بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة
والسلام على أشرف المرسلين وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين وبعد.........
الرد على الحلقة الثانية.
عنوان الحلقة
الثانية..هل هناك حتمية لعقيدة الثالوث ؟؟
تبدأ المذيعة ناهد متولي بالسؤال :
جاءت إجابة القمص زكريا بطرس :
نبين أننا لا نقول أننا نتخلى عن صفة الحياة لله تعالى,
فالله تعالى حي لا يموت ولكننا نقول أن الصفة لا تصبح كيانا" مستقلا",
فلا نقول أن الحياة
تصبح شخصا" تتم له العبادة أو أن الكلمة تصبح شخصا" تتم له
العبادة ويصير حوار بين الثلاثة ((الكيان والكلمة والحياة))!!, أو يرسل الكيان الحياة لتقوي الكلمة عندما تجسدت!!,
نحن نقول أن الصفات لا تصبح أشخاصا" أو كيانات مستقلة يكون كل منه إله بنفسه
ومجموعهم هم الثلاثة إله واحد, نقول هذا ولا نتخلى عن الصفات بإنكارها.
أين الدليل الكتابي
؟؟ ................لا يوجد !!!
هل تفهمون هذا الوضع ؟؟؟.................. لا............ لا نفهمه
أبدا" !!!.
يكمل القمص زكريا بطرس الحوار, فيقول: ((( لاحظ
التلاعب )))
وبالطبع هذا مثال خادع ولكنه ساذج...المثلث يتكون من ثلاثة أضلاع, هذه
خاصية له, وإن أزلنا إحدى خواصه أصبح غير مثلث, فإن أزلنا منه ضلع أصبح ضلعين فقط
وليس مثلث !!.
نحن أمام شيء مركب من 3 أشياء!! , المثلث
مُركب من ثلاثة أضلاع.
المثلث له 3 أضلاع ..................هل كل ضلع من الأضلاع مثلث ؟.
بالطبع لا .
ولكن الثالوث حسب قانون الإيمان إله واحد له ثلاثة اقانيم وكل أقنوم إله كامل ..!!
فالمثلث لا يصلح كمثال للثالوث أبدا" ...ولكي ينطبق المثال على المثلث, يجب أن يكون المثلث له ثلاثة أضلاع وكل ضلع
مثلث كامل تام بنفسه.
مثل الأقانيم كل منها إله حق كامل ولكنهم
الثلاثة إله واحد.
ونكرر هذا ما ليس له نص ولا يفهمونه إلا بالإمثلة التي لا
تنطبق وخط الدفاع الأخير, هذا فوق التعليم وفوق العقل.... ولكن بالعقل
....كيف عرفتم بوجود هذا الثالوث الذي هو فوق العقل ؟؟
إن شاء لله تعالى نرد على كل أمثلة الثالوث بالتفصيل
ومؤقتا" :
ضوء أو أشعة الشمس ليست هي الشمس بل خاصية لها, كذلك حرارة الشمس ليست هي الشمس!!.
الشمس لها خواص وهي حرارة وضوء ووزن وحجم وكتلة وكثافة ولا
يكون كل من هذه الخواص الشمس نفسها.
للتوضيح:
المصباح الكهربي ...
له ضوء وحرارة .. وضوءه وحرارته يعتمدان عليه ولكن وجود الجسم لا يعتمد على
وجود الضوء أو وجود الحرارة فلو أطفأنا المصباح وأصبح بدون ضوء وبدون حرارة سيظل الجسم موجود
ولكن خواصه تغيرت.
فالمصباح ليس 3 في واحد والشمس ليست 3 في واحد .
الشمس واحد ولها صفات مثل الوزن والحجم والكثافة والحرارة
والضوء الناتج منها.
ولا تكون الصفة أو الخاصية التي لها هي نفسها الشمس .
بالمثل المصباح له جسم وحرارة وفولت وأمبير وإضاءة ووزن وكل
ما فات خواص وصفات مميزة له ... ولكنه واحد.
الصفات لا تكون هي نفس الشيء أو تنفصل عنه.
السيارة لها موديل وحركة هل نقول الحركة سافرت للقاهرة
والموديل ذهب إلى القاهرة ولا يزال جسم السيارة في الإسكندرية ؟؟
نقول إن الله تعالى متصف بالحياة والحكمة والقوة والرحمة وله جميع صفات الكمال
وليس كمثله شيء.
وصفة الحياة وصفة الحكمة صفات لله تعالى أزلية لا يمكن
الاستغناء عنهم ولكنكم تدعون أن الصفات تجسدت وأصبحت كيانات منفصلة تتحاور وتخلق
وترسل وتتحدث .
وإن قلنا هذا لا يصح
...يقولون هل نستغنى عن صفة الحياة ..مثلا"..
نكرر ونقول صفة الحياة موجودة ولكنها ليست شخصا" أو أقنوما" بل صفة ... صفة ....
مثل القوة والرحمة
والحياة والحكمة .
فالتخلي عن الثالوث ( الذي تم اختراعه ) لا يؤدي للتخلي عن
صفات الحياة والحكمة لله تعالى.
نكرر الثالوث
...لا نصوص له .
