من أعمال الرسل 26 : 23

قال المعترض : أقام المسيح ثلاثة من الأموات: ابنة الرئيس، وميتاً آخر ذُكر في لوقا 7 ولعازر كما ذكر في يوحنا 11. وفي أعمال 26: 23 إن يؤلَّم المسيح يكن هو أول قيامة الأموات . وفي 1كورنثوس 15: 20-23 قد قام المسيح من الأموات وصار باكورة الراقدين... لأنه كما في آدم يموت الجميع، هكذا في المسيح سيُحيا الجميع. ولكن كل واحد في رتبته: المسيح باكورة، ثم الذين للمسيح في مجيئه . وورد في كولوسي 1: 18 الذي هو البداءة، بكرٌ من الأموات، لكي يكون هو متقدِّماً في كل شيء . وهذه الأقوال تنفي قيام ميت من الأموات قبل المسيح، وإلا لا يكون المسيح أول القائمين وباكورتهم. وفي رؤيا 1: 5 يسوع المسيح الشاهد الأمين البكر من الأموات .

وللرد نقول بنعمة الله : المسيح هو أعظم من قام من الأموات في أنه مات وقام ولا يعود يذوق الموت بعد، فهو بكر الأموات بمعنى أنه أعظمهم، وليس بمعنى أنه أولهم. أما الذين أقامهم من الموت فذاقوا الموت بعد ذلك، وماتوا كباقي الناس بعد أن عاشوا عدة سنين. ولكن متى أتى يوم البعث فلن يذوقوا الموت وتكمل سعادتهم، ويتم بذلك نعيمهم الدائم.

ولم يكن البكر دائماً هو الابن الأكبر، بل الابن الأعظم الذي ينال نصيب اثنين. فيعقوب أبو الأسباط اعتبر أفرايم بن يوسف (وهو الصغير) الابن البكر (تكوين 48: 14) واعتبر منسى بن يوسف الابن الثاني مع أنه أول أبناء يوسف.

_____________________________

بعد الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله :

زعم بولس فى مواضع شتى ان المسيح يتقدم من قام من الاموات و هو ما يعارض كون أناس اخرين قاموا من الموت قبل المسيح كطليثا و لعازر و ابن أرملة نايين ....إلخ

فقال القس الفاضل فى توجيه هذا التعارض أن المسيح هو بـكر الاموات بمعنى أعـظـمهم لأنه لم يذق طعم الموت مرة أخرى أما الذين أقامهم من الأموات  فذاقوا الموت بعد ذلك. و حاول خلق شاهد  على ان  البكرية  تستعمل للتعظيم  ،  فنجيبه تفصيلاً بالأتى:

اولاً: أن البكورية لها معنى معلوم و هو الأولية و الأسبقية ، كما يقال  للبطن الأولى الابن البكر و هكذا....، و لم يقع أن شخصاً دُعى بكراً نظراً لمكانته ، و كتاب النصارى يشهد لهذه الحقيقة فى مواضع شتى .

فمثلاً نقرأ أن رأوبين هو بكر يعقوب مع أن أخاه يوسف  أعظم منه و هو نبى، (( و هذه أسماء بنى إسرائيل الذين جاءوا إلى مصر: يعقوب و بنوه ، بكر يعقوب رأوبين )) تكوين8:46

و يقول الرب صراحة فى معنى البكرية (( و كلم الرب موسى قائلاً: قدس لى كل بكر ،كل فاتح رحم من بنى إسرائيل ، من الناس و من البهائم إنه لى )) خروج1:13، فعُلم أن البكر هو أول من يفتح الرحم .

و أكثر من هذا فنقرأ من اخبار الكتاب المقدس الطريفة أن  يعقوب و رغم كونه توأم عيسو و أفضل منه إلا أن البكورية ظلت لعيسو و لم تنتقل إلى يعقوب إلا بتخلى أخيه عنها بعد أن رشاه بوجبة طعام!! (تكوين 34:25)

و حتى الشاهد اليتيم الذى استأنس به جناب القس على تحليله  (فى تكوين14:48)، فليس فيه ما يؤيد كلامه بل العكس هو الصحيح فالنص يقول : (( فمد إسرائيل يمينه و وضعها على رأس أفرايم و هو الصغير ، و يساره على رأس منسى .وضع يده بفطنة فإن منسى كان البــكــر....و قال يوسف لأبيه : ليس هكذا يا أبى لأن هذا هو البكر ضع يمينك على رأسه، فأبى أبوه وقال: علمت يا بنى علمت،هو أيضاُ يصير شعباً و هو أيضاً يصير كبيراً ، و لكن أخاه الصغير يكون أكبر منه و نسله يصير جمهوراً من الأمم )) تك 14:48-20

كما نرى فإن يعقوب لم ينكر  بكورية منسى  و لم يدعو أفرايم بكراً مكانه ، و حين نبهه يوسف أن يضع يمينه على منسى لأنه البكر أجابه قائلاً: (علمت يا بنى علمت) ، فدل على الفرق بين البكورية التى أقرها لمنسى ، و رفعة المكانة التى التى تنبأ بها لأفرايم فوضع يمينه على رأسه بسببها.

ثانياً: أن القس اعتمد فى جوابه على ابتداع معنى للبكورية يدفع به التناقض عن كتابه ثم قال [ فهو بكر الأموات بمعنى أنه أعظمهم، وليس بمعنى أنه أولهم ] ، و نسى عبدالنور أن  النص فى سفر الأعمال صريح فى رد كلامه و إثبات أن البكورية تعنى الأولية فقال: (( إن يؤلَّم المسيح يكن هو أول قيامة الأموات )) أعمال23:26، فشهد الكاتب صراحة أن المسيح هو أول قيامة الأموات !!

ثالثاً: أن القس قال [ المسيح هو أعظم من قام من الأموات في أنه مات وقام ولا يعود يذوق الموت بعد.... أما الذين أقامهم من الموت فذاقوا الموت بعد ذلك وماتوا كباقي الناس بعد أن عاشوا عدة سنين ] وهذا قول باطل لأننا نقرأ فى الإنجيل عن قيام الكثير من أجساد القديسين من الموت بعد صلب المسيح المزعوم ثم خروجهم من قبورهم بعد ذلك و دخولهم المدينة المقدسة و ظهروا للناس جهاراً (متى52:27، 53)

ولم يخبرنا كاتب الإنجيل أين ذهبوا و لا كيف عاشوا ولا حتى إن كانوا قد عادوا و افترشوا القبور أمواتاً مرة أخرى!!

زد على هذا أننا نقرأ عن نبي اسمه أخنوخ، لم يذق الموت ابتداءً بل رُفع إلى السماء و سار مع الله (( و سار أخنوخ مع الله و لم يوجد لأن الله أخذه )) تكوين 24:5، (( بالإيمان نُقل أخنوخ لكى لا يرى الموت ، و لم يوجد لأن الله نقله )) العبرانيين 5:11

ومن جهة أخرى كيف يُرفع أخنوخ ولا يرى الموت ، فى حين ان بولس يقول في رومية 12:5: (( و هكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس إذ أخطأ الجميع )) ؟!

 وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا