نسب المسيح هل تضيف له المخطوطات جديدا ؟

 

نسب المسيح هل تضيف له المخطوطات جديدا ؟

الكل طبعا يعرف مشكلة نسب المسيح المختلف فيه بين متى ولوقا ، فهذا الامر اشهر من ان يذكر هنا ولكنى سأقتصر على ذكر ما تقوله المخطوطات فى هذين الموضعين
وفى الحقيقه عندما اقرأ نسب المسيح فى اى من الانجيلين اتذكر مقوله غريبه لبولس فى رسالته الاولى الى تيموثاوس اذ يقول فى الاصحاح الاول عدد 4 ناصحا تيموثاوس ان ينصح اهل افسس بهذه النصائح ( لا يعلموا تعليما اخر ولا يصغوا إلى خرافات و (أنساب) لا حد لها تسبب مباحثات دون بنيان الله الذى فى الإيمان)
وأفكر ، يا ترى اى انساب هذه التى يتحدث عنها فلا اجد شيئا له علاقة بالمسيحيه سوى نسب المسيح نفسه ، ومن الواضح ان الخلاف فيه كان محتدما قبل كتابة الاناجيل نفسها كما نرى فى كتابات بولس

حسنا ماذا تقول المخطوطات حول نسب المسيح فى انجيل لوقا
تعرض انجيل لوقا لتغيير كبير فى هذا الموضع فى المخطوطات واننا اذ نرى ما حدث له فى المخطوطات سنندهش ، لان المسأله ( مش ناقصه لخبطه فهى ملخبطه جاهزه)
مثلا العدد 33 سنجد هذه المشكله
النص الحالى فى SVD "عميناداب ابن ارام بن حصرون" فى المخطوطات السكندريه Codex Alexandrinus ، والمخطوطه بيزا ، و 33 ، والمخطوطه Pi ، 565 و 1424 و البشيطا (أحد أنواع السريانيه) و اللاتينيه وأغلب المخطوطات بعد القرن التاسع الميلادى

لكن للنظر الى المخطوطات الأخرى سنجد اشياء عجيبه للغايه
هذه القراءه " بن اميناداب بن ارام بن ( يورام) " فى هذه المخطوطات
K
المحفوظه فى باريس وتعود للقرنين 910 وترقم بـ 017
M
المحفوظه فى باريس و تعود للقرنين 9 – 10 وترقم 021
S
المحفوظه فى روما وتعود للقرن العاشر وترقم 028
Y
المحفوظه فى كامبردج وهى من القرن التاسع وترقم 034
دلتا المحفوظه فى St. Gallen Stiftsbibliothek (مكتبة كاتدرائيه) وتعود للقرن التاسع وترقم 037
ساى Psi المحفوظه فى اليونان وتعود للقرنين السابع والثامن 044
المخطوطات اليونانيه 118 ، 205 ، 209 ، 2542 (عائلة المخطوطات f1 ) ، 28 ، 700 ، 1071 ، 892
والسريانيه من النوع الهرقلى Heraclean

وهذه القراءة " بن اميناداب بن ( أدمن ) بن ( أرنى) " فى المخطوطات اليونانيه
السينائيه (كتصحيح على الهامش قام به المصحح C2 طبقا لتشايندروف مكتشف المخطوطه)
المخطوطه L فى باريس من القرن الثامن 019
المخطوطه X فى المانيا (ميونخ) القرن العاشر 033
المخطوطه Gamma فى اكسفورد القرن العاشر 036
عائلة المخطوطات f13 ،و 157
والمخطوطات البحيريه القبطيه
وهى القراءة التى أقرها جرايسباخ ، واصدارة نيستل الاند رقم 25 ، وبعض العلماء الاخرين وهى طبعا تخالف القراءة الحاليه تماما

وهذه القراءه " بن ( آدم ) بن ( أدمن ) بن ( أرنى ) " فى المخطوطات اليونانيه
البرديه 4 وهى تعود لاوائل القرن الثالث الميلادى
و المخطوطه السينائيه فى المتن نفسه قبل تعديلها كما سبق ان ذكرنا على يد المصحح c2
المخطوطه 1241
والسريانيه السينائيه (لكنها لا تحوى آدمنوالقبطيه الصعيديه وقد أقرها بعض العلماء ايضا (لأانها أقدم القراءات كما نرى اذ تعود للقرن الثالث والرابع الميلادى)

وهذه القراءه " ( ) بن (أدمن) بن ( أرنى ) " فلا تحوى أميناداب أو أدم اصلا
ويدعمها المخطوطه الفاتيكانيه (القرن الرابع الميلادى) ويقرها ويستكوت وهورت

وهذه القراءه " ( ) بن ( أدم ) بن (أرنى) " لا تحوى اميناداب ايضا فى بعض النسخ السريانيه من نوع السينائى وذكرها ويستكوت وهورت استدلالا على اصالة عدم وجود أميناداب فى القراءات القديمه

وبسبب هذه الخلافات ظهرت بعض المخطوطات تحاول الدمج بين هذه القراءات والتوفيق بينها (نموذج من نماذج التحريف بالمزاج للتوفيق والتخلص من الاختلافات)
هذه القراه " بن اميناداب بن ادم بن ادمن بن ارنى " فذكرهم جميعا
مثل المخطوطات
ثيتا بجورجيا (القرن التاسع ) 038
عائلة المخطوطات f1
وقد أقرتها NET- Bible

والقراءه " اميناداب بن أدمن بن ارام " فى المخطوطه 0102
والقراءه " اميناداب بن ارام بن أرنى " فى المخطوطه N

والبعض يقرأها " أمينادام " بالميم وليس بالباء
مثل المخطوطات M S pi و 1 و 2 و 28 و 33 و 118 و 157 و 1424

ومن الطريف حقا أن بعض المخطوطات تحذف فقرة نسب المسيح من جذورها تفاديا للمشكله نفسها
مثل المخطوطه W (واشنطن) القرنين الرابع والخامس وتسمى المخطوطه فرير 032
و 579

اضافة الى بعض الاختراعات العظيمه مثل المخطوطه بيزا Codex Bezae حيث يذكر الناسخ العظيم النسب من متى (وليس من لوقا) بدءا يوسف النجار حتى ابراهيم ثم يكملها من التوراة (وليس من لوقا) مع بعض الاختلافات وهذا تفاديا لمشكله الاختلاف بين النصين

وبعض المخطوطات تحوى الترتيب مقلوبا بمعنى انه يبدأ من ادم الى يوسف النجار وليس العكس

وكان من الممكن جدا ان نقبل بمسألة الخطأ فى النسخ لولا ان الكثير من المخطوطات تتفق فى نفس القراءات وهو امر لا يتفق مع مسأله الخطأ الاملائى فلا يعقل ان يخطة كل هذا الكم فى نفس الخطأ وتصبح النتيجه هى نفسها اضافة الى انه مستحيل ان يخطىء شخص فيحذف اسم ثم يضيف اسمين اخرين جديدين تماما


أما متى فالاختلافات فيه أقل لكنها مقصوده بسوء نية
مثلا
"
كلمة داوود الملك " هى مضافه بلاشك لان أقدم المخطوطات مثل السينائيه والفاتيكانيه و جاما و عائلتى المخطوطات f1 و f13 و579 و 700 و السريانيه و الارمينيه والقبطيه البحيريه وغيرهم كثير وكلها لا تحويها (اضافة الى انها لم ترد ابدا فى العهد الجديد الا فى هذا الموضع)
والسبب فى هذه الاضافه هو الاشاره الى ان المسيح هو (الملك المنتظر) بن (الملك داوود) وهى اشارة سخيفه لا يوجد دليل على ان يسوع كان ملكا ولو لثانية واحدا سواء على بنى اسرائيل او غيرهم ، فتتم اضافة هذه الاشارات السخيفه العقيمه للدلاله على ملكه الوهمى

ومثلا
متى 1 : 11 " يوشيا ولد ( يهوياقيم ويهوياقيم ولد ) يكنيا وأخوته عند سبى بابل "
الجمله بين القوسين مضافة ، والسبب اصلاح الخطأ (او التجاهل المتعمد) من كاتب متى للنسب الصحيح ( لأن يهوياقيم ملعون فى ارميا 36 : 30 ولن يكون له ابن من نسله جالس على كرسى داوود ) والمشكله هى ان النص يقول ان يوشيا ولد يكنيا وإخوته عند سبى بابل وهذا خطأ قطعا ولا يمكن توفيقه بأى صوره لان يوشيا انما انجب يهوياقيم (ولا يمكن القول بأن كلمة انجب مجازيه تتطلق على كل من فى نسله لان كلمة اخوته بعد يكنيا اضافة الى سبى بابل كلها تعطى معنى واضح الخطأ فلا يوشيا عاش حتى السبى ولا انجب يكنيا واخوته)
أى ان هذا تحريف لاصلاح خطأ كان موجودا وتفاديا لاتهام الكتاب المقدس بالخطأ
ومن أهم المخطوطات التى فعلت هذا
المخطوطه M بباريس القرن التاسع 021
المخطوطه U بايطاليا القرن التاسع 030
المخطوطه ثيتا بجورجيا القرن التاسع 038
المخطوطه سيجما بايطاليا القرن السادس 042
وعائلة المخطوطات f1 و 1342 و 33
و بعض المخطوطات السريانيه و الجورجيه

وشكرا لكم واعتذر للاخوه الذين لا يعرفون الاخطاء فى النسبين فبإمكانهم الاطلاع على المقالات المختلفه التى كتبت هنا فى المنتدى او غيره من المنتديات حول الموضوع ، حيث اقتصر هنا فى مقالى تناول الامر من ناحيه المخطوطات فقط

 

 

أرسل بواسطة : شريف حمدي

 

 

تعقيب : المهتدي بالله

بارك الله بكم اخي الحبيب وأقدم لكم هذه الصورة وستجدونها على هذا الرابط والتي فيها جدول يبين الفرق بين كل من انجيل لوقا ومتى


http://img8.picsplace.to/img.php?file=img8/5/untitled_106.jpg

سبب خطأ النصارى في نسب المسيح أنهم نسبوه إلى رجل مغمور غير مشهور وهو ((يوسف النجار))خطيب مريم في زعمهم لهذا أخطئوا في نسبه فأعطاه ((متّى)) نسباً مُلوُكيا، وأعطاه ((لوقا)) نسباً آخر غير معروفٍ ولا معلوم وهذا دليل- كما قال الشيخ رحمة الله الهندي- على أن(( إنجيل متى)) لم يكن معروفاً لدى لوقا وما اطلع عليه وإلا لما خالفه هذه المخالفة الشديدة

والله المستعان