الثالوث .... ليس من تعاليم السيد المسيح.
الثالوث... ليس
من تعاليم أي من الأنبياء.
الثالوث ...
غير مفهوم.
الثالوث.... ضد
العقل.
والآن بعد أن فشلوا في إيجاد الثالوث من كتابهم, سيقول لنا إن
الثالوث موجود في القرآن !!!.
تقول المذيعة ناهد متولي :
يقول زكريا بطرس
أولا" : ما هو القرآن بالنسبة لك ؟ ( القاعدة الأولى ) , إن كان من عند الله فقد
خرجت من المسيحية أما لو كان كنت تعتقد أنه ليس من عند الله فمن السخف أن تستشهد به
لتثبت ما لم تستطيع إثباته من كتابك.
ثانيا" :
النصوص التي استشهدت بها على الثالوث من الكتاب المقدس قمنا بالرد عليها في الرد
على الحلقة الأولى ولازلنا نقول لا يوجد لفظ الثالوث أو أقنوم أو الثلاثة آلهة هم
إله واحد أو متحدين في الجوهر ومتمايزين في الخواص الأقنومية أو أي مما تعتقد به
في الثالوث بالكتاب المقدس, فكيف تريد أن تبين وجود معتقدك في القرآن الذي تقول
أنه ليس من عند الله ؟؟؟.
ثالثا" : ثبت بصريح الآيات في القرآن
وبصريح الألفاظ في السنة وفي صحيح السيرة وفي كل كتب المسلمين مما لا يدع
مجالا" لأي شك, أن الإسلام ينكر وينفي بشدة ألوهية المسيح وينكر وينفي
الثالوث, ولقد بين الإسلام هذا بكل وضوح
ووضع تشريع للتعامل مع من يعتقدون بألوهية المسيح ومن يعتقدون بالثالوث, لذلك فإن
محاولة إعلان أن المسلمين يؤمنون بالثالوث أو أن القرآن يقر ويعترف بالثالوث هو
تلاعب واضح وساذج وافتراء مكشوف.
رابعا" : الرد عليك ببعض, ونقول بعض من الآيات التي تبين وبكل وضوح أنه لا يمكن
الاحتجاج بالقرآن على ألوهية المسيح أو على الثالوث .
لقد قال الله تعالى : لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَآلُواْ إِنَّ اللّهَ
هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللّهِ شَيْئاً
إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي
الأَرْضِ جَمِيعاً وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا
يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [المائدة : 17]
وقال الله تعالى : لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ
اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي
إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ
بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا
لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ [المائدة : 72]
وقال الله تعالى : لَّقَدْ
كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَـهٍ
إِلاَّ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ
الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [المائدة : 73]
وقال الله تعالى : وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ
إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ
التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ
يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ
قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ [الصف : 6]
وقال الله تعالى : مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ
رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا
يَأْكُلاَنِ الطَّعَامَ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ
أَنَّى يُؤْفَكُونَ [المائدة : 75]
يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ
تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ
مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ
فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ انتَهُواْ
خَيْراً لَّكُمْ إِنَّمَا اللّهُ إِلَـهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ
لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً
[النساء : 171]
فهل بعد كل هذه الآيات التي
تنفي الثالوث وتنفي ألوهية المسيح وغيرها الكثير والكثير من الآيات
والأحاديث وأقوال العلماء, وهل بعد الآيات العديدة التي تبين أن محمد عليه الصلاة
والسلام رسول الله تعالى, يأتينا من يقول
إن القرآن يقول أن هناك ثالوث في الإسلام !!!. ويكون
مصدره لإثبات ذلك القرآن الذي يعتبره ليس من عند الله تعالى !!! .
أما عن القول: لا يجب أن أؤمن بما
أستشهد به !!! , فالقول باطل, لأنه من غير المعقول أن أستشهد لحل مسألة رياضية
بقانون أنا أعلم أنه خطأ !!.
ولا يمكن أن أفسر حدث علمي بنظرية خاطئة لا أؤمن بها .
أما عن القول لو أحدث ماركسيا" فيجب أن أبين له أقوال كارل ماركس !!!, وهل
ستقول له إن كارل ماركس كان ضد الماركسسية التي أسسها !!؟؟.
كما يجب أن نوضح أن أقوال كارل ماركس حول الشيوعية أو غيرها لا تعنينا فهو بشر
يخطئ ويصيب ويغير أقواله وأفعاله أما عند الحديث حول الشريعة أو النبوة, فنحن
نتعامل مع منهج وشريعة إلهية لا تحتمل إلا وجه من وجهين, أما أن تكون كلها صادقة
أو أن تكون كلها مفتراة على الله تعالى.
الرسول عليه الصلاة والسلام أما أن تصدقه في كل ما قاله عن الله تعالى, أو لا تصدقه
في أي شيء, لأنك لو صدقت جزء مما قاله عن الله تعالى لعلمت أنه كان يوحى إليه وإن
علمت أنه كان يوحى إليه علمت أنه نبي وإن علمت أنه نبي علمت أن كل ما يُبلغه عن
الله تعالى صحيح.
