20.3 فرض الصلاة في حادثة المعراج على أمة محمد (صلَّى الله عليه وسلم):
وفي المعراج شرعت الصلوات الخمس، شرعت في السماء لتكون معراجاً يرقى بالناس كلّما تدلت بهم شهوات النفوس وأعراض الدنيا .
والصلوات التي شرع الله غير الصلوات التي يؤديها -الآن- كثير من الناس.
وعلامة صدق الصلاة أن تعصم صاحبها من الدنايا، وأن تخجله من البقاء عليها إن ألم بشيء منها.
فإذا كانت الصلاة-مع تكرارها-لا ترفع صاحبها إلى هذه الدرجة فهي صلاة كاذبة.
الصلاة طهور، كما جاء في السنة، إلا أنها طهور للإنسان الحي، لا للجثة العفنة.
إن التطهير يزيل ما يعلق بالقلب الحي من غبار عارض، والأعراض التي تلحق المرء في الحياة فتصدىء قلبه كثيرة، ومطهراتها أكثر!.
وفي الحديث "فتنة الرجل في أهله وماله وولده ونفسه وجاره، يكفرها الصيام والصلاة والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر".
أما أصحاب القلوب الميتة فالصلاة لا تجديهم فتيلا.. ولن يزالوا كذلك حتى تحيا قلوبهم أو يواريها الثرى..
وقد رويت سنن أن رسول الله رأى في هذه الرحلة صوراً شتى لأجزية الصالحين والطالحين. وتناقلت كتب السيرة رواية هذه الصور الجليلة على أنها وقعت ليلة الإسراء والمعراج.
والحق أن ذلك كان رؤيا منام في ليلة أخرى من الليالي المعتادة، كما ثبت ذلك في الصحاح.