسم من أسماء النار، لأنها تحطم من فيها، ولهذا قال‏:‏ ‏{‏وما أدراك ما الحطمة‏؟‏ نار اللّه الموقدة * التي تطلع على الأفئدة‏}‏ قال ثابت البناني‏:‏ تحرقهم إلى الأفئدة وهم أحياء، وقال محمد بن كعب‏:‏ تأكل كل شيء من جسده، حتى إذا بلغت فؤاده حذو حلقه ترجع على جسده، وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏إنها عليهم مؤصدة‏}‏ أي مطبقة كما تقدم تفسيره في سورة البلد، وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏في عمد ممددة‏}‏ أي عمد من حديد، وقال السدي‏:‏ من نار، وقال ابن عباس‏:‏ ‏{‏في عمد ممددة‏}‏ يعني الأبواب هي الممددة، وعنه‏:‏ أدخلهم في عمد ممددة عليهم بعماد، في أعناقهم السلاسل، فسدت بها الأبواب ‏"‏هذه رواية العوفي عن ابن عباس والأولى رواية عكرمة عنه‏"‏، وقال قتادة‏:‏ كنا نحدث أنهم يعذبون بعمد في النار، واختاره ابن جرير، وقال أبو صالح‏:‏ ‏{‏في عمد ممددة‏}‏ يعني القيود الثقال‏.‏

  السابق   الآيات القرآنية   الفهرس   التالي