فلا يمكن أن تصدق جزء من كلام من قال أنه نبي فيما أخبر به عن الله وتكذب جزء
من كلامه.
يا زكريا بطرس:
لو
أخبرتك أن ديانة خرجت الآن وأسمها السفرية مثلا" ( الديانة السفرية), وعند
أتباعها كتاب يدعون انه من عند الله أسمه كتاب (( المنارة الذهبية )) مثلا",
هل من الممكن أن تذهب لتستشهد بكتاب المنارة الذهبية على الثالوث أو على ألوهية
المسيح !! ؟؟
الإجابة عن هذا السؤال ستوضح لك تفكيرك وتفكير أمثالك ممن
يدرسون لاهوت السيد المسيح في القرآن لمدة ثمانية أشهر
الإسلام أما أن تعتبره
من عند الله تعالى أو تعتبره افتراء على الله تعالى, فلا يصح لك بأي حال من
الأحوال الاستشهاد بالقرآن الكريم على صحة عقيدتك.
ولكننا سنتابع إن شاء الله تعالى كل
ما تقوله ونرد عليه بالتفصيل.
يقول زكريا بطرس :
يكمل زكريا بطرس ويقول :
أولا" : الآية لا تقول هذا لقد تجاهل الجزء
الأول من الآية وهو:
والمعنى : لا تتجاوزوا الاعتقاد الحق في دينكم وفي المسيح
ولا تقولوا على الله إلا الحق.
وجاء بمنتصف الآية وهو :
إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ
وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ
وترك الجزء الأخير من الآية الذي يرد عليه وهو :
فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ
ثَلاَثَةٌ انتَهُواْ خَيْراً لَّكُمْ إِنَّمَا اللّهُ إِلَـهٌ وَاحِدٌ
سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي
الأَرْضِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً [النساء: 171]
وبعد أن ذكر منتصف الآية فقط, يقول إن معناها أن الله تعالى له وجود وله كلمة وله
حياة وذلك هو الثالوث, ويقول أنه حسب الآية المسيح رسول الله وكلمته وروح منه .
نقول أن الله تعالى له صفات عديدة ولكننا تقول أن كلمة الله ليست الله وروح الله
ليس هو الله ورحمة الله ليست الله.
فالمضاف إلى الله نوعين :
1- صفات فيكون الله تعالى متصف بها مثل رحمة الله – كلمة الله- قوة الله –
حكمة الله...
2- أعيان مستقلة تضاف إلى الله تعالى أما تشريف أو خصوصية مثل عرش الله – بيت الله
– أرض الله – ناقة الله – عبد الله- روح
الله ....
وكل ما يضاف إلى الله تعالى لا يكون هو الله تعالى بل أما صفة أو عين ( جوهر ) تمت
إضافته كتخصيص أو تشريف.
أما تفسير الجزء الذي يستدلون به على الثالوث أو على أن
المسيح هو الله !! من خلال الفهم الخاطئ للآية التي تقول أن المسيح كلمة الله وروح
من الله, متجاهلين كل ما هو واضح وصريح من
نفي ثابت وواضح وصريح لألوهية المسح وللثالوث في مواضع أخرى !!.
تفسير هذا الجزء بسيط جدا" ويتناسب مع كل ما جاء في
القرآن نافيا" ألوهية المسيح ونافيا"
لوجود الثالوث
وذلك حتى لو تركنا الجزء الأول من الآية الذي ينفي استدلاله وتركنا الجزء الأخير
من الآية الذي يبين خطأ الإستدلال وأخذنا هذا الجزء فقط
(( إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ
اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ ))
لنبين أنه مع اقتطاعه للآيات من منتصفها لن يجد دليلا" لما يدعيه ((وكيف يجد
الدليل من القرآن بعد أن عجز أن يأتي به من كتابه !!)).
خلق الله تعالى آدم من تراب ونفخ فيه من روحه فقال الله
تعالى عن خلق آدم عليه السلام:
فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي
... [الحجر : 29].
فجاءت الروح بمعنى نسمة الحياة التي أعطاها
الله تعالى لآدم.
وضع الله تعالى سنة أو قانون في الكون أنه باجتماع الذكر والأنثى في ظروف معينة
وبإرادة الله تعالى تنتقل نسمة الحياة من الآباء إلى الجنين أي إلى الأولاد.
عيسى عليه السلام جاء ميلاده معجزة عن طريق أنثى بدون ذكر..أي مخالفا" للسنن
التي وضعها الله تعالى في الكون, وهذه هي المعجزة .. أن يأتي النبي بشيء مخالف
للقوانين أو السنن التي وضعها الله تعالى في الكون لإثبات نبوته وذلك بمشيئة
وتأييد الله تعالى .
وكمثال وضع الله تعالى في النار خاصية الإحراق وعطل الله تعالى هذه الخاصية
لإبراهيم عليه السلام بالكلمة الإلهية أو بالأمر الإلهي (كن ) فقال الله تعالى: قلنا يا نار كوني بردا" وسلاما"
على ابراهيم.
وخلق الله تعالى عيسى عليه السلام بكلمة كن. ولذلك
لٌقب عيسى عليه السلام بكلمة الله وهي كلمة كن... (( رسول الله وكلمته
ألقاها إلى مريم )).
قال الله تعالى : إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن
تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ [آل عمران : 59]
وكمثال , عندما تعرف أن شخص حصل على العمل بتوصية من الوزير
, وسألك شخص عنه قائلا" من هذ الشخص ؟ فقلت هذا توصية الوزير !!.
لا يعني هذا أن الشخص هو توصية الوزير المتحركة , بل يعني أنه جاء بتوصية من
الوزير.
عندما ترى البرق والرعد وتقول هذه قدرة الله, هل المعنى أن هذه هي قدرة الله تتحرك
وتقوم بالرعد والبرق أم ما تعنيه أن البرق والرعد جاء بقدرة الله !!؟؟.
عندما ترى منزلا" متهدما" بعد حرب جرت , فمن
الممكن أن تقول هذا دمار الحرب , ولا يعني هذا أن المنزل المتهدم دمار الحرب , بل
إن تهدمة نتيجة للدمار الذي خلفته الحرب.
وهكذا كلمة الله أي جاء بالكلمة من الله تعالى وهي كلمة كن .
واسطة الوزير ( توصية الوزير ) أي أن هذا الشخص جاء بالتوصية أو الواسطة من
الوزير.
أما التخصيص في إطلاق كلمة الله على عيسى عليه السلام ,
فالإجابة عن السؤال, لماذا عيسى أطلق عليه كلمة الله , فهذا تخصيص تكريم وتشريف
لعبد الله ورسوله عيسى بن مريم.
وكمثال على ذلك تخصيص موسى عليه السلام أنه كليم الله مع أن الله تعالى كلم
آدم وكلم الملائكة .......... فالتخصيص لا يعني الإنفراد ولكن يعني التكريم.
الله تعالى يقول :
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ
يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا [الكهف : 1]
وكلنا عبيد الله تعالى ولكن هنا تم تخصيص الصفة لشخص واحد
وهو الرسول عليه الصلاة والسلام من أجل تكريمه وليس من أجل إنفراده بالفعل أو
الصفة.
الآن أتضح معنى أن عيسى رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم.
ننتقل إلى الجزء الخاص بروح منه
...
لما كان عيسى عليه السلام بدون أب جاءته نسمة الحياة من عند
الله تعالى كما جاءت لآدم من قبل فقد قال الله تعالى: وَالَّتِي أَحْصَنَتْ
فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا
آيَةً لِّلْعَالَمِينَ [الأنبياء: 91]
فقد قال الله تعالى عن آدم عليه السلام:
فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي
فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ [الحجر : 29]
بذلك يكتمل المعنى (( رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح
منه )).
والتعبير: (( وروح
منه )) أي من عنده ..لأن الله تعالى يقول: وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ
وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِّنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ
لَّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ [الجاثية : 13].
فاللفظ منه يعني من عنده .
وكمثال : عندما أقول لك أين كنت ؟؟ تقول كنت عند صديقي خليل, وأسألك ومن أين أتيت
بهذا المصباح ؟؟ عندما قول منه !!!أنت لا تعني منه شخصيا" أي من جسده أو من
ذاته ولكن تعني من عنده, فلم يكن المصباح جزءا" من خليل أبدا".
بذلك اتضح معنى منه , واكتمل المعنى المقصود بالآية الكريمة , وأتضح أن الجزء الذي
يقوم القساوسة باقتطاعه بخبث من وسط الآية لإثبات صحة معتقدهم لا يفيدهم
أبدا" .
ونذكر بالقاعدة الأولى (( ما مصدر القرآن بالنسبة لكم ؟؟)).
ونذكر بالقاعدة الثانية (( ما لا تفهموه وتظنون أنه غير واضح
يرجى قياسه ومراجعته مع الواضح الصريح )).
وفي الاستدلال السابق كان يكفي قراءة الآية كاملة !!.
ردت المذيعة ناهد متولي على زكريا بطرس واستدلاله
أن روح منه تعني نسمة الحياة فقالت :
رد زكريا بطرس قائلا" :
وبالطبع ما قاله ليس له أي دليل من أي كتاب , حتى من الكتاب
المقدس .
قال الله تعالى : .... قُلْ هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِن
تَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ أَنتُمْ إَلاَّ تَخْرُصُونَ [الأنعام : 148]
وقال الله تعالى : أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً قُلْ
هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ هَذَا ذِكْرُ مَن مَّعِيَ وَذِكْرُ مَن قَبْلِي بَلْ
أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُم مُّعْرِضُونَ [الأنبياء : 24]
يكمل زكريا بطرس البرنامج بالموضوع التالي :
أولا" : سنضع القاعدة
الثالثة وهي لا يوجد شخص حجة على
الإسلام, بمعنى لو خرج علينا أكبر علماء المسلمين وقال شيء لم يقله الله ورسوله أو
جاء برأي مخالف لإجماع العلماء فلا يؤخذ رأيه.
بمعنى أخر إن أول ما
تبنى عليه العقيدة هو القرآن... ثم ما ثبت وصح وأكرر الصحيح عن الرسول عليه الصلاة
والسلام ثم بعد ذلك إجماع علماء المسلمين.
