ارحمونا من عبث " النساخ " _ نداء دائرة المعارف الكتابية !!

 

وذلك حين تناولت ترجمة العناوين التالية:


1)
كنياهو:

وقد ملك ثلاثة أشهر وعشرة أيام (2أخ 36: 9). وكان عمره ثماني عشرة سنة حين ملك عقب موت أبيه يهوياقيم (2مل 24: 6 و8- أما الثماني السنوات المذكورة في 2أخ 36: 9 فخطأ من النساخ إذ إنه كان متزوجاً وسبيت نساؤه معه 2مل 24: 15).


2)
جت رمون:

ويرى بعض العلماء احتمال حدوث خلط من النساخ بين الأسماء في العددين ( يش 21 : 24 و 25 ) و أن " جت رمون " الثانية هي في الحقيقة " بلعام " المذكورة عوضا عنها في أخبار الأيام الأول ( 6 : 70 )، ويدعم هذا الاستنتاج أن الترجمة السبعينية تذكر في يشوع ( 21 : 25 ) اسم " بلعام " و لا تذكر جت رمون.
وبلعام تقع على بعد خمسين ميلا إلي الجنوب الشرقي من مجدو.


3)
اخزيا:

وكان ابن اثنتين وعشرين سنة حين ملك ، وملك سنة واحدة ( 2 مل 8 : 26 ) . أما عبارة " اثنتين وأربعين سنة " ( 2 أخ 22 : 2 ) فلا شك أنها خطأ من الناسخ حيث أننا نعلم من ( 2 أخ 21 : 5 و 20 ) أن يهورام أباه كان ابن أربعين سنة عندما مات .
كما أنها جاءت " ابن اثنتين وعشرين سنة في النسختين السريانية والعربية ، " وابن عشرين سنة " في الترجمة السبعينية .


4)
ابياثار:

أما فيما يختص بما يثيره النقاد حول اسم والد أبياثار ، فيجب أن نلاحظ أن اسمه كان " أخيمالك " ( 1 صم 21 : 1 ) الذي يخفف إلى " أخيا " ( 1 أخ 5 : 15 ) . أما كلمة " أبيمالك " في ( 1 أخ 18 : 16 ) فالأرجح أنها خطأ من الناسخ
وقد جاءت " أخيمالك " في 12 مخطوطة وفي الفولجاتا وفي النسخة السريانية .
أما ما يزعمونه عن التناقض في ذكر اسم " أخيمالك " كوالد لأبياثار مرة ، وكابنه مرة أخرى ، فلا أساس له من الصحة ، فالتسلسل هو : " أخيمالك - أبياثار - أخيمالك " وهو أمر كثير الحدوث بين الشرقيين .
أما ما ذكره الرب يسوع في إنجيل مرقس ( 2 : 26 ) من أن أبياثار كان كاهناً عندما طلب داود خبز التقدمة ، فالحل لا يقوم على معرفة كم من الأيام مضت بعد مقتل أخيمالك الذي أعطى فعلاً خبز التقدمة لداود ، ليصبح أبياثار رئيساً للكهنة .
ولكن بالعودة إلى النص في إنجيل مرقس حيث يقول : " في أيام أبياثار رئيس الكهنة " فهو لا يذكر من أعطى الخبز ، ولكنه يحدد فقط الزمن الذي حدث فيه ذلك ، وقد كان أبياثار كاهناً في حياة أبيه ، علاوة على أنه كان من الأيسر على الشعب في أيام السيد أن يذكروا أبياثار أكثر من أبيه ، لارتباط أبياثار زمناً طويلاً بداود .


