1.5 مقدمة أسس البناء للمجتمع الجديد:

ليست الأمة الإسلامية جماعة من الناس همها أن تعيش بأي أسلوب، أو تخط طريقها في الحياة إلى أي وجهة، وما دامت تجد القوت واللذة فقد أراحت واستراحت.
كلا كلا، فالمسلمون أصحاب عقيدة تحدد صلتهم بالله، وتوضح نظرتهم إلى الحياة، وتنظم شئونهم في الداخل على أنحاء خاصة، وتسوق صلاتهم بالخارج إلى غايات معينة.
وفرق بين امرىء يقول لك: همي في الدنيا أن أحيا فحسب! وآخر يقول لك إذا لم أحرس الشرف، وأصن الحقوق، وأرضَ لله وأغضب من أجله، فلا سعت بي قدم، ولا طرفت لي عين...
والمهاجرون إلى المدينة لم يتحولوا عن بلدهم ابتغاء ثراء أو استعلاء.
والأنصار الذين استقبلوهم وناصبوا قومهم العداء. وأهدفوا أعناقهم للقاصي والداني، لم يفعلوا ذلك ليعيشوا كيفما اتفق...
إنهم -جميعاً- يريدون أن يستضيئوا بالوحي، وأن يحصلوا على رضوان الله وأن يحققوا الحكمة العليا التي من أجلها خلق الناس، وقامت الحياة...
وهل الإنسان إذا جحد ربه، واتبع هواه، إلا حيوان ذميم، أو شيطان رجيم؟؟.
ومن هنا شغل رسول الله (صلَّى الله عليه وسلم) أول مستقره- بالمدينة بوضع الدعائم التي لابد منها لقيام رسالته، وتبين معالمها في الشؤون الآتية:
1- صلة الأمة بالله.
2- صلة الأمة بعضها بالبعض الآخر.
3- صلة الأمة بالأجانب عنها، ممن لا يدينون دينها.