ولكن أن يتم الإستشهاد على الإسلام بكلام شخص مجهول أو صاحب رأي منفرد أو شخص مارق عن الدين, فهذا عبث يتم اتباعه لخداع البسطاء
الذين يعتقدون أن لو أحد من المسلمين قال رأيا" في موضوع من المواضيع , إذن
فهذا رأي الإسلام في هذا الأمر وبالطبع هذا فهم خاطئ.
ونضيف أنه لا يوجد من رجال الإسلام من هو معصوم من الخطأ في فتواه الدينية أو رأيه
الديني إلا الرسول عليه الصلاة والسلام وما عدا الرسول عليه الصلاة والسلام الكل
يؤخذ منهم ويرد أي يصيب ويخطئ.
هذه هي القاعدة الثالثة التي يجب مراعتها جيدا".
ثانيا" : الشقنقيري
( المجهول ) , قال هذا في مقال بالفرنسية في جامعة بباريس !!, يا له من استشهاد
مبهر !!, يكفينا أنك استشهدت بمجهول كتب بالفرنسية, فمعنى ذلك أنك لم تجد أي
استشهاد تستشهد به من علماء المسلمين.
ثالثا" : نبدأ
في تفنيد الرد , تقول أن مسيو الشقنقيري قال :
ونحن نتحداك أن تأتي بنص من القرآن يقول أن المسيح كلمة الله
وروحه !!, ما جاء في القرآن الكريم هو كلمة الله وروح منه .
فنعجب من الشقنقيري الذي كتب بالفرنسية أنه موجود بالقرآن
شيء وهو غير موجود بالقرآن !!.
وللأمانة في طرح الموضوع, هذا التعبير "روح الله" موجود في أحد أحاديث الرسول عليه الصلاة
والسلام, وهو حديث الشفاعة والمعنى باختصار أن يوم القيامة سيذهب الخلق إلى عيسى
عليه السلام ويطلبون أن يتشفع لهم عند الله بعد أن ذهبوا لآدم عليه السلام
وإبراهيم عليه السلام وموسى عليه السلام, فيقولون له أنت روح الله فتشفع
لنا فيرفض عيسى عليه السلام كما رفض آدم وإبراهيم وموسى عليهم السلام من قبله, ثم
يذهبون للرسول عليه الصلاة والسلام, فيقبل الرسول عليه لصلاة والسلام أن يشفع عند
الله تعالى.
ونص ومعنى الحديث كاف جدا" للرد على هذه الشبهة فاقبلوا الحديث كله أو ارفضوه
كله.
وكما بينا "روح الله" لا تعني الله فقد أطلق الله
تعالى على جبريل عليه السلام روحنا.
فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَاباً فَأَرْسَلْنَا
إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً [مريم : 17]
فالإضافة إضافة عين إلى الله تعالى, إضافة تشريف وتخصيص كما بينا أنواع الإضافات
إلى الله تعالى.
وللتأكيد نكرر إن "روح الله" ليس هو الله , وبيت الله ليس هو الله , وكلمة
الله ليست الله فهي أما صفات تمت إضافتها إلى الله تعالى والله تعالى متصف بها ,
أو أعيان ( قائمة بنفسها ) أضيفت إلى الله تعالى للتشريف أو للتخصيص.
وكمثال قول بولس في الرسالة الأولى إلى كورنثوس 3 : 16 أما
تعلمون أنكم هيكل الله وروح الله يسكن فيكم. والمعنى بعيد جدا" عن انه
يقصد أنهم الله !!.
يتحدث بعد ذلك أن الشقنقيري يتسائل هل كلمة الله مخلوقة أم غير مخلوقة وهل
روح الله تعالى مخلوقة أم غير مخلوقة.
بالنسبة لكلمة الله وضحنا أنها صفة لله تعالى, فكلمة
الله ليس هو الله كما أن قوة الله ليست هي الله وليست أقنوم رابع ورحمة الله ليست
هي الله وليست أقنوم خامس, فإن قالوا إن كلمة الله هي أقنوم ثالث, ما الذي يمنعهم
من اعتبار القوة والرحمة أقنومين رابع وخامس !!.
فكلمة الله تعالى صفة من صفاته,
فمتى شاء الله سبحانه وتعالى تكلم.
أما روح الله فهي ليست حياة الله وليست
الله.
الله تعالى لا يعتمد على شيء للحياة فهو حي كما يليق به أن يحيا فليس كمثله شيء.
وكل ما عدا الله فهو مخلوق.
أما القول إن كان الله خلق روحه فأين كان الله قبل أن يخلق روحه, بينا أن روح الله
ليست هي الله وليست شيء يعتمد الله تعالى عليه للحياة.