4)
بُنيِّ:

اسم عبري لعل معناه " مبني أو مقاموهو :
أحد اللاويين الذين وقفوا على الدرج مع يشوع للصلاة لله توطئة لقطع الميثاق ( نح 9 : 4 ). ولعل تكرار اسم " باني " في هذا الجزء جاء عفواً من الناسخ، ففي النسخة السريانية جاء اسم " بنوي " عوضاً عن اسم "باني " الثاني، ولكن في نحميا ( 10 : 9، 12 : 8 ) جاء اسم بنوي بين اسمي يشوع وقد ميئيل، وعليه فالواجب وضع اسم " بنوي " في نحميا (9 : 4 ) بدل اسم " باني " الأول.
أما الترجمة السبعينية، فتضع بدل الأسماء الثلاثة كلمة " بني " ( أي أبناء ) وهكذا تختصر أسماء العلم ( في هذا العدد ) إلى خمسة أسماء علم فقط. والأرجح أن هذه الأسماء تدل على بيوت من بيوتات اللاويين وليس على أسماء أشخاص.


5)
نرجل شراصر:

اسم أكادي معناه " ليت نرجل يحمي الملك " .. ويذكر هذا الاسم مرتين فى العدد الثالث من الأصحاح التاسع والثلاثين من نبوة إرميا ، فى قائمة تضم أسماء رؤساء ملك بابل الذين جاءوا بعد فتح أورشليم ، وجلسوا في الباب الأوسط . وفى المرة الثانية يوصف بأنه " رئيس المجوس" ( إرميا 39 : 3 و 13 ) . وقد يكون هذا التكرار إما عن خطأ من الناسخ ، أو أنه كان هناك شخصان بنفس الاسم .
وقد اكتشف لوح خزفي مكسور ، منقوشة عليه أسماء بعض رجال حاشية نبوخذ نصر الثانى ملك بابل ، جاء فيهم اسم نرجل شروصر أمير " سن - ماجير " .
وعلى أساس هذا النص المسماري ذكرت بعض الترجمات الإنجليزية ( مثل الترجمة الإنجليزية الحديثة ، وتوراة أورشليم )الأسماء هكذا : نرجل شراصر أمير سيماجير، بنو سرسخيم رئيس الخصيان ، نرجل شراصر رئيس المجوس .. " ( إرميا 39 : 3 ) .
والأرجح أن نرجل شراصر كان هو قائد الجيش الذى جلس على عرش بابل فى 560 ق.م. بعد " أويل مرودخ " ابن نبوخذ نصر ويعرف في التاريخ باسم " بزيجليصر "، وكان ( كما يذكر المؤرخ اليونانى بروسوس) قد تزوج " بل شوم إشكن " إحدى بنات نبوخذ نصر . ولعله جلس على العرش نتيجة قيامه بثورة اغتال فيها " أويل مرودخ " ، أو باعتباره الوريث الشرعى لصهره " أويل مرودخ " بعد مقتله .


6)
مخطوطات العهد الجديد:

ظهور اختلافات في النصوص:
عندما كتبت أسفار العهد الجديد كانت أصلاً عملاً خاصاً أكثر منه عملاً أدبياً بالمعنى المفهوم، وكان هذا صحيحاً بالنسبة لمعظم رسائل العهد الجديد بخاصة فقد كانت رسائل موجهة لأفراد وجماعات، بل إن الأناجيل نفسها قد كتبت لهدف يختلف عن هدف أي عمل أدبي عادي. ولهذا فعند نسخ أي سفر من أسفار العهد الجديد في تلك الفترة المبكرة كان ينسخ للاستعمال الشخصي بواسطة كاتب غير متخصص، وعلاوة على ذلك، فإنه لما كان فحوى السفر أو الرسالة هو أهم شيء، لم يكن الناسخ يحس بالضرورة أنه ملزم بنقل النص بنفس ترتيب الكلمات أو التفاصيل التي لا تؤثر في المعنى. أما في حالة الأسفار التاريخية، فكان النسَّاخ على ما يبدو يشعرون أحياناً بحرية إضافة بعض التفصيلات الصغيرة للتوضيح.

أنماط من الاختلافات : كان الناسخون سبباً في وقوع أنواع من الاختلافات في مخطوطات العهد الجديد يمكن تصنيفها كالآتي :

أ) اختلافات عفوية :
(
أو عن غير عمد) أو أقل تكراراً، وتشمل هذه الاختلافات العفوية أخطاء النظر والسمع والذاكرة والكتابة والاجتهاد.
أما أخطاء النظر فتشمل الالتباس بين الحروف المتشابهة وبخاصة في الكتابة بالحروف الكبيرة المنفصلة، أو الخلط بين أحد الاختصارات وكلمة معينة قريبة الشبه به، وقد تنتقل عين الناسخ من كلمة إلى الكلمة نفسها ولكن في موضع لاحق فيسقط بذلك الكلمات المتوسطة بينهما. وقد يقرأ الكلمة الواحدة أو العبارة الواحدة مرتين، أو قد يخلط بين كلمتين متقاربتين في الحروف .
وقد تنشأ أخطاء السمع عندما تكتب جماعة من النسَّاخ المخطوطات عن طريق الإملاء، وبخاصة لتشابه بعض الحروف في نطقها، كما قد يخطئ الناسخ في هجاء بعض الكلمات .
أما أخطاء الذاكرة فقد ينتج عنها تغيير موضع الكلمة في الجملة، أو استبدال كلمة بما يرادفها، أو أن تدخل كلمة أو عبارة عفواً نقلاً عن فترة مماثلة تحويها الذاكرة.
أما أخطاء الكتابة فقد تشمل إضافة أو حذف حرف أو عدة حروف أو حذف علامات الاختصار، أو تكرار كلمة أو عبارة أو حرف.
أما أخطاء الاجتهاد بالإضافة إلى الأخطاء السابقة فقد تدفع الناسخ إلى تسجيل ملحوظة هامشية باعتبارها جزءاً من النص نفسه، ويجد البعض في هذا تفسيراً لما ورد في إنجيل يوحنا (5: 3و4) عن تحريك الماء، حيث يغلب أنها كانت عبارة هامشية أدخلها الناسخ في النص.

ب) اختلافات مقصودة :
وقعت هذه الاختلافات المقصودة نتيجة لمحاولة النسَّاخ تصويب ما حسبوه خطأ، أو لزيادة إيضاح النص أو لتدعيم رأي لاهوتي. ولكن في الحقيقة ليس هناك أي دليل على أن كاتباً ما قد تعمد إضعاف أو زعزعة عقيدة لاهوتية أو إدخال فكر هرطوقي.
ولعل أبرز تغيير مقصود هو محاولة التوفيق بين الروايات المتناظرة [قلت: بل المتناقضة] في الأناجيل. وهناك مثالان لذلك: فالصورة المختصرة للصلاة الربانية في إنجيل لوقا (11: 24) قد أطالها بعض النسَّاخ لتتفق مع الصورة المطولة للصلاة الربانية في إنجيل متى (6: 13). كما حدث نفس الشيء في حديث الرب يسوع مع الرجل الغني في إنجيل متى ( 19: 16و17) فقد أطالها بعض النسَّاخ لتتفق مع ما يناظرها في إنجيل لوقا ومرقس .
وفي قصة الابن الضال في إنجيل لوقا (15: 11 32) نجد أنه رجع إلى نفسه وقرر أن يقول لأبيه: " ... اجعلني كأحد أجراك "(لو 15: 19) فأضاف بعض النسَّاخ هذه العبارة إلى حديث الابن لأبيه في العدد الحادي والعشرين .
وقد حدثت أحياناً بعض الإضافات لتدعيم فكر لاهوتي، كما حدث في إضافة عبارة "واللذين يشهدون في السماء هم ثلاثة"(1يو5: 7) حيث أن هذه العبارة لا توجد في أي مخطوطة يونانية ترجع إلى ما قبل القرن الخامس عشر، ولعل هذه العبارة جاءت أصلاً في تعليق هامشي في مخطوطة لاتينية، وليس كإضافة مقصودة إلى نص الكتاب المقدس ، ثم أدخلها أحد النسَّاخ في صلب النص .

 

أرسل بواسطة : رحيم