وما ذكره زكريا بطرس على أنه قول عالم إسلامي هو بالظبط ما قاله المدافعين عن
ألوهية الروح القدس التي أقروها في مجمع القسطنطينية عام 381 ميلادية ( أي بعد
أكثر من 300 عام من وجود المسيح بينهم اعتبروا أن الروح القدس إله ) , فقد ثار
جدال حول " هل الروح القدس إله أم لا ؟؟" وذلك في نهاية القرن الرابع
الميلادي كما بينا, ونادى المدافعين عن ألوهية الروح القدس بمرافعة بُنيت على
افتراض خاطئ, وهي اعتبار أن الروح هي حياة الله فقد قال محامي الفريق المنادي
بألوهية الروح القدس " لا نعلم عن الروح إلا أنها حياة الله وحياة الله ليست
مخلوقة وإلا كان الله مخلوقا" , فحياة الله أزلية , إذن الروح أزلية إذن
الروح هو الله !!!" , وبالطبع تم بناء المرافعة على افتراض خاطئ وهو أن الروح
هي حياة الله !!!.
وسنتبع معك نفس الأسلوب ونحن على ثقة أنك لن تجد ردا" لما سنسأل عنه وهو:
أنتم
تقولون في قانون الإيمان أن الكلمة مولودة من الله ( أو أن الأقنوم الثاني وهو
أقنوم الابن أو الحكمة أو العقل أو العقل كيفما تسمونه ) فأين كان قبل أن يولد من
الله كما تقولون في قانون الإيمان .؟؟
تقولون ولد من الآب قبل كل العصور !!, فأين كان قبل أن يولد !!؟؟
فإن كان موجودا" قبل أن يولد سألناكم ولماذا ولد طالما
كان موجودا", وإن كنتم أن الابن لم يكن موجودا" قبل ان يولد من الآب فقد
كفرتم بألوهية المسيح.
ثم حسب قانون الإيمان إن الروح القدس وهو أقنوم وإله منبثق
من الآب !!, نقول لكم أين كانت الروح قبل أن تنبثق ؟؟؟ وما معنى تنبثق ؟؟
لو قلتم كانت موجودة قبل أن تنبثق سألناكم ولماذا انبثقت وإن
قلتم كانت غير موجودة قبل أن تنبثق , فقد كفرتم بألوهية الروح القدس0
وأين أدلتكم من أقوال المسيح أن الابن موجود قبل كل العصور وإله حق وأقنوم وأين
أدلتكم أن الروح القدس موجود قبل كل العصور وإله كامل وأقنوم وأنه انبثق !!.
يكمل زكريا بطرس أدلته فيقول :
وكما ذكرنا في القاعدة الثالثة أنه لا يعنينا كمسلمين رأي
شخصي لأحد الأشخاص, لا نعلم إن كان يعرف شيئا" عن المسيحية أو عن الإسلام وربما
ينقل كلمات سمعها من أي مصدر مسيحي ومن المؤكد أنه لم يسبق له قراءة قانون الإيمان
المسيحي أو سمع عنه, ونذكر أن في قانون الإيمان الأثانسي ما يلي : نعبد واحد في
تثليث وثالوث في توحيد وأن الآب إله والابن إله والروح القدس إله ولكنهم ليسوا
ثلاثة آلهة بل إله واحد ... إلى أخره وقد تم وضع فقرات كاملة من قانون الإيمان في
الرد على الحلقة الأولى.
أما ما قاله فالرد عليه لا يزيد عن أن الصفات لا تصبح أشخاصا" تتحاور مع
بعضها وترسل بعضها ولا تكون صفة الحكمة هي الخالق للعالم وصفة الحياة هي التي أعطت
الحياة للخالق نفسه ولجميع الكائنات الحية ولا يكون حوارا" بين الحياة
والحكمة والذات كما حدث في واقعة تعميد السيد المسيح من تواجد الابن وحمامة هي
الروح القدس المتجسد وصوت من السماء وهو الآب !!, فكان التواجد لثلاثة صور مختلفة
تتحدث ويتم رؤيتها فهذه ليست صفات بل كيانات منفصلة وحسب قانون الإيمان كل منهما
إله كامل والصفة لا تكون إلها" كاملا".
ونكرر أقنوم لا وجود لها في اللغة العربية وهي ترجمة شخص
بيرسون بالإنجليزية ولكن خوفا" من أن يقولوا وسط المجتمع العربي الذي غالبيته
مسلم , الله ثلاثة أشخاص قالوا الله ثلاثة أقانيم وابحثوا في أي كتاب بالإنجليزية
عن الثالوث ستجدون (( ثلاثة أشخاص, ثري بيرسونز Three Persons))
.
تقول المذيعة ناهد متولي:
جاء رد زكريا بطرس:
أعاد زكريا بطرس الاستشهاد بالآية من صورة العنكبوت
وحذف جزء من منتصفها كما فعل سابقا" وقد تم الرد على استشهاده بهذه الآية من
سورة العنكبوت في الرد على الحلقة الآولى.
ونكرر إلهنا الذي أنزل القرآن هو الله تعالى الذي أنزل
التوراة والإنجيل وهو الذي أرسل موسى وعيسى ومحمد عليهم جميعا" الصلاة
والسلام. وإن كنتم تؤمنون بهذه الآية فآمنوا بالقرآن كله وآمنوا أن إله المسلمين
هو الإله الحق الذي أرسل عيسى وموسى.
ونبين أن زكريا بطرس في الحلقات القادمة سينقض كلامه ويقول إن إله المسلمين هو إله
القمر معتمدا" على أن محبيه لا
يراجعون أقواله ولا يقارنون بين ما يقوله في الحلقات المختلفة.
ترد ناهد متولي فتقول:
الاستاذة ناهد غيرت الآية فالصحيح (( لَّقَدْ كَفَرَ
الَّذِينَ قَآلُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ...)) [المائدة :
17] و [المائدة : 72].
وهما آيتان واضحتان تبطلان كل محاولات الاستدلال على ألوهية
المسيح من القرآن!!.
يرد زكريا
بطرس :
أولا"
:
ما تم ذكره ليس له أي دليل كتابي من المسيحية ( الكتاب المقدس) , ولم يكن
أبدا" من أقوال السيد المسيح.
ثانيا" : يوجد خلاف بين الطوائف
حول هل للسيد المسيح طبيعتين كما يقول الكاثوليك والبروتستانت أم طبيعة واحدة كما
يقول الارثوذكس.بالإضافة للخلافات حول هل له مشيئة ( إرادة) واحدة أم إرادتين
!!.والخلافات نشأت لعدم وجود أي نصوص حول الموضوع !!.
وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا
الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً [النجم : 28]
ثالثا" : حسب القول السابق وهو "" أن لاهوته
لم يفارق ناسوته لحظة واحدة ولا طرفة عين، وجعله واحداً مع لاهوته بغير اختلاط ولا
امتزاج ولا تغيير"", نرجو الإجابة عن السؤال الذي لم يجب عنه أحد وهو,
من الذي مات على الصليب بالنسبة لكم ؟؟
الإله الذي مات (( اللاهوت )), أم الإنسان الذي مات (( الناسوت )) ؟؟
ولا تنسوا أنكم قلتم أن اللاهوت والناسوت لا ينفصلان ,
وتقولون أن الإله لايموت
( التثنية
32 : 40 حي أنا إلى الأبــد ).
(إرميا 10: 10 لَكنَّ الرّبَّ هوَ الإلهُ الحَقُّ، الإلهُ الحَيُّ والمَلِكُ
الأزَليُّ.)
وهذا مخالف لما تقولونه
من أن الرب ضحى بأبنه ( إله ), ومخالف لما تقولونه من أن الله أقام الرب !!
( يوحنا 3 : 16 لانه
هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له
الحياة الابدية.)
(ِ 1 كُورِنْثُوسَ 2 : 8 ..... لأَنْ لَوْ عَرَفُوا لَمَا
صَلَبُوا رَبَّ الْمَجْد )
(ِ 1 كُورِنْثُوسَ 6 : 14
وَاللَّهُ قَدْ أَقَامَ الرَّبَّ ).
وإن قلتم الإنسان مات فلا تضحية قام بها الرب ولا ابن الرب والقول مخالف صراحة لأن
الإنسان لا يحمل خطيئة إنسان !! (حزقيال 18 : 20 - 21 " النفس التي تخطيء هي
تموت، الابن لا يحمل من إثم الأب، والأب لا يحمل من إثم الابن، بر البار عليه يكون
وشر الشرير عليه يكون ").
فمن الذي مات على الصليب(( اللاهوت أم الناسوت أم كلاهما )) ؟؟؟
يضرب لنا زكريا بطرس مثلا" عن إتحاد اللاهوت بالناسوت فيقول:
وبالطبع هذا المثل لم يقله السيد المسيح
ولا توجد عليه أي أدلة من الكتاب المقدس وهو مثل خاطئ علميا" لأنه بنى
افتراضا" أن الحديد عندما يكون
ساخنا" من الحرارة وتحول لونه إلى الأحمر افترض أن هناك إتحادا"
بين الحديد والنار, والحقيقة العلمية لا تقول هذا أبدا"..... ( المثال قاله
أباء الكنيسة في القرن الثالث الميلادي ).
الحديد عندما يتم تسخينه تتغير خواصه ولكنه يظل حديد.
فالحديد الذي لونه أحمر غير متحد ولا ممتزج ولا مختلط مع النار كما يشبه إختلاط
اللاهوت بالناسوت.
والدليل أن الحديد بدون النار من الممكن أن يصل إلىدرجة الإحمرار بوضعه في فرن
حراري, أي بالتعرض للحرارة بدون التعرض لهب !!.
عند الحوار في هذه النقطة يعود النصراني دائما" لخط
الدفاع الأخير وهو إن المثال للتوضيح ونرد عليه أين النص الذي تريد أن تشرحه بهذا
المثال ؟؟
لا يوجد نص أو أدلة كتابية عندكم ولم يقل أبدا" السيد
المسيح: ناسوتي مع لاهوتي بدون اختلاط ولا
قال أنا طبيعة واحدة أو طبيعتين, ولم يقل إلا أنا إنسان كلمكم بالحق الذي سمعه من
الله !!
( يوحنا 8 : 40 وَلَكِنَّكُمُ الآنَ تَطْلُبُونَ أَنْ
تَقْتُلُونِي وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ
مِنَ اللَّهِ. )
فما الذي كان من المفروض أن يقوله أكثر من هذا لتعرفوا أنه
بشر ؟؟
فقد قال في ( يوحنا 20 : 17 ..وَلَكِنِ اذْهَبِي إِلَى
إِخْوَتِي وَقُولِي لَهُمْ: إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلَهِي
وَإِلَهِكُمْ».) فلم يقل ناسوتي ولاهوتي.
وقال أيضا" : (
يوحنا 17 : 3 وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ
الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ
وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ.) ولم يقل يعرفوا الثالوث وأقانيمه
واللاهوت والناسوت والحديدة والنار والشمس والحرارة والتفاحة ورائحتها.
قالت المذيعة ناهد متولي:
قال زكريا بطرس :
أولا" : لا يتم الفصل بين الطبيعتين حسب معتقد الارثوذكس الذي منهم
زكريا بطرس.
ثانيا"
:
من أخبركم بهذا ؟؟ ...أين الدليل على هذا
من أقوال السيد المسيح ؟؟؟ .
ثالثا" :
المثال الخاص بقطعة الحديد المتحدة بالنار تم
تفنيده علميا" , فالحديد يصبح حديدا" ساخنا" وليس
حديدا" متحدا" مع النار, فما يسبب الإحراق عند ملامسة الحديد الساخن هو
الحديد الساخن نفسه وليس النار المتحدة فيه حسب فهم عباقرة القرن الثالث الميلادي.
رابعا" : يقول
وبهذا نقول :(( عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد )), وزكريا بطرس يستشهد بالنص
السابق ((عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد )), وهذا النص بالطبع لم يكن من
أقوال المسيح عليه السلام , بل جاء النص في رسالة أرسلها بولس ( الذي لم يرى
المسيح إلا في الحلم )), إلى صديقه تيموثي والتي تم وضعها في الكتاب المقدس على
أساس أنها بالوحي الإلهي !!.
وقد أرسل بولس رسالة ثانية إلى صديقه تيموثي وموجودة داخل
الكتاب المقدس أيضا" على أنها بالوحي الإلهي قال له فيها (( رسالة بولس الثانية إلى تيموثاس( 4 : 13 الرداء
الذي تركته في ترواس عند كاربس احضره متى جئت والكتب ايضا
ولا سيما الرقوق).))
نعود إلى العدد الذي يستشهد به من رسالة بولس إلى صديقه
تيموثي والذي يقول ( رسالة بولس الأولى إلي تيموثاوس حسب ترجمة سميث فان دايك القديمة المعتمدة على
الملك جيمس لعام 1611 (1 تيمو 3 : 16
وَبِاعْتِرَافِ الْجَمِيعِ، أَنَّ سِرَّ التَّقْوَى عَظِيمٌ: اللهُ
ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ، ...).
-تم حذف لفظ ( الله ) من الترجمة العربية
المبسطة والترجمة الكاثوليكية بينما اللفظ موجودا" في كتاب الحياة ويمكن
التأكد بزيارة أي مكتبة لدار الكتاب المقدس أو لدار الثقافة أو لكنائس الكاثوليك
للتأكد.
-التراجم الإنجليزية التالية حذفت لفظ ( الله ) أيضا" ( NI, NAS, RS, NRS,
LB)
فالغريب أنكم تستشهدون على أهم معتقداتكم بلفظ حذفته التراجم الأخرى التي اعتمدت
على مخطوطات أكثر دقة.... لا نقول أصلية ...نقول أكثر دقة من الأولى!!, فما الدليل
على الوحي في قول بولس ؟. وما هو النص الصحيح الذي قاله بولس بصرف النظر عن هل
قاله بالوحي أم لم يقله بالوحي..؟؟
النص في التراجم الحديثة ( عظيم هو سر التقوى ظهر في الجسد !!) وكما أشرنا يمكن
التأكد بزيارة أي مكتبة مسيحية.
تحول زكريا بطرس للاستشهاد بالقرآن فقال إن الله ظهر
في الجسد مثل ظهوره لموسى في الشجرة وعلى الجبل.
ونرد أنه حسب الإسلام لم يظهر الله تعالى لموسى في الشجرة ولا على الجبل .
فالله تعالى قال لموسى لن تراني.. وقد تجلى الله تعالى للجبل
وليس لموسى على الجبل.
وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي
أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى
الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ
لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً وَخَرَّ موسَى صَعِقاً فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ
سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ [الأعراف : 143]
ننهي الرد على الحلقة الثانية بتفنيد الأقوال الخاصة بأن الله تعالى رآه أي أحد
وذلك من خلال الكتاب المقدس الذي فيه :
(( يوحنا 1: 18 - ما مِنْ أحدٍ رأى الله قَط.))
(( خروج 33: 20 - أمَّا وجهي فلا تقدِرُ أنْ تراهُ، لأنَّ
الذي يراني لا يعيشُ. )).
(( رسالة يوحنا الأولى 4: 12 - ما مِنْ أحَدٍ رأى الله قَطْ.
))
(( رسالة بولس إلى صديقه تيموثاوس الأولى 6: 16 - ما رآهُ
إنسانِ ولن يَراهُ..)).
فكيف قال بولس لصديقه في نفس الرسالة أن الله ظهر في الجسد !!!.
اكتمل الرد على الحلقة الثانية
والحمد لله رب العالمين.